النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 260

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 260

    أقــلام وآراء إسرائيلي (260)
    6/2/2013

    في هــــــذا الملف


    النووي مقابل سورية
    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس

    الخط الاحمر المصري
    بقلم: اسحق لبانون : سفير اسرائيل في مصر،عن معاريف

    عودة الى الفوضى
    بقلم: غاد يئير،عن هأرتس

    دولة الابطال في الخفاء
    بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس

    الجانب المظلم لميدان التحرير
    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت

    اجتماع النفاق والخداع
    بقلم: إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم


    النووي مقابل سورية
    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس

    لا تكمن اهمية المؤتمرات الدولية في ما يقال على المنصة امام الميكروفونات المفتوحة. ففي مثل هذه المؤتمرات الاروقة والغرف الخلفية هي المطابخ الحقيقية التي تخبز فيها الخطط، تنسج فيها المؤامرات ويجري فيها تبادل الغمزات. ولم يكن مؤتمر الامن الذي عقد في برلين استثنائيا. فكيف حصل ان فجأة التقى فيه وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بزعيم المعارضة، معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري، هيئة المعارضة الاكبر التي نالت الاعتراف الدولي؟
    فهل ثمة صلة بين هذين اللقائين وبين تصريحات جو بايدن امس بشأن استعداد الولايات المتحدة خوض مفاوضات مباشرة مع ايران في مسألة النووي؟ وما صلة كل هذه الامور بالموافقة على استئناف محادثات النووي في نهاية الشهر في كازخستان بدلا من القاهرة، كما اقترح احمدي نجاد، الذي سيصل غدا لاول مرة منذ الثورة في ايران لزيارة مصر.
    التخمينات تعربد، ولكن لا يمكن تجاهل عدة تطورات في الاسابيع الاخيرة، كفيلة بان تشير الى تطور هامش استراتيجي جديد. فروسيا تبث منذ اسبوعين رسالة انها غير ملتزمة بالاسد كرئيس، وتنتقده علنا على اخطائه في ادارة الازمة. ولكن روسيا لا تزال تطالب ان يكون التغيير في سوريا عبر حوار سياسي على اساس الاتفاقات التي تحققت مع الولايات المتحدة في شهر حزيران الماضي. من ناحية موسكو، عن الاسد يمكن التخلي شريطة ان تكون موافقة هي على بديله.
    وحسب مصادر دبلوماسية غربية فقد طرأ تغيير ايضا في موقف الولايات المتحدة في أعقاب حوار مكثف مع روسيا. على هذه الخلفية، ولا سيما بسبب غياب الافق للحسم العسكري في سوريا، صرح في الاسبوع الماضي زعيم المعارضة معاذ الخطيب، بانه مستعد للحوار مع ممثلي النظام شريطة أن يطلق بداية سراح 160 ألف سجين سياسي. ويغيب عن تصريحه بشكل بارز الشرط الدائم في ان على الاسد أن ينصرف قبل انعقاد الحوار. وعلى تصريحه هذا نال الخطيب الثناء من جانب الولايات المتحدة وروسيا، فيما في المقابل أثارت هذه الامور عاصفة كبرى في اوساط زملائه في منظمة المعارضة.
    في أعقاب التصريح اتفق وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية الايراني على اللقاء معه على هامش مؤتمر ميونخ، وهكذا، لاول مرة منحا الخطيب والمعارضة مكانة مفاوض شرعي. واستمرارا للحوار بين الخطيب ولافروف واكبر صالحي التقى مستشار الامن القومي الايراني سعيد جليلي مع الرئيس الاسد كي ينقل اليه الاتفاقات التي تحققت في ميونخ ويوضح له بان ايران تؤيد الحوار الوطني. ولكن ليس واضحا بعد اذا كان الاسد مستعدا لان يقبول الشروط المرافقة لمثل هذا الحوار.
    اذا تحققت اتفاقات بين ايران، روسيا والولايات المتحدة على صيغة سياسية لانهاء الازمة في سوريا، فهي غير منقطعة أغلب الظن عن الحوار في الموضوع النووي الايراني. فقد انتقلت واشنطن من التلميحات الى التصريحات عندما أعلن نائب الرئيس جو بايدن عن استعداد الادارة الامريكية لادارة حوار مباشر مع طهران في مسألة النووي. وعلى ذلك حظيت واشنطن برد ايجابي مشروط عندما قال وزير الخارجية صالحي في ميونخ ان بلاده ستكون مستعدة لمثل هذا الحوار اذا أثبتت الولايات المتحدة جديتها. تطلع ايران هو لتوسيع مجال الحوار من ادارة مفاوضات على النووي فقط الى اتصالات تتضمن ايضا اتفاقات في الموضوع السوري.
    في 25 شباط ستفتتح محادثات النووي بين ايران وبين مجموعة الخمسة زائد واحد (الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الى جانب ألمانيا) وحتى ذلك الحين ستحاول طهران وواشنطن وضع صيغة الحوار بينهما. وتعد المعضلة الشديدة لايران هي اذا كانت ستتنازل في مسألة النووي كي تحقق انجازات في سوريا بحيث تتمكن من مواصلة التأثير على الموقع السياسي الهام الذي لها في الشرق الاوسط أم تفصل بين الموضوعين. كما أن هذه هي المعضلة الامريكية، التي تسعى الى وقف سفك الدماء في سوريا وتصميم حل لا يجعلها دولة اسلامية راديكالية. وبشكل مفعم بالمفارقة، فان ايران بالذات، التي بنفسها تخشى من سيطرة الاخوان المسلمين ومنظمات سنية راديكالية في سوريا تابعة للقاعدة، كفيلة بان تكون لواشنطن شريكا ناجعا. فقد سبق لايران أن اثبتت، سواء في سوريا ام في علاقاتها مع الاكراد في العراق بانها لا تمتنع عن التعاون مع أنظمة ليست دينية طالما يمكنها أن تحقق مصالحها من خلالها.
    ومع أنه من السابق لاوانه الاحتفال بالتقارب السياسي بين ايران والولايات المتحدة، وسوريا هي الاخرى لا تزال غير موجودة في جيب أي طرف كان، الا أنه يبدو أنه نشأت في الاونة الاخيرة نافذة فرص كفيلة بانتاج بنية استراتيجية جديدة في المنطقة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الخط الاحمر المصري

    بقلم: اسحق لبانون : سفير اسرائيل في مصر،عن معاريف
    رأت علاقات مصر بايران في الآونة الاخيرة نوعا من الدفء أثار فضول باحثين وساسة من دول كثيرة. وبدأ هذا حينما أجاز المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد سقوط مبارك، مرور سفن حرب ايرانية في قناة السويس في طريقها الى السواحل السورية بعد ان كان نظام مبارك يمنع ذلك مدة ثلاثين سنة.
    وبعد أنباء متضاربة، سافر الرئيس مرسي الى طهران للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز. واجتمع مرسي واحمدي نجاد في حديث خاص وكان ذلك اجراءا رفع مستوى توقعات احتمال تقارب حقيقي بين مصر وايران بعد سنين طويلة من العداء السافر. بل ان مبادرة مرسي التي لفظت أنفاسها في هذه الاثناء، الى انشاء مجموعة رباعية من مصر والسعودية وتركيا وايران تتناول الشأن السوري زادت الخشية من هذا التقارب.
    قبل نحو من اسبوعين أنهى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي زيارة لمصر مغطاة اعلاميا. وقد اجتمع مع مرسي ومع رئيس الوزراء ومع وزير الخارجية ومع البابا القبطي تاوضدس الثاني، ومع أهمهم مع شيخ الأزهر. بيد انه يبدو ان صالحي عاد الى طهران قلقا بعد ان رفضت مصر طلباته بلا تجمل أو لطف دبلوماسيين. ان ايران هي التي تراود مصر لا العكس فايران معنية بجعل علاقة القاهرة بالاسد ونظامه أكثر اعتدالا واقناعها بألا تعارض اقتراح الاسد الاخير للحل. وهي معنية ايضا بتطوير علاقاتها الدبلوماسية الى مستوى سفير ونقل اطار العلاج للعلاقات المتبادلة من المخابرات المصرية الى وزارة الخارجية كما هي حال العلاقات الطبيعية بين الدول.
    وتريد ايران الى ذلك ان تستغل البرودة في علاقات مصر بعدد من دول الخليج وان تعرض نفسها بديلا.
    لم تتردد مصر وأوضحت لصالحي بصورة قاطعة صادقة انها تطلب تنحي الاسد والآن وأنها ترى ان أمن الخليج خط احمر بالنسبة اليها.
    وكان الذي فاجأ صالحي بطلباته شيخ الأزهر الذي طلب من ايران ان تنشر 'فتوى' تحظر الاساءة الى أم المؤمنين عائشة زوجة النبي محمد والاساءة الى الخلفاء بعد النبي. وبذلك لمس شيخ الأزهر عصبا حساسا جدا مصدره العداء الطويل بين الشيعة وأهل السنة، ومن المؤكد ان تجعله شجاعته يحظى بتشجيع العالم السني الآن خاصة بعد ان منح الدستور الجديد الذي تم تبنيه قبل شهر المعهد القاهري الأزهر منزلة رفيعة مميزة في القضايا الشرعية، وكان الشيخ قادرا على فعل ذلك لأنه علم بوجود معارضة قوية في المؤسسة الدينية في مصر لنشاط القلة الصغيرة من الشيعة.
    في حديث كان لي ذات مرة مع مسؤول رفيع في الاستخبارات المصرية كشف لي فيه عن أنهم يعلمون بدس ايراني خفي بين الشيعة في مصر، وأنهم سيفعلون كل شيء لمنع ذلك. حتى إن السلفيين يُعرفون الشيعة بأنهم أكثر عداءا للاسلام من اليهود. لكن فضلا عن حقيقة ان مرسي عالم بتحفظ الولايات المتحدة من تقارب حقيقي بين القاهرة وطهران، فانه عالم ايضا بأن الاخوان المسلمين يعارضون من جهة عقائدية هذا التقارب وأنه لن يُحصل الكثير من مصالحة طهران.
    ولهذا تستطيع الولايات المتحدة واسرائيل ان تكونا مطمئنتين: إن الصلة العلنية بين ايران ومصر قد تستمر لكن المصالحة التي ترجوها ايران ما زالت لا تظهر في الأفق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    عودة الى الفوضى
    بقلم: غاد يئير،عن هأرتس
    فيلم قصير على اليوتيوب يعرض عصبة من معارضي النظام في سوريا وهم يلقون بجثث أفراد الشرطة الى نهر تغمره الدماء، ومع كل جثة تلقى من الجسر الى المياه يهتف أحد ما بين الجمهور الذي يتشكل من الاطفال، الفتيان وكبار السن الله أكبر، الله أكبر.
    أفلام مشابهة تنشر كل اسبوع. هؤلاء يذبحون اولئك، واولئك يقتلون هؤلاء. الخوف، العنف، الرعب وحمام الدم. يكشف اليوتيوب وجها اجتماعيا فظيعا للربيع العربي، في ظل تمثيله لنظرية عالم الاجتماع اليهودي العلماني نوربرت الياس: الدولة القومية هي شرط وجود الحضارة، بينما تفككها يعرض الناس لانفجارات العنف.
    ويؤدي ضعف النظام المركزي الى انفجار المشاعر، مما يدفع الدول والشعوب الى التدهور نحو الفوضى، الى مشاهد من العصور الوسطى مخيفة وفتاكة. الربيع العربي، حسب هذه النظرية، يضع الدول التي يجري فيها في اختبار دراماتيكي.
    نظرية الياس الذي ولد في 1897 وتوفي في 1990 (وفي الحرب العالمية الثانية هاجر الى انجلترا) تتعلق بالتطور التاريخي لاعراف الاداب الاوروبية والضمير الغربي. ففي العصور الوسطى، يقول الياس، تحرك الانسان بين مشاعر متطرفة. في ظل غياب النظام المركزي، عاش ابناء العصر باحساس من انعدام الامن الوجودي. فالانسان كان يعرف بان سارقا يأتي بالصدفة كفيل بان يقتله، ولهذا فقد كان يستخدم بنفسه اساليب العنف.
    وكنتيجة لذلك كانت المشاعر الانسانية تتحرك بقوة الادرينالين: بين الخوف من الموت والحماسة في ضوء سفك الدماء. وكان الوجود الانساني يحركه البقاء، بانفعال شبه حيواني.
    في عصر النهضة بدأت عملية تمركز الصلاحيات في أيدي الانظمة الملكية، في ظل تأميم وسائل العنف. والدولة القومية التي صعدت بعد ذلك قامت عمليا على اساس المبدأ الذي يقول انها هي وحدها لديها الحق في استخدام العنف من خلال الشرطة والجيش. ولم تسمح الدولة للميليشيات المحلية بفرض رعبها على مواطنيها وأخذت لنفسها الحق الحصري في اعتقال الناس، معاقبتهم واعدامهم. لقد أظهر تحليل الياس بان نتيجة تأميم وسائل العنف وحرمان الحق في أخذ القانون في الايدي أدى الى تحسين الضمير الانساني. وحل محل الحماسة التي أثارتها مشاهد الدم والدمار حماسة الجمهور في الملاعب الرياضية؛ والخوف الفظيع الذي كمن في كل زاوية اندحر الى زوايا الهوايات المتطرفة. وفي عملية تاريخية طويلة من تأميم العنف خلقت الدولة الحديثة انسانا منطويا على نفسه، يكبت نفسه، مؤدب ولطيف.
    ولكن من أفضل من الياس يعرف، كما يشير هو، بانه في التاريخ توجد انتكاسات. هذا ما حصل مع صعود النازية الى الحكم في ألمانيا وبعد تفكك يوغسلافيا. وهذا ما يحصل الان في الدول العربية.
    لقد أكسب الاستعمار الفرنسي والانجليزي الشعوب القبلية والعشائر ترتيبات مؤسساتية حديثة. فقد أمم وسائل العنف القبلية ونصب في رأس شعوب المنطقة حكاما مركزيين. ولكن حافظ الاسد، حسني مبارك ومعمر القذافي لم يستخدموا مبادىء الدولة القومية (المواطنة، المساواة، حكم الموهوبين) واستغلوا حكمهم في صالح عائلاتهم، قبائلهم وعشائرهم. وكنتيجة للاستغلال الفظ للحقوق البروتوكولية، بدأت الجماهير في العالم العربي تتحدى امتيازات النظام.
    في السنتين الاخيرتين طرأت أيضا ثورة على ملكية الدولة لوسائل العنف. وبدأت ميليشيات منظمة في هوامش المدن، جماعات ارهاب في ضواحيها. نتيجة ضعف الحكم المركزي، بتعابير الياس، هي تراجع حضاري. فالمواطن العربي فقد الهدوء النفسي الذي منحته اياه الدولة القومية، والان يجد كل يوم تحديا جديدا: في الصباح لا يعرف الانسان اذا كان سيعود الى بيته أم أن جثته ستسحل في المساء في شوارع المدينة. في هذه الظروف، في ظل غياب دولة شرعية وفي ظل غياب حكم مركزي يملك السيطرة على وسائل العنف يتحول الانسان الى منفلت، فظ، عنيف وغير متوقع. وهكذا يعود الدم الذي تراجع الى خلف الستار الذي اسدلته الحداثة الى مقدمة مسرح الحياة، الى الشوارع والبيوت، الى المدارس والجامعات.
    الاختبار الاجتماعي للربيع العربي، بالتالي، ليس من يسيطر في الدولة مبارك أم مرسي، الاسد أم معارضيه. الاختبار هو في مسألة هي سيتغير المبنى السلطوي بحيث لا نعود نرى دولة في ملكيتها السيطرة الحصرية على وسائل العنف. اذا اختفت الدولة المركزية، التي عرفناها في الستين سنة الاخيرة في مصر وفي سوريا، فيمكن ان نتوقع ايضا تراجعا في السلوك الانفعالي للسكان الذين يعيشون فيها. مشاهد الفتك واحتفالات الدم في اليوتيوب تعكس منذ الان مبنى يعود الى جذوره. اذا لم تنتعش الدولة العربية المركزية فسيعيد الربيع العرب الى شتائهم المخيف لعهود القبيلة، العشيرة والسيف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    دولة الابطال في الخفاء
    بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
    الجيش يغزو المجال الجوي لدولة مجاورة ومعادية، ويقصف قافلة سيارات عسكرية محملة بالصواريخ المضادة للطائرات. وحسب كل وصف ممكن، هذا عمل حربي، حتى انه لم يجرِ اخفاؤه. سبقته تحذيرات علنية لحكام الدولة التي تعرضت للهجوم، وانتشار مسبق لمنظومة الدفاع المضادة للصواريخ حول مدن الدولة المهاجمة.
    هذا ما حصل بين اسرائيل وسوريا الاسبوع الماضي. ولكن لم يأخذ أي محفل اسرائيلي رسمي المسؤولية عن القصف. وبدلا من نشر بيان مرتب، اختارت اسرائيل المسار الالتفافي لتقديم المعلومات الى وسائل الاعلام الاجنبية، التي شرحت هدف العملية احباط نقل صواريخSA17 من سوريا الى حزب الله.
    هذه الممارسة مقبولة في وحدات 'الحرب النفسية': المعلومات تنقل الى وكالات أنباء أجنبية أو الى 'صحف هدف' في دول عربية، في اوروبا وفي الولايات المتحدة تحت غطاء 'محافل غربية'. والرقابة تفرض على وسائل الاعلام الاسرائيلية ولكن 'المحافل' تلمح للصحفيين الاسرائيليين بانه يجدر بهم أن يقتبسوا عن المنشورات في خارج البلاد. التسريب الى صحيفة في الكويت، أو الى صحيفة محلية في الولايات المتحدة، يستهدف الحفاظ على الغموض، والاقتباس غير المباشر في اسرائيل يستهدف تعزيز مصداقية النشر الاجنبي.
    هذه المناورة المستهلكة فشلت هذه المرة لان السوريين رفضوا المشاركة فيها، وكشفوا القصف الاسرائيلي في بيانات رسمية وصور فيديو. وردا على ذلك، أخذ وزير الدفاع ايهود باراك مسؤولية غير مباشرة عن العملية، وضع حدا للغموض الرسمي، وعرض الرقابة العسكرية بكامل سخفها وكأنها استخدمت عبثا.
    في نظرة الى الوراء يبدو ان الهدف الاساس من الغموض الرسمي، وبالتأكيد بعد أن نشر السوريون التفاصيل كان منع النقاش الجماهيري في اسرائيل عن الحكمة والمسؤولية في الانخراط في اللباب المتلظي للحرب الاهلية السورية. رئيس الوزراء ووزير الدفاع يفضلان لعب جيمز بوند، وتحويل الصحافة الاسرائيلية الى مقاتلة في جيش 'الحرب النفسية'، بدلا من شرح العملية ودوافعها. وهذا النهج كان بالكاد ملائما لاسرائيل في سنواتها الاولى. حان الوقت للنضج والتصرف كدولة وليس كالابطال في الخفاء.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الجانب المظلم لميدان التحرير

    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت
    'شعرت فجأة بأن عشرين يدا تقتطعني عن الرفقة الذين جئت معهم الى ميدان التحرير. جروني من بين عشرات آلاف المتظاهرين كان في الميدان آنذاك 100 ألف انسان على الأقل ودفعوا بي الى زقاق ثم أسقطوني على الاسفلت ومزقوا عني ملابسي وضربوني بقسوة. وانحنى بعضهم فأغلق فمي كي لا أصرخ طالبة النجدة. وعندها وقفوا في صف طويل. وتحسسني 25 حيوانا بشريا واغتصبوني. ولم يكن لي أمل في الهرب. وحينما انتهوا كنت على يقين من أنهم سيقتلونني. لكنهم فروا وتركوني نازفة على شفا الاغماء الى أن جاءت سيارة اسعاف ونقلوني الى مستشفى'.
    هذه هي الشهادة المثيرة للقشعريرة لـ ن.ع من القاهرة، وهي واحدة من الـ 19 فتاة اللاتي اغتُصبن في نهاية الاسبوع الماضي في طريقهن للتظاهر اعتراضا على حكم الرئيس مرسي. وتحدثت فتاة اخرى وافقت على الكشف عن اسمها الشخصي فقط وهي مروة كيف أشار اليها 'شباب ذوو نظرات مجنونة في أعينهم'، أشاروا اليها من بعيد حينما كانت تسير الى الميدان متمسكة بأذرع رفيقاتها وكلهن في العشرينيات من أعمارهن. 'فصلوني عن الجماعة وخلعوا ملابسي ولزوني الى جدار وأمسكوا بيدي ورجلي ونفذوا عملهم القبيح. ومن حسن حظي أن جاء بعد نصف ساعة ملثمو البلاك بلوك وطردوا عني مجموعة المغتصبين. وغطاني واحد من البلاك بلوك بقميص ونقلني الى شقة سكن. لم يوافق صاحب البيت على ادخالنا فعدنا الى الشارع وحينها انقضوا علي مرة ثانية. حتى إن البلطجي الذي حاول أن يُخلصني لم ينجح في جعلهم يهربون وتكرر الكابوس'.
    نشرت المنظمة النسوية المصرية 'نظرة' أمس تحقيقا مزعزعا عن ظاهرة الاغتصاب الجماعي لنساء شابات يأتين للتظاهر في ميدان التحرير. 'نحن ننظر في قلق شديد الى تدهور مكانة النساء والى عدم الاكتراث الذي تُظهره السلطة ورفض اجهزة الامن والشرطة تجنيد أنفسها من اجل ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي'، جاء في التقرير. وتبين انه لم تتم الى اليوم اعتقالات بمبادرة من الشرطة. 'في حالة تقديم شكوى اغتصاب يطلبون من الضحية ان تُمسك بالمهاجم وتقوده بنفسها الى مركز الشرطة ليجري عليها تحقيق مُهين وفحص طبي. ويوبخهن ايضا رجال الشرطة بقولهم 'لباسكن يدعو الى الاغتصاب'.
    يهاجم المفكر والأديب الدكتور علاء الأسواني، مؤلف رواية 'عمارة يعقوبيان' الذي تنبأ قبل عشر سنوات بالثورة على مبارك، إهانة ضحايا الاغتصاب الجماعي في مصر. 'افتخرنا سنين طويلة بالأدوار البارزة التي أدتها النساء عندنا وأنا ألاحظ الآن توجها الى مس متعمد بهن بتشجيع من السلطة الجديدة'، يقول. 'يصعب علي جدا ان أُسلم بسلوك اجهزة الامن. لو أنهم أمسكوا بمجرم أو قاتل لجروه فورا الى الشرطة وفتحوا له ملفا جنائيا. لكنني أسمع في حالات الاغتصاب شكاوى من الفتيات البائسات اللاتي حاول رجال الشرطة اقناعهن بالتخلي والاكتفاء بطلب اعتذار من المهاجمين'.
    تعرض نوارة مصطفى، وهي متطوعة في منظمة 'نظرة'، تعرض 'المرشد للمغتصب المبتديء'، الذي جمعته من شهادات عشرات الضحايا: 'يجب قبل كل شيء تحديد الضحية في الزحام في الميدان والاشارة الى الرفاق بتعقبها. وفي المرحلة الثانية اقتطاعها بعنف عن رفاقها ونقلها الى زقاق ثم ضربها وإذلالها وشتمها كي لا تعارض. وتحذيرها من أنها اذا حاولت الهرب فسيتم تصويرها عارية وتُرفع الصور الى الشبكات الاجتماعية ثم الاصطفاف في صف واعتقاد ان الضحية مجرد شيء مغطى بملابس وتجريدها واغتصابها وترك المكان قبل ان يأتي رجال الشرطة أو البلاك بلوك'.
    تُقدر المتطوعات في منظمة 'نظرة' أن الاخوان المسلمين انشأوا 'مجموعات الاغتصاب' كي يُسيئوا الى سمعة المظاهرات ولجعل العائلات تُبقي البنات في البيوت و'لتطبيق الاسلام الحقيقي الذي يمنع النساء من الاحتكاك أو الاختلاط بالرجال'. 'في نهاية عهد مبارك لاحت زيادة مقلقة على ظواهر التحرشات الجنسية ولم تكن النساء يستطعن الخروج للعمل'، ورد في التحقيق. 'وفي فترة حكم المجلس العسكري بدأت ظاهرة 'الفحص عن العذرية' لدى المتظاهرات اللاتي اختطفن من الميدان لاذلالهن وردعهن هن وعائلاتهن. ومنذ تولى مرسي والاخوان الحكم لم يعودوا يريدون ان يروا نساءا خارج البيوت. واللاتي يُصررن على الخروج يُعرضن أنفسهن لخطر الاغتصاب الجماعي. وعندنا براهين قاطعة على أن المهاجمين زرعهم 'الاخوان' وحصلوا مقدما على التزام ألا يعاقبوهم. هذا هو السلاح الجديد للسلطة التي تريد جعل المتظاهرين عليها يهربون وتضايق النساء اللاتي أدّين دورا مهما في المظاهرات. وهم يرون ان دور النساء قد انتهى وان التي تعتقد غير ذلك ستتلقى أفظع عقوبة'.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اجتماع النفاق والخداع

    بقلم: إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
    أصبحت اسرائيل أول دولة قاطعت التقرير السنوي لمجلس حقوق الانسان الكاذب التابع للامم المتحدة (يو.ان.اتش.آر.سي). وبرغم ان الولايات المتحدة وبخت اسرائيل تعريضا، فان اسرائيل تصرفت كما ينبغي بأن فعلت ذلك بعد سنين من نسبة هذا الجسم الأحادي الطرف اسرائيل الى الشيطانية الانتقائية. ففي الفترة التي يُذبح فيها مئات آلاف الأبرياء في أنحاء العالم ما زال معظم نشاط هذا الجسم ينحصر في التنديد بالدولة اليهودية وسلبها شرعيتها.
    أنظروا الى التشهير في تقرير غولدستون الصادر عن هذا المجلس في 2009 (والذي تنكر له غولدستون نفسه) واتهم اسرائيل بتنفيذ جرائم حرب على عمد وذلك برغم سجلها الدائم في مضاءلة عدد الضحايا المدنيين أكثر من كل دولة اخرى. وحصلنا على مثال آخر بعد نحو من سنة حينما ندد هذا المجلس باسرائيل لأنها 'هاجمت' الـ 'الانسانيين' الارهابيين على متن 'مرمرة'.
    ان استقرار رأي اسرائيل على مقاطعة المساءلات كان سائغا لأن المجلس في نتائجه التي اعتمدت على مصادر عربية وجمعيات معادية قرر في الاسبوع الماضي ان المستوطنات وراء الخط الاخضر هي نقض لميثاق جنيف. وتم اتهام اسرائيل اتهاما شديدا بـ 'التعدي على حقوق الانسان' لكن تقارير المجلس لم تشتمل على أي تطرق للارهاب الفلسطيني.
    وحذر المجلس في التقرير الذي يجسد طلب التطهير العرقي في المناطق المتنازع عليها من انه اذا امتنعت اسرائيل عن الانسحاب ونقض البناء في المناطق بلا شروط مسبقة فقد يفضي ذلك الى اتهامات بجرائم حرب في محكمة الجنايات الدولية، وكذلك دعا التقرير الحكومات والشركات الدولية الى قطع صلاتها بالمستوطنات.
    لو كان المثاليون المخلصون الذين انشأوا الامم المتحدة في 1945 بقصد الدفع بالسلام وحقوق الانسان الى الأمام يشعرون لتقلبوا في قبورهم لو أنهم علموا كيف اختُطفت هذه المؤسسة النبيلة بواسطة تحالف بين اسلاميين متطرفين ودول معادية ونظم استبدادية. فقد انتُخب ممثل من ليبيا القذافي رئيسا للجمعية العمومية للامم المتحدة في 2009؛ وفي 2011 انتُخب ممثل من قطر للرئاسة وأصبحت ايران نائبة الرئيسة؛ وجلست كوريا الشمالية التي هي ناشرة سيئة الذكر للسلاح الذري، على رأس لجنة حل السلاح بالمشاركة مع العراق؛ وعُينت ايران المشهورة برجم نسائها للجنة الامم المتحدة لمكانة المرأة؛ وانتُخبت سوريا الاسد للجنة اليونسكو المشتغلة بحقوق الانسان والتي ما زالت عضوا فيها الى اليوم؛ وعرضت ليبيا قرارا للامم المتحدة دعا الى 'انهاء كل صور التمييز العنصري'؛ ودعت ايران الولايات المتحدة الى تطبيق القانون الانساني الدولي؛ وطلبت الصين الكف 'عن استعمال جهات تطبيق القانون قوة مفرطة'. فقد تحولت الامم المتحدة الى فكاهة.
    يحظى مُنكر المحرقة القاتل رئيس ايران احمدي نجاد بالتكريم حينما يخطب في الجمعية العمومية. وفي الـ 28 من كانون الثاني انتخبت الامم المتحدة السودان نائبة لرئيسة المجلس الاقتصادي والثقافي (إي.سي.أو.اس.أو.سي) وهو جسم الامم المتحدة المسؤول عن ترتيب منظمات حقوق الانسان. لكن حقيقة ان رئيس السودان البشير تطلبه محكمة الجنايات الدولية بسبب جرائم على الانسانية ومذابح شعب في دارفور لم تؤثر أدنى تأثير في انتخابه.
    ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي تقاطعه اسرائيل ينفق زمنا كثيرا جدا على مباحثات وتنديدات بشأن المستوطنات الاسرائيلية والبناء في القدس أكثر مما ينفق على حقوق الانسان. بل ان الحرب الأهلية في سوريا وحمام الدم اللذين جبيا هناك أكثر من 60 ألف ضحية وجعلا 700 ألف مواطن لاجئين، يحظيان بتطرق اليهما أقل من اسرائيل.
    قاطعت ادارة بوش الـ 'يو.ان.اتش.آر.سي' لأن مشاركة الولايات المتحدة منحت هذه المنظمة الشرعية. ان ادارة اوباما جددت عضوية الولايات المتحدة في هذه المنظمة باعتبار ذلك جزءا من حملتها 'مد اليد'. ويستطيع اوباما اذا رغب ان يستعمل قوته والنفقة التي يمنحها كي يدفع قدما بالأهداف الاخلاقية وينفذ اصلاحات في الامم المتحدة.
    ينبغي ان نأمل ان يكون مجلس النواب الامريكي والجمهور الامريكي قد استيقظا من أوهامهما المتعلقة بالجسم المنحاز الفاسد هذا وان يستعملا آخر الامر تأثيرهما ومالهما لاجتثاث هذه الاعمال المعيبة من جذورها.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 259
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:12 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 247
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 246
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:36 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •