الملك عبد الله في رام الله من أجل التحدث في قضايا سوريا وحماس والمسألة الفلسطينية- الإسرائيلية

ديبكا فايل الإسرائيلي الناطق بالإنجليزية- تقرير حصري

ترجمة مركز الإعلام

يقول التقرير: واشنطن تعطي الرئيس عباس الفرصة الأخيرة للتنحي عن مساره الخطير وتجاهل المصالحة مع حماس، فقد طلبت منه توجيه دعوة إلى الملك عبد الله الثاني لزيارة رام الله من أجل إبلاغه بأنه السلطة الفلسطينية اختارت طريق المفاوضات مع إسرائيل، الأمر الذي يعني انقطاع التواصل مع حماس بشكل تلقائي.

وصل الملك عبد الله الثاني إلى رام الله في زيارة ملحوظة للمرة الأولى خلال عقد من الزمن. لقد جاء الملك عبد الله ليحمل موقفين: وهما موقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والموقف الآخر هو موقف إدارة أوباما. ستغطي محادثات الملك مع الرئيس الفلسطيني نهج الرئيس محمود عباس في الالتزام بغطاء المصالحة مع حماس، ومحاولة إحياء المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية. ذكرت مصادر لديبكا فايل في واشنطن بأن الملك الأردني في مهمة من أجل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، وذلك لدفع الرئيس عباس إلى العودة إلى علاقة مستقرة مع واشنطن قبل أن يخطو نحو حافة الهاوية في مصالحته مع حركة حماس.

كان دافيد هيل -المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما- في رام الله يوم الأحد من أجل تحذير القادة الفلسطينيين من التحرك باتجاه حماس بعدما عرض الرئيس عبّاس استقالة رئيس الوزراء سلام فياض من أجل تعيين مرشح من حركة حماس مكانه. لقد غادر هيل رام الله دون إجابة نهائية، لكن فيما بعد أعلنت مصادر فلسطينية بأن الرئيس عباس لا يريد استبدال فياض بمرشح من حركة حماس أو جعله يغادر منصبه. لقد جاءت هذه التسريبات ليلة الأحد و ليتبيّن أن الرئيس الفلسطيني كان يخطو خطوات من أجل التقارب مع خالد مشعل. لقد برز الملك الأردني -المؤيد للسياسة الأمريكية والمدعوم عسكريا وسياسيا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا- كمتحدث عربي حول الأزمة السورية الأسبوع الماضي. قدم المبعوث الأمريكي فرصة أخيرة للرئيس عبّاس من أجل إنقاذ شعبه من هذا المسار الخطير، وقال له: وجه دعوة إلى الملك عبد الله الثاني ليزور رام الله من أجل إبلاغه بأن السلطة الفلسطينية اختارت استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وهو الطريق الذي من شأنه أن يجمد العلاقات تلقائياً مع حماس. فيما اعتبرت الولايات المتحدة هذه الزيارة الملكية تغييرا للرأي الفلسطيني من حيث قبولهم لتحالف مع السعودية والأردن والولايات المتحدة باعتبارها خيارا أفضل من حماس. تسريبات ليلة الأحد تعني بأن الرئيس عباس بدأ بالتراجع عن مقاربته السريعة لخالد مشعل. من شأن زيارة الملك عبد الله إلى رام الله أن تحدد فيما إذا كان عباس سيواصل الطريق فعلا مع حماس.

الرئيس عبد الله الثاني كان أول قائد عربي يظهر في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) يوم الاثنين ليطلب من الرئيس السوري أن يستقيل و يتنحى عن منصبه، في حين أن القطريين والسعوديين اختاروا جامعة الدول العربية لتجميد عضوية سوريا ولتسليح الثوار في سوريا، لذلك قاموا باختيار الملك عبد الله ليكون الصوت العام للجامعة العربية. في اليوم التالي لدعوة الملك عبد الله للأسد للاستقالة، قام جيش الأحرار السوري بإطلاق هجومه الأول على قوات النظام السوري حول دمشق.

لم يكن حدوث هذا الشيء صدفة، فالعالم العربي المدعوم من الغرب يضع الضغوط الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية على نظام الأسد من أجل إيصاله لنقطة الانهيار. و هذا الشيء يتناسق بشكل كامل و تام مع مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيضاعف هذا الموضوع في الأيام القادمة. يؤخذ بعين الاعتبار أن الضغط على الأسد من قبل رئيس الأركان واللواء في الجيش الإسرائيلي كان موجها إلى قادة حماس خلال العشرة أيام الأخيرة، فقد قال:" إن الجيش الإسرائيلي لن يطيل الانتظار على هذه الصواريخ الملقاة على إسرائيل وتهدد حياة السكان في الجنوب". لقد تحدث نتنياهو الأحد حول عملية عسكرية ضد غزة، وقال بأنها ستكون "منظمة بشكل جيد ومؤلمة". فيما حملت هذه التحذيرات رسالة لعباس بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات عسكرية ضد حماس التي تقوم بإحباط التفاهم مع الأصوليين الفلسطينيين، ويمكن أن يكون أكثر ذكاء فيتراجع بالوقت المناسب.