أقلام وآراء اسرائيلي 88

في هــــــذا الملف

النكبة وتوابعها: كيف نستطيع ان نتغلب عليها؟

بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

سقوط سور برلين 'النفط'

بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم

خمسة ايام للانتخابات.. معركة متلاصقة على رئاسة مصر

بقلم: آفي يسسخروف،عن هآرتس

بغداد محطة أخيرة قبل الحرب على طهران

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

النكبة وتوابعها: كيف نستطيع ان نتغلب عليها؟

بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

ان اسرائيل معجزة تاريخية، وقد تكون أكبر معجزة تاريخية في القرن العشرين. وهذه المعجزة تتضاعف اضعافا في بحر الفوضى السياسية والامنية والاقتصادية الطاغية في المنطقة القريبة وفي العالم. ولذلك فان كثيرين يطمعون فيها ويريدون ان يرثوها. وطائفة التهديدات الامنية معروفة نسبيا. لكن التهديد الجذري هو الضعف المستمر في شعورنا بالعدل. وقد كان هذا هو التحذير الأخير من نتان ألترمان الذي كُشف عنه بعد موته: 'ما الذي قاله الشيطان: كيف أقدر على هذا المخلوق؟ سأُبلد ذهنه لينسى ان العدل معه'.

ان إدخال خطاب النكبة في الخطاب الاسرائيلي بواسطة عملاء ذوي خبرة في الاعلام الاسرائيلي وفي الاكاديميا هو واحد من الأخطار. والمتحدثون اليهود عن النكبة يقولون في ادعاء للسذاجة ان الحديث عن تذكر معاناة اللاجئين الذين انتشروا في كل مكان على أثر حرب التحرير. وهم يعدون بأن الاعتراف بهذه المعاناة أساس لكل نقاش سياسي. لكن احمد الطيبي يظهر فورا ويتحدث عن 'تطهير عرقي' أجرته اسرائيل على الفلسطينيين. ويعلن أحد الدعائيين من قيادة عرب اسرائيل ان الحديث عندهم عن شيء يعادل خراب الهيكل الاول.

وهم بهذا يكشفون عن أوراق لعبهم لأنه ليست المعاناة الشخصية هي التي يُتباحث فيها بل هزيمة اولئك الذين أرادوا القضاء علينا. وليس هذا كليشيها بازاء موافقة الاستيطان اليهودي على اقتراح التقسيم رد العرب باعلان حرب عرّفها الامين العام للجامعة العربية آنذاك عبد الرحمن عزام بأنها: 'هذه الحرب ستكون حرب إبادة، وسيتحدثون عن المذبحة التي ستتم كالحديث عن حملات المغول والصليبيين'.

وأعلن قطب آخر هو المفتي الحاج أمين الحسيني الذي تعاون مع هتلر بقوله: 'أنا أعلن الجهاد، يا إخوتي المسلمين! إذبحوا اليهود واقتلوهم جميعا!'.

حينما ننظر اليوم الى سوريا مثلا، أو الى لبنان، ونرى كيف يذبحون ويغتصون ويدمرون ويُجلون ويُفنون أبناء شعبهم يصبح سهلا ان نفهم ماذا كان يحدث في 1948 لو ان الصورة انعكست والعياذ بالله. كان احمد الطيبي سيكون موجودا اليوم في دولة عربية تضاف الى عشرات الدول الموجودة في المنطقة، خالية من اليهود بعد ان يكون آباؤه قد ذبحوهم وطردوهم جميعا وورثوا مدنهم وبلداتهم.

جلا عشرات الملايين من اللاجئين عن اماكنهم في الحرب العالمية، واستقروا جميعا واندمجوا في الحياة المدنية في اماكنهم الجديدة، كلهم ما عدا الفلسطينيين. الذين جعلتهم الدول العربية لاجئين الى الأبد لاستعمالهم للتشهير باسرائيل.

في عشرينيات القرن الماضي عمل في اوروبا دعائي شيوعي اسمه ويلي مندسنبرغ، وقد عمل على تجنيد الرأي العام الليبرالي ولا سيما المفكرون في الغرب من اجل الاتحاد السوفييتي. وكان ذلك جزءا من آلة الحرب الشيوعية للغرب الديمقراطي. وكتب ستيفن كوتش في كتابه ان هدف مندسنبرغ كان 'ان يُحدث الرأي المسبق السياسي المسيطر في ذلك الوقت على الانسان الذي يفكر تفكيرا صحيحا في الغرب غير الشيوعي: وكان الحديث عن اعتقاد ان كل رأي يخدم سياسة الاتحاد السوفييتي الخارجية مصدره الينبوع المقدس لكل شيء انساني نزيه في المجتمع وفي طبيعة الانسان'. هل يُذكركم هذا بشيء ما؟.

تُظهر المقابلة الصحفية التي أجراها رازي بركاي مع الطيبي عن النكبة الاعتقاد الساذج، وهناك من يقولون الخطير، عند اليسار الاسرائيلي وفحواه انه اذا نشأت فقط دولة فلسطينية فسيهدأ الصراع. لكن الطيبي جعله يقف على خطئه، فهو يريد دولة فلسطينية خالية من اليهود ('لا من اليهود بل من المستوطنين'، صحح قوله. آه)، و'دولة جميع شعوبها' داخل اسرائيل. وبالمناسبة نقول انه توجد في غزة دولة مستنيرة اخرى وتوجد في الاردن دولة فلسطينية اخرى، وهذا باختصار استمرار على اعلان القضاء على اليهود منذ 1948 بطرق اخرى.

السيطرة على الوعي

ذكرت هذا الاسبوع يوجين مثوين الذي تحدث في كتابه 'مُحدثو الاضطرابات' عن تقنيات الهدم الاجتماعي. وقد كتب عن ذلك في السبعينيات من القرن الماضي. يسبب الهدم الاجتماعي من جملة ما يسببه سيطرة على الوعي في المجتمع الديمقراطي. وان انفتاحه خاصة يعرضه لهجوم من قبل حركات شمولية.

يتم تغيير الوعي العام بواسطة الاكاديميا ووسائل الاتصال ومنظمات خارج المجالس النيابية تتمتع بمال اجنبي. وليس صدفة ان تذكروا النكبة في جامعة تل ابيب. وقد ذكر يعقوب احيمئير هذا الاسبوع مقالة البروفيسورة زيفا شمير، وهي من أهم الباحثين في الأدب العبري، عما يحدث في أقسام الآداب هناك في جامعات اخرى. فقد أُقصيت الصهيونية وتوابعها منذ زمن وسيطرت بدلا منها لغة ووعي معاديان لاسرائيل ومعاديان للصهيونية. وبرعاية الاكاديميا يشتغل باحثون اسرائيليون بضعضعة أسس اسرائيل اليهودية والصهيونية، واضعاف شعورها بالعدل وضعضعة تاريخها وتقوية رواية أعدائنا. ولا يكاد يوجد اليوم مكان لباحثين صهاينة في أقسام الآداب. وأدرك الصهاينة ايضا الى أين تهب الريح، فلاءموا أنفسهم معها أو سكتوا على الأقل.

جعلت منظمات 'حقوق الانسان' صبغة اسرائيل اليهودية غاية للتشهير ومركز ذنب 'عنصري'. وبرعايتهم يأتي الى اسرائيل كل شهر آلاف من مهاجري العمل المسلمين من افريقيا يهددون بتغيير التركيبة السكانية في اسرائيل. وكل من يعارض هذه الظاهرة يعرض نفسه لخطر ان يوصم بوصم 'عنصري' و'كاره اجانب' و'معارض لحقوق الانسان'. اجل، لكل انسان حق في الحياة أما اليهود فلا.

من سيكون المفكرون القادمون؟

ماذا نفعل؟ من المهم ألا تسبقنا الظواهر. فينبغي ألا نرد طوال الوقت فقط على مبادرات اليسار والعرب. ومن المهم انشاء مبادرات مضادة تسبق الشر. وأنا أكرر دعوتي الى انشاء بيت اكاديمي للنخبة المفكرة المحافظة (والصهيونية) للجيل القادم. لأنه اذا لم يأت الخلاص من الآداب فلننشيء معاهد بحث تخصنا. ولننشيء في مواجهة 'صندوق اسرائيل الجديد' 'صندوق اسرائيل قوية'. ونقول بالمناسبة انه لا يوجد اليوم في أي معهد بحث محافظ خطة زملاء بحث، أي خطة تستوعب عشرات الباحثين الشباب ممن ليس لهم اليوم بيت في الاكاديميا الاسرائيلية ويمنحهم بيتا علميا واستقرارا اقتصاديا لعلاج القضايا الفكرية والروحية والثقافية التي تهددنا.

لا يمكن ان نفكر طوال الوقت فقط في السيطرة على السياسة أو الاستيطان، فهذان هدفان مهمان لكنهما وسيلة لتقوية اسرائيل باعتبارها الدولة الوحيدة للشعب اليهودي. ولا يمكن احراز هذا إلا بتقوية الروح. وأنا اسأل الساسة الكثيرين الذين يجتمعون في الاحزاب الصهيونية المحافظة: هل فكرتم مرة بصورة مثابرة في مدة جيل على الأقل؟ من سيكون بعد ثلاثين سنة مؤرخونا، ومن سيكون أدباؤنا ورجال الثقافة فينا؟ ومن سيكون خبراء القانون؟ لقد سلمنا أهم ميدان لاولئك الذين يضعفون وعينا، وليس التغيير والاصلاح متأخرين الى الآن.

سقوط سور برلين 'النفط'

بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم

في سنة 1945 استقر رأي الرئيس فرانكلين روزفلت على لقاء عبد العزيز ملك السعودية على متن مدمرة امريكية في مصر. وكان سبب اللقاء غير العادي تغيرا متطرفا في سوق النفط العالمية. كانت واشنطن على علم بأنه من اجل الحاجة الى تزويد حليفاتها في الحرب العالمية الثانية بالنفط قللت من احتياطي النفط عندها. وبدت السعودية والشرق الاوسط مصدرا بديلا للتزويد في الأمد البعيد. وحذر جيولوجي مشهور اسمه ديغ فاير الادارة الامريكية في 1944 بقوله: 'ان مركز ثقل النفط العالمي ينتقل الى الشرق الاوسط'، وكان على حق.

في 1948 جاء نحو من 64 في المائة من انتاج النفط العالمي من الولايات المتحدة. وتضاءلت النسبة عام 1972 لتصبح 22 في المائة من النفط العالمي في حين أخذ يزداد انتاج النفط في الشرق الاوسط، وكانت نتيجة ذلك ان أصبحت الولايات المتحدة محتاجة الى سياسة خارجية تعادل بين القرب من تناول النفط السعودي والتزامها ان تدفع الى الأمام بحقوق الشعب اليهودي في وطن قومي، والتزامها بأمن اسرائيل بعد ذلك.

بلغ هذا التوتر الحد الاقصى خلال حرب يوم الغفران في 1973 حينما استقر رأي الولايات المتحدة على تنفيذ 'قطار جوي' لمساعدة عسكرية لاسرائيل وبادر الملك فيصل الى حظر النفط على الولايات المتحدة. لكن يبدو الآن ان تعلق الولايات المتحدة التاريخي بنفط الشرق الاوسط قد يتغير تغيرا حادا.

كتب ديفيد اغناتيوس وهو من كبار المحللين في شؤون الشرق الاوسط في صحيفة 'واشنطن بوست' في تقرير له في المدة الاخيرة ان الولايات المتحدة بحسب تقرير تجاري داخلي مهم عن صناعة النفط حتى 2020 على أثر توسيع انتاج النفط واستخراج الغاز من الزيت ان الولايات المتحدة توشك ان تصبح أكبر منتجة للنفط والغاز والوقود الحيوي في العالم، وأنها ستسبق بذلك السعودية وروسيا.

حينما يحدث هذا التغيير يتوقع ان ينخفض استيراد الطاقة من النفط والغاز في الولايات المتحدة من 52 في المائة الى 22 في المائة حتى 2020، وليس من الضروري ان يأتي من الشرق الاوسط.

ان التأثيرات السياسية والدولية لهذا التغيير في عالم الطاقة عظيمة، ويزعم خبير بهذا المجال ان هذا 'يعادل في قيمته سقوط سور برلين'، فلن تضطر الولايات المتحدة بعد ذلك الى الاعتماد على نفط الشرق الاوسط. وتتوقع 'بريتش بتروليوم' ان يصبح نصف الكرة الارضية الغربي حتى سنة 2030 مستقلا من جهة الطاقة. وسبب هذا التفاؤل هو احتياطيات نفط ضخمة كشفت عنها البرازيل قرب بعض سواحلها وكميات في الارض من رمال الزفت ضخمة توجد في اقليم ألبرتا في كندا يمكن ان يُنتج النفط منها. ويستطيع كل ذلك ان يلبي احتياجات الولايات المتحدة اذا تم بناء نظام نقل طوله 2700 كم من الحدود الكندية الى خليج المكسيك. ويخضع هذا الموضوع لجدل سياسي عاصف في الولايات المتحدة. فالرئيس اوباما يؤيد جماعة الضغط الخضراء ويعارض انشاء هذا النظام، أما الجمهوريون فيؤيدونه.

يجب على اسرائيل ان تتوصل الى تسويات سياسية مع جاراتها، لكن يجب ألا يتأثر أي اتفاق بضغط دبلوماسي ينبع من التعلق الغربي بنفط الشرق الاوسط. وفي الواقع الذي أخذ ينشأ لا يوجد منطق في ان تنطلق اسرائيل سريعا للعودة الى خطوط 1967، وعليها ان تستمر في الدفاع عن حقها المشروع في حدود قابلة للدفاع عنها.

خمسة ايام للانتخابات.. معركة متلاصقة على رئاسة مصر

بقلم: آفي يسسخروف،عن هآرتس

الممثل السينمائي المصري الشهير، حسين فهمي، الذي يعرفه جيدا مشاهدو الافلام المصرية التي كانت تبث في اسرائيل في الثمانينيات بمظهره الجميل، قال ان في نيته ان يصوت لعمرو موسى في الانتخابات التي ستجرى بعد خمسة أيام. في مقابلة مع شبكة 'العربي' روى فهمي بانه لا يرى في موسى بقايا عهد مبارك وانه يؤيده رغم أن معظم رفاقه الممثلين يعتزمون التصويت لمرشح آخر، حمدين صباحي.

وشدد فهمي على أنه أيد ثورة 25 يناير ولكنه امتنع عن المشاركة في المظاهرات لعدم قدرته على ان يكون في أماكن مكتظة. واضاف بانه يجب الترحيب بتنوع الاراء والمواقف السياسية في أوساط الممثلين كونهم يمكنهم في النهاية ان يعربوا عن رأيهم بشكل حر. لا ريب أن هذه كانت مدخلا للتفاؤل بالنسبة لعمرو موسى، المرشح المتصدر حسب الاستطلاعات في الانتخابات للرئاسة المصرية، وهو الذي كان شغل في الماضي منصب وزير الخارجية في حكم مبارك. كما يمكن أن نفهم النهج الايجابي لفهمي: فهذه هي الانتخابات الديمقراطية الاولى للرئاسة المصرية في أي وقت من الاوقات. المرشحون المختلفون، 12 في عددهم (احد المرشحين، محمد فوزي عيسى سحب ترشيحه أول أمس فقط) يحاولون بذل جهود اللحظة الاخيرة لتحسين وضعهم عشية فتح صناديق الاقتراع يوم الاربعاء. وهم يتنافسون على أصوات نحو 52 مليون شخص، من أصل نحو 85 مليون مواطن مصري. الجولة الاولى ستستمر يوم الخميس أيضا، وان لم يكن مرشح يحظى باكثر من نصف الاصوات ستجرى جولة ثانية بين المرشحين المتصدرين، في 16 18 حزيران. في 21 حزيران سيعلن عن الفائز وفي نهاية الشهر ينقل المجلس العسكري الاعلى صلاحياته الى الرئيس المنتخب.

التقديرات المختلفة والاستطلاعات تتنبأ بان موسى سيصعد الى الجولة الثانية وسيتنافس رأس برأس مع المرشح الاسلامي عبدالمنعم ابو الفتوح، رجل الاخوان المسلمين سابقا والذي ترك صفوف التنظيم كي يتنافس على الانتخابات للرئاسة. وذلك بعد أن رفض الاخوان تماما امكانية تقديم مرشح عنهم للرئاسة وبعد ذلك غيروا قرارهم، وطرحوا ترشيح محمد مرسي. أبو الفتوح يعتبر أيضا بين المرشحين المتصدرين في الاستطلاعات، ويحاول أن يبث رسالة مصالحة لكل مواطني مصر، ولكن مرسي يمكن أ ن يفاجىء اساسا لان المنظومة السياسية المزيتة للاخوان المسلمين ستعمل في صالحه.

وتبقى للمرشحين ثلاثة ايام فقط لحملتهم الانتخابية. وذلك لانه يوم الثلاثاء ستحظر الدعاية الانتخابية بما في ذلك المقابلات الصحافية او المهرجانات.

في ضوء ذلك يمكن فهم النشاط الكثيف للمرشحين ممن تنقل في الايام الاخيرة بين المحافظات والمدن، وبالاساس من استديو تلفزيون الى آخر. موقع الانترنت لصحيفة 'الاهرام' افاد أمس بان مقر انتخابي ذي ثلاثة طوابق لعمرو موسى بدا هائجا، ولكن ليس بقدر استثنائي.

الامين العام السابق للجامعة العربية كافح في الاشهر الماضية ضد لقب 'فلول' الذي يصف رجال نظام مبارك والذي اجتهد خصومه السياسيون لالصاقه به. وفي الحملة الانتخابية حاول التشديد على سياسته المتصلبة تجاه اسرائيل، والتي ادت على حد قوله الى تركه الحكومة في 2001 وكذا وصوله الى المظاهرة في ميدان التحرير منذ بداية الثورة. يحتمل أن تكون جهود موسى لاظهار نوع من العداء تقريبا تجاه الغرب أدت الى خطأ ارتكبه في البث الحي في المواجهة التلفزيونية بينه وبين ابو الفتوح. في المواجهة، التي بثت يوم الخميس الماضي، سئل موسى عن علاقات القاهرة وطهران في المستقبل، فادعى بان ايران هي دولة عربية شقيقة. وكلفته هذه الجملة غير قليل من الانتقاد في الدولة التي تعتبر العدو التقليدي لايران والشيعة. ولا يبدو ان موسى ذعر من الكبوة اكثر مما ينبغي، وفي الايام القريبة سيعقد عدة مهرجانات انتخابية في الاسكندرية، في القاهرة وفي مدن اخرى. قيادته تحرص على أن يجري المقابلات لعدد لا نهاية له من قنوات التلفزيون ووسائل الاعلام، بما في ذلك قناة الحركة السلفية التي من جهتها أعلنت بانها ستدعم ابو الفتوح. وافادت 'الاهرام' بانه بالتوازي مع المقابلات لوسائل الاعلام والتي اجريت في الطابق الاول، ففي الطابق الثاني من مقر موسى حرص العاملون الشباب على حملة انترنت وشددوا فيها على الشبكات الاجتماعي.

الاسلامي الذي انشق عن الاخوان المسلمين

يدير ابو الفتوح معركة هائلة على مستقبله السياسي، ولا سيما قبيل الجولة الاولى من الانتخابات، ليس فقط ضد موسى بل وبالاساس ضد مرشح الاخوان المسلمين مرسي. وبشكل مفاجيء يحظى ابو الفتوح بتأييد علمانيين كثيرين، مثل وائل غنيم، رجل شركة غوغل الذي قاد حركة الثورة والمظاهرات في كانون الثاني 2011. وبشكل مفاجىء أقل، ابو الفتوح، الذي يعتبر أحد قادة الاخوان المسلمين في الماضي، يحظى أيضا بتأييد خائبي أمل 'الاخوان' وشباب الحركة. فقد انتقد الاخيرون بشدة التعاون بين الاخوان والمجلس العسكري الاعلى بعد الثورة، وبالاساس قرار قادة الحركة طرح مرشح للانتخابات في الرئاسة رغم أنهم تعهدوا المرة تلو الاخرى بانهم سيمتنعون عن ذلك.

ابو الفتوح الذي يسافر رجال حملته الانتخابية من مدينة الى مدينة بحافلة باص مكشوفة السقف تعلوها صور المرشح، نجح في تصنيف نفسه كمرشح اسلامي معتدل يمكنه أن يوفق بين العلمانيين والمتدينين في مصر. في ضوء المنافسة بين الاخوان والحركة السلفية كان طبيعيا أن يضمن السلفيون صوتهم لابو الفتوح. وهكذا فعلت حركة الوسط، الحزب الاسلامي المعتدل.

ومع ذلك فالطبيب ابن 61 قد يكون معروفا أكثر من أي مرشح آخر مع كل الاحترام للاستطلاعات وتأييد الاحزاب المختلفة، فان الجهاز التنظيمي الهائل للاخوان المسلمين يعتبره العدو رقم 1.

وبينما حافلة باص ابو الفتوح تتنقل من مدينة الى مدينة، فان الحيلة الانتخابية للاخوان المسلمين هي سلسلة عربات، تشبه القطار البشري. والكل يحمل صورة محمد مرسي المرشح الثاني للحركة. في مرحلة ما خطط رجال حملته لخلق السلسلة البشرية الاكبر في العالم، ولكن الخطة لم تخرج بعد الى حيز التنفيذ. احدى المصاعب التي يتصدى لها مرسي، هي الصورة التي الصقت به بصفته 'مرشح الخيار الثاني' بداية اختارت قيادة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر كمرشح لها للرئاسة ولكن في ضوء الادانة الجنائية التي في ماضيه رفضت ترشيحه واضطرت الحركة الى ترشيح مرسي في السباق للرئاسة. شعار مرسي الانتخابي متآكل ومعروف: 'الاسلام هو الحل'. والاستــطلاعات لا تحسن له. وهو يعتبر كــارزماتي أقل من الــشــاطر وليــس مـعـرفـــوا كــخطيب لامع. وحتى وعده 'بالنهضة' لا ينجح في خلق الاصداء. يحتمل ان في ضوء وضعه السيء في الاستطلاعات والصورة المتطرفة التي الصقت به يشدد مرسي على أنه سيحترم اتفاقات السلام مع اسرائيل. كل هذا بينما يهاجم خصومه اسرائيل المرة تلو الاخرى.

بغداد محطة أخيرة قبل الحرب على طهران

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

مخزونات الكليشيهات استنفدت حتى النهاية. الكثير من المرات وصفت جولات المحادثات بين الاسرة الدولية وايران في مسألة برنامجها النووي كأنها المحطة الاخيرة، الحرجة، اللقاء الذي لا عودة منه، وفي كل مرة يتبين بان الجولة المصيرية انتهت بعدم اتفاق، اعد الارض لجولة اخرى محملة بالمصير. ولا يزال، جولة المحادثات القريبة بين الايرانيين والقوى العظمى الست التي ستبدأ في بغداد يوم الاربعاء القادم، جديرة بالاهتمام.

عندما يتحدث الرئيس الامريكي براك اوما عن 'نافذة زمنية ضيقة' تبقت للحل الدبلوماسي، وعندما يكرر موظفون امريكيون ذكر الخيار العسكري وعندما يوشك حظر النفط الكامل الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على طهران على ان يدخل حيز التنفيذ بعد شهر ونصف فقط يخيل أنه يوجد هنا ركام كافٍ من المؤشرات على أن هذا سيكون لقاء ذا مغزى. في موعد ما بين المحادثات في بغداد والانتخابات للرئاسة الامريكية في تشرين الثاني، سيتضح اذا كانت وجهة القيادة الايرانية نحو الحل الوسط أم انها مستعدة لان تخاطر بمواجهة مباشرة على الا تعتبر داخليا كمن استسلمت للضغط الامريكي.

التغطية الاعلامية في العالم، ولا سيما في اسرائيل، تميل الى ابراز أفعال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. فصورته العاصفة واستفزازاته المتواترة تركز الاهتمام عليه. ولكن مستقبل البرنامج النووي، في بؤبؤ عين النظام، سيحسمه شخص آخر: الزعيم الروحي آيات الله علي خمينئي. بعض من الخبراء في الشؤون الايرانية يقدرون بانه لو كانت الامور منوطة باحمدي نجاد، لتوصلت ايران الى حل وسط وأنه في المجال النووي خمينئي هو الذي يملي الخط المتصلب.

مهدي حلجي، باحث من مواليد ايران من معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط يعتبر في نظر مسؤولين كبار في الاستخبارات الاسرائيلية محللا لامعا للحكم الايراني. في مقال نشره هذا الاسبوع في موقع المعهد على الانترنت ادعى حلجي بان النظام في طهران يعد بالتدريج الجمهور لاتفاق يتضمن تنازلات ذات مغزى من جهته. فهذا برأيه التفسير لمساعي النظام عرض جولة المباحثات السابقة في اسطنبول في نيسان كانتصار كبير لمواقفها. فمهمة للايرانيين، كما يدعي حلجي، صورتهم بقدر لا يقل عن مصير النووي.

نجاح القوى العظمى في بغداد منوط بقدرتها على اجراء مفاوضات جدية وفي نفس الوقت تشديد الضغط على ايران. فقط مقابل تعهد طهران بالتوقف عن التطوير لاغراض عسكرية، الى جانب شفافية كاملة وامكانية فرض القانون، سيكون ممكنا رفع العقوبات بالتدريج. ويدعي حلجي بان الزعيم الروحي يفهم بانه وقعت في يده الفرصة الاخيرة لانقاذ الاقتصاد الايراني من الضرر الشديد للعقوبات، ولكنه يترد في عقد الصفقة خشية المس بمكانته في الداخل، المبنية بقدر كبير على تقدم البرنامج النووي. ويشرح بان ليس لخامنئي صلاحيات وكارزما بمستوى سلفه الخميني، وهو يخشى من ان وقف البرنامج سيؤدي في المستقبل الى انهيار النظام ايضا. ويقدر حلجي بان خميئي كفيل حتى بان يطالب بضمانات، كجزء من الاتفاق، الا يحاول الغرب اسقاط النظام.

هذا الاسبوع حاضر في مركز القدس للشؤون العامة والسياسية رئيس حكومة اسبانيا السابق خوسيه ماريا اسنار. وروى أسنار عن لقاءات عقدها مع القيادات الايرانية في العقد الماضي بما فيها لقاء نادر مع خمينئي نفسه في طهران في العام 2000. وقال ان خمينئي وصف في ذاك اللقاء المواجهة مع الغرب ومع اسرائيل بانه محتم. فاسرائيل، قال الزعيم الايراني لضيفه، يجب أن تشطب عن الخريطة.

في اللقاء شدد خامنئي على رغبته في أن تصبح ايران قوة عظمى وعلى الحاجة الى تحقيق ذلك من خلال تطوير العلم والتكنولوجيا لديها. ويدعي أسنار بان 'القدرة النووية هي أثر مباشر للخطاب القومي الذي سمعته من خامنئي في لقائنا. العلم يستخدم في خدمة الرؤيا النووية. الجدال اذا كانت ايران تريد الحصول على قنبلة ام فقط الوصول الى المعرفة التكنولوجية اللازمة لانتاجها سخيف في نظري. اذا كان احد ما يستثمر ملايين عديدة في بناء مجموعة تنافس في سباقات السيارات فورمولا 1، يجب ان يكون غبيا كي يفكر بانه يفعل ذلك فقط كي يفحص قدرته'.

مشكلة جبهة داخلية

في الاسبوع الذي تغير فيه قادة سلاح الجو في اسرائيل، شددوا في الجيش وفي وسائل الاعلام على قدرة السلاح الهجومية. رئيس الاركان، بيني غانتس انجرف قليلا وبشكل غير مميز له اعلن احتفاليا عند تعيين اللواء امير ايشل بان تحت تصرف اسرائيل 'سلاح الجو الافضل في العالم'. القائد المنصرف، اللواء عيدو نحوشتان، اعد على نحو أربع سنوات سلاح الجو لامكانية هجوم على مواقع النووي في ايران. والمح المحللون بنصف ابتسامة من يعرف كل شيء بان ايشل قد يكون مطالبا باستخدامه.

من الصعب التقليل من أهمية سلاح الجو لامن الدولة. الصحافي ايتان هابر، وصف السلاح منذ زمن غير بعيد وعن حق بانه السند الامني الاهم للقيادة الاسرائيلية وادعى بان على القادة ان يصلوا كل صباح الا يعطس او يصاب بالرشح قائد السلاح وان يبقى راضيا. ولكن التركيز فقط على الجانب الهجومي لسلاح الجو يفوت التعقيدات التي في الصورة. فليس فقط الهجوم في ايران يختلف جوهريا عن تدمير المفاعل النووي في العراق أو في سوريا من حيث المسافة عن الهدف، عدد الاهداف، نوعية التحصين، بل ثمة احتمال لا بأس به بان يجر هذا اسرائيل الى مواجهة عسكرية واسعة، لا يعرف حجمها مسبقا. في مثل هذه الحالة سيكون مطلوبا من سلاح الجو اضافة الى مهمات الهجوم الصعبة بحد ذاتها، بسط قدرته على مدى الزمن في جملة عديدة من المهامات، على جبهات مختلفة.

اذا ما تحقق السيناريو الذي ترد فيه ايران، فضلا عن نار الصواريخ من اراضيها، بربط حزب الله من لبنان وعلى الاقل منظمة الجهاد الاسلامي من قطاع غزة لاطلاق الصواريخ، سيتعين على اسرائيل التصدي لحجم ناري غير مسبوق على الجبهة الداخلية من عدة جبهات. وسيعنى سلاح الجو في مثل هذه الحالة ليس فقط في مطاردة مطلقي الصواريخ وضرب أهداف البنى التحتية الاستراتيجية، بل وايضا بمساعدة قريبة للقوات البرية (التي حسب تصريحات قيادة الجــيـــش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة سترسل الى اراضي العدو كي تنفذ خطوة برية) وبازالة تهديد بطاريات صواريخ ارض جو.

كل هذا سيحصل على ما يبدو ايضا دون أن تدخل سوريا في المواجهة. ميل بعض من مؤيدي الهجوم في ايران في أوساط القيادة الاسرائيلية، استبعاد امكانية انخراط سوريا في الرد الايراني ليس مفهوما. لا ريب أن للرئيس بشار الاسد مشاكل عويصة في الداخل. ولكن هل يمكن أن نقرر بيقين بانه لن يرى في الصدام بين طهران والقدس فرصة لصرف جدول الاعمال الاقليمي عن المذبحة التي يواصل اجراءها ضد أبناء شعبه؟

نحوشتان وايشل على علم بكل هذه الامكانيات ويفهمان ايضا بان لاول مرة سيضطر سلاح الجو، في حالة الحرب الى تكريس قسم لا بأس به من اهتمامه لمهمات الدفاع. في عهد نحوشتان رفع مستوى منظومة مضادات الطائرات في السلاح الى منظومة الدفاع الجوي، التي أهم مهماتها اعتراض الصواريخ من خلال منظومات 'قبة حديدية' و 'حيتس' (وفي المستقبل ايضا 'عصا سحرية' و 'حيتس 3'. قيادة السلاح، التي عبرت في الماضي عن امتناع شبه غريزي عن الانشغال في الدفاع، غيرت موقفها وتتعاطى مع ذلك بحماسة. الاتفاق الذي للتوقيع عليه سافر هذا الاسبوع الى واشنطن وزير الدفاع ايهود باراك سيضمن هدية امريكية بمليار دولار آخر لشراء منظومات الاعتراض.

للتسلح النشيط والواسع هذا يجب أن تضاف ملاحظتا تحفظ: الاولى، ان وتيرة تأهيل طواقم البطاريات ووتيرة انتاج المنظومات نفسها لا تزال بعيدة عن الاغلاق الفوري للثغرات في الانتشار العملياتي. والثانية، هي أنه خارج جهاز الامن توجد شكوك لا بأس بها في قدرة المنظومات على توفير دفاع ناجع في سيناريو تطلق فيه الى الجبهة الداخلية الاف الصواريخ كل يوم.

سلاح الجو مطالب ايضا في السنوات الاخيرة بتحسين مستوى قدرته على التصدي لتهديد مزدوج: صواريخ أرض جو واطلاق صواريخ أرض أرض وصواريخ على قواعده. منذ ثلاثة عقود على الاقل تعمل اسرائيل تحت الفرضية الاساس بانه سيضمن لها تفوق جوي في التصدي للعدو. ولكن الفجوة في صالح سلاح الجو ليست مسلم بها جدا منذ سنتين مع دخول منظومات صواريخ ارض جو حديثة ومتطورة لقسم من الدول المجاورة.

اضافة الى ذلك، واضح أنه في زمن الحرب سيبذل الطرف الاخر افضل ما يستطيع لشل الاقلاعات من قواعد سلاح الجو بواسطة نار الصواريخ، وقد برزت مؤشرات اولى على ذلك ولا سيما في حملة رصاص مصبوب، وفي الجولات القتالية في غزة بعدها. عندما تباهى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل اسبوع بالسلاح الدقيق الذي بحوزة منظمته، قصد على ما يبدو ايضا قدرة حزب الله على اطلاق صواريخ ام 600 زودتها به سوريا نحو أهداف محددة مثل قواعد سلاح الجو.

نحوشتان غير المفهوم في هذا السياق، من 'امتصاص' الى 'تواصل ادائي'، مما معناه قدرة تصدي الطواقم الفنية في القواعد ايضا لوضع توجد فيه مسارات الاقلاع تحت ضجيج شبه متواصل في زمن القتال. سلاح الجو يتدرب على ذلك منذ عدة سنوات. ويمكن الامل، استنادا الى تجربة الماضي، بان التفوق سيبقى له. ومع ذلك، يدور الحديث عن تحدٍ جديد وغير معروف نسبيا من المعقد التقدير مسبقا مدى الصعوبة الكامنة فيه. لباراك يوجد خطاب شبه عادي في السنوات الاخيرة في السياق الايراني. في البداية جاء القول ان اسرائيل هي الدولة الاقوى في المنطقة، 'من طرابلس في ليبيا وحتى طهران'، بعدها بضع كلمات عن قوة التحديات التي أمامنا وفي نهايتها الاعراب عن الثقة بقدرة الجيش الاسرائيلي وأذرع الامن الاخرى للوقوف امامها.

ما يكاد لا يفعله باراك وشريكه الكبير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو التناول التفصيلي للاثار على الجبهة الداخلية، والتي من شأنها أن تكون لمعركة اسرائيلية مبادر اليها في ايران. فلا يدور الحديث فقط عن المناورات المتواترة التي تجريها وزارة الدفاع عن الجبهة الداخلية أو التحسن الكبير في عمل السلطات المحلية في هذا المجال، منذ المهزلة في الجبهة الداخلية في اثناء حرب لبنان الثانية. يخيل أنه لدى معظم الجمهور، طبيعة الحرب التالية، اذا ما نشبت ليست بعد مفهومة تماما.

تهديد كيماوي

اللواء احتياط يشاي بار، الذي أنهى مؤخرا القيادة على الفيلق الاركاني المسؤول عن الاستعدادات للقتال في لبنان، قال الاسبوع الماضي لـ هآرتس' ان 'رئيس شعبة الاستخبارات تحدث مؤخرا عن نحو 200 الف صاروخ ومقذوفة صاروخية موجهة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. أنا أسمع وزير حماية الجبهة الداخلية يقول بالقطع انه توجد اخفاقات وثغرات في استعدادات الجبهة الداخلية. هذا الاخفاق موضوع في بوابة من؟ لست خبيرا كبيرا في الجبهة الداخلية. ولكن اذا كان هذا تهديدا حقيقيا، فتفضلوا استعدوا له بناء على ذلك. اذا كانت القيادة السياسية تقول ان الجبهة الداخلية تحت التهديد، فعليها أن تمول عناصر الرد المعقول في نظرها'.

ادعاء بار ذو صلة ليس فقط في المسألة الايرانية. في عدة مناسبات في السنة الماضية قيل انهم في الغرب يخشون على مصير مخزونات السلاح الكيماوي الهائلة لدى الجيش السوري. فهذه يمكنها أن تقع في ايدي الحركات السنية المتطرفة التي تعارض النظام وتتأثر بالايديولويا الاجرامية للقاعدة او تنتقل الى حزب الله. في الحوار غير المباشر الذي يجري بين القدس ودمشق على مدى السنين، كان واضحا للسوريين بان استخدام السلاح الكيماوي سيجر ردا اسرائيليا حادا للغاية، يكاد يكون وكأنها هوجمت بسلاح نووي، مع ان الفارق بين الضرر الكامن في النوعين من السلاح هائل في حجمه.

هل ذات القدر من الردع سيكون أيضا ضد منظمة ارهابية متطرفة، سنية كانت ام شيعية، ذات اعتبارات مختلفة؟ بعد الصافرة الوهمية لحرب الخليج الاولى، والتي امتنع العراق فيها عن استخدام السلاح الكيماوي، يتعامل الاسرائيلي العادي مع كمامات السلاح الكيماوي كشبه نكتة.

مشروع اعادة توزيع كمامات الغاز على المواطنين يجري بكسل، ولا سيما بسبب قيود الميزانية. حتى الان وزعت الكمامات على نحو 55 في المائة من المواطنين، ولكن بمراعاة امكانية التغيير الجذري في الميزان في الشمال، فيما يتعلق بالسلاح الكيماوي يخيل أنه توجد هنا نقطة عمى هامة من جانب القادة.

تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية بالنسبة للوضع في سوريا تتحدث كل الوقت، وتتميز كل يوم بقدر أكبر من التواضع مقارنة مع التوقعات القاطعة عن سقوط الاسد التي انطلقت قبل بضعة اشهر. آخر التحليلات تعتقد بانه رغم النزف الشديد الذي يعاني منه النظام، لم تتراكم بعد الكتلة الحرجة التي تؤدي الى سقوطه.

الصعوبة الاساس للمعارضة تكمن في احتشاد الجهد في المدن الكبرى، دمشق وحلب. في كلتيهما، رغم المظاهرات، تبقى سيطرة النظام. وبينما بدأ سقوط النظام في مصر في قلب الدولة، في ميدان التحرير في القاهرة، في سوريا الثورة تتقدم من الاطراف الى الوسط وليس بالوتيرة التي أمل بها الغرب. الأسد بقي في الصورة. في حالة حرب اقليمية كفيل بان يفكر بالانضمام الى الايرانيين، وفقا لمصلحته في ذاك الوقت.

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً