مقابلة سي إن إن الأمريكية مع أحمدي نجاد
فريد زكريا – 10 تشرين الأول 2011
ترجمة مركز الإعلام
المذيع: دعني أبدأ بشيء جديد ينتشر عبر وسائل الإعلام وهو أن السيد أوباما قال بأن كل المجموعات الأمريكية ستنسحب من العراق. بناءً على هذه المعطيات، هل ستقوم إيران بمساعدة العراق في التدريبات العسكرية، حيث أنهم بحاجة لهذه المساعدة والتدريبات؟
أحمدي نجاد: أتوقع بأن هذه ستكون فكرة سديدة، حيث ينبغي علينا المساعدة قريبا، لكن الحكومة العراقية مستقلة ويجب عليهم التفكير بكيفية تزويد الجيش بالتدريبات اللازمة، ما علينا سوى انتظار القرار العراقي.
المذيع: هل تتوقع زيادة التدخل الإيراني في مساعدة العراق في ظل انسحاب أمريكا من العراق؟
أحمدي نجاد: لا أعتقد أنه سيكون هناك أي تغير، فنحن تجمعنا علاقة تاريخية وعلاقة صداقة حتى وإن كانت هناك حرب مع الحكومة العراقية تحت ظل نظام صدام حسين، لكن هذا لن يغير من مسار علاقتنا.
المذيع: بعد مقتل معمر القذافي، ما هي ردة فعلك اتجاه موته؟
أحمدي نجاد: لم يكن هنالك أي فرق، فهذه إرادة الشعب لنيل الحرية والعدالة والاحترام. كما أن هذا حق لجميع الشعوب والعالم، فبالرغم من أنني أشعر بالأسف لمقتل العديد من الناس، فلو كان هنالك احترام للحرية لم يكن ليقتل هذا العدد من الناس ولم يكن هنالك صراعات واشتباكات. لقد أوصينا منذ البداية بالحوار بين الطرفين وبين الأحزاب، لكنهم لم يعطوا أية أهمية لهذه التوصيات، وبالطبع كان لتدخل الناتو أثرا كبيرا في تفاقم الأوضاع هناك.
المذيع: لقد ذكرت بأنه ينبغي أن تكون إرادة الشعوب في كل مكان، لكن حكومة سوريا تقوم بحملات وحشية من القتل والجرائم، بحيث كانت تركيا بلدا صديقا لسوريا، لكن بعد هذه الأحداث قامت بتجميد علاقاتها مع النظام السوري وأصبحت تنادي بمساعدة الشعب ضد النظام، فهل ستضم صوتك لهم وتدعو نظام الأسد للتوقف والاستماع لإرادة الشعب؟
أحمدي نجاد: تجمعنا بسوريا وتركيا علاقة صداقة كبيرة جدا، كما أن سياستنا مستقلة وبالتالي يتوجب علينا احترام سيادة واستقلال كل دولة في كل مكان، في الولايات المتحدة، وفي أوروبا، فيما يجب أن يتم جمع الأحزاب من أجل أن تستند إلى الحوار ويفهم كل طرف وجهة نظر الآخر بلا تدخلات خارجية مثل الناتو وأوراس.
المذيع: سيدي الرئيس، أنت تبين الوضع في سوريا وكأنه متساوي الأطراف، في الواقع ما يحدث ليس متساوي الأطراف، فليست الأغلبية من تقوم بقتل قوات الأمن، كما يوجد الكثير من النساء والأطفال في صفوف القتلى، وهو الشيء الذي ينبغي عليك إدانته وليس إلقاء اللوم على كلا الطرفين، فإن كان الهدف هو العدالة والحرية، من المهم أن يسمع الرئيس الأسد رسالتك.
أحمدي نجاد: نعم فالعدالة تقضي بأنه لا يحق لأحد قتل الآخر، وسنقوم بعمل جهود كبيرة لتشجيع الحكومة السورية والأطراف الأخرى للوصول لاتفاقات وفهم بعضهم البعض، لكن ما أعتقده أنه لا يجب أن يكون هناك تدخلا من الآخرين في مثل هذه القضايا كمعارضة الولايات المتحدة التي لم تقم بأية مساعدة، فقد كان بإمكانهم عمل شيء أفضل في ليبيا منذ البداية، لذلك لا بد من وجود فريق دولي يجعل كل طرف يفهم الآخر. لكن الناتو كان له هدف في ليبيا، فهم أرادوا الحصول على مصادر النفط في ليبيا، وكان بإمكانهم العمل على الحد من قتل الناس هناك.


رد مع اقتباس