أقـــــلام وأراء عربي (171)

في هذا الملف:

 التيار الإسلامي وثورة 2011 المصرية

بقلم:مصطفى الفقي_ جريدة الحياة اللندنية

 الحرب الكونيّة على سوريّة

بقلم: حازم صاغيّة_ جردية الحياة اللندنية

 حزب اللـه واضاعة الفرصة التاريخية للشيعة العرب

بقلم: خالد الحروب_ جريدة الدستور

 تركيا والعرب ونظرية "الرجل المريض"

بقلم: عريب الرنتاوي_ جريدة الدستور

 عن الحفريات الإسرائيلية في القدس المحتلة

بقلم: د. اسعد عبد الرحمن_ صحيفة الرأي

 الأسد والخروج الآمن..!

بقلم: رجا طلب_ صحيفة الرأي

 .. عبر قناة السويس!

بقلم:طارق مصاروة_صحيفة الرأي

 اذا اردت ان تعرف ماذا يدور في سورية يجب ان تعرف ما في اسرائيل

بقلم:أحمد عبد الكريم الحيح_القدس العربي

 لماذا تتوقف الثورات المصرية في منتصف الطريق؟

بقلم:أحمد طه _القدس العربي

 دعوة لفك الارتباط بين المعاهدة والتواطؤ

بقلم:فهمي هويدي_ جريدة السفير

 رومني وزيارة هنيّة للقاهرة

بقلم: هاني المصري_ جريدة السفير

 جملة اعتراضية ...هل ندعم "الإخوان" أم العسكر؟

بقلم:علاء الاسواني_جريدة السفير

التيار الإسلامي وثورة 2011 المصرية

بقلم:مصطفى الفقي_ جريدة الحياة اللندنية

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢إن الإشكالية الحقيقية لثورة يناير 2011 في مصر هي ذلك الازدواج بين المرجعية الوطنية في جانب والحصاد الإسلامي في جانب آخر، وهو ما يعني أننا أمام طرفي معادلة تتجسد بها محصلة «الثورة الشعبية المصرية» وتداعياتها التي أدت إلى وصول أول رئيس مدني للجمهورية ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وهو رئيس لحزبها «الحرية والعدالة»، وفي ظني أنه لا يختلف اثنان في أن الثورة المصرية التي اندلعت في أعقاب الثورة التونسية الملهمة كانت تلقائية بالدرجة الأولى ولم يكن لها دوافع أيديولوجية محددة، بل انطلقت تطالب بشعارات بسيطة هي «العيش» و»الحرية»و»العدالة الاجتماعية» تحت مظلة كرامة الإنسان المصري التي كان قد جرى انتهاكها تحت وطأة الأجهزة الأمنية في العقود الأخيرة، وهذه الشعارات البسيطة لا تحمل محتوى دينياً أو عقائدياً بل كانت تعبيراً بسيطاً عن حاجات المواطن المصري الذي يريد مستقبلاً أفضل له ولأجياله القادمة، كذلك فإن الذين انضموا إلى صفوف الثوار بعد ذلك بأفكارهم وأيديولوجياتهم كانوا هم القاطرة التي جذبت تيار الثورة في اتجاه مختلف، وهو ما أدى إلى الصدام المكتوم بين قوى مختلفة منذ ذلك الوقت. ولعلنا نبسط ما أجملناه في النقاط التالية:

أولاً: إن كثيراً من الحكام يعيشون حالة من العزلة عن «الشارع السياسي» في بلادهم ويصابون بحالة إنكار كامل لكل ما يدور حولهم، ولقد عانى الرئيس المصري السابق حسني مبارك نوعاً من تلك العزلة وما زلت أتذكر أنني وجهت إليه شخصياً حديثاً في أحد البرامج المهمة للتلفزيون المصري الرسمي مطالباً إياه بإقالة الحكومة القائمة حينذاك وحل مجلسي الشعب والشورى والبدء فوراً في مسيرة إصلاح جاد، وكان ذلك في السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) أي قبل صلاة الجمعة في اليوم التالي، ولكن الرجل لم يكن مستعداً للاستماع إذ لم يكن محاطاً بمستشارين ذوي دراية بما يجري في البلاد، وقد ألقى الرئيس المصري ثلاثة خطب في الثمانية عشرة يوماً هي عمر الاحتشاد الأول في «ميدان التحرير» إلى أن رحل متخلياً عن منصبه، ولقد كانت خطبته الأولى باهتة وغير مجدية بينما كانت الثانية متوازنة وعاطفية وكان يمكن أن تؤدي تلك الخطبة إلى تحريك العواطف والقبول باستمرار الرئيس لمدة الشهور القليلة المتبقية من فترة حكمه، ولكن ما سمي «موقعة الجمل» أطاحت تماماً ذلك الاحتمال، ثم جاء خطابه الثالث فكان أسوأها على الإطلاق، لذلك كانت المواجهة بين الرئيس السابق والثوار نموذجاً بامتياز للمسافة الواسعة بين الحاكم والشارع. لذلك تصاعدت مطالب الثوار مع مرور الوقت حتى فقد النظام صدقيته بالكامل.

ثانياً: لحق شباب «الإخوان المسلمين» ومعهم عدد من رموز الجماعة بمسيرة الثورة التي كانت قد تجاوزتهم وذلك لكي يلحقوا بقطارها خصوصاً وأنهم يمثلون قوة تنظيمية هائلة ذات خبرة طويلة وهو ما يفتقده الشباب الثائر الذي تجمع من خلال تكنولوجيا الاتصال من دون أن تتشكل له قيادة حقيقية، ولقد تدخل «الإخوان» لحماية الميدان ودخلوا في اشتباكات دامية لا زالت ملابساتها غامضة حتى الآن برغم التحقيقات ولجان تقصي الحقائق وغيرها من الإجراءات الأمنية والقضائية.

ثالثاً: إن «موقعة الجمل» في ميدان التحرير ستظل لغزاً محيراً ومحلاً للاتهامات المتبادلة بين نظام الحكم وجماعة «الإخوان المسلمين» فـ «الإخوان» يتهمون النظام بتدبير ذلك المشهد العبثي، بينما يتهم أعوان النظام السابق جماعة «الإخوان» بأنهم وراء تلك الموقعة من اجل إجهاض التعاطف الذي أبداه البعض تجاه ذلك الذي جرى، لأنه بعد الخطاب الثاني للرئيس السابق (كما أسلفنا) كانت هناك موجة جديدة من التعاطف معه مما دفع خصومه إلى ضرورة التصعيد ضد ذلك الاتجاه الذي كانوا يعتبرونه ردة عن الثورة.

رابعاً: شهدت الفترة من أول شباط (فبراير) 2011 حتى الحادي عشر منه مداولات مهمة كان يمكن أن تحدد مصيراً أفضل للثورة المصرية، ولعب فيها اللواء الراحل عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية حينذاك دوراً مؤثراً، فقد تفاوض مع قيادات «الإخوان المسلمين» واستقبلهم لأول مرة في القصر الجمهوري وكان يمكن التوصل إلى اتفاق يقضي بمشاركة «الإخوان» في إدارة البلاد ولكن الذي حدث أن مطالب الثوار تصاعدت أكثر وأكثر حتى وصلت إلى هتافها التاريخي المشهود (الشعب يريد إسقاط النظام) وعندما رحل مبارك تغيرت المعادلة فلم يعد هناك عمر سليمان وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة البلاد، ورأى «الإخوان» أن فرصتهم كبيرة في دخول الحياة السياسية المصرية بل والوصول إلى الحكم وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك بشهورعدة.

خامساً: شهدت الثورة المصرية فور رحيل مبارك جدلاً قانونياً واسعاً فقد كانت هناك لجنة مشكلة لوضع الدستور، ثم جرى تعديلها وجيء بالمستشار طارق البشري. وهو فقيه قانوني ومؤرخ سياسي، ليتولى رئاسة اللجنة الجديدة التي كان من أعضائها عضو بارز من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» (مجموعة الـ 88 من 2005 إلى 2010) وهو السيد صبحي صالح المحامي بالإسكندرية، وبرزت توجهات اللجنة بشكل ملحوظ على نحو أدى إلى إجراء استفتاء 19 آذار (مارس) 2011 والذي كانت نتيجته مفاجئة لكثير من القوى الوطنية والليبرالية، ويومها جرى الاعتداء على الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والملهم الحقيقي لشباب الثورة في بدايتها، وبذلك أصبحنا أمام خريطة سياسية مختلفة لقوى متعددة لم يعد في الإمكان تغيير دفتها بعد أن تغيرت أوضاع مصر مئة وثمانين درجة.

سادساً: تميزت الفترة التالية لذلك بقدر كبير من التفاهم والتعاون بين جماعة «الإخوان المسلمين» و»المجلس الأعلى للقوات المسلحة» وكان لكل منهما أسبابه، فالمجلس العسكري يرى أن «الإخوان» مسيطرون على الشارع المصري نسبياً وأنهم قادرون على ضبط إيقاعه، بينما يرى «الإخوان» أن المجلس يدير البلاد ومن مصلحتهم أن تكون العلاقة معه طيبة مرحلياً، وهذا ما حدث بالفعل حتى جرت أول انتخابات نيابية بعد الثورة والتي كان من نتائجها وجود أغلبية برلمانية للتيار الإسلامي بشقيه «الإخوان» و»السلفيين»، وبدا واضحاً لكل ذي بصيرة أن تصاعد التيار الإسلامي في مصر يتواكب مع نظيره في تونس وربما في ليبيا إلى حد ما أيضاً.

سابعاً: مارس البرلمان الجديد دوراً مختلفاً برئاسة شخصية «إخوانية» مرموقة هو الدكتور سعد الكتاتني ولكن غلب عليه طابع الإثارة والتصرفات غير المعتادة مثل قيام أحد الأعضاء برفع الأذان أثناء الجلسة وسقوط عضوين سلفيين منه في ممارسات غير مقبولة، وهي أمور جعلت الرأي العام يستهجن ممارسات ذلك المجلس فضلًاَ عن الطعن الدستوري على تشكيله على اعتبار أنه يتعارض مع تكافؤ الفرص بين المواطنين المصريين، فهو يسمح للحزبيين بالمنافسة على مقاعد القوائم والمقاعد الفردية أيضاً مما يجعل المستقلين في درجة أدنى أمام أعضاء الأحزاب، وبالفعل قضت المحكمة الدستورية العليا ببطلان تكوين المجلس ورأت ضرورة حله، وهو ما حدث وأثار لغطاً شديداً بين «الإخوان» وخصومهم السياسيين حتى ظلت آثاره قائمة لوقت طويل.

ثامناً: كان من المتصور بعد الثورة أن يبدأ المصريون بوضع دستور جديد للبلاد تليه انتخابات برلمانية ثم يتم تتويج المسيرة بانتخابات رئاسية حرة. هكذا كان التصور المنطقي حيث نبدأ بكتابة النوتة الموسيقية (وهي الدستور) ثم ندعو الفرقة التي تعزف (وهي البرلمان) وفي النهاية يأتي «المايسترو» ليضبط إيقاع الفرقة مع النوتة في وقت واحد (وهو الرئيس)، ولكن استفتاء 19 آذار أدى إلى غير ذلك، فجرى البدء بالانتخابات البرلمانية ثم تعطلت اللجنة التأسيسية لوضع الدستور أكثر من مرة حتى جرى انتخاب الرئيس الجديد محمد مرسي من قيادات «الإخوان» وفي غياب دستور للبلاد! ولا زال هذا العوار السياسي مشكلة مصرية إذ لم يظهر في الأفق دستور توافقي ترضى به كل الأطراف أو معظمها على الأقل.

تاسعاً: عندما جرت الانتخابات الرئاسة المصرية حصد «الإخوان» الجزء الأكبر من أصوات الناخبين واستأثروا بأغلبية واضحة في المحافظات الفقيرة خصوصاً أن لديهم وجوداً يصل إلى القرى الصغيرة ويعبر عن خبرة سياسية تزيد عن ثمانين عاماً بينما جاء وصولهم إلى الحكم لكي يقدم حصاداً مختلفاً لسنوات العمل السياسي الذي اختلطت فيها السجون والمعتقلات بالاغتيالات والانتخابات في العصرين الملكي والجمهوري، خصوصاً عندما حدثت المواجهة الحادة بين «الإخوان» وثورة يوليو بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

عاشراً: يبدو المشهد السياسي المصري معقداً إلى حد كبير، فالإسلاميون يحكمون بأغلبية ضئيلة ويستثمرون تشتت القوى الأخرى لصالحهم، فـ «الإخوان المسلمون» لديهم بعض العناصر المتشددة ممن يمثلون النموذج الحاد لتلك الجماعة التي بدأت تاريخها «دينية دعوية» ثم ظهرت عليها مظاهر الشهوة السياسية.

هذه قراءة عاجلة تسعى لإبراز دور تيار الإسلام السياسي في مصر بعد الثورة وهو نموذج يمكن القياس عليه بالنسبة إلى دول الربيع العربي الأخرى. ألم نقل دائماً إنه «ربيع عربي» أعقبه «صيف إسلامي»؟ ولكن المشهد لم يكتمل بعد والرواية لم تتم فصولها حتى الآن.

الحرب الكونيّة على سوريّة

بقلم: حازم صاغيّة_ جردية الحياة اللندنية

حين يتحدّث وليد المعلّم، من طهران، عن «حرب كونيّة على سوريّة»، يكون أضاف إلى معارفنا تعبير «كونيّة»، وهي أكبر وأشدّ امتلاء بالحمولة وبالتكثيف من تعبيري «عالميّة» أو «دوليّة». فـ «الكونيّ» يتجاوز الدول والسياسات والمصالح إلى شيء وجوديّ يقيم في طبيعة الأشياء ذاتها. وحين تُشنّ على بلد حرب «كونيّة»، فهذا يستبطن أنّ المشنون أكثر من حربين عالميّتين عرفهما العالم في القرن الفائت.

والحال أنّ وزير الخارجيّة السوريّ لا يخطئ كثيراً. فهناك «كونيّاً» ما بات يتعارض مع استمرار نظام كالنظام الذي يمثّله المعلّم. وهذا وصفٌ قد لا يقتصر على النظام السوريّ بين أنظمة المعمورة، بيد أنّ السوريّين، وبشجاعة استثنائيّة، قرّروا أن يضعوا حدّاً لهذا التعارض مع «الكونيّ»، وأن يندمجوا، ويدمجوا بلدهم، في سويّة طبيعيّة.

على أنّ ما قصده المعلّم شيء آخر: فحين تُشنّ «حرب كونيّة» على طرف ما، فهذا يُدرج ذاك الطرف في خانة البراءة ويجعل منه ضحيّة. وبالتوازي، ما دامت الحرب «كونيّة»، فإنّ الضحويّة والبراءة مطلقتان بدورهما. وتماماً كما تفعل نظريّة المؤامرة، فإنّ وجود حرب كهذه يلغي وجود أسباب فعليّة للنزاع، معاوداً رسم المشكلة بوصفها شرّاً مطلقاً يهاجم خيراً مطلقاً. والشرّ، كما نعلم، لا يبحث عن أسباب ولا يُعنى بها.

لكنْ هنا أيضاً، ثمّة شيء من الصدق في هذا التهويل الهذائيّ، مردّه إلى صعوبة أن يتخيّل المرء ما يجري في سوريّة، والميل، من ثمّ، إلى إحالته إلى الخوارق.

فوزير خارجيّة النظام السوريّ يشبهنا في أمر واحد هو صعوبة التعوّد على أنّ هذا النظام، الذي نشأ في 1963، قد يتغيّر. يكفي أن نذكّر بأنّ السنة التي وصل فيها البعث إلى السلطة هي السنة التي قُتل فيها جون كينيدي، بينما كان نيكيتا خروتشوف لا يزال يحكم الاتّحاد السوفياتيّ!

وتاريخ كهذا يمنح صاحبه استرخاء مَن يشعر بالخلود، خصوصاً إذا كان عاملاً في «الديبلوماسيّة» السوريّة كالمعلّم، مدركاً معنى الطاقة السحريّة التي تنطوي عليها سياسة «الأوراق» والبيع والشراء، أو عاملاً في الأمن، مؤمناً بأنّ السوط صانع التاريخ.

وبالضبط لأنّ الثورة السوريّة «المفاجئة» ثورة شعب إلى هذا الحدّ، يغدو من المغري استدراك المفاجأة استدراكاً خرافيّاً، بجعلها حركة «كونيّة» إلى هذا الحدّ. هكذا نسيطر على حركة الواقع فـ «نفهم» ما لا يُفهم ممّا صنعه «عبيد» في مواجهة سيّد احتملوا نظامه عقوداً مديدة.

واقع الأمر أنّ خليطاً من الدجل والحيرة والتخيّل السقيم يملي العبارة التي أطلقها المعلّم من طهران. وفي ما خصّ الدجل تحديداً، يُلاحظ أنّ السيّد الوزير هو وحده الناطق بلسان كونيّةٍ مضادّة للكونيّة، هي التي كان يتحدّث من إحدى عواصمها. أمّا الثورة فلا تزال تعاني تناقضاً هو بالتحديد ما يطيل عمر الوزير ونظامه، كما يفسّر استمرار المجزرة النازلة بالسوريّين والتي تتنقّل من مدينة إلى مدينة: فإذا صحّ أنّ الثورة توق إلى التطبيع مع الكونيّة والتخلّص من الاستثناء، صحّ أيضاً أنّها تعاني بطء من يمثّلون هذه الكونيّة وعجزهم عن الحركة والإنجاد. والمعلّم شيخ العارفين بهذه الحقيقة المُرّة، والتي ستبقى هكذا إلى أن تظهر مفاجأة أخرى. وهي ستظهر.

حزب اللـه واضاعة الفرصة التاريخية للشيعة العرب

بقلم: خالد الحروب_ جريدة الدستور

في واحد من اعلاناتها العديدة تقول “الوثيقة السياسية لحزب الله” وهي التي اقرها المؤتمر العام للحزب سنة 2009 واعتبرت حلقة هامة من حلقات تطوره الفكري والسياسي: “ان معايير الاختلاف والنزاع والصراع في رؤية حزب الله ومنهجه إنما تقوم على اساس سياسي-اخلاقي بالدرجة الاولى، بين مستكبر ومستضعف، وبين متسلط ومقهور، وبين متجبر ومحتل وطالب حرية واستقلال”. اليوم من حق الرأي العام، وكثير منه ايد حزب الله في السنوات الماضية، استدعاء هذا الاساس واسس اخرى عديدة ناضل من اجلها الحزب وبسببها كسب تأييد شرائح واسعة في العالم العربي. ومن حق الرأي العام، في ضوء موقف الحزب وامينه العام من ثورة الشعب السوري ووقوفه ضدها وانحيازه الى جانب المتجبر والظالم، محاكمة حزب الله بناء على الاسس والمعايير التي حددها لنفسه إزاء فهم ورؤية اي صراع. موقف حزب الله وتأييده لنظام الاسد ووصف حسن نصرالله اركان بطش النظام، وخاصة آصف شوكت، بالشهيد شكل صدمة كبيرة لوجدان ملايين الناس الذين ايدوا الحزب ونضالاته ومقاوماته، والآن يرونه يتخلى عن كل الآفاق الواسعة التي اخترقها ليرتد الى سراديب الطائفية وضيقها. اين هو الاساس السياسي والاخلاقي الذي ينبني عليه موقف الحزب من ثورة سوريا، واين هو الاساس الطائفي والمذهبي في ذلك الموقف؟

منذ تحرير الجنوب اللبناني سنة 2000 وإنكفاء إسرائيل تزايدت نجاحات حزب الله وحضوره السياسي في العالم العربي برمته. التوق الى نصر ضد اسرائيل، اي نصر، على خلفية تاريخ الهزائم الطويلة معها، اضافة الى كاريزما حسن نصر الله، والصورة التي قدمها الحزب عن نفسه، نقل الحزب الى خارج حدوده الطائفية الضيقة. ترك الحزب وراءه سنوات نهاية الثمانينات واوائل التسعينات عندما انخرط في صراعات دموية مع الشيوعيين والقوميين السوريين وغيرهم وتوتر داخل متاريس الطائفة الشيعية وحسب. مع نهاية التسعينات صار حزبا مختلفا وناضجا. وبرغم مناخات التطرف التديني والانشداد السلفي الضارب في المنطقة تمكن الحزب وخلال فترة قياسية من قطع خطوات كبيرة في تجسير العلاقة بين السنة والشيعة على قاعدة مشتركة – مقاومة اسرائيل. بدا لبضع سنوات، ووصولا الى حرب تموز 2006، ان الحزب يوسع من دائرة مناصريه في طول وعرض العالم العربي، بل وخارجه ايضا، مقدما نموذجا جديدا في الحركات الاسلامية برمتها.

لم تكن الصورة كاملة الوردية. فكما حال كل ايديولوجيا كامنة وموجهة، خاصة ان كانت دينية، تظل تشتغل آليات داخلية تعمل على تآكل ما قد يتم انجازه خارجيا. وهكذا ظلت هناك آليتان تشدان الحزب الى احداثياته الكتلوية المتقلصة: البرنامج الاجتماعي التديني وهويته الطائفية التي قيدت انطلاق الحزب محليا وحالت دون وصوله شرائح اوسع، والولاء السياسي لايران الذي قيد انطلاق الحزب عربيا. لكن وعلى العموم كان الرأسمالي المقاومي للحزب في الوعي العام في المنطقة اكبر من ان تؤثر فيه تلك القيود بشكل جوهري، وإن بقيت تثير الشكوك حول درجة تجاوز الحزب لحدوده الطائفية. عمليا، كان ثمة مقايضة كبرى عند مؤيديه من خارج اطره الحزبية تم غض النظر بموجبها عن كتلوية الحزب وانحيازاته الطائفية تقديرا لدوره وانجازه المقاومي. احد الجوانب المهمة، بل ربما الاهم، في كل ذلك ان التأييد للحزب والجماهيرية التي حظي بها، ورغم الشكوك والانفلاتات التي كانت تحدث هنا وهناك، تخطت الهوية الطائفية للحزب حيث تمتع بشعبية في الاوساط السنية في المنطقة ربما لم تحظ بها حركة شيعية على مدار التاريخ. مرة اخرى، كان هذا التجاوز للحدود الطائفية يتم في حقبة زمنية تمتاز بحدة تخندقها المذهبي والطائفي وسيرا عكس التيار وانجازا تاريخيا بحق.

كل ذلك الانجاز والرأسمال الكبير الذي راكمه حزب الله على مدار عقود ووصل به وبقائده الى مراتب من التأييد والشعبية غير مسبوقة تمت التضحية به بكل بساطة على مذبح الثورة السورية وتأييد النظام الاسدي. إنكفأ الحزب دفعة واحدة الى مربعه الطائفي وتخلى عن الشعارات والسياسات التي جذبت حوله دوائر المؤيدين الذين رأوا فيه نموذجا للحزب الاسلامي التقدمي وغير الطائفي والمتجاوز للتقليدية الدينية والمذهبية. كل الجسور التي شُيدت وبشكل غير مباشر بين الشيعة والسنة والمسيحيين في المنطقة عن طريق النموذج الذي قدمه حزب الله تم نسفها بسرعة قياسية. لو وقف حزب الله مع الشعب السوري وقفة عقلانية ومنسجمة مع شعاراته في اسناد المستضعفين والمظلومين والمقهورين لكان حقق قفزة اخرى الى الامام ليس على صعيد شعبية الحزب وحسب، بل وعلى صعيد ترسيخ العلاقة الصحية بين الشيعة والسنة في المنطقة العربية. لكان اثبت فعلا بأنه حزب خارج اطار التصنيفات الطائفية، لا يتحرك فقط لتأييد الاحتجاجات حينما تكون شيعية بينما يبتلع لسانه وينكشف بطريقة مخجلة عندما تكون الاحتجاجات غيرها. لو حدث ذلك لكان قدم خدمة جليلة وتاريخية للشيعة العرب على وجه التحديد وقطع الطريق على كل الادعاءات والاتهامات التي تشكك في ولائهم وتشير الى ان ايران هي من يحدد لهم الاجندة السياسية. موقف حزب الله من الثورة السورية شكل مفصلا تاريخيا وفرصة لا تعود لتأسيس علاقة مختلفة في المنطقة العربية تضعف الانقسام المذهبي في الكثير من البلدان العربية وتبطل مفعول الولاء للخارج. عندما وقف حزب الله مع النظام الاسدي والايراني ضد الشعب السوري سدد ضربة قاصمة لكل مطالبات الشيعة العرب والتي في اغلبها مطالبات عادلة بالمساواة في الحقوق والمواطنة. لقد كشف ظهر تلك المطالبات وربطها عنوة بالخارج، واظهر اصحابها وكأنهم ليسوا مواطنين في بلدانهم بل تابعين لطهران.

لكن ومن ناحية عملية وفعليه هل كان بإمكان حزب الله ان يتخلى عن ظهره الاستراتيجي: سوريا وإيران ويقامر على المجهول؟ الجواب نعم، كان بإمكانه القيام بذلك لو التزم بالمعايير الاخلاقية والسياسية التي اقرها الحزب لنفسه، ولو التزم بالحد الادنى من المسؤولية التاريخية التي تتجاوز اللحظة الراهنة وتنظر الى المستقبل بعيدا عن المحاور السياسية الراهنة التي خلقتها انظمة زائلة على حساب شعوب باقية في المنطقة الى الابد. لم يكن من المطلوب ان يقف حزب الله الى جانب الثورة السورية بالتمام والكمال، لكن كان بإمكانه ان يأخذ مسافة آمنة من النظام الدموي، وان يبتعد تدريجيا عنه، كما فعلت حركة حماس. كل مسافة يأخذها الحزب من النظام الاسدي (التابع لايران عمليا الآن) كانت تدخله اكثر واكثر في النسيج اللبناني وعمق النسيج العربي وتؤكد عروبته وانتماءه المحلي، وتنفي تبعيته الخارجية. سيقول كثيرون من انصار الحزب هنا ان اطرافا اخرى كثيرة سواء في سوريا او لبنان او العالم العربي تابعة للخارج بصورة او بأخرى. وهذا صحيح بالطبع لكنه مناكفة في غير مكانها لأن تبعية حزب الله للخارج، لإيران، لها اكلاف وتبعات مدمرة على الشيعة العرب عموما بما يستلزم طريقة اخرى للتحليل بعيدا عن المحاججة عبر توجيه نفس الاتهام للآخرين. حزب الله وبسبب صورته و”مجده” الذي بناه في العقدين الماضيين، وبسبب اعلامه وحضوره القوي، اصبح وكأنه الممثل الرسمي للشيعة العرب: يتبنى قضاياهم في اعلامه وتلفزيوناته وخطابه. وتنعكس مواقفه من الاحداث عليهم بشكل شبه تلقائي. ودليل ذلك ان كل تأييد من قبل حزب الله في الوقت الحاضر لأية مطالب للشيعة في اي بلد عربي يؤدي الى اضعاف تلك المطالب واتهامها بأنها ناتجة عن تدخل خارجي ومؤامرة ايرانية. لم يفقد حزب الله صورته ورأسماله المقاومي وحسب، ولا دوره في تجسير الهوة الطائفية والمذهبية في المنطقة، بل تحول الآن الى عبء على الشيعة العرب، يؤذيهم حينما يؤيديهم، وعوض ان يساهم في تعزيز مواطنتهم صار أداة تستخدمها ايران في التقسيم والتجزئة والتدخلات. انها نهاية تراجيدية لحزب لربما كان واعدا.

تركيا والعرب ونظرية "الرجل المريض"

بقلم: عريب الرنتاوي_ جريدة الدستور

تعهدت تركيا “اتخاذ كل ما يلزم من خطوات” لمنع انتشار وتمركز مقاتلي حزب العمال الكردستاني على مقربة من حدودها مع سوريا، باعتبار أن المسألة تندرج في سياق الدفاع عن “الأمن القومي” وتبرر لأنقرة فعل كل ما تراه مناسباً لدرء هذا “التهديد الإرهابي” المحتمل، حتى وإن كانت نسبته لا تتعدى “الواحد بالمائة” كما قال أحمد داوود أوغلو.

حسناً، نحن لا نجادل في حق تركيا في حفظ “أمنها الوطني”، ونؤيدها تماماً في موقفها الرافض لأي “شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية”، كما نرفض أن يلوّح لها أو لغيرها، بورقة “الإرهاب” أياً كانت أسبابه وشعاراته وأرديته التي يتدثر بها. نقول ذلك اليوم بالفم الملآن، وكنّا قلناه في العام 1997 بصوت أعلى عندما كان عبدالله أوجلان مقيماً في سوريا على رأس جماعات حزب العمال التي تناصب سلطات أنقرة أشد العداء، وقبل أن يتشكل حزب العدالة والتنمية بزعامة “الترويكا” غول- أردوغان- أوغلو.

لكننا مع ذلك نجد صعوبة في فهم الموقف التركي، ونرى فيه نسخة غير مزيدة وغير منقحة، من المواقف الغربية المنافقة والمزدوجة، فأنت لا تستطيع أن تنهى عن خلق وتأتي بمثله.. لا تستطيع أن ترفض انتشار “الإرهابيين” على حدودك (حزب العمال)، وتسمح في الوقت نفسه بنشر مئات وألوف “المجاهدين” من القاعدة و”الدعوة السلفية للقتال” وكل التسميات التي نعرف والتي نعرف، الذين احتشدوا لمقاتلة النظام السوري، ونشر رايات إسلامهم “العنيف” وليس “الحنيف” في مختلف ربوع بلاد الشام.

نفهم أن يستفز علم الأكراد المرفوع قبالة الحدود التركية النخبة الحاكمة في أنقرة، بيد أننا لا نفهم كيف تسمح تركيا “العدالة والتنمية” لجحافل القاعدة و”المجاهدين” برفع أعلامهم على معبر “باب الهوى”، وتحت مرأى ومسمع عشرات الصحفيين والإعلاميين التي وثّقت المشهد بصور طافت أرجاء الأرض والسماء.

نحن نلتقي تماماً مع الموقف التركي القائم على “مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية”، ولكننا بعد أن فضحت الصحافة الغربية، وليس إعلام النظام السوري، “غرف العمليات” في أضنة وأنجرليك، وبعد أن انتشرت الشائعات عن ضلوع تركي في تفجيرات “حي الروضة الدمشقي”، لا نفهم كيف يمكن لتركيا أن تنهى عن سلوك وتأتي بأقبح منه، وبأي حق تعطي أنقرة لنفسها حرية التدخل في شؤون الآخرين، بل وإنشاء غرف عمليات وفتح معسكرات واحتضان قيادات وتوفير ملاذات لمقاتلين وجيوش ومنشقين وإرهابيين واستخباراتيين، في الوقت الذي تمنع فيه على دول مجاورة، شيئاً مماثلاً.

لا ندري إن كانت تجربة الاختراق التركي المتكررة للأجواء والحدود السيادية مع العراق، هي ما تخطط أنقرة لفعله في سوريا، أم أنها تنوي الذهاب أبعد من ذلك، وصولاً لفرض “ملاذات آمنة” أو “أشرطة حدودية” داخل الأراضي السوري، وما إذا كانت إجراءات كهذه، ستكون من النوع المؤقت أم الدائم، لا سيما أن الذاكرة ما زالت تحتفظ بتصريحات ومواقف تركية، تبكي أمجاداً عثمانية غابرة في مناطق عديدة من العراق وسوريا.

لا تستطيع تركيا أن تجعل من أراضها وحدودها حواضن دافئة للإخوان المسلمين والجيش السوري الحر وجحافل المحاهدين وحقول تدريب وتأهيل تسرح فيها وتمرح مختلف أجهزة الاستخبارات العربية والعالمية، ودائما حسب الصحافة الغربية الصديقة لتركيا، وليس إعلام دمشق المعادي لها، لا تستطيع تركيا أن تفعل كل ذلك وتزعم في الوقت نفسه بأنها لا تتدخل في “الأزمة السورية”، وتتوقع من الآخرين أن يصدقوها وأن يكفّوا عن التدخل في شؤونها أو المس بأمنها الوطني.

والحقيقة أن الشهية التركية لدور “كاسح” في المنطقة، تدفعها للتصرف كدولة لا تحترم القانون الدولي ولا تقيم وزناً لسيادة الدول، وإلا كيف نفسر إقدامها على عقد صفقات نفطية مع أربيل، بالضد مما تريده بغداد. لا ندري كيف تدير ظهرها لحكومة العراق المركزية وتعقد مختلف صنوف الصفقات مع “الكيان الكردي” لكأن تقسيم العراق في الحسابات التركية قد وقع وتحقق وانتهى الأمر.

لا يمكن تفسير هذا السلوك التركي، الذي يأتي نقيضا لكل ما بشّر به “فيلسوف” العدالة والتنمية، إلا بتفشي نزعات الهيمنة وتفاقم النهم للسيطرة على ثروات المنطقة وأسواقها، فضلا عن تنامي “المكوّن المذهبي” في صنع السياسة الخارجية لدولة “الإسلام العلماني”. لا يمكن تفسير كل هذا الذي يجري على حدود تركيا الجنوبية إلا بإحساس أنقرة بأن “العرب” باتو رجل الشرق الأوسط المريض، وأن الوقت قد حان، لتصحيح ما تعتقده بعض النخب التركية “خطأ التاريخ” الذي وقع قبل مائة عام أو يزيد.

لكن الأمر الذي لا جدال فيه ولا مراء، هو أن تركيا بسياساتها قصيرة النظر هذه، إنما تثير كل مكنونات القلق والمخاوف في العالم العرب، وتسيء لصورتها ودورها، كدولة صاعدة، تحترم القانون الدولي وتعتمد على قوة “النموذج” و”القوة الناعمة” و”صفر مشاكل”.

تركيا خسرت خلال عشرة أشهر، ما عملت عليه طوال عشر سنوات، ومسلسل الخسارة لم يتوقف بعد، والسحر ربما يكون قد انقلب على الساحر، أو هو في طريقه إلى ذلك.

عن الحفريات الإسرائيلية في القدس المحتلة

بقلم: د. اسعد عبد الرحمن_ صحيفة الرأي

رصد تقرير فلسطيني (علمي مهم، وشديد التوثيق) السياسات الاسرائيلية الأحادية في القدس الشرقية المحتلة والدعم المطلوب لمواجهة سياسية التهجير للإنسان والمؤسسات من «زهرة المدائن». ولقد غطى التقرير هذه السياسات تحت عناوين أربعة بارزة وهي: أولاً سحب الإقامة (بطاقات الهوية المقدسية) من المواطنين الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية. ثانياً: الإغلاق العسكري المفروض على القدس الشرقية المحتلة وبناء جدار الفصل العنصري حولها، ثالثاً: سياسة هدم منازل الفلسطينيين، رابعا: تطبيق قانون ما يسمى»أملاك الغائبين». واليوم نتناول عنوانا خامسا: الحفريات الإسرائيلية في القدس المحتلة: (الآثار في خدمة الرواية التوراتية و»الاستيطان»!!!). وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى «أن أعمال الحفر الأثري في القدس، خاصة البلدة القديمة ومحيطها، تسير بوتيرة غير مسبوقة، تجاوزت ما تم حفره منذ منتصف القرن التاسع عشر»، مستعرضا أهداف الحفريات، والملخصة «بإحكام السيطرة على البلدة القديمة ومحيطها، وربطها بالقدس الغربية بحيث تصبح امتدادا عضويا لها، وتعزيز الاستيطان وتشبيكه داخل البلدة القديمة وخارجها، فضلا عن إحكام السيطرة على الحرم الشريف».

لقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقريرا حكوميا، منتصف تموز/ يوليو 2012، اعترفت فيه للمرة الأولى بقيامها بأعمال حفريات في القدس المحتلة من شأنها تهديد مباني المسجد الأقصى. ودعا تقرير للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية (يهودا فاينشتاين) سلطات الآثار والسلطات المختصة إلى القيام بإجراء مراقبة منتظمة في محيط الحرم القدسي الشريف، للوقوف عن كثب على الأعمال الجارية فيه للتأكد من سلامة الآثار فيه، حيث طلب من سلطة الآثار التابعة للاحتلال رفع تقارير منتظمة عما يجري في محيط الحرم إلى مجلس الأمن القومي وسكرتير الحكومة. وبكل صفاقة، صرح (فاينشتاين) قائلاً: «إن الحرم القدسي هو جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل، ولذا ينطبق عليه القانون الإسرائيلي، ولا سيما قانون الاثار وقانون التنظيم والبناء».

إن خطط إسرائيل التهويدية للقدس بعيدة المدى. وهي ترمي إلى إعادة تشكيل كل مكونات الأماكن الدينية والتاريخية في المدينة لتتفق مع الرواية الإسرائيلية والتوراتية. وفي هذا النطاق، أكدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أنه «بناء على اعترافات من أذرع الاحتلال وأبواقها الاعلامية في الفترة الأخيرة، (يتضح) أنها تنفذ في هذه الأثناء أكبر مشروع حفريات عند المسجد الأقصى منذ 150 عاماً، وأن السنوات العشر الاخيرة شهدت تزايداً غير مسبوق في الحفريات الملاصقة للمسجد». كذلك، يلحظ «التقرير» تركز أعمال الحفريات بأشكالها المختلفة ضمن الإطار الجغرافي الذي سمته إسرائيل بـ»الحوض المقدس» الذي يشمل البلدة القديمة والمنطقة المحيطة بها. وتتضمن هذه الأعمال: حفريات مفتوحة، حفريات إنقاذ، حفريات أنفاق، إعادة تأهيل، وإعادة تركيب، وترميما، وإعادة تسمية المواقع والشوارع والأراضي والوديان والجبال عبر إعطائها مسميات عبرية وتوراتية. كما أكد التقرير: «إن المشروع التهويدي متكامل ويستخدم علم الآثار بأشكال مختلفة بحيث تتحول الآثار عبره إلى أداة سيطرة وطرد للسكان، كما تستخدم في تقديم رواية تاريخية شاملة لتاريخ القدس، تهمش التواريخ كلها وتبرز تاريخا واحدا، ليس فقط بهدف خلق مشروعية للاحتلال والضم، بل أيضا لاستخدام القدس في بلورة هوية إسرائيلية». وقد لخص التقرير أهداف الحفريات بـ 1) خلق قدس متخيّلة برواية تاريخية متكاملة، تهمّش التاريخ العربي. 2) إحكام السيطرة على البلدة القديمة ومحيطها، وربطها بالقدس الغربية («الإسرائيلية») بحيث تصبح امتدادا عضويا لها. 3) تعزيز الاستعمار/ «الاستيطان» وتشبيكه داخل البلدة القديمة وخارجها. 4) إحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

ورغم استمرار التجاهل العربي والاسلامي والدولي للقضية الفلسطينية الذي ازداد مع انشغالات ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي»، فإن الصورة الجميلة للطابع العربي لزهرة المدائن والنسيج العمراني الإسلامي ما زالا ماثلين للعيان لم يتغيرا، وما زال الوجه العربي والإسلامي للمدينة - حتى الآن-مسيطراً، رغم جميع الممارسات التعسفية الإسرائيلية في القدس، ورغم المصادرات للعقارات الإسلامية، ورغم طرد السكان ومنعهم من إنشاء أية أبنية جديدة. ولكن إلى متى الصمت والتقاعس يا عرب ويا مسلمون؟!

الأسد والخروج الآمن..!

بقلم: رجا طلب_ صحيفة الرأي

خيارات الرئيس السوري بشار الاسد باتت محدودة للغاية بل في الواقع اصبحت محصورة في خيار واحد وحيد وهو ادامة العنف والقتل وبوتيرة اكبر واكثر دموية وهو خيار اثبتت الاحداث على مدى اكثر من عام ونصف العام هي عمر الثورة السورية انه خيار فاشل ومرهق، وان عامل الوقت الذي كان في البداية يصب لصالح الة القمع التى يملكها النظام تحول الان لصالح الثوار والثورة، ففي كل يوم مزيد من الانشقاقات في الجيش ومزيد من الانشقاقات في السلك الدبلوماسي والبرلمان ومؤسسات الدولة المختلفة، وهي انشقاقات تتراكم بصورة كمية قادرة في لحظة ما من احداث التغيير النوعي المتمثل في سقوط النظام ورأسه.

المقترح الذي تقدمت به الجامعة العربية للاسد في الخروج الآمن جاء منسجما تماما مع واقع الحال الذي وصل اليه وضع الرئيس الاسد والنظام الاسدي، ولكن كما هي عادة «الطغاة» الذين يفقدون اية صلة بما يحيط بهم نتيجة الغرور او الوهم سارع الاسد الى رفض هذا المقترح الذي سيصبح مع مرور الوقت وفي لحظة تاريخية معينة امرا صعبا ومستحيلا، ورد فعل الاسد السريع على المقترح العربي لم يكن الا تعزيزا لقناعة الكثير من المتابعين والمهتمين بالشان السياسي ببعده السيكولوجي من ان «الطغاة الدمويين» لا يعترفون بالواقع او لا يحسون به او منفصلون عنه بواقع اخر في عالم الوهم، وفي التاريخ القريب نجد ان هذا السلوك للطغاة هو القاعدة وخلافه هو الاستثناء، لقد سخر صدام حسين من مبادرة الشيخ زايد رحمه الله التى تضمنت مقترحا بتنحى صدام واقامته هو وعائلته في الامارات لتجنيب العراق ويلات الحرب والتى قدمت لممثل العراق عزت الدوري في قمة شرم الشيخ عام 2003، لم يكتف العراق الرسمي بالرفض فحسب بل تطاول وقتها الدوري على الشيخ عبد الله بن زايد الذي كان وزيرا للاعلام ووصف الموقف الاماراتي بانه متخاذل، وقبل اشهر حاولت الامارات مرة اخرى انقاذ الموقف في ليبيا واقترحت ايضا مخرجا آمنا للقذافي والاقامة هو وعائلته في الامارات مقابل التنحي وتجنيب ليبيا الحرب وويلاتها ايضا الا ان القذافي وعلى خطى صدام حسين سخر من المقترح واصر على عناده وراينا كيف انتهى به الامر جثة هامدة وكيف تشتت شمل عائلته وبصورة مأساوية.

الاسد وبرفضه السريع لفكرة الملاذ الآمن التى اقترحتها الجامعة العربية يكون عمليا قد رسم لنفسه صورة قريبة او تكاد تكون مطابقة لما حدث لصدام حسين وعائلته ولمعمر القذافي وعائلته.

الطغاة لا يرون الغد او المستقبل بل هم في الواقع اسرى اللحظة، ولو كان الطاغية ايا كان يفكر في الغد ربما لتردد في اتخاذ الكثير من القرارات ولربما تملكه الشعور بان فعل اليوم هو بانتظاره غدا ومهما كانت ادواته في تطويع اللحظة واعتقالها والقبض عليها لن ينجح في ادامتها لتصبح حالة دائمة او ابدية.

.. عبر قناة السويس!

بقلم:طارق مصاروة_صحيفة الرأي

من المستحسن للمراقب المتتبع لأحداث المنطقة، أن تكون عنده المعلومات الراصدة لحركة القطع البحرية العسكرية في قناة السويس، فهي حركة يمكن أن تعطي المراقب مادة عملية لتطورات ما يجري في سوريا، وما يمكن أن يجري في الخليج العربي وعلى سواحل إيران!

فإسرائيل وقد صار عندها أربع غواصات تحمل صواريخ بولاريس، اثارت اهتمام أعلى مسؤول مصري حين عبرت القناة مجموعة قتالية إسرائيلية في اتجاه البحر الأحمر. وقتها قيل له إن معاهدة القسطنطينية لا تبيح منع السفن من المرور في القناة إلاّ إذا كانت في حالة حرب مع مصر، وإسرائيل ليست مشمولة أو يمكن أن تكون مشمولة بالمنع!

وأمس الأول عبرت، ربما لأول مرة نعرف، قطعة حربية قتالية صينية قناة السويس مع سفن تزويد. وحتى لا يثير مرور هذه الوحدة إلى المتوسط الريبة، قال ناطق رسمي صيني: إنها في طريقها إلى أوكرانيا، وتحمل سلعاً ومواد غذائية!

وقبل أسبوع عادت مجموعة قتالية روسية من جنوب شرق آسيا إلى المتوسط عبر قناة السويس باتجاه طرطوس المرفأ - القاعدة لحركة الأسطول الروسي في المياه الدافئة!

الواضح الآن، أن سوريا وإيران هما قطبا الدائرة في الحركة الدولية العسكرية، فقد نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم أول أمس تقريراً تناول هدف زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي توم دولينون لتل أبيب، وذلك، كما تقول، لاحتواء اندفاع اسرائيل نحو امكان شن هجوم على إيران قبل انتخابات الرئاسة. وهذا الاحتواء تفسره معلومات الرجل الخطير عن خطة تفصيلية، عرضها على نتنياهو في عشاء محدود استغرق ثلاث ساعات، وهي خطة تتضمن قصف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض. وكان وزير القوات الجوية الأميركي كما تقول هارتس قد قال يوم الأربعاء الماضي إن القنبلة الجديدة المسماة «محطمة الخنادق» أصبحت جاهزة للاستعمال، وهي تزن 15 طناً يمكن أن تصل إلى مخازن محصنة تحت الأرض لأي أسلحة كيمائية أو نووية أو غيرها، كمنشأة تخصيب اليورانيوم بالقرب من قم!

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أبلغت المسؤولين في زيارتها الأخيرة لتل أبيب، ان أي هجوم إسرائيلي على إيران الآن سيزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وقد يساعد بشار الأسد على البقاء في الحكم!

وفي النهاية نقول إن مراقبة عقدة التحركات البحرية في قناة السويس قد تكون مفيدة!

اذا اردت ان تعرف ماذا يدور في سورية يجب ان تعرف ما في اسرائيل

بقلم:أحمد عبد الكريم الحيح_القدس العربي

تصريحات افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي، عكست حدة الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية حول الضربة على سورية، وكان ليبرمان في حديث اذاعي حذر من ان بلاده سترد على الفور وبحزم اذا ما رصدت صورا تؤكد نقل اسلحة كيماوية او بيولوجية من المخازن السورية الى حزب الله. وحذر ليبرمان من ان اسرائيل سترد 'فورا' و'بأشد طريقة ممكنة' في حال نقل اسلحة كيميائية سورية الى حزب الله، وقال 'ان رصدنا نقل اسلحة كيميائية سورية الى حزب الله، فسوف نتحرك بأشد طريقة ممكنة'. واكد ان عملية كهذه ستشكل 'سببا للحرب' موضحا ان ذلك 'خط حمر ينبغي عدم تخطيه، انها الرسالة التي نقلناها الى الاوروبيين والاميركيين والامم المتحدة وروسيا'.

في لقاءاته مع مسؤولين اوروبيين اوضح ان اسرائيل لن تسمح بنقل اسلحة غير تقليدية من سورية الى حزب الله وان المسؤولين الاوروبيين فهموا هذه الرسالة تماما. وان النظام السوري فهم الرسالة عندما سارع الناطقون باسمه الى الاعلان ان مخزون الاسلحة الكيماوية تحت حراسة الجيش السوري ولن ينقل الى اي جهة. وجاء حديثه، في اطار النقاش الاسرائيلي الذي احتدم، مع تحذير رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، في لجنة الخارجية والامس في الكنيست، أول من امس، القيادة السياسة من ابعاد قرار متهور وتنفيذ ضربة عسكرية على سورية لما تشكله من خطورة كبيرة على اسرائيل والمنطقة محاولا اجهاض الحماس للحرب بقوله، ان الجيش السوري ما زال يسيطر على الصواريخ الكيماوية ويضع عليها حراسة مشددة. وأيده في الموقف، عاموس جلعاد. رئيس الدائرة السياسية والأمنية

انه في لقاءاته مع مسؤولين اوروبيين اوضح ان اسرائيل لن تسمح بنقل اسلحة غير تقليدية من سورية الى حزب الله وان المسؤولين الاوروبيين فهموا هذه الرسالة تماما. وان النظام السوري فهم الرسالة عندما سارع الناطقون باسمه الى الاعلان ان مخزون الاسلحة الكيماوية تحت حراسة الجيش السوري ولن ينقل الى اي جهة. وجاء حديثه، في اطار النقاش الاسرائيلي الذي احتدم، مع تحذير رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، في لجنة الخارجية والامس في الكنيست، أول من امس، القيادة السياسة من ابعاد قرار متهور وتنفيذ ضربة عسكرية على سورية لما تشكله من خطورة كبيرة على اسرائيل والمنطقة محاولا اجهاض الحماس للحرب بقوله 'ان الجيش السوري ما زال يسيطر على الصواريخ الكيماوية ويضع عليها حراسة مشددة. وأيده في الموقف عاموس جلعاد. رئيس الدائرة السياسية والأمنية.

ان التلويح بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية بدأ يطغى على حملة التخويف الاسرائيلية من الاسلحة النووية الايرانية. وأن الاصوات التي كانت تدعو الى ضربات استباقية ضد ايران بدأت تتراجع لتتحدث عن مخاطر الاسلحة التي يمتلكها النظام السوري والخوف من انزلاقها الى ايدي حزب الله، وفسرت المصادر السياسية هذا التراجع حول ايران، بأنه يعود الى المطالب الامريكية من اسرائيل بعدم القيام بمغامرات احادية الجانب ضد ايران في هذا التوقيت، وهذا يعني أن على اسرائيل تخفيف حدة تصريحاتها اتجاه المسألة الايرانية بعد فترة طويلة استغلت فيها القيادة السياسة في اسرائيل هذه القضية لاشغال الرأي العام الاسرائيلي وتوجيه تفكيره عن قضايا وازمات اجتماعية واقتصادية يعاني منها.

فسرت المصادر السياسية هذا التراجع حول ايران، بأنه يعود الى المطالب الامريكية من اسرائيل بعدم القيام بمغامرات احادية الجانب ضد ايران في هذا التوقيت، وهذا يعني أن على اسرائيل تخفيف حدة تصريحاتها اتجاه المسألة الايرانية بعد فترة طويلة استغلت فيها القيادة السياسة في اسرائيل هذه القضية لاشغال الرأي العام الاسرائيلي وتوجيه تفكيره عن قضايا وازمات اجتماعية واقتصادية يعاني منها. هذا التحول دفع القيادة الاسرائيلية: الى استغلال الموضوع السوري من أجل القيام بحملة تخويف داخل المجتمع الاسرائيلي واشغاله بموضوع الاسلحة الكيماوية التي تهدد امن اسرائيل، وانشغاله عن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها وأن تأخذ تلك التصريحات 'التخويفية' مكان الاخبار التي تتحدث عن الازمات الاقتصادية في وسائل الاعلام الاسرائيلية بانواعها المختلفة.

لماذا تتوقف الثورات المصرية في منتصف الطريق؟

بقلم:أحمد طه _القدس العربي

المراد من الثورة ،هو التغيير الأساسي والجذري في المجتمع ،سياسياً، وإقتصادياً، وإجتماعياً، وثقافياً، أو الإطاحة بنظامٍ قديمٍ، فشل في تلبية مطالب المجتمع، وبناء آخر، قادر على الإستجابة لتطلعات المجتمع، بفتح آفاق الحركة أمامه وأبواب المشاركة أمام الشعب.

يزخر تاريخ مصر الطويل بالثورات، والإنتفاضات، والهبّات التي قام بها الشعب المصري فيوجه الإحتلال والإستبداد، إلا أن ما يسترعي الإنتباه هو توقف غالبية هذه الثورات في منتصف الطريق، وعدمتحقيقها لأهدافها بالكامل إمّا بتفريغها من مضمونها، أو إجهاضها كليّاً.

ففي القرنيْن الأخيريْنشهدت مصر خمس ثورات وهو عدد كبير يدفع عن الشعب المصري تهمة الخنوع والإستسلام.. الثورة التي أتت بمحمد علي 1805، والثورة العرابية 1881، وثورة 1919، وثورة 23 يوليو 1952، وأخيرا ثورة 25 يناير 2011.

فقد هبّ الشعب المصري في مواجهة الحملة الفرنسية بإنتفاضتيْن كبيرتيْن، شهدتا مقاومة عنيفة أجبرت الحملة على الرحيل، واستمر الشعب منتفضاً بعدها في مواجهة مظالم أمراء المماليك والعثمانيين، حتى تمكن بقيادة الزعامة الشعبية وزعيمها السيد عمر مكرم ،من خلع خورشيد باشا وتولية محمد على.

ولقد لعبت الزعامة الشعبية دوراً كبيراً في تدعيم أركان حكم محمد علي، إذ أحبطت كافة المؤامرات التي دبرها الباب العالي والمماليك ضده، وتصَّدت ببسالة لحملة فريزر دون وجوده، فقد كان محمد علي آنذاك في الصعيد يطارد المماليك، بل إنه تلكَّأ في العودة وبدأ يميل لمصالحتهم بعدما شعر بقرب إنتصار الحملة.

وبعد أن حصد وحده ثمار النصر، وثبَّت أقدامه في السلطة، تخلَّص من الزعامة الشعبية بنفي السيد عمر مكرم، مستغلاً حقد وحسد البعض لمنزلة السيد عمر مكرم، وبعدها تربَّع محمد علي منفرداً على عرش مصر لعدة عقود، حقّق خلالها نهضة يختلف المؤرخون في تقييمها، إلا أنه أسّس لحكم الفرد، وتغييب مشاركة الشعب، وأورث الحكم لنسله من بعده.

وفي عام 1881 جاءت الثورة العرابية، بعد تَوحّد مطالب الحركة الوطنية المصرية مع مطالب ضباط الجيش الوطنيين، بزعامة أحمد عرابي.

إلا أن الثورة العرابية ترددت في عزل الخديو، بالرغم من إستصدار قرار من الجمعية الوطنية بعزله، إلى جانب ترددها في في إتخاذ إجراءات حاسمة، من شأنها تغيير الأوضاع التي ثارت عليها، مثل إلغاء السخرة والرق، والقضاء على إحتكار الباشوات لمياة النيل، وحماية الفلاحين من المرابين اليونانيين، وكفالة حرية الإنتخابات للبرلمان الجديد.

هذا إلى جانب تغليب العوامل الشخصية على المصلحة الوطنية بين قادة الثورة، ونقصان الكفاءة بالإضافة إلى الأطماع الخارجية.

قادت محصلة هذه العوامل إلى الهزيمة العسكرية، وإجهاض الثورة، ومحاكمة قادتها ونفيهم ووقوع البلاد في براثن الإحتلال البريطاني لأكثر من 70 عاماً.

بيْد أن جذوة الحركة الوطنية لم تنطفيء بعد الإحتلال


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً