- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- التسجيل للانتخابات بين الضرورة ووجهات النظر!!
- بقلم: أيمن تيسير دلول - معا
- علامات على الطريق جاذبية الحطام
- بقلم: د.يحيى رباح - معا
- الورد الأحمر "لسامر العيساوي"
- بقلم: ريما كتانة نزال - معا
- الأحد وكل يوم أحد .. معركة الاسرى ونواب حماس
- بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس
- سامر العيساوي يصنع فجراً لحرية قادمة
- يقلم: راسم عبيدات - القدس
- "حماس" يا فرحة ما تمت !
- بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
- الأعطية الخطأ لـ «أنزور»
- بقلم: عدلي صادق الحياة
- كوماندس في « الحسبة «
- بقلم: موفق مطر - الحياة
- التسجيل للانتخابات بين الضرورة ووجهات النظر!!
- بقلم: أيمن تيسير دلول - معا
- قبل أيام وفي خطوة اعتبرها البعض بأنها تأتي في سياق التقارب بين وجهات نظر المتحاورين في القاهرة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية فتح باب التسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين، وحددت لذلك الفترة الممتدة بين الثاني عشر والثامن عشر من فبراير الجاري، مؤكدة بأن أي شخص لن يسجل للانتخابات فلن يتم إدراج اسمه في سجل الناخبين لأي انتخابات مقبلة، وهو ما يعني ضمنيا أنه لن يكون شخصا مؤثرا في صناعة القرار الفلسطيني والتأثير في صياغة خارطته في ظل المتاهات التي تعيشها القضية الفلسطينية هذه الأيام.
- انتخابات
- قضية التسجيل للانتخابات قابلها البعض بجدية كبيرة فصحب لها الأخوة والأبناء وطالب الجيران والأصدقاء بضرورة المشاركة بفاعلية فيها، بينما قابلها البعض الآخر بفتور وعدم اكتراث ومبرره الوحيد لذلك أنه لن يشارك في الانتخابات وسيكتفي بالمتابعة عن بُعد فقط.
- إن عملية التسجيل للانتخابات تعني باختصار تحديد قائمة الناخبين والمرشحين لأي عملية انتخابية مقبلة قد تكون بعد شهور أو سنوات، وهو ما يعني أن من هم خارج القائمة فسيبقون خارج السباق السياسي الفلسطيني لتحديد خارطة فلسطين السياسية للمرحلة المقبلة. الخطورة تكمن هذه المرة في أن السجل الانتخابي لن يكون لعملية انتخابية واحدة، وإنما لثلاث عمليات هي الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.
- ومكامن الخطورة كذلك هو أن ينتهي الموعد المخصص للتسجيل للانتخابات دون أن يتمكن البعض من تسجيل اسمه وضمان تأثيره في صناعة القرار الوطني بعد سنوات من التيه والضياع وتحمل مسئولية الوطن من أناس لا يعنيهم الوطن كثيرا بقدر ما تعنيهم جيوبهم ومصالحهم الشخصية.
- كفلسطينيين في هذه الأيام ينبغي أن نمتلك الجرأة والمسئولية ونعجل في تسجيل أسمائنا في كشوف الناخبين، ومن المبكر الخوض بأحاديث حول عدم مشاركة البعض في العملية الانتخابية، فالخطوة حاليا ينبغي أن تتمثل في التسجيل، وعندما نصل للانتخابات سيكون حينها لكل حادثة حديث.
- إن ما يدفعني للحديث عن ذلك هو تعدد العمليات الانتخابية المقبلة على الشعب الفلسطيني فهي ثلاث عمليات وليست واحدة فقط: رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، وحتى نصل لتلك الفترة حتما تتغير الظروف وتتبدل المشاهد السياسية المختلفة، فالذي كان يُصر على عدم المشاركة في الانتخابات قد يغير رأيه بالمشاركة، والذي لن يشارك في الانتخابات الرئاسية قد يشارك في التشريعية والمجلس الوطني، والذي يحدد المشاركة من عدمها هو التسجيل في سجل الناخبين.
- مرة أخرى يقول قائل لن أشارك في العملية وأكره الحديث عنها، وأنا أقول: ينبغي ألا تقف على جانب الطريق الفلسطيني وتبدأ بالسباب والشتائم لمن يعتلي قيادة الشعب من الذين لا تريدهم وتكره أن يكونوا في هذه الأماكن، فالسبب الوحيد في فوزهم بقيادة الشعب هو التقاعس من قبل البعض الفلسطيني في التسجيل بسجل الناخبين وعدم الاهتمام بهذه المسألة، فالمتقاعسون عن التسجيل هم وحدهم من سيتحمل مسئولية فوز التافه والمنتفع لقيادة الشعب الفلسطيني. وبعد ذلك هل سيبقى أحدنا دون تسجيل للانتخابات أو تحديث لاسمه؟؟!!.
- علامات على الطريق جاذبية الحطام
- بقلم: د.يحيى رباح - معا
- وهكذا يتضح أن الخريف العربي الذي أطلق عليه عمدا وبنية مسبقة اسم الربيع , هو خريف طويل , و في هذا الخريف الطويل تتساقط الأوراق السياسية في المنطقة بسهولة , و تصبح الحقائق عارية تماما , و تستغيث طالبا العون , و لكن صوت الرياح النائحة , و دوي الانهيارات , و حجم الحطام يصبح كبيرا جدا بحيث لا يسمعك أحد.
- هل نحن فلسطينيا قادرون على الإفلات من جاذبية الحطام ؟؟؟ هل نستطيع أن نختلس لحظة من هذا الزمن المضطرب , نقرر فيها معا , بكل أطيافنا السياسية , أن نقلل من الخسائر إلى الحد الادنى , و نعظم المكاسب ما أمكن ذلك ؟؟؟
- حتى هذه اللحظة وبعد عامين من تجدد الأمل بمغادرة الانقسام و انجاز المصالحة , تبدو النتائج غير مرضية فما زلنا – مع الأسف الشديد – جامدين عند نقطة الارتباك نفسها , نهرب من فشلنا إلى أوهامنا , ننتظر ما لا نعرف على وجه اليقين , مفعول بنا و لسنا فاعلين , نطرح على بعضنا الأسئلة التي سبق و أن طرحناها على امتداد العقود الماضية , نعيش يوما بيوم , ساعة بساعة , و هذا هو النجاح الخارق الذي حققه الاحتلال الإسرائيلي ضدنا , دون أن نبذل جهدا حقيقيا لمقاومته , فالاحتلال الإسرائيلي هو أولا و عاشرا الذي أوقعنا في حفرة الانقسام , حفر الحفرة أمام أعيننا , ثم دفعنا إليها فوقعنا فيها طواعية و باستسلام كبير , ثم جعلنا نتكيف تدريجيا مع الانقسام و نغرق فيه أكثر بينما نحن ندعي أننا نقاومه و أننا نريد الخروج من الحفرة !!!
- الحطام له جاذبية.
- ولم نهتد بعد إلى كيفية الإفلات من جاذبية الحطام , يضخم العدو إنجازاتنا عمدا لكي نتلهى بها !!! و يضخم العدو أخطاءنا لكي ننشغل بها , و نمارس ضد بعضنا لعبة الادعاءات الزائفة , مثل لعبة المقاومة التي ينتهي كل شوط فيها بمأساة لنا نتعهد بعدها بعدم المقاومة !!! ثم نحرم على أنفسنا المفاوضات دون أن يكون لنا أي شيء أخر لنفعله !!! أو نتباهى بطريقة سقيمة جدا بمن زارنا و التقط لنفسه صورة فوتوغرافية أو تلفزيونية على أشلائنا الدامية و ركام بيوتنا , و خراب حياتنا , دون أن نسأل إن كان هذا الزائر يملك لنفسه ضرا أو نفعا فما بالكم إن كان قادرا أن يصنع لنا شيئا , و هكذا نلعب مع أنفسنا لعبة الوهم على غرار ما سجلته لنا نماذج الأدب العالمي , من انتظار " جودو " الذي لا يأتي أبدا , أو رسائل الجنرال الذي لا يجد من يكاتبه , فيكتب الرسائل لنفسه و ينهمك في قراءتها بشغف , أو زيارة السيدة العجوز التي تتخيل أن جرس باب بيتها يقرع , و يدخل زوارها , و يجلسون في الصالون , ثم يذهبون إلى مائدة الطعام , ثم ينصرفون , و كل ذلك ليس سوى مفردات من الوهم لم تحدث أبدا.
- ألم أقل لكم أن للحطام جاذبية , و نحن مشدودين كليا إلى جاذبية الحطام , أصبحنا نتفنن في الاندياح مع جاذبية الحطام , و التعايش مع جاذبية الحطام , و نسجل الانتصارات على بعضنا بالنقاط أو بالضربة القاضية و نحن داخل محيط جاذبية الحطام !!! نفرح و نحزن , نغضب و نرضى , نختلف و نتفق , و لكننا نبقى في محيط الدائرة.
- هل نكسر الدائرة ؟؟؟
- يا ليت ذلك لا يحدث , ربما من بركان الفوضى نعثر على قانون الانضباط الوطني !!! و ربما من قلب إعصار عدم اليقين نكتشف قانون الحقيقة المؤكدة ,
- يجب أن نكسر الدائرة.
- يجب أن نتعلم كيف نقاوم ,
- و لماذا لا نجرب السخط المتفجر مادام هذا الرضى الزائف ليس سوى صورة مبتكرة للموت ؟؟؟
- الورد الأحمر "لسامر العيساوي"
- بقلم: ريما كتانة نزال - معا
- خجل الأحمر أن يكشف عن وجهه في عيده، وأخفى العشق شغفه لخفقات قلب يختبئ خلف العظام. وحارَ القديس "فالنتين" كيف يخلي الساحة لتردد أنفاسك وقشعريرة أطرافك.
- لرسالتك الأخيرة وقعها المذهل، صدى إيقاعها تردد في الأفق الوطني الفسيح المعتل بأزماته. التقطنا الرسالة، دون أن نتمكن من أن نطال جميع حروفها، وأن نرتقي لمستوى نبلها..لا يمكن لوجْدِنا أن يُعادِل هروب السكر من دمك الخالي من أي شائبة. ويعجز ضغط حبنا العالي أن يستوي مع تبدل الضغط في أوردتك النابضة بوقع الحياة، وصعب علينا التسلق إلى سقوف روحك الملساء، ومهما ركضنا لا نستطيع اللحاق بأحلامك المستحيلة.
- وصلت رسالتك الأخيرة في زحمة انهماكنا بكل شيء ودون شيء. ولا ندري إن كنا سنمسك بمركزية حلقتها أم ستبقى حبيسة فراغنا وأحلامنا المجوفة..فالأحلام تهرب منا بقدر هروبنا منها، وعودتها مشروطة باشتعال اللهيب في شوارعنا، وبإضاءة الكالح من وجوهنا.
- رسالتك حركت صحوة غائبة، وقمنا برد سريع على ما جاء فيها. في ردنا استنهاض عشوائي لذواتنا التي حملتنا معكم إلى الساحات الحمراء. صوتك قرع بقوة على جدران خزاناتنا قاذفاً بنا نحو الأرض، كنت حاضراً بقوة على نوافذ سجن "عوفر" وعلى الأرض الضائعة والمختطفة، قذفت أمعاءك مع حجارتنا على بنادقهم وقاذفات دخانهم ومطاطهم وجبروتهم، وفرغنا غضبنا على قضبانهم وقيودهم وأسلاكهم الشائكة.
- في ردِّنا على الرسالة الأخيرة، خربشات من ضمير معذّب باثم لم يُرتكب، من خطيئة عزف منفرد على أوتار الأرض الممزقة. ردنا على رسائل السجون سقيم، ويشكو من فجوة الخطاب قياسا بوقائع الحياة.. ويطالب عودة أحلامنا من خيالات العلب المحفوظة.
- خطاب الأسرى يعجِّل في تماثلنا للشفاء. يوقف "نوتة" ناشز تستمر في عزف لحن الحيرة، ويوقف عجزنا الجمعي في استخدام لغة الإرادة، لغة القواعد الاستثنائية بايقاعها الفلسطيني، ويحث على عودة أجمل لغة تخاطب عرفتها الإنسانية، مفرداتها لآلئ روح الشهداء، وفرحها من نور إضرابات الأسرى. وهي مثل كل اللغات، لا يستطيع فهمها أو التحدث بها إلا من أتقن مفرداتها، وفك طلاسم وخفايا معانيها ..
- أنت الآن لا شيء يعنيك، عيونك صوب الهدف: إنها حياة نصر أو استشهاد. لا شيء يزيغ بصرك، فقط بين إغفاءة وأخرى، لمحة على التقارير الطبية يساعد في حساب مواصلة الصمود وإدارة الصراع. قياس السكر والضغط وضربات القلب في خطها البياني الصعب تحت سيطرة الفكرة. قلق وخدر تفاصيل لا تؤثر في المسار المرسوم.
- أنت الآن لا يعنيك شيء سوى وضع الرتوش على الفصل الختامي قبل إسدال الستار، ولا بأس من بعض الإضافات على رواية يضع فصولها رجل شجاع، يصر على صنع خاتمتها بيديه المقيدتين. موصلا رسالة بأن البطل الروائي جدير بكتابة فصول روايته خيراً من المؤلف.
- الأحد وكل يوم أحد .. معركة الاسرى ونواب حماس
- بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس
- لم تكن قضية الأسرى على رأس جدول أعمال الرأي العام بقدر ما هي عليه اليوم ، فقد مضت فترة كان الأسرى هم قضية شريحة من المجتمع الفلسطيني لا يحس بها إلا من هم منها وكانت معاناتهم وذويهم أمرا ً لا يدركه إلا القليل ممن كانوا جزءا ً من هذه الشريحة .أما اليوم فقد كسر الطوق وأصبحت قضية الأسرى قضية عامة يدركها الجميع دون أن يكونوا بالضرورة مشاركين في الأنشطة والفعاليات لنصرة الأسرى والضغط للافراج عهم ووضع حد لمعاناتهم . وأستطيع أن أقول بأن الأعلام الفلسطيني قد لعب دورا ً مميزا ً في فرض قضية الأسرى على جدول الأعمال سواء من خلال تخصيص الصفحات اليومية التي تتحدث عن الأسرى ومعاناتهم ونضالاتهم وحياة أسرهم وذويهم أو إبراز الجانب الانساني لهذه القضية الانسانية بامتياز . ولا بد أيضا ً من الاشارة إلى الدور الفاعل والمميز الذي يقوم به وزير شؤون الأسرى الأخ المناضل عيسى قراقع الذي يُضفي بشفافيته وحسّه المرهف وبُعده الأنساني وقلمه لمسة إنسانية رائعة على وجه هذه القضية ، وهو نفسه المناضل والسجين السابق والانسان بكل معنى الكلمة .ولقد ضرب الأسرى المثل الأعلى في النضال من أجل قيم الحرية والعدالة وأصبحت معركة البطون الخاوية هي أقوى سلاح تُشهره الحركة الأسيرة لتثبت مرة أخرى بأن قوة السلاح وعظمة تأثيره تُستمد دائما ً من قوة القيم والمبادىء التي تُشهر ذلك السلاح لا السلاح ذاته ، ولكم استطاع السلاح المادي الضعيف المعزز بالقوة المعنوية والارادة والعزم والتصميم أن يهزم أعتى الأسلحة وأكثرها صلفا ً وغطرسة وعنجهية ، وكم من فئة ٌ قليلة غلبت فئة ً كثيرة بفضل الله .أبطالنا المضربون عن الطعام الذي يسجلون هذه الأيام أعلى الأرقام القياسية في الامتناع عن الأكل والشرب والاصرار على تنسم رياح الحرية قبل الماء والطعام، هُم الطليعة التي ترفع صوت الأسرى عاليا ً ضد الظلم والقهر والحرمان . إنهم يقولون للعالم أننا بشر كغيرنا من البشر نؤمن بالحرية والحياة ونرفض الظلم ونصر على ممارسة الحياة الانسانية بكل أبعادها ، ونحن بشر لنا أُسر وأحبة ونطمح لأن نعيش حياة كريمة وادعة ً في ظل أُسرنا وأطفالنا ووالدينا ، وأن ليس من حق أحد أن يتحكم في مصائرنا ويحول دون أن نمارس حقوقنا الانسانية الأساسية المبنية على القيم الانسانية الحضارية الراقية التي تؤمن بالحرية وتقر بحقوق الشعوب في الاستقلال وتنبذ الاحتلال بكل صوره وأشكاله .لن تكون السجون مقابر لطلائع المناضلين من أجل حريتنا وكرامتنا ، فلم يكن أحد ٌ منهم هناك لغرض أو مأرب شخصي وإنما هم هناك من أجلنا جميعا ً ومن أجل أن نحيا بعزة وكرامة وشرف ، وقد أمضى الكثيرون منهم عشرات السنين وراء القضبان ولقد آن الأوان لأن يتنسموا جميعا ً رائحة الحرية . وبقدر ما نكون قريبين منهم ومن معركتهم بقدر ما يكونون قريبين من تحقيق أهدافهم وكسر قيودهم . فلتكن المعركة معركتنا جميعا ً ولنا معهم وإياهم لقاء قريب خارج أسوار السجون والمعتقلات بإذن الله.. وما الشجاعة إلا صبر ساعة .حماس والاعتراف الدوليالقرار البلغاري بالطلب من وفد نواب حماس مغادرة بلغاريا هو قرار أقل ما يُقال فيه أنه قرار يتنافى مع أبسط مبادىء التعامل الحضاري والسلوك السوي لدولة تحترم ذاتها ومؤسساتها ، فهؤلاء النواب لم يدخلوا بلغاريا متنكرين أو متسللين وإنما دخلوا البيوت من أبوابها، وبتأشيرات دخول رسمية يُفترض أنها أُعطيت بعد فحص أمني دقيق كما هو الحال اليوم في كل دول العالم. أما أن يُطلب من هؤلاء النواب وفي أوج زيارتهم وبعد لقاءات عقدوها مع مسؤولين وغير مسؤولين وعلى أعلى المستويات أن يُغادروا البلاد فورا ً فهو أمر مرفوض من أساسه ويُشكل مساسا ً بكرامة الشعب الفلسطيني الذي يمثله هؤلاء النواب بغض النظر عن الحركة أو الحزب السياسي الذي ينتمون إليه ذلك لأن الصفة الاعتبارية التمثيلية التي يحملونها تعلو فوق أي صفة ٍ شخصية ٍ أو حزبية .إن الطريقة التي تصرف بها الأمن البلغاري مع هؤلاء النواب إن دلت على شيء فإنما تدل على عمق التغلغل الأمني الأسرائيلي في العديد من دول الكتلة الاوروبية الشرقية سابقا ً التي بادرت حالما انهار الأنحاد السوفييتي للزحف إلى أعتاب واشنطن مدركة أن أفضل البوابات إلى واشنطن هي البوابة الأسرائيلية ، فلم تتردد في أخذ المواقف المعادية للشعب الفلسطيني أو الممالئة للسياسة الاسرائيلية إرضاءً لواشنطن واستجداء ً لأسرائيل .والطريقة التي تعامل بها الأمن البلغاري مع وفد نواب التشريعي الفلسطيني لا تختلف بالمرة عن الطريقة التي تصرف بها الأمن الأوكراني حين تواطأ مع الموساد الاسرائيلي في اختطاف مواطن فلسطيني على الأرض الأوكرانية والسماح باستجوابه ونقله إلى إسرائيل خلافا ً لكل الأعراف الدولية التي أقصى ما تسمح به للأمن الأوكراني هو استجواب هذا المواطن واعتقاله إن كان يهدد الأمن الأوكراني أو الطلب منه أن يُغادر أوكرانيا إلى حيث يشاء ، أما أن يُسمح بنقله قسرا ً إلى بلد ٍ يُمكن أن يهدد سلامته أو حريته بالخطر فهذا أمر لا تقر به أبسط مبادىء حقوق الانسان والنهج المتبع بين دول العالم.أما وقد قلت ما سبق ، فإنه لا بد من التنويه إلى أن من التمادي في الخطأ هو أن تستمر حركة حماس في اللهاث وراء الاعتراف الدولي بعيدا ً عن الشرعية التي اكتسبها شعبنا من خلال الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية . والسؤال هو : ما الذي تبغيه حماس من اعتراف الدول الأوروبية الغربية بها كحركة ٍ سياسية ؟ ألا يكفي الاعتراف بفلسطين :دولة ؟!إن موقف حماس اليوم لا يختلف كثيرا ً عن موقف حركة فتح ومن م.ت.ف. في أواسط الثمانينيات حين طُلب منها أن تعترف بالقرار 242 كشرط للحوار الأمريكي والأوروبي معها ، فما الذي جنته بعد ذلك ؟ واليوم ألا تُدرك حركة حماس والقائمين عليها بأن الاعتراف الأوروبي والأمريكي بالحركة لا يتم ولن يتم بالمجان ؟ وأن هناك شروطا ً لن يتم الاعتراف بحماس بدونها وأن ما يجري هو استدراج لحماس لاحضارها إلى تلك النقطة !لقد توصل العديد من الدول الأوروبية إلى القناعة بأنه قد آن الأوان لتطويع حركة حماس ووضعها على السكة التي وضعت عليها فتح من قبل ، ويقينا ً أن ليس في مصلحة حماس أن تدخل هي الأخرى إلى ذلك القفص . وفي رأيي المتواضع أن على حماس أن تدخل إلى الشرعية الدولية من خلال الدولة الفلسطينية و م.ت.ف دون أن تضع في معصمها قيودا ً ليست في حاجة لها . وهناك في إسرائيل أحزاب تُصر علنا ً وعلى الملأ بأنها لا تعترف بالشعب الفلسطيني ولن تتنازل عن شبر من " أرض إسرائيل " كحزب البيت القومي الذي فاز مؤخرا ً بإثني عشر مقعداً بالكنيست وهو من أقوى المرشحين للائتلاف الحكومي دون أن يتنازل عن مبادئه ودون أن يلهث وراء اعتراف دولي به أو حوار ٍ معه . فإلى أين تريد حماس أن تصل ؟
- سامر العيساوي يصنع فجراً لحرية قادمة
- يقلم: راسم عبيدات - القدس
- قد يقول البعض بأن عهد المعجزات قد ولى ولكن ها هو الأسير سامر العيساوي ورفاقه الذين يخوضون ملحمة وبطولة معارك الأمعاء الخاوية يصنعون ملاحم العزة والكرامة والشرف،ويصنعون معجزات لم يعرفها التاريخ البشري القديم ولا الحديث في النضال والكفاح والتضحية،معجزة الإضرابات المفتوحة عن الطعام،والتي تجاوزت موسوعة جينتس وما بعدها ،بطل الأمعاء الخاوية كان المناضل الايرلندي "بوبي ساندز"،مناضل الجيش الجمهوري الإيرلندي "الشين فين" والذي استشهد بعد 66 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام،في سبيل حرية رفاقه الأسرى،ومن أجل ان تعترف بهم الحكومة البريطانية كأسرى حرب،وليستشهد من بعده عشرة من رفاقه لنفس الهدف والغاية.ونحن كشعب فلسطيني،حركتنا الأسيرة في سبيل حريتها وكرامتها وعزتها ومن اجل الحفاظ على وجودها،والدفاع عن حقوقها وصيانة مكتسباتها وإنجازاتها،خاضت سبعة وعشرين إضرابا مفتوحاً عن الطعام،عدا عن مئات الخطوات الاحتجاجية والإضرابات الجزئية،وقدمت كوكبة من خيرة أبنائها الأسرى شهداء على مذبح تلك المطالب والحقوق والمنجزات والمكتسبات،فكان الشهداء عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مراغة وحسين عبيدات وغيرهم.ورغم تحفظي على هذا الشكل من النضال،والذي أرى ان خوضه بشكل جماعي وموحد وباستراتيجية ومطالب وقيادة موحده،من شأنه أن يحقق نتائج أسرع،ويعطي القضية والتحرك زخما جماهيراً وتفاعلاً وتضامناً اوسع وأشمل على كل المستويات والصعد، علينا ان نقر ونعترف أنه بعد مجيء اوسلو وما تركه من تداعيات خطيرة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،من حيث وحدتها وتقسيمها وغياب وحدة أداتها التنظيمية الموحدة،وجدنا ان الحركة الأسيرة لم تعد قادرة على خوض الإضرابات المفتوحة عن الطعام بشكل جماعي وموحد وبرأس قيادي واحد،حتى انها منيت بهزيمة قاسية في اضراب آب/2004،لغياب تلك العوامل،وكذلك هذا الغياب ساهم في إطالة امد الإضرابات المفتوحة عن الطعام،وعدم تحقيق الأهداف المرجوة منها،ومكن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية واجهزة مخابراتها،من اللعب على وتر الفرقة والإنقسام وعدم الاتفاق،مما جعلها تماطل كثيراً في الاستجابة للمطالب المرفوعة،او التنصل والتخلي عنها مجرد وقف أو إنهاء الإضراب،ومن بعد إضراب آب/2004،أخذت تلك الإضرابات شكل الفصائلية كالإضراب الذي خاضه أسرى الجبهة الشعبية،من اجل إنهاء عزل امينهم العام القائد احمد سعدات وأسرى العزل والإضرابات الفردية (البطولات الفردية)،تلك البطولات التي بدئها شيخ المناضلين خضر عدنان ومن بعده الأسيرة المحررة هناء الشلبي،وليؤسسا لمدرسة جديدة في النضال والكفاح واجتراح البطولات والمعجزات،وقد تركزت تلك الإضرابات في صفوف الأسرى الإداريين،وكان هناك فرصة كبيرة من أجل إنهاء ظاهرة الاعتقال الإداري لو احسن إستغلالها وإدارة المعركة بشكل جيد قانونياً وسياسياً ودولياً حول عدم جواز وشرعية الاعتقال الإداري،ومن بعد ذلك تصاعدت الأمور ولتبلغ ذروتها،بعد إقدام سلطات الاحتلال على إعادة اعتقال أكثر من عشرة مناضلين من الأسرى المحررين في صفقة الوفاء،حيث ما زال يخوض أربعة منهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام،من اجل نيل حريتهم واحتجاجاً على إعادة اعتقالهم بحجج ومبررات واهية،يراد منها كسر إرادة المناضلين والأسرى المحررين،وثنيهم عن المشاركة في أي عمل مقاوم،حتى لو كان نشاطاَ سلمياً او ذا صبغة اجتماعية .سامر ومن معه من الأسرى المضربين عن الطعام،لن يهزموا ولن يتراجعوا ولن تنكسر إرادتهم،بل سيواصلون معركتهم وبأعلى درجات الشرف والتضحية والفداء،فإما الحرية وإما الشهادة،وفي كلا الحالتين سيترتب على نتائج تلك المعركة أسس وقواعد جديدة في كيفية التعاطي مع قضايا أسرانا في سجون الإحتلال ومعتقلاته .صحيح أنهم سيسجلون انتصاراً في كلتا الحالتين ويصنعون فجراً لحرية قادمة،ولكن من سيهزم في تلك المعركة والملحمة البطولية ليس فقط إدارة مصلحة سجون الاحتلال وأجهزة مخابراتها،والتي تريد أن تستمر في إستخدام ملف أسرانا،ليس فقط من أجل الثأر والإنتقام من هؤلاء الأسرى والمناضلين،بل من اجل استمرار الإبتزاز السياسي،في أية مفاوضات قادمة،والهزيمة هنا ستطال أيضاً من لم ينتصروا لقضايا أسراهم في السلطة وفصائل وأحزاب ومؤسسات وجماهير من قال لوالدة الأسير العيساوي ونصحوها بأن تطلب منه فك إضرابها،من تركوا ملف الحركة الأسيرة في أوسلو لحسن نوايا الاحتلال،وتنازلوا طواعية عن تمثيل أسرى الداخل- 48 - والقدس،من مارسوا ضغوطهم على الأسرى في الإضراب الأخير المفتوح عن الطعام من اجل عدم خوض الإضراب،وخرجوا ليستثمروا نضالات وتضحيات هؤلاء الأسرى.وكذلك فان كل فصائل العمل الفلسطيني الوطنية والإسلامية مقصرة وتتحمل المسؤولية في إهمال هذا الملف،والفصائل التي تتسابق على حشد الجماهير في انطلاقاتها من اجل إثبات حضورها وفعلها وقيادتها للشعب والجماهير،عليها ان تتسابق في الفعل والحشد في قضايا الأسرى،حيث انه في أكبر مهرجان أو مسيرة او اعتصام لدعم الأسرى المضربين عن الطعام،لم يتجاوز العدد بضعة مئات،ولتتسابق كل جماهيرنا وأهالي أسرانا يوم قدوم اوباما الى المقاطعة ولتحاصرها،ولتقول بصوت عالي حرية أسرانا أهم من كل اللقاءات العبثية والمفاوضات العقيمة،ولتقل لأوباما والقيادة الأمريكية كفى دجلاً وكذباً ونفاقاً ومعايير مزدوجة،فلو كان الأسير المضرب عن الطعام إسرائيليا وبهذه المدة في أي بلد عربي،لقامت الدنيا ولم تقعد،ولربما تم دعوة مجلس الأمن الدولي للإنعقاد تحت البند السابع ،ولم يبق أي زعيم أو مسؤول غربي دون أن يستنكر ويدين تلك الجريمة،ويدعو الى اتخاذ عقوبات رادعة بحق الدولة الاسرة أو المسجون فيها هذا الإسرائيلي المضرب عن الطعام،باعتبار ذلك جريمة حرب،ومناف للديمقراطية وخرق لكل الأعراف والمواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية،أما عندما يتعلق الأمر بالأسرى الفلسطينيون،فأوباما وغيره من زعماء الغرب الاستعماري المجرم فإنهم يصمتون صمت القبور.وليقل أهالي أسرانا ومن يعتصم ويتضامن معهم يوم قدوم الرئيس الأمريكي أوباما،لا عودة لتلك المفاوضات بدون إطلاق سراح أسرانا،وبالذات القدماء منهم،وبجداول واضحة ومحددة زمنياً لاطلاق سراح كل الأسرى وأسرى الداخل والقدس قبل غيرهم من الأسرى،وإلا فإكرام الميت دفنه ولتذهب تلك السلطة الى الجحيم.
- "حماس" يا فرحة ما تمت !
- بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
- طردت جمهورية بلغاريا وفدا من ثلاثة نواب من كتلة التغيير والاصلاح التابعة لحركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل الاشقر تحت ذريعة أنهم اعضاء في تنظيم إرهابي. وهذا تصرف غير لائق من الاصدقاء البلغار، لاسيما وان النواب الثلاثة دخلوا البلاد بشكل رسمي، ووفق تأشيرات لا غبار عليها، ومن الجهات الرسمية، وبدعوة من احد مراكز الدراسات، الذي يديره فلسطيني مقيم في بلغاريا.
- وللاسف أطلق اعضاء الوفد الحمساوي، الكثير من التصريحات والبيانات عن الاختراق الجديد، وعن جدول اعمالهم، الذي ادعوا فيه، انهم سيلتقون مع جهات رسمية وعلى مستويات مختلفة في مراكز القرار البلغاري، مجلس وزراء ونوابا، وكتلا برلمانية وأحزابا... إلخ قبل وصولهم وبعد وصولهم لصوفيا في اليوم 13 من فبراير الحالي، ولم يحرصوا على إتمام زيارتهم بهدوء ودون ضجيج، ولكن كما كل القوى الساذجة سياسيا، فعل أعضاء الوفد الحمساوي.
- وأياً كان حجم خطأ اعضاء وفد حركة حماس، وهو وفد فلسطيني، واعضاؤه نواب في المجلس التشريعي، فإن خطا الحكومة البلغارية اكبر، أولاً: الوفد الزائر وصل البلاد بدعوة من مركز أهلي، ووفق تأشيرة صحيحة, ولم يدخلوا البلاد سراً او بالتزوير؛ ثانيا الوفد يمثل شريحة مهمة من الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن سياسات وأخطاء حركة حماس، وبين الدولتين والشعبين والحكومتين الفلسطينية والبلغارية اعتراف رسمي، واتفاقات تنظم العلاقة بين البلدين، فضلا عن الصداقة التاريخية بينهما، وبالتالي ليس مقبولا، ولا مسموحا الاساءة للوفد الفلسطيني، وطرده بالطريقة التي تمت؛ ثالثا حتى التهمة التي تذرعت بها الحكومة البلغارية لطرد الوفد، ليست دقيقة، لأن حركة حماس جزء لا يتجزأ من حركة الاخوان المسلمين، التي ترتبط بتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية وضمنا مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، كما ان "حماس" بينها وبين إسرائيل هدنة طويلة ومجانية، وأشرفت عليها جمهورية مصر العربية، أضف الى ذلك ان حماس اعلنت عن التزامها بخيار الدولتين على حدود 67، وضمنا أبلغت اسرائيل عن موافقتها على أقل من ذلك، على الدولة ذات الحدود المؤقتة، رابعا لا يجوز لبلغاريا ان تخضع علاقاتها مع الفلسطينيين للابتزاز الاسرائيلي، لأن هذا يضر بمكانة بلغاريا وصداقتها للعرب والفلسطينيين؛ خامسا بلغاريا باجرائها الخاطئ أساءت لمكانتها الديمقراطية، ولحرية الرأي والتعبير، وسادسا لماذا من الاساس منحت بلغاريا تاشيرة دخول للوفد الفلسطيني؟ ولماذا لم تدقق في هوية الممنوحين تأشيرة ولماذا لم تسأل المضيف صاحب مركز الدراسات عن هويتهم السياسية إن كانت معنية بعدم إدخال اي اعضاء من حركة حماس؟ ولكن طالما دخلوا البلاد، على بلغاريا، ان تسمح للوفد باستكمال مهمته، وكان بامكانها وضع ضوابط على الحكومة والبرلمان والكتل النيابية والاحزاب بعدم اللقاء بالوفد دون إثارة القضية بالطريقة الخاطئة والمعيبة بحق بلغاريا وديمقراطيتها واستقلالها.
- ما حصل كان عملا شائنا، وغير موفق من الحكومة البلغارية، ولكن ايضا كان اعضاء الوفد الحمساوي، غير موفقين في التعبير عن مواقفهم، خاصة وانهم حملوا الزيارة اكثر مما تحتمل، كعادة الاخوان المسلمين في أكاذيبهم، وتزويرهم للحقائق.
- كان المرء يتمنى ان يستكمل الوفد زيارته لبلغاريا الصديقة، ولكن "يا فرحة ما تمت".. يا حماس ويا اعضاء الوفد الثلاثي : اسماعيل الاشقر وصلاح البردويل ومشير المصري. لعلها بروفة كي يتعلم منها أعضاء حركة حماس، قبل التهليل والتطبيل والتضليل للرأي العام الفلسطيني والاوروبي. وايضا هي درس لبلغاريا العضو في الاتحاد الاوروبي، كي تتعظ مما حصل وتتفادى ارتكاب حماقة مماثلة ضد اي وفد فلسطيني ممنوح تأشيرة رسمية.
- الأعطية الخطأ لـ «أنزور»
- بقلم: عدلي صادق الحياة
- نشرت «القدس العربي» اللندنية، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية؛ نبأ منح الرئيس الفلسطيني جواز سفر دبلوماسياً للمخرج السوري نجدة أنزور. وفي الحقيقة، يقتضي واجبنا أن ننصح وأن ننبه، الى أن هذه الأعطية، خطأ على مستوييْ الشكل والمضمون، وأحمّل مسؤولية هذا القرار الخاطئ، لأصحاب المشورة فيه، ولمن يأخذون الرئيس «أبو مازن» في عُجالة، ويصورون له الأمور بخلاف حقائقها، فيأخذون منه «تأشيرة» ذات طابع ابتدائي ثم ينفلتون الى التنفيذ، طالما أنهم معنيون به!
- الرئيس «أبو مازن» يدعو صادقاً وجاداً الى بناء المؤسسات، ونسأل الله أن يجنبه أذى المضللين ويفتح له الطريق الى المؤسسات. وسأعرض الآن ـ كمثال ـ مسوغات تخطئة قرار تكريم المخرج السوري نجدة اسماعيل أنزور، بجواز سفر دبلوماسي فلسطيني، أو حتى ببرتقالة فلسطينية، يستحقها قبله، الملايين من أحباء فلسطين في الوطن العربي والعالم، من ذوي العطاء المتميز، على كل صعيد!
- فمن حيث الشكل، ليس جواز السفر الفلسطيني الدبلوماسي، هو الهدية الرمزية المناسبة التي نقدمها لمناضل عربي أو أجنبي وقف معنا، فما بالنا بغير ذوي المآثر والوفاء. ولو اعتمدنا منطق الإنصاف، وأقلعنا عن أسلوب الانتقاء الذي يطيح بالمعايير، وأعددنا قائمة بمن يستحقون التكريم بجواز سفر دبلوماسي فلسطيني؛ لكنا مضطرين الى مضاعفة العدد المطلوب من «الدفاتر» الحمراء المطبوعة في ديار وكالة الأنباء الألمانية، ألف مرة. فنحن الآن دولة، ولكل دولة قانون يختص بالأوسمة والهدايا الرمزية، يحدد آليات اختيار المحتفى بهم، والإعلان عن كل واحد منهم بمرسوم. ويحدد القانون أنواع الهدايا، بخلاف أنواع الأوسمة وتصميماتها. أما الجنسية وجواز السفر، فهما يُمنحان أيضاً بموجب قانون!
- ومن حيث الشكل أيضاً، إن الرجلين اللذين يمثلان منظمة التحرير الفلسطينية و»فتح» في دمشق، معلومان ويتمتعان بالخبرة والكفاءة، وهما من خيرة المناضلين والساسة المخضرمين (محمود الخالدي ود. سمير الرفاعي) ويلتزمان مبدأ الحياد في الصراع، وفقاً للموقف الرسمي الفلسطيني، وسيكون في غيابهما عن مشهد منح الأعطية الخطأ، حرج ضمني لهما أمام سلطات فقدت عقلها، ربما تطالبهما بـ»مبادرات» حيال المزيد من المؤيدين لها، أو تأخذ عليهما عدم الأخذ بالمقتضى حيال المحتفى به!
- أما من حيث المضمون، فإن نجدة اسماعيل أنزور، وهو من أقلية شركسية كريمة هربت من اضطهاد روسيا القيصرية في القرن الـ 19، واحتضنها المجتمع السوري الطيب في حلب؛ قد خان ـ للأسف ـ مدينته وأهلها وانحاز للذين دمروها وقتلوا أهلها بالسلاح الروسي. فمن يخن أهله الذين في مسقط رأسه، لن يكون عنوان بشارة في فلسطين. وهو أصلاً، صاحب أسبقية في محاولة إحداث الفتنة، في المهرجانات، بين الفنانين السوريين وأشقائهم المصريين. ولو سألَنَا سائل مثلاً: لماذا لم تمنحوا التكريم، للمخرج السوري حاتم علي، الذي قدم لنا مسلسله البديع «التغريبة الفلسطينية» إن كنا نتحدث عن فن موصول بفلسطين وقضيتها؟! إن لم نستطع الإجابة، ربما يجيب السائل نفسه نيابة عنا فيما يشبه التقريع: لأن حاتم علي، انحاز للإنسان العربي السوري (من حيث هو إنسان وقبل السياسة) فقدم فيلماً وثائقياً جميلاً بعنوان «تهريب 23 دقيقة» سجل فيه معاناة المسجونين القدامى في معتقلات الأسديين، وسلط الضوء على تجارب آلاف الأطفال والأمهات الذين ترعرعوا محرومين من آبائهم، وآلاف الأمهات اللاتي قضَيْنَ محرومات من رؤية أبنائهن في سجون الظلم الأسدي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً. أو لأن حاتم هو زوج الناشطة الحقوقية والممثلة والكاتبة دلع الرحبي، التي سجلت سيرتها الذاتية البديعة «عصيْ الدمع» لتناصر ثورة شعبها!
- * * *
- المفترض أن قرارات منح الأوسمة والهدايا الرمزية، تنبثق عن مؤسسة أو عن مجلس يتداول كل قرار بمفرده ومن جميع الجوانب، ويمكن أن يُبحث الأمر بموجب توصية أو مشورة يحيلها الرئيس الى ذوي اختصاص. والمنطق أن يُمنح صاحب فضل، وساماً رمزياً، شرط أن يكون هناك مستجد في مسار حياته الشخصية، أو يكون وصل الى مفترق طرق، أو توفي الى رحمة الله، أو أنجز عملاً باهراً. وكثيرون ينبغي أن نتذكرهم ممن رحلوا مؤخراً أو ما زالوا أحياء يرزقون. فعندما نكون بصدد شخصية موقرة وتستحق، يصبح للتكريم وقعه ومعناه المحترم. وعلينا أن ندقق النظر ونعرف من هم الذين يستحقون أوسمتنا، ومن هم الذين يستحقون أن نستمع الى مشورتهم في هذا الصدد. وهناك كثيرون نسيناهم، لذا يصح التساؤل: لماذا نتذكر أنزور في هذا الخضم؟ الجواب : لأن هناك من هم معنيون بخوزقتنا وجعل القضية الفلسطينية ورقة في يد نظام ينازع سكرات الموت، لعله ينجو بها، وهو الذي لم يجد موضوعاً يزعم إنه صاحب فضل فيه، ويواجه به غضب الشعب، بعد ليل طويل من الصمت والاستبداد؛ إلا كونه «ممانعاً» وشوكة في حلق إسرائيل، باستثناء ما يخص وحدات الكيماوي، إذ هو قرة عينها!
- النظام السوري يقتلنا الآن، وقد أشبعنا قتلاً وسجناً على مر تاريخه. وهؤلاء الذين يخدمونه، يريدون توريطنا مع شعبنا العربي السوري المنتصر لا محالة!
- على الرغم من كل ما قلت، فإن تسعين في المئة من النقاط والحروف، غابت عن هذه السطور، لذا أكتفي بتنبيه الرئيس ـ بإخلاص ـ الى ضرورة أخذ مقتضى الحرص والتمحيص فيما يُشار عليه من البعض. ولنا ـ على طريقة النظام السوري ـ قول آخر في الزمان والمكان المناسبيْن!
- كوماندس في « الحسبة «
- بقلم: موفق مطر - الحياة
- سرني خبر ضبط شرطة البلدية لأجهزة الكترونية في الحسبة, مقابل جامع « جمال عبدالناصر « مهربة من مستوطنات اسرائيلية الى اسواقنا.
- نقدر جهود بلدية البيرة التي جعلت المرور ممكنا في أول شارع القدس من جهة ساحة المنارة حيث استطاعت اعادة تنظيم بسطات الباعة المتجولين على الأرصفة, الأمر الذي كنا ننتظره منذ زمن.. حيث خفت الى حد كبير فوضى النصب العشوائي لصناديق وعربات الباعة على الرصيف وطرفي الشارع, وقد لاحظنا بعد هذه الاجراءات وانجاز الجزر الخضراء الصغيرة، وان كنا نأسف لتسييجها بالحديد حتى وان حرصت البلدية على أن تكون تشكيلاتها جميلة.. لكن البلدية معذورة لأننا رأينا كيف يتجاهل مواطنون الشجيرات والغراس الصغيرة فيدوسونها غيرآبهين ناهيك عن تقصد البعض أخذها مكانا لرمي فضلاتهم بديلا عن الحاويات التي لا تبعد امتارا عن المكان, ( انه الكسل ) والاهمال, وضعف احساس المواطنين بالواجب, وقلة احترام ملكية المواطنين العامة.
- كتبنا في زاوية «سؤال عالماشي» قبل أكثر من عام حول سوق الخضار والفواكه واللحوم بمركز المدينة المعروف « بالحسبة « ولمسنا إستجابة الى حد ما لملاحظات دوناها في هذه الزاوية لكننا اليوم نعود ونرسم صورة قلمية للمسؤولين في البلدية ووزارة الاقتصاد، أملا برؤية سوق يتناسب ومكانة رام والبيرة اللتين أستطيع توصيفهما وتصنيفهما في خانة أجمل المدن في الوطن العربي.
- يتدرب الجندي في الوحدات الخاصة « الكوماندس « على المشي والركض على الطين بعدته وعتاده, أما الحسبة اليوم ( امس السبت ) فكانت خلال الجو الغائم مع زخات المطر اشبه «بميدان تدريب» للمواطن ابو العيال الذي قصد السوق للتوفير، فليس كل المواطنين يتسوقون من «المولات» الكبرى.. هنا في الحسبة نسبة عالية لامكانية الانزلاق بخضار او فاكهة معقولة الجودة والسعر.
- ان قررت التوغل في» الحسبة في يوم ممطر، عليك ارتداء «جزمة» كالتي يلبسها عمال التنظيفات اثناء خدمتهم و»تشمير» سيقان بنطلونك حتى تضمن الخروج باقل الخسائر هذا ان لم تتمزق ثيابك بمسمار ناتئ من عربة أو بسطة وأنت تحاول تفادي عربات الفتيان المعدنية في ممر مخصص للمتسوقين لا يتجاوز عرضه المتر وربع المتر في احسن الأحوال.
- لا نحتاج الى كثير من المال لاحداث التغيير النوعي في اسواقنا للأفضل، وانما لقليل من التوجيه المباشر, والزام الباعة باتباع تعليمات ومعايير النظافة والتقيد بالأسعار، والمساحات المخصصة للباعة وبضائعهم والمتسوقين, ورقابة مشددة على « غشاشين « ينصبون للمتسوق شراكهم, حيث يعمدون لصف افضل ما لديهم من الفواكه ( درجة اولى ) في المقدمة لتكون على مرأى المتسوق, فيما التي باتجاه البائع وناحية ميزانه ( درجة رابعة ) « فيكبش» البائع كما يريد وليس كما يريد المشتري.
- يبقى السؤال الأهم: لماذا لايبادر الباعة أنفسهم لتنظيم شؤونهم؟ فهم يمضون معظم ساعات اليوم ومعظم سنوات اعمارهم هنا في هذه الأسواق.. فنحن نحتاج الى تكامل جهود, حتى وان كانت المؤسسة الرسمية هي المسؤول الأول والأخير.. فالمجتمعات المنظمة تساعد الدولة في تحسين اوضاعها ورفع مستوى معيشتها.. وهكذا وصلت المجتمعات الى الصورة الجميلة والحياة المنظمة التي نراها ونقرأ عنها في وسائل الاعلام.