النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: واقلام واراء اسرائلي 254

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    واقلام واراء اسرائلي 254

    أقــلام وآراء إسرائيلي (254) 30/01/2013 م


    في هــــــذا الملف


    الاسطول الروسي يعربد في المتوسط
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس

    لغز تحت الارض
    بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت

    هكذا يُسمع الزعيم
    بقلم: سيفر بلوتسكر،عن معاريف

    حكمة الحرب منعها
    بقلم: د. غابي أفيتال ،عن اسرائيل اليوم

    حان دور ايران
    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هأرتس

    من تحت الطاولة
    بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت

    جلسات هيئة القيادة العامة
    بقلم: افيعاد كلاينبرغ ،عن يديعوت










    الاسطول الروسي يعربد في المتوسط
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
    بعد طوفان التصريحات والنشاطات ليوم الاحد سجل أمس هدوء نسبي في الخطوات الاسرائيلية في الساحة الشمالية. ولا يدل الهدوء بالضرورة على انخفاض في مستوى التوتر. فالقلق الاساس من امكانية ان يؤدي احتداد وضع نظام الاسد في سوريا الى تهريب سلاح كيميائي من دمشق الى حزب الله بقي على حاله. غير أن يبدو أن اسرائيل تقدر بان خطواتها فعلت فعلها: فقد نقل تحذير واضح الى الاطراف والى الاسرة الدولية بشأن معنى مثل هذه الخطوة من ناحية اسرائيل. ويتبقى الان أن نرى اذا كان التحذير وحده يكفي لمنع التهريب.
    لقد التقطت التصريحات من القدس جيدا في خارج البلاد ايضا وحظيت بتغطية اعلامية واسعة نسبيا في الصحافة الاجنبية. ولا يزال، لترسيم خط احمر توجد آثار تتجاوز التهديد على الرئيس الاسد أو على حزب الله. اذا ما تجلدت اسرائيل ولم تستخدم تحذيراتها في حالة التهريب، مثلما حصل في عدة مناسبات في السنوات الاخيرة، فان الامر سيعتبر ضعفا. واذا قررت الهجوم فانها تخاطر في السيناريو المتطرف بمواجهة عسكرية مع سوريا وحزب الله. وبالذات التهديد الايراني في الهروع لنجدة دمشق، اذا ما هوجمت، بدا أقل اقناعا. مشكوك أن تكون ايران تبحث الان عن صدام مع اسرائيل، بينما تبحث مع القوى العظمى في مستقبل برنامجها النووي.
    وتتابع ما يجري في دمشق باهتمام روسيا ايضا. ففي الاسبوع الماضي بدأت في شرقي البحر المتوسط مناورة واسعة للاسطول الروسي تنتهي اليوم. وفي مقال في موقع معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل أبيب كتب تسفي مغين، السفير الاسرائيلي السابق في موسكو، يقول ان الروس يصفون المناورة بانها الاكبر منذ حل الاتحاد السوفييتي. تشارك فيها 23 سفينة ويقودها بشكل مباشر واستثنائي رئيس الاركان الروسي. ويقدر مغين، استنادا الى رسائل علنية نقلتها موسكو بان المناورة تستهدف الردع من التدخل الخارجي في ما يجري في سوريا.
    ويواصل الوضع في سوريا التعقد في اسبوع يعتمل ويثور فيه الشرق الاوسط. في مصر يقف حكم الاخوان المسلمين امام اختبار يبدو أنه الاصعب منذ فوز محمد مرسي في الانتخابات للرئاسة قبل أكثر من نصف سنة موجة عنيفة بشكل خاص من المظاهرات. وفي العراق تتطور انتفاضة فتاكة اكثر من المعتاد حتى بالنسبة لدولة جربت هذه المصاعب، على خلفية تجديد الصراع الطائفي هناك. وفي الاردن أيضا كانت في الايام الاخيرة مظاهرات عاصفة، في أعقاب نتائج الانتخابات للبرلمان.
    كل هذه الاحداث تدل على أن الهزة الهائلة في العالم العربي مستمرة، دون أي صلة بالطبع بنتائج الانتخابات في اسرائيل. ولكن في الوقت الذي يتلمس فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طريقه في محاولة لبلورة ائتلاف جديد، ترفع عاليا جدول الاعمال المدني، فان التحديات السياسية والامنية لا تدخل في جمود عميق. هذه ميول ستؤثر على ما يبدو أيضا على الشكل الذي سيقرر فيه نتنياهو تعبئة المنصب الحساس لوزير الدفاع. عدد الوزراء المجربين في هذه الامور في المجلس الوزاري التالي من المتوقع أن يقل، مع اعتزال دان مريدور، بيني بيغن واغلن الظن ايهود باراك ايضا (الذي اعلن في نهاية الاسبوع في مقابلة مع السي.ان.ان عن نيته المغادرة 'لخمس سنوات على الاقل').
    ماذا يعني هذا بالنسبة ليئير لبيد؟ أول أمس بذل نتنياهو جهدا محققا بعض الشيء للربط بين المخاطر الامنية والحاجة الى اقامة ائتلاف جديد بسرعة. في ثلاثة من العواميد السياسية في نهاية الاسبوع، في 'هآرتس' و 'يديعوت احرنوت' اقتبس بتوسع وزير من الحكومة المنصرفة، يحذر لبيد من الاغلاق على نتنياهو في اتفاق مفصل وملزم قبل أن يدخل الى الائتلاف. يخيل أن التحذير يتأكد فقط على خلفية الوضع الاستراتيجي: في ظروف كهذه مهم جدا ماذا ستكون عليه مكانة لبيد وأي قوة ستحصل عليها مواقفه في المسائل السياسية الامنية، ليس فقط في المجال الاجتماعي الذي ركز عليه اهتمامه حتى الانتخابات.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    لغز تحت الارض
    بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
    ما الذي حدث اذا في فوردو في منشأة تخصيب اليورانيوم السرية للمشروع الذري الايراني غير بعيد عن مدينة قم المقدسة؟ تجتمع من يوم لآخر معلومات اخرى وتكثر معها ايضا علامات السؤال.
    هل الحديث عن خلل 'عادي' كما يحدث احيانا في مشروع بهذا الحجم (وقد حدثت كثيرا في المشروع الذري الايراني)، أو هل الحديث عن تخريب آخر مُحكم من الموساد الاسرائيلي (وقد حدث كثير ناجح منه اذا صدقنا الأنباء الاجنبية المنشورة). أو هل هذا نبأ مختلق نشرته جهات معارضة ايرانية لاحراج السلطة في طهران (وقد حدث من شبهه غير قليل).
    يصعب في هذه الاثناء الحصول على تصديق للنبأ الذي نشر على لسان رضا خليلي الذي يزعم انه كان عميلا لوكالة الاستخبارات الامريكية في طهران. وأنكر الايرانيون البلاغات الصحفية عن الانفجار ويزعم الامريكيون ايضا أنهم لا يعلمون شيئا. 'لا نؤمن بأن التقرير في هذا الشأن صادق'، قال أمس متحدث البيت الابيض جي كارني في توجيه للصحفيين.
    أصبح ممكنا ان نجزم ان الابلاغ بأن مئات العمال احتجزوا في عمق الملجأ تحت الارض في باطن الجبل في فوردو غير صحيح، فايران ليست كوريا الشمالية بل هي دولة متصلة بالعالم الخارجي، فلو ان مئات كانوا محتجزين لتحدث أقرباؤهم منذ زمن.
    ومن جهة اخرى قد يكون حدث عطل شديد من غير محتجزين أو قتلى. وفي مقابل الانكار الايراني العام عزم وسيلتان اعلاميتان مهمتان 'التايم' اللندنية و'ذي وورلد' الالمانية، تزعمان أنهما حصلتا على تصديق لذلك النبأ من مصادر اخبارية اسرائيلية ايضا.
    وصف ايراني هرب الى الغرب أمس في القناة الثانية ما حدث هناك في زعمه: 'كان أكثر العاملين والعلماء في أسفل على عمق نحو من 90 مترا في باطن الارض. ولهم مصعدان تعطلا بسبب الانفجار. وليست عندنا معلومات عن عدد المصابين في المنشأة. وقد بدأنا نتلقى الآن شيئا من المعلومات ونحن ننوي ان نسلم هذه المعلومات بعد التحقق منها. ان ظن الايرانيين الأولي هو ان هذه عملية سرية للموساد'.
    بعد اعمال اغتيال وتخريب سابقة قال وزير الدفاع اهود باراك 'اجل ستكثر'. وقال رئيس هيئة الاركان بني غانتس انه 'تحدث في ايران امور على نحو غير طبيعي'، وأضاف متحدث الجيش الاسرائيلي انه 'لم يذرف دمعة' لموت عالم ذرة كبير. ورد أمس نائب رئيس الوزراء موشيه يعلون بصورة مشابهة فقد قال يعلون وهو واحد من المرشحين لمنصب وزير الدفاع القادم: 'قرأت عن هذا في الصحيفة'.
    ما هي أهمية منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو؟ انها كبيرة جدا فهي في واقع الامر المنشأة المركزية للمشروع الذري الايراني لا لأنها الكبرى. فالمنشأة في نتناز التي يوجد جزء منها فوق الارض أكبر كثيرا، ففي فوردو يوجد حد للحجم بسبب موقعها تحت الارض. لكن فوردو واقعة في لب 'مجال حصانة' ايران ويفترض ان تكون محمية من هجوم محتمل من اسرائيل والولايات المتحدة.
    ان الملجأ الحصين في فوردو محفور في عمق الجبل وكان يفترض ألا يكشف الغرب عنه، ومنذ تم الكشف عنه على يد اجهزة استخبارات الولايات المتحدة وبريطانيا أصبح المشكلة المركزية في كل خطة قصف من الجو. لأنه سيصعب حتى على القنابل المحطمة للملاجيء الحصينة تحت الارض الأكثر تقدما التي تملكها الولايات المتحدة (ولم تُعط لاسرائيل كما نعلم) سيصعب عليها جدا ان تخترقها فضلا عن تدميرها تماما. ويستخدم الايرانيون هذه المنشأة ايضا لتخصيب اليورانيوم بدرجة عالية نسبيا تبلغ 19.7 في المائة ولخزن الاحتياطي الموجود ايضا أي حماية هذين من الهجوم.
    منذ 2005 أصابت المشروع الذري الايراني سلسلة اعطال وكوارث واتهم الايرانيون اجهزة الاستخبارات في الغرب وبخاصة اسرائيل. وايران قابلة لاصابة اعطال من الامداد بمعدات معطوبة ومفخخة لأنها واقعة تحت عقوبات لا تبيح لدول أو لشركات خارج ايران ان تبيعها معدات عسكرية أو معدات تُستعمل استعمالا مزدوجا مدنيا وعسكريا. ولهذا ليس لايران مفر سوى ان تحاول الشراء بالاحتيال والدهاء في السوق السوداء في الغرب. لأنه يوجد دائما تجار ذوو طمع يكونون مستعدين لبيع كل شيء مقابل المبلغ الصحيح لكن هذا ايضا مفتاح لادخال الفيروسات والمعدات المعطوبة أو المعدات التي تُمكّن من الاعطاب في اللحظة الملائمة.
    ولا يستطيع المشترون الايرانيون على نحو عام ان يجروا على المعدات فحوص نوعية أو ان يفحصوا فحصا شديدا عمن يشترون منه. اذا كانت جهة ما قد نجحت حقا في ادخال شحنات ناسفة الى داخل المنشأة في فوردو فان هذا انجاز منقطع النظير. واذا كان التخريب قد نجح فقد يكون الحديث عن تأخير مهم للمشروع الذري ويكون الحديث نتاج ذلك عن تأجيل آخر للخط الاحمر الذي خطته اسرائيل قبل هجوم محتمل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    هكذا يُسمع الزعيم
    بقلم: سيفر بلوتسكر،عن معاريف
    في ظهر الواحد والعشرين من كانون الثاني خطب براك اوباما، رئيس الولايات المتحدة، خطبة أدائه الثاني لليمين الدستورية. واستمع مئات الآلاف وهتفوا له في ساحات البلدية المفتوحة حول مبنى مجلس النواب في واشنطن. وأصغى عشرات الملايين لبث حي.
    حظيت الخطبة بمديح منقطع النظير حتى من كبار معارضي اوباما. وتأدت التقارير الصحفية عنها عندنا بكلمات معدودة وابتلعتها جلبة الانتخابات. واليكم عددا من المقتبسات المختارة من الخطبة بترجمة حرة الى عبرية بسيطة:
    ان دولة تقوم على مباديء الحرية والمساواة لن تبقى اذا أصبحت نصف حرة فقط.
    يجب على أمة كأمتنا تطمح الى العظائم ان تهتم بالضعفاء وتحمي الجميع من تنكيل القَدَر الشديد. ومع ذلك لم نتخلَ ولن نتخلى عن شكوكنا في السلطة الحكومية التركيزية ولن نتجه الى وهم يرى ان كل امراض المجتمع يمكن ان تشفيها الحكومة فقط. إننا لنُجل مبادرة الفرد وعمله الصعب والمسؤولية الشخصية.
    يقتضي الحفاظ على الحرية عملا مشتركا جماعيا. ونعلم نحن الشعب الامريكي الآن ان دولتنا لا يمكنها ان تنجح في وقت تُثري فيه قلة قليلة من الناس وكثرة أخذت تزداد لا تكاد تنهي الشهر. إننا نؤمن بأن النماء يجب ان يكون موضوعا على الكتفين العريضتين للطبقة الوسطى الصاعدة. فامريكا تنمو حينما يكون كل ساكن من سكانها فخورا بعمله وحينما تكون أجرة عمله عادلة.
    إننا نفهم ان خططنا القديمة لا تلائم الضرورات الحالية ولهذا يجب علينا ان نستعمل تقنيات جديدة وافكارا جديدة لنغير من الأساس أداء حكومتنا، ولننفض جهاز ضرائبنا ولنتم اصلاحا لجهاز تربيتنا ولنزود مواطنينا جميعا بالقدرات المطلوبة ليدرسوا أكثر ويعملوا أكثر وليصلوا الى غاية أبعد، هذا هو الامر المُلح الآن.
    يجب علينا ان نتخذ قرارات مؤلمة تضائل عبء نفقات الصحة والعجز المالي. لكننا نرفض رفضا باتا زعم ان يجب علينا ان نختار بين الاهتمام بجيل الآباء والاستثمار في جيل المستقبل.
    لسنا نؤمن بأن الحرية والسعادة تستحقهما قلة من المحظوظين فقط. ان كل واحد منا قد يُدفع في خلال حياته الى ازمة وعلينا ان نساعده معا بالتأمين الصحي وبالتأمين الوطني. وإن مؤسستي المساعدة هاتين لا تقمعان المبادرات بل تشجعاها.
    نؤمن بأن علينا واجبات للبشر جميعا ايضا. وسيكون الانتقال الى مصادر طاقة بديلة نقية طويلا ومركبا لكن يجب على امريكا ان تقوده. وعلى هذا النحو فقط سنحافظ على ضروريتنا باعتبارنا أمة مخترعين ومرشدين.
    إننا نؤمن شعبا بأن الأمن والسلام القابلين للبقاء لا يوجبان حربا دائمة. نحن ورثة جيل لم ينتصر في الحرب فقط بل في السلام ايضا.
    علينا ان نستمر في ان نكون مصدر أمل للفقراء والمرضى والمدفوعين الى الحواشي وضحايا الآراء المسبقة، وهكذا نحقق مبادئنا وهي التسامح والفرص واحترام الانسان والعدل.
    لا يجب علينا ان نوافق على كل تفصيل للخطوط الهيكلية لحياتنا المشتركة ولا يجب علينا ان نُسوي سلفا الاختلافات القديمة في اسهام الحكومة فيها، لكن يجب علينا ان نعمل، فالقرارات الحاسمة تنتظر ولا يجوز لنا ان نؤجلها مرة بعد اخرى. ولا يجوز لنا ان تخطيء باعتقاد ان السياسة عرض تمثيلي فقط وان الحرص على المباديء الأساسية يفضي الى سلطة مطلقة.
    عندكم وعندي أيها المواطنون القوة لتحديد اتجاه دولتنا.

    قد يبدو الانفعال في كلام اوباما عند آذان اسرائيلية متهكمة أجوف لا يوثق به. وهذا خطأ، فاوباما يعني كل كلمة. وكان يجب على زعيم اسرائيلي ان يقول كثيرا من كلامه وكان يمكنه ان يقول لو انه كان عندنا واحد يساويه في قامته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    حكمة الحرب منعها
    بقلم: د. غابي أفيتال ،عن اسرائيل اليوم

    رياح الحرب تهب بالفعل في الشمال: بعضها تسقط مطر القتلى والجرحى عميقا داخل سوريا منذ سنتين؛ بعضها لا يتعلق اطلاقا بحدود اسرائيل. غير أن وسائل الاعلام توجه اضواءها واهتمامها الى سيناريو ممكن، مركب، بل كفيل لا سمح الله بان يسفر عن مواجهة حقيقية. وينستون تشرتشل كان يسمي هذه الرياح بانها 'بوابة العاصفة'.
    فهل حقا؟ قبل نحو أربعين سنة أجر الجيشان السوري والمصري مناورات مشتركة وواسعة النطاق. وفي جهاز الامن خشوا من أن توجه القوات في ختام المناورة الى الحرب مع اسرائيل. فجندت قوات الاحتياط وحركت الاليات، وبشكل عملي منعت حرب ليس هنا أحد واثق من أنها كانت ستقع. وفي المرة الثانية كررت نفسها فيها المناورة، قبل نصف سنة من الحرب، وعندها أيضا جندي القوات وحركت الاليات. وفي المرة الثالثة، عندما مل الجيش الاسرائيلي هذه 'التحرشات'، شنت الحرب.
    اوضاع مشابهة وقعت منذئذ بشكل مواظب. آخرها جرى في ذروة حملة 'عمود السحاب'. فقد جندت قوات الاحتياط، وأعد الجيش النظامي الاليات، نظيفة ولامعة بحجم مثالث. ورغم خيبات الامل هنا وهناك لدى المقاتلين، منعت الحرب ومنع الدخول البري الزائد الى ذات الظروف. بعد الضربة التي تلقتها حماس في غزة نجد أن تواصل الهدوء منذ نهاية الحملة هو الاطول في العقدين الاخيرين.
    كل ما قيل حتى الان قيل فقط وحصرا في مدح الردع. فحكمة السياسيين هي في توجيه أدوات الحرب الى تعبئة مخزن السلاح دون استخدامه. حكمة الحرب هي منعها. قوة الردع لا تبنى من لا شيء وهي تكلف دما كثيرا. لدى دولة اسرائيل قدرة عسكرية قادرة على أن تهزم في غضون ساعات قليلة كل القدرات العسكرية والمدنية في سوريا وفي لبنان (بما فيها حزب الله). وهذه قدرة مثبتة.
    ان احدى المهام الهامة، إن لم تكن الأهم هي العرض بالشكل الواضح ما هو الثمن الذي ستدفعه المنظمات أو الدول التي سيقع في ايديها سلاح الدمار الشامل. يجب اعداد الجيش بالشكل الذي سيعمل فيه بسرعة وبقوة، فقط اذا لم ينجح الردع النظري.
    ليس الوضع القائم في الشمال بذنب اسرائيل، الكثير من ذلك جراء المعنى التاريخي الذي كاد ينسى: هضبة الجولان، التي تشكل بالاجمال 0.6 في المائة من مساحة سوريا، هي حاجز جغرافي ونفسي أمام من يرغب في اشعال المنطقة. كم سخف كان من جانب اولئك الذين يؤيدون الصيغة الشوهاء للارض مقابل السلام. فهي اليوم الحاجز امام الحرب. ان التخوف من الحرب مع سوريا هو تخوف مبالغ فيه. من يظن أن ربحا ونجدة سيأتيان للسوريين من تمجيد هضبة الجولان، يجدر به أن يفكر مرة اخرى.
    آلة الحرب، التي يفترض أن تنتصر في كل آن بالحد الاقصى من الخسائر للعدو مقابل الحد الادنى من الخسائر من جهته، هي ضرورة. فمن اختراع سلاح القتل من جهة قابيل في مواجهة هابيل وحتى سلاح الدمار الشامل في عصرنا فان وجود آلة الحرب وتحسينها من يوم الى يوم هي ضمان واحد من هدفين: زيادة اراضي 'الامبراطورية' عبر الحرب الواجبة، أو خلق قوة ردع مهمتها منع الحرب. هذا هو الوقت لوقف عمل هذه الآلة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    حان دور ايران
    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هأرتس
    'الانتخابات الحرة' هو اصطلاح تافه، لا يحتاج ظاهرا الى اي تفسير. ليس هكذا في ايران. هناك لهذا الاصطلاح معنى سياسي صرف. 'اصطلاح انتخابات حرة' هو شعار 'مؤيدي الثورة'، هكذا اتهم علي خمينئي، الزعيم الاعلى لايران، 'هذه كلمة سر جديدة للثورة'.
    قبل خمسة اشهر من الانتخابات الرئاسية في ايران يحتدم الصراع السياسي بين مؤيدي الاصلاحات وبين المحافظين، وبين المحافظين الذين يعارضون محمود احمدي نجاد وبين اولئك الذين يؤيدونه. احمدي نجاد نفسه لا يمكنه أن يتنافس في الانتخابات، فالدستور يقيد الرئيس بولايتين متواصلتين. ولكن معارضيه يخشون من أن يحاول أن يبقي وراءه مجموعة من المؤيدين في الاجهزة الحكومية ورزمة قوانين 'تخلد' ولايته وتشكل له رافعة للعودة الى الرئاسة بعد أربع سنوات.
    المفارقة هي أن فجأة يجد الاصلاحيون ومؤيدو احمدي نجاد أنفسهم في ذات المصاف. فهاتان المجموعتان، المتخاصمتان في القلب وفي الروح الاولى، الاصلاحية، أثارت المظاهرات ضد الانتخاب المزيف لاحمدي نجاد في 2009، والثانية لم تتردد في تحدي زعامة خمينئي تطالبان الان بانتخابات حرة، نقية من التدخل الفظ من جانب لجنة الخبراء. هذه اللحظة، التي من مهمتها ضمن امور اخرى ان ترشح من بين المرشحين اولئك الذين خدموا بالشكل الافضل ارادة الزعيم الاعلى، أقرت في العام 2009 أربعة مرشحين من اصل 476. لو علم في حينه خمينئي الى أين سيقود مرشحه المفضل، احمدي نجاد، ايران والى اي مناكفات علنية سيجر مؤسسة الزعيم الاعلى، كان مشكوكا فيه أن يخرج عن طوره كي يدافع عن نتائج الانتخابات.
    خمينئي ابن الـ 74 عاما يعرف جيدا بان الصورة التي نجحت ايران في تثبيتها في الغرب، وبموجبها كل قرار وكل عمل في الدولة يخطط له حتى آخر التفاصيل ويطبق بطاعة عمياء، بعيدة عن الحقيقة. فتجربته المريرة مع احمدي نجاد أثبتت له بانه قد يكون بوسعه التحكم بنتائج الانتخابات ولكنه لا يمكنه أن يتنبأ كيف سيتصرف الرئيس المنتخب. ومن هنا، التشويه الذي نشأ في ضوء الدعوة الى 'انتخابات حرة'.
    ولكن اذا كانت الانتخابات القريبة هي تحدٍ لسياسة خمينئي الداخلية في مجال العلاقات الخارجية توجد أمامه مسائل محملة بالمصير. فكيف سيرد، اذا ما قرر الرئيس براك اوباما الاستماع الى الاصوات المتصاعدة في الادارة الامريكية، والتي تؤيد الحوار المباشر مع ايران؟ كيف يمكن اغراء مصر لاستئناف العلاقات؟ ماذا سيحصل عندما يسقط الاسد، وكيف ستحافظ ايران على معاقلها في لبنان. من هو الشريك الذي يمكنه أن تجده لنفسها في أوساط الفلسطينيين، بعد أن كادت حماس تقطع تماما علاقاتها معها؟
    بعض من مصادر القلق هذه كان يمكنه أن يتبدد، لو استجابة مصر لمغازلات ايران. وفي الاسبوع القادم سيصل احمدي نجاد الى القاهرة كي يشارك في مؤتمر التعاون الاسلامي. ولكن الناطقين بلسان محمد مرسي، سارعوا منذ الان الى التهدئة والاعلان بان هذه ليست زيارة رسمية للرئيس الايراني لدى الرئيس المصري. ونفوا أن يكون رئيس البرلمان (المخلوع) سعد الكتاتني قد التقى برئيس البرلمان الايراني، وكذا الانباء عن استئناف الطيران المنتظم بين القاهرة وطهران.
    واقترح وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، ان تجرى المحادثات القريبة حول النووي، والتي ستعقد في شباط بين ايران والدول الغربية العظمى الستة، في القاهرة. وهكذا تأمل ايران أيضا في أن تغيظ تركيا، التي استضافت المحادثات السابقة وتعاقبها على سياستها تجاه الاسد، بل والتلميح للقاهرة بقدرة ايران على دفع مكانة مصر الى الامام.
    ولم تسارع القاهرة للرد. ليس فقط ضغوط واشنطن للامتناع عن علاقة وثيقة مع ايران هي التي تؤثر على مرسي. فالسعودية وباقي دول الخليج ايضا أوضحت لمرسي، في محادثات شخصية، ومن على الصحف، بان من الافضل له الا يغير الولاء. 'من الصعب التصور بان يقرر الاخوان المسلمون في المستقبل تعريض كل مصالح أبناء شعبهم للخطر من أجل تغيير الخريطة السياسية في المنطقة؛ ولكن اذا ما حصل هذا، فان كل الخطاب سيتخذ اتجاها جديدا'، حذر هدد عبد الرحمن الراشد، الكاتب السعودي الهام في مقال كتبه في صحيفة 'الشرق الاوسط' التي يملكها أحد المقربين من الملك السعودي.
    ويتعلق الموضوع المشتعل الاخر بمحادثات النووي وبمسألة الى اي مدى ينبغي لايران أن تخفف حدة مواقفها. هذه المعضلة غير منقطعة عن الساحة السياسية في ايران. فاذا قرر خمينئي التنازل وقبل بعض مطالب الدولى العظمى، فهل يتعين عليه أن يقوم بالبادرة الطيبة للقوى العظمى الستة أم ينتظر الحوار المباشر مع الولايات المتحدة. واذا ما وصلت الدعوة الامريكية الى مثل هذا الحوار، فهل يتعين عليه أن يستجيب فورا أم ينتظر حتى الانتخابات كي يمنع عن احمدي نجاد تحقيق نصر سياسي قبل الانتخابات فيعزز بذلك مؤيديه؟
    تنازل مطلق في ضوء طلب الغرب هو الاخر لا يمك تصوره، وذلك لان معناه التراجع المطلق عن كل أسس السياسة، الخضوع للضغوط الغربية وفقدان مكانة النظام في نظر مواطنيه. وسيكون المخرج على ما يبدو اتفاق غربي ايراني على التركيز على مطلب وقف تخصيب اليورانيوم عند 20 في المائة، دون المس ببرنامج تطوير النووي. وهكذا يتمكن الطرفان من ادعاء النصر. حتى المرة القادمة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ








    من تحت الطاولة
    بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت
    ليست قصة نتان ايشل التي وصلت رسالة الكترونية أرسلها الى المستشارة القانونية شلوميت برنياع بارغو خطأ الى شيلي يحيموفيتش، ليست مفاجئة. فقد علمت قبل عدة اسابيع ان ايشل توجه الى برنياع طالبا الفحص عن هل يستطيع ان يكون رئيس التفاوض في انشاء الائتلاف القادم بطلب من نتنياهو وليبرمان. وحينما اتجهت الى ايشل أطلب ردا أجابني بهذه العبارة: 'ليس هذا صحيحا انه كذب كسائر الاشاعات التي تشاع عني'.
    نشرت آنذاك رده كلمة كلمة وذكرت كما نتذكر جيدا ان ايشل أنكر ايضا بشدة انه تحرش بعاملة. ويتبين الآن انه حدث توجه منه الى المستشارة القانونية وان انكاره كان كذبا.
    ونقول بعبارة اخرى ان ايشل الذي اعتاد اهود باراك ان يسميه 'نتان الحكيم' هو في الحقيقة نتان الكاذب.
    لكن ما الذي يمكن ان نتوقعه ممن أُدعي عليه انه صور بهاتفه المحمول ما تحت تنورة عاملة في الديوان والتزم في صفقة قضائية ان يستقيل من عمله وألا يعمل في عمل عام؟ بيد انه منذ كانت تلك الصفقة تبينت لنا مشاركة ايشل في مختلف الرسالات من رئيس الوزراء بل تبين انه بقي من اجل هذه الرسالات عدة اشهر مع سيارة وراتب ومع هاتفه المحمول اجل نفس الهاتف الذي تجول من تحت التنورة وهذه مخالفة مطلقة لتوجيهات ديوان التعيينات.
    لكن مع كل الاحترام لايشل فان هذه القصة ليست عنه فقط أو ليس هو على الأقل الشخص المركزي فيها. فالذي يجب ان يثير اهتمامنا أكثر هو الشخص الذي استعمله وما زال يبحث عن كل منفذ ممكن ليعيده الى مركز الاحداث وذلك برغم الانتقاد الذي وجه آنذاك على سلوك رئيس الوزراء نحو العاملين في ديوانه الذين كشفوا عن القصة. يبدو ان رئيس الوزراء وزوجته لا ينجحان في الانفصال عن هذا الرجل وعن الخدمات التي قدمها اليهما، واذا لم يكن هذا ممكنا عن طريق الباب فليكن من النافذة وإن لم يكن من فوق المائدة فليكن من تحتها.
    ونقول كلمتين في المستشارة القانونية لديوان رئيس الوزراء شلوميت برنياع: يثيرنا ان نعلم ما الذي اعتقدته حينما أحلّت ايشل عضوا لفريق التفاوض الائتلافي. وبماذا في رأيها شعرت تلك العاملة التي اعترف ايشل بسلوكه غير المناسب معها حينما سمعت بأن ايشل وبمباركة من المستشارة التي يفترض ان تحميها ايضا يقوم بمثل هذا التراجع وبأنه سيعود الى التجول في مكتبها بفعل وظيفته الجديدة.
    أحسنت شيلي يحيموفيتش الصنع حينما كشفت عن الرسالة الالكترونية التي تنهي الآن نهائيا الاحتمال الهاذي لأن يؤلف ايشل لنا الحكومة القادمة. سيوجد من يقولون انه كان يجب على يحيموفيتش ان تعيد هذه الرسالة الضالة الى صاحبها كما يفعلون ببريد يأتي خطأ الى صاحب عنوان آخر، لكن ليس الحديث عن شخص خاص ولا عن شأن خاص، بيقين.
    ان المؤكد ان يحيموفيتش أطلقت أمس رصاصة البدء لها باعتبارها رئيسة المعارضة. واذا بدأ الامر على هذا النحو فان حكومة نتنياهو الجديدة التي يبدو ان ايشل لن يشكلها تنتظرها حياة صعبة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    جلسات هيئة القيادة العامة
    بقلم: افيعاد كلاينبرغ ،عن يديعوت
    حينما أُنشئت الدولة كان الجيش الاسرائيلي لبن غوريون هو الجسم الرسمي ل أل التعريف، والمكان الذي تعلم فيه جموع المهاجرين اليهود ان يكونوا اسرائيليين بحسب طراز بن غوريون. ولم يرَ بن غوريون ان الجيش هو الجسم الوحيد فقط الذي يلتزم بالرسمية بل رآه شبه اعداد صارم لانتاج اليهودي الجديد: فهو مجموعة مطيعة يُفصل فيها الاولاد عن والديهم وعن اجهزة رقابة مجموعاتهم ويطلب منهم جهد جسماني ونفسي ينشيء عندهم هوية جديدة.
    ان الجيش، كل جيش، يشبه ديرا تسوده قواعد الزهد والطاعة والاكتفاء بالقليل والعمل الصعب وطلب اخلاص النفس. وليس مفاجئا ان تخوف الحريديون آنذاك من جيش 'بن غوريون'. وأكثر مفاجأة ان 'العجوز' في ذروة قوته ترك لورثته منفذا ضخما تهرب منه آخر الامر أكثر أبناء الجماعة الحريدية، مُمكّنين الآباء من ان يفرضوا سلطتهم وتصورهم العام الانغلاقي على أبنائهم وبناتهم بلا تشويش.
    كان السبب الرئيس لتخلي العجوز هو انه رأى الحريديين بقية فاسدة من العالم القديم ولم يجهد نفسه حقا في جعلهم مجتمعيين. وقد فرض ان يتضاءل عدد هذه الجماعة من تلقاء نفسها وان ترك أبنائها الدائم لها الى الخارج سيُتم العمل. وأثبت الواقع ان بن غوريون كان مخطئا ولم يكن هو الاول في تقدير قوة حياة الجماعات المتدينة. وقد أثبتت ايضا ان حلول أنصار مباي (التخلي عن المباديء من اجل براغماتية غامضة) يمكن ان تصبح خيولا طروادية.
    بعد ذلك بستين سنة لم يعد الجيش الاسرائيلي أداة للتحول الاجتماعي وحسن أن أصبح الامر كذلك، فقد طور المجتمع الاسرائيلي وسائل مدنية أكثر ملاءمة. وأصبح الجيش الاسرائيلي ما كان ينبغي له ان يصبح فهو قوة مقاتلة ليس عندها الادعاءات ولا القدرة على إحداث تحولات ثقافية ومن الخطر ان ننتظر منه ان يفعل ذلك. ان التجنيد الكثيف للحريديين قد يضعضع هذه القوة بصورة خطيرة جدا. وليس واضحا ألبتة ان الجيش غير منظم أصلا محتاجا الى هذا الجمع الكبير كله من الجنود الذين تبلغ معنوياتهم التراب.
    تخيلوا الآن ان يُجند عشرات آلاف الحريديين من غير اعداد مسبق للجيش. فيطلبون تغييرات جوهرية في صور الخدمة العسكرية. وسيطلبون فصلا متشددا عن النساء أي اقصاءهن عن قيادتهم، والتطرف في احكام الحلال وتدخل أعمق من رجال الدين عندهم في مسارات اتخاذ القرارات. فلم يعد من الواضح الآن ايضا من يطيع الجنودُ الذين تربوا 'في عالم التوراة': هل يطيعون رجال الدين لديهم العظيمي الصلاحية أم يطيعون العلمانيين من أبناء العشرين الذين ولاهم الجيش قيادتهم وآكلي الطعام غير الحلال والجيف من فوقهم. وقد ضاعفوا المشكلة الآن ألف مرة فحتى لو أصبح أبناء المعاهد الدينية مستعدين لأن يُجندوا فورا صباح غد، فسيكون الجيش في مشكلة عظيمة نشك في ان يستطيع ان يواجهها، ونشك ان يكون مستعدا ايضا بعد خمس سنوات.
    لأن مشكلتنا الحقيقية ليست التجنيد للجيش على الاطلاق، ان المشكلة هي وجود جهاز ضخم ('عالم المعاهد الدينية') الموجود موازيا للاجهزة الرسمية العادية وهي اجهزة تنظر اليها والى قيمها باحتقار وتباعد. والظاهرة المجنونة حقا هي حقيقة ان هذا العالم يعتمد كله على أموال دافع الضرائب المُحقر.
    والدعم الكثيف للمعاهد الدينية ينشيء بطالة وفقرا طوعيين فهو يُمكّن قادة الجماعة من إبقاء الشباب (والشابات خاصة) سجناء في عالمهم ويمنعهم التعرض لاجراءات التحول الاجتماعي المدنية السوّية في المدارس والجامعات واماكن العمل.
    ليس مفاجئا اذا ان يُفرق ممثلو الحريديين بين استعداد أخذ يزداد لتجنيد أنفسهم (جزئيا على الأقل) وبين رفض كل مصالحة على شؤون ميزانيات المعاهد الدينية ويعلنون ان 'المعاهد الدينية بأنفسنا'، والامر كذلك حقا. فالمؤسسة الحريدية تستطيع ان تحيا مع فرق حريدية تطيع الحاخامين وهي غير مستعدة للتخلي عن 'مجتمع الدارسين'، بيد ان 'مجتمع الدارسين' هو الخطأ الذي يجب اصلاحه. دعوا حلم الحريديين في الملابس العسكرية وكفوا فورا عن انفاق الدولة على عالم المعاهد الدينية وسيأتي الباقي من تلقاء نفسه.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 293
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:59 AM
  2. اقلام واراء عربي 292
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:56 AM
  3. اقلام واراء عربي 291
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:55 AM
  4. اقلام واراء عربي 290
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:54 AM
  5. اقلام واراء محلي 289
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:17 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •