"ورقـة التـوت"!! الرسالة نت،،، ياسر الزعاترة
الإسراء والمعراج.. وربيع القدس فلسطين أون لاين،كتائب القسام،،،ثامر سباعنة
قاوموا.. تصحوا فلسطين أون لاين،،، د. يحيى العبادسة
سيناريو التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله.. لمصلحة من؟! فلسطين أون لاين،،،، د. كمال الشاعر
فشل في التكيّف فلسطين أون لاين،،، د. يوسف رزقة
"ورقـة التـوت"!!
الرسالة نت،،، ياسر الزعاترة
استخدم “يوسي بيلين”، مهندس أوسلو من الطرف الصهيوني (يقابله محمود عباس من الطرف الفلسطيني) مصطلح “ورقة التوت” وفي وصف السلطة الفلسطينية، وذلك تعقيبا على أسئلة بخصوص دعوته لحلها، هي التي تستر برأيه عورة الاحتلال.
لا خلاف على أن بيلين لا ينطلق في دعوته لحل السلطة من منطلق الحرص على الفلسطينيين، وإنما من منطلق الحرص على المشروع الصهيوني وفق الرؤية التي يتبناها، والتي تقوم على تجسيد حل الدولتين الذي يشكل من وجهة النظر الفلسطينية شطبا للقضية على أساس قبول دولة على أقل من خمس المساحة التاريخية لفلسطين مع ترتيبات أمنية تضرب سيادتها، وترتيبات أخرى تتعلق بالقدس الشرقية تنسف فكرة السيادة الفلسطينية عليها. ومن أراد التعرف أكثر على الدولة الفلسطينية التي يعد بها بيلين الفلسطينيين فما عليه سوى العودة إلى مفاوضات كامب ديفيد صيف العام 2000، فضلا عن وثيقة جنيف وملحقها الأمني التي صاغها مع صديقه (ياسر عبد ربه) بمشاركة حشد من القادة الأمنيين والسياسيين من الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
نقول ذلك حتى لا ينظر البعض إلى استشهادنا ببيلين بوصفه استشهادا بعدو ينبغي مخالفته، لاسيما أنه يستند إلى نظرية مفادها أن نتنياهو بسياساته الرعناء إنما يخاطر بمصالح الدولة العبرية أكثر من المحافظة عليها، وهو رأي يشاركه فيه قطاع لا بأس به من الساسة الصهاينة ممن يرون أن على رأس القيادة الفلسطينية أناس لا يمكن توفير مثلهم في أية مرحلة من المراحل من حيث قابليتهم لتقديم التنازلات، الأمر الذي تأكد على نحو مفضوح في وثائق التفاوض الشهيرة التي أقروا بها بعد مرحلة عابرة من الإنكار.
في مسيرتها السياسية الحالية تكرس قيادة السلطة من حيث تعلن أو لا تعلن (الأرجح أنها تدرك ذلك) فكرة شارون التي انسحب على أساسها من قطاع غزة، وخلاصتها تمدد السلطة التدريجي الى نحو يستعيد وضعها الذي كانت عليه عشية اندلاع انتفاضة الأقصى، وصولا إلى دولة مؤقتة أو سلطة أو كيان على ما يتركه الجدار الأمني من الضفة الغربية (أقل من النصف)، الأمر الذي يستمر لسنوات طويلة يمكن لقيادة السلطة خلالها مواصلة الحديث عن الدولة بالمواصفات التقليدية إياها حتى لا تتهم بالتنازل عن الثوابت، فيما يجري تكريس تلك الدولة على نحو لا رجعة عنه مع تطبيع الشارع الفلسطيني والمحيط العربي على تقبل الوضع الجديد.
بعد ذلك إما أن يقبلوا من خلال التفاوض بالحل النهائي وفق المواصفات الإسرائيلية التي عرضت في كامب ديفيد (عام 2000)، وربما أسوأ من ذلك كما تعكس وثيقة جنيف، وإما أن يتحول المؤقت إلى دائم بمرور الوقت مع بعض التحسينات الطفيفة.
يقول القوم إنهم يرفضون ذلك كله، وأنهم متمسكون بالثوابت، وهنا ينهض السؤال التقليدي الذي طرحناه ألف مرة دون أن نجد عليه جوابا، وهو كيف سيتمكن من عجزوا عن إقناع نتنياهو بوقف الاستيطان من أجل استئناف التفاوض، كيف سيتمكنون من فرض الحل الذي يرونه، بينما يرفضون الانتفاضة الشعبية بمعناها الحقيقي، كما يرفضون المقاومة المسلحة؟!
ليس ثمة جواب هنا، وإذا تفذلك القوم وحاولوا الإجابة سيتحدثون عن الضغط الدولي والذهاب للأمم المتحدة من أجل دولة بصفة مراقب بعد الفشل في الحصول على اعتراف بالدولة الكاملة، مع أن حدوث ذلك لا يغير في حقيقة أن النزاع سيبقى مجرد نزاع حدودي بين دولتين بصرف النظر عن التفاصيل.
هنا سيردد علينا أعضاء القبيلة الفتحاوية (من بين قادة وكوادر فتح من يدركون عمق المأزق الحالي من دون شك)، سيرددون علينا معزوفة التقليدية في هجاء حماس، لكأننا ننتصر لرؤيتها بالحق والباطل، ما يدفعنا إلى التذكير بموقفنا الرافض لمشاركة حماس في انتخابات سلطة أوسلو رغم كونه اجتهادا سياسيا لم يكن ينطوي على نوايا تغيير البرنامج (تأكد لاحقا أن الجمع بين السلطة و المقاومة أمر مستحيل)، الأمر الذي أفضى في نهاية المطاف إلى حشر الحركة في قمقم القطاع (شبه المحرر) بعد الحسم العسكري، فيما لا تملك الحركة من أجل استعادة المسار الصحيح سوى البحث عن مصالحة مع نهج ترفضه على أمل أن يؤدي ذلك إلى تصحيح مسار القضية من خلال الجماهير، بخاصة بعد الربيع العربي الذي يبشر بوضع عربي مختلف يكفُّ عن منح سياج الحماية للكيان الصهيوني. وهي كما يعرف الجميع مصالحة لم يكن لها أن تمر بسهولة (داخل حماس)، لأن من سيطروا على القطاع لا يتصورون عودته من جديد إلى حضن برنامج (دايتون- بلير) الذي يعرف الجميع تفاصيله ومآلاته.
هكذا تُحشر القضية بين مأزق حماس الناتج عن المشاركة في سلطة أوسلو، وبين رؤية بائسة يمثلها الطرف الآخر (فتح)، فيما يرتاح الصهاينة لهذا الوضع أيما ارتياح، ما يعني أننا سنظل في انتظار الانتفاضة الشعبية التي تنسف هذه المعادلة برمتها، وهي الانتفاضة التي تعمل قيادة السلطة ومؤسسات الاحتلال بكل ما أوتيت من قوة لمنع اندلاعها، لكن إيماننا بعظمة الشعب الفلسطيني وانحياز الأمة لقضية فلسطين يجعلنا على يقين بأن اندلاعها مسألة وقت لا أكثر، وإن تعذر علينا الجزم بمداه.
يبقى القول إننا لا نعتبر حلَّ السلطة بالكامل خيارا وحيدا، حتى لا يسأل البعض عن مصير المؤسسات وإدارة الناس، إذ بالإمكان تحويلها إلى كيان إداري يترك شأن السياسة والمقاومة للقوى والفصائل، لكن حملة بطاقات “الفي آي بي” يرفضون ذلك، بل يعتبرون المطالبة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال محض مزايدة فارغة!!
الإسراء والمعراج.. وربيع القدس
فلسطين أون لاين،كتائب القسام،،،ثامر سباعنة
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " صدق الله العظيم.
يُحيي المسلمون في أصقاع المعمورة ذكرى الإسراء والمعراج، في وقتٍ تستعر به حدةُ الهجمة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة وأحيائها ومساجدها ومعالمها الحضارية.
وتترافق مع تلك الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال والجماعات الصهيونية المتطرفة وتستهدف بالأساس المسجد الأقصى، محاولاتٌ محمومة لتغيير التركيبة الديموغرافية عبر تعزيز المشاريع الاستيطانية في المدينة المقدسة لضرب رمزيتها وسلخ ردائها الإسلامي عنها.
وبلا شك فإن الصهاينة يستغلون الظروف الإقليمية والدولية لتنفيذ هجماتهم وحملاتهم العدوانية ضد مدينة القدس - والتي كان آخرها تجريف مقبرة مأمن الله ، وما تتعرض له القدس يتطلب نهضةً حقيقية تنصر المدينة وتخلصها من براثن أسرها وعزلها الذي يأتي يوماً بعد الآخر على معالمها الدينية والحضارية الشامخة.
إن هذه الرحلة الربانية حملت دلائل ورسائل عظيمة، أبرزها تكريس معنى التعاون والالتحام يداً واحدة لإنقاذ المسجد الأقصى الذي يتهدده خطر الهدم وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
إن هذه الذكرى ليست مجرد ذكرى تاريخية تمر دون معنى ، إنما تدلل على المكانة والعمق الديني والحضاري والتاريخي لمدينة القدس عند المسلمين، لاسيما وأنها تئن تحت وطأة الاحتلال وزبانية حقده منذ ما يزيد عن ستة عقودٍ خلت. فإن هذه الواقعة التي تقف أمامها العقول حائرةً ستظل دوماً جرساً يُذكر المسلمين بدورهم تجاه أنفسهم وتجاه دينهم، ليتسلحوا بها في معركة إعادة بناء الأمة وأجيالها الواعدة.
إن القدس والمسجد الأقصى ليس بحاجة لإحياء الذكرى فقط إنما هو بحاجة إلى وقفة حقيقية لكافة المسلمين وحيث كانوا، فالقدس ليست ملكا للفلسطينيين فقط إنما هي ملك لكل مسلم، فواجب على كل مسلم أن ينتفض من أجل الأقصى ومدينة القدس، نحن بحاجة إلى انتفاضة من أجل الأقصى، هذه الانتفاضة يجب أن تكون بمشاركة شعبية كبيرة وعالية فلسطينيا وعربيا وعالميا، ويجب أن تتفاعل فيها كل الوسائل والأدوات الكفيلة بتحريك قضية الأقصى على كافة المستويات والصعد.
قاوموا.. تصحوا
فلسطين أون لاين،،، د. يحيى العبادسة
إن من أعظم دروس التاريخ الوطني الفلسطيني، التي تعلمتها وشكلت لدي قناعة عقلية راسخة، واتجاهاً نفسياً ثابتاً، وغدت جزءاً أصيلاً من سيكولوجيتي ووجداني، أن المقاومة توحدنا وأن السياسة تفرقنا، ولعل في قراءة سريعة لبعض المحطات التي مرت في تاريخنا الوطني، يتضح أن الجماعة الوطنية الفلسطينية إبان الانتداب البريطاني في فترة العشرينيات والثلاثينيات كانت تعاني من تشرذم وخلافات وانقسامات، بسبب توزع ولاءات الأحزاب والحركات السياسية تبعاً للمصالح الجهوية والعائلية، وتبعاً للتنافس ونيل حظوة العلاقة بالمستعمر البريطاني آنذاك، متناسين الخطر الصهيوني ممثلاً بالهجرة اليهودية، أو التواطؤ البريطاني مع اليهود وقمع الاستعمار للشعب الفلسطيني، إلى أن قام المجاهد الشيخ عز الدين القسام بتصويب البوصلة الوطنية إلى وجوب جهاد المستعمر، واعتبار بريطانيا عدواً لفلسطين، وأنها لا تقل خطراً عن خطر العصابات الصهيونية، فأدى ذلك إلى توحد الشعب خلف المقاومة، واندفعت القوى السياسية لكي تدعي وصلاً مع الثورة والثوار، في أعظم إضراب في تاريخ القضية الفلسطينية.
ولكن النظام العربي الفاسد لم يَرُق له ذلك، فقام بالتآمر على الثورة وإجهاضها، واستجاب لألاعيب بريطانيا التي وعدت كاذبة بتلبية حقوق الفلسطينيين ووقف الهجرة اليهودية، فعادت الساحة إلى خانة الانقسام ثانية مما أودى بنا في نهاية المطاف إلى نكبة وجريمة، وتشتت الشعب الفلسطيني بعيداً عن أرضه، ليدخل في زمن ذوبان الهوية وفقدان الوجود على الأرض.
وبعد عقدين من أحداث النكبة، وبعد تنكيل الزعيم عبد الناصر بجماعة الإخوان تداعى شباب من الإخوان إلى تشكيل حركة وطنية فلسطينية عرفت بحركة فتح، رفعت راية المقاومة من جديد، فأسرع الشعب للتوحد والاصطفاف خلفها، وشكل حاضنة لها، وأعطاها خيرة أبنائه ولم يبخل عليها لا بالمال ولا بالرجال، فعمد النظام الرسمي العربي إلى احتواء الحركة الوطنية الفلسطينية من جديد، وجرها إلى فخ السياسة، والعلاقات الدبلوماسية، وقبول المشاريع السياسية وذلك باستخدام سياسة العصا والجزرة فتارة قام بالتضييق على الثوار وسجنهم وجرهم إلى الحروب الداخلية، فدفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظاً في الأردن، وتوزعت ولاءات الثوار بين الأنظمة العربية، مما عمق الانقسام بين الفلسطينيين، وتارة أخرى باستخدام سياسة الجزرة، فأفسد القيادات بالمال، واشترى به الذمم والولاءات، فكانت النتيجة أن انخرست البندقية ونطق غصن الزيتون، وتفرقت الساحة الفلسطينية، حتى أن الانقسام قد وصل إلى داخل البيت الفتحاوي فانقسم على نفسه، وانقسمت الجبهات، وهكذا تشظت الحركة الوطنية الفلسطينية، ما بين الإسلامي والقومي والوطني واليساري.
ولكن رحمة الله تداركت شعبنا، فانتفض الداخل في ثورة عارمة ضد الاحتلال وتوحدت من جديد الحركة الوطنية الفلسطينية في أعظم ملحمة قدم فيها الشعب أعظم الأمثلة في البطولة والتضحية، واستمرت الانتفاضة حتى عام 1993م، ليفاجأ الثوار في الميادين بمن يسرق الانتفاضة، ويطعن الشعب في ظهره من السياسيين الحريصين على مصالحهم ومواقعهم التنظيمية، وذلك باستعجال قطف ثمرة الانتفاضة قبل نضجها، وقبل أن تصل إلى تحقيق أهدافها بالتحرير، وفي غفلة من أصحابها الثوار، حيث مني الشعب الفلسطيني بالسمن والعسل، وسنغافورة والدولة، فكانت اتفاقية أوسلو نكبة جديدة، أضاعت البلاد وفككت القضية، وحولت ثوار الأمس إلى حراس أذلاء على أعتاب المغتصبات الصهيونية، وإلى أجراء أمنيين يعملون لدى أجهزة المحتل الأمنية.
وقبل القائمون على شأن السلطة الوليدة أن يكون من أهم وظائفها ملاحقة المقاومة واعتقال رجالاتها، وانقسمت الجماعة الوطنية الفلسطينية من جديد، وبشكل أكثر عمقاً وأكثر اتساعاً، وعانت القضية الفلسطينية من استبداد وقمع ثوار الأمس لرفاقهم من حركة حماس الذين تم الزج بهم في السجون والمعتقلات تنفيذاً لاستحقاقات اتفاقيات أوسلو والتعاون الأمني، إلا أن المقاومة لم تستسلم لهذا الواقع، فاشتعلت انتفاضة الأقصى المباركة، والتي وحدت السواعد المقاتلة من جديد في غابة البنادق، وتمترس الثوار بأزقة المخيمات، وخنادق العز والفخار، فكانت انتفاضة مباركة، كبدت العدو الصهيوني مئات القتلى وآلاف الجرحى، لتنتهي الانتفاضة بتحقيق أعظم انتصار للحركة الوطنية الفلسطينية في تاريخها، بإرغام الاحتلال صاغراً على الهروب من قطاع غزة ودون أدنى شروط، ودون اتفاق سياسي، مما يثبت أن الطريق إلى تحرير فلسطيني يمر من فوهة البندقية ومن صاعق المدفع والقنبلة والصاروخ، وليس من على طاولة المفاوضات المذلة والمهينة، ولا بالهرولة أمام العدو، ولا بالتمسح على أقدامه استجداء واستعطافاً.
واليوم والساحة الفلسطينية تعيش حالة غير مسبوقة من الانقسام، والذي ما كان له أن يكون لولا المؤامرات الأمريكية والصهيونية وتواطؤ نظام اللامبارك وحليفه عباس، مما سبب ضرراً بالغاً بصورة الحركة الوطنية الفلسطينية وتاريخها النضالي، وأعطت العدو الصهيوني فرصة لزيادة جرائمه التهويدية ضد أرضنا المباركة.
إن أعداء الشعب الفلسطيني حولوا فوز حماس في انتخابات التشريعي عام 2006م إلى فرصة لعقاب الشعب الفلسطيني على مقاومته، وقاموا بتحريض حركة فتح للانقلاب على نتائج الانتخابات، مما أوصل الساحة الفلسطينية إلى انقسام بغيض، لا تزال قوى الشر تعمل على تأجيجه ورعايته، ذاق بسببه الشعب الفلسطيني مرارة العيش، ولم تفلح جميع المحاولات المبذولة لإنهائه والتخلص منه، على الرغم من قناعة جميع الأطراف بمخاطره على القضية الفلسطينية والشعب.
ولكن الحكمة تقتضي أن نتوقف لندرك حقيقة أننا سنبقى منقسمون ما لم نتخلص من أسباب الانقسام ممثلة باتفاقية أوسلو، ونعيد بناء السلطة الفلسطينية على أسس وطنية جديدة، وهي تحررها من الارتباط الأمني بالاحتلال، وتحولها إلى حاضنة للمقاومة والثوار، كي تكون قادرة على تلبية مصالح الجماهير دون أن تكون مثقلة بالاشتراطات الأمنية والمعيشية التي تقعدها عن المقاومة.
وليدرك الجميع أن المصالحة لن تتحقق بمعالجة أعراض المرض، فالخلاف في الساحة هو في اختلاف البرامج السياسية واختلاف البرامج النضالية واستراتيجيات التحرير، وإنه من الكذب وتزييف الحقائق أن يظهر الخلاف وكأننا نتصارع على مواقع في السلطة، فالاتفاق على تشكيل حكومة برئاسة عباس لا يحل المشكلة وإعادة إنتاج السلطة بإجراء انتخابات جديدة لا يحل مشكلة الانقسام، ولكنها وصفة جديدة لانقسام جديد.
إن أقرب وصفة للوصول إلى العافية ووحدة الحركة الوطنية الفلسطينية هو في أن يطلق المخلصون مشروعاً وطنياً يكون محلاً للوفاق، ويرتكز إلى رؤية ثاقبة ناجزة لتحرير فلسطين، واستنهاض برنامج المقاومة، من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين، وعودة اللاجئين كل اللاجئين، ومن ثم ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير مصيره.
حقاً إن المقاومة توحدنا وتعالج آفة الانقسام، وإن السياسة بصورتها الحالية هي أساس الانقسام.
قاوموا ... تصحوا
سيناريو التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله.. لمصلحة من؟!
فلسطين أون لاين،،،، د. كمال الشاعر
مُخطئ من يَظُن أن العدو الإسرائيلي يريد أن يُقدم مساعدة إلى مصابي الثورة السورية مجاناً؛ (فإسرائيل) من مصلحتها بقاء النظام السوري- العلوي- على رأس سدة الحكم. فمنذ حوالي أربعة عقود ولم تُخترق الحدود السورية ولم تُشكل أي تهديد لدولة (إسرائيل).
فالجدير بالذكر – على حسب رؤية المجتمع الدولي – أن الثورات العربية التي حدثت في كل من( تونس ، ليبيا ، مصر ، اليمن)، أفرزت نظامًا سياسيًا إسلاميًا -على غرار حكومة حماس في غزة- حيث لم يرق ذلك للغرب من خلال نتائج الانتخابات التي جاءت به، والتي تحاول بشتى الطرق أن تحافظ على أمن دولة (إسرائيل) ولو على حساب دماء الأبرياء؛ وخاصة بعدما طالبت المعارضة السورية تدخل مجلس الأمن الدولي واستخدام الفصل السابع بعد المجزرة التي وقعت في بلدة الحولة.
ففي الآونة الأخيرة طالعنا مسئول الدائرة الإعلامية لحزب الله إبراهيم موسوي، أن حزب الله لن يخرج بردود إعلامية على المناورات الإسرائيلية الجارية على الطرف الآخر من الحدود، معللاً ذلك بأن الحزب يُصِرُ على الغدو في صمته السياسي لفرض حالة من التشتت والعميان للاحتلال.
ففي وقتٍ لاحق اجتازت قوة إسرائيلية راجلة الشريط الحدودي باتجاه خراج بلدة ميس الجبل اللبنانية الحدودية إلى منطقة كروم الشارقة دون خرق الخط الذي رسمته الأمم المتحدة ونفذت مناورة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الدخانية ومن ثم تراجعت إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن هنا نجد سؤالاً يطرح نفسه: لماذا هذا التوقيت من التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية مع حزب الله؟ وخاصة أنه في الوقت القريب لم نشهد أي خرق للحدود الجنوبية للبنان من قبل قوات حزب الله. أم أنه جاء بعد المجازر التي أقدم عليها النظام السوري، مثل مجزرة (الحولة الرهيبة)، وإلى أبعد من ذلك فلقد وصلت الأمور في سوريا إلى حد يجرؤ طرف من أطراف الصراع هناك على حز أعناق الأطفال الأبرياء على نحو ما جرى في بلدة الحولة القريبة من حمص؛ حيث قتل (114 شخصاً) بينهم (32 طفلاً).
وما أظهرته شاشات التلفزة في جميع أنحاء العالم من شأنه أن يعزز عزلة النظام السوري، بعدما بدا وكأنه أشرف على الخروج منها.
ومن هنا – على حسب اعتقادنا- جاء التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله – إن وقع فعلاً – لرفع الضغط الإعلامي عن النظام في سوريا، لأن مصلحة (إسرائيل) وحزب الله لا تصب في جانب تغيير النظام هناك، فكما أسلفنا في حال تغيير النظام على غرار ليبيا ستعم الفوضى الأمنية، والتغيير على غرار( تونس، مصر) سيفرز وصول الإسلام السياسي مثل وصول حركة حماس للحكم في غزة، أما على غرار اليمن ستتمكن قيادات القاعدة من السيطرة على سوريا. لذلك ستسعى الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة عن طريق (إسرائيل) للتصعيد الإعلامي ضد حزب الله، واهمة العالم بأن الصواريخ الكيماوية الموجودة في سوريا تَم تهريبها إلى لبنان لتصبح في أيدي حزب الله، وأن (إسرائيل) تريد أن تدافع عن نفسها، وفي هذه الحالة يُرفع الضغط الإعلامي عن النظام السوري ويدفع الشعب السوري الثمن باهظاً من وراء لعبة السياسة.
فشل في التكيّف
فلسطين أون لاين،،، د. يوسف رزقة
(83) سنة مرت على نشأة الإخوان المسلمين في مصر منذ عام 1928م، و(70) سنة مرت على وجودهم منذ ثورة جمال عبد الناصر على الملكية في مصر، وإنشاء الجمهورية. في ظل (الملكية) وفي ظل (الجمهورية) تعرضت جماعة الإخوان لعمليات قمع، واضطهاد، واعتقالات، وحرب إعلامية ظالمة لا مثيل لها. لقد تمكنت الملكية، ومن بعدها الجمهورية، من تضليل الشعب المصري، والإساءة إلى قادة، وأنصار جماعة الإخوان.
لا يمكن حصر الأضرار التي أصابت الإخوان في أنفسهم، وفي ذويهم، وفي أقاربهم، وفي أرزقاهم، وفي وظائفهم ، وفي سمعتهم، وفي تاريخهم، فالحصر الدقيق موكل به (رقيب وعتيد)، وما في مذكرات الإخوان قليل من كثير مما في صحف الرقيب الحفيظ سبحانه.
في عام 2012، وبعد عام ونيف من ثورة يناير المجيدة التي أسقطت (مبارك)، وأدخلته إلى ليمان طرة بحكم مؤبد مع الأشغال الشاقة، ونزع نياشينه، وتحطيم صولجانه، يقف تلميذه الوفي اللواء (أحمد شفيق) ليهاجم الإخوان كجماعة وكحركة للمرة الثانية في هجوم ظالم وتحدٍ لم يكن بهذه الشاكلة حتى في عهد (مبارك)، أحمد شفيق اتخذ من مبارك نموذجًا، ومثلاً أعلى، ولكنه تفوق على نموذجه وأصله في الهجوم على الإخوان ونعتهم بكل الصفات السالبة والمسيئة التي تناولها عهدا الملكية والجمهورية، وقادها الملك فاروق، ثم عبد الناصر، ثم السادات، ثم مبارك، ثم ورث كل الوساخات منهم حضرة اللواء.
كان يمكن (لشفيق) أن يمارس حقه في الدعاية الانتخابية في مغالبة نظيفة (لمحمد مرسي)، غير أنه اختار طريقة أسلافه المستبدين في الهجوم، بحكم أخلاق العسكر التي تسكن شخصيته كلواء طيار تربى في أحضان مبارك، وكشف عن فشل كبير في القدرة على التكيف النفسي مع واقع الثورة المصرية، ومع قرار الشعب المصري الذي حمل الإخوان إلى قبة البرلمان، وإلى مركز القيادة في المنافسة على الرئاسة.
يبدو أن مشكلة الفشل في التكيّف ليست مشكلة (شفيق) وحده، بل هي مشكلة عامة يعاني منها أركان النظام القديم، والمسترزقون به، وهؤلاء يقدمون مشورة فاسدة (لشفيق) كمرشح، لأنهم يغرفون من ماعون مبارك، وإعلامه الذي أنتج هذه الثورة المباركة في يناير 2011م.
الهجوم الظالم والقاسي على الإخوان تجاوز المنافسة على الانتخابات، وأشعر المصريين أن الاستبداد يستنسخ نفسه، ليعود في ثوب أحمد شفيق، ولكن النتائج في الميدان تعطي إشارات مضادة، حيث يتزايد الصوت الانتخابي المؤيد للمهندس (محمد مرسي)، ساعة بعد ساعة، وبفوزه في انتخابات المصريين في الخارج، سيعزز من فرص نجاحه في داخل مصر.
الشعب المصري يمارس حقه في أول انتخابات حرة منذ عهد الفراعنة كما يقولون، وهو شعب يتصف بالصبر والحكمة، وصبره لا يعني غباءه، بل هو من طبيعة ذكائه التي يختزنها حيث تكون الفرصة مواتية، وهو بصبره وذكائه يكره الظالم، والهجوم الفاسد على أهل الدين، ومن المؤكد أنه سيعاقب (شفيق) ومن خلفه ممن قدموا له مشورة فاسدة، وحفروا له بها حفرة السقوط والهزيمة التي يحفرها المستبدون لأنفسهم على غير دراية واعية عادة.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس