النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 333

  1. #1

    اقلام واراء حماس 333

    12/5/2013

    مختارات من اعلام حماس

    أقلام وآراء حماس (333)


    • "مغنٍّ" وبنطال ساحل وجواز سفر

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق


    • تثقيف لبيان الكتاب والمثقفين

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة


    • الفكر الانفصالي وكيف تسلل إلينا؟

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة


    • " المصالحات الفلسطينية الكبرى "

    فلسطين الآن ،،، وضاح خنفر


    • رحلات شيخ الأزهر للخليج

    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي


    • الجبهة الشعبية و" علمنة" المنابر

    فلسطين الآن ،،، عصام شاور


    • علماء الأمة.. القلوب تهفو إلى القدس

    فلسطين أون لاين ،،، غسان الشامي
























    "مغنٍّ" وبنطال ساحل وجواز سفر

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق
    تعتبر القضايا الثلاث من أبرز الأولويات التي أخذت مساحة في بعض الإعلام الذي من المفترض أن يسلط الضوء على القضايا الرئيسية وهي الأسرى والمسرى والعودة، وبالتالي باتت الأخبار العاجلة والتصريحات محصورة في تمجيد أحد الفتية الذين يغنون في برنامج ربحي تابع لإحدى القنوات وتشويه ومحاربة حملة للأخلاق العامة للحد من بنطال ساحل عن مؤخرات شباب فلسطين وجواز سفر أعطي من المقاومة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي، فهل أصبح الاهتمام في تلك المواضيع إبرازها على أنها رئيسية فشلا في إدارة القضية الفلسطينية وعجزا منها أمام التحديات القائمة والإملاءات الأمريكية؛ أم أنها بالفعل تأتي كماليات بعد أن أنجزت كل الملفات وبقيت توافه الأمور؟!
    قبل أيام داس المستوطنون السيادة في قلب الخليل، فهل طلب من الإنتربول أن يضبطهم أو يلاحقهم في إطار الدولتين؟ وماذا عن الفلسطينيين الذين سرقوا أموال الشعب وغادروا البلاد، أليس حقا أن تغتنم فرصة الانضمام إلى الإنتربول كي يحضرهم؟ وماذا عن قادة الاحتلال الذين ارتكبوا جرائم الحرب وزوروا تاريخا كاملا وخريطة جغرافية بل قتلوا وذبحوا فهل سنراهم قريبا أسرى في السجون؟.. يبدو أن محاربة جواز سفر أعطي من حكومة منتخبة لسيد المقاومة والعلماء ليس كماليا لأن ما ذكر سابقا لم يتحقق حتى اللحظة.
    وعلى وقع ممارسات الاحتلال والمستوطنين في باحات المسجد الأقصى وضد الأسرى والإعلاميين انتظرنا أن نرى مقاطع وحلقات وبرامج مفتوحة عن الأسرى والمسرى في بعض وسائل الإعلام التي أصبح همها أن تبرز فتى يغني وبنطالا ساحلا متجاهلة رجالا في قلب الزنازين مضربين عن الطعام وأولئك الذين تتحطم مركباتهم على رؤوسهم من مستوطنين جنوب نابلس أو أشجارا تقتلع من أرضها أو مسجدا يدنس في القدس والخليل، يبدو أن هذا الملف أيضا ليس كماليات لأن ملفات أهم بكثر تمس معاناة المواطنين ما زالت مستمرة.
    في الوقت الذي يتدرب فيه آلاف المستوطنين على السلاح في مستوطنات الضفة وتحاول المقاومة أن تدرب شباب فلسطين على السلاح والعسكرية لمواجهة الخطر الصهيوني في إطار برامج الفتوة؛ تقيم المقاومة حملات توعية للحد من انتشار فكرة البنطال الساحل، فلماذا تشويه الإنجازات وتضخيم الإخفاقات؟!
    وتخيلوا معي لدقائق تغير دور من يهاجم المقاومة والعلماء لعدة دقائق في أن يبدأوا في حملة شعبية واسعة لنصرة الأسرى من خلال وسائل الإعلام والمسيرات وتحضير مفاجأة لأهالي الأسرى عبر احتجاز الجنود الصهاينة مقابل صفقة لتحرير الأسرى وأن يرد على اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى منعهم من دخول قبر يوسف وبرك سليمان ووقف التنسيق الأمني وأن يطلب من الإنتربول فورا أن يضبط من سرق الأموال ومجرمي الحرب الصهاينة أمثال باراك وغيره، تخيلوا لو أن ملف الاستيطان رفع إلى المؤسسات الدولية كوننا والصلاة على النبي أصبحنا نعيش في دولة، تخيلوا لو عادت أمجاد دلال المغربي وحسين عبيات وثابت ثابت وياسر عرفات، تخيلوا لو تحولت مسيرات بعض الفصائل التي تؤيد من يقتل أبناء الشعبين الفلسطيني والسوري في سوريا ومخيمات العز إلى مسيرات غضب على المستوطنين والاحتلال..


    تثقيف لبيان الكتاب والمثقفين
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
    احترم خطوة الكتاب والمثقفين الفلسطينيين الموقعين على بيان عدم جواز تبادل الأراضي مع العدو الصهيوني، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية، فإن وقفتهم حراك سياسي واعي يتجاوز الأطر التنظيمية النمطية السائدة، ولذلك أسأل الكتاب والمثقفين:
    1 ـ طالما قد أزعجكم وأشعل وطنيتكم التنازل عن 2% من الضفة الغربية التي تقدر مساحتها 22% فقط من مساحة فلسطين، فكيف تقبلون مبادرة السلام العربية التي تنازلت عن 78% من أراضي فلسطين؟ ألا يجدر بكم أن تتطهروا من الكثير، طالما ازعجكم القليل؟
    2 ـ يرى بيان الكتاب والمثقفين العرب أن مبدأ تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل خطوة بالغة الخطورة على القضية الفلسطينية، بما يحمله من تجاوز وتعديل للمبادرة العربية التي توافق عليها العرب. فكيف يصير التبادل لنسبة 2% خطوة بالغة الخطورة بينما التنازل عن 78% من أرض فلسطين يمثل مصلحة للشعب العربي الفلسطيني؟
    3ـ ضمن منطقكم السابق، الذي يرى أن المبادرة العربية هي الحل الممكن الذي توافق عليه العرب سنة 2002، فلماذا لا يصير مزيداً من التنازل عن الأرض الفلسطينية هو الحل الممكن في سنة 2013، ولاسيما أن المتغيرات على الأرض جاءت لصالح العدو الإسرائيلي؛ الذي ازداد نهماً وشجعاً وتوسعاً وتشبثاً بالأرض؟
    4ـ يرى بيان الكتاب ان الاعلان عن تبادل الاراضي خطوة خطيرة لأنها تشكل تنازلا مجانيا. فهل يفهم من هذا الكلام أن الكتاب والمثقفين الموقعين على البيان يوافقون على فكرة تبادل الأراضي إذا صار لها مقابل؟ إن كان موقفكم كذلك، فأنتم تلتقون سياسياً من قيادة السلطة الفلسطينية التي ابدت استعدادها لتبادل الأراضي في حالة الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية؟
    5ـ ينظر الموقعون على البيان إلى الدور القطري في المنطقة العربية وفي فلسطين بشكوك وريبة؛ لما يشكله من تواطؤ مع مواقف الإدارة الأمريكية والإسرائيلية إزاء قضايانا العربية والفلسطينية! فكيف صار ذلك يا أيها المثقفون؟ أليست قطر هي الدولة المكلفة رسمياً برئاسة وفد جامعة الدول العربية الذي ضم الوفد الفلسطيني؟ أليست قطر عضواً في لجنة المتابعة التي تلتزم بما يقدم إليها من قبل السلطة الفلسطينية؟ ألم يشارك رياض المالكي وزير الشئون الخارجية ضمن الوفد، وبارك بلسانه الفصيح تصريح أمير قطر؟ فكيف تتهمون أمير قطر بالتطاول على التمثيل الفلسطينية، وقد التزم الرجل بكل ما اقترحه عليه الوفد الفلسطيني المشارك؟
    6ـ إن المنطق السابق والقائم على الحقائق، ليفند اتهامكم بأن رهان حماس على محور قطر وتركيا ومصر أضعف الموقف الفلسطيني وسمح لإمارة قطر بالتدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني، حتى لو افترضت وجود محور قطر وتركيا ومصر وحماس، كما يشير البيان، فكيف أضعف هذا المحور الموقف الفلسطيني، وهل كان محور حسني مبارك وأمثاله من التابعين لإسرائيل مصدر قوة للموقف الفلسطيني؟ وهل كان سيفاً يجز رقاب الإسرائيليين؟
    7ـ سأحترم توجه الموقعين على البيان إلى منظمة التحرير الفلسطينية مباشرة، ودعوتها إلى رفض هذا الإقرار العربي المجاني بشكل صريح وواضح ومقاومته تمهيدا لعزله. وسأحترم الموقعين أكثر لو تحملوا المسئولية، وتوجهوا بالدعوة إلى الأمة العربية والإسلامية بالتخلص من مبادرة السلام العربية كلياً، ودفنها تحت أقدام المقاومة، طالما كانت تفرط بمعظم فلسطين.
    8ـ وأحترم دعوة الموقعين لإنهاء الانقسام، وعودة الحياة الديمقراطية للسلطة الفلسطينية في إطار مشروع وطني مقاوم للاحتلال، وتجديد كل شرعيات المؤسسات الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية وللسلطة الفلسطينية، وسيحترم شعبنا البيان أكثر لو أشار إلى المقاومة المسلحة بكل جرأة وشجاعة لا تنقص الكتاب والمثقفين في حالة تحررهم من القيود التنظيمية والسياسية.


    الفكر الانفصالي وكيف تسلل إلينا؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة
    نظرت إلى خارطة الكرة الأرضية فرأيت في المشهد الجغرافي عجباً.. دولة واحدة هي روسيا تحتل مساحتها ما يعادل السبعة عشر ضعفاً من مساحة مصر، ولو توحدت كل البلدان العربية في دولة واحدة لظلت مساحتها أصغر من مساحة روسيا، تداعت إلى ذاكرتي حينها الكيانات الكبرى المؤثرة في السياسة الدولية مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، فعلمت أنه لا مستقبل للكيانات الضعيفة، وأن العالم يتجه نحو مزيد من التكتلات والاتحادات، وأن من يبحث عن دور مؤثر في العالم فإن عليه أن يتجه نحو التوحد والاندماج..
    على النقيض من هذا التوجه العالمي يسود الفكر الانفصالي ثقافتنا العربية والإسلامية، والانفصال يبدأ في العقل ثم يترجم نفسه في حدود جغرافية، في الهند انفصل المسلمون عن الهندوس وأنشؤوا دولة باكستان، والشيشان لا تزال تناضل للانفصال عن روسيا، وجنوب السودان انفصل عن الدولة الأم، وفي مالي وسوريا والعراق وليبيا وربما مصر هناك من يغذي في اتجاه الانفصال، والأسوأ من الانفصال هو تبرير الانفصال وفلسفته فتجد من يقول إن إقامة دولة مستقلة يحكمها النظام الذي أؤمن به ولو كانت في حيز جغرافي ضيق أحب إلي من دولة كبرى ينافسني فيها الآخرون، كيف تسلل هذا الفكر إلى ثقافتنا، ولماذا نسعى إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بينما الأمم الأخرى تتجاوز كل تناقضاتها العرقية والدينية وتتوحد في كيانات جامعة، كيف نشأت ثقافة الإمارة في مجتمعاتنا؟؟
    الاستقلال فكرة براقة يغري بها بحث الإنسان عن التمايز، والعيش في مجتمع نقي بلون واحد لا يعكر صفاءه اختلاف، لكن بريق هذه الفكرة يخفي وراءه الكثير من المعضلات، فالنقاء هو فكرة عنصرية تتعارض مع حقيقة الإنسان الذي لا يمكن قولبته وحصره، لذا فإن المجتمع الذي ينفصل مرةً يميل إلى انفصالات متعددة بعد ذلك، إن لم يكن جغرافياً فعلى الصعيد النفسي، لأن الفكر الانفصالي يظل موجوداً وهو أنه لا يطيق أن يعيش مع الآخر المختلف، فالوصول إلى حالة النقاء المتوهمة ليس نهاية المطاف إنما يواصل المجتمع ديناميته فيبرز فيه الاختلاف والتعدد من جديد فيتوهم الحاجة إلى تطهير جديد!!
    إقامة الكيانات المستقلة هو الفخ الذي يقع فيه أصحاب المبادئ فتقتل مبادؤهم من حيث يظنون أنها ستقوى وتنتصر، لأن إقامة هذه الكيانات يحصر الدعوة في حدود معلومة ويحول بينها وبين الانتشار الطبيعي بين الناس، ويخلق حول الفكرة شرنقةً عازلةً عن المجتمع، فبدل أن ينتمي إليها الإنسان بسهولة كونها دعوةً روحيةً فإن الانتماء إليها يصير اصطفافاً سياسياً وتدخل الدعوة في حالة استنزاف سياسي ويتلوث نقاؤها الروحي فينفض الناس من حولها..
    لقد بدا حرص النبي جلياً على المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي في المدينة المنورة، فرغم خطر وجود المنافقين إلا أنه لم يشأ أن تخدش الصورة الوحدوية للمجتمع المدني، فرفض قتل عبد الله بن أبي بن أبي سلول معللاً ذلك بسبب سياسي " معاذ الله أن تتسامع الأمم أن محمداً يقتل أصحابه".. لقد كان هؤلاء المنافقون رغم نفاقهم جزءاً من النسيج الوحدوي لمجتمع المدينة، وكانوا في الإعلام أصحاباً لمحمد لذا فإن قتلهم كان يتضمن خطورة تمزق هذا النسيج المجتمعي..
    ومن يتدبر القرآن يجد أنه كان يشمل المنافقين في الخطاب العام للصحابة مثلاً "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم".. تدبروا كلمة منكم، فلم تكن هناك فواصل صارمة بين المؤمنين والمنافقين في المجتمع المدني، والرسول صلى الله عليه وسلم ذاته لم يكن دائماً يستطيع التفريق بين المؤمنين وبين المنافقين "عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين"..
    في قصة هارون دلالة بالغة فقد رفض الانسحاب من المجتمع رغم أنهم عبدوا العجل حتى لا يفرق بينهم "إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي". هنا قدم هارون وحدة الأمة على انحراف العقيدة، لأن ضمان بقاء هذه الوحدة سيسهل دعوتهم بعد ذلك إلى التوحيد، وسيبقي البيئة المناسبة لتحقيق التحول الاجتماعي، أما إن تفرق القوم وتشرذموا فليس من السهل في واقع التفرق أن يستمع أحد إلى نداء العقل والحكمة بل ستسود العصبية والاقتتال..
    إن الدعوة في أجواء الوحدة هي أكثر جدوى من الدعوة في أجواء الانقسام.. ففي أجواء الوحدة تستطيع أن تبث روح الدعوة بسيولة وانسيابية داخل المجتمع حتى يتحول المجتمع تدريجياً إلى الأفكار التي تدعو إليها أما حين يحدث الانقسام والفرز الطائفي والمذهبي والسياسي فإن حواجز نفسيةً تقام بين الناس فتمنعهم من الإيمان بالحق وتتشوه صورة الدعوة المشرقة لأنه مهما كانت مبادؤها سامية فإن الانتماء إليها في أجواء الانقسام والفرز سينظر إليه بأنه عمل سياسي وليس تلبيةً لحاجة روحية..
    يقول مالك بن نبي معلقاً على انفصال باكستان عن الهند بدعم بريطاني:
    " لقد استطاع الثعلب الهرم-تشرشل- أن ينشئ في شبه القارة الهندية منطقة أمان، وبعبارة أخرى: حجراً صحياً ضد الشيوعية، ولكنه عرف أيضاً كيف يخلق بكل سبيل عداوةً متبادلةً بين باكستان والهند، وكان من أثرها عزل الإسلام عن الشعوب الهندية من ناحية، والحيلولة دون قيام اتحاد هندي قوي من ناحية أخرى، ولقد بذل هذا السياسي غاية جهده لتدعيم هذه التفرقة، وتعميق الهوة بين المسلمين والهندوس، تلك الهوة التي انهمرت فيها دماء الضحايا، من أجل هذا التحرر الغريب، فكان الدم أفعل في التمزيق من الحواجز والحدود..


    " المصالحات الفلسطينية الكبرى "
    فلسطين الآن ،،، وضاح خنفر
    إن فلسطين القضية والفكرة والروح هي بلا شك أحد القيم الكبرى في الشرق الجديد، ويمكن الاتكاء على فلسطين كنقطة التقاء وبوصلة ناظمة عبرها تتفتح القيم الأخرى من عدالة وحرية وإنسانية ونصرة للمظلوم ووحدة وتكامل وما يستلزم ذلك من واقع سياسي آخر وجديد ومغاير لما يضيق به فكرنا حالياً، فمن يعتقد أن فلسطين كيان وشكل سياسي سيكون منفرداً وحاسماً في الواقع الاستراتيجي مخطئ، ويفشل في فهم الشرق الجديد ويفشل في فهم سلوك القوى الكبرى والاستعمارية، من هنا نقول أن فلسطين تتمدد من خلال محيطها، ومحيطها يستقر ويتكامل من خلالها، وهذا يحتم مصالحة فلسطينية أولى كبرى بين فلسطين الفكرة والمبدأ ومحيطها الإقليمي وجوارها الحضاري، لأن الخلل الاستراتيجي الأهم في مسار القضية الفلسطينية انسلاخها عن محضنها الحضاري الممتد، فتحولت فلسطين من روح تسري في أوصال الأمة إلى قطعة أرض ومسألة حدود تصغر أكثر فأكثر بدل أن تمتد بلا حدود، وتصبح كرامة وحرية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية مجرد تفاهمات اقتصادية وأمنية تسمح له بالتحرك في عدة أمتار وتحصر أحلامه في لعبة الضرورات ومسببات البقاء.
    فالمصالحة الكبرى التي ينبغي أن نعكف على انجازها ذات بعد متعلق بطبيعة القضية وقيمتها، قضية حق وعدل وتحرر، إن حيوية فلسطين السياسية يجب أن تستمد من أرواح ملايين الأشخاص في حواضر المشرق الجديد، ومن ملايين المدافعين عن الحرية والعدالة في أرجاء الأرض، فلفلسطين رصيد عربي وإسلامي لا يتزعزع، ولها كذلك رصيد انساني عالمي ممتد في القارات الخمس ينبغي التصالح معه من جديد.
    أما المصالحة الفلسطينية الثانية الكبرى والتي يتحتم على الفلسطينيين التحرك بشأنها هي المصالحة بين مكونات الشعب الفلسطيني الثلاث: الشتات، وفلسطينيو غزة والضفة وفلسطينيو ٤٨، ففلسطينيو الشتات يمثلون مخزنا ضخما وسندا هائلا للقضية، وللأسف فإن دورهم قد تراجع خلال السنوات الماضية، وبقيت فلسطين حنينا وشوقا ساكنا في نفوسهم وقلوبهم، يقتصر تعبيرهم عنها من خلال مراسم ثقافية ومظاهر فلكلورية غير متصلة بالهم السياسي الكبير، أو بالمسار الوطني الشامل، أما فلسطينيو الثمانية وأربعين فقد أُسقطوا من الحسابات السياسية في القرارات الاستراتيجية الكبرى لحركات التحرر الوطنية الفلسطينية، مع أنهم يمثلون شاهدا مهما على عدالة القضية وأصالة مطالبها، بل ربما لا أبالغ إن قلت أنهم يمثلون مرتكزا رئيسا لمشروع فلسطيني جديد، يخرج في مخياله على أفق حل الدولتين وعملية التفاوض العقيمة المستمرة منذ سنوات.
    ولعل من نافلة القول أن نشير إلى أن حالة الانقسام بين الضفة وغزة تمثل خللا استراتيجيا كبيرا وشرخا عميقا في مسار التحرر الوطني الفلسطيني، ولكن من المحزن حقا أن يتجاوز الشرخ السياسي الفصائلي ليغوص في صميم المجتمع الفلسطيني، فيقسم البيت الواحد إلى فسطاطين، ويعمل في النسيج الواحد تمزيقا وتفريقا، وإن كان الانقسام السياسي الفلسطيني خطأ فادحا فإن الشرخ والفرقة المجتمعية خطيئة كبرى، وينبغي على قادة المجتمع وعلمائه ووجهائه وشبابه أن يحصنوا الناس ضد نوازع الفرقة والانقسام، لأننا أيها السادة أبناء ثقافة جمعية عريقة وبنية اجتماعية فذة، ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وهي التي عصمتنا من الإنكسار وزودتنا بعوامل المساندة والاستمرار.
    والسؤال الذي ينبغي علينا أن نجيب عليه هو التالي: كيف يمكن لنا أن نخرج من الإطار الذي حبسنا فيه خياراتنا وتصورنا للمستقبل، ونفسح المجال لوعي فلسطيني جديد، يضمن خيالا أوسع من المسارات الفاشلة؟
    الإجابة على هذا السؤال تكمن في مسارين، الأول منهجي والثاني تنظيمي، فعلى مستوى المنهج ينبغي ألا تنحصر خياراتنا فيما ألجأتنا إليه الضرورات العملية والضغوط الدولية، فالمسار الحالي للمفاوضات لم يكن على الإطلاق خيارنا نحن، بل هو ما أملته علينا الظروف، أُلجأنا إلى تبنيه، ومضينا فيه ردحا من الزمن، وتبين لنا وللعالم فشله، واليوم يشهد العالم تغيرات كبيرة، وتشهد منطقتنا تحولات جيوسياسية هي الأكبر منذ تشكلت خارطة الشرق الأوسط الحديث في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهو ما يمكننا كفلسطينيين من أن نعيد النظر في خياراتنا، في سبيل أن نستعيد المبادرة لطرح آفاق أوسع للحل.
    أما على المستوى التنظيمي، فإن الشعب الفلسطيني مدعو لإطلاق مشروع وطني يجمع مكونات الشعب الفلسطيني الثلاث حول مبادئ وطنية جامعة، مشروع يتسامى فوق الإيدلوجيات أو المصالح الضيقة، مشروع ينفتح على الجوار الإقليمي والعمق الحضاري، مشروع يبشر بمكان لكل من يرغب في مزاولة العمل من أجل فلسطين، مهما كان فصيله ومهما كان انتماؤه الفكري.
    وأنا هنا أهيب بالشباب الفلسطيني وجوب التحرك نحو المصالحة الكبرى مع مكونات الشعب الفلسطيني متجاوزين كافة العوائق بما وفرته وسائل وأدوات وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنت من إمكانيات لم تكن متوفرة في أي وقت من الأوقات، تسمح بتواصل مستمر لا تحكمه السياسة أو الاحتلال أو الجغرافيا، فإن حالت الحدود بيننا أن نتواصل، فإن الفضاء الإلكتروني يمكن أن يقدم فرصة غير مسبوقة تصل مكونات الشعب الفلسطيني ببعضها، وتصلها جميعا بمحيطها العربي الإسلامي وعمقها العالمي.


    رحلات شيخ الأزهر للخليج
    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
    الزيارات الخليجية التي يقوم بها شيخ الأزهر مصطحبا معه بعض العلماء تبعث على الحيرة والقلق بأكثر مما تبعث على الارتياح، ذلك أن الشيخ ليس رجل دولة تحكمه الأعراف والمجاملات التي يقتضيها تبادل المصالح السياسية، ولكنه رجل دعوة يحتل موقعه على رأس مؤسسة عريقة أدت رسالتها التاريخية بجدارة باعتبارها جامعا وجامعة، تدرس الدين وتبلغه للناس كافة. قد تحقق زياراته بعض النتائج الإيجابية، لكن تلك النتائج تظل خارج الدائرة التي تتوجه إليها رسالة الأزهر. إن شئت فقل إنها تصب فى هوامش مهمته وليس في صلبها.
    إنني أشم في تلك الزيارات رائحة السياسة التي هي في طبيعتها مشكوك في براءتها. ذلك أن شيخ الأزهر حين يدعى إلى مناسبات لا علاقة لها بالدور العلمي أو الدعوى الذى تقوم به المؤسسة الكبرى التي يرأسها، فإن ذلك لابد أن يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب. وحين يدعى الشيخ إلى بلد على غير صفاء أو وئام مع الدولة المصرية التي ينتمى إليها، فإن ذلك يفتح الباب لاحتمالات عدم البراءة، ومن ثم الشك في أهداف الزيارة التي قد يظن ان المراد بها فصل الأزهر عن الدولة.
    وحتى إذا كان ذلك الاحتمال الأخير مبالغا فيه ويحمل الأمر بأكثر مما يحتمل، فالذي لاشك فيه أن الشبهة قائمة، وثمة قرائن عدة تؤيدها. وحرىٌّ بشيخ الأزهر ألا يضع نفسه في ذلك الموضع. ثم حين تتزامن زيارات الإمام الأكبر للدول الخليجية مع حملة الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار مثلا، وتنشر له صور مع أكابر القوم ووجهائهم في الخليج جنبا إلى جنب مع صور جثث ودموع أولئك المسلمين البؤساء. فربما عذرنا من توجه إليه بالعتاب قائلا إنه يقف في غير مكانه ويغيب حيث يجب أن يوجد.
    لست أشك في أن شيخ الأزهر يسعى في الخير ويتحرى المصلحة حيث يذهب. ولست بحاجة إلى الحديث عن صدق نواياه في هذا الصدد. لكنني أتحدث عن الحسابات والاعتبارات المعقدة التي ينبغي أن تراعى في ترتيب زياراته، كي لا يستدرج إلى ساحات غير تلك التي ينبغي أن تستأثر باهتمامه، وحتى لا يوظف دور الأزهر ووزنه بعيدا عن دوره كمنارة هادية على أصعدة المعرفة والتجديد والتبليغ.
    ليس سرا أن جهات عدة تحاول استثمار دور الأزهر في المعادلة السياسية. وذلك أمر ليس جديدا على تاريخه. فمنذ قام علماؤه بعزل الوالي التركي خورشيد باشا من منصبه حاكما على مصر وعينوا محمد على باشا مكانه وألبسوه "خلعة الولاية" في عام 1805، أدرك الحاكم الجديد خطورة تلك المؤسسة فعمل على احتوائها والسيطرة عليها هو وخلفاؤه الذين جاءوا من بعده. ولم يختلف الأمر كثيرا بعد ثورة عام 1952. وكتاب الدكتورة ماجدة على صالح "الدور السياسي للأزهر"، الذى أصدره مركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد في جامعة القاهرة يؤرخ لتلك المرحلة بشكل مفصل، خصوصا أنه يغطى السنوات ما بين عامي 1952 و1981. وعقب ثورة يناير 2011 قام الأزهر بجهد معتبر في تحقيق الإجماع الوطني من خلال بعض المبادرات، إلا أن بعض العناصر والشخصيات السياسية حاولت استدراجه لكى يصبح طرفا في التجاذب السياسي، إذ ذهب إلى المشيخة قبل أسابيع نفر منهم عقب حادث تسمم طلاب مدينة البعوث الإسلامية، مدعين أن ثمة "مؤامرة" ضد شيخ الأزهر من جانب الإخوان، وأنهم جاءوا للتضامن معه في مواجهة تلك "الهجمة"، إلا أن الشيخ لم يتجاوب مع رغبتهم وفوت على القادمين مسعاهم الذى أرادوا به إدخاله في لعبة التجاذب ودفعه إلى الاشتباك مع الإخوان، ولا أستبعد أن يكون هؤلاء على دراية بأن الإمام الأكبر يقف على مسافة منهم، وأن علاقته بالإخوان لم تكن إيجابية دائما. وكان ذلك واضحا أثناء رئاسته لجامعة الأزهر، حين أثيرت مسألة ما سمى بميليشيات طلاب الأزهر الإخوانية (عام 2006)، التي تعامل معها الدكتور أحمد الطيب بشدة لم يكن الموقف يقتضيها. وسواء تم ذلك استجابة للضغوط الأمنية أو تأثرا بخلفيته الصوفية كواحد من أقطاب الطريقة "الخلوتية" التي تقودها أسرته في صعيد مصر، فالشاهد أن ذلك أسهم في توسيع الفجوة بينه وبين الإخوان.
    لا أعرف إلى أي مدى أثرت تلك الفجوة في علاقة الشيخ بالسلطة القائمة في مصر التي يعد الإخوان طرفا أساسيا فيها. إلا أن المراقبين يستطيعون أن يرصدوا بعضا من أصدائها، خصوصا حين جاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضيفا على القاهرة، وفوجئ الجميع بأنه هوجم وجرى إحراجه حين زار شيخ الأزهر. وليس بمقدوري أن أعرف مدى إسهام تلك الخلفية في الدعوات التي وجهت إلى الشيخ لزيارة بعض الدول الخليجية المستاءة من الثورة والأشد استياء من الإخوان. إلا أنى أزعم أن السلطة في مصر إذا كانت قد حاولت في الماضي استخدام الأزهر للقيام بدور في الخارج فضلا عن الداخل، فإن الدعوات الخليجية المتلاحقة التي وجهت لشيخ الأزهر تمثل تطورا جديدا وغير مسبوق، يحاول من خلاله الخارج أن يوظف الأزهر للقيام بدور في الداخل، وهو استنتاج أرجو أن تثبت الأيام أنه ليس صحيحا.



    الجبهة الشعبية و" علمنة" المنابر
    فلسطين الآن ،،، عصام شاور
    طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحكومة بمساءلة ومحاسبة من وصفتهم بالمعتدين على قادة فصائل العمل الوطني والكف عن سياسة تكميم الأفواه والتعدي على الحريات العامة، وكذلك فقد طالبت خطباء المساجد بالكف فورا عن استخدام منابر المساجد لإظهار مواقف سياسية محددة والتحريض على مواقف أخرى.
    أعتقد أن الجبهة الشعبية لها الحق الكامل في بعض مطالبها ونضم صوتنا إلى صوتها، و لكننا لا نتفق معها في بعضها. أما بالنسبة للاعتداء على قادة فصائل العمل الوطني فإن حدث فعلا فهو أمر مرفوض رفضا مطلقا، وكذلك فإن للجبهة الحق في المطالبة بالكف عن سياسة تكميم الأفواه والاعتداء على الحريات العامة إن حصلت، وفي ذات الوقت على الجبهة الشعبية أن تحترم مشاعر الشعب الفلسطيني ودماء الشهداء في سوريا الشقيقة، سوريا الشعب والثورة، فالوقوف مع سوريا غير الوقوف مع قتلة الشعب السوري، ودعم مطالبه العادلة غير المطالبة بإعدامه وارتكاب المزيد من المجازر في مدنه وقراه. الحريات العامة طالما هي مشروعة وغير مستفزة ولا هي غريبة عن عقيدة الشعب الفلسطيني وعاداته وتقاليده وثقافته لا يجوز مصادرتها ولا التعدي عليها بأي شكل من الأشكال، وكذلك فإنه لا يجوز الاعتداء على المواطنين بغير حق سواء كانوا قادة أو من العامة، وان كان هناك تعديات من الأجهزة الأمنية يجب ضبطها ومساءلة كل من له علاقة بها.
    أما ما نرفضه من الجبهة الشعبية شكلا ومضمونا فهو مطالبتها بـ " علمنة المنابر"، وتكميم أفواه الخطباء، وقمع الدعوة الإسلامية،وإن لم يكن هذا هدفها فكيف نفهم مطالبتها بالكف عن إظهار مواقف سياسية والتحريض على مواقف أخرى؟، هل يريدون من خطيب المسجد_مثلا_ أن يبيح التنازل عن ثلاثة أرباع الوطن، أو يدعو الله أن يهدي نتنياهو إلى قبول المبادرة العربية ؟. حسب اعتقادي فإن أتباع ماركس ولينين ينكرون وجود الخالق، وإذا حكموا فإن أول خطواتهم هدم دور العبادة، ولكن إذا كانوا في حالة ضعف فإنهم ينادون بفصل الدين عن الحياة، ولا علاقة لهم بالمسجد من قريب أو بعيد إلا من "نافق" أو كان يساريا بالاسم فقط.ولذلك نرجو من " الرفاق " في الجبهة الشعبية وغيرهم من اليسار الفلسطيني ألا يتدخلوا مرة أخرى في المنابر والخطباء، فهي ليست منابر إعلامية ولا فضائيات حتى تتاح لأهل الحق والباطل على السواء.




















    علماء الأمة.. القلوب تهفو إلى القدس
    فلسطين أون لاين ،،، غسان الشامي
    زيارة لفيف من علماء المسلمين إلى أرض غزة أرض العزة مثلت حدثًا تاريخيًّا هامًّا برعاية من رئيسهم الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مجدد العصر، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هذا العالم الجليل الذي جدد الهمة والعزم في قلوب وعقول علماء الأمة الإسلامية نحو فلسطين، إذ كان العلماء منذ فجر التاريخ في طليعة قيادات الفتح والتحرير للبلاد، وما إن يفتح المسلمون بلدًا من البلاد حتى يكون العلماء في المقدمة، وهم الذين يعرضون الإسلام وتعاليمه السامية على الشعوب ليحرروهم من عبادة العبادة إلى عبادة رب العباد، وما إن وطئت أقدام علماء المسلمين الجهابذة وشيخهم القرضاوي أرض غزة الأبية حتى بدأت القلوب والأنظار تهفو إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، إلى أرض الإسراء والمعراج، وقد كان العلماء في كل كلمة أو خطبة هنا أو هناك يذكرون القدس والمسجد الأقصى وفضائله في القرآن الكريم والسنة النبوية، وشدد العلماء خلال كلماتهم في مختلف مساجد قطاع غزة على أهمية التصدي بقوة لما يحدث من جرائم تهويد وانتهاكات صهيونية بحق القدس والمسجد الأقصى، والوقوف في وجه المؤامرات الصهيونية الرامية إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
    وبين يدي زيارة علماء المسلمين إلى أرض غزة يعيش أبناء شعبنا الفلسطيني ذكرى أليمة، إنها ذكرى نكبة فلسطين التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف فلسطيني، وهجر حوالي ربع مليون، ودمرت أكثر من 500 قرية فلسطينية، إضافة إلى تدمير 11 حيًّا مدنيًّا (...) أمام هذه الذكرى الأليمة التي تمثل فرحًا كبيرًا لدى الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنها تمثل إعلان إقامة كيان (إسرائيل) على جماجم الفلسطينيين، أمام الذكرى الـ(65) للنكبة صدح صوت العلماء الزائرون قائلين: "إن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي، وهي ملك للفلسطينيين والأمة العربية الإسلامية، ولا يجوز التفريط بأي شبر من أرض فلسطين"، وتحدث العلماء عن مدن وقرى فلسطين المغتصبة، تحدثوا عن القدس وحيفا ويافا وعكا وصفد وبيسان، وغيرها من المدن الفلسطينية التي اغتصبها الصهاينة.
    وقد أدان علماء المسلمين المؤامرات الغربية والدور البريطاني في اغتصاب أرض فلسطين المقدسة، ووعد بلفور المشؤوم الذي منح اليهود الصهاينة وطنًا على أرض فلسطين السليبة، وتحدث العلماء عن مؤامرات الغرب منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل 1897م، وتواصل مساعدة اليهود لتنفيذ خططهم لاحتلال أرض فلسطين وطرد أهلها منها، وصولًا إلى ما نحن عليه وما جرتنا إليه المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني، التي لم يحصل منها الفلسطينيون على سوى أوهام وخدائع صهيونية، بإشراف الأنظمة العربية التي صاغت عددًا من المبادرات، واعترفت بأن لـ(إسرائيل) حقًّا في أرض فلسطين.
    إن زيارة علماء المسلمين إلى أرض غزة تأتي دعمًا ووفاء لصمود أهل غزة في حربهم الطويلة مع العدو الصهيوني، وزيارة إلى الجزء المحرر من أرض فلسطين، هذا الجزء الذي لم يخضع للشرعيات الدولية التي تقر بأن للصهاينة اليهود حقًّا في أرض فلسطين، هذا الجزء المحرر من أرض فلسطين رفع صوته عاليًا وتحدى الآلة العسكرية الصهيونية، ورفض الذل والهوان وصدح بالصوت العالي: "لن نعترف بـ(إسرائيل)".
    زيارة العلماء مثلت دعمًا ومساندة لغزة التي دقت أجراس الخوف والهلع بين اليهود، عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية الباسلة صواريخها صوب المغتصبات الصهيونية في القدس المحتلة وتل الربيع، حتى وصلت إلى مقر (الكنيست) الصهيوني الذي يحيك يوميًّا عشرات المؤامرات لقتل وذبح الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم، هذا (الكنيست) الذي يشكل الحماية لجيش الاحتلال، ويدعوه للمزيد من قتل الفلسطينيين، ويشرع له جرائمه بحق الفلسطينيين.
    وخلال زيارة العلماء إلى غزة حمل العلماء الهم الفلسطيني بكل معانيه وآلامه وتفاصيله، وشددوا في كلماتهم على أهمية لم الشمل الفلسطيني، وإنهاء شبح الانقسام الذي خيم على شعبنا، وكانت له آثار وخيمة علينا وعلى قضيتنا المقدسة، ودعا العلماء إلى وحدة الصف الفلسطيني والبدء العملي بتنفيذ المصالحة الفلسطينية ونبذ الفرقة والشقاق، والعمل على إفشال الأجندة الصهيونية الأمريكية التي ترمي إلى إبقاء الانقسام، وزرع سموم الخلاف بين أبناء شعبنا الفلسطيني.
    زيارة علماء المسلمين ورئيسهم العلامة القرضاوي كانت تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وكانت فخرًا كبيرًا لفلسطين الأرض والحضارة والتاريخ، وعكست الزيارة الأهمية الكبيرة لأرض فلسطين أرض الإسراء والمعراج في قلوب علماء الأمة، وعكست مدى الحب والوفاء اللذين يكنونهما لأرض فلسطين وللقدس والمسجد الأقصى المبارك، وقد جمعت هذه الزيارة الكريمة قلوب الفلسطينيين وأفئدتهم نحو الانطلاق من جديد في صف واحد وكلمة واحدة إلى حماية المشروع الوطني الفلسطيني، والحفاظ على الثوابت والمبادئ نحو قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله.
    إلى الملتقى ،،

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:54 AM
  2. اقلام واراء حماس 368
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:44 AM
  3. اقلام واراء حماس 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:41 AM
  4. اقلام واراء حماس 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:41 AM
  5. اقلام واراء حماس 260
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •