النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 510

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 510

    أقــلام وآراء إسرائيلي (510) السبــت 21/12/2013 م

    في هــــــذا الملف

    موجة كيري القادمة
    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    كيف (لا) يصنعون سلاما
    سيواجه نتنياهو مشكلة داخلية اذا ما أراد الاتفاق مع الفلسطينيين على انهاء الصراع
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    تسعة شهور ولادة
    بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس

    من يشل الجيش الاسرائيلي؟ الشعب أم الحكومة؟
    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس
















    موجة كيري القادمة

    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    استأجرت وزارة الخارجية الامريكية لمنتصف شهر كانون الثاني أكثر من خمسين غرفة في واحد من الفنادق الفخمة في القدس. إن انقضاض وزير الخارجية الامريكي جون كيري على نتنياهو وأبو مازن يدخل الفترة الحرجة التي تضغط على الميدان كله. إن جزءا لا يستهان به من فريق كيري في المسيرة السياسية الذي كبر ليصبح نحوا من 130 شخصا، ينوي أن يغادر واشنطن وينزل في القدس ليقعد على وريد ديوان رئيس الوزراء مباشرة.
    إن العاصفة الثلجية التي ألمت بالقدس ورام الله في الاسبوع الماضي قد تكون روضة اطفال اذا ما قيست بالعاصفة الدولية التي يُعدها وزير الخارجية كيري للمنطقة. واذا كانوا في اسرائيل ينوون الاستعداد للعاصفة السياسية كما استعدوا للعاصفة الثلجية فيبدو أن رئيس الوزراء تنتظره عدة اسابيع من العرق البارد. إنهم في اسرائيل يرون أن كيري نموذج وسواسي مع ابتسامة متفائلة تثير الغضب.
    يأتي في هذا الاسبوع للزيارة الثانية عشرة (!) للمنطقة منذ تولى منصبه. ‘كيف يمكن أصلا اجراء تفاوض موضوعي مع شخص كهذا يبعثه تصور رسالة خلاصية؟’ احتج مسؤول رفيع المستوى في القدس مشارك في الاتصالات هذا الاسبوع سرا. لكن كيري فشل الى الآن في الحقيقة، فقد عوّج سيره وانتقل من استراتيجية الى استراتيجية ولم ينجح في نقل الطرفين عن مواقفهما.
    بعد ذلك وللطمس على رقصته الدبلوماسية الفاشلة أوجد العاملون معه منطقا ما يفسر السلوك. فقد زعموا أن كيري انشأ من البدء خطة فيها عدة مراحل. المرحلة الاولى: ‘اخراج البخار’ (الغضب). فقد حصل الاسرائيليون والفلسطينيون على قاعدة ليقذف بعضهم بعضا بالاتهامات المتعلقة بما جرى في الماضي ولينظفوا المائدة. وفي المرحلة الثانية تولى الامريكيون القيادة بقيادة مارتن اينديك في محاولة لتحريك مسيرة غائية.
    وبدأت المرحلة الثانية بأنها تباحث في الحدود والأمن، واستمرت بعد ذلك لتكون تباحثا في قضايا أمنية فقط. ورفض الفلسطينيون هذه المرحلة ولم يتم تقبلها في حماسة في القدس ايضا، فالنتيجة صفر، لكن كيري متفائل. فهو لا يعترف ولن يعترف بالفشل لأن هذا الاعتراف سيحطم التفاوض في اليوم نفسه.
    وقع كيري وفريقه في الشرك التقليدي الذي وقع فيه وسطاء سابقون وهو أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة، أو الحدود أم الأمن. إن الاسرائيليين غير مستعدين للتباحث في الحدود بلا اتفاق على المواضيع الامنية، والفلسطينيون غير مستعدين للتباحث في الأمن من غير أن يعلموا ما هي الحدود الدائمة. واستقر رأي كيري على أن يختار البيضة خصوصا وأن يتحدى نتنياهو فقال لنضع الحدود جانبا ولنتحدث في الأمن فقط. وهكذا عرض رئيس فريقه الامني الجنرال جون ألين قبل أكثر من شهر على الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع بحثا تم في مدة اشهر طويلة بتنسيق قريب مع شعبة التخطيط في هيئة القيادة العامة تناول الترتيبات الامنية. ودرس جهاز الامن البحث ونقل ملاحظات وعُرض على نتنياهو ايضا قبل اسبوعين.
    تزعم مصادر امريكية أن نتنياهو لم يرفض الخطة بل إنه قال إنه مستعد لقبول أجزاء منها لكنه أضاف تحفظا وهو أن جهاز الامن عنده ملاحظات كبيرة الوزن والى أن يرضى فثم صعوبة في تأييد الخطة. أو بعبارة اخرى: أرسل نتنياهو الامريكيين لاقناع حبة الجوز الأصعب كسرا، أي وزير الدفاع بوجي يعلون. فمن المريح لنتنياهو أن يتلفف بيعلون مثل ورقة تين. ولن يُخيب يعلون الذي لا يُكثر الثقة بالطرف الفلسطيني، هذا اذا لم نشأ المبالغة، لن يُخيب ظنه.
    لم يتحمس أبو مازن كالمتوقع للافكار الامنية للجنرال ألين، واهتم الفلسطينيون بأن يُسربوا تلك الأجزاء المريحة لاسرائيل في الخطة. فعلى سبيل المثال تقضي خطة ألين بأنه يجب أن يوجد وجود عسكري اسرائيلي في طول نهر الاردن مدة عدة سنوات، ويشمل ذلك محطات انذار. ولم يقبل الامريكيون ايضا طلب الفلسطينيين وجودا امريكيا أو دوليا آخر بدل الجيش الاسرائيلي، وتتحدث الخطة عن تنسيق اسرائيلي فلسطيني في الدفاع عن حدود الاردن. وتظهر في الخطة ايضا توصية بوجود اسرائيلي خفي في المعابر الحدودية لضمان مراقبة اسرائيلية في الوقت المناسب على الداخلين والخارجين.
    إن ما بدا للفلسطينيين ميزة لاسرائيل من طرف واحد استُقبل في البلاد في تشكك. فعند جهاز الامن اسئلة كثيرة تتعلق بعدد القوات التي سينشرها الجيش الاسرائيلي في غور الاردن، وبصورة النشر (في طول المحاور أو في طول النهر فقط، وماذا سيكون عرض الشريط الذي سيسيطر عليه الجيش الاسرائيلي)، وكم ستكون مدة النشر (هل سبع سنوات أم عشرا؟)، ومن يحدد متى يترك الجيش الاسرائيلي، وهل يكون ذلك أجلا متشددا أم بحسب التطورات.
    يوجد بين اسرائيل والولايات المتحدة تفاهم أساسي يرى أن استقرار النظام في الاردن عنصر حاسم في قرار متى يترك الجيش الاسرائيلي غور الاردن. أما الفلسطينيون من جهتهم فغير مستعدين لأن يسمعوا عن أي وجود للجيش الاسرائيلي في المناطق التي ستنتقل اليهم، فهم يرون أن الموافقة على وجود عسكري اسرائيلي في ارض فلسطينية ستؤبد الاحتلال.
    وهكذا، وبرغم أن كيري وعد أبو مازن بأن يأتيه مقابل موافقته على الترتيبات الامنية، بموافقة اسرائيلية على اجراء التفاوض على أساس حدود 1967، لم يرضَ أبو مازن عن ذلك. فغضب كيري وهدد الامريكيون دون نجاح بتأجيل الدفعة الثالثة من الافراج عن السجناء. وفي هذه الاثناء اذا لم تقع ازمة سيفرج عن الدفعة الثالثة في 29 كانون الاول.
    إن الجزء الذي لم يُنشر من الخطة الامريكية الشاملة المتعلقة بغور الاردن هو حقيقة أن الامريكيين سيطلبون الى اسرائيل أن تخلي بالتدريج في خلال ثلاث سنوات أو اربع المستوطنات في غور الاردن وتُمكن الفلسطينيين من بدء اسكان الناس في المنطقة. إن بلدات الغور فضلا عن أن الحكومة الحالية تراها جزءا لا ينفصل عن ارض اسرائيل، هي 6 بالمئة من مساحة الضفة. فاذا أصرت اسرائيل عليها فستضطر الى أن تعطي الفلسطينيين 6 بالمئة اخرى من داخل اراضي الخط الاخضر. وهذا منديل أحمر.

    الهدف: جائزة نوبل
    برغم أن خطة ألين كما هي الآن، لا يقبلها أحد الطرفين، فانها ستكون في قلب ‘اتفاق الاطار’ الذي سيعرضه كيري في منتصف كانون الثاني.
    إن ‘اتفاق الاطار’ هو اختراع امريكي جديد قديم يُستل في كل مرة يُدفع فيها التفاوض الى حرج. وفي الاتفاق الذي يصاغ الآن ثلاثة عناصر. الاول وهو الذي يفترض أن يطمئن أبو مازن، هو تحديد التسوية الدائمة: كيف ستبدو التسوية النهائية بين الطرفين. والثاني، كيف سيجري التفاوض منذ اللحظة التي يقبل فيها الطرفان مبدأ اتفاق الاطار. والثالث، ماذا ستكون التسويات المرحلية وأي التغييرات ستجري على الارض حتى احراز التسوية الدائمة.
    إن هذا الحل الخلاق لاتفاق اطار يرمي قبل كل شيء الى تمكين كيري من تجاوز العقبة التي قيد بها نفسه حينما قرر أن يستمر التفاوض تسعة أشهر. وبهذا يستطيع أن يتجاوز شهر نيسان دون أن يعلن فشلا وأن يُدخل الطرفين في مخطط تفاوض يمكن أن يستمر شهورا وسنوات.
    بيد أن الادارة الامريكية عندها إلهامات أكثر دراماتية مما يُقدرون في اسرائيل. فلتثبيت اتفاق الاطار في التراث الدبلوماسي العالمي ولادخال كيري في نادي الفائزين بجائزة نوبل، أصبح الامريكيون يُعدون مفاجأة، فهم ينوون أن يأخذوا كل عناصر اتفاق الاطار وأن يُدخلوها في قرار جديد يصدر عن مجلس الامن يحل محل القرارين التاريخيين 242 و338 في القضية الاسرائيلية الفلسطينية. لا أقل من ذلك. وبذلك يُضمن أن تصبح مبادرة اوباما وكيري جزءا من التراث التاريخي للمنطقة.
    لن يتم هذا الاجراء بالضرورة على أيدي الامريكيين بل بصفة مبادرة من الدول الاوروبية التي تؤدي في هذه المرة دورا فعالا في الجهد الامريكي. وسُيقدم الاوروبيون اتفاق الاطار ليصدر فيه قرار عن مجلس الامن، ولن يعجب أحد اذا لم يستعمل الامريكيون حق النقض. بدأت المعركة على شروط الدخول في اتفاق الاطار. فقد أبلغ الاوروبيون الذين يؤدون دور الشرطي السيء، أبلغوا الفلسطينيين أنهم اذا أوقفوا التفاوض فسيخسرون دعما يبلغ 300 مليون يورو. وكانت اسرائيل خصوصا هي التي ذُعرت من التهديد لأن وقف الدعم الاوروبي للسلطة سيلقي الثقل عليها. وبعبارة اخرى نقول إن الاوروبيين يهددون بأن يعيدوا الينا المسؤولية عن الفلسطينيين في الضفة كما أعاد لنا المصريون غزة بالضبط.
    ويهدد الاوروبيون ايضا اسرائيل مباشرة بأنه اذا استمر البناء في المناطق في اثناء التفاوض فستواجه اسرائيل عقوبات وقطيعات. لكن توجد قطعة حلوى ايضا لأنه اذا دخلت اسرائيل والفلسطينيون في طريق ايجابي فان الاستثمارات الاوروبية في المنطقة ستكون سخية.
    وبدأت المعركة ايضا على مضامين اتفاق الاطار. لم تكن زيارة وزير الدفاع بوجي يعلون لغور الاردن في يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع ساذجة. فقد أطلق يعلون من هناك قذيفة تجربة الى قلب الخطة الامريكية حينما أعلن أن الاستيطان في الغور جزء من عناصر الامن الاسرائيلية وكان يرمي نحو جون كيري.
    من المؤكد أنه توجد امور ستظهر في اتفاق الاطار كالاعتراف بأن دولة اسرائيل دولة يهودية مع اعلان أن حدود 1967 ستكون أساس التباحث في الحدود الدائمة. لكن توجد طائفة مواضيع ما زال من الممكن التأثير في صياغتها مثل هل سيُكتب أنه ستوجد عاصمتان في القدس أم عاصمتان في القدس الكبرى، فهاتان صيغتان مختلفتان اختلافا تاما. وثم مثال آخر وهو هل يُعرف تبادل الاراضي بأنه تبادل بنسبة 1: 1 أم متساو في القيمة. فاسرائيل ليست لها اراض خالية تسخو بها من داخل الخط الاخضر. ولهذا فانها ستضطر في اطار نسبة 1: 1 الى أن تُضيق الكتل الاستيطانية في الضفة. وأصبحت تجري الآن محادثات في هذه القضايا بين ممثلي اسرائيل والولايات المتحدة.

    ثلاث سنوات هادئة
    سيحاول الامريكيون أن يحصروا الطاقات الاسرائيلية في الاشهر القريبة في التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، لكن رأس اسرائيل موجود في مكان آخر في جنيف. فاسرائيل تُدفع الى مفاوضة الفلسطينيين مع شعور عميق بخيبة الأمل في القضية الايرانية. بعد الغضب والصدمة الاولى التي أصابتها مع التوقيع على اتفاق جنيف المتعلق بتجريد ايران من السلاح النووي، توصلت اسرائيل الى عدد من الآراء المنخلة والواعية. وترى هذه الآراء أن للولايات المتحدة وايران مصلحة مشتركة فالطرفان يريدان أن تمر السنوات الثلاث القريبة في هدوء.
    ثلاث سنوات دون أن يتوصل الايرانيون الى سلاح نووي هذا انجاز التزم به اوباما. فقد وعد بألا يكون للايرانيين سلاح نووي في مدة ولايته وسيساعده الايرانيون على ذلك، فالايرانيون من جهتهم محتاجون الى هذه السنوات الثلاث للخروج من العزلة الدولية ولتجديد النشاط الاقتصادي كي يُثبتوا وصولهم الى منطقة الحافة النووية. ولهذا سيستمرون في المشروع النووي في فترة اوباما لكن دون الانطلاق قدما الى القنبلة النووية، وسيكون هذا التزامهم للولايات المتحدة، ولهذا ستبذل ادارة اوباما كل جهد لتجد الصيغة التي تعيد الايرانيين الى مفاوضة القوى العظمى مع تجاوز الصعاب التي تضعها التفسيرات المختلفة.
    أصبحوا في اسرائيل يعلمون يقينا أن الاتفاق بين الايرانيين والقوى العظمى لن يوقع عليه خبراء بالقانون بل سيتفق الطرفان على مخطط يُسهل على الاوروبيين والامريكيين أن يعاملوا الايرانيين بلا قيود قانونية.
    أبلغ دبلوماسيون اسرائيليون شاركوا في مؤتمر خبراء الأمن الذي عقد في هليفتس في كندا في 20 تشرين الثاني عن وجود مزاج كئيب عند قيادات الاجهزة الامنية في الغرب، وقد اشترك في المؤتمر 300 خبير امني من 50 دولة ومنهم وزراء دفاع ونواب وزراء دفاع ومندوبو جيوش وصناعات امنية وما أشبه. وبقي سؤال مطروحا من اول ندوة حتى الجلسة النهائية وهو هل الولايات المتحدة والغرب في تهاوٍ أم في تراجع فقط. وتحدثوا هناك عن الوضع الامني في ايران وسوريا ومصر وفي الشرق الاقصى، وعن توقع الانسحاب الامريكي من افغانستان، وعن التحولات التي أحدثها الانسحاب الامريكي من العراق. وكان الموضوع الثاني في أهميته هو الشعور بوجود مشكلة مع الولايات المتحدة.
    ووجهت اصبع الاتهام الى البيت الابيض، فالولايات المتحدة تُرى اليوم ضعيفة في جميع الجبهات: فالروس يستخفون بها والصينيون يتحدونها والجميع يشمون الضعف.
    في 12 كانون الاول انتهى لقاء بين خبراء ايرانيين وغربيين كان يرمي الى صوغ خطة لتنفيذ اتفاق جنيف. وفي مقام التوقيع على الاتفاق عانق رؤساء القوى العظمى بعضهم بعضا في سعادة، لكن تبين في مباحثات الخبراء أنه يوجد عدم تفاهمات وتفسيرات مختلفة للاتفاق، وهو ما جعل الايرانيين يعلنون وجود ازمة ويتركون المحادثات.
    أدرك الغرب مثلا أن استقرار الرأي على تجميد نصف اجهزة الطرد المركزي في ايران يعني توقع الاشتغال باجهزة الطرد المركزي. وفهم الايرانيون من ذلك أن الاتفاق يبيح لهم الاستمرار في تطوير اجهزة الطرد المركزي من الجيلين الثالث والرابع. وجاء في النسخة الايرانية من الاتفاق أنهم يستطيعون الاستمرار في الانفاق على اعمال تطوير في منطقة المفاعل النووي في أراك. واعتقد الغرب أن الايرانيين سيقومون هناك بأكبر قدر من اعمال زراعة الحدائق، لكن الايرانيين فهموا أنهم يستطيعون الاستمرار في بناء المفاعل الذري دون انتاج بلوتونيوم، وهكذا تتتابع المواضيع واحدا بعد آخر، فالطرفان لا يفهم بعضهما بعضا ببساطة.
    يزعمون في اسرائيل أن المحادثات المهمة بين الامريكيين والايرانيين تتم جانبا خارج اللقاءات المكشوفة بين ايران وممثلي القوى العظمى. والذي يُركز هذه الاتصالات هو رجل مجلس الامن القومي الذي يؤدي التقارير مباشرة الى الرئيس اوباما. وفي اسرائيل ينظرون في قلق فيرون كيف تتلاشى العزلة الايرانية، فقد أخذت شركات دولية تتجول مرة اخرى في طهران وتجدد الصلات. وقد أعلن وزير الاقتصاد التركي أنه يجوز لبنوك بلده أن تجدد العلاقات بايران.
    إنهم في اسرائيل يرون أن اوباما رئيس ضعيف يوحي بالضعف. والنتيجة المباشرة لذلك أن ما يسمى محور الشر ايران ، سوريا، حزب الله حسّن في الاشهر الاخيرة مكانته بازاء الدول الموالية للغرب في المنطقة. لكن في ضعف الرئيس الامريكي هذا شيئا من العزاء لعدد من المكاتب في القدس. فهم في اسرائيل يُقدرون أنه على خلفية سلوك الادارة بازاء ايران، ستتميز السنة القريبة في واشنطن بمواجهة دائمة بين مجلس النواب والرئيس. وبسبب هذا التوتر وبسبب قُرب الانتخابات لمجلسي النواب، لن يعطي الرئيس الامريكي وزير خارجيته تفويض فتح جبهة مع نتنياهو، وهم في ديوان نتنياهو يدركون أن كيري يستطيع أن ينقض على دار الحكومة مستعملا كل الفرق العسكرية في العالم، لكن دون تفويض أن يحطم رئيس الوزراء، فسيكون هذا انقضاضا آخر على طاحونة هواء وفي هذا شيء من العزاء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    كيف (لا) يصنعون سلاما
    سيواجه نتنياهو مشكلة داخلية اذا ما أراد الاتفاق مع الفلسطينيين على انهاء الصراع

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    في يوم الاحد، خرج رئيس هيئة الاركان بني غانتس في جولة في يهودا والسامرة. وكانت الجولة قد حددت منذ زمن لكن الثلج الذي نزل في نهاية الاسبوع فرض عليه برنامج عمل جديدا. وكان الشارع 60، وهو الشارع الذي يقطع الضفة الغربية طولا، كان في يوم الاحد خطا اسود ضيقا زلقا حاصرته أكوام الثلج من جانبيه. وكان الشارع خاليا إلا من سيارات فلسطينية قليلة. ووقفت هنا وهناك سيارات علقت للمستوطنين الى جانب فلسطينيين.
    وفي ترمس عيا، وهي قرية الاغنياء الفلسطينية، تداعت السقوف القرميدية الحمراء من ثقل الثلج. إن لهم هناك سقوفا مضاعفة سقفا فوق سقف كما في سويسرا وكما في يفنه. والى الجنوب من هناك قليلا في سنجل نزل الى الحقل الذي كان ابيض كله، امرأتان ورجل حفنوا في أيديهم الثلج وجعلوه كرات. وحينما انتهوا من ذلك رمى به بعضهم بعضا.كانت الشابة بين المرأتين تلبس ثوبا بنفسجيا فاقعا متزينة بغطاء رأس صوفي أصفر اسود، وبغطاء آخر أزرق ليلكي وعليهما غطاء آخر بلون أزرق سماوي غطى رأسها. وكانت الثانية تلبس معطفا اسود وغطاء رأس ابيض تقليديا. وكان الرجل يلبس معطف أزرار اسود وقبعة بنية من الفرو. ولحيته سوداء هي لحية مساجد.
    كان يوجد في سعادتهم شيء ما غير عادي لمرة واحدة، فقد ضحكت الشابة ضحكا كثيرا ممتلقا وردت ظهرها الى الخلف وكشفت وجهها للشمس. وأجابتها الكبيرة بضحكها الذي كله تدفق واحتضنت كتفيها ثم انفصلت عنها ثم عادت فاحتضنتها، وكان الرجل غارقا في اللعب يقفز في الثلج العميق ويرمي المرأتين بكرات الثلج ورمى الى الهواء بكرات ثلج وانفجر بضحك عظيم حينما رآها تتحطم أجزاءا صغيرة حينما تبلغ الى الارض.
    كانوا وحدهم، فلم يكن حولهم سوى الصمت والسهول البيضاء الخالية من الناس والبهائم، والجو الصافي والشمس اللطيفة والسعادة الغامرة. وأوقف رئيس هيئة الاركان القافلة فنزل الى السهل ونزلت خلفه مجموعة الضباط. وسأل رئيس هيئة الاركان: ‘من أين أنتم؟’ فأجابه الرجل: ‘من سيريس′.
    إن سيريس قرية في غور دوتان. كانت سيارتهم تقف الى جنب الشارع وقد قطعوا مسافة طويلة خطيرة الى هنا. وتابع الرجل قائلا: ‘إننا في الطريق الى هداسا في عين كارم. فزوجتي يجري عليها هناك علاج من السرطان. هذه زوجتي وتلك من أقربائي’.
    وفجأة لبست السعادة وجها مختلفا، فقد اختلف المشهد، فصار حزينا وأقل طفولية. وأشار غانتس الى الثلج وقال: ‘الطبيعة أقوى من المصالح المتناقضة لكل شعب، إنها أقوى منا جميعا’.
    وكان موتي ألموز، متحدث الجيش الاسرائيلي الجديد، يترجم الى العربية. ووافق الفلسطينيون الثلاثة على ما قال.
    ‘لماذا لا يمكن العيش معا’، قال الرجل من سيريس إما سائلا وإما متعجبا.
    فوجه اليه غانتس بسمة عابثة ومخادعة وجمع حفنة من الثلج من الكومة التي أمامه فرمى بالحفنة الى الهواء باتجاه الثلاثة. فاستجاب الرجل للتحدي فجمع حفنة ضئيلة وردها عليه.
    وانتهى تبادل التراشق بعد أقل من عشر ثوان بابتسامة ومصافحة وكان مصور متحدث الجيش الاسرائيلي يصور. إن الصورة ساحرة وزاهرة ومُضللة. طلبت أن أنشرها فأجاب رئيس هيئة الاركان: ‘لا مشكلة. بعد اتفاق السلام فورا’.

    الصديق الهاتفي
    بيد أن السلام لا يسرع في الوصول. إن المحادثات التي تجري منذ خمسة اشهر هي من أعجب ما عرفنا. سجل أكثر من عشرين لقاءا بين تسيبي لفني وصائب عريقات. وزارنا وزير الخارجية الامريكي كيري هنا مرة بعد اخرى. واستؤجر نحو من 130 شخصا وهذا عدد لا مثيل له في كبره للعمل لأجل فريق السلام الامريكي لكن الدراما الحقيقية تحدث في مكالمات هاتفية منفصلة تتم مع نتنياهو وعباس.
    تستمر المحادثات ساعات ويضطر كيري الاثنين الى قطع المباحثات في المواضيع المطروحة للنقاش والغرق في المهاتفة. فهو متحمس الى درجة الوسواس وهما مضغوطان. إن نتنياهو لا يؤدي تقريرا كاملا الى المجلس الوزاري المصغر عن مضمون أحاديثه مع كيري. ونشك في أن يكون كيري يؤدي تقريرا كاملا الى العاملين معه. وفي فترة اولمرت ايضا تمت المحادثات في مستويين منفصلين اولمرت مع عباس ولفني مع عريقات. لكن الفرق هو في المكانة التي جعلها وزير الخارجية الامريكي لنفسه وهي الصديق الهاتفي. يكرر الرئيس اوباما مرة بعد اخرى قوله إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تريد الاتفاق أكثر مما يريده الطرفان. لكن كيري يفعل عكس ذلك بالفعل. فهو يقود عباس ويقود نتنياهو خصوصا الى سلسلة أحاديث حميمة ما كانت لتخجل مسلسلا تلفازيا من نوع ‘في علاج’.
    إن الغاية التي حددها لنفسه هي أن يضطر القادة من الطرفين الى التوصل الى ما يسميه ‘لحظة الحقيقة’ وهي اللحظة التي لا يستطيعون فيها التهرب بعد ويضطرون الى أن يبتوا الامر الى هنا أو الى هناك، فاما اتفاق وإما ازمة. والأجل المسمى هو نهاية نيسان لكن الغاية سبق ذلك ببضعة اسابيع ليُترك مكان لضغوط اللحظة الاخيرة، إن فترة الاعياد المسيحية، التي تبدأ في هذه الايام وتستمر الى بداية كانون الثاني تُمكن من مهلة. ولا توجد علامة طريق سوى الافراج عن الدفعة الثالثة من السجناء في نهاية الشهر، فقد انقضت مرحلة الاستيضاح وأُثيرت المطالب وبُحثت. والمخطط معروف. إن كيري يدع الاثنين يُطبخان في مرقهما وأن يُعدا واجباتهما المنزلية استعدادا للجولة التالية. حينما يكون كيري رأس المثلث ويتحدث نتنياهو وعباس الواحد الى الآخر بواسطته تنشأ مشكلة وهي أن الشك بين الزعيمين يبقى كما كان، فلا يوجد حراك ايجابي بينهما ولا توجد بادرة حسن نية شخصية تُلين العداوة.
    ويبدو الجانب الفلسطيني الى الآن أصعب اقتناعا من الجانب الاسرائيلي. وفي ذلك مفاجأة، فنحن غارقون كثيرا في الجدل الداخلي في اسرائيل حتى إن أعيننا انصرفت عن رؤية مقدار الرفض الفلسطيني. ولا يعلم أحد في هذه المرحلة ولا كيري ايضا هل الحديث عن موقف مساومة أو عن خط نهائي. والواقع، وهذا صحيح حتى نهاية الجولة الحالية، هو أن أبو مازن يقول لا لكيري؛’ ويقول له نتنياهو، ربما، وسنرى، ولا ينبغي اخراج ذلك من دائرة الامكان. قد يكون نتنياهو أكثر مرونة مما اعتيد أن يُظن، وقد يكون تكتيك تهربه أكثر تطورا. فكيري لا يعلم الى الآن. ونشك في أن يكون نتنياهو يعلم.
    قال لي أحد المشاركين إنه اذا حدث تحول فسيحدث دفعة واحدة بصفقة شاملة تشتمل على جميع المواضيع الجوهرية وتكون فيها تنازلات وتعويض ايضا، كما تُرفع نقالة في الجيش، فاما أن تُرفع النقالة من جميع أطرافها وإما أن يسقط كل شيء.
    إن أحد العناصر المثيرة في هذه اللعبة هو وحدة نتنياهو. فهو لا يستطيع أن يشاور في الحقيقة زملاءه الوزراء لأنه لا يثق بحفظ أحد منهم للسر؛ وديوانه خالٍ من موظفين يُجّل نصيحتهم؛ فقد غادر رون بريمر الى واشنطن؛ وترك يعقوب عميدرور العمل، وبقي اسحق مولخو، وهو محام خاص وقريب عائلة. ويؤدي مولخو في التفاوض دور الرجل السيء. فهو يلقي في روع نتنياهو مرة بعد اخرى تحذيرات من كل خطوة قد تُفسر بأنها تنازل. ويصعب على الشركاء الآخرين أن يحددوا هل يتحدث مولخو عن لسان نتنياهو أو العكس، أي هل يتحدث نتنياهو عن لسان مولخو.
    والعنصر الآخر سياسي داخلي. فقد أصبح التفاوض ساعة توقيت تقيس مدة حياة الحكومة. فاذا ما استقر رأي نتنياهو في لحظة الحقيقة على الاتجاه يمينا فان لفني ولبيد ينويان ترك الائتلاف الحكومي. ويستطيع نتنياهو أن ينشيء ائتلافا يمينيا مع الحريديين وربما مع موفاز ايضا أو أن يحاول احراز أكثرية تؤيد الانتخابات. ويصعب على هذه الحكومة أن تُجند تأييدا في البلاد لكن ذلك في العالم أقل صعوبة. وسيتعجل الاوروبيون خطوات عقابهم ويتابعهم الامريكيون على ذلك.
    واذا اتجه في لحظة الحقيقة الى اليسار فسيفقد البيت اليهودي وقد يفقد القسم الاستيطاني في الليكود. وسينضم اليه حزب العمل بالطبع ويصبح ليبرمان لسان الميزان، فاذا أراد أسقط الحكومة واذا أراد أقامها، وسيضطر نتنياهو كشارون في حينه الى أن يبحث لنفسه عن برنامج عمل آخر وعن اسلوب آخر وعن جمهور مصوتين آخر، فهو سيضطر الى بدء التحول في الداخل.
    يقول المنطق إنه بين هذين الامكانين السيئين بالنسبة لنتنياهو، سيحاول أن يختار ثالثا وهو أن يلقي ذنب الفشل على أبو مازن، فاذا كان الفلسطينيون مذنبين فليس ما يدعو الى أن تترك لفني ولبيد. وليبرمان سعيد. وبينيت سعيد. والرأي العام راضٍ والامريكيون يحرقون أسنانهم لكنهم لا يتجرأون على المس بالمساعدة لاسرائيل. وستكون هذه حكومة اسرائيلية اخرى مدينة بحياتها لأبناء العم من فلسطين.



    امريكا تتذكر
    لم يُطلع رابين الجيش الاسرائيلي على سر اوسلو، لكن حينما أصبحت المحادثات مكشوفة وضع جنرالات الجيش الاسرائيلي في مركزها، وكان عنده سببان جيدان ليفعل ذلك، فلأنه كان وزير الدفاع كان من السهل عليه أن يُسخر أقسام هيئة القيادة العامة وشعبة التخطيط و’أمان’ ونائب رئيس هيئة الاركان لخدمة التفاوض. وكان يستطيع الاعتماد على الجيش. وكان الشيء الأساسي هو الترويج لأن ثم احتمالا أفضل لاقناع الجمهور بعدالة الاتفاق حينما يلبس البزة العسكرية. وهذا ما فعله رابين في التفاوض مع سوريا ايضا.
    لكن نتنياهو يسلك عكس ذلك الى الآن. إن للجيش الاسرائيلي مندوبا الى المحادثات التي تجريها تسيبي لفني. وقد أكثر فريق الجنرال ألين الذي أعد المخطط الامني الذي قُدم الى نتنياهو وعباس، من التباحث في التفاصيل مع الجيش الاسرائيلي، لكن رأي الجيش الاسرائيلي الاستشاري لم يُطلب في المواضيع المركزية. إن اسرائيل تفاوض في حدودها منذ 1948.
    ويبدو أن الجيش الاسرائيلي لم يكن قط حاضرا غائبا كما هو في هذه الجولة. اذا ما استقر رأي المفاوضين وحينما يستقر على مكان مرور الخط الحدودي، فسيقدم الجيش الاسرائيلي حلولا أمنية للواقع الذي سينشأ. ويقول التوجه الأساسي إن الأمن ضروري للسلام، فالاتفاق بلا أمن سيُكتب في جليد.
    تعلم نتنياهو الاستماع للجنرالات. وسؤال لماذا يفعل ذلك هل لأنه يؤمن باستقامتهم المهنية أم لأنه يخشى لجنة التحقيق التالية غير مهم، بل المهم أنه يستمع. وقد منع استماعه لآرائهم في شأن ايران مغامرة عسكرية حُكم عليها بالفشل مسبقا. فكل الاحترام لنوع استماع رئيس الوزراء.
    لا يتعلق بنا ما سيحدث في ايران بل بتصميم الادارة الامريكية. والتقدير في الجيش الاسرائيلي هو أن التفاوض في الذرة الايرانية لن ينتهي في أجله بل سيتم الاتفاق على إطالة المدة. وسيكون في خلال السنة القريبة ما يسمى في الجيش الاسرائيلي: ‘مواجهة حول اتفاق’. سيريد الايرانيون أن يشعروا بأنهم يبتعدون عن منطقة الخطر. وسيكون دور الامريكيين أن يُذكروهم بأنهم ما زالوا هناك. ولا يجوز لامريكا أن تنسى أن امريكا، يقول ضباط في الجيش الاسرائيلي. وأخشى ألا تكون المشكلة فيما نسيه الامريكيون بل فيما يذكرونه وهو: العراق وافغانستان وصعوبات اقتصادية في الداخل وشلل سياسي داخلي. إن امريكا تأمل مُهلة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    تسعة شهور ولادة

    بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس

    بعد الانتصار في حرب الأيام الستة، الذي أدار لنا الرأس، الشعب كله بات ينشد ‘قدس الذهب’ و ‘العالم كله ضدنا’. لقد كان هذا مثابة استفزاز للزعماء الإسرائيليين السلبيين في ذاك الزمن ممن اعتقدوا باننا نوجد امام إبادة، وها نحن في غضون ستة ايام ألغينا من مصر، الأردن وسوريا الشهية لتصفية إسرائيل. أجواء’ العيد لم تطل لايام كثيرة. فمنذئذ علقت إسرائيل في المناطق واجتازت حربا إثر حرب، وكذا انتفاضة أولى وانتفاضة ثانية. وكل هذا في ظل التوقيع على اتفاقات سلام احتفالية بما في ذلك اتفاق مع عرفات، الذي صافح رابين وبيرس في البيت الأبيض. وكل الثلاثة صاروا حائزين على جائزة نوبل للسلام’ رغم أن أيا’ منهم لم يجلبه حقا. ومن وضع كان فيه الجميع يعجبون بالقوة العسكرية لإسرائيل يؤمنون بانها تتطلع الى السلام ويستقبلون سياحها بحميمية، تدهورنا الى وضع صرنا نعتبر فيه في نظر العالم قامعين للشعب الفلسطيني.
    ان رفض العرب قبول مجرد وجود دولة إسرائيل، هو الذي جعل المنطقة ميدان معركة مليء بالكراهية. ولم يكن أي طرف معفيا من الاخطاء. حكومة اشكول اقترحت في حينه على مصر انسحابا كاملا مقابل السلام. ولمن تستجب. ثمن الرفض المتبادل كان آلاف القتلى في حرب يوم الغفران. ولكن بعد الحرب جاء السلام مع مصر، وفي اعقابه ايضا السلام مع الاردن. وبقيت المشكلة الفلسطينية بؤرة نار مستقبلية من الواجب حلها قبل فوات الأوان. واريك شارون بالذات، عظيم المتطرفين ومستوطني المناطق، أخلى غزة بهدف ‘الإنهاء للمتطرفين حلم بلاد إسرائيل الكاملة’. ولكنه هو نفسه غرق في سبات قبل الأوان بحيث أننا لا نعرف كيف كان سينظر الى سيطرة حماس في القطاع وكبديل ماذا كان سيحصل لو أن فلسطين نمت لتكون دولة تتطلع الى السلام.’
    من الصعب التصديق كيف ان إسرائيل، معجزة العالم، دولة متنورة ومتقدمة، وصلت الى وضع باتوا يشبهونها بجنوب إفريقيا اياها، الوحشية، التي تضطهد اصلييها وتمنع عنهم حريتهم واستقلالهم وتقاطع من العالم المتنور.
    باراك اوباما، الذي يعد من المئة زعيم في العالم الذين شاركوا في جنازة مانديلا، يبدي بوادر يأس وانعدام صبر تجاه موقف إسرائيل. ولكن مصاعبه في حل المشاكل الداخلية الامريكية دفعته لان ينقل معالجة النزاع في منطقتنا الى وزير الخارجية جون كيري. والأخير، الذي حسب التقديرات يعتزم التنافس على الرئاسة ضد هيلاري كلينتون في 2016، يسير نحو المغامرة بكل الصندوق مع 11 زيارة الى هنا في غضون ستة أشهر وتجنيد 160 خبيرا ليعدو له حلولا سياسية وأمنية. لكيري مصلحة شخصية للنجاح في المفاوضات وهو لن يغفر لنا اذا ما فشلنا. ولكن نحن ايضا لن نغفر لأنفسنا اذا ما اكتشفنا بعد تسعة اشهر من مبادرة كيري بانها ضاعت عبثا. نحن نثير أعصاب العالم والاتحاد الأوروبي حذر إسرائيل من مغبة الإعلام المرة تلو الأخرى عن بناء جديد في المستوطنات، بعد كل ‘نبضة’ تحرير لسجناء فلسطينيين حتى وان كان هذا لأغراض داخلية. واذا ما واصلتم عمل ذلك، فسنتهمكم بتفجير المفاوضات، يقولون.
    في كل حال، فان سحابة المقاطعة آخذة في التكثف. اتحادا محاضرين أمريكيين (نحو 10 الاف محاضر) فرضا مقاطعة أكاديمية على إسرائيل. وفي دول الاتحاد الأوروبي أخذت دائرة المقاطعة للمنتجات من المناطق تتسع. الشعار المتعب في أن الزمن يعمل في صالحنا، يظهر كشعار جنة عدن الأغبياء. فالزمن لا يعمل في صالحنا. نحن نتعلق به من ناحية سياسية، اقتصادية، وكذا أمنية. موعد ‘النبضة الثالثة’ لتحرير السجناء يقترب. والحكومة ستخطىء خطأ جسيما اذا ما أخرت الخطوة التي التزمنا بها. مصلحتنا هي أن تتوج المفاوضات بنجاح. اشهر الولادة التسعة يجب أن تنتهي بوليد معافى، وليس بالاجهاض.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    من يشل الجيش الاسرائيلي؟ الشعب أم الحكومة؟

    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    يعتقد رئيس الاركان، الفريق بني غانتس، بأن الوضع في الشرق الاوسط يمنح اسرائيل ‘فرصة استراتيجية’. ليس مثل قبل عشر سنوات، قبل الاجتياح الامريكي للعراق والتقلبات في الانظمة والازمات العربية، فانه لا تهدد أي دولة اسرائيل حاليا، مصر ليست مستقرة، هكذا ايضا سوريا، أما الاردن ‘الذي منذ البداية لم يشكل تهديدا’، فيعيش في صراع. وحسب ضابط كبير تحدث مع غانتس مؤخرا فان ‘الاسرائيليين أنفسهم بدأوا يفكرون كيف يستغلوا الفرصة الاستراتيجية’.
    ولم يُشرك غانتس الجمهور الاسرائيلي بأفكاره مباشرة ولا الناطق العسكري هو من يبلغ بالأمر. فلدى غانتس ناطق كبير بثلاث رتب دون العميد موتي ألموز وبرتبة واحدة عنه نفسه: الجنرال مارتن دامبسي، رئيس الاركان في البنتاغون. قبل شهر، في لقاء مع رجال اعمال في أسرة تحرير ‘وول ستريت جورنال’ روى دامبسي عن حديثه مع نظيره من الجيش الاسرائيلي.
    أما ما هي تلك الفرصة الاستراتيجية التي يلاحظها غانتس، فلم يفسرها دامبسي. وعلى فرض أن القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي شُفيت من تطلعات بعض من أسلاف غانتس (موشيه ديان في منتصف الخمسينيات، رفائيل ايتان في بداية الثمانينيات) للمبادرة الى الحرب، فان الفرضية الواردة هي أن المقصود هو تسويات سلام وأمن تؤدي الى انهاء المواجهة التي فرضتها الشعوب المجاورة على اسرائيل.
    الجيش الاسرائيلي ليس حقا جيش الشعب؛ فهو جيش الحكومة. هي تقرر والشعب المجند ينفذ. ولكن من اجل اقناع الشعب الذي ينتخب الكنيست بصحة قراراتها، تستند الحكومة الى خبرة رجال الجيش التي هي مهنية ظاهرا وبريئة من الموقف السياسي. وهذه كذبة مسلم بها. عندما يُراد البقاء على قمة جبل محتل، يأتون برئيس اركان يشرح بأنه بدون محطة انذار هناك، ستكون نهاية الدولة. وعندما يكونون مستعدين لاستبدال المخاطرة التي في استمرار النزاع بمخاطرة تكمن في انسحاب بغرض تسوية، يأتون برئيس شعبة استخبارات يعد بايجاد بديل تكنولوجي مناسب.
    في المساحة التي بين ‘أن نكون شعبا حرا في بلادنا’ وبين ‘خير الموت في سبيل بلادنا’ يهرب المجتمع الاسرائيلي، الحكومة وأذرع التنفيذ لديها من السؤال الأساس: ما هي بلادنا. على فرض أن الخلاف على المناطق المأهولة في يهودا والسامرة لن يُحل إلا بواسطة صيغة متفق عليها لتبادل الاراضي، فمن هو المخول بأن يقرر بأن رمال حلوتسا التي ستُسلم الى الفلسطينيين مقابل تنازلهم عن كدوميم وعوفرا هي اسرائيل أقل من المستوطنات التي أُقيمت بعد 1967؟ فلم يسبق أن أُجري ميزان وطني مخول قرر بأن الضفة الغربية أكثر حيوية من غرب النقب. هذا بالتأكيد ليس ما اعتقده الجيش الاسرائيلي بصفته الجهة الوحيدة التي طولبت بأن ترسم الخريطة الامنية قبل حرب الايام الستة.
    لقد كان التطلع الاسرائيلي التقليدي هو نيل تسليم عربي بوجودها في خطوط الهدنة، مع تعديلات طفيفة. وخارج هذه الخطوط أرادت اسرائيل تثبيت مجالات ردع في سيناء، بدون قوة مصرية كبيرة، نظامية وقريبة من النقب، وفي الضفة، بدون مدرعات اردنية وبدون قوة ارسالية عراقية. وعليه فقد وافقت اسرائيل، بثمن الحصول على دبابات ‘باتون’ امريكية أن تزود دبابات كهذه الى لاردن ايضا شريطة أن تبقى دوما شرقي النهر. الملك حسين الذي تعهد بذلك مع تحفظات ما، عرف بأن نقل ألويته المدرعة الى الضفة الغربية، على مسافة أجزاء من الساعة من القدس وكفار سابا، سيكون في نظر اسرائيل مبررا للحرب.
    لقد تركز التخطيط التنفيذي للجيش الاسرائيلي قُبيل 5 حزيران 1967 على ابادة القوة المصرية المدرعة التي انتشرت في سيناء في الاسابيع الثلاثة السابقة وبردع الاردن من نقل مدرعاته الى الضفة الغربية. وفي تحقيقها في معارك الامن الميداني والمعلومات، ‘حماة النطاق’، تروي عميره شاحر عن ‘خطتين لحملة تضليل’ استهدفتا شل ألوية المدرعات في الغور شرقي النهر. ‘الخداع كان يستهدف خلق الانطباع بأن الجيش الاسرائيلي يعتزم احتلال غور الاردن من الشمال ومن جانبي النهر، احتلال هضبة إربد واستغلال النجاح للتقدم نحو المفرق لقطع الاردن عن سوريا وعن العراق’. وتضمنت التخطيطات تسريبات، عملاء مزدوجين، طلعات علنية لدورية جوية، يوم جولات على معابر الاردن، مراقبات نحو استحكامات اردنية، يوم جولات قادة لفحص محاور الحركة المحتملة، حشد عتاد جسر في غور بيسان، تهيئة محاور حتى النهر وتنفيذ تجارب لعبور المدرعات في المناطق التي تشبه سفوح الجلبوع الشرقية.
    المهامة المخطط لها، بالتالي، لم تكن احتلال الضفة ومن ضمنها ايضا الغور (الذي غربي النهر) بل العكس، الامتناع عن التورط في جبهة اخرى، بينما ينشغل الجيش الاسرائيلي في معركة برية قاسية مع الجيش المصري. في 2 حزيران أُقيمت في غور بيسان، بقيادة العقيد نتان غروسمان، قوة الخداع ‘دجلة’ التي أساس وحداتها جاء من سلاح الهندسة. قائد المنطقة الشمالية، دافيد العازار، صادق على الحملة، ولكنها أُلغيت في 4 حزيران بأمر من هيئة الاركان، على ما يبدو عقب نقص بـ 60 شاحنة لنقل عتاد الجسر والاجتياز.
    يحتمل أن تكون الـ 60 شاحنة الناقصة، الى جانب الحماسة الاردنية (في اطار القيادة العربية المشتركة، بقيادة ضابط مصري) لفتح النار، منعت شل المدرعات الاردنية للضفة الشرقية وساهمت في تسلسل الأحداث غير المخطط لها التي أدت الى احتلال الضفة. فقد نُقلت قوة ‘دجلة’ لتنفيذ خداع مشابه في جنوب جبل الخليل ولكن هناك ايضا أُلغي استخدامها بسبب وتيرة التطورات. ولم تشهد النتائج على النوايا: وزير الدفاع ديان لم يكذب في اعلانه العلني، ‘ليس لدينا أهداف احتلال’، وفي استعراض مغلق لاعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست في 7 حزيران، أطلق رئيس الوزراء ليفي اشكول تلميحات بخطط سلمية، مع نهاية الحرب، وديان، القطب اليميني في حركة العمل، شرح لماذا برأيه محظور اجتياز الخط الدولي والسيطرة على هضبة الجولان بينما القطب اليساري، يعقوب حزان من مبام، يشجعه على عمل ذلك.
    الـ 46 سنة منذئذ لم تقلص من المعارضة العالمية لتغيير الخريطة في صالح اسرائيل، باستثناء استبدال الاردن بفلسطين كشريك للمسيرة. وعليه، ففي ضوء الانشاء المتوقع لدولة فلسطينية مستقلة عاد ليطرح على جدول الاعمال، في رحلات وزير الخارجية جون كيري وفي خطة الجنرال المتقاعد جون ألين، مستقبل الحدود الشرقية، حتى نهر الاردن (وفوقه مجال جوي والكترومغناطيسي). وهكذا نعود الى نقطة المنطلق: من اجل الدفاع عن اسرائيل في تركيبة تواجد عسكري (اسرائيلي وعالمي، متدرج في فترات انتقالية) وتجريد من قوات فلسطينية ومعادية محتملة اخرى، يجب أن يتحدد أولا من هي اسرائيل التي يتطلعون للدفاع عنها.
    هنا يدخل الى الصورة العامل الداخلي. فقد الغمت اسرائيل المنطقة بلوبي قوي يعارض الاخلاء. الحجة القديمة، وكأن الاستيطان الدائم يعزز الامن الى جانب وحدات عسكرية تعود وتمر، نقلت من الخط الاخضر شرقا، في الضفة وفي الجولان، وتعقد المساومة ليس كالتواجد المدني. ففي غور الاردن اقيمت عشرات المستوطنات الصغيرة’ وفيها الاف المستوطنين، مثل عددهم في غوش قطيف تقريبا حتى الاخلاء ذاك الذي شعر رئيس الاركان موشيه يعلون بالاهانة عندما لم تمدد ولايته كي يقوده.
    هذا الاسبوع كسياسي يسعى الى رئاسة الليكود والحكومة ويتزلف للمستوطنين، زار يعلون الغور وخلط الحابل بالنابل الخوف من اطلاق الصواريخ من الضفة على تل ابيب وعلى مطار بن غوريون، الخطر الذي يجدر معالجته بوسائل سياسية وامنية، ولكن قبل ذلك معارضة اخلاء المستوطنين منها في تسوية سلمية. فقد قال يعلون: ‘انا رجل الاستيطان. لا اؤمن بأمر كهذا. فليس لمكان لا يسكن فيه اليهود أمن ايضا. من يريد السلام حقا يجب أن يتحدث عن التعايش وليس عن ابعاد اليهود وعن اقتلاع اليهود مثلما جرى في قطاع غزة وعن الدمار الذي ادى الى أن يطلق قطاع غزة في النهاية الصواريخ’.
    هذا قول سياسي، وليس أمنيا. الدراسة المهنية يفترض أن تتم في قيادة الامن القومي. ولكن النقاش في البديل الذي يتضمن اخلاء للمستوطنين هو مادة متفجرة سيعمد مساعدو رئيس الوزراء من الليكود على الهرب منها. ويتبقى رئيس الاركان غانتس، نائبه غابي آيزنكوت، رئيس قسم التخطيط اللواء نمرود شيفر ورئيس دائرة التخطيط الاستراتيجية، العميد آسف اوريون؛ وهم يسكتون، كي لا يدخلون في شقاق مع المسؤولين عنهم. مطلوب على نحو ضروري، كالمعتاد، مساعدة أمريكية دمبسي في دور الناطق بلسان غانتس، الذي طولب هذا الاسبوع بان يوضح ما يقصده في موضوع الفرصة الاستراتيجية، ولكنه فضل ابقاء الامور مفتوحة للتحليل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 454
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:09 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 453
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:09 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 296
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:55 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 295
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:54 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •