النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 296

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 296

    أقــلام وآراء إسرائيلي (296) الخميس- 21/03/2013 م


    • في هــــــذا الملف
    • جاء ليقول سلاما لا ليفعل
    • بقلم: تسفي برئيل ،عن هآرتس
    • العاصفة تجتاح المنطقة
    • بقلم: نداف ايال،عن معاريف
    • رئيس وروح
    • بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
    • نهاية عصر الانعزالية
    • بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس
    • هل زرت متحف العبودية الامريكي؟
    • بقلم: عميره هاس ،عن هأرتس
    • الامن قبل التنازلات
    • بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
    • المنصرف والوافد
    • بقلم: عاموس جلبوع،عن معاريف








    جاء ليقول سلاما لا ليفعل
    بقلم: تسفي برئيل ،عن هآرتس


    يأتي رئيس امريكا الى البلدة في أفضل وقت بالنسبة اليه. فهو يأتي قُبيل عيد الفصح مع التنزيلات المديرة للرؤوس في المجمعات التجارية، وحكومة ما زال اعضاؤها لا يعرفون صلاحياتهم أو غرفهم، وجو يمين متطرف مع لمسات يمين معتدل، وحماس لا تطلق صواريخ القسام، وسلطة فلسطينية منهارة. وهذه في الحاصل رتابة مستقرة ومعروفة لا تستدعي دراما. ولا يحتاج باراك اوباما الى الالتزام بشيء ولا الى عرض شيء ولا الى الضغط أو الاقناع أو التهديد. وسيحل الرئيس الامريكي ضيفا ويخطب ويصافح ويسجل آخر الامر أنه زار اسرائيل. ولن يضطر الى زيارتها مرة ثانية في فترة ولايته الثانية.
    ليس هذا تفضلا امريكيا بل هو سياسة متعمدة. فالولايات المتحدة أخذت تنطوي على ذاتها رويدا رويدا. وليس نجاح اوباما هو في التدخل في اجراءات أو في حل صراعات بل في التهرب منها. ففي كانون الاول 2011 سحب جميع القوات الامريكية من العراق وأخذ يتلاشى تدخل الولايات المتحدة في الدولة التي حررتها من سلطة صدام حسين. وستخرج القوات الامريكية من افغانستان في السنة القادمة وستنتقل الى سيطرة قبائل وحركات اسلامية كما كانت الحال بعد تحريرها من الاحتلال السوفييتي في سنة 1989. فقد أصبحت افغانستان عبئا بعد تصفية اسامة بن لادن. ومرت سنتان منذ بدأ العصيان الدموي في سوريا وما زالت واشنطن حائرة في سؤال هل تُسلح المتمردين أم تكتفي بارسال 200 ألف وجبة جاهزة لمقاتلي الجيش السوري الحر.
    وتعامل واشنطن مصر كمعاملة شخص لا مأوى له مُلقى على باب البنك الامريكي فهناك شيء من المساعدة الطارئة وتربيت الكتف وفرقعة باللسان. 'إن الأمل الكبير الذي جاء به اوباما بخطبته في الرابع من حزيران 2009 في جامعة القاهرة تلاشى'، جاء هذا الاسبوع في مقالة أسرة تحرير صحيفة 'الشرق الاوسط'.
    ليس هذا التحليل دقيقا. فعدم الاستراتيجية هو استراتيجية. وحينما يستقر رأي قوة من القوى العظمى على رفع مرساتها والابحار عن مراكز الصراع فانها لا تحتاج الى استراتيجية تدخل بل الى زيارات وداع أو إظهار تجاهل. إن زيارة اوباما لاسرائيل جزء من رحلة الوداع هذه.
    فالصراع الاسرائيلي الفلسطيني ليس تهديدا استراتيجيا كالصراع بين كوريا الشمالية والجنوبية، أو بين الهند وباكستان أو بين تايوان والصين. وحله لن يثمر شرق اوسط جديد وذلك خاصة لأن الشرق الاوسط الجديد يبحث هو نفسه عن طريقه في انفصال عن الفلسطينيين. إن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين لن يُحدث ردا متسلسلا يجعل السعودية والكويت وقطر والجزائر تبحث عن منزل لسفاراتها في القدس. والجبهة العربية في مواجهة ايران مهما تكن موجودة لا تشترط عداوتها لايران بحل المشكلة الفلسطينية. فلأكثر الدول العربية حساب خاص مع ايران.
    تحول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على مر السنين الى اختلاف في الرأي سياسي داخلي في اسرائيل وأصبح واحدا من مراكز الصراع السياسي بين فتح وحماس. ويُقاس اليمين واليسار بحسب مبلغ استعدادهما النظري للتخلي عن اراض لا بحسب تصميمهما على العمل على انهاء الاحتلال. وما زالت المقاومة أو التنازل (أو الكفاح المسلح في مقابل التعاون مع اسرائيل) يُفرقان بين الفصيلتين السياسيتين في الجمهور الفلسطيني. وأصبح هذا الصراع بالنسبة للولايات المتحدة المقياس الرئيس لقوتها ومنزلتها في الشرق الاوسط. ولن تستطيع التحرر من هذا العبء الثقيل ما بقيت تُعتبر ذات تأثير جوهري في سياسة اسرائيل. وستستطيع التخلص من هذه العلاقة بين مكانتها في المنطقة والصراع الاسرائيلي الفلسطيني اذا حلت الصراع فقط أو ابتعدت عنه. إن زيارة اوباما في الوقت الأقل عملية في تحريك المسيرة السياسية تشهد على نحو متناقض بالاختيار الاستراتيجي الذي تبنته واشنطن. إن اوباما لا يأتي لصنع السلام بل أتى ليقول سلاما.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    العاصفة تجتاح المنطقة
    بقلم: نداف ايال،عن معاريف

    كل لحظة هي لحظة مصيرية في الشرق الاوسط، أو هكذا على الاقل يقول القول الدارج. ومع ذلك، فان اذار 2013 هو نقطة زمنية حاسمة. بعد عدة أشهر سيتخذ القرار في ايران - حل دبلوماسي أم حرب. هذا لم يعد تقدير استخباري آخر في وزارة الدفاع، هذا هو التقدير السائد في واشنطن. وفي هذه الاثناء فان نافذة اخرى آخذة في الانغلاق - نافذة التسوية مع الفلسطينيين. هذا هو رأي كل الاطراف، اولئك الذين يريدون تسوية سياسية واولئك الذين يريدون احباطها. في سوريا تعربد حرب أهلية في نهايتها تحتمل سيطرة قاعدية على أجزاء من الدولة، وفي الاردن يحاول الملك ان يصد، مثل الطفل الهولندي مع الاصبع في السد، سير التاريخ.
    اوباما يأتي الى هنا في ذروة العاصفة الدائمة لحياتنا. ثمة كُتّاب امريكيون هامون يقولون انه جاء كسائح. احترامهم محفوظ، ولكن بتواضع شرق أوسطي يمكن الملاحظة فالقول - لا يأتي أي زعيم دولي الى اسرائيل كسائح. ليس أي رئيس أمريكي سائحا ولا يمكنه أن يكون سائحا عندما تطأ قدمه أرض اسرائيل. كما أن من يأتي للسماع ولا يتقدم بخطة، في أي مجال، يبث رسالة حرجة الى المنطقة والى المواطنين في اسرائيل.
    اوباما ليس سائحا، هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وهو يأتي مع القوة والرمزية اللتين في هذا المنصب. كل كلمة يقولها موزونة، كل بادرة مدروسة. السياسة لا تتغير في اسبوع، في شهرين او حتى في زيارة وحيدة. نحن لا نعرف ماذا سيفعل الامريكيون بالنسبة للمسيرة السلمية أو البرنامج النووي الايراني، ولكن من الصعب الافتراض الا يكون لهذه الزيارة وللقاءات التي سيعقدها اوباما أي تأثير.
    إدارة اوباما الاولى، ولا سيما في سنواته الاولى، عانت من مشكلة اتصال. وكانت المشكلة داخلية وخارجية. فقد فشل الرئيس في نسج القصة التي عرضت على الشعب الامريكي، والدعم له هبط. هذا التحليل ليس تحليلي؛ هو تحليل اوباما نفسه. ولكن بالتوازي مع هذه المشكلة، ثارت ايضا مشكلة علاقات خارجية. ساد احساس بان هذا الرجل، الحاصل على عجل على جائزة نوبل للسلام، المحبوب جدا في العالم ولكن لا ينجح في تعزيز الاحلاف القديمة لامريكا واقامة احلاف جديدة.
    كان هذا صحيحا بالنسبة لاوروبا وبريطانيا، وكذا بالنسبة لاسرائيل. قصة الغرام القصيرة والفاشلة لاوباما مع المسيرة السلمية الاسرائيلية - الفلسطينية خلفت طعما حامضا لدى الطرفين. وتوصل الرئيس الى الاستنتاج بان الزعماء على ما يبدو ليسوا شجعانا بما يكفي والطرفان شعرا بانه لمس وتراجع، حاول واختفى. في الادارة الامريكية فهموا الحاجة الى اعادة تثبيت انطباع التحالف بين واشنطن والقدس. ولهذا فان اوباما هنا.
    ولكن السؤال هو ايضا ماذا تعلمنا نحن. من حيث التعريف، وبقوة الحاجة العميقة التي لنا لامريكا، فان الفشل الاكبر في العلاقات كان فشل القيادة الاسرائيلية. الكثيرون يتحدثون عما ينتظر من اوباما في الزيارة هنا، ولكن هيا نتحدث عما ينتظر من الاسرائيليين. في الماضي، درجت حكومة نتنياهو على المفاجأة (سلبا فقط) لادارة اوباما. بيانات متسرعة عن البناء في القدس - بناء لم يتم ولن يتم ابدا؛ اقتباسات من احاديث مغلق ضعضعت الثقة تماما؛ مزايدات تلفزيونية حيال رئيس مذهول؛ وبالاساس: غرس الانطباع بان رئيس وزراء اسرائيل يعتقد بان بطريقة ما، خفية عن العالم كله، فانه كيفما اتفق مساوٍ في القيمة لزعيم القوة العظمى التي نعتمد عليها جميعا.
    ينبغي للتوقعات من هذه الزيارة الا تتجه فقط الى الرئيس اوباما. المطلوب من قيادتنا هو الاستيعاب باننا نحتاج الى اوباما أكثر مما يحتاج هو لنا. اليوم عند الظهيرة يصل الى اسرائيل رئيس شعبي، في ولايته الثانية، مع إرث متماسك سيدخله منذ الان الى كتب التاريخ وقدرة على اتخاذ قرار قريبا في الموضوع الايراني. سائح أم لا، عانقوا اوباما بشدة، هو ما يوجد لنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    رئيس وروح

    بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس

    زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى اسرائيل هي حدث هام يرمي الى اظهار التزامه العميق للدولة اليهودية وازالة 'الوصمة' التي خلفها امتناعه عن زيارتها كرئيس مرة واحدة والى الابد. هذه زيارة بمجرد وجودها يمكنها أن تبث أملا جديدا في فرص تحريك المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. ولكن عندما يقوم اوباما نفسه 'بتخفيض مستوى التوقعات' ولا يحمل في جعبته خطة سياسية جديدة، وعندما تقف حياله حكومة اسرائيلية، تمثل مدى المواقف التي بين اليمين المتطرف واليمين المعتدل، فستكون حاجة لقدر معقول من الخيال كي يتوقع المرء اختراقا في اليومين القريبين القادمين.
    هنا يكمن الاخفاق الاساس والخطير في الزيارة. حكومة اسرائيل والجمهور سيتأثران بالنبرة الاديبة للرئيس ومن انعدام التهديد أو الضغط الظاهرين، والاستنتاج من ذلك بان اسرائيل معفية من الان فصاعدا من المبادرة بنفسها لخطوات سياسية.
    سيكون هذا استنتاجا بائسا. فاوباما والولايات المتحدة ليسا طرفي في النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني. فليس الرئيس الامريكي هو الذي سيتعين عليه ان يعيش في مجتمع يغير وجهه بسبب الاحتلال ويدحر الى هوامش الاسرة الدولية. محق نتنياهو عندما يقول ان سلم اولويات الادارة الامريكية لا يتطابق بالضرورة وسلم أولويات اسرائيل، ومثلما أوضحت واشنطن مرات عديدة في الماضي، فان 'الولايات المتحدة لا يمكنها أن ترغب في السلام أكثر من الطرفين الخصمين'. ولكن بالذات الوهن الذي أظهرته الولايات المتحدة حتى الان في كل ما يتعلق بالمسيرة السلمية يثبت بان اسرائيل هي التي يتعين عليها أن تبادر الى خطط واقتراحات جديدة وأن تدفع الى الامام تنفيذ الاتفاق على صيغة الدولتين للشعبين.
    اوباما يمكنه وينبغي له أن يوضح لاسرائيل كيف يمكن لاستمرار الاحتلال ان يؤثر على العلاقات بين الدولتين، أن يضر بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة وأن يقضم الدعم الجماهيري الامريكي لاسرائيل. هذا واجبه تجاه اسرائيل وتجاه مواطني بلاده. اما رئيس الوزراء من جهته فلا يحق له أن يكتفي بـ 'النجاة بسلام' من الزيارة أو بالربت المتبادل على الكتف. ملقاة عليه المسؤولية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    نهاية عصر الانعزالية
    بقلم: ألوف بن ،عن هآرتس

    تنهي زيارة الرئيس الامريكي، باراك اوباما، عصر الانعزالية الذي تمتع به الاسرائيليون في أيام الحملة الانتخابية وتشكيل الائتلاف. نصف سنة من فك الارتباط عن العالم والنظر الى الداخل، تركز فيها النقاش الجماهيري على عدد وزراء الحكومة، ابعاد الاحزاب الاصولية عن الحكم و 'المساواة في العبء'. وتلخصت السياسة الخارجية بتحذير اسبوعي يطلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من النووي الايراني و 'تفتت سوريا'.
    والان جاء الرئيس اوباما ليذكرنا بان اسرائيل ليست جزيرة منقطعة عن العالم، يعيش سكانها داخل أنفسهم. وستعيد زيارته الى العناوين الرئيسية مفاهيم نسيت منذ زمن بعيد وعلى رأسها المستوطنات وايران. ليس للرئيس الضيف حلول. وزيارته لن تجلب نهاية للاحتلال، طي المستوطنات واقامة فلسطين المستقلة في الضفة الغربية، ولا تصفية البرنامج النووي الايراني أيضا. فهو سيسعى الى كبح جماح رئيس الوزراء في الجبهتين: منع هجوم اسرائيلي في ايران وتسريع في بناء المستوطنات.
    في قدومه الى اسرائيل، منع اوباما نتنياهو من الخروج في حملة انتصار ثالثة في واشنطن للاستمتاع هناك باستقبال حماسي من الجمهوريين، الذين كانوا سيدعون رئيس الوزراء الى الخطاب مرة اخرى في الكونغرس أو اجراء احتفال مشابه على شرفه. الان اوباما وحده في وقت البث الذروة، دون خصومه من الحزب الجمهوري. وسيتعين على نتنياهو أن يواجهه هو بنفسه، دون جوقة المشجعين المحافظين.
    هذا ليس بالضرورة في طالحه: من ناحية نتنياهو جاءت الزيارة في افضل توقيت. فمجرد وجودها يدحض الادعاء بان حكم اليمين أدخل اسرائيل في عزلة دولية. فها هو زعيم العالم بعظمته يأتي الى القدس، يتحدث الى الاسرائيليين في وطنهم، ويدعو زعيمهم باسمه الشخصي. وقد أكثرت وسائل الاعلام من الهزء بالعلاقات السيئة بين الرجلين، انعدام الكيمياء بينهما والانتقام المتوقع من اوباما بنتنياهو، الذي أيد المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني. والان سيري رئيس الوزراء منتقديه بانهم اخطأوا، وانه يمكن تأييد رومني وتلقي عناق من اوباما.
    تخدم الزيارة جيدا الاحتياجات السياسية والائتلافية لرئيس الوزراء. فبعد شهرين اهتم فيهما الاسرائيليون بنجمي الانتخابات، يئير لبيد ونفتالي بينيت، سيحتل نتنياهو مرة اخرى مقدمة المنصة. السياسة الخارجية تخضع لسيطرته، دون شركاء، وهو سيستنفد الفرص للتصوير والخطابة التي ستوفرها له زيارة الرئيس. اما بينيت ولبيد فسيقزمان الى موقف الواقفين الصامتين، حيث سيسر نتنياهو أن يراهما فيه حتى نهاية الولاية. في اللقاء مع اوباما يكمن أيضا خطر على نتنياهو. فالرئيس يريد أن يتحدث من مباني الامة في القدس الى الشعب الاسرائيلي، ورسائله كفيلة بان تصطدم بمواقف حكومة اليمين، مثلا اذا كرر مواقفه في خطاب القاهرة في 2009، بان المستوطنات غير شرعية والفلسطينيين يستحقون دولة. ولكن حتى لو شتم اوباما الاحتلال والمستوطنات، فان نتنياهو سيحاول تقليص الخلافات وابراز رغبته في السلام وولائه لـ 'صيغة بار ايلان' للدولتين للشعبين. التصريحات العلنية لاوباما ونتنياهو قبل الزيارة تدل على أنهما لا يريدان الخصام هذه المرة بل ان يظهرا المودة المتبادلة.
    اوباما يترك لوزير خارجيته، جون كيري، دور 'الشرطي الشرير' الذي سيبقى في المنطقة كي يلح على نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استئناف المسيرة السياسية. كيري لا يحتاج الى الدراسة. فهو ضليع لا مثيل له في تفاصيل تفاصيل المفاوضات التي أدارتها اسرائيل مع الفلسطينيين ومع سوريا.ولكنه الان ليس في مكانة المراقب، مثلما في سنوات ولايته في مجلس الشيوخ، بل بصفته الوسيط المسؤول. اذا ما نجح في أن يظهر تقدما، فانه سيملأ بالمضمون جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها رئيسه. أما اذا فشل، كسابقته فان الذنب سيلقى عليه. اوباما سيكون منشغلا في امور اخرى، واسرائيل ستسعى الى العودة الى الانعزالية اللطيفة المتمثلة بتجنيد الاصوليين، تدريس المواضيع الاساس وانتخاب الحاخام الرئيس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    هل زرت متحف العبودية الامريكي؟
    بقلم: عميره هاس ،عن هأرتس

    إن الاسلاك الشائكة والسور اللذين يطوقان رام الله من الجنوب لن تراهما أيها الرئيس باراك اوباما. ويثيرنا ان نعلم هل ستبحث في طريقك الى كنيسة المهد عن السور الثعباني الذي يخنق محمية بيت لحم من الشمال. فهو يُذكر شيئا ما بالسور بينكم وبين المكسيك ويختلف عنه كثيرا ولو بسبب الأبعاد، برغم انه بالنسبة للشعوب الاولى هناك مثل الكومي إي يقطع بقسوة الفضاء الطبيعي والعلاقات الانسانية والثقافية والعائلية لهم كما يفعل هذا بالضبط بالفلسطينيين في محميات الضفة الغربية والقطاع. إن عنف كل نظام والطبقات الحاكمة يستوليان على المنظر الطبيعي ايضا ويُعرضان على أنهما شيء مفهوم من تلقاء نفسه.
    إن المسار الذي اخترته مع مضيفيك يُراقص العنف وتجاهله رقص التانغو. أو بعبارة اخرى: يعلم الناس في الجانب الهندي الاحمر من السور جيدا ان مجيئك ثوب آخر يرمي الى حماية الوضع الراهن. فما هو الوضع الراهن؟ هو أن اسرائيل تلتهم اراضي فلسطينية اخرى، وتطرد وتهدم وتعتقل وتغلق وتُقطع إربا إربا وتصادر وما زالت الولايات المتحدة تعلن ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وتدفع اليها كي تستمر في نهجها، وتدفع الى السلطة الفلسطينية كي تتذكر دونيتها ولا تشذ عنها.
    إن زيارتك الواجبة الخاطفة لـ 'يد واسم' تثير التفكير في محرقة اخرى هي من صنع أيدي البشر والطريقة التي أوجدوها ايضا، وهي محرقة لم تصبح قصة نجاح عقارية وسياسية وعسكرية مثل قصتنا. ما زال لا يوجد في الولايات المتحدة متحف رسمي يُخلد ضحايا العبودية (في الماضي والحاضر)، ويكون مركز حج لمئات الآلاف، يطلعون فيه على صور حشد الثروة التاريخية لدولتهم. يوجد متحف كهذا عن الشعوب الاولى ربما بسبب فرض أنها قليلة وضعيفة جدا، وأن طلب ان يُعترف بحقوقهم في الارض والموارد الطبيعية لا يُعرض للخطر الحقيقي ورثة الناهبين.
    وهناك شأن آخر وهو الـ 14 في المائة من الافارقة الامريكيين. في 2010 كان 27.4 في المائة من السود كانوا فقراء (قياسا بـ 9.9 في المائة من البيض و26.6 في المائة من ذوي الاصول الاسبانية). وفي تلك السنة كان 38 في المائة من الاولاد السود يعيشون في فقر - وهي أعلى نسبة بين المجموعات العرقية قياسا بـ 12 في المائة من البيض و35 في المائة من الاصول اللاتينية (المصدر: جامعة ميشيغان). وفي 2009 كان متوسط ثروة العائلات البيضاء 113.149 دولار، والعائلات ذات الاصول اللاتينية 6.325 دولار والسوداء - 5.677 دولار، وتضاعف الفرق بين ثروة العائلات البيضاء والسوداء ثلاثة أضعاف تقريبا بين 1984 - 2009 كما ورد في بحث عن جامعة برانديس. وينبغي ألا ننسى أن نحوا من 40 في المائة من السجناء في الولايات المتحدة سود.
    إن متحف العبودية رمز فقط لكن عدم وجوده يشهد على خوف الولايات المتحدة والطبقات المهيمنة فيها من الاعتراف بدينها العظيم بسبب الاستغلال الاقصى والأكثر قسوة مما يمكن التفكير فيه - للبشر وحياتهم وأجسامهم ونفوسهم وعقولهم وقوتهم. وليس الخوف من كلام الندم بل مما يترتب على ذلك، أي من تغيير ترتيب الأولويات في الميزانية العامة. فليس الخوف مثلا من انفاق مبالغ ضخمة على تدمير دول اخرى بالقصف مع زيادة ثروة شركات السلاح واتحادات الشركات التي تعيد الاعمار بعد ذلك بل الخوف من استثمارها في صحة مواطنيها وتربيتهم.
    أو بعبارة اخرى اذا لم يغير رئيس أسود الواقع الامريكي الداخلي (وإن كان انتُخب بسبب الرغبة في تغييره) فلماذا نتوقع ان يفعل شيئا ما لمواجهة نظام الفصل اليهودي الذي نشأ هنا بين البحر والنهر؟ فاسرائيل بعد كل شيء لبنة مهمة وحليفة على استراتيجية السيطرة الامريكية على منطقتنا. وصناعتها الامنية المُحكمة المتساوقة مع صناعة السلاح الامريكية تكسب مباشرة من الوضع الراهن مع الفلسطينيين. ويمكن ان يُقال دائما على العموم إن الفلسطينيين يرفضون تجديد التفاوض.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الامن قبل التنازلات
    بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

    صدّق الرئيس اوباما في لقاء صحافي قُبيل زيارته للبلاد أن الولايات المتحدة تعارض شرط الفلسطينيين المسبق لتجديد المفاوضات وفحواه ان على اسرائيل ان تجمد كل بناء وراء الخط الاخضر (وبذلك اتفق مع نتنياهو)، لكنه أوضح في نفس الوقت ان ذلك لا يجب ان يُفسر بأنه موافقة على استمرار البناء نفسه.
    يعبر كلام الرئيس عن الموقف الامريكي التقليدي من نشاط اسرائيل وراء الخط الاخضر. ومع ذلك كانت وما زالت توجد ألوان مختلفة في التوجه الامريكي لا فيما يتعلق فقط بالبناء في المناطق كما ينبع من نص القرار 242 للامم المتحدة بل فيما يتعلق ايضا بـ 'قداسة' الخط الاخضر.
    سوّغ الرؤساء ريغان وكلينتون وجورج دبليو بوش كل واحد باسلوبه وتعليلاته، تغييرات في الخط لمصلحة اسرائيل، اذا كان ذلك الامر ينبع في الأساس من حاجات أمنية. بل وافق الرئيس كارتر على ان يشتمل مخطط الحكم الذاتي على 'مناطق أمنية خاصة' تبقى تحت حكم اسرائيل. وقال ريغان بصراحة انه 'ينبغي ألا يُطلب الى اسرائيل ان تعود الى وضع كان عرضها فيه 8 أميال'. واتفق جورج دبليو بوش مع اريئيل شارون على موضوع 'الكتل الاستيطانية'، وسمعت كلينتون في لقاء في واشنطن قبل بضع سنوات (برغم انه لم يكن رئيسا) يقول انه ليس للولايات المتحدة مشكلة مع خطوات اسرائيلية تنبع من تقديرات أمنية.
    من الواضح انه ينبغي ألا نرى التصريحات المذكورة آنفا أو ما يشبهها، موافقة شاملة على كل تفسير اسرائيلي لقضية الأمن حتى لو كان الحديث عن أكثر الادارات صداقة، لكن يصعب ان نتحرر من انطباع ان السياسة والاعلام الاسرائيليين خاصة لا يؤكدان دائما بقدر كاف الوجهة الأمنية (إن رئيس الوزراء نفسه هو الوحيد الذي يفعل ذلك) لمواقفنا ومطالبنا. وقد يكون ذلك لأن تأكيد الجانب الأمني والاصرار على الحاجة الى حدود قابلة للدفاع عنها تُرى في بعض الحلقات أنها شبه تدنيس للمقدس ومس بالقيم التي تقوم عليها حقوقنا التاريخية في ارض اسرائيل. بيد ان من يتعمق في تاريخ 'حدود الميعاد' وتفسيراتها المختلفة، يتبين له ان المقالات الجغرافية حتى في تلك الايام وإن صيغت صياغة مختلفة، لم تكن تعوزها التقديرات الاستراتيجية والسياسية.
    يُروى انه بعد وقت قصير من حرب الايام الستة حينما تجول وزير الدفاع موشيه ديان حيث أُنشئ بعد ذلك حي غيلو ونبهه شخص ما الى ان ذلك وراء الخط الاخضر، نظر الى الارض وأجاب: 'لست أرى أي خط اخضر'. ويدلنا هذا على انه في الايام الاولى بعد الحرب استقر رأي الحكومة على انه ينبغي إحداث واقع استراتيجي ومادي جديد يمنع عزل القدس أو فصلها عن شريط الساحل، ويضمن العمق الاستراتيجي على طول نهر الاردن، ويمنع العدو المحتمل من امكانية تقطيع اسرائيل حيث يُمكّن خصرها الضيق من ذلك ويُبطل كل احتمال لاصابة مطار بن غوريون من التلال المشرفة عليه وراء الخط الاخضر. إن البناء في اماكن ما في المناطق عنصر مهم في هذا الجهد. صحيح ان ميدان القتال الحديث يختلف اليوم تمام الاختلاف، لكن هذا الواقع الجديد خاصة ومساحة اسرائيل ضيقة يؤكد بصورة أقوى أهمية الحدود المادية في مواجهة العدو.
    لن نكون ساذجين ونزعم ان كل بيت يهودي في يهودا والسامرة بُني لاسباب امنية، لكننا لن نزعم عكس ذلك ايضا. إن للوجود الاسرائيلي وراء الخط الاخضر صلة قوية بحاجات اسرائيل الأمنية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    المنصرف والوافد
    بقلم: عاموس جلبوع،عن معاريف

    وزير دفاع ينصرف ووزير دفاع يفد. على مدى ست سنوات حظيت دولة اسرائيل بوزير دفاع عرف كيف يمنح الامن لمواطني الدولة بشكل يبعث على الاحترام والاعجاب. كان هذا وزير دفاع عرف القوة والعظمة لاسرائيل من المؤسسة وحتى الفروع، وفي نفس الوقت فهم قيود القوة وقيود القدرات السياسية والقدرات الأمنية لدولة اسرائيل في المحيط المنفلت الذي توجد فيه وفي الفترة التاريخية التي توجد فيها.
    كان هذا وزير دفاع ليس له 'منظار مغلق'، عرف 'على ماذا يدور الحديث'، من مستوى المقاتل وحتى مستوى القيادة العسكرية الامريكية. كان هذا وزير دفاع ينهي مهام منصبه مع شيء ما نادر في العالم الدينامي المجنون لعصرنا. ويسمى هذا حظ. نعم، حظ.
    كان هناك من أسمى سلوك باراك (الى جانب نتنياهو) غير مسؤول وخطير على الامن. لم تكن أمورا كهذه أبدا. باراك هو سوبر واقعي، بارد في تفكيره. لا مسيحانية توجد فيه ، بل سياسة تنطوي في داخلها على رؤيا ايضا. ورغم كل هذا، فان باراك ينزل الان من المسرح الحزبي - السياسي، ومستقبله محوط بالضباب. لماذا؟
    في هذه الايام يعرض في دور السينما فيلم 'لينكولن'. ويجسد الفيلم بشكل رائع حقيقة أساسية مركزية ما: زعيم عظيم يجب أن يكون ذا عنصرين - سياسي وحزبي. كلاهما يسيران يدا بيد. لا يمكن أن يكون سياسيا عظيما دون أن يكون فيه في نفس الوقت سياسي عظيم، لانه بدون حزبية لا يمكنه أن يحقق السياسة التي فيه. ولينكولن، السياسي الضخم، عرف كيف يعنى بالحزبية الاكثر بشاعة.
    من أجل أن يقر في الكونغرس الامريكي التعديل الـ 13 في الدستور، وموضوعه الغاء العبودية، استخدم لينكولن 'المافيا' حقا: فقد رشا، عرض وظائف، وكان مستعدا حتى لان يكذب على الكونغرس - وكل ذلك كي يحرك مسيرة دستورية تحقق للاجيال رؤياه.
    كحزبي عرف لينكولن تفاصيل التفاصيل في كل المواضيع الحزبية وكل المتفرغين الحزبيين في الولايات المختلفة. عرف كيف يتحدث مع بسطاء الشعب بمستوى العينين، بحرارة، بتفهم. ولكن ايهود باراك لم يكن حزبيا، ولهذا فقد فشل في منصبه كرئيس وزراء.
    باراك كان سياسيا في نهجه من القضية الفلسطينية وفي قراره الخروج من جنوب لبنان على حد سواء. الحزبية هي التي أفشلته، ولكن في منصبه كوزير دفاع لم يكن بحاجة الى الحزبية. البعد الحزبي منحه له بنيامين نتنياهو، الذي هو حزبي أكثر مما هو سياسي. أما ايهود فمنح بيبي حكمة السياسة، وبالاساس حيال الولايات المتحدة. واذا أضفنا الى ذلك بعد الثقة الحميمة بينهما، ودور الحظ، فسنحصل على صورة نجاح ايهود باراك كوزير دفاع راقٍ.
    هذا هو الوزير المنصرف، ويوجد ايضا وزير دفاع وافد: موشيه يعلون. هو وباراك مختلفا، نموذجان مغايران، ولكن مع بعض أوجه الشبه: بوغي هو مقاتل اسرائيلي، مع معرفة وتجربة هائلتين في مناصبه كرئيس شعبة الاستخبارات، رئيس الاركان، وزير الشؤون الاستراتيجية، رئيس اللجنة الوزارية لبناء القوة في الجيش الاسرائيلي وصاحب مذهب فكري يهودي - صهيوني واضح؛ رجل تفكير استراتيجي، رجل كتاب، رجل أفكار جديدة. وخلافا لباراك، الذي حظي ببداية طريقه باعلام عاطف ومتحمس وأنهاه باعلام بعضه معادٍ، فان بوغي اجتاز 'طريق الالام' مع أفاعٍ من اليمين وبالاساس من اليسار، مع إعلان مستخف وغاضب.
    لقد اجتاز الطريق باستقامة نادرة في مطارحنا، مر بمخاض الانتخابات التمهيدية في الليكود وسوط الالسنة الشريرة التي أرادت منعه من الوصول الى منصب وزير الدفاع. يوجد لبوغي عناصر سياسة في المجال الامني - السياسي، توجد له حميمية انسانية ودماغ مفكر. ينبغي فقط تمني النجاح له من كل القلب، والامل الا ينسى الحزبية ايضا، والصلاة أن يكون له حظ. حظه هو حظ شعب اسرائيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 261
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:05 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:38 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:36 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •