النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 382

  1. #1

    اقلام واراء محلي 382

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
    • اقرار الذمة المالية توثيق أم افصاح ... وتقرير رواتب الحكومة
    • بقلم: جهاد حرب - معا
    • "كراهية الذات" و"كراهية السلطة"!
    • بقلم: حسن البطل - الايام
    • لا أهمية للدولة الوطنية في فكر "الإخوان"
    • بقلم : صادق الشافعي - الايام
    • ثـــلاث حـنّــونـــــات
    • بقلم: وليد ابو بكر - الايام
    • لماذا تدافعون عن تهم غير موجّهة لكم؟
    • بقلم: صلاح هنية - الايام
    • كلام X كلام
    • بقلم: وليد بطراوي - الايام
    • عساف اشرف من فتاواهم
    • بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
    • خالد مشعل .. إلجم زفّة الكذابين !
    • بقلم: خالد مسمار - الحياة
    • نتائج انتخابات مجالس الطلبة والمصالحة
    • بقلم: بهاء رحال - الحياة
    • ضوء احمر !!
    • بقلم: حديث القدس - القدس
    • سلام فياض.. استقالة الربيع الفلسطيني
    • بقلم: توماس فريدمان- يويورك تايمز
    • سامر الفلسطيني
    • بقلم: المحامي جواد بولس – القدس















    اقرار الذمة المالية توثيق أم افصاح ... وتقرير رواتب الحكومة
    بقلم: جهاد حرب - معا
    قامت هيئة مكافحة الفساد خلال العام 2012 بجمع اقرارات الذمة المالية من كبار الموظفين المدنيين وكذلك الأمنيين وفقا لنص المادة 13 من قانون مكافحة الفساد. هذا الاجراء وفقا للقانون ليس توثيقا وتسجيلا للأصول المالية والديون للموظفين العامين بمن فيهم رئيس الدولة والوزراء والقضاة والنواب لوضعه في خزنة مغلقة أو الاحتفاظ به لدى الهيئة.
    انما يأتي هذا الاجراء في اطار الوقاية من الكسب "الإثراء" غير المشروع باعتباره أحد الوظائف الاساسية لهيئة مكافحة الفساد، وكذلك وفقا لعنوان القانون ذاته (قانون منع الكسب غير المشروع لسنة 2005) قبل تعديله ليصبح قانون مكافحة الفساد.
    يعتقد البعض أن هذه الاقرارات هي للحفظ ولا يمكن الاطلاع عليها إلا بعد استصدار قرار من المحكمة المختصة استنادا الى أحكام المادة 19 من قانون مكافحة الفساد التي تتعرض لمنع افشاء الهيئة أو من فيها من العاملين اقرارات الذمة المالية وأية اجراءات متخذة للتحقيق وفحص الشكاوى المقدمة بشأن الكسب غير المشروع باعتبارها أعمالا سرية. في حين نص المادة 8 من نفس القانون صريح "على صلاحية الهيئة بالفحص والتدقيق".
    في هذا المجال يمكن الحديث عن نوعين، وكلاهما خاضعين للفحص والتدقيق، من اقرارات الذمة المالية النوع الأول للسياسيين كرئيس الدولة والوزراء والنواب ورؤساء الهيئات العامة ما يتطلب الافصاح عن اقرار الذمة الخاصة بهم باعتبارهم شخصيات عامة، ويفيد هذا الافصاح منع تضارب المصالح وهو معمول به في الكثير من الدول الديمقراطية وفقا لإجراءات محددة، وفي المملكة المغربية يتم فحص اقرارات الذمة المالية لجميع اعضاء مجلس النواب والمستشارين من قبل المجلس الأعلى للحسابات.
    والنوع الثاني وهو الجزء الآخر ممن ينطبق عليهم تقديم اقرار الذمة المالية يتطلب نص المادة 8 من قانون مكافحة الفساد ضمان اجراءات تحفظ السرية من جهة وتوفر ادارة فعالة لمنع الاثراء غير المشروع من جهة ثانية.
    هذا الاجراء يقوم على فحص عينة عشوائية لإقرارات الذمة المالية سنويا تقرر هيئة مكافحة الفساد وفقا لقدراتها سواء كانت نسبة من اجمالي الاقرارات المودعة أو عدد محدد. مما يتطلب وضع خطة عمل لدائرة اقرارات الذمة المالية في الهيئة للقيام بعملية التدقيق وتفعيلها مع ضمان سرية المعلومات والإجراءات المتخذة.
    كما يمكن أن تُفعّل هيئة مكافحة الفساد ادوات اخرى، ممكنة، للرقابة على كبار الشخصيات الفلسطينية، وهو اجراء وقائي، من خلال التنسيق مع وحدة الرقابة المالية في سلطة النقد وسلطة الاراضي وهيئة سوق رأس المال، للإطلاع المباشر على الحركات والتحويلات المالية على حساباتهم وعمليات الشراء والبيع للأراضي والاسهم، باعتبارها مصادر هامة في تحديد الاصول المالية للافراد .
    ان تفعيل فحص اقرارات الذمة المالية من قبل هيئة مكافحة الفساد، المنصوص عليها في قانون مكافحة الفساد، ضروري للعمل بالوظيفة الوقائية للهيئة ذاتها. أما فيما يتعلق بالإفصاح ذاته هناك العديد من الاتجاهات والاجتهادات الحكومية لتفعيل عملية الافصاح ليس فقط عن الاصول والديون الذي يقدم في اقرار الذمة المالية الروتيني عند تولي مناصبهم وبشكل منتظم طوال خدمتهم، وأيضا الافصاح الخاص وهو يتضمن ليس فقط الاعلان عن المصالح عند مناقشة الموضوعات في الاطار المؤسسي لهم بل أيضا الهدايا والامتيازات التي يحصلون عليها بحكم مناصبهم.
    قد يكون مفيد للرئاسة والحكومة تطوير تقرير سنوي، على غرار تقرير رواتب الحكومة في روسيا الاتحادية، يشمل رواتب رئيس السلطة والوزراء والمستشارين بحيث يتضمن الرواتب والبدلات والامتيازات كاستئجار الشقق، والسيارات والفواتير كالكهرباء والماء والاتصالات والغاز. لكن ينبغي التأكد بشكل مزدوج من البيانات التي يعتمدها التقرير.
    "كراهية الذات" و"كراهية السلطة"!
    بقلم: حسن البطل - الايام
    للشاب ماوتسي - تونغ قصة تروى. زوّجه والداه إلى عروس لم يرها. في زفافه رفع النقاب عن وجه العروس .. ثم اطلق ساقيه للريح!
    ربما من فراره بدأ "المسيرة الكبرى" (لونغ مارش) لتحرير الصين من حكم "الكومنتانغ". وفي ذروة الحرب الأهلية (كومنتانغ - شيوعيون) عقد تشان كاي شك وماوتسي تونغ هدنة للحرب الوطنية المشتركة ضد الغزو الياباني.
    ثمة صورة شهيرة عن لقائهما، وفي عيون ماو نار ثأر على كاي شك، الذي قتل زوجة يحبها ماو، وكانت من جميلات الشاشة السينمائية الصينية.
    كم سنة طالت (المسيرة الكبرى) التي انتهت بانتصار الشيوعيين، وتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهروب زعيم الكومنتانغ إلى جزيرة فرموزا!
    "المسيرة الكبرى" الفلسطينية بدأت بعد مؤتمر بازل وهرتسل، ولم تنته بمؤتمر كامب ديفيد ٢٠٠٠: مائة عام ونيّف من الصراع في فلسطين وعليها.
    إنه صراع يشبه صدام صفائح تكتونية، تسبب الزلازل والبراكين، فهو قادم من البعيد وذاهب الى البعيد. هناك من يراه صراع وجود، وهناك من يراه صراع بقاء .. ومن يراه تقسيماً جديداً.
    قال من قال: فلسطين عروس مهرها الرجال، ويقول من يقول ان العروس التي حلم بها الفدائيون، أزاحت النقاب عن وجهها غير الجميل بعد تأسيس السلطة.. ولكنها "بنت العم" لا بد من القران بها والدخول عليها والخلفة منها؟
    صورة وجه العالم والعالم العربي واسرائيل خلال مائة عام ويزيد من "بال" الى "كامب ديفيد" لم تعد كما كانت أبداً، وحلم الفدائيين الأوائل بتحرير حيفا ويافا وعكا صار واقع اقامة دولة في رام الله والخليل ونابلس والقدس.
    روى لي صديقي أنه كان يجوب الغور الاردني ليلاً، ملتمساً أضواء فلسطين بعد اوسلو، فتعثر .. فنظر، فإذا بالقبر هو للمرحوم أحمد الشقيري.
    أعود القهقرى الى العام ١٩٦٤، والقرار العربي بتشكيل "م.ت.ف"، وجولة الشقيري على الجاليات الفلسطينية للترويج للمنظمة، وكيف صرخت الفلسطينيات السوريات في وجهه، وشددن ياقته، وحتى رفعن الأحذية. لماذا؟ لأن هذا بدا خيانة لعروبة الفلسطينيين، ولتحرير فلسطين بقيادة عبد الناصر؟
    السرد طويل ومرير، أقفز منه الى الصورة الراهنة للصراع، حيث اسرائيل دولة قوية، مزدهرة، مزهوة .. بينما يتخبط العالم العربي وتتخبط السلطة لولادة دولة فلسطين، وتمد يدها طالبة المال لبنائها، لا السلاح لتحريرها، وتنهال عليها أقذع الاوصاف من شعبها: سلطة فاسدة. سلطة متخاذلة. سلطة مستسلمة. سلطة شحادة ..الخ!
    دأب بعض الصهيونيين القوميين على نعت نقاد اسرائيل من يهودها ويهود العالم بأنهم من "كارهي الذات" .. وعندنا؟ هناك شيء من كراهية السلطة والدولة، ولكن متسلحة بالاعتزاز الزائد بالذات الفلسطينية.
    يحنون إلى الكفاح المسلح، وإلى الانتفاضات، ويضعون الحق في الدولة في مواجهة الحق في العودة .. يريدون سلطة طاهرة وقوية ونقية.
    لم يعش الشقيري انتصار "استقلالية القرار" ولم يعش عرفات "استقلال الدولة" ولم يتحقق "اعلان الاستقلال" العام ١٩٨٨.
    ما الذي تحقق؟
    كان الفلسطينيون مجرد "عرب" (عرب أرض اسرائيل) وعرب المناطق المدارة، أو لاجئين ومع كتاب فرنسي "الفلسطينيون شعب" صاروا شعباً لا في نظر أنفسهم بل في نظر العالم، والثورة صارت منظمة يعترف بها العالم، والمنظمة صارت سلطة معترفاً بها، وتطلب دولة موضع صراع اعتراف دولي .. وصراع تاريخي مع اسرائيل.
    لو قرأتم "إعلان الاستقلال" الذي كتبه محمود درويش، لربما عليكم التوقف عند عبارة : بناء حياة وطنية، او فلسطين مركز حياة الشعب الفلسطيني .. او ما شابه.
    من منظمة تحرير هي "الكيان السياسي المعنوي" إلى سلطة وطنية تمكنّ الشعب ان يبني حياة وطنية، وأن تكون البلاد مركز الحياة الوطنية للشعب، كما هي اسرائيل مركز حياة يهود العالم.
    تستحق السلطة (والعرب والعالم) الانتقاد، كما استحقت المنظمة .. وحتى الثورة (أذكر أن خالي خاطب أخي الفدائي العام ١٩٦٩: ستحررون فلسطين؟ عبد الناصر لم يحرّرها .. هذا برنامج السلطة ١٩٧٤ الذي ترتب على حرب اكتوبر.
    فإلى اللحظة التاريخية الراهنة، حيث المطلوب من الشعب والسلطة أن يكونا رداً ناجعاً على اسرائيل، والصهيونية، واليهودية معاً، واسرائيل قوية ومزدهرة وفخورة، بينما العروبة مريضة، والاسلام يتخبط في العنف والدعوة الى "الخلافة" كما تدعو اليهودية إلى "أرض - اسرائيل كاملة".
    مهمة السلطة والفلسطينيين أن يقارعوا اسرائيل، وعلى العروبة والاسلام أن يقارعوا الصهيونية واليهودية: تزمت مقابل تزمت. فوضى عربية عارمة!
    "كان اسمها فلسطين وعاد اسمها فلسطين" ولم تسقط فلسطين بالضربات القاضية الاسرائيلية.. ويمكنها أن تكسب جولات الصراع .. لأننا "اكثر شعوب العالم عناداً" كما قال أبو إياد.
    .. ولو كان وجه السلطة لا يشبه وجه عروس الاحلام! صمدنا مائة عام وسنصمد مائة عام أخرى.
    هذا صراع قادم من البعيد، وذاهب الى البعيد.

    لا أهمية للدولة الوطنية في فكر "الإخوان"
    بقلم : صادق الشافعي - الايام
    لا مكان اساسيا للدولة الوطنية في فكر قوى الاسلام السياسي، فما بالك بالدولة الحديثة؟.
    هذا امر اصيل في فكر قوى التيار الاسلامي، وهذا ما تؤكده الممارسة السياسية لحركة الاخوان المسلمين منذ وصولها الى سدة الحكم في مصر، اصبح بمقدورها الافصاح عن حقيقة فكرها وبرنامجها. وهي لا تعبرعن ذلك بالاقوال والشعارات ( مثل ذلك الذي رفعه مرة احد رموزها الدكتور صفوت حجازي ) ولكنها تعبر عنه بالافعال .
    قوى التيار الاسلامي الاخرى لا تختلف عن حركة الاخوان في جوهر الامر وان اختلفت في شكل التعبير عنه وفي توقيت التعبير بما يتناسب مع درجة تمكنها ومع اقتراب موقعها من السلطة .
    في هذا الفكر تتراجع كثيرا، اهمية الانتماء للوطن القطري المحدد، او الى الوطن القومي الاكثر اتساعا، لكن المحدد ايضا بعوامل كثيرة مشتركة واساسية، لصالح الانتماء الديني العابر للحدود والاوطان والمتجاوز للانتماءات الوطنية والقومية ولصالح بناء دولة بديلة، دولة متخيلة تجسّد ذلك الانتماء.
    واذا ما تبقى من مكانة للانتماء الوطني او القومي ودولته في هذا الفكر، فانها تبقى كتفصيلة ثانوية في اطار الانتماء الديني ودولته المتخيلة، ودورها الاساس القيام على خدمته والتحضير لاقامة دولته.
    وبالتبعية يتراجع كثيرا الاهتمام بالحفاظ على الدولة الوطنية كما ظلت قائمة بمؤسساتها واجهزتها وكامل مقوماتها لصالح فكرة وهدف بناء الدولة البديلة المتخيلة .
    ولا قدسية في فكرهم لأي مؤسسة او هيئة وطنية او جهاز ولا تمسك باستمرارهويته، كما تكرست عبر مئات السنين،( النظرة الى الازهر وهويته المصرية والى الكنيسة القبطية كمثلين )
    وفي الطريق الى بناء الدولة البديلة المتخيلة، تقوم قوى الاسلام اول وصولها للحكم بالسيطرة على مؤسسات ومفاصل الحكم في الدولة القائمة تمهيدا لتغيير محتواها واهدافها لتخدم بناء تلك الدولة .
    لاحظ مصر كنموذج : السيطرة على السلطة التنفيذية، السيطرة على السلطة التشريعية مع صحة كل ما يثار حولها من عيوب بنيوية ، السيطرة على معظم الوزارات والاساسية منها بالذات، وعلى معظم المحافظين والوظائف العليا .
    والآن تجري بكل شراسة محاولات السيطرة على السلطة القضائية.
    وفي سعيهم لبناء دولتهم البديلة فانهم :
    يضفون على ما يقومون به من افعال وممارسات صفة تقترب من القداسة بادعاء انهم يمثلون الاسلام. وينكرون حتى الالغاء اي آخر وطني، طالما كان في مقدورهم ذلك، واذا ما قام الآخر الوطني بالتصدي المؤثر لهم فكيل الاتهامات جاهز وواسع من "الفلول" الى الارتباط بالخارج الى مخالفة الشريعة وصولا الى التكفير والى استعمال العنف ايضا.
    ولا يجدي معهم الاقناع مهما كانت قوة الحجج والبراهين. ما يجدي هو نجاح المعارضة الواسعة في ايصالهم الى حقيقة انهم لا يستطيعون تمرير ما يريدون بما يخرجهم من واقعهم الافتراضي ويعيدهم الى الحياة الواقعية.
    الغريب ان هذا الفكر لقوى الاسلام السياسي وما ينتج عنه من نظرة للدولة الوطنية لا يتوافق مع حقائق عصور الازدهار في تاريخ الاسلام بالحكم.
    فقد شهد الحكم الاسلامي ازدهاره وانتشاره، في عصر الخلفاء الراشدين ثم الخلافة الاموية ثم الفترة الاولى من الخلافة العباسية عندما شكل العرب (كقومية ) قيادة الدولة وعمودها الفقري ، وكانت لهم دولة مركزية قوية يمكن اعتبارها وطنية في ذلك الوقت تقود بلاد الخلافة .
    وان الحكم الاسلامي بدأ تراجعه وضعفه الشديد عندما اختلطت الاجناس في قيادة الخلافة وتراجع دور الدولة المركزية ( الوطنية ) بدءا بدخول الفرس ثم السلاجقة الاتراك ثم الاجناس الاخرى، حتى اقتصرت وحدة الحكم على جزء من الخراج تدفعها الأمصار
    (الولايات) لمركز الخلافة الشكلي وعلى الدعاء للخليفة على منابر المساجد.
    لكن نظرة قوى الاسلام السياسي الى الدولة الوطنية تتوافق مع نظرة الدول الغربية، اميركا وحلفائها، لأن انهاء الدول الوطنية المستقرة والمتماسكة يقع في صلب سياساتها للمنطقة العربية لضمان استمرار السيطرة عليها.
    وودول الغرب مع ذلك لا تمانع، بل ربما، تشجع قيام دول يقودها الاسلام السياسي بعد ان تأكدت من انتفاء خطره عليها وعلى مصالحها حتى ولو ظل يحلم بدولة دينية عابرة للأوطان.
    فالمهم بالنسبة لها هو تفكيك الدولة الوطنية واضعافها، اما الحلم بالدولة الدينية العابرة للاوطان فهناك الف وسيلة لابقائه حلما، اولها عدم قدرة دولة متفككة على تحقيق حلمها.
    ثم ان وجود مثل هذه الدول يقدم خدمة اضافية هامة لها ولتابعتها ، فان قيام دول دينية يعطي نوعا من الشرعية لقيام دولة دينية اخرى الى جوارها هي اسرائيل باعتبارها دولة يهودية لكل يهود العالم.
    لكن العقبة الكأداء لقيام الدولة العابرة للأوطان تبقى موقف اهل الاوطان انفسهم وتمسكهم العميق بانتماءهم الى اوطانهم كما تعايشوا مع كل مكوناتها وتفاصيلها وتقاسيمها وحدودها وتاريخها وقيمها ومواريثها، وايضا اديانها ، لاجيال لا حصر لها.
    فمصر مثلا، دولة قائمة ومستقرة بكتلتها البشرية المتجانسة وحدودها الجغرافية وحكومتها المركزية منذ سبعة الآف سنة ، وقبل قيام دولة الاسلام باكثر من خمسة آلاف سنه.
    فكيف يمكن لاهلها التراخي في انتمائهم الوطني والتراخي في التمسك بدولتهم الوطنية ومؤسساتها الضاربة جذورها في اعماقهم واعماق ترابهم الوطني لصالح اي هدف او حلم آخر .
    وهل هناك اصلا اي تعارض بين الانتماء الوطني والقومي وبين الايمان العميق بالاديان؟.

    ثـــلاث حـنّــونـــــات
    بقلم: وليد ابو بكر - الايام
    اختارت فرقة الحنّونة للثقافة الشعبية صفة لوجودها باعتبار نفسها من حراس الذاكرة الفلسطينية، وفي تضامن مع غيرها من الحرّاس، أرادت أن يحمل إنتاجها لهذا الموسم اسم "باب الشمس"، تحية للشباب الذين عمدوا إلى إقامة قرية بهذا الاسم، على الأراضي التي يخطط الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء عليها، من أجل أن يصل القدس المحتلة بما حولها من مستوطنات، وحتى يفصل جنوب الضفة عن باقي أجزائها المقطعة، لمنع أي تواصل جغرافي يمكنه أن يسمح بقيام أي نوع من الدولة، حتى وإن كان حجمها أصغر من أيّ حلم.
    وتكريسا لشعار رفعته الفرقة في اليوم الأول من موسمها الممتدّ على بضعة أيام، استضافت على خشبة المسرح شابة وشابا ممن خططوا لبناء هذه القرية ـ الرمز، شرحا للجمهور، مستعينين بصور مرافقة، ذلك التخطيط السرّي الذي توجهت إليه الفكرة، وذلك الإنجاز الفعلي السريع في البناء، الذي فاجأ الاحتلال وأربكه، كما فاجأ غيره وأربكه أيضا، لكونه نوعا جديدا ومبتكرا من المقاومة الشعبية.
    كان هذا المشهد، وغيره أيضا من الاستضافات التي تعمد إليها الفرقة، لتعميق ما تطرحه من فكر حول الذاكرة الشعبية التي يجب أن تظلّ حية، دليل حياة للفرقة ذاتها، التي عدت إلى مشاهدتها وقد كبرَتْ في العمر (وهرِمنا فيه)، وظلّ عمرها يكبر معها، ولكن شبابها استمرّ في التجدد: فباستثناء المؤسسين الذين أعرفهم مشرفين على الحلم والعمل معا، كانت أجيال جديدة تصعد على خشبة المسرح لتقدّم حصة الفرقة من العرض، وهي الحصة التي تجذب الناس إليها، فيملأون المسرح حيث تكون.
    في العرض الجديد، في فاتحته وختامه، كان توريث الذاكرة واضحا تماما، يبدأ من طفلة صغيرة تلفت الانتباه بحجمها وموقعها، وهي تشكل نقطة الارتكاز في الصف الأول من أطفال هم نواة المستقبل، ليتصاعد العمر من حولها ومن خلف من حولها، حتى يصل إلى نجوم حاليين في الفرقة، يسرح بي الخيال فأتصوّر أنني شاهدتهم ذات يوم في الصفّ الأول من فاتحة عرض كان جديدا في حينه، ما يؤكد أن حكمة الفرقة التي قامت عليها ما زالت تقود خطاها، تلك الحكمة التي تكرّرها الفرقة في كل أدبياتها المكتوبة والمرويّة، والتي تقول: نأخذ من الكبار قبل أن يرحلوا، ونعطي للصغار حتى لا ينسوا، وهي الحكمة التي تنفي مقولة صهيونية شهيرة جاءت على لسان بن غوريون حين كان حالما، وقال مطْمئنّاً ومطُمئِنا من هم حوله: كبارهم سيموتون، وصغارهم ـ في المنفى ـ سوف ينسون.
    فرقة الحنونة، منذ نشأت، حملت في تكوينها ما يؤمن بأن "النسيان عورة"، وظلت تربأ بنفسها في كلّ ما تقدّم أن تضيف عورة النسيان إلى ما ترى من عورات كثيرة ترافق الفلسطينيّ منذ نكبته الأولى حتى يومه الأخير، وعملها الذي تجاوز العقدين من الزمن، لم يتخلّ عن حراسة الذاكرة الفلسطينية، بكل ما تملكه من أدوات، تبدأ من الخيط الملوّن الذي يبدع أزياء تنتعش بها الذاكرة وتنتمي، ثمّ تتوجه نحو الكلمة، لتنسج منها حكاية لا تنفك تربط الفلسطينيّ بوطنه، وتلتقط من الحركة الموقعة ما تستعيد به رقصة تعبيرية لا تموت، وتتكئ على النغمة، لتعيد ترتيب صيغة لها نكهة أغنية ما زالت مستمرّة في مرافقة الفلسطينيّ في كلّ تفاصيل حياته، بعيدا عن الوطن، قريبا منه، لأن الوطن لا يغادر قلبه.
    تربطني بفرقة الحنونة روابط شخصية، لا مع الأشخاص الذين أسسوها وحسب، بما بيننا من وفاء متصل، وإنما مع الاسم الذي حملته أيضا: حين تشكلت الفرقة في الكويت، مع منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تزامن ذلك مع عملين فنيين آخرين، عزيزين على القلب، حملا الاسم ذاته: رواية لي حملت الاسم الذي استوحته من طبيعة الزهرة التي تعتزّ بذاتها في حقول فلسطين، وتعتزّ بها الذاكرة الفلسطينية، حين شاهدتها وحيدة وبعيدة، فوق جبل يطاول السماء من جبال كوسوفو ـ التي كانت إقليما يوغسلافيا ـ ذات صيف، ولوحة تشكيلية رسمها الفنان الفلسطينيّ الراحل إسماعيل شموط، لم تكن لدينا جرأة على وضعها على غلاف الرواية، رغم أن المرأة فيها كانت من أجمل ما رسمه الفنان الكبير، ومن أجرأ ما رسم، وهي تغرس الحنّونة الحمراء فوق شعرها الذي يعلو ذلك الجسد الأكثر جمالا.
    الرواية توقفت عند الذي كتبتْ عنه، في ذلك الحين، واللوحة اكتملت بالضربة الأخيرة للفرشاة، أما فرقة الحنونة، فهي الاسم الثالث الذي بقي قادرا على أن يجدد وجوده، وأن يؤكد كلّ ما عنته الكلمات والألوان من التصاق لا يهتزّ بفلسطين، أرضا وذاكرة، وهو ما شعرت بأنها ما زالت تفعله، في صفتها الأساسية كحارسة للذاكرة، وفي عرضها الأخير الذي حمل اسما يقول بكلّ تأكيد إنها تتعامل مع الحدث الذي يعزّز هذه الصفة، وتعرف ما يعني أن تبنى المقاومة الشعبية فوق أرض مهددة بالاغتصاب، قرية تحمل اسم "باب الشمس"، الذي لا بدّ وأن يطل على نهار، مهما أرخى الليل سدوله.

    لماذا تدافعون عن تهم غير موجّهة لكم؟
    بقلم: صلاح هنية - الايام
    الناس في بلدي بصرف النظر عن نوعية ومحتوى شكواهم أو همسهم هو بالاساس موجه لوزارات ومؤسسات دولة فلسطين لتسعفهم، وليس موجها لأي جهة أخرى ولا يحمل حديثا حمالاً أوجهاً، يبثون همهم ووجعهم لتلك المؤسسات في كل لقاء وكل ورشة وكل محاولة للوصول إلى مسؤول في هذه الوزارة أو تلك.
    المؤسسات الحكومية في بلدي غالبا جاهزة كي تقدم خطابا دفاعيا جاهزا في غالبية المسائل وكأنه نسخة طبق الأصل دون أن ينبس أحد ببنت شفة، فتراهم قبل أن يسأل أحد أو يشكو أحد أو يعقب أحد، يفتتحون مداخلتهم أو كلمتهم بسيل من التبريرات، الأمر الذي يبعدهم غالبا عن فحوى الموضوع المثار للنقاش.
    وفي هذا النطاق يخرج من بين السطور بعض الذين يختارون أن يكونوا في المربع الرمادي لا ابيض ولا اسود خصوصا عندما يكون مسؤولهم الاول موجودا ويبدؤون بعملية دهان وتودد غير طبيعية.
    أكثر من مرة ظل يطلعنا الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء على مؤشرات يستشعرها هو تدلل على ثقة المواطن بالمؤسسة الرسمية من خلال توجهه لها في الكثير من الشكاوى والمطالبات وحتى متابعة حقوق مضى عليها سنوات طويلة، الأمر الذي يؤشر أن ثقة بتحصيل الحقوق قائمة.
    أكثر من مرة ظل رئيس الوزراء يستمع للنقد والشكوى وتقييم عديد السياسات والقرارات الحكومية، ولم يتخذ موقفا شخصيا من اي كان من اصحاب الرأي، بل بالعكس كان يظل عونا لنا ليصحح خطأ غير مقصود في التفاصيل.
    أكثر من مرة ظل الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء يعلّمنا في اللقاءات التي تجري معه ضمن دائرة مستديرية تكون الغلبة فيها لكتاب الرأي والاعلامين قاعدة ذهبية (الشخصية العامة والشخص الذي يعمل في العمل العام ممنوع عليه أن يشخصن الأمور ولا يجوز له أن يناكف طرفا وينتصر لطرف لتحقيق أهداف شخصية ليس الا).
    اصدقكم القول: إنني شخصيا بت اشعر انني انفخ في قربة مثقوبة من كثرة ما تحدثنا عن تشجيع المنتجات الفلسطينية، وعن محاربة الاغذية الفاسدة وايقاع أقصى العقوبات بمرتكبيها، وحماية حقوق المستهلك، ورسم سياسات زراعية واقتصادية تعزز صمود شعبنا على ارضه وزراعته وتحقيق مكاسب مالية تحفّز على المزيد من الاستثمار.
    في العام 2001 كان الحديث يدور من قبل الوزارات المختصة بدعم المنتجات الفلسطينية ومنحها الافضلية في السوق الفلسطينية أن حجم مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي لا يزيد على 15% بتفاوت بين القطاعات الانتاجية، وبالتالي لا تغطي بالمطلق احتياجات السوق الفلسطينية، وهذا التوجه سيضر بنا أكثر مما سنستفيد منها، ونتيجة لتلك الرؤية لم نتجاوز الـ 18% في نهاية العام 2012 لحجم مساهمة المنتجات الفلسطينية في الناتج المحلي الاجمالي، وبقيت الغلبة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشغل اقل من 15 عاملا وعاملة.
    ولا يزال وزراؤنا لا يقبلون رأيا أخر أو تقييما لسياسات تمسّ حياة المواطن وتمسّ مكانة المنتجات الفلسطينية، وتقييما للسياسات التي تتعلق بالتجارية والمالية والتنمية الصناعية والجمارك والضرائب ورفع كفاءة الجباية، الا أننا نجد تراجعا في سياسة الرفاه والاستقرار الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والامل في الحصول على فرص عمل الضمانات الاجتماعية، وبالتالي فإن هذا النقد يسبب غضبا وشخصنة للأمور وتجيش ضد صاحب الرأي من قبل بعض صغار موظفي هذه الوزارة وتجيش لدى قطاع صناعي بعينه وكأن شلالات الخير بدأت تصب في انهرهم، وبالتالي فأن أي اعتراض على أي اجراء جمركي هو استهداف لهم.
    ولا يعقل أن تكون هذه الثقة الكبيرة بوزارات ومؤسسات دولة فلسطين تجابه بإجابات غير مدروسة وغير مسندة نظريا وكأننا نريد أن ننهي النقاش وكفى.
    كان بالإمكان أفضل مما كان، ونأمل أن نتمكن من الافضل في الايام القادمة، بحيث ننتصر لشعبنا ونقف إلى جانبهم الذين لا زالوا يعانون من اثار المنخفض الجوي في موسم هطول الامطار الكثيف ولم يجدوا عونا الا آليات وزارة الاشغال العامة والإسكان وطواقم الدفاع المدني ومستشفيات وزارة الصحة.
    ولم يتحقق لهم صندوق التعويضات بقانون ولا التأمينات الزراعية ولا قانون التعاون ولا انفاذ دقيق لمنح الافضلية للمنتجات الفلسطينية في العطاءات والمشتريات الحكومية ولم تقع مراقبة حقيقية لضبط السوق الفلسطيني والتاثير على تركيبة اسعار السلع الاساسية التي تمس حياة والامن الغذائي للفقراء ومحدودي الدخل.
    ولم يتم استيراد اللحوم المبردة الطازجة ولم يتم اعتماد الزراعة العلفية ولم يتم تحقيق استقلالية في قطاع صناعة الاعلاف ولا حمايتها من المنافسة، ولم تطبق قرارات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصرامة تجاه الاسعار والبريد الصوتي وخط النفاذ للانترنت.
    عندما يشكو الناس استمعوا لهم، لأنهم لا يشتكون في حديقة الجيران، بل يشكون في بستان دولة فلسطين ولمؤسسات دولة فلسطين، فلا تجرّموهم لأنهم اشتكوا ولا تلوموهم لأنهم يحرصون على زراعة النخيل وزراعة القمح وعلى مستقبل المصادر المائية، ويريدون مجالس متخصصة قوية وفاعلة وممؤسسة لحماية زيت الزيتون وقطاع الدواجن وقطاع النخيل وقطاع الماعز وقطاع الحبوب ... الخ.
    عندما يشتكي الناس استمعوا لهم ولا تحرصوا على تخطئتهم او اغراقهم بالتفاصيل، خاطبوهم على المستوى الذي يستطيعون به تلقي المعلومة بسلاسة.

    كلام X كلام
    بقلم: وليد بطراوي - الايام
    الحديث عن دعم القدس ومؤسساتها يكثر في مناسبات ومؤتمرات ووعودات لا يتحقق منها شيء، وان تحقق في بادئ الامر، تراه يجف مع اول "ضربة شمس". مؤسسات كثيرة اضطرت لأن تغلق ابوابها ليس بسبب امر عسكري اسرائيلي، بل بنقص الموارد والدعم المادي، وبقاء الدعم المعنوي فقط، على افتراض ان استمرار هذه المؤسسات هو واجب وطني وبالتالي هو تحصيل حاصل، ولا تحتاج الا الى الكلام المعسول والاشادة بالاداء. احدى هذه المؤسسات، جامعة القدس، والتي ربما تكون آخر معقل فلسطيني بهذا الحجم في القدس، تعاني ازمة مالية خانقة، ادت الى سلسلة من الخطوات الاحتجاجية المشروعة، والتي ان حققت شيئاً فهو مجزوء وآني قد لا يستمر طويلاً. فمؤسسة كجامعة القدس لا تحتاج دعماً كلامياً معنوياً.

    تحسن صحي
    مستشفى رام الله، كغيره من المؤسسات الصحية، في تحسن مستمر، ربما بفعل الدواء! فالطاقم الطبي والفني يحاول جاهداً ان يؤدي الخدمة المطلوبة، الا ان الجماهير التي تصل الى مجمع فلسطين الطبي، لا تراعي الكثير من القوانين والانظمة. فساعات الزيارة على الرغم من انها محددة، الا ان هناك من يستطيع الدخول، وحتى من يصل في اوقات الزيارة لا يجد عدداً كافياً من المقاعد، وبالتالي الفوضى سيدة المشهد. ولعل قرار سحب "الامن" من المستشفى بحاجة الى اعادة نظر، لكن بشرط تأهيل افراد الامن للتعامل مع اهالي المرضى الاكثر حساسية وسرعة بالغضب.

    "اقعد يا حبي ولعلك سيجارة"
    استميح الشيخ إمام عذراً. فورقة الوصفة الطبية الخاصة بمجمع فلسطين الطبي، ذيلت بعبارة "مجمع فلسطين الطبي منطقة خالية من التدخين". نعم صحيح، التدخين ممنوع داخل اروقة المستشفيات في المجمع، لكن ما ان تقترب من الباب الرئيسي لأي من المستشفيات، فإنك تشتم رائحة السجائر من بعيد، وقد تجد احد الموظفين الجالسين خلف زجاج الاستقبال يمج سيجارة. ما افهمه من عبارة "منطقة خالية من التدخين" ان جميع اروقة المجمع الداخلية والخارجية، اي ما هو داخل اسوار المجمع، هي منطقة محضور التدخين فيها حسب قانون مكافحة التدخين الفلسطيني.

    "من غير ليه"
    سألني صديق "لماذا ترى افراد الشرطة والامن متكدسين حول دوار المنارة في رام الله بينما الاحياء والمفارق البعيدة والتي تحتاج الى عين ساهرة، لا تجد فيها هذا الانتشار؟"

    حذارِ من الفتيلة
    قلت للبنشرجي، "مستعجل، الله يخليك بدل ما ترقع البنشر، حط فتيلة اسرع". نظر الي وعيناه يتطاير منها الشرر "انا ما بحط فتيلة، ما بغشك". هدأت من انفعاله وسألت عن السبب. اجاب "الفتيلة ممنوعة، واذا وقفتك الشرطة الاسرائيلية في اي مكان، بيفحصوا العجل بجهاز، واذا اكتشفوا انه في العجل فتيلة، بنزلوا السيارة عن الشارع". اعجبت "كل هذا من الفتيلة!". رد شارحاً "نعم لأنه الفتيلة حسب التجربة غير ثابتة وممكن تطلع من العجل وتعمل حادث" مشيراً الى احد الحوادث الذي ادى الى وفاة ثمانية اشخاص في احدى الطرق الاسرائيلية. اقنعني ورقعت البنشر، وقلت له: وجب التنويه والتحذير".

    لو كنت مسؤولاً
    لكتبت على مؤخرة سيارتي التي لا املكها بل استخدمها "كيف ترى قيادتي؟" وهنا بالطبع لا اقصد المعنى الحرفي لكلمة "قيادتي" لأنني مسؤول وعلى الاغلب سيقود السيارة سائقي او مرافقي. وبهذه العبارة اضرب عصفورين بحجر، الاول المعنى الآخر لكلمة "قيادتي" اي ادائي وقدرتي على العمل والقيادة، فللمواطن حق في تقييم ادائي. والعصفور الثاني، قيادة سائقي او مرافقي الذي في كثير من الاحيان يتصرف كأنة يملك الشارع، فأنا لا اريد ان يتكرر المشهد الذي حصل يوم الاربعاء الماضي بالقرب من وزارة المواصلات، حيث قام سائقو مسؤولين زملاء لي بإغلاق الشارع عندما اوقفوا سياراتهم مفتعلين الازمة حيث كانوا بانتظار زملائي من المسؤولين والوزراء.

    الشاطر أنا
    لا حدود للشطارة، فالشطارة عابرة للحدود. قبل ايام اضطريت اسافر ع الاردن، وقضيت كم يوم في المستشفى مع الوالدة الله يقومها بالسلامة. لاحظت انه في طرق مختلفة للشطارة، كثير منها في الها رديف مشابه عندنا، مثل الشطارة في السواقة، والشطارة في تجاوز الاشارات، والشطارة في الواسطة. بس اخر موديلات الشطارة هو انك تحمل مسبحة من ام الـ 99 حبة، وتقعد تسبح وتقنع الناس انك ابو الايمان وابو الدين، وتحكي شغلات ما بيقبلها لا الدين ولا العقل ولا المنطق، وطبعا ما حد يسترجي يناقشك، لأنك حامل مسبحة ولابس دشداشة، بتلعب في عقول الناس تماما مثل الوسواس الخناس، بس من برا شكلك امير مؤمنين. انت بتفكر انه هاي شطارة، لا يا حبيبي هاي كاشفينك وفاضحين امرك!.





    عساف اشرف من فتاواهم
    بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
    الثقافة والفن جزء أصيل من هوية وشخصية اي شعب من شعوب الارض. والشعب الفلسطيني لم تصقل وتؤصل هويته الوطنية إلا بالثقافة والمعرفة والتراث الحامل لمقوماتها. كما ان الثقافة الوطنية لعبت دورا رياديا واستثنائيا في حمل راية الوطنية، وكانت بمثابة الخندق الأمامي قبل النكبة واثناءها وبعدها في مجابهة عمليات الطمس والتبديد للقضية الفلسطينية.
    وحين كان المثقف والفنان والاعلامي الفلسطيني يحمل معول الفن والمعرفة للدفاع عن قضية الشعب وحريته وعودته، كانت الجماعات الدينية السياسية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين تتواطئ مع القوى المعادية للشعب الفلسطيني تحت يافطة الدين القائلة: "ان الملك لله"! والقصد من ذلك تغييب والغاء الهوية الوطنية، واسقاط حق الشعب بالدفاع عن ارض الاباء والاجداد، والدعوة للتنازل عن حق العودة. وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 و1967 بالظاهرة العلنية رفض الاخوان المسلمين والتيارات الدينية الالتحاق بها، بل كانوا ضدها، وحاربوها بالتحريض، حتى عندما اضطروا للاقتراب من نبض الشارع، لم يعودوا عن خيارهم التصفوي للوطنية الفلسطينية، ولم يكن التحاقهم بالحركة الوطنية حبا ودفاعا عن أهداف الثورة، انما جاؤوا لتمزيق وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي الديمقراطي التعددي. وهذا ما عكسه الانقلاب الحمساوي الأسود على الشرعية الوطنية عام 2007.
    أخيرا يخرج على الشعب أحد ابواق هذه الجماعة من المقيمين في لندن لينضم لدراويش المنافقين والدجالين من اتباع الجماعات المارقة في محافظات الجنوب الفلسطيني، الذين شنوا حملة شعواء ضد الشاب الفنان الفلسطيني محمد عساف، الذي غنى فلسطين واهدافها وشموخها منذ نعومة اظفاره، غنى "علي الكوفية " و "شدي حيلك يا بلد من شيخك حتى الولد" وما زال يغني لفلسطين وللحرية في برنامج أراب ايدل وسيغني في كل الميادين والمنابر. واتهموه بأبشع الوان الاكاذيب، كما قام ذلك القابع في عاصمة الضباب البريطانية بافتعال تناقض بين غناء محمد عساف واضراب الأسير البطل سامر العيساوي, معتبرا ان غناء محمد عساف يتناقض مع الصمود الاسطوري للعيساوي واسرى الحرية في سجون الاحتلال.
    الحقيقة ان لا وجود لأي تناقض بين معارك الشعب الفلسطيني في مجالات الحياة المختلفة، لان كل اشكال العطاء السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والاعلامية والتربوية والاكاديمية والقانونية والرياضية والصحية وفي مقدمتها شكل الكفاح الشعبي، جميعها تتكامل فيما بينها، وكل شكل من اشكال النضال يضيف بعدا مهما للقضية الوطنية، ويغنيها ويعمق شخصية الشعب الوطنية ويؤصل لها.
    الفنان المبدع محمد عساف، الذي حظي باعجاب لجنة تحكيم أرآب ايدل والجماهير العربية بصوته الانيق والرائع، التي صوتت له، ورفعته الى مرحلة متقدمة من تصفيات البرنامج حتى أصبح الآن واحدا من ثلاثة عشر شابا وفتاة من بين خمسة عشر الف متقدم للبرنامج المذكور، يشير الى ان عساف رفع اسم ومكانة فلسطين عاليا. وكان بغنائه يشد على أيدي كل الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال وفي طليعتهم العيساوي، الذي اوقف اضرابه قبل ايام قليلة بعد تحقيق النصر على ارادة سلطات السجون، واكد للقاصي والداني ان غناءه أكرم وأعظم وأشرف من فتاوى اولئك المتاجرين بالدين، الذين يدفعون المجتمع الفلسطيني الى العصور الوسطى، عصور الظلام المتناقضة مع روح العصر والتحرر.
    الفنان الشاب محمد عساف بحاجة لدعم واسناد كل قطاعات الشعب والجماهير العربية ليحتل الموقع الذي يستحقه كمحبوب للجماهير، اولا للرد على اولئك المعربدين باسم الدين وفتاواهم المعادية لتطور ونهوض المجتمع والشعب الفلسطيني؛ وثانيا لدفع اخطار هذه الجماعات عن الفن والثقافة والمعرفة؛ وثالثا لحماية التنوير والحريات الاجتماعية والخاصة من الاستلاب؛ ورابعا لتعميق مساحة الفرح والوان قوس قزح في سماء فلسطين رغم جرائم وانتهاكات الاحتلال وظلامية الانقلابيين في غزة؛ وخامسا للتأصيل لفن الغناء والفنون الاخرى في مسيرة الكفاح الوطنية ؛ وسادسا لابعاد صور الحزن واللون الغنائي الشعاراتي الواحد عن حياة الشعب، لان المقاومة لها ألوان واشكال عدة ولا تقتصر على اغاني الشهادة والفداء والتضحية.

    خالد مشعل .. إلجم زفّة الكذابين !
    بقلم: خالد مسمار - الحياة
    منذ سنة تقريبا كتبت: أخاف على مشعل .. وانا الفتحاوي العتيق . كنت احّس بما يحاك ضده لتجريده من قيادة المكتب السياسي من خلال تصريحات الزهار ومن لف لفه من رموز حماس في غزة خاصة، لانني وغيري الكثيرين كنا نرى صدق مشعل تجاه انهاء الانقسام والعودة الى حضن الشرعية .. والحفاظ على السفينة من الغرق .
    وها قد اجمع الحمساويون على تثبيته على رأس هرم مكتبهم السياسي لمدة اربع سنوات اخرى بالرغم من المنافسة الشديدة بين غزة والخارج.
    كانت العصّي في الفترة السابقة توضع في عجلات مشعل حتى توقف سيره باتجاه الوحدة الوطنية, وعلى ما يبدو فقد تكسرت هذه العصي . ولكن الى حين ! حيث ما لبثت تلك الابواق لتعود لتعزف لحنها النشاز من جديد .
    والا فما معنى التصريحات المتشنجة ضد حركة فتح وضد رئيس الحركة شخصيا, ما معنى هذا التطاول على حركتنا العملاقة .. وما معنى هذه السفالة والتفوهات اللاأخلاقية تجاه رئيس الدولة.
    لا اريد ان اعيد نشر هذه التفوهات، فإعلامهم يزخر بها سواء من خلال فضائية الاقصى او فضائية القدس وغيرهما مما ينطق باسم جماعة الاخوان .
    أليس عيبا على اي صاحب خلق ان ينطق بمثل ما ينطق به هؤلاء ؟ أليس بعيدا عن أخلاقنا وعن عروبتنا وعن ديننا ان نتخلق بمثل ذلك؟ أليس تحطيما لوحدتنا الوطنية.. التي نسعى اليها جاهدين ؟ اليس هروبا من استحقاق تشكيل حكومة الوفاق ؟ اليس ابتعادا عن انجاز ما اتفقنا عليه بخوض الانتخابات ؟ نعم الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ؟ احيل القارئ العزيز الى تصريحات الحية و ابو زهري وغيرهما التي تصب كلها في هذا الاتجاه . الا تتعظون مما يجري حولنا ..؟ انظروا الى مصر وهي الاقرب .. تعلموا واتعظوا . انظروا الى تونس .. الى العراق .. الى ليبيا . بل انظروا ماذا يجري في سوريا . هل تريدون لنا .. لفلسطين .. ان تتكسّر وتنقسم وتنعزلوا بالقطاع عن باقي فلسطين ؟! لا .. لن نسمح لكم . شعبنا الفلسطيني وخاصة في المحافظات الجنوبية في غزة لن يسمح لكم . اتعظوا مما يجري حولكم .
    خالد مشعل .. لقد انتخبت لمدة اربع سنوات قادمة .. امامك مشوار طويل وزمن جيد .. استخدم صلاحياتك .. إلجم هؤلاء الاقزام الذين يتطاولون على البنيان الشامخ على حركة فتح . لقد اصبح الكذب لديهم ملح الرجال ! وهل الكذب ملح حماس ؟! انا ابرأ بك من ذلك .. اوقف هذه المهزلة .. الجم زفة الكذابين . ولنرسّخ وحدتنا .. ولنعمل على سرعة انجاز الانتخابات . خالد مشعل .. ما زلت اقول وانا الفتحاوي العتيق : اخاف عليك




    نتائج انتخابات مجالس الطلبة والمصالحة
    بقلم: بهاء رحال - الحياة
    لسنوات تمتد الى زمن بعيد كان الجسم الطلابي وما زال، يقدم لوحة مشرقة من الديمقراطية التي تبنتها الحركة الطلابية منذ فجر عهدها وعهدت بذلك الى مجالس الطلبة التي تتشكل وفق منهج ديمقراطي قل نظيرة إلا في المجتمعات المتطورة والمتقدمة والمجتمعات الحضارية التي تبني نفسها على أسس ديمقراطية واضحة المعالم راسخة البقاء، المجتمعات التي تؤمن بالديمقراطية والحرية كنهج وأسلوب حياة، فكان الجسم الطلابي الفلسطيني وما زال يحافظ على هذه الهوية الاصيلة فيه وظل محافظاً على حق الطالب في الترشح والانتخاب وحق الفصائل في التمثيل وفق برامج اجتماعية وثقافية وتعليمية الى جانب البرنامج السياسي الذي يأخذ حيزاً كبيراً لدى جمهور المصوتين من خلال الدعاية الانتخابية المشحونة بالتجاذبات والانتقادات والتوجهات والأفكار والرؤى، الأمر الذي يعطي الطالب اتساعاً اكبر في الافق وقدرة على التحليل وحسم قراره في اداء صوته بالانتخاب، وهو حق يتمتع به الطالب الفلسطيني في مختلف جامعات الوطن.
    والسؤال القديم الجديد هنا هو هل تعكس انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات والمعاهد الفلسطينية حقيقة الرأي العام للمواطن الفلسطيني ولتوجهه السياسي والاجتماعي وهل هذه الانتخابات مرآة الحقيقة والصورة الكاملة التي قد يكون عليها المشهد في حال جرت الانتخابات العامة أم أنها تختلف حين نتحدث عن الانتخابات واقصد هنا انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي أي البرلمان الفلسطيني المقبل في حال نجحت جهود المصالحة واتفقت أطراف الخلاف على إجراءها والتي هي من الاستحقاقات الهامة والضرورية واللازمة لبدء تطبيق المصالحة الفلسطينية المنشودة، وهل تدفع انتخابات الجامعات الفصائل الى جدية العمل لعقد الانتخابات العامة في فلسطين أم انها ستقوّد جهود المصالحة أكثر وسيكون لها تداعيات سلبية وسوف يتراجع الطرف الخاسر في انتخابات الجامعات التي تعطي صورة اقرب الى الواقع خاصة وان بعض الجامعات مثل جامعة النجاح يفوق عدد من يحق لهم الاقتراع ال 22 الف طالب ويمثلون شرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني وينحدرون من القرية والمخيم والمدينة، أم أن انتخابات الجامعات لن يكون لها الأثر على عملية المصالحة التي تمر بمنعطفات وتعرجات عديدة وكثيراً ما تغيب عن المشهد سواء وجدت انتخابات الجامعات ام لم توجد ؟

    ضوء احمر !!
    بقلم: حديث القدس - القدس
    مرة اخرى تصر اسرائيل على الامعان في انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي وتتجاهل مجددا موقف محكمة العدل الدولية، بقيام المحكمة العليا الاسرائيلية برفض الاعتراضات على مسار جدار الفصل العنصري في منطقة دير كريمزان في بيت لحم، وهي اعتراضات استندت الى القانون الدولي من جهة وما يلحقه هذا الجدار من اضرار سواء الاضرار البيئية او تلك المتعلقة بتقييد حرية الحركة والتنقل او ما يتعلق بمصادرات الاراضي ونزع ملكيتها من اصحابها الفلسطينيين، عدا عن ان التهام الجدار لمساحات واسعة يبقي المناطق الفلسطينية المجاورة دون احتياطي كاف من الاراضي لمواجهات احتياجات النمو الطبيعي للسكان.

    وبالرغم من السلطات العسكرية الاسرائيلية كانت قد لجأت الى قوانين الطوارىء البائدة لتستند اليها في اقامة هذا الجدار وبالرغم من كل الذرائع والمبررات الواهية التي طرحتها اسرائيل لتبرير استلائها لمساحات شاسعة من الاراضي المحتلة لاقامة الجدار عليها فأن محكمة العدل الدولية قالت كلمتها منذ سنوات بشكل واضح بعدم شرعية الجدار وناقضة مع القانون الدولي بل انها دعت اسرائيل لازالته وتعويض الفلسطينيين عن الاضرار الجسيمة التي لحقت بهم جراء اقامته.

    واذا كانت المحكمة العليا الاسرائيلية تحمل اسم محكمة العدل العليا فقد اثبتت مجددا ان الجهاز القضائي الاسرائيلي وعلى رأسه هذه المحكمة انما يشكل اداة للاحتلال لا صلة لها بالعدل ولا بحقوق الانسان ولا بالقانون الدولي وذلك عبر سلسلة من المواقف التي حاول فيها هذا الجهاز القضائي اخفاء "شرعية" على انتهاكات اسرائيل الجسيمة سواء فيما يتعلق بالعقوبات الجماعية او الابعاد او الاعتقالات وقضية الاسرى او هدم المنازل او الاستيطان وصولا الى محاولة اضفاء شرعية على جدار الفصل العنصري ليتضح ان لا جدوى من اللجوء الى هذا الجهاز القضائي الذي يتنكر للقانون الدولي وللحقوق الفلسطينية ويرفض تطبيق اتفاقيات جنيف على الاراضي المحتلة.

    وقد تزامن قرار العليا الاسرائيلية هذا مع مزيد من الانتهاكات الاسرائيلية امس، عندما لجأت قوات الاحتلال الى قمع المسيرات السلمية المناهضة للجدار في المعصرة وغيرها لتوقع عشرات الاصابات وحالات الاختناق بالغاز، وهو ما يؤكد ايضا ان اسرائيل ماضية في ترسيخ استيطانها واحتلالها للاراضي الفلسطينية وان اي حديث عن السلام في ظل هذا القدر من الانتهاكات الجسيمة سواء الاستيطان او الجدار او الموقف من الاسرى او تهويد القدس او حصار غزة، انما يعتبر حديثا لا صلة له بالواقع.

    ومن الأجدر بكل من يتحدث عن السلام وجهود احياء المسرة السلمية ان يحشد المجتمع الدولي للضغط على هذا الاحتلال لوقف كل ممارساته والزامه باحترام الشرعية الدولية وقراراتها والاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى يمكن عندها بدء مسيرة سلام جادة وحقيقية.

    وفي المحصلة، فأن ممارسات اسرائيل بكل اجهزتها السياسية والعسكرية والقضائية، ومواقفها المعلنة، انما تؤكد للشعب الفلسطيني ان ما يهم اسرائيل هو ترسيخ هذا الاحتلال وان الحديث عن السلام انما هو للاستهلاك الدعائي وهو ما يجب ان يشعل ضوءا احمر لدى الجانب الفلسطيني وفي كل العواصم العربية والاسلامية كما يجب ان يشعل ضوءا احمر لدى المجتمع الدولي اذا كان معنيا فعلا بالأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة من العالم.

    سلام فياض.. استقالة الربيع الفلسطيني
    بقلم: توماس فريدمان- يويورك تايمز
    في13 نيسان من هذا العام، استقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض من منصبه. من السهل ان يفوت علينا مثل هذا التطور في الأحداث، ولكن من الصعب أن نتجاهله. كانت أنباء سيئة جداً، لأن فياض كان «الربيع العربي» قبل أن يكون هناك «ربيع عربي» على الأرض، وكان يمثل ما كان من المفترض ان يتمخض عنه الربيع العربي: بمعنى ظهور جيل جديد من القادة العرب الملائمين، الذين يتركز اهتمامهم الأساسي على التنمية البشرية لشعبهم، وليس إثراء أسرهم، وقبيلتهم أو طائفتهم أو حزبهم. فياض الزعيم المحصن ضد الفساد، والرجل المؤسسي، لم يكن مدعوماً، للأسف بما فيه الكفاية، من قبل القادة الفلسطينيين الآخرين، والدول العربية، وإسرائيل، وأميركا. وهذا أمر لا يبشر بالخير بالنسبة للثورات في مصر أو سورية أو تونس - والتي لم يكن على رأسها زعيم في جودة فياض.

    من هو سلام فياض؟ هو اقتصادي سابق في صندوق النقد الدولي، ظهر اسمه للعلن للمرة الأولى على الساحة عندما تم تعيينه وزيراً لمالية السلطة الفلسطينية عام 2002، وذلك بعد ان سئم المانحون من رؤية مساهماتهم يلتهمها الفساد. بعد فترة وجيزة من ذلك أصبح رئيساً للوزراء في عام 2007، كنت قد صغت في ذلك العهد مصطلح «الفياضية»، ذلك المفهوم النادر للغاية، والذي يقتضي أن تستند شرعية الزعيم ليس على الشعارات أو مقاومة إسرائيل والغرب، أو في العبادات الشخصية، أو الأجهزة الأمنية، وإنما على مدى تحمله المسؤولية بشفافية وبشكل خاضع للمساءلة.

    لعب فياض أيضاً دوراً رائداً في إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي لم يملك حتى الجيش الإسرائيلي إلا أن يحترمها، مفترضاً أنه كلما بنى الفلسطينيون المزيد من مؤسساتهم المالية والشرطية، والاجتماعية فإن إسرائيل لن تجد حجة في عدم السماح لهم بإقامة دولتهم الخاصة بهم.

    كتب مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن، ديفيد ماكوفسكي أن «احتضان فياض للشفافية الاقتصادية، التي شملت عمليات التدقيق التي تقودها الولايات المتحدة، كان لها دور أساسي في استقطاب المزيد من المعونة الدولية»، ويضيف انه «على الرغم من الركود الاقتصادي العميق في العالم، ذكر صندوق النقد الدولي نموا بمقدار 9٪ في الضفة الغربية بين عامي 2008 و2010. وفي وقت متأخر من النصف الثاني من عام 2011، وصل الدعم الشعبي لحكومة فياض الى 53٪، متقدماً بـ19 نقطة على حكومة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في غزة».

    تكره «حماس» فياض، ويشعر بالغيرة تجاهه العديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية، إلا ان نجاحه كان يحميه حتى عام 2011. في ذلك الوقت قرر الرئيس محمود عباس، المحبط بسبب رفض حكومة الجناح اليميني الإسرائيلية ابرام اتفاق الأرض مقابل السلام، الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وانتقمت الولايات المتحدة منه بقطع المساعدات، وفعلت إسرائيل الشيء نفسه عن طريق حجب عائدات الضرائب الفلسطينية عن السلطة.

    كنت أعتقد أن عباس كان ساذج لذهابه إلى الأمم المتحدة، لكنني اعتقد أيضا ان الكونغرس الأميركي تصرف بشكل غير مسؤول بقطعه المساعدات عن الفلسطينيين بسبب إقدامهم على ذلك، في الوقت الذي لم ننتقم فيه أبدا من إسرائيل بسبب مواصلتها بناء المستوطنات.

    أصيب الاقتصاد الفلسطيني بالعجز لخسارته مئات الملايين من الدولارات في صورة مساعدات. الكثير من موظفي القطاع العام أصبحوا من دون أجر، وكان على فياض فرض التقشف. استخدم وبعض من الحرس القديم في حركة «فتح» التي يتزعمها، فياض «كبش فداء ليحملوه المشكلات الاقتصادية الفلسطينية، جزئياً بسبب استيائهم من جهوده الرامية إلى تقييد المحسوبية والفساد»، كما أشار ماكوفسكي، ويضيف «أن لوم فياض على أحدث تباطؤ اقتصادي من الجراءة بمكان»، ويمضي ماكوفسكي قائلاً «في الخريف الماضي كسر فياض يده في اجتماع مع أعضاء حركة فتح عندما خبطها على الطاولة، مخاطبا إياهم بغضب ان ذهابهم للأمم المتحدة من دون ان يكون لهم احتياطي كاف لتغطية انكماش المساعدات كان امراً غير مسؤول». اخيراً سئم فياض من الوضع وتخلى عن منصبه.

    4 نقاط مهمة:

    أولا، بالنسبة للفلسطينيين، ولاسيما عباس وحركة «فتح»، الذين حولوا بسهولة مسؤولهم التنفيذي الأكثر فاعلية الى كبش فداء، نقول انه إذا لم يكن هناك مكان لشخص مثل سلام فياض في قيادتكم، فإن وهم الدولة المستقلة سيراوغكم الى الابد.

    ثانياً، «حماس» والمستوطنون الإسرائيليون على حد سواء سعداء حقاً اليوم. إذ إن هدف فياض المتمثل في بناء دولة فلسطينية لائقة في الضفة الغربية، تعيش في سلام مع إسرائيل، يعتبر تهديدا كبيرا لكليهما، كلاهما يفضل الصراع الدائم، ولهذا فإنهما يدعيان بعدم وجود طرف يمكن التحدث اليه في الجانب الآخر، وبالتالي، فإنهما لن يضطرا إلى تغيير سياساتهما.

    ثالثاً، نشكر كلاً من الكونغرس الأميركي والحكومة الإسرائيلية، لأن أسلوبهما الطائش، وقطعهما المتكرر للمساعدات المالية عن حكومة فياض، ساعدا على تقويض موقف أفضل شريك سلام فلسطيني، لم تحصل عليه أي من إسرائيل والولايات المتحدة في أي وقت مضى. إنها ضربة موفقة.

    رابعاً، «لم تتمخض أي من هذه الصحوات العربية عن نظام ليبرالي حتمي»، كما يقول مستطلع الرأي، كريج تشارني. وللحصول على مثل هذه النتيجة فإن الأمر يحتاج في الواقع الى شخص مثل فياض تساعده أطراف خارجية بشكل مستدام، فضلاً عن قاعدة محلية موالية له على استعداد لدعمه. وفي النهاية، لم يتوافر لفياض أي من تلك العوامل، ما يضيف مسماراً آخر في نعش حل الدولتين.

    سامر الفلسطيني
    بقلم: المحامي جواد بولس – القدس
    أخاف عندما يفيض الفرح، فَطَميُهُ خانق وقلوبنا معدّة للقلق. قنعتُ بأفراحي الصغيرة، عشت معها على ضفاف الأمل. تأهبّت دومًا لموجعات دهري والعطش، فلكم:
    "ظمئتُ إلى برد الشراب وغرّني ... جَدا مُزنةٍ يرجى جداها وما تجدي".
    شهدتُ اليوم ميلادَ بطلٍ في فلسطين. على صهوة أمعائه اندفع كالسَّيل، كانت الأرض بصفّه وجُند الغيم رماحُه. واقفٌ على صدر الخسارة، حفرت الكرامة برقَها وصرخ الرعدُ عاليًا:
    "لا يستوي داعي الضلالة والهدى ... ولا حجة الخصمين حقٌ وباطلُ".

    في زمن القحط، وُلدَ في أمّة العرب انتصار وهو "انتصار لكل الشعوب المجاهدة من الظلم والطغيان ومصادرة حقوق الشعوب .. صفحة مشرقة في تاريخ العرب والمسلمين" (القدس العربي يوم 24/4). فلسطين ما زالت فلسطين: ولّادة الأنبياء وأرض الخسارة والبطولات؛ لأبطالها آباء كثر، ولانتصاراتها رعاة وعروش مخلّدة ومساند.

    في زمن النفط وُلِدَت في الشرق أسطورة. أما هَمَستُ في صدرك يا ابن العيسوية وقلت: انتبه! كلّهم بحاجة "لداودنا" يقارع "جولياتهم" وينتصر. هكذا ستنطق الليالي والرواية ستبلّغ بعد أن ينقضي عصر الدم. كم حذّرتك يا ابن أمك، ترفّق بقلبك ولا تنكسر، فلا لحمك لحمك ولا عظمك عظمك، من أوّل القهر صرت للعرب فارسًا وفرسًا ونهرًا. عليك الموت محظور يا سامر، فلسطين ما زالت ترتب مخادع شهدائها، لا تشوّش عليها رتابة الوعد. عش! كفاها عرسانًا زُفّوا، كما يشتهي الدود، بالأبيض.

    في كل مرّة قابلتك خفت إن غابت البسمة عن وجهك، وخفت أكثر عندما كنت تضحك. أنا لا أعرف كيف يكون الأبطال؟ عنترة في الذاكرة عابس غضوب مصقول من عتمة، والمقدوني كان يضحك من قدميه وأنف سيفه. لم يبك "أخيل" ولا ابن ذي يزن. لا تضحك كثيرًا ولا تبك فأنت مولود من خصر الزمن، أسطورة أمة غفت ولا تفيق إلا بميلاد بطل، ساحر ونصر.

    في كلّ زيارة كنت أجدك ناقصًا، كمن يعيد حياته لباريها بالتقسيط. راهنوا على سقوطك والهزيمة، لأنهم عرفوا أنك الفلسطيني عاشق الحياة. قامروا بكل وسيلة وحيلة، ونحن مثلهم خبرنا أن الحرب خدعة و"ابن ذي يزن" جاد بشجاعته، لكنها كانت أختًا للمراوغة والحيلة. رسمنا معًا وتواعدنا على هدف وميعاد. في كل مرّة تركتك، تقاوم، تناور، تعاند، تهادن، تهدد، تصالح، افعل ما شئت وابقَ على بسمة. خوف يزيله أمل. ننام والليلة حبلى. نفيق في حضن فجر باسم. على حدود القلب أقمنا الخيمة، فيها ولدت، كما اشتهتك أمّتك للمجد، وحياتك عندها كانت هامشًا في سفر البطل.

    لتكن بطلًا إلى حين يرسب غبار هذه المعركة!

    لتكن أسطورةً، ونم قليلًا، ثم أفق وعُد إلينا إنسانًا بقلب عاشق كما في حكايات البشر!

    أين الحقيقة؟ في هذا العرس حاصرني هذا الفيض من المجد العربي الجارف. أُشفِق على سامر اليوم وأخاف عليه. هو ابن أمه، سيبكي عندما يسقط عصفور عن شجرة في حاكورة بيته في العيسوية، ولن ينام إذا الحبيبة أعرضت عنه من حيطة أو دلال أو شفقة. قهر سامر عنجهية جهاز خطط أن لا يتراجع ولا يساوم إلا بإرجاعه ليقضي زهرة عمره وراء قضبان القهر، فعل سامر ذلك بروية عاقل وثبات مناضل وإصرار صاحب حق وقضية. لم يكن ساحرًا، خطَّ لنفسه سياج الكرامة وفراشها. تمسّك بذلك كمن يؤثر العزة على الحياة المذلّة. لم يكن واهمًا. عشق الحياة واستعدَّ لحرب فرضت عليه، واجهها بكل جاهزية حتى حافة الرحيل، ونجح بإسقاط المكيدة.لم يكن حالمًا.
    سامر الذي كنت ألقاه بين بسمة وعبسة يتأهَّب كل يوم لجديد، كان خلاصة الإنسان الذي يشبه أخي وجاري ويشبهك أيضًا. إنّه واقعي حتى التراب، فلا تخبِّئوه في أساطيركم نقيضًا خارقًا وحيدًا لا يُرى ولا يلمس ولا يصل لأفعاله أحد! أفلتوه من حكايا الجن وليالي الشرق الساحرة!

    أحيانًا أفكر أن وراء هذا التعلّق بسامر الأسطورة قدر من خبث وتغليف للحقيقة والواقع. فسامر هو نقيض واقعكم وهزائمكم، وهو بهذا المعنى أيضًا ليس ابن اسطورة، بل ابن فلسطين وواقعها. هو "مفخرة للعرب وللأمة الإسلامية جميعًا"... ربّما، ولكن اتركوا لنا عطرَه وخضرة الغصن الذي زرع.

    أخشى من تعويم سامر، سريعًا سيطير منّا، وسريعًا سيصير كالأثير. بعضهم عن قصد يحيله مشاعًا على أمل أن تقلَّ قيمته هنا في فلسطين وفي القدس تحديدًا، ليصبح سهمًا في حسابات العرب، كل العرب والمسلمين. لمرة سأكون "فلسطيني" الأنانية. سامر لنا، لكل مناضل من أجل حرية خالصة، وإنسانية ناصعة، وكرامة حقة وعزة لا تعرف إلا التراب فراشًا يدوم. سامر مناضل كثير الإنسانية، عاشق يفيض عنادًا، مفاوض شديد النباهة، مناور حذق الاختيار. هو نقيض المستحيل، هو الممكن الذي يجب أن نحبَّه.

    كنت أتمنى لو أستطيع نشر ما تسلمته من رسائل لتروا معي كم كان سامر قريبًا من الأرض. فرحتُ بما كُتب، فحتى للدمع كان طعم أشهى. الناس عطشى للفرح الحقيقي. فرح الحياة وفرح الناس البسطاء الذي يكون صغيرًا وليس لفرح الأساطير.

    "مبروك لسامر نصرَه، أرجوك أشكره باسمي على أنه أعاد للنضال قيمة المعنى والإيمان بالأمل"- هكذا كتبت لي محرّرة جريدة "الاتحاد" الحيفاوية العزيزة، عايدة توما سليمان. فالنصر أولًا لسامر لأنه عاش ليعطي للنضال قيمة المعنى والإيمان بالأمل.هذه هي الحقيقة والعبرة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 324
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:35 AM
  2. اقلام واراء محلي 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:14 AM
  3. اقلام واراء محلي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:13 AM
  4. اقلام واراء محلي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:12 AM
  5. اقلام واراء محلي 305
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:10 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •