اقلام واراء محلي 432
25/6/2013
في هذا الملـــــف:
- بانتظار المصالحة والحرية "آيدول"
د. صبري صيدم /ج.الحياة الجديدة
- حزيرانياتٌ عربيةٌ أليمة
الكاتب: د. مصطفى يوسف اللداوي/معا
- العساف يعلو بالكوفية وتعلو به
بقلم: تحسين الاسطل/pnn
- عساف "من فرقة وعَدم ْ ...إلى وحدة وعَلَمْ
الكاتب: منذر ارشيد/معا
- دبابيسك يا علي يجب أن !
بقلم: سامر عقروق/pnn
- الإقتصاد الفلسطيني بين الخمول والحلول
بقلم: د. محمد فايز زكارنة/شاشة نيوز
بانتظار المصالحة والحرية "آيدول"
د. صبري صيدم /ج.الحياة الجديدة
شعرت بأن فلسطين تحررت الليلة: هكذا وبتجرد وصف أحد أطفالنا الذي لم يتجاوز ربيعه العاشر مشاعره الجياشة في الليلة التي توج فيها محمد عساف ملكاً للغناء العربي وما انتاب الشارع الفلسطيني في كامل الوطن والشتات من احتفالات وبهجة.
وفي ذات الليلة أورد شريط الأخبار على تلفزيون فلسطين خبراً ذكّرنا جميعاً بالانقسام المشؤوم لتسبقه سلسلة أخبار حول إجبار الاحتلال الصهيوني أحد السكان الفلسطينيين على هدم منزله بيده بحجة عدم الترخيص وإقرار الحكومة الإسرائيلية بناء 900 وحدة استيطانية جديدة وقيام شرطة الاحتلال بإغلاق أحد مسارح القدس وإلغاء مسرح الطفل للصيف الحالي.
وما بين النشوة والغصة امتلأت صدور الكثيرين بالغبطة والحزن في آن واحد. فردة الفعل العارمة والمحتفية بانتصار الشاب اليافع محمد عساف قد أكدت على تلهف الجميع لأي انتصار تصاحبه سعادة غامرة بالإجماع على شخصية محبوبة الأمر الذي يكسر محاولات المحتل التأكيد على أن الفلسطينيين بانقسامهم إنما خسروا قدرتهم على الإجماع على أيٍّ كان.
وقد عزز هذه السعادة في مقابل توالي انتكاساتنا وشعورنا الدائم بالانكفاء المزمن وعدم الإيمان بأننا سنفوز وإذ بنا نفور بعساف ولقبه وما صاحبهما من فخرٍ وعزة.
ومن منطلق محبتي الكبيرة لعساف فإنني تمنيت وأتمنى أن نرى مشاهد البهجة التي لقيها هذا "الصاروخ" وقد تلاقت قريباً مع حفل موازٍ من حيث العدد والجمهور بإنهاء الانقسام الفلسطيني لنحتفي "بآيدول" جديد عنوانه الخلاص من الفرقة وإهداء الناس النصر الكبير الذي انتظروه لست سنوات كبيرة من التيه والضياع.
"آيدول" جديد نتوق إليه جميعاً بانتظاراحتفال عارم وكبير بزوال الاحتلال. هذا الاحتلال الذي أرعبته الأغنية وصاروخها وعجزت أمامه مضاداته الأرضية والجوية لم يجد سوى أن يفرد مساحات إعلامية ملحوظة للحديث عن عساف ودوائر النشوة التي أثارها في حسد واضح للفرحة الفلسطينية ومؤشراتها.
فرحة يخشاها المحتل لتوحدها واجتماعها واجماعها وربما لما تتيحه من أفكار بأن الإرادة والإصرار يصنعان الانتصار وأن العزيمة تقتل الهزيمة وأن جمهور المهللين هم ذاتهم جمهور الداعين والمنتظرين والطامحين والمتوثبين لإنهاء ذاك الاحتلال.
ما أشد حاجتنا للانتصار على الانقسام والاحتلال. ما أشد تعطشنا للخلاص من نكباتنا ونكساتنا وما بينهما من أحزانٍ وأتراح. نعم نحن بحاجة للمصالحة والحرية ليعاود شعبنا ابتهاجه بالنصر على محتليه وعلى انقسامه الذي يؤخر ذلك النصر.
المهم ألا تغادرنا القناعة بأنه ودون المصالحة لن ينتهي الاحتلال وفي التاريخ شواهد على استقلالات لم تتحقق إلا بوحدة النسيج السياسي والاجتماعي لمجتمعاتٍ عدة.
ولو أن نصر محمد عساف قد أسس لجمهورية الفرح الفلسطينية فإن جمهورية الانعتاق الفعلي من الانقسام والاحتلال ستؤسس لمملكة الفرح الغائب دائماً وفي معظم الأحيان عن حياتنا الفلسطينية.
حزيرانياتٌ عربيةٌ أليمة
الكاتب: د. مصطفى يوسف اللداوي/معا
حزيران شهرٌ يرتبط دوماً بالنكسة، فلا يُذكر إلا مرادفاً للهزيمة، ولا يعرفه العرب إلا مقترناً بالخسارة، ومرتبطاً بالهجرة والضياع، واللجوء والشتات، حتى كاد أن يكون شهراً مشؤوماً منحوساً، لا يحبه الناس، ولا يستبشرون به خيراً، فلا يعقدون فيه صفقاتهم، ولا يحيون احتفالاتهم في لياليه، ولا يرغبون في تذكر مآسيه، ولا استحضار نكباته ونكساته على كثرتها، فهو يوجع ذاكرتهم، ويوخز ضمائرهم، ويخزي نفوسهم، ويكشف استهتارهم، ويعري حقيقتهم، ويبين لهم مدى الهوان الذي لحق بهم، والذل الذي حل فيهم. ففي شهر حزيران كانت النكسة المخزية، التي أضاعت البقية الباقية من فلسطين، وأسقطت القدس، ومكنت لليهود فيها، وهم المطرودين منها، والمنبوذين من أهلها وسكانها، وجعلتهم يهددون المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى، ومسرى الرسول الأكرم، ويطردون منها سكانها، ويغتصبون منهم أرضهم وممتلكاتهم، وهم الذين كانوا يحلمون بالعودة إليها ولا يستطيعون، ويخططون ويتآمرون ولكنهم يعجزون.
وفي حزيران النكسة، ضاعت شبة جزيرة سيناء، التي تفوق فلسطين في مساحتها ثلاثُ مراتٍ، وسقطت مرتفعاتُ الجولان الإستراتيجية، وفقدت الأردن أغوارها مع ضفتها الغربية، وضاعت في حزيران هيبة العرب، وقتل جنودهم، ودفن أسراهم أحياءً في جوف الأرض، وعاد الناجون منهم إلى أوطانهم، وقد نزعوا عنهم ملابسهم العسكرية، وتمزقت ثيابهم المدنية، وقد تخلوا عن بندقيتهم وبقية سلاحهم، واكتفوا من المعركة بالنجاة بحياتهم، ولو بثيابهم الداخلية، غير مبالين بالكرامة التي ماتت، وبالعزة التي دفنت، وبالأرض التي ضاعت، ولعل آثار النكسةِ كانت أعظم وأخطر من آثار النكبة، فقد ألحقت بالعرب والفلسطينيين هزيمةً نفسيةً كبيرة، أثرت على مختلف جوانب حياتهم، وأفقدتهم الثقة في الشعارات والخطابات، وهزت لديهم صور القادة والرؤساء، وشككت في حقيقة الأدوار والمهمات.
وفي حزيران كان الاجتياح الإسرائيلي أول عاصمةٍ عربية، إذ احتل الجيش الإسرائيلي العاصمة اللبنانية بيروت، وأجبر قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقادتها على مغادرة لبنان، ما أدى إلى تشتت القوات، وانفراط عقد المنظمة، وبداية مسيرة التسوية، وبدأت إسرائيل إثرها في فرض شروطها على لبنان، ممهدةً لإتفاقية السابع عشر من آيار، التي لم تصمد إلا أشهراً قليلة، إذ أسقطتها القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، التي شرعت في التأسيس لأقوى مقاومة عربية تواجه إسرائيل، وتتحدى جيشها.
وفي حزيران وقعت الأحداثُ الأليمة بين شطري الشعب الفلسطيني، واقتتل الأخوة والأشقاء، ونزفت دماءٌ فلسطينيةٌ كثيرة، وحدث الإنقسام الأليم بين أبناء الشعب الواحد، الذي ترك آثاره المأساوية على كل شئ، وتسبب في تشويه صورة الفلسطينيين، وتشتيت جهودهم، ما دفع الكثير إلى انتقادهم، ودفعهم إلى الوفاق والإتفاق من جديد، وتجاوز الاختلافات والعقبات، إكراماً للشعب المعنى المعذب، وضماناً لمواجهة العدو الإسرائيلي صفاً واحداً، وإرادةً موحدة.
وفي حزيران تتهيأ قطاعاتٌ مصرية، شعبية وحزبية، للخروج في مسيراتٍ واعتصاماتٍ عامة، في مسعىً غير برئ للإنقلاب على الديمقراطية، وإسقاط الرئاسة المصرية، وهي التي جاءت بها صناديق الانتخابات، في انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة، وهم الذين كان لهم دورٌ ومساهمة في إرغام النظام السابق على الرحيل والمغادرة، وقد كانوا الأكثر تضرراً ومعاناةً منه، حيث أدخلهم السجون والمعتقلات، وضيق عليهم وحاصرهم، وحال بينهم وبين المساهمة في الحياة السياسية العامة، ولكن فئاتٍ مصريةٍ ترفض الانصياع إلى الديمقراطية، وتأبى إلا أن تكون هي السلطة الحاكمة، وإلا فإنها في حزيران ستفسد الحياة العامة، وستخرب البلاد، وستعرض أمن وسلامة مصر للخطر.
وقديماً في حزيران أغلقت سلطات الاستعمار الفرنسي الجامع الأزهر في مصر، الذي كان بوابةً للثورة والمقاومة، والذي منه تخرج سليمان الحلبي الذي قتل الجنرال كليبر، قائد الحملة المصرية على مصر، فما كان من سلطات الاستعمار إلا أن أغلقته خوفاً وهلعاً، ومنعت المصريين من دخوله، وجعلت من ساحاته اصطبلاتٍ لخيلولها، وأبقت عليه مغلقاً حتى رحلت قواتها العسكرية عن مصر.
وفي حزيران جمع الصليبون كيدهم من أوروبا وأتوا إلى فلسطين، وبدأوا أول حصارهم لمدينة القدس، قبل أن تسقط في أيديهم لقرنٍ من الزمان، عاثوا فيها فساداً وتخريباً، وقتلوا فيها آلافاً من المسلمين، قبل أن ينجح صلاح الدين الأيوبي في تحريرها واستعادتها من جديد.
وفيه أغارت الطائرات العسكرية الإسرائيلية على مفاعل تموز النووي العراقي ودمرته، وعادات أدراجها إلى مطاراتها العسكرية في فلسطين المحتلة، واعترفت بكل وقاحةٍ وسفور أنها التي نفذت الهجوم، وأنها نجحت في تدمير المشروع النووي العربي الأول.
مريرٌ هو شهر حزيران، وموجعةٌ هي أحداثه، ومؤلمةٌ مناسباته، لما يحمله من ذكرياتٍ محزنة، وأحداثٍ مريرة، ولما ترك من أثرٍ نفسي كبير على الأجيال العربية التي عاشت النكسات وعاصرتها، خاصةً ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، رغم أن الفلسطينيين قد نجحوا في شهر حزيران في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة القدس، فكانت ولا زالت إطاراً وطنياً فلسطينياً جامعاً، وأصبحت البيت الفلسطيني الكبير، وإن كانت تحتاجُ إلى صيانةٍ وإصلاح، وتتطلب توسعةً وتحسيناً، لتشمل الجميع، وتلتزم بأصل الأهداف التي وضعتها، والغايات التي كانت إليها تتطلع.
هل نتوقف عند شهر حزيران، ونكتفي فيه بالبكاء والعويل، وتذكر الأحزان، وإحياء المناسبات الأليمة، في تكرارٍ مهينٍ للمصائب، وجلدٍ حزينٍ للنفس والوجدان، وهل نرضى أن يبقى هذا الشهر على مدى الزمن وصمةَ عارٍ في جبيننا، ولطمةً على الخد يصعب نسيانها، في الوقت الذي أصبح فيه مفخرةً لعدوناً، وشهراً فيه يقيمون أفراحهم على أحزاننا ومصائبنا، أم آن الأوان أن نعيد كتابة التاريخ، وأن نرسم ملاحم أيامنا بأنفسنا وإراداتنا، وقد أصبحنا قوةً حقيقية، وصار لنا مقاومةً عنيدة، ورجالاً أشداء، فلم نعد ذاك الجيل الذي يلطم على وجههه ويسكت، ولا ذلك الشعب الذي يشكو الضعف، ويعاني من قلة السلاح، ويفتقر إلى القادة والرجال، فهل من حزيرانٍ آخر يكون لأمتنا ربيعاً، ولعدونا خريفاً، نرد له فيه الصاع صاعين، ونستعيد فيه منه الحق، ونكون نحن فيه القوة، فنحيي مناسباته بعزة، ونتذكر أيامه بفخرٍ.
العساف يعلو بالكوفية وتعلو به
بقلم: تحسين الاسطل/pnn
حقق المبدع محبوب العرب محمد عساف الحلم ، ونال ثقة العرب مستمعين ومتابعين وفنانين اثنوا على فنه من اللحظات الأولي ، وطوال مراحل البرنامج لم تعتب قدمه مرحلة الخطر ، فمنذ البداية اخذ اللقب وان كان آخر المرشحين له .
الفنان المبدع محبوب الفلسطينيين قبل العرب حقق النجاح والتألق الفني بحسه الوطني وأخلاقه السامية ، واستطاع أن ينقل بأسلوبه وفنه البرنامج من مخصص للفن والطرب العاطفي والرومانسي البحث إلى الغناء للوطن والقضية ، فمن خلال فن محمد عساف عرف الكثير عن القضية الفلسطينية وثوابتها وخاصة الأسرى واللاجئين ، فكان خير سفير للفلسطينيين في عالم الفن والإبداع ينقل بفنه معاناة وطنه وشعبه وما يتعرض له من الاحتلال الإسرائيلي من حرب وعدوان .
بدأ المبدع عساف مشواره الفني مبكرا ، واختار الأغاني والفلكلور الفلسطيني طريقا لفنه ، وحمل منذ نعومة أظافره هم الوطن وحلم أن يعيش شعبنا بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم بعيدا عن الحروب والدمار ، فرغم الحصار والتجويع والقتل المتواصل في فلسطين وبلده غزة استطاع ان يصعد بفنه ، ويسعد الناس ويعطيهم الأمل بالفرح رغم المعاناة والألم.
محمد عساف علًا الكوفية في أغنية أحبها الشعب الفلسطيني، وتغنى بها في أصعب اللحظات التي تعرض لها في الحرب الإسرائيلية في غمرة انتفاضة الأقصى ، فكانت تعكس الإصرار الفلسطيني على مواصلة المشوار حتى النهاية بتحقيق الانتصار ، فلا خيار أمام شعبنا غيره ، وفي كل مرة كان يعلو بالكوفية وكانت الكوفية تعلو به ، فكانا متلازمين بإصرار وان حاول البعض منعهم كما منعوا كثيرا من الأشياء .
واصل عساف مشواره مع الكوفية ، وبقيت الناس تتحدث عنه إلى أن وصل بصعوبة مشوار مسابقة برنامج "محبوب العرب" وكما اشتهرت وانتشرت "علَى الكوفية " بالمنع أول مرة ، حالفه وساعده المانعون في الانتشار بالبرنامج ، عندما بدأت بالأسابيع الأولى حملة في المساجد للاستهزاء بفنه ومحاولة تحريمه وتخويف الناس من خطورته على دينهم ، فكانت ردة فعل عكسية كانت لصالحة بامتياز ، فالكثير خرج من المسجد ليصوت لمحمد عساف تعبيرا عن رفض التحقير والتقليل من شأن فن وإبداع الآخرين ، فكان الانتصار لمحمد عساف عندما تأكد المانعون أنهم لن يستطيعوا مواجهة حب الناس لفنه وإبداعه كيف لا وهو المتربي بينهم وفي حي الأمل بخان يونس ، فقرروا ترك الحديث عنه ، والتحريض على فنه .
اليوم علا عساف بالكوفية وعلت به ، وعلا بالشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين واللاجئين وعلوا به ، ونال بإصراره وتعلمه وأخلاقه الحميدة ثقة الجميع من لجنة الحكام والمشاركين والمشاهدين ، فحقق أعلى نسبة تصويت في تاريخ البرنامج وبشكل فاق التوقعات.
يقول البعض أن قناة "ام بي سي " حققت أرباح كبيرة وغير معقولة بسبب التصويت في البرنامج ، وان البرنامج ربحي بالدرجة الأولي ، ونسوا هؤلاء إننا بدعمنا ومساندتنا لمحمد عساف استطعنا أن نصل باسم فلسطين والقضية الفلسطينية والقدس إلى قلوب الملايين التي غابت عنهم في ظل الانشغال العربي بمشاكله الداخلية ، والصراعات السياسية التي يشهدها ، فمقابل كل هذا الربح لهذه القناة استطعنا ان نصنع فنان ، وان نسمع العالم من خلال هذا الفنان صوت فلسطين ، وثوابتها ليعرفها ويتغنى بها العرب ، وبالتأكيد والحال هكذا نكون نحن والقضية والفلسطينية وفلسطين هي من حقق الربح الأكبر في هذا الجانب.
فالعالم سمع الكثير عن قضيتنا من خلال السياسيين وقادة الفصائل ، واليوم هو يسمع القضية الفلسطينية بلسان آخر ، بلسان وحنجرة فنان وهبها للوطن ، والعمل السياسي ليس حكرا على السياسيين، والنضال من اجل فلسطين وإسماع صوتها والدفاع عنها ليس بأسلوب واحد وإنما بكل الأساليب بما فيها الفن والإبداع ، وربما يكون الفن أكثر تأثيرا وإقناعا خاصة في ظل تراجع خطابنا وقدرتنا على الإقناع بسبب المتغيرات من حولنا.
وفي النهاية اشكر الفنان المبدع محمد عساف ، الذي درس الإعلام من اجل أن يدافع عن قضيته بالأعلام الأقرب إلى الفن الذي لا يجده، إلا انه استطاع أن يحقق بتوفيق من الله نجاح لم يتوقعه احد ، ليس شك في قدرة محمد عساف وإنما بسبب صعوبات وصوله إلى المسابقة ، فهناك في فلسطين الكثير من المبدعين أمثاله ، ولكنها لم تتح لهم الفرصة للتنافس وإظهار مواهبهم وإبداعهم المدفون والمحاصر في فلسطين.
فعلًي يا محمد الكوفية وأعلو بها ، وافتح الأفاق لأبناء شعبك نحو التقدم والتميز والإبداع وإظهار المواهب القدرات الكامنة والمحاصرة .
والله من وراء القصد
عساف "من فرقة وعَدم ْ ...إلى وحدة وعَلَمْ
الكاتب: منذر ارشيد/معا
محمد عساف من شاب مغمور لا يعرفه أحد إلا في غزة مع معلمه النجار الذي تبناه فنياً خرج من غزة المحاصرة والمختلفة مع رام الله وبعد شهرين يصبح أشهر شخصية عربية وحتى عالمية فيرفع العلم الفلسطيني ويصرخ وافلسطيناه داعيا ً لوحدة الوطن
لا أريد الحديث عن عساف الفنان والصوت الرائع الذي هز وأطرب الملايين
فالحديث في هذا الشأن نتركه لأصحاب الشأن من المهتمين بالفن
بل سأتحدث عن عساف كحالة فلسطينية لها ما لها وليس عليها شيء
فمحمد عساف أصبح حالة وليست كأي حالة , بل حالة أبهرت العالم العربي لا بل العالم ..ومعظم وسائل الإعلام عنونت الخبر بالقول (فازت فلسطين )
أما عن بعض ممن أشهروا سيوفهم على الحالة الفنية والطربية لعساف
فنقول لهم : إشهروا سيوفكم أمام عدوكم الذي يحتل أقصى نبيكم " وهناك موبقات تُرتكب وجرائم بحق الإنسانية وبحق خالق الإنسانية , فلا تجعلوا من هذه الحالة صنماً ترجموه وأصناماً كثيرة تعبدونها من دون الله .
محمد عساف هذا الشاب الجميل الذي يعبر عن بساطة الشباب الفلسطيني الكادح وهو إبن غزة هاشم , هذا الشاب فتح الله عليه الدنيا من أوسع أبوابها ولكني أعتقد أنها لن تأخذه هذه الدنيا , بل هو سيأخذها كما يريد أو كما أراد الله
ليس عندي شك في أن عساف من الممكن أن ينزلق إلى ما انزلق إليه الكثيورن من أهل الفن والطرب والغناء
عساف فنان فلسطيني عاش معاناة شعبه منذ طفولته وقد صقلته التجربة مثله مثل أقرانه من فتيان فلسطين الذين قاوموا الإحتلال ,
فقد كان في يوم ٍ من الأيام أحد أطفال الحجارة
عساف رغم صغر سنه إلا أنه كان متزناً في كل حلقات البرنامج
وما قدمه من أغاني في الحلقات الأخيرة أعطت إنطباعاً جيداً عن مشاعره الوطنية تجاه قضيته الفلسطينية وحددت هويته
سيعود عساف إلى غزة إلى الوطن وسيلقى الترحيب والحب الكبير من الجميع " وسيعيد البهجة لأهلنا هناك
ومن المؤكد أنه وهو يحمل لقب سفير للنوايا الحسنة " وسيقول كلمته
التي تعبر عن كل فلسطيني حُر
عساف الذي جمع العرب من خلال صوته ليس غريباً أن يجمع الضفة وغزة
ويضع الجميع أمام مسئولياتهم , ولعله يغني أغنية الوحدة والمصالحة قريباً
لعل الله يفتح لنا باباً تنطلق من خلاله مصالحة وطنية حقيقة ,
وليس على الله ببعيد
دبابيسك يا علي يجب أن !
بقلم: سامر عقروق/pnn
يقولون في المثل العربي (هذا رجل يعرف من أين تؤكل الكتف) ، وهذا يعني انه رجل قادر على الحكم على المواقف بشكل يتصف بالحكمة والرزانة، مواقف تتصف ببعد النظر والقدرة في الحكم على الأشياء ، وهو يحسن الاختيار وأهم من ذلك يحسن الانتظار على حبة التين حتى تنضج ، وهو لا يأكلها وهي عجر ( غير ناضجة)، هو إذا مسك الأمور امسكها من المنتصف ، ويحسن ذلك لأنه إذا امسكها من احد الأطراف انكسرت، ولا يسمح لنفسه ولا لمن حوله من المقربين أن يقعوا بمطبات مسموعة أو مقروئه أو مكتوبة يكون تأثيرها لاحقا بمثابة سكاكين أو خناجر تشهر لتكون واحدة من الأدوات التي يتم مهاجمته بها ، وحتى لا تحصل الصورة السابقة فهو يحسن الاختيار والميزان ، والرجال يا علي توضع عادة في الميزان وتوزن مثلها مثل غيرها ، جدتي كانت تقول لي في رجل يزن قشة ورجل يزن أطنان من التراب ، والمستشار يا علي يجب ان يعمل على قاعدة في المثل العربي ( لسانك حصانك ان صنته صانك وان هنته هانك).
دبوس اليوم يا علي (حسن اختيار البطانة التي تحسن النصح وتقديم المشورة ، ومن أهم مزايا البطانة الصالحة الابتعاد التام عن ،أنني أرضيك لان مصالحي تقتضي رضاك، البطانة الصالحة يجب ان تقول كلمة الحق في كل مقام يحتاج إلى كلمة الحق، وإلا فان هذه البطالة ستكون حتما شريكة ومتورطة في أي معضلة سيقع بها صاحب الرأي أو القرار، ومنهم من يجلس إليك ويخرج من مجلسك يدون كل ما تقول ويرسله خلسة أو علانية إلى من يراقبك أو ينافسك أو يتربص بك).
أما لماذا دبابيسك يا علي، فنريدها أكثر عمقا وأكثر إيلاما، نريدها بدون مجاملات ولا تجميل للأشياء ، فدبابيسك تقوم بدور المستشار ، والمستشار مؤتمن ، أليس كذلك،، فأنت وأنا وعدد كبير منا نتحدث بكثافة ونستعير في غير موقعة ، وفي كثير من الأحيان عن سلوك ومواقف من المجتمعات الأخرى وخاصة الأوروبية، وهذا الاقتباس أو التشبيه أو التمثيل يشكل في أوقات كثيرة دبوس عميق الأثر وفي مقتل ، ليس بمعنى الموت ، ولكن في الأخلاق والمعايير المجتمعية وكذلك في تعاليم الدين والسلوك المجتمعي السائد، وخاصة عندما نأخذ أمثله من المجتمعات المتقدمة، سواء بالمعنى الاقتصادي أو مجال ممارسة الثقافة والحرية والديمقراطية، والغريب أن استعارتنا لبعض السلوكيات من هذه الدول يعتبر بمثابة وسم لمجتمعنا بالتخلف الفعلي والحقيقي، فنظرية المؤامرة وعداء الآخر لأتفه الأسباب ليست سائدة في تلك المجتمعات كما هي في مجتمعنا، والذي يسود مكانها المثل العربي ( إن لكل مقام مقال)، بمعنى ان المواقف المهنية تؤخذ وتفسر بالمعاني المهنية الخالصة ، والمجاملات والنفاق الاجتماعي والأنانية وعبادة الذات عادة ما تكون مكشوفة وترفض لأنها ليست من السلوكيات السائدة في تلك المجتمعات بعكس ما هو سائد لدينا.
والجميل في هذه المجتمعات ان لكل رجل علم يختص به ولا يتدخل بعلم غيره وذلك على قاعدة ( ان أهل مكة ادرى بشعابها)، فمثلا عندما تتحدث مع أساتذة جامعات ومهندسين وأطباء في اوروبا حول موقف أو قضية سياسية، سيجيبك بكل بساطة ، وتواضع، انأ آسف لا اعرف الكثير ولكن وزارة خارجيتنا أكيد لديها موقف مبنى على المعلومات، وهذا لا يعني أنهم لا يناقشون الموضوع المطروح، ولكنهم لا يطرحون موقفا على اعتبار أنهم خبراء أو كوادر
متقدمة أو غيرها، دبوسك يا علي ، نحن في فلسطين كلنا أبو العريف ، وجميعنا نمارس الإفتاء بما نعلم وما لا نعلم ، نقول ما لا نفهمه وما لا يفهمه الآخرين ، حتى أبناء المدرسة الواحدة أو الفصيل والتنظيم الواحد يقدمون فتاوى كل على ليلاه ، وهذا يخلق المزيد من الانسلاخ والتفسخ في المجتمع.
دبابيسك يا علي ، في مثل بقول ( إذا كثر الطباخين انحرقت الطبخة) وأنا أضيف أصبحت ملولصه، ولا يمكن لجسم واحد ان يكون له 3 رؤوس و3 قبعات ، فهذا مستحيل وإلا فإننا سنصبح كالقطيع بلا راعي، وكل يردد ما يحلو له ويعزف ما يروق لأذنيه وآذان محبيه وأتباعه، وبالتالي فان مجمل ما ينتج يكون نشازا كاملا، ولا يستطيع ان يتحمله احد ، حتى الحجارة ستضج منه ، والإنسان ، المواطن ستكون ردة فعله ( الله لا يرد حدا ، أنا مالي طالما أولادي وأنا وأهلي بخير لا حدا رد)، أنا استغرب هل إيصال الإنسان ، المواطن الفلسطيني هو طلب فصائلي وتنظيمي ، هل هو مطلب للمانحين لينفذوه من خلال ما يزيد عن عدد من آلاف الجمعيات والمؤسسات الممولة. حبايبي دبابيس على ، إذا وصلنا لهذه المرحلة بصورة اكبر وأعمق مما هي علية لنقرأ على وطننا السلام في ظل عمل كثيف لعدونا على الأرض.
الإقتصاد الفلسطيني بين الخمول والحلول
بقلم: د. محمد فايز زكارنة/شاشة نيوز
الاقتصاد الوطني الفلسطيني ذو منطق و خصوصية لا تنطبق على اي اقتصاد آخر في العالم، فهو ينشأ وينمو في ظل ظروف غير طبيعية وغير منطقية، وغير حرة، وهو ما يتسبب في هذا النمو البطيء فيه، وحالة الركود وعدم التوازن المنهجي في بنائه ونظرياته، ومؤسساته. وحال الإقتصاد هذا يتطلب منا العمل الجدي والإبداعي المختلف لتجاوز أزماته، والنهوض به وذلك عبر حلول غير نمطية، تخرجه من مستوى العادي والطبيعي. فالقوالب الجاهزة لا تنجح في علاج المشكلات الصعبة التي يعيش فيها هذا الاقتصاد، إذ يجب أن يتم هيكلته بما يتناسب مع الواقع المرير الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، والأخذ بيد المواطن المنكوب كي يستطيع أن يقف على رجليه ومن ثم المساهمة في عجلة الانتاج. كما ويجب العمل على تغير المعادلات والشروط الخاصة بهذا الاقتصاد مع الجهات ذات العلاقة، والانسلاخ رويدا رويدا عن كل التبعية والاستغلال.
من الضروري ايجاد شراكة حقيقية فعالة ما بين القطاع الخاص ومؤسسات الحكم المحلي في كافة المناطق الفلسطينية لخلق فرص استثمارية تخفف العبء عن الحكومة، وتحد من البطالة وتخلق فرص عمل لجيل الشباب الذي يعاني من البطالة وأفق مغلقة، وبالتالي يمكن تخفيف العبء الاجتماعي الناتج عن ذلك. وهو أمر يتطلب إستثمار جميع الموراد الفلسطينية في فلسطين وعدم الاستثمار في الخارج، والحد من هجرة رؤوس الاموال الخاصة والسيادية وإستثمارها داخل فلسطين في قطاعات انتاجية وتنموية.
أن الاعتماد اللانهائي على المعونات، وعلى تطوير الإقتصاد من خلاله لا يخلق استقلالا في منظومته التشغيلية ولا الإنتاجية، وهو أيضا يسبب عدم إستقلال في القرار الوطني الفلسطيني بشكل عام. ومن هذا المنطلق أقترح المنطلقات التالية لإعادة بناء وهيكلة المنظومة الإقتصادية الفلسطينية:
1.التناغم والعمل المشترك المبني على الدراسات التخطيطية والعملية لتنفيذ مشاريع مشتركة ما بين القطاع الخاص، ومؤسسات الدولة المختلفة، ومؤسسات المجتمع المحلي أيضا، وتوفير القروض اللازمة لذلك، ويمكن أن يكون هناك نصيب للحكومة من هذه المشاريع، ولو بنسب بسيطة تساهم في دعم قطاع التعليم، والصحة، والشباب وغيرها.
2.نشر ثقافة التنافس البناء، والتخفيف من وطأة الثقافة والاعلام الخاصة بتعزيز الانماط الاستهلاكية غير الضرورية.
3.الاهتمام بالصناعات الصغيرة وتشجيعها، وتوجيه السوق المحلي نحو إستهلاك السلع المحلية الصنع. وتوفير الحماية الجمركية والضريبية لما ينتج محليا.
4.إجبار البنوك عن طريق سلطة النقد إلى تخفيف وتحديد أنماط القروض الإستهلاكية، ووضع حد لها، وتوجيه الإقراض إلى دعم قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة، وهو ما يؤدي الى تخفيف استنزاف النقد الجاري في البلاد. كما ويمكن توسيع العمل المصرفي عن طريق فتح فروع لكافة البنوك الوطنية والبنوك العاملة في فلسطين مما يساعد على زيادة التنافسية وتوسيع أفق النساط التجاري، وزيادة الأيدي العاملة والموظفين.
5.دعم القطاع الزراعي بمختلف الطرق والوسائل المتاحة، سواء عن طريق إستصلاح الأراضي، وزرعها بأشجار مثمرة، أو من خلال تأسيس صندوق أو بنك إقراض زراعي لدعم المزارعين، وتوفير محطات تسويق داخلية وخارجية للإنتاج الزراعي والحيواني. كما من المهم توفير التدريب اللازم للعاملين بهذا القطاع لرفع منسوب الإنتاج.
6.العمل على تحسين القطاع السياحي داخليا وخارجيا، حيث أن فلسطين تمتليء بالإمكانيات التي تجعلها من أهم المناطق السياحية في العالم.
7.توفير الظروف الحياتية الجيدة للمواطن الفلسطيني، وخلق نظام صحي تعليمي جديد ومختلف. عبر بناء المستشفيات التخصصية الحديثة، والمدارس والجامعات.
إن الإهتمام بتطوير الإهتمام الصحي بالمواطن الفلسطيني عبر التأمين الصحي الإلزامي بالتعاقد مع شركات التأمين المحلية والدولية يخفف من وطأة العلاج على الدولة، وكذلك يحد من الإرهاق الكبير الذي يتسببه ملف العلاج في الخارج على موازنة الصحة الفلسطينية.
8.توجيه قطاع الشباب إلى الإنتاج الفاعل والحقيقي في المجتمع، عبر دراسة الحاجيات المجتمعية في التعليم والتخصص، وخلق فرص منح إقراضية لإنشاء مشاريع شبابية صغيرة، وتوفير المنح التعلمية التخصصية في مجالات علمية وأدبية متنوعة.
أدرك أن هذه الحلول النظرية تحتاج إلى وقت وجهد ومثابرة حتى تصبح حلولا واقعية، خصوصا إن نظرنا إلى الإحتلال كعامل ثابت يقف في وجه عملية التنمية والتطوير الفلسطينية بمختلف مجالاتها. ولكن يمكن للفلسطيني دوما أن يكون قادرا على حمل راية التغيير الحقيقي لما هو أفضل لنا جميعا.


رد مع اقتباس