في هذا الملف...

• الفرصة الاخيرة- الادارة الاميركية تسعى لاستئناف المفاوضات.

• الجامعة العربية و3 منظمات عالمية تتفق على خطط دعم استحقاق ايلول.

• فرنسا ترمي عظمة - ساركوزي يقترح على ابو مازن دولة موديل الفاتيكان.

• أوروبا منقسمة إزاء الاعتراف بفلسطين وبلير يلعب دوراً لاستئناف المفاوضات.

• المالكي يشارك في منتدى دول الباسيفيك لكسب تأييدها في أيلول.

أقلام وآراء حول اعلان الدولة ..

• سيدي الرئيس ...لاتتحمل وزر ايلول وحدك!!!

• استحقاق أيلول حق مشروع للشعب الفلسطيني ..

• فلسطين في الأمم المتحدة.. عبر من الماضي..

الفرصة الاخيرة- الادارة الاميركية تسعى لاستئناف المفاوضات

بيت لحم-معا- كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية يوم السبت نقلا عن مسؤولين امريكيين كبار ودبلوماسيين اجانب ان واشنطن تبذل جهودا لتجنب صدام قد ينجم من اعتزام الفلسطينيين السعي للحصول على اعتراف بدولتهم في الامم المتحدة.

وقالت الصحيفة إن إدارة اوباما قدمت خطة لإعادة بدء محادثات السلام مع اسرائيل في محاولة لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن محاولة السعي للاعتراف في الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت نيويورك تايمز إن الإدارة ابلغت عباس بأنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) للحيلولة دون الموافقة على طلب يقدم لمجلس الامن لقبول الدولة الفلسطينية كعضو جديد ولكنها اوضحت ان واشنطن تفتقر للدعم المطلوب لمنع تصويت في الجمعية العامة عن رفع وضع الفلسطينيين إلى مراقب ليس له حق التصويت بدلا من "كيان" ليس له حق التصويت وهو ما سيسمح لهم بالانضمام للعديد من الوكالات التابعة للمنظمة ورفع دعاوى قضائية ضد اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال مسؤولون امريكيون كبار ودبلوماسيون اجانب لم تكشف الصحيفة عن هوياتهم ان الادارة ترغب في تجنب استخدام حق النقض (الفيتو) وايضا اجراء تصويت في الجمعية العامة ستعارض فيه الولايات المتحدة وبضع دول قليلة اخرى الطلب الفلسطيني.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الادارة الامريكية قوله "اذا طرحت البديل فإنك تكون اذا غيرت فجأة الظروف والقوى المحركة. وهذا ما نحاول بقوة فعله."

وحاول الاتحاد الاوروبي ايضا استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وسط خلافات عميقة بشأن المحاولة المقترحة لإعلان الدولة.

وقالت الصحيفة انه بينما يأمل بعض المسؤولين في إدارة اوباما في التوصل لتسوية لتجنب التصويت فإنه توجد خطط للحد من العواقب في حال حدوثها ومنها بذل جهود لضمان استمرار التعاون بين اسرائيل والفلسطينيين في الامور الأمنية بالضفة الغربية وعلى الحدود مع اسرائيل.

الجامعة العربية و3 منظمات عالمية تتفق على خطط دعم استحقاق ايلول

القاهرة - معا - اتفقت جامعة الدول العربية ومنظمة دول عدم الانحياز والتعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي على عدد من الخطط من أجل دعم التوجه الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة في سبتمبر الجاري.

جاء ذلك خلال اجتماع عقد الليلة الماضية، بين رؤساء وممثلي هذه المنظمات في مقر الجامعة العربية ضم أمينها العام الدكتور نبيل العربي ووزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، باعتبار مصر رئيس مجموعة عدم الانحياز، وجون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي لشؤون فلسطين سمير بكر، وذلك لتنسيق الجهود الدبلوماسية لدعم توجه فلسطين للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة.

وقال العربي في مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء نشرته الاهرام المصرية، إن الغرض من هذا الاجتماع هو تنسيق الجهود فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قبيل الذهاب للأمم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين.

وأضاف العربي أنه جرى تبادل الآراء، واتفقنا على خطط سوف تترجم على الواقع خلال الأيام القليلة المقبلة وبداية الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم التوجه الفلسطيني.

وقال العربي إن الذهاب للأمم المتحدة بغرض الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية، هذا موضوع يجب ألا يتم القفز عليه مرة واحدة، بل يجب أن يدرس خطوة خطوة، المهم الحصول على دعم متزايد لفلسطين.

وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي، قال العربي إنه تم التحدث مع الاتحاد الأوروبي بصور مختلفة، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو وأنا كنا في باريس واجتمعنا بعدد كبير جدا من وزراء وممثلين للاتحاد الأوروبي، وأستطيع أن أقول: إن المؤشرات طيبة للغاية.

وحول التهديدات الإسرائيلية بإلغاء كل الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي في حال الذهاب للأمم المتحدة، وكذلك التهديدات الأمريكية بإلغاء المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، قال إنه فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية فأنا لا أعيرها أي اهتمام، أما بالنسبة للولايات المتحدة فتجرى اتصالات معها حاليا.

وحول موقف دول عدم الانحياز بشأن دعم توجه فلسطين للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن الموقف واضح جدا، ومصر بصفتها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، قامت منذ فترة بتوجيه خطابات لجميع دول الحركة، ندعوها لتأييد المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية الأمم المتحدة.

وتابع قائلا أنا بصفتي ممثل مصر الرئاسة الحالية اجتمعنا بعدد كبير من وزراء الخارجية من جميع المناطق الجغرافية، وتحدثنا إليهم في هذا الموضوع.

وأضاف: غدا الاحد أنا متوجه إلى بلجراد لحضور الذكرى الخمسين لإنشاء حركة عدم الانحياز، ومصر ترأس الاجتماع بصفتها رئيس الحركة، وسوف يكون هناك عدد كبير من أعضاء الحركة وسوف نتحدث معهم في هذا الأمر، ثم سأتوجه يوم الخميس المقبل إلى التشيك لالتقي المسؤولين هناك بصفتهم عضوا في الاتحاد الأوروبي، ثم الجمعة إلى بولندا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وسوف نتحدث معهم لكي يأخذ الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا من استحقاق سبتمبر بالنسبة لانضمام فلسطين للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.

وقال إن الموقف الأوروبي ما زال غير واضح، والمساعي التي نبذلها تهدف إلى أن يبلور الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا، وهذا من مصلحتهم.

وردا على سؤال حول قرار تركيا طرد السفير الإسرائيلي، وتقرير بالمر، نوه الدكتور نبيل العربي بالرد التركي، مشيرا إلى أن ما قامت به إسرائيل بحق أسطول الحرية يعد جريمة بحكم القانون الدولي.

وفيما يتعلق بتقرير بالمر، قال أنا اطلعت على التقرير ولم أدرسه، ولكني أعتبره خطأ قانونيا لأنه يعالج الموضوع من منظور قانون البحار، ولم يعالجه من منظور القانون الدولي الإنساني، كما أن كل من كتبوا التقرير ليسوا قانونيين، فهذا تقرير سياسي.

وردا على موعد ذهابه لسوريا، قال إن الموعد لم يتحدد بعد، ولكنه سيعرف الموعد غدا.

فرنسا ترمي عظمة - ساركوزي يقترح على ابو مازن دولة موديل الفاتيكان

القدس -باريس-تقرير معا- رفضت السلطة الفلسطينية المقترح الفرنسي بان تكون دولة فلسطين بصفة مراقب على شاكلة الفاتيكان .

وقال وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي لغرفة تحرير وكالة معا "هذا الطرح غير مقبول لدينا.. ولو اردنا ان نحصل على صفة مراقب نستطيع ان نحصل عليها في اي وقت ومتى شئنا, لكننا ذاهبون الى مجلس الامن للحصول على عضوية كاملة وهناك غالبية تؤيدنا".

كما نفى المالكي امكانية الغاء التوجه لمجلس الامن, والاكتفاء بالذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة . وقال": نحن نتحرك بناءا على هذا الخيار رغم التهديد الامريكي ".

لكنه استدرك قائلا "ان هناك 20 يوما قبل ان يسلم الرئيس طلب العضوية للسكرتير العام للامم المتحدة , لكننا سوف نرى ماذا سوف يحدث من تطورات تسمح لنا بالنظر في خياراتنا لا سيما وان هناك اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوربي اليوم في بولندا وماذا سيطرحون من صيغ جدية".

واضاف": سوف تقدم صيغ حتى 20 الشهر وسنقوم بدراستها حول ما اذا كانت تخدم القضية الفلسطينية ام لا , وفي حال لم تكن جدية سوف نواصل الذهاب لمجلس الامن".

اما فيما يتعلق بنص ومضمون وصيغة القرار الذي سنقدمه للأمم المتحدة؟ اشار المالكي الى انه حتى اللحظة يجري العمل مع كل الدول الصديقة والشقيقة على صياغة قرار يكون مرضي للجميع لا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الامن .

كما ان هناك اجتماع لمجلس الجامعة العربية في 13 الشهر الحالي , كما يقول وزير الخارجية , ويضيف":وسوف تستلم فلسطين رئاسة الدورة لمدة 6 اشهر برآستي".

وكان الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي اقترح على الرئيس محمود عباس دولة فلسطين على شاكلة الفاتيكان بصفة مراقب في الامم المتحدة .

ووصف مراقبون اقتراح ساركوزي انه محاولة فرنسية لمنع الانقسام في الاتحاد الاوروبي حيث تقف فرنسا وبريطانيا والمانيا ضد التوجه الفلسطيني للامم المتحدة فيما تقف غالبية دول اوروبا مع الفلسطينيين ضد الاحتلال .

وقد كشف ساركوزي الاقتراح لاول مرة امس الخميس عند لقائه بسفراء فرنسا في العالم في باريس ، وقال ان الاقتراح جرى بلورته بالتنسيق مع جامعة الدول العربية !!!! مع اشارته الى ان عددا من القيادات الفلسطينية رحّبت بالاقتراح. هذا ويرى الفرنسيون انفسهم اصحاب دور رئيسي في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مع الاخذ بعين الاعتبار انهم يدورون في الفلك الامريكي .

ويتضمن الاقتراح السماح لدولة فلسطين بالعضوية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (ICC), ما سيتيح لهم مقاضاة اسرائيل على اية جرائم حرب او اغتيالات ولكن المانيا التي تحرص على مصالح اسرائيل رفضت هذا البند ، كما تتضمن الورقة الفرنسية ان تعترف اسرائيل ( نظريا ) بحدود دولة فلسطين على خط 1967 مع ادراج كلمة تبادل اراضي والاعتراف بان اسرائيل دولة لليهود !!!!!!!!

وفيما يتعلق بامن اسرائيل يقول الاقتراح الاسرائيلي ورد بندين يستندان على رؤية الرئيس اوباما وليس الاقتراح الاوروبي ، وان يعود الفلسطينيون للمفاوضات مع اسرائيل . علما ان اسرائيل وبحسب مصادر في تل ابيب ترفض توجه الفلسطينيين للامم المتحدة كما ترفض هذا الاقتراح الفرنسي !!!!! وتواصل حملة مكثفة عن طريق سفراء اسرائيل في اوروبا لاحباط اي جهد فلسطيني في الامم المتحدة .

ومع ذلك ستقوم فرنسا بعرض اقتراحها رسميا خلال اجتماع الاتحاد الاوروبي المسمى Gymnich) والذي سيعقد قريبا في بولندا ، وذلك على امل عدم انقسام 27 دولة اوروبية خلال التصويت في الامم المتحدة ، مع ان ايطاليا والمانيا اعلنتا رسميا رفضهما اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين وطالبت القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات . اما بريطانيا وفرنسا فلم تعلنا رسميا بعد موقفا من الامر . ويصف المراقبون الاقتراح الفرنسي انه خطوة تكتيكية للحفاظ على وحدة موقف الاتحاد الاوروبي وليس لحل الاشكال وعدم تعريض امريكا لفرض قرار فيتو ضد الفلسطينيين .

احد الدبلوماسيين الغربيين الكبار قال : ان الاقتراح الفرنسي مجرد تكتيك يقضي برمي عظمة صغيرة للفلسطينيين لمنعهم من التوجه للامم المتحدة ، ولكن هذا لن يمنع ابدا ان اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا في سبتمبر .

كما ان نتنياهو ابلغ ممثلة الاتحاد الاوربي اشتون رفضه للاقتراح الفرنسي خشية من انقلاب الامر ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وسيلتقي نتانياهو الاسبوع القادم بالرباعية في محاولة منه لدرء خط ايلول .

وفي هذا الاطار قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل لن تتنازل عن اي شئ للفلسطينيين وعلى الفلسطينيين ان لا يذهبوا للامم المتحدة لان هذا يعد خطأ استراتيجيا وهم سيصعدون على شجرة عالية ولن ينتهي الصراع .

أوروبا منقسمة إزاء الاعتراف بفلسطين وبلير يلعب دوراً لاستئناف المفاوضات

سما

واشنطن، سوبوت (بولندا) - رويترز - سعى الاتحاد الأوروبي الى التوصل الى موقف مشترك أول من أمس في شأن مسعى فلسطيني الى الانضمام كدولة الى الأمم المتحدة، لكن يبدو أن خلافات سياسية عميقة ستقوض المسعى الأوروبي. في هذه الأثناء، يلعب المبعوث البريطاني توني بلير دوراً محورياً لكن غير معلن لإحياء محادثات السلام وربما تجنب المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة.

وقال وزير خارجية النمسا مايكل سبينديلغر إن أحد الحلول قد يكون أن يقترح الاتحاد الأوروبي حلاً من جانبه للأمم المتحدة في شأن هذه القضية الحساسة، لكن ديبلوماسيين آخرين قالوا في أحاديث خاصة أن دولاً عدة في الاتحاد الأوروبي اعترضت على ذلك. وصرح في منتجع مطل على البحر في بولندا حيث يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي محادثات غير رسمية لمدة يومين، بأن الاتحاد قد يستخدم بياناته السابقة في شأن الشرق الأوسط كأساس لوجهة نظر مشتركة، مضيفاً: «المواقف في الاتحاد الأوروبي متباينة جداً حتى الآن. أتعشم أن نستطيع كأوروبا أن نبعث بإشارة... وصوع نص ربما يعرض في نهاية الأمر على الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وقد يضع التصويت في الأمم المتحدة أوروبا في حرج شديد في ظل التوترات المتفاقمة في الشرق الأوسط إذا ما انقسم أعضاء التكتل المؤلف من 27 دولة الى معسكرين يؤيد الأول الجهود الفلسطينية ويعارضها الآخر. كما سيؤدي الكشف عن وجود صعوبات داخل الاتحاد في صوغ رؤية مشتركة الى تقويض جهود التكتل الساعية لأن يصبح أكثر تأثيراً في الشؤون الدولية. وحاولت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون تعزيز نفوذ الاتحاد الأوروبي عالمياً منذ توليها المنصب عام 2009، خصوصاً منذ هيأت أحداث «الربيع العربي» فرصة للاتحاد لأن يكون له كلمة في كيفية تطوير ديموقراطيات جديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقالت آشتون في سوبوت إن عواصم الاتحاد الأوروبي في حاجة لوقت لاتخاذ قرارات في شأن كيفية التحرك على صعيد الأمم المتحدة، مضيفة إنه ينبغي في الوقت نفسه مواصلة الجهود للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. وأبلغت الصحافيين: «عدت للتو من مناقشات مع قيادة السلطة الفلسطينية ورئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتانياهو)... في شأن كيفية التحرك الى أمام لتحريك المفاوضات». وتابعت: «هدفي هو استئناف المفاوضات حتى نتمكن من التوصل الى تسوية فعلية».

لكن وزراء الخارجية المشاركين في اجتماع سوبوت أكدوا وجود خلافات عميقة في أوروبا، وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جين اسلبورن إن الاتحاد يحتاج الى دعم الفلسطينيين ومحاولة تحديث وضعهم في الأمم المتحدة، مضيفاً: «لا يمكن أن أوافق على قول لا».

غير أن وزير خارجية هولندا أوري روسنتال أعرب عن وجهة النظر المناقضة لذلك التي تشاركه فيها ألمانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، وهي أنه ينبغي على الفلسطينيين الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب، والدفع بدلاً من ذلك لاستئناف مفاوضات السلام، وقال: «الموقف الهولندي واضح تماماً... نعارض تماماً أي خطوات أحادية الجانب مهما تكون، وأي خطوة ينبغي أن تكون على أساس اتفاق بين الأطراف المعنية».

في هذه الأثناء، يلعب بلير دوراً محورياً لكنه غير معلن لإحياء المفاوضات بما يجنب اللجوء الى الأمم المتحدة. وتعكس جهوده مثلما وصفها ديبلوماسيون غربيون، نوعاً ما حجم الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في أعقاب استقالة السناتور الأميركي السابق جورج ميتشل في أيار (مايو) من منصبه كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط.

ومهمة بلير المحددة هي محاولة التوصل الى اتفاق بين ما يعرف باللجنة الرباعية على بيان ربما يغري كلا الطرفين على العودة الى محادثات السلام. وتتسارع في ما يبدو خطى ديبلوماسية بلير لصوغ بيان يحظى بتوافق في الآراء. وهو التقى الأسبوع الماضي نتانياهو في القدس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وآشتون في باريس. ويعتزم بلير العودة الى المنطقة مطلع الأسبوع، ومن المتوقع أن يلتقي بنتانياهو مرة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة ويجتمع مع مسؤولين فلسطينيين. ولم يتمخض آخر اجتماع رفيع المستوى للجنة الرباعية عن اتفاق في شأن بيان، وأرجع ديبلوماسيون ذلك الى أربعة خلافات رئيسية، وهي الصياغة الخاصة بالحدود والإشارة الى إسرائيل كدولة يهودية ودور الأمم المتحدة والمستوطنات.

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس في بيان بثته وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء: «الرئيس عباس ومن خلال الحركة السياسية المكثفة، سيلقي خطاباً مهماً للشعب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة يستعرض فيه وفي شكل كامل أهمية الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على حقوق ومكتسبات شعبنا». وأكد أن موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية «سيكون شاملاً في ما يتعلق بالقضايا الأساسية». وكان عباس اجتمع أمس مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح». وقال أبو ردينة إن «الاجتماع ناقش كذلك ما تم الاتفاق عليه مع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها الأخير الذي عقد في الدوحة، إضافة إلى ما تمت مناقشته مع آشتون». وتجري القيادة الأيام المقبلة اجتماعات مكثفة لوضع اللمسات الأخيرة على آلية توجهها إلى الأمم المتحدة.

المالكي يشارك في منتدى دول الباسيفيك لكسب تأييدها في أيلول

رام الله 3-9-2011 وفا- يشارك وزير الخارجية رياض المالكي في منتدى دول الباسيفيك، الذي سينعقد في نيوزيلندا يوم الثلاثاء المقبل السادس من الشهر الجاري ويستمر حتى التاسع من نفس الشهر.

وقالت الوزارة في بيان لها، اليوم السبت، إن المالكي سيلتقي مع وزير خارجية نيوزيلندا، إضافة إلى وزراء خارجية دول الباسيفيك البالغ عددها اثنا عشر دولة.

وأضافت أن دول الباسيفيك لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين، ولا تعترف بها، علاوة على أن سجل تصويتها السنوي في الجمعية العامة ليس في صالح فلسطين، وتصوت أغلبيتها ضد قرارات الجمعية العامة المتعلقة بالقضية.

وأشار البيان إلى أن المالكي سيعمل خلال تواجده في أوكلاند عاصمة نيوزيلندا، على لقاء جميع وزراء خارجية تلك الدول، في محاولة منه لكسب تأييدهم لصالح الموقف الفلسطيني الذي سيعرض في الأمم المتحدة، مع انطلاق أعمال الدورة المقبلة للجمعية العامة، بما فيه إمكانية اعترافهم بدولة فلسطين أو الامتناع عن التصويت السلبي والمتعلق باستحقاق أيلول.

وأوضح أن فلسطين تقيم علاقات دبلوماسية مع جزيرتين فقط من مجموع الجزر المستقلة في منطقة الباسيفيك، التي يصل مجموعها إلى 13 جزيرة، أغلبها ترتبط مع الولايات المتحدة أو أستراليا ونيوزيلندا بعلاقات مميزة بما في ذلك ما يتعلق بسياستها الخارجية.

وأكدت الوزارة أنه بزيارة المالكي منطقة الباسيفيك، تكون الوزارة استكملت جولتها على تلك المناطق الجغرافية التي نحتاج زيارتها بسبب ضعف العلاقات الفلسطينية معها.

كلمة للرئيس اللبناني بالأمم المتحدة يؤكد فيها أحقية إقامة الدولة الفلسطينية

بيروت 3-9-2011 وفا- ذكرت صحيفة السفير اللبنانية الصادرة، اليوم السبت، أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، سيترأس إحدى جلسات مجلس الأمن الدولي حيث يلقي كلمة بالمناسبة.

ومن المقرر، أن يكون للرئيس اللبناني خطاب آخر أمام الجمعية العامة، يؤكد فيه أحقية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين ورفض توطينهم في البلدان المجاورة التي هجروا إليها وتحديدا في لبنان، على أن تكون له سلسلة لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد من زعماء الدول ورؤساء الوفود العربية والأجنبية المشاركة.

أقلام وآراء حول اعلان الدولة ..

سيدي الرئيس ...لاتتحمل وزر ايلول وحدك!!!

معا, بقلم : محمود ابوعين

مع اقتراب ذهابنا الى الامم المتحدة لانتزاع اعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فان المتوقع جنيه من هذه الخطوة ليس بكثير كما يهلل له البعض، وبالتالي عليك سيدي الرئيس حساب الربح والخسارة بشكل دقيق قبل الذهاب الى الامم المتحدة، لاسيما في ظل التغيرات في المواقف والتصريحات والتحذيرات التي تصدر من هنا وهناك والتي يبدو انها بدات تشكل ناقوس خطر على موقفنا من الذهاب الى نيويورك هذا الشهر.

سيدي الرئيس عليك، قبل استشارة مستشاريك والمقربين، ان تعلم اننا بحاجة للحصول على دولة الى معجزة ربانية وليس بالذهاب الى ايلول، وايضا فان الشعب سيحاسب من يعبث بمصيره للحصول على امجاد شخصية، وهنا يا سيدي الرئيس فان العقبات التي تواجهنا كثيرة والمطبات اكثر وهي تتمثل في الحصار الاسرائيلي، الذي سيطبق على رقاب شعبنا، ويستهدف قوته وحياته، و اسرائيل رغم التغييرات العربية لا تكترث باحد بسبب الدعم الامريكي المطلق، وايضا سنخسر الدعم الامريكي المادي والسياسي وبعض الدول المؤثرة والداعمة لنا في اوروبا والعالم نتيجة ذلك، والموقف الفرنسي الاخير على لسان وزير الخارجية خير دليل على ذلك.

ولا نريدك سيدي الرئيس ايضا ان تعتمد على الدول العربية التي الى يومنا هذا لم تفي بالتزاماتها المالية تجاه السلطة الفلسطينية , ولو نظرنا الى الوضع الداخلي الفلسطيني لوجدنا ان هناك من يؤيد وهناك من يحذر ويعارض الذهاب الى الامم المتحدة، حيث اننا لانريد ان نكررعدم قبول قرار 181 في حينه ولا نريد ان نكرر عدم ذهابنا الى جنيف عام 74 وبعلم فلسطيني مستقل وغيرها الكثير من المواقف التي خسرت القضية اكثر ما اربحتها.

وبالتالي سيدي الرئيس عليك اجراء استفتاء شعبي شامل قبل اتخاذ اي قرار حول ذلك حتى لا تتحمل وزر ايلول لوحدك.

استحقاق أيلول حق مشروع للشعب الفلسطيني ..

فلسطيننا , بقلم: المحامي راجح أبو عصب

ا زال الشعب الفلسطيني الوحيد بين شعوب العالم أجمع الذي يخضع للسيطرة اذ أن كل شعوب العالم التي كانت مسيطر عليها تحررت ونالت حريتها واستقلالها وأصبحت لها دولة كاملة السيادة وضمن حدود معترف بها دوليا كما أصبحت عضوا في الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ولذا فان من حق الشعب الفلسطيني أن يتحرر من السيطرة وأن يتنسم انفاس الحرية بعد عقود طويلة من القهر والعذاب وأن يعيش في دولة مستقلة كاملة السيادة يحكم فيها نفسه بنفسه ويسيطر على موارده الطبيعية ومياهه وأجوائه وحدوده البرية والبحرية.

وقد أكد الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد أنه يريد تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والانعتاق من السيطرة عبر الوسائل الشرعية التي أقرتها المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومن هنا وقعت المنظمة في

عام 1993 اتفاقية أوسلو مع اسرائيل والتي كان من شأنها لو التزمت اسرائيل بتنفيذ بنودها كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية ثم السلطة الفلسطينية أن تحقق السلام وأن تنهي الصراع وأن تفتح صفحة جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين من جهة وبين الاسرائيليين والدول العربية من جهة أخرى ذلك أن مفتاح السلام في المنطقة يكمن في حل القضية الفلسطينية.

وقد سلكت السلطة الفلسطينية منذ أن تولى رئاستها الرئيس محمود عباس عقب رفيق وزميل نضاله القائد الراحل ياسر عرفات طريق المفاوضات سبيلا الى انجاز السلام واحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما نبذت كل وسائل العنف والقتل وسفك الدماء وذلك ايمانا منها أن العنف لا يولد الا مزيدا من العنف وأن هذا العنف لن يجلب السلام بل سيعمق العداوات والنزاع وقد استجابت القيادة الفلسطينية لكل الرغبات الدولية الداعية الى الدخول في المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ،فدخلت هذه المفاوضات مباشرة وغير مباشرة بعقل مفتوح ونية صادقة ولكن لما وجدت هذه القيادة أن الحكومة الاسرائيلية تتخذ من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة غاية لا وسيلة لتحقيق السلام وانها تتخذ هذه المفاوضات ستارا لتحقيق أهدافها في الأراضي الفلسطينية وغطاء للمضي في السيطرة على المدينة المقدسة وتغيير طابعها الديمغرافي وجعل المقدسيين فيها أقلية وزيادة نسبة المغتربين انسحبت القيادة الفلسطينية من هذه المفاوضات التي وصفها الرئيس عباس وعن حق بأنها عبثية.

وقد كان الموقف الأمريكي كما الأوروبي من هذه المفاوضات العبثية محبطا للقيادة الفلسطينية وشعبها حيث تراجع الرئيس باراك أوباما تحت ضغوط اللوبي المعروف (آيبك) في الولايات المتحدة عن موقفه الحازم من الاستيطان وتبنى مواقف الحكومة الاسرائيلية الرافضة وقف الاستيطان والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كما أن الأوروبيين ساروا خلف الموقف الأمريكي ولم يمارسوا ضغوطا على الأمريكيين واسرائيل لحمل الدولة العبرية على التوقف عن الاستيطان ولتنفذ كافة التزاماتها التي تعهدت بها في اتفاقية أوسلو ومؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة وخطة خريطة الطريق ورؤية حل الدولتين،وازاء هذا الموقف الاسرائيلي والمواقف الأمريكية والأوروبية المتراخية وغير الحازمة فانه لم يعد أمام القيادة الفلسطينية من خيار سوى التوجه للأمم المتحدة لنيل اعترافها بالدولة الفلسطينية عضوا في هذه المنظمة الدولية وذلك ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهذا حق مشروع ورد ضمن قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين ثاني من عام 1947 والذي نص على قيام دولة فلسطينية على أكثر من أربعين في المئة من أرض فلسطين التاريخية والذي حمل الرقم "181".

ومع أن قرار التقسيم أعطى الشعب الفلسطيني حوالي 44%من فلسطين التاريخية الا أنهم اليوم مستعدون للقبول باقامة دولتهم على 22% من أرض فلسطين التاريخية ورغم ذلك فان اسرائيل ترفض هذا الحق المجزوء الذي رضي به الفلسطينيون وتواصل السيطرة على أراضي الضفة الغربية هذا عدا عن السيطرة على مصادر الثروة المائية الفلسطينية حيث يعيش كثير من الفلسطينيين أزمة مياه خانقة بينما يرتع الآخرون في بحبوحة من المياه حيث برك السباحة والمياه الوافرة التي تسقي الحدائق ناهيك عن المياه الغزيرة التي تروى بها الأراضي الزراعية .

وقد لقي قرار القيادة الفلسطينية التوجه الى الأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 لتصبح الدولة الرابعة والتسعين في هذه المنظمة الدولية تأييدا واسعا عربيا ودوليا.

فمحليا فان الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني تؤيد هذا القرار وتدعمه وقد تشكلت لجان في كافة المحافظات والمدن والمخيمات والقرى حملت اسم "لجنة الحملة الوطنية من أجل استحقاق أيلول-فلسطين الدولة 194" لدعم القيادة في توجهها لترجمة استحقاق أيلول على أرض الواقع.

أما عربيا فان هناك اجماعا عربيا على دعم وتأييد القيادة الفلسطينية في سعيها للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية فقد أكدت الجامعة العربية قرار السلطة الوطنية التوجه الى الأمم المتحدة في 20 أيلول الجاري وذلك للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية وذلك في ختام اجتماع لجنة المتابعة العربية في العاصمة القطرية الدوحة أواخر الشهر الماضي وأكد بيان اللجنة التمسك بالقرارالعربي بالتوجه الى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة على خط الرابع من حزيران عام 1967 وذلك في غياب أي موقف واضح لاستئناف المفاوضات وجدول زمني لانهاء الصراع.

وأوضح بيان لجنة المتابعة الذي صدر عقب الاجتماع الذي شارك فيه الرئيس محمود عباس ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب الأعضاء في اللجنة أن الاجتماع أقر خطة العمل التي أعدتها اللجنة المصغرة لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة من أجل حشد التأييد الدولي للطلب الفلسطيني بالتوجه الى الأمم المتحدة.

وأما عالميا ففي كل يوم تعترف دولة من دول العالم المختلفة بالدولة الفلسطينية وتعلن أنها ستصوت في الأمم المتحدة للطلب الفلسطيني وقد رجح د.رياض المالكي وزير الشئون الخارجية أننا سنتخطى حاجز ال "130"دولة التي تعترف بدولة فلسطين وذلك قبل العشرين من أيلول الجاري وتوقع أعترافات جديدة بالدولة من دول أمريكا الوسطى والكاريبي وأعرب عن الأمل في أن يساعد اعتراف السلفادور وهندوراس في تفعيل موقف بقية دول أمريكا الوسطى والكاريبي من أجل الاعتراف بدولة فلسطين .

ان التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة كما قال الرئيس عباس ليس هدفه عزل اسرائيل ولا مواجهة الولايات المتحدة انما هدفه تحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالحصول على اعتراف رسمي بدولتنا الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 والحصول على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وأكد أبو مازن :"أننا لن نذهب الى الأمم المتحدة اذا جاءوا بحل فيه أمران هما الشرعية الدولية أي حدود عام 1967 ووقف الاستيطان وبدونهما سنستمر في الذهاب الى الأمم المتحدة". وان الأمر المؤسف هو الموقف الأمريكي الرافض التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة رغم أن واشنطن هي التي اقترحت رؤية حل الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وهي التي تدعو الى تعميم الديمقراطية في العالم وتحارب الأنظمة القمعية الدكتاتورية .

اننا نتفهم أن ترفض حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو التوجه الفلسطيني لأنها حكومة تفضل السيطرة على احلال السلام،ولكننا لا نستطيع تفهم الموقف الأمريكي الرافض بل والمهدد للجانب الفلسطيني اذا أصر على موقفه حيث أكد القنصل الأمريكي العام في القدس خلال لقائه عضو منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات أن بلاده ستستخدم الفيتو ضد القرار كما أن الكونغرس سيقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني في حال اصراره على التوجه الى الأمم المتحدة وأكد أنه من الأفضل أن يتم التوصل الى اتفاق سلام عبر مفاوضات مباشرة مع اسرائيل.

ان الاصرار الأمريكي على رفض التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة والتأكيد على العودة المباشرة للمفاوضات مع اسرائيل غير مفهوم ولا مقبول حيث أن سنوات عديدة من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة لم تحقق أي تقدم لأن اسرائيل تعتبر المفاوضات فرصة لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض والامعان في سياستها التوسعية.

ان الفلسطينيين موحدين خلف قيادتهم الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس في التوجه للأمم المتحدة لأنه حق شرعي كفلته كل قرارات الشرعية الدولية وتؤيده معظم دول العالم وهم لا يطلبون المستحيل انما يطلبون انهاء السيطرة واقامة دولتهم المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهم واثقون أنهم سينجحون في مسعاهم هذا مهما طال الزمن،،، والله الموفق.

فلسطين في الأمم المتحدة.. عبر من الماضي..

عرب 48, بقلم: رنا بشارة

حراك دبلوماسي فلسطيني حثيث تشهده الساحة العربية والدولية تحضيرا لانتزاع اعتراف بعضوية كاملة لفلسطين داخل أروقة الأمم المتحدة في نيويورك يوم العشرين من أيلول الجاري.

إصرار فلسطيني يقابله تهويل إسرائيلي يميني من عواقب النجاح، وفزع يساري من أن يقود فشل محتمل للرئيس الفلسطيني في مبادرته إلى عدم تخلص الاسرائيليين من عبء "الجار" الفلسطيني العربي واحتمال تسليم القيادة الفلسطينية مفاتيح السلطة للمجتمع الدولي كي يتحمل مسؤولياته السياسية والمالية تجاه أكثر من مليوني فلسطيني يقبعون تحت "سلطة" ترزح وإياهم تحت الاحتلال.

لمن يخشى هذا السيناريو من الإسرائيليين، تبقى الدعوة للعودة إلى المفاوضات طوق نجاة، خاصة أن الخطوة تجيء في ظل بدء موسم قطف ثمار ما درج على تسميته بربيع الثورات العربية، وانهيار أنظمة تسلطية اعتمدت اسرائيل عليها لعقود في قمع شعوبها.

أما بالنسبة لليمين الإسرائيلي، فالخطوة بمثابة فرصة أخرى للتلويح بمزيد من القمع وتكثيف الاستيطان والتهويد تمهيدا للإعلان عن ضم عدد من المستوطنات للدولة العبرية، سواء نجحت الخطوة أو أحبطت. فالتوجه للأمم المتحدة بحد ذاته، بغض النظر عن سلبية أو إيجابية النتائج على الجانب الفلسطيني، هو خطوة خطيرة بنظر اليمين الإسرائيلي.

أما التهديد بفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية لطرقها أبواب المجتمع الدولي من جديد بعد أن أغلقت نافذة المفاوضات الثنائية المباشرة في وجهها فمن اختصاص الإدارة الأمريكية، التي سارعت بعد توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 إلى ضخ أموال طائلة للسلطة الفلسطينية مكافأة وتشجيعا لها، ودعما لبناء مؤسسات رسمية وهمية السيادة وتشكيل أجهزة أمنية متعددة الأسماء من مهامها الرئيسية حفظ أمن الإسرائيليين.

ومن خلال أذرع الإدارة الأمريكية السياسية الممتدة خارجيا تحت مسميات تنموية مختلفة كالوكالة الأمريكية للتنمية (يو. إس. إيد.) التابعة للخارجية الأمريكية، انشغلت الأولى في عملية غزو تمويلي لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني تحت شعارات الإصلاح والحكم السليم والبناء الديمقراطي ومهننة عمل المؤسسات المجتمعية وتعزيز مبادىء الشفافية والمساءلة والمحاسبة فيها. وخاضت عملية ترويض لرؤى تلك المؤسسات سياسيا وتنمويا وأيديولوجيا وثقافيا، بما يتلاءم والسياسات الأمريكية المبرمجة للمنطقة، وحيدّت العديد من قيادات وكوادر الأحزاب السياسية عن دورها الوطني الذي قامت به على مدار سنين سبقت "أوسلو"، من خلال حثها وتشجيعها تمويليا على الانخراط في مؤسسات العمل الأهلي المدني، ليتحول بعضها من مناضلين إلى رواد ونشطاء مجتمع مدني، منهم من فسد فكريا وإداريا وماليا وأفسد آخرين، أيضا.

لا يزال موضوع التمويل الخارجي، ولا سيما الأميركي منه، مثار جدل على الساحة الفلسطينية. وحتى إن غاب عن الواجهة أحيانا، فإنه يعود ليطفو على السطح عند كل تطور سياسي.

ويحتدم اليوم في مصر نقاش مماثل حول الغزو الأمريكي الجاري لتشجيع شباب الثورة على إقامة منظمات مجتمع مدني باسم الديمقراطية ومن خلال تمويل سخي يقدم لمؤسسات أهلية قائمة أيضا.

فقد تناقلت تقارير عدة أن 600 منظمة مصرية أهلية استجابت لهجمة ضخ الأموال هذه، من خلال تقديم طلبات للحصول على منح مالية أمريكية، وبأن الولايات المتحدة خصصت ما يقدر ب 40 مليون دولار خلال خمسة شهور فقط لتعزيز الديمقراطية. وهو ما أثار حفيظة مجلس الوزراء وجعله يشكل لجنة تقصي حقائق حول الموضوع. كما ثبت من قيام النيابة العامة بإجراء تحقيقات مع بعض الجمعيات والأحزاب التي تم تأسيسها بعد 25 يناير بالدليل القاطع تلقيها أموالا من الخارج.

فالمشهد الذي ساد الأراضي الفلسطينية خلال العقدين الأخيرين تقريبا يتكرر في مصر الثورة اليوم، وإن اختلف السياقان تاريخيا وسياسيا. ولا تقتصر الهرولة الأمريكية باتجاه ضخ الأموال ذات الطابع السياسي عليهما فقط...

فكم المؤسسات التي أنشئت وتدار بتمويل أمريكي تحت غطاء الإغاثة والديمقراطية في العراق منذ احتلاله لا تعد ولا تحصى. كما أن محاولات إغراق تونس بالدعم المالي الخارجي بعد الإطاحة بنظام زين العابدين لا يمكن إغفالها، وطرق أبواب ليبيا لا بد أنه قادم، إن لم يكن قد بدأ.

وما لا نغفله، أن التمويل السياسي الخارجي لمؤسسات المجتمع المدني العربي، سواء قبل اندلاع الثورات العربية أو بعدها، لا يسعى إلى إسقاط شعوب المنطقة في شباك السياسة والثقافة الغربية فقط، فحسب، بل قد استهدفت المساعدات الأمريكية الأنظمة ذاتها، قبل شعوبها، من أجل الحفاظ على ديمومتها وتمكينها من الاستمرار في قمع الرأي العام الشعبي العربي وتكريس تبعيته لأنظمة موالية للولايات المتحدة. واستخدمت الأخيرة التمويل سيفا تلوح به كلما شعرت بأن المصالح الاستراتيجية الأمريكية وأمن إسرائيل يتهددهما الخطر. وهو ما نراه جاريا حاليا مع الفلسطينيين، رغم تأكيدات أوباما المتكررة، التي عول العديد من العرب عليها، بحق الفلسطينيين في إقامة "دولة فلسطينية"، وإن كانت في وعوده رمادية الشكل والحدود.

إن كانت اللغة والهوية والثقافة والدين تشكل روابط أساسية تجمع بين أبناء الأمة الواحدة، إلا أن ردود الأفعال الأمريكية والإسرائيلية إزاء توجه الفلسطينيين لنيل اعتراف الأمم المتحدة يثبت مرة أخرى بأن وحدة الصوت العربي في وجه القمع والاضطهاد، والتأسيس لبنية اقتصادية عربية على قاعدة الاعتماد الذاتي، أولا وأخيرا، دون انتظار مساعدات خارجية خاضعة لحسابات جهات التمويل الأجنبية السياسية، يشكلان العمود الفقري الذي يمكن الأمة من الوقوف بحزم في وجه الظلم والدفاع عن قضاياها العادلة.

على الرغم من سخونة الجدل الدائر فلسطينيا حول جدوى التوجه للأمم المتحدة من عدمه، والنقاش الجاري حول النتائج السلبية التي قد تترتب على ذلك سياسيا وقانونيا، إلا أن الخطوة، دون أدنى شك، تشكل منذ شهور مصدر قلق وإزعاج للإسرائيليين. وقد انعكس ذلك في الحالة الهستيرية الإعلامية الإسرائيلية وفي إعلان بعض المسؤولين الرسميين جهرا عن "هزيمة دبلوماسية قد لحقت بإسرائيل".

إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على رعب من أن تمس المبادرة الفلسطينية بهيمنة الإسرائيليين على الساحة الدولية، التي احتكروها منذ بدأت سلسلة المفاوضات الثنائية مع العرب. وما يضيف إلى الفزع الإسرائيلي، أيضا، أنها تتزامن وانهيار أنظمة قمعت شعوبها عاما تلو عام، وتزامنا مع بداية تشكل خارطة جديدة للمنطقة، مما سيؤدي حتما بدوره إلى إحداث تغيرات جوهرية في إعادة هيكلة وبناء وبلورة هوية الجامعة العربية مستقبلا، الإطار التنسيقي العربي المفترض أن يمثل مصالح الأمة الاستراتيجية... وهذه المرة ليس بإيعاز من الخارج لإحكام السيطرة على العرب ككتلة واحدة من الدمى المتحركة بأصابع الغرب، بل من منطلقات قومية عربية داخلية، حصريا، لتضم في عضويتها قيادات عربية ثورية شابة تنتخبها شعوبها بشكل ديمقراطي حقيقي.

فبعد سنين من حالة ضعف وشرذمة واهتراء مرت بها الجامعة العربية ويتحمل مسؤوليتها إلى حد كبير قادة أنظمة مستبدون أدى هوس الحفاظ على السلطة عندهم إلى أولوية العلاقة مع الولايات المتحدة على شكل تبعية سياسية وأمنية وصلت حد العبث بالورقة الفلسطينية، تتطلع الشعوب لمن ينصفها ويصون كرامتها وإلى دور عربي أكثر فاعلية على الساحة الدولية. ولا شك أن هذا يلتقي مع تطلعات الشعب الفلسطيني.