أقلام وآراء

(735)

في هذا الملف

العدوان المستمر على غزة

بقلم: اسرة التحرير، عن جريدة القدس

.. الطنجرة أصدق إِنباء؟!

بقلم: حسن البطل، عن جريدة الايام

أهم الانجازات الفلسطينية لعام 2011: المصالحة والانضمام لليونيسكو

بقلم: عزمي الخواجا، عن جريدة الايام

يميناً ويساراً.. من محمود درويش إلى..

بقلم: ليانة بدر، عن جريدة الايام

بيت شيمش تعمق الانقسام الاسرائيلي

بقلم: عادل عبد الرحمن، عن جريدة الحياة

عزاء واجب

بقلم: عدلي صادق، عن جريدة الحياة

ثورة حتى النصر

بقلم: محمود ابو الهيجاء، عن جريدة الحياة

حزبيون إن أقبلت ومستقلون إن أدبرت

بقلم: د. عصام شاور، عن وكالة معا

المصالحة حقيقة.. ام اكذوبة؟

بقلم: د. سفيان ابو زايدة، عن وكالة معا

لماذا كل هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ..؟؟

بقلم: راسم عبيدات، عن وكالة معا

العدوان المستمر على غزة

بقلم: اسرة التحرير، عن جريدة القدس

تصادف هذه الايام الذكري الثالثة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسبب في مقتل مئات المدنيين الابرياء والاف الاصابات والحاق اضرارلاحصر لها على كل المستويات الاخرى، وقد اعتبرت تقارير دولية بعض الممارسات الاسرائيلية جرائم حرب ضد الانسانية وتتناٍفى مع كل مواثيق وقوانين حقوق الانسان.

وكانت لاسرائيل حججها الواهية في شن العدوان، وفي المقدمة اسر الجندي جلعاد شاليط واطلاق الصواريخ من غزة ضد مواقع اسرائيلية، الا ان هذه الحجج فقدت مصداقيتها كليا، فقد توقف اطلاق الصواريخ واعلنت حركة حماس التزامها بالتهدئة حتى اليوم والى المدى القريب ايضا، كما ان الجندي شاليط تم اطلاق سراحه بموجب صفقة تبادل الاسرى ولم يعد لدى اسرائيل اية مبررات جدية او حقيقية لمواصلة الحصار المدمر على غزة الذي هو استمرار للعدوان، وكان المنطقي لو ان هناك اي منطق ان يتم رفع الحصار فورا لان بقاءه يزيد معاناة نحو ١.٥ مليون فلسطيني يقاسون من ظروف معيشية في منتهى السوء على المستويات الصحية والاجتماعية والتعليمية والسكنية والبنى التحتية وكل نواحي الحياة .

وللحصار رغم كل سلبياته، ايجابياته ايضا فقد انفضحت السياسات الاسرائيلية تماما وزادت حملات التضامن مع ابناء القطاع وادت في احدى حالاتها الى تأزم العلاقات التركية/ الاسرائيلية الى حد القطيعة الكاملة تقريبا، كما ان تطورات الاوضاع في مصر تؤثر ايجابيا على الوضع بمجمله في القطاع خاصة اذا تحققت المصالحة فعلا وقولا.

هل يتجه العراق نحو التقسيم؟

خرجت القوات الاميركية من العراق الذي اصبح من ناحية نظرية دولة حرة كاملة السيادة بدون قوات احتلال او قواعد عسكرية اجنبية، وقد دفع هذا البلد العربي العريق ثمنا باهظا جدا من دماء ابنائه طيلة السنوات الماضية، وما يزال حتى اليوم والى امد غير منظور، كما ان الحرب وسنوات الاحتلال والتطورات السياسية الداخلية ادت الى تعقيد الوضع وتحويل بلاد الرافدين الى ساحة لصراع القوى الاقليمية والخارجية حسب اهوائها ومصالحها .

وكان من اللافت للانتباه جدا، انه بمجرد خروج اخر جندي اميركي، بدأ الصراع السياسي يشتد بين القوات الحاكمة في العراق على اسس طائفية للاسف الشديد، بين السنة والشيعة حتى ان بعض العراقيين المح الى احتمال طلب تدخل ايراني لحل الانقسامات الداخلية .

وهناك ممن يدعو الى انتخابات جديدة للخروج من المأزق الحالي الا ان الانتخابات نفسها مع اية نتائج قد تسفر عنها، ربما تؤدي الى تعميق الانقسام لا حله، وقد ينتهي الامر بتقسيم العراق الى ثلاث دول: سنية وشيعية وكردية، ان العراقيين مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بالمحافظة على وحدة العراق وتجنب تمزيقه حتى لا تتحقق احلام الطامعين من القوى الخارجية والاقليمية، بشرذمة عالمنا العربي وزيادة تقسيمه وفقا لاهداف هذه القوى .

ولقد رأينا تقسيم السودان باعيننا والخطر الذي يتهدد العراق واضح، وهو يتهدد دولا عربية اخرى، وقد تكون سوريا في هذه المرحلة هي المرشحة لذلك. نكرر المناشدة للاخوة العراقيين ولجامعة الدول العربية واعضائها المشغولين بقضايا اخرى الى اهمية تضافر العمل لتجنيب العراق شر الانقسام .

.. الطنجرة أصدق إِنباء؟!

بقلم: حسن البطل، عن جريدة الايام

"أمامك روم وخلفك روم.. فعلى أي جانبيك تميل" هذا للمتنبي أو سيف الدولة.. أو ، لكنه رسالة عرفات إلى قائد الفدائيين الشهيد علي أبو طوق إبان حرب المخيمات بلبنان (1984-1988).

.. فعلى أي جانب تميل فلسطين وشعبها؟ العروبة تترنح.. والصهيونية كذلك. يعنينا كشعب فلسطيني هذا الترنح بين القطرانية-الدولانية وبين العروبة-القومية، وبينهما وبين الإسلام. أيضاً، ترنح الصهيونية بين "الإسرائيلية" و"اليهودية". وإذاً؟..

قال العروبيون الفطاحل بما يقول به الصهيونيون الأوائل: الفلسطينيون جزء من "الشعب العربي" وفلسطين جزء من "الوطن العربي" والصهيونيون عادوا، أول فجر دولة فلسطين، للقول: الفلسطينيون مجرد عرب، وأرض فلسطين تشكل 2% من العالم العربي.. ولدى الفلسطينيين 23 دولة.. فليذهبوا من هنا إلى أرض بلاد العرب الواسعة.

قال عرفات ما قاله، وقال العربي-السوري نزار قباني ما قاله بعد الخروج الفلسطيني من بيروت 1988: الفلسطينيون أول العرب.. وآخر العرب (وأول صعود الإسلاميين في بلاد العرب عبر صناديق الاقتراع!)

قول على قول، وقال المرشح الجمهوري، دارس التاريخ.. يا للعجب، نيوت غرينغيتش: الفلسطينيون خرافة؛ شعب مخترع (أي رمانا بداء الشعب اليهودي... وانسل؟) وأثنى ملياردير أميركي على المرشح الأميركي للرئاسة.

حسناً، ليس "السيف أصدق إِنباء من الكتب" فقد تكون الطنجرة أصدق إِنباء، ما دام الأميركيون يقولون: "نحن ما نأكل".. والفلسطينيون يأكلون، من دون العرب، هذا "المسخن" وتلك "المقلوبة".. وقد نضيف وهذا الثوب الفلسطيني.

في سبعينيات القرن المنصرم، وضع الفرنسي كزافييه بارون كتاباً معنوناً "الفلسطينيون شعباً" شعب بلا دولة، لكن ليسوا شعباً بلا وطن (شارون قال إنه معجب بتعلق محمود درويش بأرض البلاد.. ويقول بعض الإسرائيليين إن الشاعر هو "شاعر الشعبين").

في القصة الأسطورية عن روما أن ذئبة أرضعت طفلين: رومانو ورومولا، فاصطرعا في شبابهما حتى الموت، ومكان الاصطراع ولدت روما. هذه أسطورة، والقدس وصراعها ليسا أسطورة، ولا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أسطورة منذ "دليلة" و"داوود وغوليات" و"العماليق".. وأيضاً، احتقار عظماء الفلسطينيين القدماء لعرض داوود الانحياز لهم في صراع "يهودا والسامرة". قالوا له: "من لا خير فيه لقومه لا خير فيه لنا".

الأسطورة الصهيونية ولدت من موضوعة خرافية "شعب بلا أرض.. لأرض بلا شعب"، وقد عادوا إليها عبر مثرثرين أميركيين. وفي جدال حاد قديم، آخر القرن الماضي بين محمد بركة وأفيغدور ليبرمان: قال الأخير: "اذهبوا إلى مكة.." فهبّ بركة واقفاً مستعداً للمكابشة بقوة الذراع: "ماذا؟ أنا هنا قبلك.. وباق بعدك.. اذهب أنت إلى الجحيم".

عندما فكوا، في نهاية الألفية الثانية، الشيفرة البشرية "الجمينيايوم" تبين أن يهود فلسطين وعرب فلسطين متشابهون بالمورثات بنسبة 98-99%، ولكن المولدوفي ليبرمان ويهود بلاد الخزر، والفلاشا وأضرابهم ليسوا مشابهين وراثياً لشعوب أرض فلسطين.

رومانو ورومولا.. وهنا ولدت روما، وهنا تعاقب الغزاة على أرض فلسطين والقدس، وهنا "العودة إلى صهيون" وهنا الشعب الفلسطيني الذي وصفه المؤرخون الرومان والإغريق بأنهم "فلسطينيو سورية".

"الكبار يموتون والصغار ينسون" قالت غولدا مائير، وأضافت: "من هم الفلسطينيون؟ أنا فلسطينية" وقال أيهود باراك إن انقراض "جيل النكبة" يعني انقراض علاقتهم بفلسطين.. لكن، 2000 عام لا تنفي علاقة اليهود بفلسطين؟

العبرانيون عبروا النهر وعبروا الصحراء، لكن ماذا إن تفلسطن بعض العرب، وماذا إذا "تهودت" بعض الشعوب، وماذا إن قالت الصهيونية تعريفها لـ "الشعب" بعد أن قال الألمان برابطة الدم، وقال الفرنسيون برابطة اللغة والثقافة، وقال الإسرائيليون: "كل مجموعة بشرية تدعي أنها شعب فهي شعب".

نحن لا ندعي بما ليس فينا، وكل الشعوب الحديثة مخترعة كما الدول الحديثة مخترعة، وأميركا الاختراع الأكبر، وإسرائيل اختراع أصغر.. وشلومو ساند اليهودي الإسرائيلي وضع كتاباً "اختراع الشعب اليهودي".

نية اليهودية-الصهيونية عاطلة، وهي نفي رابطة الشعب بالأرض، تمهيداً لـ"الترانسفير".. نحن نقول "هذه أرضنا" وهم يقولون "زو أرتسينو".

"الفلافل" اختراع لاحق على "اختراع" الشعبين، وإسرائيل تنسب "الفلافل" اختراعاً إسرائيليا، وربما تنسب "المسخن" و"المقلوبة" و"الثوب المطرز".

السيف اليهودي ليس أصدق إِنباء من الحق الفلسطيني.. والطنجرة الفلسطينية أصدق إِنباء من نيوت غرينغتش.

أهم الانجازات الفلسطينية لعام 2011: المصالحة والانضمام لليونيسكو

بقلم: عزمي الخواجا، عن جريدة الايام

شهدت الساحة الفلسطينية العام 2011 عدداً من الانجازات، أهمها إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، والانضمام لمنظمة اليونيسكو وقرارات دولية حازت على أغلبية الأصوات في الأمم المتحدة. وإتمام المصالحة جاء لإنهاء الانقسام بين شطري الوطن وبين "فتح" و"حماس"، حيث إن الخلاف بين "فتح" و"حماس" برز في نهاية العام 2007 وبداية العام 2008، وقد عاش الشعب الفلسطيني خلال هذه السنوات قلقاً شديداً على مصير القضية الفلسطينية ومستقبلها، لكن رغم ذلك لم تتوقف يوماً الجهود المبذولة من أجل الحوار بين الحركتين في القاهرة، ونجم عنها إعلان القاهرة في آذار 2005، الذي ركز على مسألة التهدئة ووقف كافة أشكال الكفاح ضد إسرائيل، وكان من المفروض أيضاً البدء للتحضير للانتخابات المحلية والتشريعية، إلا أن التمسك بمبدأ المحاصصة أعاق إنجاز ذلك، إلاّ أن الانتخابات التشريعية جرت العام 2006، لكن لم يتمكن المجلس التشريعي من ممارسة دوره المطلوب، وبالعكس تفاقمت الأزمة بين "فتح" و"حماس"، لأن كلاً منهما يحاول السيطرة على السلطة، وقررا الاحتكام إلى السعودية، وكان اتفاق مكة الذي قام على أساس المحاصصة، وقد فشل الاتفاق، ما أدى إلى سيطرة "حماس" على غزة، حيث تعقدت الأمور، لكن هذا لم يمنع القيادة الفلسطينية من البحث عن مخرج لإنهاء حالة الانقسام، وفي هذه الأثناء صدرت وثيقة الأسرى الداعية إلى انجاز المصالحة الوطنية وتبنتها كافة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك "فتح" و"حماس"، لكن لم يتغير شيء.

وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة، كثفت القيادة المصرية جهودها، حيث سخّرت ما لديها من طاقات وجهود ونوايا مخلصة لإنهاء ملف الانقسام، كما شكّلت لجاناً عديدة، إلاّ أن هذه الجهود فشلت بسبب موقف "حماس" واقتراحها بأن تستبدل دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فتوقفت مسيرة الحوار، إلاّ أن "فتح" و"حماس" وافقتا على ورقة مصرية في تشرين الأول العام 2009، ووقّعت عليها "فتح" وبعض الفصائل الفلسطينية، غير أن "حماس" لم توقّع، إلى أن جاءت لقاءات دمشق في أيلول العام 2010، وتواصلت الجهود إلى أن تمخض عنها اتفاق أيار العام 2011، ومما دعم هذا الاتفاق مبادرة الرئيس أبو مازن للذهاب إلى غزة والبدء بإصلاح الأوضاع من هناك.

وفي هذه الأثناء، تغيرت مواقف بعض الدول العربية المحيطة بفلسطين، والتي بدأت تتسم بالدعم والتأييد بسبب تشدد الموقف الإسرائيلي الممعن في انتهاكات الحقوق الفلسطينية، كما أوجد مناخاً لبعض الدول الغربية ودول العالم، لتعبّر عن موقفها الداعم لجهود المصالحة الوطنية، وقد ساعد في إنجاح انتهاء الانقسام الربيع العربي وآثاره على المنطقة بشكل عام.

في لقاء الفصائل والحركات الفلسطينية قبل عشرة أيام في القاهرة، تم الاتفاق على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وكي تدخلها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"المبادرة الوطنية"، وهذا يساعد في إنجاح العمل المشترك الهادف إلى بلورة صورة واضحة للعلاقات الداخلية، فاللجنة التنفيذية هي أعلى قيادة للشعب الفلسطيني تمثل نضالاته وتاريخه النضالي، للبدء فوراً في البدء في بلورة برامج قابلة للتنفيذ، وإجراء الانتخابات التشريعية وانتخابات المجلس الوطني والمجالس البلدية والمحلية وكافة الأطر التنظيمية والشعبية والنقابية.

وأعطت تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تفاؤلاً كبيراً حول المصالحة وإنهاء الانقسام، فقد قال إن "حماس" توافق على دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن القدس الشرقية عاصمة لها، وأكد أن الشعب الفلسطيني سيسمع أخباراً سارة ومهمة من "حماس"، وقال إنه لا يوجد خلاف سياسي مع "فتح" وباقي الفصائل، وأن الانتخابات ستجرى في موعدها في أيار القادم، وكان أبو مازن صرح سابقاً أنه لا يوجد خلاف سياسي مع "حماس"، وأن هناك اتفاقاً على الاستراتيجية الأساسية، وهذه التصريحات تخلق التفاؤل الكبير حول المصالحة وإنهاء الانقسام والوحدة الوطنية الفلسطينية.

كان من أهم الانجازات الفلسطينية للعام 2011 الانضمام لمنظمة اليونيسكو: ألقى الرئيس أبو مازن في 23 أيلول 2011 خطابه في الأمم المتحدة، وطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث قوبل الطلب بمعارضة شديدة من الولايات المتحدة الأميركية، التي مارست ضغوطاً على أعضاء في مجلس الأمن، وهددت باستخدام حق النقض (الفيتو) لإسقاطه، وحتى لا تواجه الولايات المتحدة الأميركية عربياً وعالمياً إذا استخدمت حق الفيتو، خاصة وأن مصالحها مهمة وكثيرة على مستوى الوطن العربي، وخاصة في الخليج العربي وفي مصر، وحتى لا تشعر أنها معزولة عالمياً، أما إسرائيل فقد هددت باتخاذ إجراءات عقابية، غير أن الفلسطينيين سيكررون الذهاب ثانية لمجلس الأمن لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة، لترسيم الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 كأساس لأية عملية سلام قادمة.

وقد شعرت إسرائيل، في الفترة الأخيرة، بأنها معزولة كلياً عن دول العالم، فعندما انضمت فلسطين كعضو كامل لمنظمة اليونيسكو، اعتبر هذا الانضمام حدثاً تاريخياً، حيث صوتت 107 دول لصالح انضمام فلسطين، وعارضت هذا القرار 14 دولة، وفي الوقت الذي تحقق فلسطين انجازات عظيمة على كل المستويات، تشهد إسرائيل تدهوراً ملحوظاً، خاصاً في سنة 2011، وخاصة الوضع الاستراتيجي والعمل السياسي غير الناجح، حيث التحديات التي تواجهها إسرائيل.

كما صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار جديد وبأغلبية ساحقة، يتبنى حق الشعب الفلسطيني في السيادة على أرضه، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وحقه في السيادة على موارده الطبيعية، حيث صوت لصالح القرار 167 دولة، وعارضته 7 دول، من بينها الولايات المتحدة وكندا، كما تضمن القرار دعم حق الشعب الفلسطيني في التعويض عن الاستخدام، وإساءة الاستخدام، بقصد وبشكل متعمد، هذه الموارد والسيطرة عليها من قبل السلطات الإسرائيلية طوال السنوات الماضية، وحق اتخاذ الإجراءات القانونية في مقاضاتها عن سلب المياه الفلسطينية والسيطرة على الأحواض المائية ومصادر المياه الجوفية، ودفن النفايات بجميع أنواعها في الأراضي الفلسطينية بوصفها ممارسات غير مشروعة تقوم بها إسرائيل بقوة احتلالها العسكري على الأراضي الفلسطينية ومواردها.

كما صوتت الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي على قرار حظي بتأييد 182 دولة بدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، هو ما يتيح الفرصة بهامش أوسع للتحرك على كافة المستويات الدولية لطلب المزيد من المساعدة الدولية والتأييد لنيل الشعب الفلسطيني لهذا الحق بأسرع وقت ممكن، وهو أمر في غاية الأهمية، ويحمل العديد من الدلالات السياسية الهامة.

ويأتي التصويت على هذه القرارات المهمة في ظل انسداد الأفق السياسي لعملية السلام المتوقفة منذ عشرين سنة بسبب رفض إسرائيل لعملية السلام، ومواصلة سياسة بناء المستوطنات وبشكل مكثف في القدس الشرقية، وترفض إسرائيل عملية مرجعية التفاوض التي تقوم على أساس حدود 5 حزيران العام 1967 ووقف الاستيطان في الضفة وفي القدس، وتحديد موعد زمني للمفاوضات وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب دولة إسرائيل، وتنادي إسرائيل بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة.

إن القرارات الدولية الأخيرة، وفي منظمة اليونيسكو، تدل دلالة واضحة على شمولية تأييد العالم لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه، وإن إسرائيل تعاني من العزلة الخانقة.

يميناً ويساراً.. من محمود درويش إلى..

بقلم: ليانة بدر، عن جريدة الايام

لو كان للشاعر أن يكون بيننا، فما أحسب إلا أنه سيوجه رسائله الشعرية إلى الشبان العرب الذين قام بعضهم بما نراه من ثورات تريد تغيير الواقع، وقام بعضهم الآخر بالانضواء تحت لواء حركات مضادة تريد أن ترجع بالتاريخ إلى الوراء. فلكل فعل رد فعل معاكس، وكلنا نعرف أن البخار المتولد عن البركان قد يحمل الأوكسجين، كما قد يحمل الغازات السامة جنباً إلى جنب. والشباب الذين قاموا بحماية المتحف المصري كان واحد غريب عنهم قد أحرق بدم بارد، وبمزاج إجرامي عالٍ، المجمع العلمي المصري الذي يحوي كنوزاً من تاريخ مصر والبشرية لا مثيل لها ولا تعويض عنها من أبحاث وكتب ومخطوطات عن تاريخ مصر.

هكذا ظهر بيننا تلك الحركات السياسية التي تريد الرجوع إلى العصور الوسطى، ويتركز خطابها على تأثيم النساء، وإنهاء كل ما له علاقة بالديموقراطية، ومن ثم الإطاحة بقدرة الشعوب على اختيار مصائرها بأنفسها، وذلك لأن أصحابها يريدون أن يتسيدوا على غيرهم، وأن يصولوا ويجولوا في ملاعب الشعوب، وكأن البلاد وقفٌ عليهم وحدهم، والحكم لا يمت بصلة إلى ما عداهم حسبما يظنون.

بل إن كل ما تراه عيوننا المتعجبة من تجاوزات تجافي المنطق والحس السليم ليس إلا مَطْهَراً ومظهراً من خطايا الكسل التي تتحمل مسؤوليتها التيارات السياسية والأحزاب التي قامت على ما اعتبرته فكراً ثورياً لسنوات وسنوات، في الحين الذي لم تبذل فيه شيئاً يعول عليه في سبيل أيٍّ كان من فئات المجتمع عدا توزيع الألقاب والمآثر على نفسها تحت ألف حجة وحجة.

بل إنها حين منّت علينا بما تطرحه من شعارات كبيرة، تبدو من بعيد كأنها العمل من أجل التغيير، لم نرَ ما يزيد على برامج خطابية هزيلة لا تغني ولا تسمن من جوع، وإن كان غيرها من دعاة شقلبة التاريخ والعودة إلى الوراء قد استثمر هذا الحراك الشبابي الذي أتى به الربيع العربي لمصلحته الذاتية المحضة، ولكي يدبج دعاواه الكبيرة بأن الحل سوف يأتي على يديه. مع أنه يعلم حق العلم أنه يأتينا خاوي الوفاض من أي برامج سياسية أو اقتصادية أو حتى إدارية شكلية. وها نحن نرى الصراع على السلطة في أحمى أشكاله وأكثرها حدة، والشباب أنفسهم في أقطار متعددة تعيش الحالة المعهودة من الانقضاض على السلطة بالفهلوة، أحياناً، وبالوعود الجوفاء، أحياناً أخرى، يراقبونه بعين الدهشة والأسى خائفين على نتيجة تضحياتهم الكبيرة التي استُبعدوا من جني ثمارها. ففي الوقت الذي يذهب فيه الكثيرون من مواطنينا إلى فقرٍ لا قاع له، تبدو اللحظة حاسمة وغير قابلة لأن يتم تجاوزها بقليلٍ من بهار الوعود وملح الكلام المعتاد.

لن نستعجل الأمور، وإن كان الكثيرون يرون أن الأوضاع العربية شبيهة بما قاله الشاعر محمود درويش في مقابلة لـ "دفاتر ثقافية" ذات يوم من "أن الأمور لا تكاد تنتهي، والجديد لا يكاد أن يبدأ". وكان يقصد حينها تلك البرهة التاريخية التي تفصل بين مرحلتين حين ينتهي شيء ليبدأ شيء آخر، في الحين الذي يتلكأ التاريخ فيه فلا يبدأ بكليته، ولا تنتهي الحقبة السابقة بما تفرضه حتمية الأمور.

لعلنا نعيش شيئاً يشابه هذا، ولهذا لا نكتفي بالصمت، بل نكون شهوداً على مراحل صعبة يتحول فيها تاريخ المنطقة بكليته. وهنا نعود إلى أمنيات الشاعر من جديد: "فإما الصعود وإما الصعود"، آملين فعلاً أن يكون الأمل بالمستقبل هو سيد المرحلة.

بيت شيمش تعمق الانقسام الاسرائيلي

بقلم: عادل عبد الرحمن، عن جريدة الحياة

شهدت مدينة «بيت شيمش» غربي القدس اول امس مظاهرة حاشدة ضد استبعاد النساء، وضد التطرف الديني، وكان شعارها الناظم «هنا ليس طهران». اختلف المراقبون في تقدير عدد المشاركين بها ما بين اربعة آلاف وعشرة الاف إسرائيلي، لكن اياً كان عدد المشتركين بها، فإن المظاهرة تدلل على احتدام الصراع بين العلمانيين والمتدينين، بشكل لافت ومتصاعد، وهي ظاهرة غير عادية في الشارع الاسرائيلي. لا سيما وان تمادي الحريديم وسلوكياتهم المتخلفة والمتشددة والمعادية للحريات الاجتماعية انتقلت بقوة الى مناحي الحياة المختلفة ليس فقط في وسائل المواصلات، بل امتدت لتشمل الشوارع واماكن العمل والمنتزهات والمقاهي والمدارس، كما طالت الكبار والصغار على حد سواء.

واللافت ان الحريديم المتشددين لم يعودوا يميزون بين الطفلة او غير الطفلة في ممارساتهم العدائية، فالشرارة التي اشعلت ردة فعل العلمانيين، كانت تعرض المتدينيون لفتاة صغيرة عمرها سبعة اعوام، حينما بصقوا عليها وشتموها بادعاء اللبس غير المحتشم! الامر الذي فجر الوضع في المدينة، التي يقطنها (90) الفا اغلبهم من الحريديم. وتميزت المظاهرة بمشاركة كل من تسيبي ليفني زعيمة المعارضة، وشيلي يحموفيتشن زعيمة حزب العمل، وليمور لفنات، وزيرة الثقافة إضافة الى والدة الطفلة «نعمة مرغوليس». وعقبت ليفني على حادثة البصق في وجه الطفلة بالقول: «ان المظاهرة ليست مقتصرة في الادانة لما حدث في المدرسة، وانما على صورة دولة اسرائيل، حيث ان البصق في وجه الطفلة ، هو بصق على وجوه الجميع!»

ولم يقف الأمر عند حدود الاستنكار والتظاهر ضد المتشددين اليهود، بل ان تنامي واحتدام الصراع بين العلمانيين والمتدينين، وتعمق الانقسام داخل الشارع الاسرائيلي دفع رئيس الوزراء نتنياهو الى الدعوة الى تقسيم مدينة «بيت شيمش» الى قسم للعلمانيين وقسم للمتدينين. وذهب احد اعضاء المجلس البلدي، ريتشارد بيرس، الى الدعوة لبناء جدار فصل بين الفريقين، لانه حسب قوله، ادرك أن الطرفين ليسا معنيين بالحياة المشتركة ، كما انه لا يمكن مواجهة الوتيرة السريعة للتوالد الحريدي!

من ردود الفعل السياسية داخل الدولة الاسرائيلية وحكومة اليمين المتطرف، يلحظ الانحدار المريع في المجتمع الاسرائيلي. لأن مطلق دولة تدعي الديمقراطية لا يمكن ان تفكر، مجرد التفكير في تقسيم المدن واماكن العمل والمدارس والمقاهي والجيش لاحقا !؟ ان الحديث عن بناء جدار فصل بين المتدينين والعلمانيين او تقسيم المدينة الى مدينتين انما يشكل سابقة خطيرة في المنحى الذي تتجه له دولة الابرتهايد الاسرائيلية. إذا لم يكن بالامكان ضبط نزعات المتشددين ولجم عناصر التطرف ضد ابناء جلدتهم، واللجوء الى خيارات التقسيم وبناء الجدران، فإن الدولة الاسرائيلية ماضية نحو التآكل، وهو أمر منطقي، وليس مجرد إفتراض او اسقاط رغبوي للكاتب او لأي شخص معاد لاسرائيل، انما المؤشرات الدالة على اقتراح رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة، وعضو المجلس البلدي. لان كليهما وخاصة الاول، صانع القرار السياسي، غير قادر على اتخاذ اجراءات ضد الحريديم، ويهادنهم، ويحاول مراضاتهم حرصا على إئتلافه الاكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ اسرائيل. وهنا يلحظ المراقب ان نتنياهو يبيع مستقبل الدولة الاسرائيلية لقاء بقائه في الحكم. ويضرب كائز الديمقراطية التي يدعيها هو ومن هم على شاكلته حرصا ايضا على بقائه في السلطة!؟

احداث «بيت شيمش» ليست الاولى، ولن تكون الاخيرة في الشارع الاسرائيلي، لان مجتمعا قائما على الفكر والتربية الصهيونية العنصرية والكراهية والاحقاد لا يمكن ان ينتج سوى فلسفة توليد وانتاج، واعادة انتاج الصراع والتناقض التناحري والدامي، الذي سيؤدي بالضرورة الى الموت والقتل. وهذا التطور المتنامي والمتصاعد سيحمل بالتأكيد تداعيات خطيرة على الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، لان قيادة ائتلاف اليمين الصهيوني المتطرف ستعمل على نقل التناقض مع الفلسطينيين والعرب او ايران، لحرف الانظار عما يجري من تنام للتناقضات المتسارعة داخل الشارع الاسرائيلي.

رغم ذلك، وأياً كانت الجرائم التي سترتكبها الدولة العبرية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة او القدس او جنوب لبنان او ضد ايران، فإنها لن تلغي واقع الحال المريب والخطير ، الذي تشهده الدولة العبرية من تنام لمظاهر الفاشية، والذي يحمل في طياته موضوعيا شاءت القيادات الاسرائيلية ام أبت، تمزقاً وتقسيما للدولة الاسرائيلية إذا ما بقيت الحال على ما هي عليه، على اقل تقدير ان لم يكن شيئاا اخطر من ذلك.

عزاء واجب

بقلم: عدلي صادق، عن جريدة الحياة

كان الكثيرون من شبابنا الفتحاويين، قد تدربوا في كوريا الشمالية في السبعينيات. كنا نعمل بالقول العاطر لرسول الله: «اطلبوا العلم ولو في الصين» فطلبناه هناك، علماً عسكرياً، وزدنا عليه كوريا الشمالية. والكادر الكوري، كما الآسيوي عموماً، ذو أدب جم، وقد أعطتنا حكومتا الصين وكوريا ما تستطيعان أو كل ما نستطيع استيعابه. ففي الصين، كان المرحوم حمد العايدي «أبو رمزي» في السبعينيات، رئيس بعثتنا المبجلة آنذاك، ولما تأسست العلاقات الدبلوماسية بما دون مستوى السفارة، بين الصين الشعبية والولايات المتحدة؛ كان جورج بوش الأب، الرئيس الأميركي فيما بعد، رئيس البعثة الأميركية الأولى الى بكين. وفي ذات حفل استقبال، استاء أبو رمزي من وقوف جورج بوش في وسط الصالة مختالاً، فانتحى جانباً بغضب ظاهر، فسأله الصينيون عن سبب تذمره. قال لهم إنني لا أرغب في رؤية هذا المخلوق متبجحاً في وسط الصالة، فهرع الصينيون الى جورج بوش، واستدرجوه الى أحد الأطراف، لكي يحتل ممثل فلسطين موقع المركز في الصالة.

كنت قبل يومين، قصدت سفارة كوريا الشمالية للتعزية في زعيمها جونغ إل، وفاءً لعطاءات النظام لنا، بصرف النظر عن قضايا وحيثيات أخرى. أبلغناهم سلفاً بموعد التوجه للتعزية الواجبة، واكتشفت أن مكان سفارتهم بعيد، إذ تقع في حي شعبي متواضع. ووصلت مع أحد السفراء الأفارقة، فإذا بكاميرا التلفزة الكورية في الانتظار، ويصطف طاقم السفارة وعلى رأسهم رئيس البعثة. دخلت الى الصالة، فإذا بنا على موعد مع طقوس مغايرة للمعتاد، ويقوم رجل مراسم، بتوجيهنا الى حيث توضع صورة لكيم جونغ إل، محاطة بأكاليل الزهور الحمراء. وقفنا صامتين، سفير تنزانيا وأنا. راحتا يدي كل منا مطبوقتان على بعضهما بشكل عمودي، حسب الإشارة التي رسمها الرجل الكوري. دقيقة صمت، يتبعها توجيه بأن يتقدم كل منا الى طاقم السفارة، بكلمة رثاء للزعيم «المحبوب» فيقول محسوبكم، إنه باسم الشعب العربي الفلسطيني وباسم رئيسه الرفيق محمود عباس، يتقدم من شعب كوريا الصديق، وزعيمه الجديد المشرق، كيم جونغ أون، بعميق المواساة، وهي مواساة موصولة، لحزب العمال وللجيش ولأرملة الزعيم الغارب أم المشرق. وبعد أداء الكلمة، جرى التحريك في اتجاه المنضدة التي وضع عليها دفتر التعزية التحريرية، ولاحظت أن من سبقوني ملأ كل منهم صفحة كاملة، فكتبت عبارات التوطئة باللغة العربية، متحاشياً الوقوع في الزلل الشرعي. فالإسلام ينهى ـ حيال هكذا أموات ـ عن ذكر الآية القرآنية:»يا ايتها النفس المطمئنة، ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» لأن هناك شكوكاً في اطمئنان النفس أصلاً، ولا مجال للحديث عن الجنة، لكنه ـ وهو الدين السمح الحنيف اليسير ـ يعطينا الحرية في استخدام عبارة «إنا لله وإنا اليه راجعون» لأن كل الناس الى الله راجعون. بل إن ديننا، يتيح لك أن تتقبل العزاء في ملحد، وأن تتلقى من الآخرين عبارة «عظّم الله أجرك وأحسن عزاءك» والقاعدة الشرعية في هذه الإباحة، هو أن تكون لك في حياته مصلحة معتبرة، وأن يكون ممن أحسنوا اليك، كما أن الحوقلة متاحة أيضاً، باعتبارها تؤكد أن «لا حول ولا قوة إلا بالله»!

أمام مشاعر الحزن الكوري، الطافحة من المشهد، وبعدها نوبات البكاء الجماعي للناس، طرأت على ذهني خاطرة خبيثة في غير موعدها: هناك متزعمون يتظاهرون بأنهم مؤمنون، بل يزعمون إنهم دخلوا في مذهب الغالبية العظمى من شعوبهم، وحَسُن دينهم؛ فلو أنهم ماتوا لما انتحب عليهم أحد، بل إن العكس سيكون هو الصحيح، إذ سيكتم الشعب سعادته، ولو أتيح له الإفصاح عن مكنونات قلبه، لفقع من الضحك!

ثورة حتى النصر

بقلم: محمود ابو الهيجاء، عن جريدة الحياة

سنة بعد اخرى ومرحلة اثر مرحلة، تتأكد صحة مقولة زعيم الامة الراحل جمال عبد الناصر، ان حركة فتح انبل ظاهرة انجبتها الامة العربية ووجدت لتبقى، فهي الحركة التي اذا ما تواضعت تحليلات السياسة والتاريخ ، قد انجبت ليس فكرة المقاومة في هذه المنطقة فحسب، بل وطريقها ايضا، وقدمتها بالعمل والتضحيات، سبيلا للخلاص من الظلم والاستبداد والغطرسة والاحتلالات بكل انواعها، اعني وبوضوح شديد ان وعي الثورة الذي يتبلور اليوم في اوساط شعوب الامة العربية، انما هو في الاساس صناعة فتحاوية بامتياز، وسيقول التاريخ ذلك غدا دونما ادنى شك.

ويوما بعد يوم ومعركة اثر اخرى، تتأكد وتثبت صحة ما اضافه الزعيم الخالد ياسر عرفات على مقولة عبد الناصر ان هذه الظاهرة/ الثورة وجدت لتبقى ولتنتصر، وها هي فتح بعد ستة واربعين عاما لا تعرف دروبا غير دروب التقدم الى امام ، بل انها لا تفتح دروبا غير هذه الدروب، ومع كل خطوة تخطوها فوقها يصبح النصر لا اقرب فقط وانما اكثر واقعية كحقيقة باتت في متناول اليد، ولكم هنا ان تمعنوا النظر في مشهد المعركة السياسية الكبيرة التي يخوضها الرئيس ابو مازن والتي باتت تفتح افاقا جديدة للحق الفلسطيني ان يتكرس كحق لا سبيل لتجاوز اهدافه ومطالبه العادلة، بشرعية نص الحضور السياسي والانساني بالغ الشفافية، وبشرعية نص الفعل المقاوم الخلاق، وبشرعية نصوص العدل والحق والجمال السماوية والارضية حتى لم يعد هناك اي مجال لأية خديعة ليبرالية وعنصرية ان تشاغب على هذا الحق وان تعطل تقدمه على طريق التجلي في مكوناته المادية الجغرافية والسياسية، وبلغة ياسر عرفات فان الرقم الفلسطيني كان ومازال هو الرقم الصعب الذي تستحيل عملية تجاوزه او شطبه .

فتح انبل ظاهرة انجبتها الامة العربية وجدت لتبقى ولتنتصر إذاً، وما من شك انها ستنتصر ليس لأنها ما زالت على صواب دروبها وليس لأنها ما زالت في جوهر فكرتها العظيمة بل لأن قدر الشعب الفلسطيني ان ينتصر بعد كل التضحيات التي قدمها وما زال يقدمها فقدر فتح من قدر شعبها ولأنها ما زالت امينة على الوعد والعهد ولأن شعارها ما زال هو ثورة حتى النصر .

حزبيون إن أقبلت ومستقلون إن أدبرت

بقلم: د. عصام شاور، عن وكالة معا

تحدثنا كثيرا عن ظاهرة " المستقلين" على الساحة السياسية الفلسطينية، ودون الخوض في الموضوع مرة أخرى ومهاجمة من يدعون الاستقلالية فإننا نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لا يثق في أكثر من 90% من مدعي الاستقلالية.

هناك نوع آخر من الناس أو من الشخصيات الهامة في المجتمع التي تتلون وتتبدل حسب الظروف ما بين الاستقلالية والانتماء،فحين الرخاء وإقبال الدنيا بمغانمها هم أكثر الناس حزبية وانتماء، ولكن وقت إدبار خيرها الدنيوي فهم مستقلون لا يمتون من قريب أو بعيد بأي تنظيم فلسطيني، منهم يتخلى خوفا من المغارم وآخرون طمعا بمغنم بعيد عن الحزبية، أي في مرحلة تكون تجارة المستقلين رائجة كما هو الحال الفلسطينية الان وهذا سلوك تسلقي مجمع على كراهيته ورفضه من كل فئات الشعب الفلسطيني.

يظن المتحولون بأنهم يخدعون الناس والفصائل وهم في الحقيقية لا يخدعون إلا أنفسهم وبعض قصيري النظر، ولكن خطرهم قد يضر الجميع، فالمتحول لا يخدم إلا نفسه ولا يعمل إلا من اجل مصالحه الذاتية وحين تجتمع صفتا الطمع والجبن في إنسان فإن الخير منه قليل والشر غالب، وخاصة في العمل السياسي المرتبط بمصالح الوطن والمواطنين والقضية الفلسطينية،ولذلك،وفي الوقت الذي لا يمكن فيه إصلاح المتسلقين، يجب التحذير منهم ومن خطرهم، حيث لا منطق في تمسك فصيل فلسطيني بأحد أعضائه أو حتى قادته إن تبرأ الأخير من الانتماء إليه، فهذا لا يليق بالتنظيمات التي تحترم نفسها فضلا عن الندامة والخسران الذي هو نتيجة حتمية للتصرفات غير المنطقية.

ختاما نقول بأن التمسك بالمبادئ في المنشط والمكره وفي السراء والضراء هي من اجل الصفات التي يتميز بها الإنسان،ولكن لمن لا يستطيعون ذلك فإن الاعتراف بالعجز والاعتزال أفضل من الطرق الملتوية والجري وراء زخرف الدنيا وزينتها أو مناصبها،وذلك لا يعني أن الارتباط الحزبي أو الفصائلي مقدس و آثم من قطعه، فالفصائل قائمة على أفكار وسلوكيات إن اختلت أو لم يعد هناك قناعة بها فمن حق غير المقتنعين باعتزالها أو التحول عنها لأفضل منها فكرا وسلوكا لا مصلحة ومنفعة ظرفية.

المصالحة حقيقة.. ام اكذوبة؟

بقلم: د. سفيان ابو زايدة، عن وكالة معا

الشعور لدى الكثيرين من ابناء شعبنا الفلسطيني بعد لقاءات المصالحة الاخيرة في القاهره و بعد لقاء الرئيس ابو مازن برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان هذه المره تختلف عن المرات السابقة.

تعزز هذا الشعور بعد المقابلة المطوله التي اجراها السيد مشعل مع كل من تلفزيون فلسطين و تلفزيون الاقصى حيث تحدث الرجل بحس وطني مسئول و بثقة عالية على ان صفحة الانقسام اصبحت من خلف ظهورنا و يجب على الجميع ان يعترف بأخطائه و التعلم من تجربتنا السابقة.

كانت رسائله واضحه لا تقبل التأويل و هي ان الجميع يجب ان يتجند، كل في تنظيمه وموقعه، و كل حسب امكانياته لمعركة انهاء الانقسام و ازالة اثاره المدمرة لروحنا الوطنية و مستقبل قضيتنا. كان من الواضح ايضا ان حديثه كان موجها بالدرجة الاساسية لابناء حماس و كوادرها ، خاصة في قطاع غزة لادراكه المسبق ان المهمة ليست سهله و ان هذا الامر يحتاج الى تغيير في العقول و النفوس.

ذات النفس تحدث به الرئيس ابو مازن و العديد من قيادات فتح. و بهذه الروح التصالحية ازدانت الصحف و صفحات الانترنت بمقابلات القادة و المسؤولين التي تبشرنا بأن تطبيق ما تم الاتفاق علية في القاهره سيبدأ فورا، خاصة اجراءات بناء الثقة بين الطرفين.

ما الذي حدث على ارض الواقع بعد اسبوع من لقاءات القاهرة؟ من الناحية العملية لم يحدث اي شيئ جديد. على الارض لم يتغير شيئ لا في غزة و لا في الضفة وفقا لما تقوله فتح و تقوله حماس، و كأن هناك اصابع تتحرك بعيدا عن الجهاز العصبي للجسد الفلسطيني، و ان ما يحدث في القاهرة او على شاشات التلفاز من مصافحات و ابتسامات شيئ و ما يحدث على ارض الواقع شيئ مختلف تماما.

كانت الناس تتوقع و بمجرد عودت القيادات من القاهرة ان تبداء اللجان التي تم تشكيلها بالعمل فورا و لكن الذي حدث ان لجنة المصالحة المجتمعية ، و هي في تقديري اهم لجنة، تم تأجيل اجتماعاها للعام المقبل، و لجنة بناء الثقة في غزة لم تجتمع حتى الان دون ذكر الاسباب و لجنة بناء الثقة في الضفة اجتمعت، و هذا امر جيد، و لكن لم يلمس اي شيئ على الارض.

ربما هناك اشياء مهمة تحدث، يعلم بها فقط اصحاب الشأن، ربما تكون اهم بكثير مما نتحدث عنه من امور تبدو صغيرة ، و لكن ما قيمة الاتفاقات اذا كانت لم تستطع ان تضع حدا لامتهان كرامة الفلسطيي بأيدي فلسطينية بسبب استمرار الانقسام؟

كيف يمكن ان يفسر اصحاب الشأن انه و بعد اسبوع من المصافحات و الابتسامات تتواصل عمليات الاستدعاء و الحجز و محاكاة اساليب المخابرات الاسرائيلية التي عرفنها منذ اكثر من ثلاثين عاما في استدعاء المواطن الفلسطيني تحت شعار " عايزينك على فنجان قهوة" او " الحضور فورا لطرفنا"؟

لمن لايعرف من القراء الاعزاء ما الذي يحدث اذا رفض الانسان الفلسطيني المستدعى هذا العرض السخي و الكرم الحاتمي من قبل اجهزة الامن فأن الخطوة التالية تكون بجلبه مخفورا ؟ اي اذا لم يأت بالخاطر سيأتي بالقوة. الاجراءات القانونية و احترام حقوق الانسان سيتكفل بها الباب الدوار الذي تعلمنا اسراره ايضا من الاحتلال.

لا شك هناك عقبات كثيره و كبيره تعترض انهاء الانقسام منها من كان اقليمي و قد تكفلت الشعوب العربية بأزالته و هناك ما هو دولي يمكن التغلب عليه بوحدة الموقف و هناك داخلي من العيب ان يستمر.

في كل ما يتعلق بالعقبات الداخليه ما زال هناك الكثير من عدم الصراحة و الوضوح، هناك التشكيك و الخوف من تغيير ما هو قائم و كأن هذا الوضع مريح للبعض و يجب ان يبقى كما هو بغض النظر عن الضرر الوطني و السياسي و الاجتماعي و الاخلاقي الذي يسببه استمرار الانقسام.

حتى الان هناك جدل علني على تعريف من هو المعتقل السياسي، كل طرف يقول ليس لدينا معتقلون سياسيون، لا يوجد معتقل واحد من حماس في سجون السلطة في الضفة لانه حماس، و لا يوجد اسير واحد في غزة فقط لانه فتح .

اذا ما استمر الوضع كما هو عليه على ما يبدو لن يتغير الكثير في هذا الملف لان هذا التفسير او التبرير هو يعكس نصف الحقيقة، و الحقيقة التي يعرفها كل فلسطيني بسيط ان حماس في الضفة هي من الناحية العملية تنظيم غير مسموح له بممارسة اي نشاط و ذلك منذ سيطرة حماس على قطاع غزة قبل حوالي الخمس سنوات. و ان تنظيم فتح غير مسموح له بممارسة اي نشاط تنظيمي في غزة.

و عليه ، اي شخص يمارس اي نشاط مالي او امني او جماهيري كجزء من عمله التنظيمي يعرض نفسه للاعتقال او في احسن الاحوال " للاستضافة على فنجان قهوة". في هذه الحالة هل هذا يعني اعتقال او استعداء سياسي ام امني ام ماذا؟ الاجابة مختلفة لدى كل طرف.

لجان بناء الثقة من المفترض ان تعالج قضية جوازات السفر. الاتفاق يقول ان جواز السفر هو حق لكل فلسطيني، هكذا هو القانون الفلسطيني ايضا، ما هو الصعب في اصدار الاوامر للجهات التنفيذية بأستصدار جوازات سفر لكل انسان فلسطيني ، لانه وفقا للقانون ان هذا الحق لا يستطيع ان تصادره اي جهة كانت . بالقانون تستطيع ان تمنع انسان من السفر و لكن لا احد يملك الحق في منع انسان فلسطيني من الحصول على جواز سفر فلسطيني.

هل هناك حاجة للجان بناء ثقة لتنفيذ الاتفاق الذي ينص على فتح كافة المؤسسات في الضفة و غزة التي اغلقت نتيجة الانقسام؟ لماذا هذه المماطلة و التسويف؟ لماذا الاستخفاف في عقول الناس؟ بامكانكم ان لا تتفقوا، سيكون اشرف و اكرم لنا جميعا من ان تتفقوا مائة مرة و لا يتم تنفيذ الاتفاق.

وفقا لاستطلاعات الرأي هناك غالبية من ابناء الشعب الفلسطيني تشكك في نوايا الاطراف بتحقيق المصالحة، و اذا ما فشلت هذه الجهود لا سمح الله، لن يكون هناك اغلبية لا تثق بالنوايا بل سيكون هناك اجماع على ان هذا الامر على ما يبدوا اصبح قدر الفلسطينيين.

لماذا كل هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ..؟؟

بقلم: راسم عبيدات، عن وكالة معا

في أعقاب قيام قوى وفعاليات مقدسية بالتصدي لأنشطة تطبيعية وإفشالها،والتي كان من المقرر لها ان تجري في مدن القدس وبيت لحم وحيفا،انبرت أقلام وسلت سيوف وبحت حناجر تهاجم وتصف من قاموا بهذا العمل"الأرعن" بأنهم" نبت شيطاني وطحالب ضارة سياساً في المجتمع الفلسطيني"،ونظرتهم للأمور قاصرة ويريدون "تخريب الانجازات" المتحققة على صعيد استقطاب "المؤمنين بالسلام وبحقوق الشعب الفلسطيني من الطرف الاسرائيلي"،والبعض في سياق تبريره لسجله وتاريخه الحافلين في قضايا وممارسة التطبيع،حاول ان يفلسف الامور ويستحضر كل التاريخ والمواقف،حتى التقول على الرئيس الراحل ابو عمار بأنه فتح الباب لكونفدرالية فلسطينية- اسرائيلية،ولا احد ضد ان يكون هناك كونفدراليات،ولكن تلك الكونفدراليات،ما نعرفه،بأنها حقوق سيادية لدول لها حدودها وسيطرة على اراضيها ومواردها وسكانها،وانا لا اعرف كيف سيكون هناك كونفدرالية بين حكومة احتلال مغرقة في العنصرية والتطرف وبين شعب يرزح تحت نير الاحتلال بكل تمظهراته العسكرية والاقتصادية والامنية؟،فأي كونفدرالية هذه التي ينظرون لها"؟،وإصرار البعض وإمعانه في تحدي شعبنا والخروج بشكل سافر ووقح على كل المحرمات والثوابت والخطوط الحمراء،دفعه لعقد مثل تلك اللقاءات التطبيعية في إحدى المستوطنات المقامة على أرض شعبنا المحتلة،مستوطنة أرئيل،وبرعاية جامعة أرئيل،ولذلك مطلوب من اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية وكل فصائل شعبنا ومؤسساته ان ترفع الغطاء عن تلك الزمرة،وان تسارع الى اتخاذ موقف صريح وواضح من مثل هذه الأنشطة واللقاءات التطبيعية المشوهة لنضالاتنا وتضحياتنا.

نحن لم نفقد البوصلة ولا اتزاننا ولا توازننا يا جهابذة التطبيع وتجار المال و"البزنس"والارتزاق والانتفاع،نميز جيداً وبوضوح بين الأنشطة التطبيعية والأنشطة التضامنية التي تقوم بها قوى وحركات اسرائيلية للتعبير عن موقفها في رفض وإدانات ممارسات الاحتلال،وان كانت تلك القوى هامشية وتتجه نحو الضمور والتلاشي،وأغلبها لا تعترف حتى بالحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني – دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس،وبالتالي نحن في هذا الاطار لا نقف ضد أي نشاط أو عمل تقوم به قوة أو حركة اسرائيلية تبادر لرفض وادانة ممارسات الاحتلال،ولكن البعض يريد أن يستغل هذه النافذة هنا،لكي يلتف على الموقف الوطني من أجل ان يفلسف الامور ويبرر لنفسه او لمجموعته او مؤسسته القيام بالانشطة واللقاءات التطبيعية،تلك الانشطة الهادفة اصلا الى تخريب وعي شبابنا وشعبنا،والى اختراقنا سياسيا واقتصاديا وثقافياً وحتى نفسياً،وأغلب تلك الأنشطة هي لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية ونوع من الدعاية بأن هناك " تعايش وسلام ووئام"بين شعبنا والاسرائيلين،مثل الأنشطة الرياضية المشتركة والثقافية والاكاديمية والحوارية على المستوى الشبابي والنسوي والسياسي وغيره،وهذا "البزنس" الضار،اولا عدا عن ما يلحقة بقضيتنا وهويتنا وثقافتنا ووعينا من ضرر،فهذه الأنشطة تبييض لصفحة الاحتلال على المستوى العالمي وإخراجه من دائرة عزلته المتنامية عالمياً بسبب ممارساته القمعية والعنصرية.

والبعض يخلط عن عمد ويميع التخوم والحدود والفواصل ما بين التطبيع والتضامن،ويعتبر أنه"فلتت زمانه وسابق عصره"،فهو يريد ان يترجم افكاره وقناعاته ويجربها ويختبرها على ارض الواقع،بدون أي مساءلة او محاسبة حتى لو كانت متعارضة ومتناقضة مع الموقف الوطني والمصالح العليا للشعب الفلسطيني،ويريد ان يثير من حوله الصخب والضجيج والببروغندا،وهنا يجب ان يكون واضحاً بأن حل هذه الاشكالية منوط بموقف سياسي حازم من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير،برفض كل أشكال التطبيع وبمختلف مسمياتها مع دولة الاحتلال وعلى كل المستويات، وبرأي ان عقد مؤتمر وطني لمناهضة التطبيع غير قادر على حل هذه الاشكالية،وليس من شأنه خلق موقف جمعي شعبي ورسمي وحتى فصائلي من قضية التطبيع،ولكن قد يكون هذا المؤتمر قادر على ايجاد حالة توافقية فلسطينية،ثوابت وخطوط حمراء ومرجعيات واضحة ومحددة من ولما لهذه القضية الهامة والخطيرة من تداعيات ذات تأثيرات عميقة تطال الوعي والثقافة والوجود الفلسطيني،نحن ندرك جيداً أن الساحة الفلسطينية منقسمة سياسياً ومنفصلة جغرافيا،وهذا له تداعياته ومخاطره لجهة موقف متطابق من هذه القضية،فصحيح أن المفاهيم من هذه القضية الجوهرية مختلطة باختلاف المواقف والمنطلقات والمصالح،ولكن ما هو صحيح ومهم ان العامل الحاسم في هذه القضية المفصلية والجوهرية هو الناس والجماهير التي تحتاج الى التواجد معها وبينها من اجل فصل موقفها عن موقف السلطة واحزاب التطبيع،فالسلطة المكبلة بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية والامنية هي "بلدوزر" التطبيع الممنهج،والأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية بمختلف الوان طيفها السياسي،موقفها من هذه القضية فيه الكثير من البهوت والرجرجة وعدم الوضوح والجدية،أي مناهضة التطبيع في أوساطها،ما زالت على شكل جنين يحبو،ويبقى من السهل تفريغه من محتواه.

وقبل ان نتحدث عن الشكل الاخطر من اشكال التطبيع هل هو التطبيع السياسي؟أم التطبيع الثقافي؟،أم التطبيع الامني؟أم غيره من اشكال التطبيع الاخرى،وبغض النظر عن صوابية وجهة النظر هذه وتلك،يتوجب علينا حتى نحسم الموقف وننحاز لهذه الرؤيا او تلك،ان نحدد مفهوم التطبيع ومخاطره ومظاهره وما هي الاستراتيجيات أو الرؤى التي يجب استخدامها في مناهضة التطبيع،وايضا بسبب حالة التوهان والانفلات التطبيعي واختلاط المفاهيم الوطنية،غابت المرجعيات،بل وأص