أقلام وآراء
أقلام وآراء من الصحف العبرية
|
في هــــــذا الملف
رام الله تحاول ان تقرر اذا كان يوجد شريك في القدس
خلافا لحماس فان عباس لا يرى مانعا من ادارة مفاوضات مع اسرائيل اذا جاءت بعرض يمكن قبوله مسنودا بضمانة امريكية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
اليوم الذي يلي الانتخابات: ماذا حدث هنا؟
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
تحدِّيا لوزير الدفاع
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
المساواة في العبء: لاننا لسنا مغفلين
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
حكومة موسعة مصلحة وطنية
بقلم: ايزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
مرسي هو العنوان الآن
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
|
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رام الله تحاول ان تقرر اذا كان يوجد شريك في القدس
خلافا لحماس فان عباس لا يرى مانعا من ادارة مفاوضات مع اسرائيل اذا جاءت بعرض يمكن قبوله مسنودا بضمانة امريكية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
ليس ليوسف رزقة، المستشار السياسي لاسماعيل هنية أي شك: 'نتائج الانتخابات في اسرائيل هي هزيمة لنتنياهو'، قرر قائلا. ليس مجرد فشل بل فشل آخر في مسلسل بدأ مع حملة عمود السحاب، تواصل بالهزيمة في الامم المتحدة أمام نجاح محمود عباس بتحقيق اعتراف بدولة فلسطينية مراقب وانتهى بالعلاقات الباردة مع براك اوباما.
في لعبة مبلغ الصفر، فان الفشل لنتنياهو يفترض ظاهرا أن يكون انجازا لحماس. ولكن سامي ابو زهري، الناطق بلسان حماس على علم بالشرك الذي في المفهوم القائل انه لو كان اليسار انتصار لكان ممكنا ان يعتبر شريكا مناسبا في المفاوضات. وقال في مقابلة صحفية ان 'غياب الموضوع السياسي عن الانتخابات في اسرائيل يشهد أيضا على باقي الاحزاب، الوسط واليسار، التي تتفق كلها على استمرار العدوان ضد الفلسطينيين والتنكر لحقوقنا الوطنية'. ورغم هذا الفهم فان هزيمة اليمين اذا كانت هذه هزيمة لا تغير على الاطلاق المعادلة التي بموجبها لا يوجد ولا يمكن أن يوجد شريك صهيوني للمفاوضات.
السؤال اذا كان يوجد ام لا يوجد شريك للمحادثات، والذي رسم خط الحدود بين معسكر اليمين واليسار في اسرائيل، كان أيضا أحد خطوط التمييز المتصلبة والواضحة بين فتح وحماس. فبينما تمسك عباس بالموقف في أن المفاوضات مع اسرائيل هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق المصالح الفلسطينية وان لدى الولايات المتحدة وحدها القوة لخلق شريك اسرائيلي، فقد رأت حماس في هذا الجهد ترهات عديمة الاساس في افضل الاحوال، وتعاون مع العدو في اسوأها. وفي السنة الاخيرة لم يكن لعباس مفر غير الموافقة ان ليس فقط نتنياهو ليس شريكا، بل ان الجمهور الاسرائيلي لا يمكنه أن ينشىء شريكا بديلا في الانتخابات.
ولكن خلافا لفهم حماس، فان عباس لا يرى مانعا مبدئيا من ادارة مفاوضات مع اسرائيل، اذا ما جاءت بعرض يمكن قبوله يكون مسنودا بضمانة امريكية، حتى لو كان نتنياهو هو الذي يدري المفاوضات من الطرف الاسرائيلي.'نحن سنتعاون مع كل حكومة اسرائيلية تتبنى مبدأ الدولتين للشعبين، توقف البناء في المستوطنات وتقبل قرار الامم المتحدة في تشرين الثاني، بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية كدولة مراقب في الامم المتحدة'، قال هذا الاسبوع نبيل ابو ردينة الناطق بلسان محمود عباس.
هذه الفوارق بين حماس وفتح في المسألة السياسية، تملي ايضا مبادىء المفاوضات للمصالحة، والتي تجري بوتيرة متغيرة منذ التوقيع على اتفاق القاهرة بينهما في تشرين الثاني 2011. وذلك بعد نحو خمس سنوات منذ الاتفاق الفاشل في مكة والذي وقع في بداية 2007 ومساعي الوساطة المصرية التي استؤنفت في العام 2009. وحسب الاتفاقات التي تحققت في نهاية السنة الماضي بين خالد ومشعل وعباس، يفترض بالطرفين ان يبدآ في نهاية الشهر في مباحثات عملية لتطبيق اتفاق المصالحة. وفي هذه الاثناء يبدو ان هذه المباحثات لن تبدأ قبل الشهر القادم وربما في وقت لاحق، الموعد الذي لا ينقطع عن عملية تشكيل الائتلاف في اسرائيل، والذي يتعين عليه أن يوضح للفلسطينيين الى أين يتجه وجهه.
من هنا تنشأ ايضا الفوارق في المواقف في سلم الاولويات الفلسطيني. فبينما يصر عباس على أنه يجب أولا اجراء الانتخابات للقيادة الفلسطينية في الضفة وفي غزة على حد سواء وبموجبها يتقرر توزيع المناصب ومجالات المسؤولية بين الحركتين، فان حماس من جهتها تطالب بان تقام أولا حكومة وحدة، تنفذ اصلاحات في تشكيل م.ت.ف بشكل يضمن لحماس مكانة هامة في المنظمة، والوصول الى اتفاق على عمل أجهزة الامن.
في حماس يخشون من أنه اذا جرت انتخابات قبل اقامة حكومة الوحدة وقبل أن يتفق على انظمة توزيع الحكم، من شأن عباس أن يستخدم نتائج الانتخابات كي يقرر بموجبها، وليس حسب الاتفاق السابق، توزيع مجالات المسؤولية. مثل هذا الوضع من شأنه أن يجعل حماس فصيلا فلسطينيا آخر ينتظر دوره في توزيع المناصب وليس كمن يمكنه أن يمليها على اساس اتفاق المصالحة.
تخوف آخر من حماس هو أن نتائج الانتخابات قد تشير الى أن معظم الجمهور الفلسطيني يفضل النهج السياسي لحماس حيال اسرائيل والولايات المتحدة، وهكذا تعلق حماس في موقف متعذر: اذا عارضت الخطوة السياسية ستظهر كمن تعارض المصالحة مع فتح. وبالمقابل، اذا ما قبلت موقف الجمهور، فستضطر الى التنكر لمواقفها الايديولوجية.
ولكن هذا ايضا رهان من جانب عباس. اذا ما فضل الناخبون الفلسطينيون حماس، فسيتحطم الامل في المفاوضات السياسية ومثله ايضا الفرصة للتعاون الدولي مع الدولة الفلسطينية. ولكن في حينه يمكن لعباس أن يعتزل منصبه بهدوء دون أن يتحمل مسؤولية انهيار فلسطين أو ان يسلم المفاتيح لاسرائيل، بحيث تدير المناطق بنفسها.
حماس ليست عمياء كي لا ترى حقل الالغام هذا وهي تحاول أن تمسك العصا من طرفيها. وقد أعلنت بانها توافق على ان يكون عباس رئيس الحكومة التي تقوم بالتوافق. وهكذا تلمح حماس بانها لن تعارض في أن يواصل عباس العمل في القناة السياسية طالما كان متفقا على أن كل اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، اذا ما تحقق، سيخضع لاستفتاء الشعب الفلسطيني.
هذا الاسبوع التقى في قطر خالد مشعل مع جبريل الرجوب، الذي يحمل اللقب الرسمي لرئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية، ولكنه عمليا يعمل كمبعوث خاص لعباس. ولم تنشر تفاصيل اللقاء ، ولكن حسب مصادر فلسطينية في رام الله، فان الرجوب كفيل بان يكون المسؤول بتكليف من عباس عن تطبيق بنود التعاون الامني في اتفاق المصالحة الفلسطينية.
وسيتضمن هذا التعاون دمج أجهزة الامن واقامة قيادة موحدة يشارك فيها رجال فتح، حماس والجهاد الاسلامي. واختيار الرجوب ليس صدفة وليس فقط بسبب ماضيه كمسؤول عن الامن الوقائي. فلدى الرجوب اتصالات جيدة مع بعض من كبار المسؤولين في اسرائيل وهو مقبول كمن يمكن 'عقد الصفقات معه'.
الخلاف في المسألة السياسية وانعدام وجود توافق بين حماس وفتح في مسألة الانتخابات يكفي ظاهرا من أجل عدم الانتظار بانفاس مقبوضة المصالحة الفلسطينية. ولكن من جهتها، فان مصر، السعودية وقطر تمارس الضغط الشديد على الطرفين للوصول الى مصالحة سريعة. مصر، العراب والراعي لاتفاق القاهرة، تتطلع لان تصبح حماس حركة سياسية شرعية، حسب نمط الاخوان المسلمين، كي تتمكن من شطب غزة عن قائمة التهديدات على مصر. وطالما كانت حماس حركة مسلحة فانها هي او خصومها في القطاع وفي سيناء قد تشعل غزة من جديد، تجر ردا اسرائيليا شديدا يجبر مصر على أن تدخل مرة اخرى في دور الوساطة الكريه.
طالما كانت مفاوضات بين فتح وحماس، لا يمكن لاسرائيل أن يكون دور هام بالذات في الفترة الانتقالية. وذلك اذا ما أعلنت في الزمن القريب القادم بانها مستعدة لان تبدأ مفاوضات مع محمود عباس على أساس قسم من المبادىء الاساس التي يقترحها.
مثلا، ان تتبنى مرة اخرى، بفم مليء وبصوت عال مبدأ الدولتين للشعبين وتعلن بان موضوع المستوطنات هو الاخر يمكن أن يطرح على البحث. يمكن لهذا ان يكون بداية مناسبة كفيلة بان توفر لعباس مسارا سريعا لاستئناف المفاوضات ووضع حماس امام المعضلة. ويمكن لهذا ايضا ان يكون الاختبار السياسي الاول ليئير لبيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الذي يلي الانتخابات: ماذا حدث هنا؟
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
كانت انتخابات 2009 هي انتخابات بيبي أو تسيبي. وكان السؤال الذي وُضع أمام الناخبين بصورة صريحة مضللة هل يريدون حكومة سلام مع لفني أم حكومة قوة مع نتنياهو. وكانت انتخابات 2013 انتخابات بيبي أو بيبي. وكان السؤال الذي لم يوضع أمام الناخبين بصورة صحيحة هو هل يريدون حكومة يمين وسط لنتنياهو أم حكومة يمين يمين لنتنياهو. فالذي فهم السؤال أجاب عنه وفاز والذي لم يفهم السؤال خرج من اللعبة وهُزم.
كان أمر انتخابات 2013 في أساسه هو كله شأن بنيامين نتنياهو. كانت له في السنوات الاربع الاخيرة ثلاثة انجازات مهمة هي: الاستقرار الامني والاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي. لكن كان لنتنياهو في السنوات الاربع الاخيرة ثلاثة اخفاقات كبيرة ايضا وهي: الثبات السياسي في نفس المكان، والثبات الاجتماعي والثبات النفسي في نفس المكان.
إن التأليف بين الانجازات والاخفاقات أدى الى ان تشمل المعركة الانتخابية خمسة استفتاءات مختلفة للشعب في رئيس الوزراء: أتحبون نتنياهو أم لا تحبونه؟ لا نحبه. أتُقدرون نتنياهو أم لا تُقدرونه؟ نُقدره. أتعتمدون على نتنياهو أم لا تعتمدون عليه؟ لا نعتمد. أتريدون نتنياهو رئيسا للوزراء أم لا تريدونه؟ نريده. فاذا كان الامر كذلك فلمن تصوتون بحق الشيطان؟ نصوت للقوة السياسية التي تنضم الى نتنياهو وستفرض على نتنياهو ان يسير في الطريق الذي نريد ان يسير فيه.
صك يوسي سريد في 1992 الشعار الغالب 'يومريتس اسحق رابين'. وكان قول نفتالي بينيت الغالب في 2013 يزداد نتنياهو تطرفا، وكان قول يئير لبيد الغالب يُمركَز نتنياهو. وكان هذان الهاويان السياسيان هما الوحيدين اللذين فهما الضعف الكامن في قوة نتنياهو باعتباره المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء. واستغل كلاهما هذا الضعف لمصلحتيهما وبنيا أنفسهما بعناق الدب الذي منحاه زعيما وطنيا غير مؤيد لا يوجد بديل عنه في هذه الاثناء.
كان نفتالي بينيت أول من فهم السر. فهو من جهة هيّج الصهيونية المتدينة بأن حقق حلمها المخبوء (الذي صاغه البروفيسور آفي رابتسكي) وهو الانتقال من مقطورة مطعم القطار الى القاطرة. وهو من جهة اخرى هيّج شبابا كثيرين بأن عرض عليهم شيئا جديدا ومُحمسا وآسرا. والتأليف بين هذين التيارين القويين أفضى الى زيادة نصيب بينيت من المدرعة اليمينية الاسرائيلية على حساب نصيب نتنياهو.
ووقف جالوت القوي القديم من الليكود بيتنا عاجزا في مواجهة ضربات الحب التي أمطره بها داود الخفيف الحركة من البيت اليهودي.
وكان يئير لبيد الثاني الذي فهم السر. فقد كانت حملة انتخابات هذا الاسرائيلي الوسيم مدة اشهر كثيرة غير مُركزة وغير مقنعة. وفي عملية 'عمود السحاب' خرس واختفى وانخفض في استطلاعات الرأي في نقطة حضيض المعركة الى 5 نواب. لكن لبيد كشف بعد ذلك عن مكان وجود المال. فهو من جهة وشم جبينه بصرخة ألم الطبقة الوسطى وهو من جهة ثانية أقام نفسه باعتباره شريك نتنياهو المستقبلي وصاحب المسؤولية.
في الاسبوعين الاخيرين جعل هذان الاجراءان لبيد الأيقونة الجديدة للمركز الاسرائيلي. وان التأليف بين حزب الجدد وحزب عصيان الطبقة البرجوازية وحزب يتجه الى نتنياهو جعل يوجد مستقبل الحزب الحقيقي لأمة الهاي تيك الاسرائيلية، فقد مكّن الاسرائيليين غير اليمينيين من معارضة نتنياهو والارتباط به معا كي يوجد هنا أمل للمستقبل.
وهكذا تحولت انتخابات 2013 الى انتخابات ثلاثة: نتنياهو المُضعَف في الوسط وعن جانبيه الشابان الجديدان المُكهربان من اليمين اليمين والوسط الوسط اللذان استمدا منه القوة وحولا قوته الى قوتهما.
وتحولت شيلي يحيموفيتش وتسيبي لفني اللتان حافظتا على مبادئهما ورفضتا المشاركة في لعبة القوة الى غير ذواتي صلة.
أما شاس التي كانت دائما تلعب لعبة القوة فلم ترتفع ولم تنخفض. وضاعف اليسار الصهيوني من ميرتس قوته وحافظ اليسار غير الصهيوني على قوته لكن هذا وذاك بقيا خارج ميدان التأثير الحقيقي. كان اسم اللعبة نتنياهو لبيد بينيت ونتيجة اللعبة هي نتنياهو لبيد بينيت وسيكون الذي يصوغ السنوات القريبة في دولة اسرائيل توازن القوى بين بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ونفتالي بينيت.
من بين لبيد وبينيت يكون تفضيل نتنياهو واضحا وهو لبيد فكريا وشخصيا ايضا.
فرئيس الوزراء يبغض رجل الهاي تيك هذا من رعنانا ويفضل عليه صاحب الموهبة من رمات أفيف. وفي أحاديث مغلقة جدا سبقت الانتخابات حدد بيبي هدفه في انتخابات 2013 وهو: كتلة نتنياهو لبيد وفيها 50 نائبا. كان نتنياهو يأمل في الحقيقة ان تكون البنية الداخلية للكتلة 12 38 لا 19 31 لكنه يعزي نفسه الآن بأن الهدف المأمول وهو الـ 50 قد أُحرز مع ذلك كله.
في الاسابيع التي تلي الانتخابات يستطيع الصديقان الطيبان لأرنون ملتشين ان يستغلا أرنون ملتشين لبناء ثقة متبادلة ولانشاء القطب القوي الذي تنتظم الحكومة القادمة حوله. وإن القاعدة البرلمانية الصلبة لـ الليكود مستقبل تُمكّنهما من ابطال فعل البيت اليهودي وكف جماح شاس وتوجيه خرطوم الحكومة الجديدة الى الوسط.
لكن لبيد من بين الاثنين نتنياهو لبيد هو اللاعب الذي يُمسك بأوراق اللعب. فاذا فضل ان يُدير ظهره لوعود حملته الانتخابية وان يتولى وزارة الخارجية ويقود اسرائيل الى مسيرة سياسية فانه قادر على إبقاء بينيت خارج الحكومة التي تشمل ايضا الحريديين والحركة وكديما. لكنه اذا فضل ان يغير طريقة الحكم ويعالج المساواة في العبء ويُحسن وضع الطبقة الوسطى فسيحتاج الى نفتالي بينيت شريكا.
في الحالة الاولى سيعمل نتنياهو ولبيد معا في مواجهة بينيت الذي سيضربهما من المعارضة. وفي الحالة الثانية سيكون الثلاثة المتقدمون في الانتخابات هم الثلاثة المتقدمين في الحكومة ايضا، وسيقعد المثير الداعي الى مركزة نتنياهو والآسر الداعي الى تطرف نتنياهو عن جانبي الرجل البائس نتنياهو ويجعلان حياته مُرة.
في الشهر الذي سبق الانتخابات تمت في هذه السلسلة رحلة قصيرة مكثفة الى الوسط اليسار الاسرائيلي. وكان الذي بيّنته أكثر فصول السلسلة ان نتنياهو ليس قويا كما يُخيل الينا وانه اذا وُجد للوسط اليسار بينيت خاص به فانه يستطيع المفاجأة. وقبل الانتخابات بأسبوع لم يكن مُجري اللقاء ولا من أُجريت اللقاءات معهم يرون بينيت كهذا في الأفق. واشتكى مُجري اللقاء ومن أُجريت اللقاءات معهم وبحق من الانقسام والمهانة في الوسط اليسار.
لكن في الايام الاخيرة من المعركة نجح يئير لبيد في ان يجعل نفسه بينيت الوسط بل في ان يتغلب تغلبا كبيرا على بينيت اليمين، وكان طوفان لبيد في 2013 يشبه بصورة عجيبة طوفان لفني في 2009: فقد تدفق فجأة، في مواجهة تهديد اليمين الحقيقي كثيرون الى ما تبين عندهم أنه آخر أمل ابيض. وهكذا أصبح لبيد الآن لفني الجديد. وهو يتمتع بالاعتماد الذي تمتعت به لفني ويثير التوقعات التي أثارتها لفني وهو يعتمد على القوى نفسها.
بعد ان ورث كديما حزب أبيه أصبح هو وارث كديما. لكن التحدي الضخم الذي يواجه لبيد هو كيف لا يُخيب الآمال مثل لفني وكيف لا يتحطم مثل كديما. وكيف يحطم آخر الامر نموذج فارس خلاص ابيض يظهر فوق حصان خلاص ابيض ويختفي كما جاء.
وإن تحدي الوسط اليسار لا يقل عن ذلك حدة، فقد أثبتت انتخابات 2013 أن اسرائيل ليست يمينية. وبرغم التغييرات السكانية ما زالت الأكثرية الاسرائيلية أكثرية سليمة العقل تريد دولة سليمة العقل ليست قومية وليست متدينة. وهكذا يستطيع الوسط اليسار بعمل صحيح ان يفعل باسرائيل الحالية ما فعله بيل كلينتون بامريكا بعد ريغان بوش وما فعله براك اوباما بامريكا بعد جورج بوش الابن.
لكن لا يكفي من اجل إحداث التغيير العميق حملة انتخابية مُحكمة ومرشح ذو سحر شخصي كبير بل يُحتاج من اجل إحداث التغيير العميق الى صوغ تصور عام جديد وانشاء فريق قيادة جديد يُجيبان اجابة شاملة جدية عن تحديات اسرائيل الوجودية. ومن المرغوب فيه ان يُصاغ التصور العام المناسب وفريق القيادة المناسب الآن. ففي هذه الدولة وفي هذا الشرق الاوسط لا يمكن ان نعلم ماذا يلد اليوم. ويجب توسيع شق الأمل الذي فُتح في كانون الثاني 2013 جدا، وسريعا جدا والآن حقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تحدِّيا لوزير الدفاع
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
سيكون على رأس برنامج عمل وزير الدفاع القادم هدفان مركزيان الاول اقناع رئيس الوزراء بأن الهجوم على ايران خطأ والثاني الاقتطاع من ميزانية الدفاع. وسيصعب على الوزير احرازهما وإن كان سيهب لمساعدته على الشأن الاول كبار مسؤولي جهاز الامن بغرض اقناع بنيامين نتنياهو بالتخلي عما سماه مئير دغان 'عملا غبيا' وسماه اهود اولمرت 'هذيانات مغامِرة'.
بعد الانتخابات بيوم بسط نتنياهو أهداف الحكومة التي ينوي ان يرأسها، المركزية الخمسة. وبدأ القائمة بـ 'قوة أمنية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا وقد كان أولها وما زال منع ايران من الحصول على السلاح الذري'، أي أنه برغم انه 'أخفى' الموضوع الايراني في الايام التي سبقت الانتخابات فانه لم يُهمله. وبحسب ما يقول ناس مقربون جدا من رئيس الوزراء، بقي على يقين من ان التاريخ فرض عليه دور منقذ العالم الحر من التهديد الذري الايراني.
سيكون التحدي الكبير لوزير الدفاع القادم ان يحاول ان يحرف نتنياهو عن الطريق المفضي الى هجوم اسرائيلي على منشآت ايران الذرية. ولن يكون ذلك سهلا حتى لو أخذنا في الحسبان انه أُنفق في الاعداد للهجوم 11 مليار شيكل (كما كشف اولمرت عن ذلك)، قد يعفى عليها. يجب على وزير الدفاع القادم ان يقف حارسا في مواجهة خطر اتخاذ قرار الهجوم من اجل تسويغ انفاق هذه الموارد الضخمة فقط.
في حين قد يحرز وزير الدفاع هذا الهدف بصعوبة مع الاعتماد على التوصيات المختصة لبعض الضباط الكبار الذين تُنسب اليهم معارضة الهجوم على ايران، فان احتمالات ان يحرز الهدف الثاني أقل كثيرا، فهنا لن يهب الضباط الكبار لمساعدته بل بالعكس. قليلون هم وزراء الدفاع الذين نجحوا في الاقتطاع من ميزانية الدفاع وكان ذلك لمدة قصيرة فقط وأبرزهم دافيد بن غوريون واسحق رابين. فقد أدرك هذان الاثنان انه اذا استمر مسار الزيادة غير المنضبطة لميزانية الجيش الاسرائيلي فسيكون الاضرار بالاقتصاد بالغا. وأدرك هذا ايضا بنيامين نتنياهو حينما تولى وزارة المالية وعبر أكثر من مرة عن رأيه القاطع في الحاجة العاجلة الى الاقتطاع من ميزانية الدفاع. لكن نتنياهو الذي لم ينجح إذ كان وزير المالية في التقليص من الأمن، قلب جلده حينما دخل ديوان رئيس الوزراء وأرخى الزمام. وساعد في السنوات الاربع الاخيرة على زيادة ميزانية الدفاع حتى بلغت مقدارها الحالي الذي يزيد على 60 مليار شيكل.
قال البروفيسور مناويل تريختنبرغ في تناوله لهذه الميزانية الضخمة ان 'الحقيقة يجب ان تُقال وهي ان دولة اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بميزانية دفاع تزيد على 60 مليار شيكل كما يطلب جهاز الامن، وهي لا تستطيع ان تتجاهل بعد الحاجات الاجتماعية المُلحة'.
ويتبين ان كبار مسؤولي هيئة القيادة العامة لا يعنيهم حقا ما الذي تستطيع الدولة ان تسمح لنفسها به، وسيضطر من يدخل الى المكتب في الطابق الـ 14 من مبنى وزارة الدفاع الى ان يتطرق فورا الى طلب الجيش الاسرائيلي زيادة ميزانيته في سنة 2013 لتصبح 62 مليار شيكل. ولا يعوزنا القافزون الى عمل وزير الدفاع الذي هو الثاني في التراتب الحكومي بعد رئيس الوزراء. لكن يجب على المرشحين ان يعلموا أنهم اذا أرادوا أن يؤدوا عملهم في اخلاص وعن تفكير في مصلحة الدولة فانه تنتظرهم مواجهة غير سهلة لرئيس الوزراء المسارع الى الهجوم على ايران وقيادة الجيش العليا التي ستحارب بكل ما أوتيت من قوة من يحاول المس بميزانيتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المساواة في العبء: لاننا لسنا مغفلين
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
ثمة ثورة اخرى على الباب: فبعد نجاح 'ثورة الهواتف المحمولة' لموشيه كحلون و'ثورة الاسعار' لاوبتكا هيلبرن، ينتقل مجتمعنا الثوري الى غايته التالية وهي ثورة المساواة في العبء التي تساوي في مصيريتها الثورة الفرنسية ولا تقل أهميتها إلا قليلا عن الثورة الصناعية.
من بنيامين نتنياهو الى يئير لبيد الى نفتالي بينيت كلهم على أعواد المشانق، وفي حين خرجت شعوب التاريخ للنضال عن الحقوق، يخرج المجتمع في اسرائيل للنضال عن الواجبات خاصة فهو يريد ان يخدم الجميع، الجميع، في الجيش. ولماذا في الحقيقة؟ لأن الجيش في نظره قيمة أكثر اطلاقا من القيم جميعا؛ ولأن 'عدم الظهور بمظهر المغفل' هو الشعور القومي الأكثر اطلاقا من كل شعور.
أعدل ومساواة وأخوة؟ في هذه الثورة القليل جدا من كل ذلك. فالقليل من العدل في مجتمع غير عادل (بسبب اسباب مختلفة تماما)، والقليل من المساواة في مجتمع لا مساواة (بسبب اسباب مختلفة تماما)، ولا يوجد أدنى قدر من الأخوة. فالهدف الحقيقي هو المس بالمختلف والآخر والتحرش بالأقلية من الحريديين والعرب الذين هم، وليس هذا عرضا، الأفقر ومعاقبتهم. والى جانب شهوة الانتقام لرؤيتهم يُجندون للجيش الاسرائيلي أو للخدمة الوطنية، تظهر الكراهية لهذين الوسطين. هذه هي النار السيئة الحقيقية التي تحرك هذا النضال الذي يوحد أكثر أسباط اسرائيل. انه موحِّد جدا حتى إن الساسة قد تلقفوه كمن يجد غنيمة كبيرة.
وإن الغنيمة لكبيرة حقا: فأي شيء أكثر اجماعا عليه من الدعوة الى تجنيد الجميع، وأي شيء أكثر حصدا للاصوات من الدعوة الغوغائية هذه الى التساوي في عبء الخدمة. إتكلوا على لبيد أنه اذا كانت هذه رايته فان الحديث عن راية الاجماع المبطنة واللذيذة والدافئة التي لا يوجد أي خطر أو كلفة الى جانبها. واعتمدوا على نتنياهو أنه اذا كان يقفز الآن في شعور تهكمي على هذه العربة المنطلقة فانه يعلم ما الذي يفعله.
ليس الشعور بالعدل هو الذي يحركهم ولا الطموح الى مجتمع أكثر مساواة ايضا. ان الاسرائيليين الذين يدعون الى المساواة في العبء لا يريدون التساوي حقا، فمن الحقائق انهم لا يناضلون مظالم أكبر بكثير. من دعا الى المساواة ولم يحصل عليها؟ يقف في الصف الطويل المظلومون والمضطهدون والفقراء والفلسطينيون والعرب والشرقيون والنساء والمهاجرون، لكن اسرائيل تشن الحرب في موضوع التجنيد خاصة وقد اختارت من كل مظالمها ان ترفع هذه المظلمة الهامشية وعليها ستقوم الحكومة في اسرائيل الآن.
نشك في ان يكون الجيش الاسرائيلي يريد الحريديين، ونشك في انه محتاج اليهم؛ ولا يقصد أحد بجدية الى تجنيد العرب، ونشك في ان يكون أحد ما يهمه حقا ان يُجند احمد لكنس عيادة طبية في الوسط العربي. لكننا لسنا مغفلين وأقلياتنا مكروهة ولهذا هلّم ننقض عليها. لا يوجد بين المجندين تساوٍ (في العبء)، ومن الذي يحدد أصلا أيهم أشد اسهاما في المجتمع، الجندي أم الشاعر، والعامل أم الحاخام. أصبحت توجد مساواة للجميع، مساواة أمام القانون بين الاغنياء والفقراء، والعرب واليهود؛ ومساواة في الدخل بين النساء والرجال، ومساواة في الفرص بين اليهود الغربيين والشرقيين فلم يبق سوى هذه المظلمة يُراد رفعها وفورا. واذا وقف فيشل عند الحواجز ونكل بالفلسطينيين فسنعلم آنذاك فقط أنه أصبح عندنا مجتمع عادل متساوٍ.
يريد أكثر العرب الاندماج في العمل لكن اسرائيل يكفهر وجهها لهم. أنظروا الى 'المناطق الصناعية' في المدن العربية، حيث ترى خليطا من الكراجات واماكن تصليح الاطارات. وحاولوا ان تكونوا محمد وان تجدوا عملا في تل ابيب، بل انه يصعب عليه ان يجد شقة للايجار. ويريد جزء أخذ يكبر من الحريديين الاندماج في العمل. ولا تؤخذ في الحسبان عند هاتين المجموعتين الخدمة في الجيش الاسرائيلي. فالجيش الاسرائيلي سمين بقدر كاف ليتخلى عن خدمتهما، واسرائيل قوية بقدر كاف كي تحترم محدوديتهما. لن يندمجا بالقوة في الجهاز الاقتصادي ولا بسن القوانين ولا بأوامر ظالمة من حكومة نتنياهو لبيد، بل ان الطريق الى إدماجهما تمر بالاحترام المتبادل والتسامح مع اختلافهما، لكن هذين غير موجودين في أجندة الثورة الاسرائيلية الجديدة القائمة على المساواة في العبء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكومة موسعة مصلحة وطنية
بقلم: ايزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
يمكن ان يتبين ان خسارة الليكود للاصوات والنجاح المدهش لحزب يوجد مستقبل والبيت اليهودي في الانتخابات نعمة لاسرائيل ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فهو يستطيع ان يعرض اصلاحات داخلية انقضى عهدها وان يخط توجها متوازنا نحو الفلسطينيين من حكومة وطنية واسعة.
إن احزاب المعارضة المركزية حصرت عنايتها بصورة شاملة في شؤون اقتصادية اجتماعية داخلية اذا استثنينا دفع ضريبة كلام ما تعترض على سلوك الحكومة في التفاوض. وإن سياسة لبيد الموجهة الى معارضة التطرف الحريدي ودعوته الى ان يشملهم التجنيد وقوة العمل قد اجتذبت مصوتين كثيرين.
وفي سياق العلاقات الخارجية، وبرغم التدهور الكثيف لتأييد الليكود بيتنا، يفضل أكثر جمهور الناخبين ان يكون نتنياهو زعيما على كل مرشح آخر. فهناك اجماع عند الاسرائيليين يؤيد موقف نتنياهو الذي يرى انه لا امكانية للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين بسبب سلوكهم الحالي.
ومع ذلك هناك وعي كبير ان الحديث عن لحظة حاسمة. فنحن يحيط بنا أعداء يلتزمون بالقضاء علينا وتوجد الى حماس وحزب الله نظم اسلامية فوضوية في سوريا ومصر وربما حتى في الاردن. ونحن نواجه تهديدا وجوديا من ايران التي ينبغي ان نسلبها امكانية تحولها الى قوة ذرية. وفي هذا المحيط فان علاقاتنا بالولايات المتحدة أكثر حيوية مما كانت دائما وإن كانت الاشارات الاخيرة من الادارة مقلقة جدا، فقد عين اوباما لمنصب وزير الدفاع انسانا ذا سجل متسق من العداء لاسرائيل يعارض كل خطة عملية عسكرية موجهة على ايران.
ولم يتردد اوباما عن التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وكان كلامه قبيل الانتخابات إظهار احتقار لحليفة. فاذا منح مجلس النواب اوباما اليد الحرة لعلاج اسرائيل فانه قد يجعل حياتنا أصعب كثيرا في السنوات الاربع القريبة. وقد تمتنع الولايات المتحدة عن استعمال النقض الامريكي على قرارات للامم المتحدة من طرف واحد تنتقد اسرائيل. ويمكن ان توجد ايضا دعوات الى قبول خطوط وقف اطلاق النار التي لا يمكن الدفاع عنها من 1949 باعتبارها حدودا (يضاف اليها تبادل اراض لن يوافق الفلسطينيون أبدا على قبولها)؛ ودعوات الى تنازلات اخرى عن مناطق؛ وطلب تجميد الاستيطان حتى في داخل الكتل الاستيطانية المركزية وفي القدس اليهودية، وضغط من اجل تقسيم القدس.
ومع ذلك وبرغم ان اوباما لم يعد محتاجا الى اصوات أو الى تأييد لينتخب من جديد، وبرغم نفوره الواضح من نتنياهو، فانه لا يستطيع ببساطة ان يتجاهل قرارات مجلس النواب أو يحكم حكما يضادها. ويجب على نتنياهو للحفاظ على صلاتنا القوية بمجلس النواب الامريكي ان ينشيء حكومة واسعة تظهر انه يعمل باسم الشعب كله. وعليه ان يحافظ على القدرة على القيام بتنازلات في موضوعات ثانوية مع الثبات الصلب على تلك الموضوعات التي قد تؤثر في المطالب الامنية الأساسية لاسرائيل. ويستطيع ان يبين للعالم ان سياسته تحظى بتأييد أكثر الاسرائيليين مع الكشف عن أكاذيب الليبراليين الذين يريدون ان يصفوا سياسة اسرائيل بأنها تمليها عناصر من اليمين المتطرف وليست اجماعا وطنيا.
إن العقبة الرئيسة التي تواجه نتنياهو هي الحاجة الى الحفاظ على تأييد شاس مع تلبية مطالب الشعبية التي ترى ان يشارك الحريديون في التجنيد أو في الخدمة الوطنية وان يعملوا طلبا للعيش بدل ان يعتاشوا من مدفوعات الرفاه. وسيكون ذلك بلا شك شرطا رئيسا لانضمام لبيد الى الحكومة، وستكون شاس التي يخدم كثيرون من مؤيديها، على عكس يهدوت هتوراة، ستكون معرضة لضغط كبير من اجل الهوادة في هذا الشأن.
اذا انضمت شاس ويوجد مستقبل وكديما والبيت اليهودي الى الليكود بيتنا لانشاء ائتلاف فسيرأس نتنياهو حكومة مستقرة تقوم على 74 نائبا لا يمكن ان تخيفها فصيلة وحيدة ما. واذا لم تنشأ حكومة مستقرة فان ذلك سيضعف قدرتنا على مجابهة أعدائنا والثبات للضغوط الدولية. وللامتناع عن ذلك فان لنا الحق في ان نطلب ان يعمل ممثلونا السياسيون مثل اسرائيليين ذوي شعور وطني وان ينحوا جانبا اختلافاتهم في الرأي وان يتعاونوا للدفع بالمصلحة الوطنية الى الأمام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مرسي هو العنوان الآن
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
من المنطق ان نفترض انه لو شاور رئيس المحكمة في القاهرة زملاءه الصغار اولئك الذين يحكمون في ألعاب كرة القدم فلربما قضى بقضاء مختلف ولم يحكم بالموت على 21 مشجع كرة قدم كانوا مشاركين في الأحداث الدامية في لعبة كرة القدم القاتلة بين بور سعيد والأهلي. فقد انتهت اللعبة التي تمت في الاول من شباط 2012 في مدينة الميناء المصرية تلك بنتيجة 74 قتيلا. فهي مجزرة حقيقية.
ولم يكن من الغباء تماما من السلطات ان تؤجل بت الحكم الى موعد آخر بدل ان تقضي بعد محاكمة تمت وراء أبواب مغلقة (وكان هذا سببا آخر لغضب الجماهير) في مدة شهرين، في الايام المتوترة خاصة التي تتذكر فيها مصر مرور سنتين على ثورة الشعب المصري على مبارك وهي حادثة اخرى أوقعت قتلى.
ربما كان حكم كرة القدم يُذكر رئيس المحكمة بمبلغ ما لمشجعي نوادي كرة القدم في مصر من قوة ولا سيما تلك النوادي المشاركة في القتل. وينبغي ان نتذكر ان الحديث عن أكبر مأساة في تاريخ كرة القدم المصرية والتي تم الابلاغ فيها عن مسؤولية المشجعين لا عن مسؤولية قوات الامن والسلطات المصرية فقط التي أظهرت عجزا مخيفا. وكان يجب على القاضي ان يتذكر انه في أحداث ميدان التحرير التي أفضت الى سقوط مبارك أدى مشجعو نوادي كرة القدم ولا سيما نادي الأهلي دورا مهما. وقد رأى كاتب هذه السطور آنذاك تأثيرهم الكبير في الميدان. لكن ما كان يجب على القاضي فقط ان ينتبه الى ذلك بل كان يجب ذلك على الرئيس محمد مرسي ايضا.
يا لمبلغ المفارقة إذ طلب النظام الجديد ان يُبين للشعب المصري ان سلطة القانون فوق كل شيء وانها لا تخشى تأثيم رجال الامن ولا مجموعات المشاغبين. ان حكم القضاء الشديد وهو عقوبة الموت لـ 21 متهما بالمشاركة في الأحداث الدامية صعّد في واقع الامر الوضع القابل جدا للانفجار. ولسبب ما لم يكن التوقيت وحده اشكاليا بل التأثيمات ايضا. ومشجعو كرة القدم يُرسلون الى المشانق أما القرار المتعلق بالتسعة من رجال قوات الامن فتم تأجيله الى أجل متأخر.
ان مصر بعد سنتين من سقوط مبارك هي مصر هشة غير مستقرة جدا. فالدولة على شفا فوضى سياسية واجتماعية واقتصادية في الأساس. وقد استولى الاخوان المسلمون بصورة طبيعية تقريبا على السلطة لكنهم لم يستولوا بنفس الصورة الطبيعية على الشارع كله. فالمعارضة الليبرالية التي أسقطت نظام مبارك غير ناضجة للحكم لكنها ذات خبرة بالمظاهرات. يفترض ان يفوز الاخوان ايضا في انتخابات مجلس الشعب المخطط لها اذا تمت أصلا في شهر نيسان لكن ليس من الواضح أي ثمن سيدفعون.
لم يأمل الاخوان المسلمون هذا المولود حينما عزلوا المجلس العسكري عن تولي السلطة واستقرت آراؤهم مثل الكبار على ادارة مصر وحدهم. انتظر الاخوان المسلمون هذه اللحظة منذ 1928 لكن صبرهم نفد. فأرادوا كل شيء (الرئاسة والكثرة في مجلس الشعب ودستورا جديدا) وسريعا. وقد غفر الجيش لمرسي العملية الخاطفة لكنه يريد مقابل ذلك ومن اجل مصالحه الاقتصادية، الاستقرار.
يستطيع مذنبو نهاية الاسبوع الاعتراض على الحكم بالطبع، فالحكم بالاعدام في مصر ليس نهائيا إلا اذا وقع عليه علي جمعة المفتي الأعلى لمصر وهو أعلى سلطة دينية في الدولة. والحديث على نحو عام عن خطوة صورية فقط، وقد يطلب الاخوان من المفتي في هذه المرة وهو خاصة لا يحب المتطرفين، ان يتدخل. فعلي جمعة شخص لا يحب العنف وسفك الدماء ولا يؤيد العنف كما يقول إلا اذا كان الحديث عن عمليات انتحارية موجهة على اسرائيل لأن 'فلسطين حالة مميزة'.
يجب على جمعة ان يفهم ان مصر اليوم أعنف من فلسطين بأضعاف مضاعفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ