اقلام واراء اسرائيلي 496
4/12/2013
في هــــــذا الملف
مصر تزيد الضغط على غزة واسرائيل تخففه
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
‘نتنياهو لا يتعلم’
بقلم: أليك مرغليت،عن معاريف
وحدات استيطانية جديدة
بقلم: حاييم لفنسون،عن هآرتس
الاتفاق مع ايران ضد العقل
بقلم: يورام إتنغر،عن اسرائيل اليوم
عرب سيئون من النقب
بقلم: رحيل نئمان،عن هارتس
خطة ‘برافر’ لمصلحة جميع الأطراف
بقلم: سمدار بت آدم،عن اسرائيل اليوم
مصر تزيد الضغط على غزة واسرائيل تخففه
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
تبنى وزير الدفاع موشيه يعلون في هذا الاسبوع توصية المستوى المختص من جهاز الامن وهي التمكين من ادخال مواد بناء لعدد من المشاريع الكبيرة التي تُركزها منظمات دولية في قطاع غزة. وحذّر العاملون في وحدة تنسيق العمليات في المناطق من أن استمرار حظر ادخال مواد البناء قد يفضي الى أن يفقد عشرات الآلاف اماكن عملهم في القطاع والى أن يسيء ذلك الوضع الامني بصورة غير مباشرة.
‘ اعتقد يعلون في البداية أن التحذيرات مبالغ فيها وأنه يجب على اسرائيل أن تستمر في جباية ثمن من حماس ردا على الكشف عن النفق الذي حفرته المنظمة من القطاع الى داخل اسرائيل في النقب الغربي والآن استقر رأي يعلون بعد تردد على أن يقبل التوصية بصورة جزئية وأمر منسق العمليات في المناطق اللواء ايتان دينغوت، أن يقدم خطة لاسقاط شيء من العقوبات في الايام القريبة يتم تنسيقه مع الامم المتحدة.
كان الاختلاف في الرأي في قيادة جهاز الامن العليا نتيجة متأخرة للانقلاب العسكري في القاهرة في تموز من هذا العام. فمنذ أن عزل الجنرالات المصريون حكومة الاخوان المسلمين ساءت العلاقات بين القاهرة وغزة. فالسلطات المصرية تتهم حكومة حماس في غزة على الدوام بمساعدة منظمات ارهاب اسلامية في سيناء. وقامت في الوقت نفسه بعملية منهجية اولى للقضاء على الأنفاق على حدود مصر والقطاع في رفح. فدُمر أكثر الأنفاق أو أُغرقت أو أُغلقت وشُلت صناعة التهريب الفلسطينية الى القطاع بصورة تامة تقريبا. وأفضت العمليات المصرية الى وقف شبه مطلق لتهريب السلاح الى القطاع، لكنها أضرت في اثناء ذلك ايضا بتهريب الوقود والسلع في الأنفاق. وقد أغلق المصريون في الشهر الاخير ايضا أنفاقا كانت تُستعمل لتهريب مواد بناء الى غزة.
أعلنت اسرائيل قبل ثلاثة اشهر تسهيل نقل مواد بناء منها الى القطاع لاستعمال السوق الخاصة ردا على سلسلة توجهات من دول اجنبية. لكن اسرائيل استقر رأيها في منتصف تشرين الاول على الغاء الرخص بعد الكشف عن النفق بالقرب من كيبوتس عين هشلوشه في النقب. ويعتقدون في الجيش الاسرائيلي أن النفق كان يفترض أن تستعمله حماس في عملية هجومية كاختطاف أو استعمال مواد متفجرة بصورة واسعة النطاق في داخل اسرائيل. وزعم قائد منطقة الجنوب سامي ترجمان أن مواد البناء التي أجازت اسرائيل ادخالها استُعملت في حفر النفق، برغم أن النفق حُفر في واقع الامر قبل ذلك بشهور كثيرة.
في 31 من تشرين الاول أُصيب ستة ضباط وجنود من الجيش الاسرائيلي بشحنة ناسفة وضعتها حماس في زمن اعمال اسرائيلية لتدمير النفق على الجانب الفلسطيني من الحدود في القطاع.
اعتقد يعلون أن العقوبة الاسرائيلية على نقل مواد البناء يجب أن تستمر بسبب استعمال حماس لهذه المواد في العمليات الارهابية. وفي مقابله حذر العاملون في جهاز التنسيق من التأثيرات في اقتصاد القطاع الذي هو في ازمة شديدة ايضا. ويُقدر جهاز الامن الاسرائيلي أن شلل سوق البناء الكامل في القطاع قد يفضي الى إقالة عمال يبلغ عددهم 40 ألف شخص. وتحدث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في الفترة الاخيرة الى يعلون في الهاتف وطلب إليه أن يُمكن من ادخال المواد.
وتوجهت مصر ايضا التي أفضت الخطوات التي اتخذتها الى الازمة الحالية الى اسرائيل في هذا الشأن (دون أن تكون مستعدة لازالة الحظر من الجانب المصري). وقصد يعلون هو أن يُمكن من تسهيل جزئي فقط لنقل مواد بناء الى عدد من المشاريع التي تقوم بها وكالة الغوث التي تقوم بها الأونروا ومنظمات دولية اخرى. وقد سمحت اسرائيل في الماضي بادخال مواد بناء لهذه المشاريع عن اعتقاد أن الرقابة عليها ستكون أقوى وأن المواد لن ‘تتسرب’ لبناء نظام تحصينات حماس ومواقعها. ويبدو أن استعداد وزير الدفاع لأن يزن من جديد التسهيلات يتعلق ايضا بزيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري لاسرائيل في هذا الاسبوع. ويخشون في اسرائيل ايضا من أن إساءة الوضع الاقتصادي في غزة ستجعل من الصعب على حماس الاستمرار في ضبط الفصائل التي هي أصغر وفرض وقف اطلاق النار مع الجيش الاسرائيلي. وقالت مصادر امنية مع ذلك لصحيفة ‘هآرتس′ إنه لن يكون تغيير في سياسة اسرائيل العامة في شأن القطاع. وقالوا إن يعلون لن يُمكّن من ادخال مواد بناء الى السوق الخاصة في القطاع يتجاوز مساعدة مشاريع المنظمات الدولية خشية أن يساعد ذلك على حفر أنفاق هجومية اخرى على يد حماس. ويُضاف الى النقص الشديد من مواد البناء استمرار ازمة الكهرباء الشديدة في القطاع نتيجة وقف تهريب الوقود من مصر. فقد كفت محطة توليد الطاقة التي تمد القطاع بنحو من نصف استهلاك الكهرباء، عن العمل. وينقطع إمداد سكان القطاع بالكهرباء في كل يوم من 12 18 ساعة، وتصر مصر على رفضها تجديد نقل الوقود في الأنفاق من سيناء الذي تقف كلفته على ربع كلفة الوقود المنقول من اسرائيل.
اقترحت قطر في الفترة الاخيرة نقل كميات كبيرة من الوقود منها محفوظة اليوم في مخازن في مصر، الى سلطة حماس في غزة. والسلطة الفلسطينية خاصة هي التي تراكم الصعاب في وجه ذلك، وهي التي يحق لها بحسب اتفاقات باريس مع اسرائيل أن تجبي ضريبة قيمة مضافة على ادخال سلع الى المناطق. وقد عبرت اسرائيل عن استعداد لادخال الوقود الى القطاع من ارضها بعد أن تحطه ناقلات في ميناء أسدود، لكن هذا الاقتراح يلاقي صعابا الآن. وتُجرى في الايام الاخيرة اتصالات محمومة بين قطر وحكومة حماس والسلطة الفلسطينية في محاولة لحل المشكلة والتغلب على ازمة الوقود في القطاع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘نتنياهو لا يتعلم’
بقلم: أليك مرغليت،عن معاريف
في مكانين أردت أن أكون أول أمس أكثر من أي موقع آخر. الاول هو محيط رئيس الوزراء للاستماع الى البحث في حبة البطاطا الساخنة التي تدحرجت الى الداخل مع تحرير الارقام المفزعة عن عادات استهلاك العائلة الملكية. المكان الثاني الذي أردت أن أكون ذبابة فيه هو مكتب المحرر الرئيس للبوق ‘اسرائيل اليوم’ في نقاشه عن كيف ينطلقون مرة اخرى الى المعركة في الدفاع عن سمعة الملك.
لنبدأ في مكتب رئيس الوزراء. يمكن القول بيقين ما بأنه يعمل هناك أناس أكفاء وجديرون، بعضهم التقيته غير مرة ويمكنني أن اشهد بأن الحديث يدور عن مادة جيدة. ولكن أول أمس ذات العصبة من المستشارين فشلت في المهمة الأكثر بساطة ظاهرا اطلاق تعقيب مناسب ودقيق يصلح الاضرار التي ألحقها نتنياهو وعقيلته هذه السنة. فحتى هناك يدعون بأن الحديث يدور عن طقوس دائمة لوسائل الاعلام، بأن هذه المطاردة هي مثلما كتب مراسل البلاط درور إيدار آلة ‘موسمية’، وبالتالي فهل هذا ما نجحوا في أن يطلقوه هناك؟ إسناد مشكوك فيه على لسان جثة لم تبرد بعد؟ أولم تتعلموا شيئا من السنة الماضية.
اذا ما شطبنا استضافة عرض آينشتاين، فان تعقيب المكتب بالذات لم يكن سيئا، جزءا من الالغام التي نثرت في التقرير المشوق الذي وصل بفضل ‘حركة حرية المعلومات’ أُزيل، وكان فيه قدر كثير من الموضوعية. ولكن لدى نتنياهو، مثلما هو الحال لدى نتنياهو، حين يدق الفزع على الباب ‘تتشوش المنظومة دوما، وهكذا الغضب الجماهيري، الذي يحل في كل الاحوال، سيشتعل أكثر فأكثر من خلال الانتهازية الرخيصة للاستخدام الزائد لأرشيف آينشتاين. وبالمناسبة، ذات الأرشيف يمكنه أن يضربك ايضا، بالضبط مثلما فعلوا أمس في ‘يديعوت احرونوت’ عندما امتشقوا اقتباسا آخر لآينشتاين الذي انتقد استعراضات رئيس الوزراء التظاهرية.
مهما يكن من أمر، فانه مثلما في كل يوم يوجد أكثر من 300 ألف بيان تنتظر الضربة المضادة، وهذه بالفعل جاءت مع عرض محرج آخر للمتزلفين والمنافقين من النوع المنخفض جدا وبالطبع دحرجة الذنب نحو الآخرين (في المرة السابقة أُزيحت النار الى مقر الرئيس). اذا ما الذي كان لنا هناك؟ بعض اقتباس عن الوزير بيرون الذي يُزعم بأنه يدافع عن نتنياهو وعلى الفور أصبح عنوانا رئيسا، الوزير أردان الذي جُند بأمر استدعاء للاحتياط، وكما يُذكر محلل البلاط درور إيدار في مقالة هزيلة حاول فيها أن يربط بين اوباما و’امبراطورية الشر’ لـ ‘يديعوت احرونوت’ والتبذير الذي ليس تبذيرا لرئيس الوزراء.
لا ينبغي لنا أن نتوقع من رئيس الوزراء حياة تقشف، فنحن لسنا في فترة شد الحزام، ولكن يدور الحديث رغم ذلك عن وقت للتواضع فيه قيمة، فترة اقتصادية ليست بسيطة بالنسبة لمعظم الجمهور في البلاد بحيث أنه يجب أن يُجند على عجل طفل يصرخ بأن الملك عار أو على الأقل منقطع تماما عما يحصل في الخارج. مطلوب مستشار لا يخشى أن يقول ‘يا رفاق، إنها فكرة سيئة جدا أن نُجلس اريك آينشتاين على جدارنا، تعالوا نكتفي بشرح قصير ومُركز′. أخشى أنه لا يوجد اليوم في المكتب حتى ولا واحد كهذا. رئيس الوزراء معروف بمحبته لمن يقولون نعم، وصبره على المستشارين ذوي الرأي ينفد بسرعة.
حتى لصحيفة البلاط من المجدي أن تستعين بقدر من التواضع، فتعترف احيانا بأن الزعيم يخطيء وأن تنصت الى المزاج العام بدلا من غسل دماغه. لا يوجد ما يدعو الى أن نتوقع ذلك بالطبع، فنتنياهو، رئيس الوزراء الشعبي مع القوة السياسية الهائلة، وصحيفته، التي وصلت الى نسب اطلاع هائلة، عالقان في احساس الضحية البنيوي لديهما؛ فهما الضعفاء الذين يتعرضون للاعتداء وكل الباقين هم أشرار يمتصون دمهما. رهاني هو أنه في السنة القادمة سنعود الى ذات المكان بالضبط، ومرة اخرى كل من يبحث عن الشفافية والتواضع سيُدان بصفته مقتلع اسرائيل، ناكر للجميل لا يعرف المساهمة الهائلة التي يقدمها نتنياهو لشعب اسرائيل. سنلتقي هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وحدات استيطانية جديدة
بقلم: حاييم لفنسون،عن هآرتس
حث وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون في الاشهر الاربعة الاولى من ولايته بناء 3.000 وحدة سكن في المستوطنات. هكذا يتبين من معطيات نقلتها وزارة الدفاع في اطار طلب بحرية المعلومات. ونشر في ‘هآرتس′ أمس بان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اضطر الى الايضاح الى الامريكيين مرة اخرى بان ليس في نيته حث البناء في المستوطنات. وذلك بعد أن ازيلت عطاءات البناء للمهندسين من موقع وزارة الاسكان. المعطيات التي نقلت مؤخرا الى حركة ‘السلام الان’ تتناول الفترة التي انتهت في شهر تموز الماضي. في هذه الفترة اقر يعلون بناء 386 وحدة سكن في بيت ايل فقط كجزء من التعويض الذي اعطي للمستوطنة على هدم المباني في تلة الاُلبانة. كما اقر يعلون بناء 277 وحدة في عاليه زهاف؛ 290 وحدة في حي هار افرايم في كدوميم؛ 550 وحدة في تلمون؛ 765 وحدة في نطاق البنانه في جفعات زئيف و 219 وحدة في جفعات زئيف نفسها.
وبالتوازي أقر يعلون توسيع اراضي الحكم في شيلو الاجراء الذي سيسمح بمزيد من البناء في المكان كما اضيفت الى مستوطنة نجوهوت اراضي المحمية الطبيعية المجاورة. وفي الادارة المدنية يفكرون الان بالغاء’ تعريف المنطقة كمحمية طبيعية من أجل السماح بالبناء في المكان.
ويفيد تحليل الخريطة بانه رغم تصريحات الدولة التي تقول ان البناء سيحصر في الكتل، توجد مخططات لكل المستوطنات ذ بما في ذلك تلك التي تقع على طول محور ستين وبعيدة عن جدار الفصل. هكذا مثلا، تلمون، المعزولة حظيت بدفعة ذات مغزى، وكذا كدوميم وبؤرة ال متان الاستيطانية. مراجعة اخرى للقائمة تفيد ايضا بان وزير الدفاع لم يقر مخططات البناء في المنطقةتE1تالتي يحاول وزير الاسكان اوري اريئيل دفعها الى الامام.
منذ انتخب لمنصبه في شهر اذار الماضي، يكثر يعلون التجوال في البلدات وفي المجالس. حيث يستقبل بشرف عظيم. فهو ‘صديق حقيقي للاستيطان’، قال رئيس المجلس الاقليمي غوش عصيون، دافيدي برل. ولغرض المقارنة، فان وزير الدفاع السابق ايهود باراك، الذي يعتبر عدو الاستيطان، دفع الى الامام بناء قدر اكبر من الوحدات ضعفين.
المعطيات التي جاءت من وزارة الدفاع تتناول أيضا الاذون التي اصدرها ايهود باراك في شهر تشرين الثاني من العام الماضي وحتى انهاء مهام منصبه في شهر اذار الاخير. وبالاجمال اقر باراك بناء 6.200 وحدة سكن وحث اجراءات عامة في 15 بلدة مختلفة. وضمن امور اخرى اقر باراك بناء 550 وحدة سكن في كفار ادوميم؛ 40 وحدة سكن في بؤرة ال متان؛ 839 وحدة سكن في ارئيل، 720 في الفيه منشه. 48 وحدة في كريات أربع؛ 42 في علمون؛ 150 في أدان و 260 في تسوفيم في السامرة.
وعلى حد قول عضو فريق متابعة المستوطنات في ‘السلام الان’ ليئور عميحاي، فان ‘يعلون اصبح بصاما لمجلس ‘يشع′ للمستوطنين. ورغم محاولات اخفاء المعلومات اكتشفنا موجة اقرارات بناء ومخططات لـ 9 الاف وحدة’. وعلى حد قوله، واضح أنه في الوقت الذي تحث فيه تسيبي لفني التسوية، فان يعلون واريئيل يواصلان حث البناء في الضفة. على رئيس الورزاء أن يأمر يعلون بوقف حث المخططات’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاتفاق مع ايران ضد العقل
بقلم: يورام إتنغر،عن اسرائيل اليوم
إن ايران بخلاف الرأي السائد ترى الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج العربية لا اسرائيل بنك الأهداف الاول للقدرة الذرية. وايران تطمح الى تطوير قدرة ضخمة (ذرية)، لتدفع قدما نحو هدف ضخم (السيطرة على الخليج الفارسي وعلى الاسلام السني)، بازالة عائق ضخم (قوة الولايات المتحدة في الخليج الفارسي)، دونما صلة باسرائيل وسياستها، أو الصراع العربي الاسرائيلي أو الشأن الفلسطيني.
لكن السحابة الذرية الايرانية ستضائل كثيرا قدرة اسرائيل الردعية العسكرية وقدرتها على المساومة الدبلوماسية، والاستثمارات الاجنبية والهجرة إليها والسياحة واعادة المهاجرين منها، وستزيد زيادة حادة في الارهاب وفي مقدار الهجرة من ايران. وهذا إضرار شديد باسرائيل دون اطلاق رأس ذري واحد.
‘ يعبر الاتفاق الذري مع ايران عن استعباد العقل السديد والمصالح البعيدة المدى لخواطر وطلب راحة قصير المدى. إن الدبلوماسية في الحقيقة سبيل مفضل لتسوية الصراع مع نظام مخالف للقانون ترك العنف، لكن عمل الردع/ المنع العسكري أفضل لوقف نظام مخالف للقانون وباحث عن العنف. إن ايران تجري تفاوضا مع الولايات المتحدة يوازي عددا من أنشطتها كتشجيع الارهاب المعادي لامريكا، وتحويل العراق الى جبهة ارهاب مركزية، والتآمر في السعودية ودول الخليج وافريقيا، وتربية الشعب الايراني على كراهية الولايات المتحدة. ويتعاون روحاني وكوريا الشمالية ايضا على تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس ذرية واصابة الولايات المتحدة.
إن تقرير الامم المتحدة عن حقوق الانسان في ايران أبلغ عن وقوع 724 عملية إعدام في السنة ونصف السنة الاخير كان كثير منها منذ تولى روحاني عمله في حزيران. إن اضطهاد المواطن الايراني وسلبه حقوقه يُمثلان تصور روحاني العام أكثر من تصريحاته.
إن إظهار الحماسة لاتفاق مع ايران يفضي الى ثمن مبالغ فيه والى تكرار لأخطاء الماضي. فقد مهدت خمسون سنة دبلوماسية وعقوبات وإغراءات واتفاقات كانت ترمي الى الفحص عن النوايا، مهدت الطريق لحصول نظام مخالف للقانون ومعاد لامريكا في كوريا الشمالية على القدرة الذرية. ولم تغير ثلاثون سنة دبلوماسية وعقوبات واتفاقات نظام آيات الله الذي أصبح في آخر دورة في الماراثون الذري.
‘ لم يُنتخب روحاني انتخابا ديمقراطيا بل انتخبه الزعيم الأعلى خامنئي المتمسك بتكتيك ‘التقيّة’ الذي يُمكن من الخداع واستعمال اللغة المزدوجة في عقد اتفاقات مع ‘الكفار’ ونُكثها للدفاع بأهداف الاسلام قدما. وقد ضلل روحاني بصورة منهجية الوكالة الذرية الدولية حينما كان يتولى رئاسة الفريق الايراني للتفاوض. وأعلن في ايلول 2002: ‘إن معنى توقيعنا على الاتفاقات هو أننا لا نسعى الى سلاح ذري أو كيميائي أو بيولوجي’.
‘ بخلاف العالم الحر الذي يقدس الاتفاقات بصفتها خطوة للتعايش السلمي، يرى نظام مخالف للقانون ذو رؤيا غامضة، يرى الاتفاقات خطوة ليهزم الشريك في التفاوض. ويمثل نُكث ايران للاتفاقات الساحة الاسلامية الداخلية التي لا تنفذ أكثر الاتفاقات.
‘ ينبع الاتفاق مع ايران من سياسة امريكية منهجية ساعدت على تولي الاخوان المسلمين الحكم في مصر، وسيطرة ارهاب اسوأ من القذافي على ليبيا، وتقوية بوتين في سوريا وادخال الرعب لدى اصدقاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي. ويمنحها الاتفاق زمنا ثمينا للحصول على القدرة الذرية التي ستحول آيات الله من تهديد تكتيكي قابل للسيطرة عليه الى تهديد استراتيجي ذي باعث مسيحاني غير قابل للسيطرة عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عرب سيئون من النقب
بقلم: رحيل نئمان،عن هارتس
كان رد رئيس الوزراء على واقعتين في نهاية الاسبوع مثيرا. فقد رد نتنياهو على الواقعة التي رُفض فيها دخول ثلاثة جنود دروز من الجيش الاسرائيلي الى قرية البحث الذري في ديمونة في اطار تدريب حراسة، بقوله إن الدروز من لحمنا ويجب أن يُعاملوا باعتبارهم مواطنين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة. أما البدو الذين احتجوا على قانون برافر فسماهم ‘أقلية صارخة عنيفة’ لن يُظهر أي شيء من التسامح معهم.
ماذا يمكن أن نفهم من ذلك؟ هل أن نتنياهو يرى أن الدروز ‘عرب صالحون’ أما البدو فهم ‘عرب سيئون’ ومتوحشون ومخالفون للقانون وأعداء للدولة؟ أو ربما في الصراع على الارض تكون كل هذه التنويعات غير مهمة والذي يستطيع أن يستعمل قوة أكبر لن يحجم عن تهديد نشطاء واستعمال القنابل الصادمة والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي؟ إن مشاهد الفرسان وقوات الشرطة الخاصة وهي تواجه شبابا يرمون الحجارة تمحو الخط الاخضر مرة اخرى، وأما الخط الاحمر فما زال سيالا. فاذا هاجت النفوس قليلا بعد فهل يمكن أن يتم تجاوز الخط الاحمر كما حدث في يوم ارض آخر؟.
حينما يكون الحديث عن ارض فانهم يعودون الى الخلف بصورة عمياء ويتجاهلون مبدأ المساواة المدنية الذي تم استيعابه من جهة صورية على الأقل. إن مخطط برافر الذي يعني نقلا قسريا للبدو وتجميعهم في اماكن لا يهتمون بالسكن فيها، يناقض روح قرارات المحكمة العليا وروح تقارير مراقبي الدولة. وإن تصريحات نتنياهو تعيدنا الى ايام اريئيل شارون والدورية الخضراء وتشير بصورة سافرة الى أن السكان البدو الذين كانوا يعيشون في النقب منذ القدم ما زالوا يُرون عاملا اجنبيا غير مرغوب فيه. والى ذلك فان احتجاجات البدو تثير من جديد السؤال المقلق الذي قد حُسم في ظاهر الامر وهو لمن هذه الارض. إن الجواب المعروف قد صيغ بصورة حسنة في اقتراح القانون ولا حاجة الى علم قانوني لندرك أن مخطط برافر يفوض الى الدولة في واقع الامر أن تطرد البدو وتنهبهم مرة اخرى برعاية القانون في هذه المرة.
‘ ينبغي أن نفرض أن اقتراح القانون لن يحظى فقط بتأييد اليمين بل بتأييد يوجد مستقبل والحركة وهما حزبان صنفا أنفسهما بأنهما تقدميان، لكنهما لن يحجما عن ضم صوتيهما الى صوت افيغدور ليبرمان الذي يقول على رؤوس الأشهاد إن البدو ناهبو اراض وإن اراضيهم كلها ملك للشعب اليهودي. بل إن وزير الخارجية هدد بأنه اذا لم يرفع البدو علما أبيض فسيقترح طردهم دون أي تعويض. وإن ليبرمان خبير بابراز النص الخفي في حين أن نتنياهو خبير بالطمس عليه. وهما معا يلتفان على جيوش البدو وقد يهزمانها ايضا.
‘ لكن النص نفسه ايضا غير مُغرٍ. فالذي يقرأ مذكرة اقتراح القانون يمكن أن يفهم منه أن ‘تنظيم’ الاستيطان في النقب سيكون ممكنا بمساعدة أوامر ادارية خاصة على هيئة قوانين طواريء. ومعنى ذلك أن البدو لن يستطيعوا الحصول على مساعدة من المحكمة التي ستُمنع من التدخل. وهكذا تستطيع الدولة أن تنقل الى ملكيتها اراضي كثيرة تبلغ نحوا من 400 ألف دونم من 600 ألف الدونم التي يملكها البدو اليوم وأن تبدأ عملية عاجلة لتهويد النقب.
‘ إن الذراع التي ستُسكن اليهود في اراضي البدو وهي قسم الاستيطان في الهستدروت الصهيونية، وهي جسم خارج الدولة يمثل الشعب اليهودي، هي نفس الذراع التي تُسكن اليهود في السامرة وتخطط لبناء مراقِب اخرى في الجليل. وقد نُهبت أكثر اراضي العرب في شمال البلاد وضمت الدولة في الضفة في واقع الامر ‘كتلا’ أسكنت اليهود فيها. وسيُمكّن القانون الجديد من ضم ‘كتلة’ اخرى في النقب هذه المرة. وفي الفترة التي يزداد فيها الضغط الدولي للتوصل الى تسوية في الضفة، وأصبح الاوروبيون قد حددوا الحدود، قد يتحقق التعويض في صورة احتلال في الداخل هو المرحلة الثانية من احتلال النقب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطة ‘برافر’ لمصلحة جميع الأطراف
بقلم: سمدار بت آدم،عن اسرائيل اليوم
إن احتجاج جمهور عربي مصبوغا بالأعلام الفلسطينية وينتهي الى العنف والاعتقالات، لا يثير الأمل، وبرغم النغمات العالية والعداوة الواضحة منه، يُبقيني احتجاج البدو في النقب متفائلة، ربما بسبب علمي بأن الحكومة أخذت تعمل آخر الامر بصورة صحيحة في نظري.
إن القانون لتنفيذ خطة اسكان البدو في النقب لا يرضي رغبة كل سكان النقب من العرب أو اليهود. لكنه يرضي رغبة الأكثرية. فليس لـ 85 بالمئة من البدو لا ناقة ولا جمل في المطالبة بالاراضي، وهم ينتظرون فقط أن يُحل الامر ويستطيعوا السكن في بيوت مبنية وأحياء منظمة وبلدات فيها بنى تحتية للصرف الصحي والماء والكهرباء والتربية والصحة والنقل العام. ويفضي تنفيذ القانون الى ذلك.
‘ إن مختصر علاقاتنا بالبدو في هذه البلاد يبدأ بشجرة النسب: فان جزءا منهم على حسب تراثهم من نسل سام وجزءا آخر من نسل اسماعيل. وكانت الحياة في الفضاء المشترك في العصر الحديث مقرونة بصراعات جيران على الارض حتى قبل انشاء الدولة، وتطوع واسع للجيش الاسرائيلي، ولا سيما قصاصي الأثر في جبهة ارهاب المتسللين، وسياسة تغيير ثقافة الترحال واسكانهم في مدن وبيوت ثابتة دون أن يُمنحوا وسائل لعقد جسر فوق الهاوية الحضارية والاقتصادية والاجتماعية، وتدهور الى أسفل السلم الاقتصادي مع أنهم من مواطني الدولة، والى جانب ذلك اعمال جريمة وعنف تهدد سلام جيرانهم في البلدات اليهودية، وتطرف ديني وقومي واستيلاء معادٍ على اراضي الدولة وبناء غير قانوني.
‘ وعلى مر السنين لم تحسم حكومات اسرائيل الرأي، أهي ‘مراقب’ يراقب العمليات ويفرقع بلسانه ويهدد، أم هي المسؤول ذو الصلاحيات المحدودة الذي يتحسس طريقه في حذر يبلغ حد عدم الفعل الخطير. وأجروا ابحاثا وانشأوا لجانا وأصدروا قرارات لم تنفذ ومكّنوا الاسلام المتطرف في الأساس من دخول الفراغ في غرب متوحش ليست فيه بنى تحتية مادية واقتصادية وتربوية. ومُهدت الطريق من هناك الى تطرف ديني وموالاة للفلسطينيين.
ما كان يجب أن يحدث ذلك، لكنه أصبح من ورائنا. إن دولة اسرائيل في عقدها السابع أصبحت على شفا حل. فان أكثر البلدات البدوية في النقب كأكثر البلدات في الوسط العربي طُورت الى وضع تتمتع فيه الأكثرية المطلقة بين 70 الى 90 بالمئة بالبنى التحتية التي تمنح البلدات ايضا امكانية توسيع كبير للبناء.
سبق تقديم القانون عملية ‘إنصات’ التقى في خلالها الوزير بني بيغن والفريق المسؤول عن تطبيق القانون نحوا من ألف انسان. وكانت آذانهم صاغية. وأدخلت الحكومة في القانون ملاحظات مهمة للبدو. فهي من جهة زادت التعويض لمن يجب أن يستعمل الاراضي التي يطالب بملكيتها لصالح حاجات الجمهور البدوي بعامة، زادتها بضعفين ونصف، وقضت من جهة اخرى بأن من لم ينضم الى التسوية في وقت محدد سيفقد حقه.
إن الاحتجاج اليوم هو على المال ولهذا فانني متفائلة. وأختار أن أذكر هنا كتابا صاحبني في طفولتي هو ‘إبن الشيخ’. كانت على دفته صورة جمل يتلذذ بمداعبة ولد وسيم عيناه سوداوان ويلبس عباءة وعلى رأسه كوفية وعقال. فقد كان أحمد ابن الشيخ عزازمة يبدو مُقاربا لي في السن. وقد جاءت مرغليت بناي الأديبة الحساسة العظيمة الموهبة بالعجب في وصفها حياة الولد البدوي الذي يرعى ضأنه ويركب جماله وينصب خيامه في مكان ما في النقب بين بئر السبع البعيدة ومتسبيه رمون. وتبين شيء واحد بوضوح وهو أن البدو ليسوا عدوا.
وهذا ما اعتقده ايضا رحبعام زئيفي الذي طلب أن يُدفن بعد وفاته بالقرب من المقدم عاموس يركوني الذي هو عبد المجيد خضر من القبيلة البدوية عرب المزاريب، ‘تعبيرا عن تقدير وإجلال من جندي يهودي لجندي بدوي وتذكيرا بأنهما حملا على كاهليهما الدفاع عن البلاد مدة سنوات جيل وأحباها كل واحد بطريقته’.
يجب أن نتذكر نقطة البداية هذه ويجب أن نطمح الى العودة اليها فهذا ممكن. لأنه يوجد اتفاق مع الأكثرية الكبرى من البدو، فاذا تظاهر ألف أو ألفان فان ذلك لا يعني شيئا. يجب فقط على رئيس الوزراء أن يستمر على تصميمه على تنفيذ الخطة التي قد أُعدت ميزانيتها. ويجب علينا لأجل التغيير أن نتناول الشيء الأساسي وأن ندعمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس