ملف خاص
ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
دنيا الوطن
إبراهيم أبو النجا .. اسم لامع خفت قليلاً بعد المؤتمر السادس ، خبرة لا يختلف عليها اثنان فمنذ اقاليم الخارج الى التشريعي وصولاً الى المجلس الثوري وليس انتهاء بتكليفه مرة أخرى بالمجلس الثوري .
تكليفه اعتبره الكثيرون انقاذاً لوضع حركة فتح في قطاع غزة ، فبدأ تاريخ حركة فتح بالصعود منذ بداية الانقسام ، وكان أبو وائل والدكتور الاغا ورفاقه من يقودون التنظيم الى بر الامان ، جاء المؤتمر السادس فلم يحالف ابو وائل الحظ فقط لانه اتجه الى غزة وقال اني سأكون معكم في غزة ولن ابقى في رام الله ، ملف المؤتمر بحسب وجهة نظر ابو وائل شائك جداً ولا داعي للخوض فيه مرة أخرى أو اعادة فتح الجراح ، فنحن ابناء اليوم وليس الأمس .
مدرس اللغة العربية وانت تتحدث معه بامكانك نسخ كلامه وكتابته دون اي تعديل ، فهو الرجل المهتم بلغته والعاشق لعربيته ، على الرغم من انتقاده "العربية" ! .
ابراهيم ابو النجا .. ذو باع طويل من الثقافة والفكر والنضال والعمل التنظيمي الدؤوب .. كان لدنيا الوطن هذا اللقاء الهام في ظل وضع تنظيمي سيء في قطاع غزة ، والذي فتح فيه أبو النجا قلبه وعقله وأحاسيسه ليجيب بكل ثقة وبكل جرأة وبكل أمل وتفاؤل على اسئلتنا ..
بدأ أبو النجا حديثه مُعلقاً على الوضع التنظيمي الحالي في قطاع غزة فوصف ما يحدث بأنه "خارج نطاق العقل والمنطق والنظام " ، الوضع التنظيمي في القطاع حسب ابو وائل في حالة يرثى لها فلا التزام بالمباديء ولا القوانين ولا الانظمة الداخلية ، واعتبر ما حصل بعد المؤتمر السادس هو تكليف وفرض قيادات لا تاريخ لها ولا تفقه في العمل التنظيمي وهو السبب الحقيقي لما يحصل الآن ، أبو وائل تحدث بحرقة عن القيادات التاريخية والتي وجدت نفسها على قارعة الطريق .. قرانا بصدمة بعدها خبر اقالة اللجنة "الفلانية" وتكليف اللجنة "العلانية" وهو ما جعل التنظيم في القطاع في حالة سيئة .
رؤية أبو وائل للوضع التنظيمي في القطاع في المرحلة القادمة التفاؤل المشوب بالحذر فهو أكد أن تكليفه لعضوية الثوري ستجعل على عاتقه اعادة تصويب المسار وأكد ان فتح بعيدة عن المزاجية والقرارات المنفردة فهناك مجلس ثوري وهناك لجنة مركزية ويجب اتخاذ القرار من خلالهما .
أبو وائل أكد أن هناك قيادات تاريخية يجب اعادة الاعتبار لهم ويجب الاستفادة من خبراتهم التنظيمية الكبيرة .
يستكمل أبو وائل حديثه عن الوضع الداخلي لحركة فتح في القطاع فيؤكد أن هناك شرخ كبير تسبب به من يعتبرون التنظيم "حكراً" لهم ولعائلاتهم ويعتبرون موقعهم التنظيمي تركة ورثوها من الآباء والأجداد! .
عضو المجلس الثوري لفتح أضاف في حديثه مع دنيا الوطن أن الجميع يرغب برؤية فتح قوية مرة أخرى بعيدة عن الوهن الداخلي الذي اصابها ، التركة ثقيلة ويجب تصويبها ، هناك أخطاء كثيرة يجب عدم التسرع وعدم الافراط بالتفاؤل ، ولكن التفاؤل حسب أبو وائل يكون بحسب إرادة من يريدون الخير لفتح ولتصويب وضع حركة فتح .
ابراهيم ابو النجا أكد خلال حديثه ان ما يحكمنا في فتح "قوانين الحب" لا "قوانين الكراهية والبغضاء" .
دنيا الوطن اصطدمت بسؤال محرج ولكن كان لا بد من سؤاله حول "عواجيز وشباب" التنظيم ، وأن ردة الفعل المرحبّة والمهنئة لأبو وائل بعد تكليفه كانت "غير متوقعة" ففي السابق كانت جملة "ضخ دماء جديدة" هي المسيطرة ، لكن سألنا أبو النجا إن كان هذا الترحاب الكبير بعد أن فقد الشباب الأمل بأن يقود التنظيم "مجموعة جديدة" من عديمي الخبرة التنظيمية ؟
أبو وائل وبحنكته الاعلامية حاول جعل السؤال عادياً بسبب صعوبته على المُحاور ، أكد أنه جعل الشباب يقودون كل ما يمكن عندما قاد حركة فتح في فترة من الفترات ، وأكد أنه مع فكرة "ضخ دماء شبابية جديدة" ولكن دون الانتقاص من حقوق الآخرين ودون اقصاء أصحاب التاريخ والقيادات التاريخية الكبيرة ، وكأن أبو وائل يقول أن أي دماء جديدة تحتاج لخبرات وكفاءات وعقلية الجيل القديم .
ابراهيم ابو النجا حمّل ما حدث في الوضع التنظيمي الداخلي في قطاع غزة خلال الفترة السابقة الى اللجنة المركزية فهي الاطار الاعلى برأيه وعليها تقع مسئولية تدهور الوضع التنظيمي الداخلي في القطاع ، أبو وائل أكد أن قطاع غزة يجب ألا يبقى دون قيادة ، يجب ألا تُقاد غزة بالهاتف والاتصالات ، وعلى اللجنة المركزية الاهتمام لهذا الأمر ودراسته بشكل جدّي كما أوضح أبو النجا .
عادت دنيا الوطن إلى تأريخ الأحداث فإقالة "عبد الله أبو سمهدانة" كان مفاجئاً بحسب أبو النجا والذي أكد قراءته للخبر عبر دنيا الوطن ، كما قرأ خبر تكليف يزيد الحويحي ، أبو النجا أكد انه قام بالاتصال بالحويحي مطالباً اياه بوضع "شروط للعمل" حتى لا نقرأ خبر اقالته او استقالته "ممازحاً" عبر دنيا الوطن ! ، أبو وائل تحدث بمرارة أن هذا ما حصل ، التبريرات التي خرجت لاستقالة الحويحي معيبة "ليس عليه" ، فهو يقول "تركوني ولا يجيبوا على هاتفي واتصالاتي" . أبو وائل أكد أن ما حصل يجب التعلم منه ويجب العمل على تصويب الوضع التنظيمي لاحقاً والتعلّم من الأخطاء .
دنيا الوطن علمت من مصادرها أن أبو النجا قاب قوسين من تكليفه برئاسة اللجنة القيادية العليا في القطاع ، أكد أن الأمر لم يُناقش معه حتى اللحظة ولكن بحسب أبو النجا أنه إذا عُرض عليه فإن التدخل في شئونه الداخلية لإدارته للتنظيم ممنوع ، فهو كما يضيف " أنا أثق في نفسي ، وأملك القدرة والشجاعة وأملك المعرفة ولا أريد مزيدا من العلم في ذلك ، أحترم الجميع ولكن لا أقبل التدخل من أحد" .
أبو النجا وصف ما يحدث في اقاليم قطاع غزة بالانقلاب ، فما معنى ان تقوم باقصاء كافة الجيل القديم وتكليف أشخاص جدد على الوضع التنظيمي ؟ أكد أبو النجا أنه ان تم تكليفه بهذه المهمة "التكليفية لا التشريفية" ، سيقوم باعادة الاعتبار لكل من ناضل وقاوم ولم ينم في بيته ليلة واحدة لأجل فتح ، أكد أنه سيعيد الاعتبار لكل من دفع ضريبة انتمائه لحركة فتح ، أكد أن فتح بحاجة الى قيادات تجذب المحبين والكوادر للعمل لا تنفرهم وتجعلهم في بيوتهم جالسين . أبو النجا أكد أن مهمة رئيس اللجنة القادمة صعبة ولكنها غير مستحيلة .. فتح بمكاتبها المركزية والفرعية باقاليمها بمناطقها بشعبها تحتاج كوادر كثيرة للعمل ولا يمكن الاستغناء عن اي شخص فيها .
أبو النجا علّق على انتقادات البعض لتكليفه بالثوري رغم القانون الذي يمنع "الغير ناجح" في انتخابات المركزية من التكليف ، أكد أن هذا القرار تفسيره خاطيء واجتهد الكثيرون في تفسيره ولو لم يكن تفسيره خاطيء لما قام المجلس الثوري بمخالفة القانون وتكليفي بعضويته .
عند سؤالنا لأبو وائل عن حالة الاستقطاب الحاصلة في قطاع غزة "بين جماعة دحلان" و "الشرعية ممثلة بالرئيس ابو مازن" ،قال أبو النجا " من هو هذا الامبراطور العظيم الذي يقف في وجه الرئيس الشرعي والمنتخب من فتح بالاجماع ؟ " أبو النجا وصف من يضع نفسه بموازاة الرئيس ابو مازن "بالأولاد" بل "الأولاد الصغار" .
أبو النجا أضاف بسؤال " من هي الدولة والمخابرات العظيمة التي تقف خلف هذا الامبراطور ؟ " أبو وائل أردف قائلاً " كفى تدخلا في شؤوننا الداخلية ، كفانا تبعية ، لن نقبل بأن نكون تابعين لأحد ، لا يوجد دولة ، أموالها ولا صناديقها ولا جيوب مسؤوليها تتسع لإنسان فلسطيني ، فلنبق فلسطينيين ، ولنبقى فتحاويين ، ونحن كأبناء لحركة فتح يجب علينا أن نغادر مربع العبث والتضليل والصراع" .
وعن الحملة الشرسة التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس أكد أبو النجا أن ما حصل لم يكن مستبعداً فأبو مازن جاء ليكمل مشوار صديق دربه ياسر عرفات ، فالحملة على الرئيس بدأت منذ وفاة ابو عمار بل استكملت على الرئيس بعد الانتهاء من الشهيد ياسر عرفات .
أبو النجا وجّه انتقادات شديدة للغاية لقناة العربية والتي أكد أنهم كانوا يعتبرونها "القناة الوطنية" التي تعبر عن كل الآراء ، أبو النجا يضيف معقباً على استضافة العربية ل محمد رشيد للشهادة على التاريخ الفلسطيني فيقول " كيف تستضيف محمد رشيد لكي يكون المطل والشاهد والمتحدث بإسم الملف السياسي الفلسطيني ، أو أن يكون شاهد على العصر ، أين الأخرون إذا؟ ، متى دخل محمد رشيد في حياتنا الفلسطينية ؟، متى كان محمد رشيد يحتل موقعا قياديا ؟. هذا الشخص أخذ أموالا ليتاجر بها ، وسرقها وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال ، كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون له تدخلا ، وأن يؤخذ رأيه في محمود عباس وياسر عرفات وحركة فتح ؟ وفي الشهداء وفي قياداتنا التاريخية ، وفي الأحياء وفي الأموات ، من أين أتى بهذا المجد العظيم ، هذه مؤامرة علينا جميعا ، هذه مؤامرة تدخل فيها دول عربية ، على تلك الفضائيات على الأقل أن تقف مع الحياد ، نحن لسنا في هذا الموقف الذي يأتي شخص من خارج الإطار لكي يطلع الأخرين على أوضاعنا !" .
أبو وائل أكد أن رشيد يحاربنا بجوازات سفره الخمس ، وواثق اننا لا يمكننا جلبه ولا حتى الانتربول "الشرطة الدولية" ! فإن كان رشيد كما يزعم أنه لم يسرق وأنه بالفعل كان مقربا من الشهيد الخالد ابو عمار فليأت الى رام الله ليستكمل حكم القضاء ! .
أبو وائل أكد ان التاريخ لن يسجل لأمثال رشيد وأصدقاؤه بل سيسجل عليهم ، وأضاف أبو وائل انه "لا تنقصنا الارادة ولا المعلومات ولا الامكانيات ونعرف كيف نتدبر أمورنا " بحسب تعبيره .
ابراهيم ابو النجا أكّد أن مؤامرة كبيرة تُحاك ضد الرئيس ابو مازن وأن دول عربية تشارك في هذه المؤامرة "وهو العيب والمخزي" بحسب تعبيره ، وأكد أن الجميع سيقف بجانب الرئيس ولن يخذله.
وحول المصالحة أكد أبو النجا أن لجنة المصالحة المجتمعية بحاجة إلى اموال كي تستطيع تقويم الوضع الداخلي "فهناك شهداء وجرحى ومعاقين" كلهم لإنهاء هذه القضية بحاجة لأموال ، كشف أبو النجا أن مؤسسات
ودول كثيرة تعهدت بدفع هذه التكاليف ولكن حسب ابو النجا هذا الأمر يحتاج إلى حكومة وفاق وطني كي تستطيع تسلم هذه الأموال وصرفها .
أبو النجا استغرب تمسك البعض بفوز مرسي وانه سيجلب الخير كله ، المصريون بحسب ابو النجا سيهتمون باوضاعهم الداخلية ويقولون "مصر أولا" رسالتي للجميع فلنقول "فلسطين أولاً " ، لماذا ننتظر الرئيس الفلاني والدولة العلاّنية ! ؟ فلنحقق المصالحة الداخلية وكفانا تعلقاً بآمال وأوهام لا تسمن ولا تغني من جوع .
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس