النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 374

  1. #1

    اقلام واراء حماس 374

    اقلام واراء حماس 374
    1/7/2013

    حماس وقوائم الإرهاب الدولية

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون

    ماذا يحصل على حدود غزة الشرقية؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر

    أسباب خفوت الهمة وتراجع الحماسة لإقامة الدولة الإسلامية(3-5)
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سري سمّور

    نهاية صراع بين إرادتين
    فلسطين الآن ،،، عصام العريان

    "يا فلسطينيي تمرد"
    فلسطين الآن ،،، منير شفيق

    تفكيك مصر
    الرسالة نت ،،، سمير الحجاوي

    مختارات من اعلام حماس

    حماس وقوائم الإرهاب الدولية
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون
    من حق حركة حماس والحكومة الفلسطينية السعي لرفعها من قائمة الإرهاب الدولي، دون التورط والوقوع بفخ التنازلات في المواقف السياسية، ومن غير أن يدفع شعبنا ثمنا كبيرا نحن في غنى عنه بمرحلة التحولات الاقليمية الكبرى.
    أكثر ما يميز حركة حماس أنها لا تعترف بإسرائيل، وتعتبر فلسطين أرضاً عربيةً من بحرها إلى نهرها، وترفض المساومة والحديث عن ذلك، لهذا تدفع الثمن غالياً فهي على رأس قوائم الإرهاب في أوروبا وأمريكا، رغم أن مقاومتها مشروعة وفق الشرائع المختلفة، وتركز في مقاومتها على الأهداف العسكرية (الإسرائيلية) المُنتشرة على طول أرض فلسطين، كما أنها تتعرض للمقاطعة السياسية، والحصار الاقتصادي، والعُزلة من الدول الأوربية.
    وحينما قامت أوروبا بوضع حماس على قوائم الإرهاب جاء ذلك بضغطٍ من الولايات المتحدة، التي رفعت شعار من ليس معنا فهو ضدنا، وكنتيجة أيضاً لضغوط حكومة شارون آنذاك التي هدفت لاستثمار غطاءٍ دوليٍ لشن حملة اغتيالات طالت معظم قياديي حماس.
    ولم يكن مستغرباً أن تستجيب أوروبا لرغبة (إسرائيل) في إدراج حماس كمنظمة إرهابية، فهي من زرع السرطان (الإسرائيلي) في هذه المنطقة وقام برعايته وتسمينه، فسلوكها المساند لـ(إسرائيل) بالباطل طبيعي جداً.
    والمتفحص لتجربة حركة فتح في التنازلات للغرب يجدها دليل على عبثية اللهث وراء إرضاء أوروبا، حيث قدم ياسر عرفات الكثير من التنازلات ولم يأخذ إلا مكتسبات شكلية لا تُسمن ولا تغني من جوع، وأي محاولة غربية لاحتواء حماس لن تكون بعيدةً عن مآل وطريقة احتواء فتح، لهذا هناك فطنة حمساوية في هذا الجانب ودراسة متأنية للطريقة الأوربية في الخداع.
    وقد أحسنت حماس صنعاً حينما لم تُعر اهتماماً كبيراً لما يُروج حول رفع اسمها من قائمة الإرهاب ولم تجعله أولوية، وتؤكد صباح مساء أنها لن تعترف بـ(إسرائيل)، وتعمل بجد على تحويل قطاع غزة لمركزٍ للمقاومةِ الفلسطينية، فتقوم بالإعداد والتحيز بشكلٍ متواصل، وتطور سلاحها، وترفض جميع الالتزامات والاتفاقيات والشروط الأوربية والأمريكية.
    وفي النهاية أوروبا ستضطر يوماً ما للانحناء أمام من يستطيع الصبر والصمود ويستمر بالتمسك بثوابته، وحماس قطعت شوطاً كبيراً في فرض قيادتها للشعب الفلسطيني بأداءٍ مقنعٍ ونجاحاتٍ لافتة، ولم يبق لها إلا القليل لتفرض نفسها على الساحة الإقليمية والدولية كقوةٍ لا يستطيع أحد تجاوزها شرط تمسكها بعدم الاعتراف بـ(إسرائيل).


    ماذا يحصل على حدود غزة الشرقية؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر
    منذ أن وضعت الحرب أوزارها، حصل نوع من توزيع الأدوار بين أسلحة الجيش الإسرائيلي، فقد هدأ سلاح الطيران من طلعاته الجوية بصورة ملحوظة باستثناء غارات وهمية يقوم بها بين الحين والآخر في سماء غزة، سواء لعدم استفزاز حماس، أو لانشغاله بأجواء جوية أخرى في المنطقة، أو لاعتقاده أن القطاع ينعم بهدوء لا يتطلب منه التحليق الدائم والمكثف.
    في المقابل، برز دور مركزي لسلاح المشاة والقوات البرية في الجيش الإسرائيلي، حيث لم تعرف المناطق البرية من الحدود الشرقية لقطاع غزة الهدوء إطلاقاً منذ أن وقفت العمليات العسكرية من إسرائيل ضد حماس يوم 22/11/2012، كون هذه المناطق الأقرب جغرافياً للعمق الإسرائيلي، ومنها تنطلق الصواريخ ضد أهداف حيوية في مستوطناتها ومدنها الجنوبية، خاصة "سديروت، أسدود، المجدل، بئر السبع".
    وفي نفس الوقت، يغلب على هذه الحدود الشرقية لقطاع غزة الطابع الزراعي، كما أنها تقع ضمن مدى نيران المدفعية الإسرائيلية، التي تطلق قذائفها بصورة شبه يومية، وأشبه ما يكون بمنطقة محاصرة، يمكن إسقاطها عبر اقتحامها عسكرياً بين الحين والآخر.
    ولذلك دأبت الدوريات العسكرية الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة الماضية على تنفيذ اجتياحات جزئية لهذه الحدود الشرقية، تحدث أغلبها في ساعات الليل المتأخرة وتمتد حتى ساعات الصباح الأولى، ثم تنسحب، ويحصل خلالها بعض أعمال التجريف للأشجار والحقول الزراعية، وإصابة بعض المزارعين الفلسطينيين.
    فيما تعلن إسرائيل أن سبب هذه الاجتياحات ورود معلومات أمنية مفادها أن الفلسطينيين يحفرون أنفاقاً في هذه المناطق، تحضيراً لجولة مواجهة قادمة، كما حصل في منطقة "جبل الكاشف" شمال شرق مدينة غزة خلال حرب 2008-2009، حين قام أفراد من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من التسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق الجبل، ثم قامت بتدمير عدة آليات بعبوات ناسفة.
    وترى الفصائل المسلحة أن إسرائيل تبرر توغلاتها المستمرة لحدود غزة الشرقية، رغم التهدئة المعلنة مع حماس، لتفجير الأنفاق التي يحفرها الفلسطينيون، حيث خاض الجنود الإسرائيليون خلالها ما أسموه بـ"حرب أشباح، لأنهم لم يروا مقاتلين بالعين المجردة، بل سرعان ما يندفعون صوبهم من باطن الأرض، ويخرجون لهم من أعماقها، فالجنود يتحركون على الأرض، ويشعرون أن أسفلَ منهم مدينة تحت أرضية"!
    وجرت العادة في الأسابيع الأخيرة أن تستغرق عملية التوغل الإسرائيلية شرق غزة بضع ساعات لخروج الدبابات والآليات العسكرية من مواقعها المنتشرة على حدود قطاع غزة للوصول إلى النقطة التي تريدها، وتنفذ عمليتها العسكرية، ثم تعود للتمركز في أماكنها داخل حدود إسرائيل، وهو ما يسميه الجيش بمصطلح "القتال من الجانب الآخر"، وتعني تعزيز عمليات الاقتحام البري دون الرغبة بإطالة التموضع داخل أراضي قطاع غزة، وبهدف تحقيق غايات تكتيكية ردعية في الوقت ذاته.
    ومنذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية الأخيرة، سعى الجيش الإسرائيلي فعلياً لإقامة منطقة عازلة شرق غزة من خلال دخول القوات البرية لفترة زمنية، وقد تبين لكاتب هذه السطور من خلال جولة ميدانية قمت بها هناك، أن هذه التوغلات تقتصر على شريط زراعي غير مأهول، دون الذهاب بعيداً إلى احتلال المناطق المأهولة في مناطق "بيت حانون وبيت لاهيا شمالاً، والبريج والمغازي شرقاً"، وهي ساحات يسميها مقاتلو حماس "منطقة الحماية"، يفترض أن يتم فيها القتال أمام القوات المتقدمة من الجيش الإسرائيلي بواسطة العبوات، الكمائن وقذائف الهاون.
    • الضبط الميداني
    في الجانب الفلسطيني من الحدود، تسربت في الأسابيع الأخيرة، أحاديث مفادها أن الحكومة التي تقودها حركة حماس بدأت بنشر عشرات من عناصرها على الحدود الشرقية لمنع خرق التهدئة مع إسرائيل.
    ورغم أن حماس لم تعلن ذلك رسمياً، لكن هناك تقارير صحفية ميدانية، قالت إن عناصر من الشرطة انتشروا في المناطق الحدودية لقطاع غزة، لأنها تسعى جاهدة لعدم تصعيد الموقف مع إسرائيل في القطاع، عبر كبح جماح بعض المجموعات المسلحة التي تقوم بين الحين والآخر بإطلاق صواريخ وقذائف الهاون، ولذلك تم تعزيز القوة الميدانية بعناصر إضافية جديدة ووسائل قتالية حديثة، حيث يقوم أفرادها بدوريات على المناطق الحدودية، وهم يرتدون الزي المدني والعسكري.
    ورغم عدم توفر أرقام دقيقة حول الأعداد الحقيقية لعناصر هذه الوحدة الأمنية، لكن هدفها عمليات الرصد الأمني والمتابعة الميدانية، وقد صدر القرار الحمساوي عقب قيام مسلحين في الآونة الأخيرة بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، هددت معها الأخيرة بالرد بيد من حديد على حماس، ولذلك جرى نشر العناصر الأمنية في مناطق متقدمة من الحدود الشرقية مع إسرائيل، وأقاموا حواجز ثابتة وأخرى طيارة، كما انتشرت في مناطق أخرى بعيدة عن الحدود كانت تستخدم لإطلاق صواريخ تجاه أهداف إسرائيلية.
    علماً بأن وحدة الضبط الميداني تابعة من الناحية التنظيمية للإدارة العامة للشؤون العسكرية بوزارة الداخلية، وهي منتشرة على جميع الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتضطلع بمهام عديدة من أبرزها ملاحقة العملاء المتخابرين مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وكيفية إلقاء القبض عليهم حين توجههم إلى الجانب الإسرائيلي عبر الحدود.
    وهو ما يمنح أهمية لدور قوى الضبط الميداني، لأن لها وظيفة كبيرة في اتجاهين: ضبط الحدود الشرقية من العملاء، ورصد الميدان، وعدم السماح لـ"الانفلات الأمني"، خصوصاً من بعض التنظيمات المسلحة التي تقوم بإطلاق الصواريخ على إسرائيل بصورة انفرادية.
    أخيراً..فإن الوضع الميداني الذي تعيشه حدود غزة الشرقية يؤكد بأنها ستبقى تعيش أجواء أمنية هادئة حتى إشعار آخر، على اعتبار أن طرفي أي مواجهة قادمة بين حماس وإسرائيل يحاولان الإبقاء على هذا الهدوء أطول فترة زمنية ممكنة، لأن هذه المنطقة التي تمتد 40 كيلومترا من رفح جنوباً إلى بيت حانون شمالاً ستشهد اشتعال الصاعق الذي سيفجر الحرب الإسرائيلية القادمة ضد غزة!



    أسباب خفوت الهمة وتراجع الحماسة لإقامة الدولة الإسلامية(3-5)
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سري سمّور
    3)
    تجربة السودان:ثورة الإنقاذ الوطني سنة 1989م أطاحت بحكومة الصادق المهدي وتولى مجلس عسكري الحكم، وبعد فترة وجيزة رأينا حالة من الشراكة والتعاون بين الرئيس الفريق عمر البشير والمفكر الإسلامي وزعيم أكبر الحركات الإسلامية السودانية د.حسن الترابي مما أعاد الأمل وبثّ الروح من جديد في استئناف المشروع الإسلامي الذي تعثر، وسادت حالة تأييد وحماسة للوضع السوداني الجديد عند عموم الإسلاميين، وأتذكر كيف كان أئمة مساجد مقربين من الحركة الإسلامية يتحدثون عن السودان، وطعموا حديثهم بما يشبه الخوارق والمعجزات التي تتمتع بها قيادته، القائمة على التقوى والورع، والإدارة السليمة، ومحاربة الفساد وتطبيق الشريعة...إلخ، ومما أنعش الأمل كون السودان سلة غذاء كبيرة، وهو بلد يتمتع بثروات طبيعية هائلة، وهو أكبر بلد عربي من حيث المساحة(2.5 مليون كم2). ولكن تجربة السودان لم تسلم من الخلل؛ فالتعايش بين البشير والترابي انتهى إلى درجة اعتقال الترابي، والأخير أخذ ينسق مع جون جارانج، كما أن العسكر لم يتصرفوا على طريقة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، بحيث يتركون السلطة، ولو تدريجيا، ويسلمونها لحكومة مدنية منتخبة، وأخذت حكومة الإنقاذ تحاول استرضاء الغرب بطرق مختلفة، تارة بإخراج أسامة بن لادن من البلاد، وهو الذي نفذ العديد من المشروعات الحيوية في السودان، خاصة في مجال الشوارع الكبيرة، وتارة أخرى بتسليم كارلوس إلى فرنسا، بل حتى الضغط على حماس للقبول ببرنامج منظمة التحرير، مثلما ينوّه م.إبراهيم غوشة في مذكراته، ولكن الغرب وخاصة أمريكا، وعاملها المخلوع مبارك، كما هي العادة لم يكتفوا، وبقي الابتزاز يمارس ضد الخرطوم، وكلما كان هناك تنازل أتبعوه بآخر، وأخيرا تم فصل جنوب السودان، وهي عملية كان مهندسها عمر سليمان وجاءت إثر تراكمات سياسية وعسكرية واقتصادية عدة.
    ومع أن د.حسن الترابي يعتبر أن حدود وخريطة السودان قبل مئتي سنة لم تكن كما كانت عشية التقسيم، ولكن هناك مسئولية أخلاقية ووطنية تتمثل في الحفاظ على الدولة مثلما تسلمتها الإنقاذ، والأدهى والأمر أن مخططات التقسيم لم تتوقف، وهناك أزمة دارفور، وكردفان وغيرها من الأزمات التي توشك أن تحيل السودان إلى مجموعة دول وكيانات على أسس مناطقية أو عرقية...ولم تتحسن معدلات التنمية في السودان، حتى بعد انتهاء أزمة الجنوب، ولم تحدث في البلد نهضة حقيقية...فأضيفت تجربة السودان عاملا جديدا من عوامل الإحباط من قيام دولة إسلامية ناجحة.
    ثانيا:التسرع وعدم إحسان قراءة الواقع الجيوسياسي:-
    ينقص العرب عموما، والإسلاميون خصوصا، مراكز دراسات وأبحاث تعنى بشئون الغرب، وسياساته، ومع أن هناك الكثير من المراكز التي تزعم أنها تختص في هذا المجال، إلا أن الحقيقة أنها عبارة عن مراكز ترجمة ونقل، وما يصدر عنها هو صدى لما يصدر عن مراكز أمريكية أو أوروبية، والقائمين عليها غالبا تحكمهم خلفية ذهنية تؤثر على قراءة واقعية للواقع الجيوسياسي بعيدا عن التهويل أو التهوين، وأحيانا يهمهم التمويل أكثر من منهجية البحث...ويضاف لهذا الفهم المغلوط للتوكل، والإسراف في التفسير الغيبي للواقع، عند عموم الإسلاميين، مع أن الإيمان بالسببية لا يتناقض مع الإيمان بالغيب.
    فما معنى أن يكون الحكم على إيران بثنائية الخير المطلق، أو الشر المستطير، بغض النظر عن المنطلق لأي من الحكمين؟ كان يجب أن تكون النظرة لإيران، أنها في ظل الثورة خير من نظام الشاه، ولكنها ليست الأنموذج المرجو، ويفضل عدم العداء معها، ومحاولة التلاقي، والحذر من مطامعها، دون اعتبارها، أشد خطرا من الكيان الصهيوني، وهي تجربة غير قابلة للاستنساخ في مكان آخر نظرا لعدة عوامل. والأهم هو التفكير بما يكيده الغرب وخاصة أمريكا؛ فأمريكا ما كان لها أن تسمح بامتداد التجربة، وتعلمت من درس الشاه، ولهذا نلحظ أن بين سقوط الشاه وسقوط أول دكتاتور عربي 32 سنة، وهي فترة ولد وشب فيها جيل جديد، فكان على المتفائلين ألا يفرطوا بتفاؤلهم حتى لا يصيبهم الإحباط وهم يرون أن إيران دولة فارسية شيعية، أكثر منها دولة إسلامية جامعة.
    أما أفغانستان، فيعلم من جاهدوا فيها، وبشرونا أنها نواة المشروع الإسلامي، أن نسبة الأمية فيها أكثر من 85%، وتحكمها عادات وتقاليد أكثر من الدين، والقبلية والعرقية من أسس ثقافة تلك البلد الشعبية، فكيف أقيم مشروعا إسلاميا انطلاقا من بلد هذه أوضاعه الداخلية؟ ناهيك عن موقع الدولة الأفغانية، حيث أنه لا يوجد لها أي منفذ على أي بحر من بحار الأرض، وتحيطها دول مختلفة لها حساباتها وارتباطاتها ومطامعها، وربما كان التعويل على بأس الشعب الأفغاني المشهود له في مقارعة الغزاة، ولكن المشروع الإسلامي ليس مشروعا عسكريا بحتا، وحتى هذه فإننا رأينا أمريكا تتغلغل داخل القبائل بالأوراق الخضراء لتدفع القبائل إلى تسليم من تشتبه بهم أمريكا لا سيما من العرب، وصنعت أمريكا لنفسها عملاء، وأيضا هناك من ليس لها عميلا ولكنه ليس مع طالبان مثلا، وقد رأينا أن الأفغان حينما يرحل الغازي عنهم ينهشون بعضهم.
    والسودان بلد أفريقي جار لأكبر عملاء إسرائيل وأمريكا وهو حسني مبارك، ناهيك عن دول فيها قبائل أفريقية مخترقة صهيونيا، ومعلوم الدعم الصهيوني لجارانج، وأيضا من الطبيعي أن من يتسلم السلطة يهمه تثبيت أركان حكمه والحفاظ عليه وهو يعلم يقينا حجم التحديات الخارجية، وهذا يقينا سيكون على حساب أحلام وتطلعات من هم خارج حدود دولته، وأيضا سيلجأ إلى التخلي عن كثير من شعارات آمن بها، أو على الأقل تأجيلها تحت عنوان التكتيك!
    على كل لو أن الواقع جرت قراءته بمنطق أن القوى العظمى وخاصة أمريكا لديها أدوات ضغط كثيرة، ومنها قدرتها على فرض عقوبات مؤلمة(إيران والسودان تخضعان لعقوبات بدعوى دعم الإرهاب) وقدرتها على تجنيد أناس في الداخل، ودول مجاورة تربك المشروع الإسلامي، ولا ينفع هنا اللجوء إلى الطمأنة باستحضار نصوص قرآنية، فحتى رسولنا الكريم وصحبه قد حفروا خندقا استعدادا للغزو.
    لقد كان التفكير بأي تجربة إسلامية طفوليا ساذجا، نسي أصحابه أن العالم تحكمه شبكة مصالح تعتبر أن منطقتنا حيوية، وأنه لن يسمح أمريكيا بنجاح مشروع إسلامي حقيقي بسهولة، وأن الأفضل ليس مساومة الغرب، ولا تحديه دون أدوات كافية، بل اللعب بين هذين القطبين حتى انتزاع ما يمكن انتزاعه


    نهاية صراع بين إرادتين
    فلسطين الآن ،،، عصام العريان
    اليوم فى التقويم 30/6 لكنه فى تاريخ مصر الحديث نهاية صراع بين إرادتين بدأ فى 19/3/2011 يوم اﻻستفتاء على التعديلات الدستورية.
    إرادة تريد استقرارا يحميه الدستور وتعمل من أجل بناء مؤسسات الدولة المصرية الوطنية الحديثة ؛دولة مدنية ديموقراطية دستورية تستند إلى الشريعة اﻹسﻻمية التى تحفظ حقوق المصريين جمعيا متساويين مسلمين ومسيحين
    ،رجاﻻ ونساء، شيبا وشبانا.
    وإرادة نظام قديم قادته نخبة فاسدة استبدت بأمر البﻻد ،وهمشت الشعب وألغت إرادته بتزوير اﻻنتخابات،وسرقت ثروته، وأفسدت النخبة اﻹعﻻمية والفكرية والثقافية والسياسبة واﻻقتصادية،فقربت أهل الحظيرة وطاردت البديل اﻹسﻻمى فى السجون وبعيدا عن أى موقع للتأثير.
    انتصرت إرادة الشعب رغم كل ما واجهها من أعاصير وعواصف،وتوجت إرادتها بانتخاب أول رئيس من المهمشين المبعدين الذين ضحوا كثيرا وصبروا طويﻻ.واحترم الجيش إرادة الشعب،وحاولت النخبة خاصة صاحبة السلطة تعطيل المسيرة،فتم حل أول مجلس شعب منتخب بإرادة حرة،وتم التربص بمجلس الشورى والجمعية التأسيسية لمنع إصدار الدستور،وجاء اﻹعﻻن الدستورى ليقطع عليهم طريق اﻻنقﻻب فثارت ثائرتهم ،وأسقط فى أيديهم،فشكلوا تحالفا جمع المتناقضين.وفشل ،فجاءت المحاولة الحالية لتتمرد على ارادة الشعب وتدعى تمثيل الشعب.
    الشعب اليوم يعلن حماية إرادته الحرة،وعلى الجميع حماية سلمية المظاهرات ومنع العنف، واﻻحتكام إلى صناديق اﻻقتراع فى انتخابات نيابية برلمانية قادمة ولن تستطيع قوة تعطيلها.
    امام المعارضة فرصة لترجمة اعداد مؤيديها المليونية إلى اصوات بالصناديق لتجبر الرئيس بطرق دستورية على استفتاء الشعب لحل مجلس النواب اذا فشل فى التوافق مع الرئيس،وحينها إذا رفض الشعب حل المجلس وجبت استقالة الرئيس؛بالدستور وليس بالتظاهر والبلطجة والدم الحرام.
    حمى الله مصر وشعبها وحفظ دماء أهلها من هوس السلطة
    وتطاحن ساسة فقد بعضهم عقله شبقا لسلطة طارت من بين يديه.



    "يا فلسطينيي تمرد"
    فلسطين الآن ،،، منير شفيق
    هنالك من التطورات التي تجري في عدد من الدول العربية ما يحق له أن يستولي على كل اهتمام، ويُعطي أكبر درجة من الاهتمام. ومن ثم لا يمكن أن يُقلَّل من شأن ما يجري في أيٍّ من تلك البلدان بحجة تحويل الاهتمام إلى التطورات الخطرة التي تجري على أرض فلسطين وما يمسّ القضية الفلسطينية.
    على أنّ ما يجري على أرض فلسطين يستحق، بدوره، كل اهتمام ولا سيما من جانب المعنيين من الفلسطينيين حيث يقع واجبهم الأول. وهو المكان الذي يستطيعون أن يَفلَحوا فيه، وأن يُفلِحوا.
    إذا كانت القيادة الصهيونية للكيان الصهيوني قد دخلت مأزقها التاريخي وهي تقف عاجزة عن احتلال قطاع غزة، أو جنوب لبنان، وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أخذا يفقدان سيطرتهما العالمية ويسيران، بسرعة أو ببطء، نحو التدهور فإنّ قيادة الكيان الصهيوني تكون قد دخلت مأزقاً خانقاً في الآن نفسه. وذلك بسبب تدهور حال حُماتها ومصادر قوتها الأساسية وضمان وجودها الذي كانوا وراء إنشائه وزرعه في فلسطين.
    ولكن بالرغم من ذلك فإنّ تلك القيادة راحت تركّز على التوسّع الاستيطاني كما على تهويد القدس حتى أصبح الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس في حالة حصار خانقة من قِبَل المستوطنات والمستوطنين. ممّا يتطلب أن يدق ناقوس الخطر إذا ما تُرِكت مشاريع الاستيطان تستشري في الضفة الغربية وتُرِكَت القدس للتهويد ومسجدها الأقصى ومقدساتها المسيحية والإسلامية للاستباحة.
    فنحن هنا أمام خطر داهم بالرغم من الضعف الذي يعانيه الكيان الصهيوني على مستوى الرأي العام العالمي الذي أخذ يتغيّر في غير مصلحته كذلك وهذا جانب يجب أن يؤخذ بكثير من الأهمية.
    بل إنّ هذا المتغيّر في ميزان القوى والرأي العام العالمي في غير مصلحة الكيان الصهيوني يضيف سبباً آخر لضرورة التحرك السريع لمواجهة مخططات الاستيطان والتهويد وإنزال الهزيمة بها.
    كيف يحق لنا والحالة هذه أن تظل عقلية الماضي متحكمة في الوضع الفلسطيني وهي عقلية الهزيمة التي يجسّدها محمود عباس وسلام فياض وعدد من قيادات م.ت.ف وقد بُنِيَت على الهزيمة النفسية الناجمة عن ميزان قوى سابق كان في مصلحة الكيان الصهيوني.
    هذه العقلية بُنِيَت على الاعتقاد، بلا جدوى المقاومة والانتفاضة، وعلى وضع كل الأوراق في إستراتيجية التسوية والمفاوضات والرهان على أميركا وتقديم التنازلات. وذلك ابتداءً من التنازل عن 78 بالمئة من أرض فلسطين والتخلي عن إستراتيجية الكفاح المسلح والمقاومة والانتفاضة والموافقة على «حل عادل» لقضية اللاجئين الذي حلّ مكان شعار حق العودة إلى القرى والمدن التي هُجِّر منها الفلسطينيون، فالحل «العادل» يعني هنا التعويض والتوطين.
    هذه العقلية بالرغم من فشل إستراتيجيتها ورهانها على أميركا وعبثية أو مجانية ما قدّمته من تنازلات أساسية وما استعدّت أن تقدمه، لم تزل متشبثة بالفشل. وبقمع كل جهد شبابي-شعبي فلسطيني مقاوم للاستيطان والاحتلال وتهويد القدس، بل وصل الأمر بها إلى عقد اتفاق أمني مع الكيان الصهيوني وبرعاية أميركية كي تتصدّى أجهزتها الأمنية لأيّ حراكٍ ضد الاحتلال حتى لو كان تغريدة على الإنترنت. ناهيك عمّا مارسته من قمع للمقاومة المسلحة.
    لقد جرت هذه العقلية معها إلى هذا التوجّه فصائل م.ت.ف التي تشاركها اللجنة التنفيذية. ممّا أفقد، بدوره، قوى فصائل م.ت.ف وفي مقدمّها أبناء حركة فتح عن التصدي الفعلي والحازم للاحتلال، ولما يجري من استيطان وتهويد عدا بعض التحركات التي لم تستطع أن تقلل شيئاً من استشراء الاستيطان والتهويد.
    فقد أصبح الوضع في الضفة الغربية موزعاً بين متواطئين مع الاحتلال (القوات الأمنية) ومُكبّلين بالراتب ومستكتَبين بعقلية الهزيمة من جهة وبين فصائل مقاومة قُمعت أجنحتها العسكرية وشباب تحت التهديد إذا ما قاموا بأيّ حراك. وهؤلاء توزّعوا بين مستقلين وشباب من أبناء الفصائل بمن فيهم أبناء من حماس والجهاد وفتح والجبهة الشعبية.
    المعادلة السائدة في الضفة الغربية جمعت بين قوات أمنية تحمي الاحتلال والاستيطان وسياسات فرّطت بـ78 بالمئة من فلسطين وراحت تتمسّك بسلطة رهينة الرواتب والمفاوضات من جهة وبين القمع وكمّ الأفواه والمطاردة الأمنية والاعتقالات السياسية لكل مقاوم أو محتج من جهة ثانية. الأمر الذي أوجب أن تتحرك عدّة مجموعات شبابية مستقلة، وأعداد متزايدة من الأفراد الشجعان المبادرين لكسر هذه المعادلة الجهنمية التي راحت تحول دون دحر الاحتلال والاستيطان واستنقاذ القدس وإطلاق كل الأسرى.
    إنّه فعلاً لمثيرٌ للإعجاب والدعم والتأييد أن تتجدد دماء النضال الفلسطيني بألوانٍ من الحراك الشبابي الذي راح ينتفض بأشكالٍ متنوعة على الوضع الفلسطيني البائس تحت الاحتلال، فكان من بين هذا الخضّم من التحركات بيان صدر الأسبوع الفائت حمل نداء «يا فلسطيني تمرّد» وقد حمل عَوْداً إلى ثوابت الحق الفلسطيني في كل فلسطين من النهر إلى البحر، وطالب بالتمرّد على سياسات التسوية والمفاوضات والاستبداد والفساد (أينما وجدا فلسطينياً). مع التحفيز على الانتفاض وتوحيد الجهود. وحاول أن ينأى في موقفه «عن السلطتين» على حد تعبيره، في الضفة الغربية وقطاع غزة، علماً أنّ قطاع غزة يتّسم بكونه قاعدة مقاومة تحت السلاح يتوجّب دعمها وفك الحصار عنها مع ضرورة تآلف كل الفصائل داخلها لإدارة شؤونها وتحقيق صمودها. أمّا الضفة الغربية فتحت الاحتلال والاستيطان، والقدس تحت التهويد والاستباحة، وهنا يكمن الجواب في الانتفاضة والمقاومة.
    إنّ هذا البيان ما هو إلاّ إرهاصة من إرهاصات الحراك الشبابي باتجاه انتفاضة شاملة، فقد عبّرت مؤشرات انتفاضية متعدّدة عن نفسها خلال الأشهر القليلة الماضية، مثلاً في التظاهرات المطلبية التي اندلعت ضدّ حكومة سلام فياض، أو التحركات لدعم المقاومة في قطاع غزة في أثناء حرب الثمانية أيام التي كان يومها الأول عدواناً صهيونياً في اغتيال الشهيد القائد الفذ أحمد الجعبري وقصف بعض المواقع وكانت أيامها السبعة التالية حرباً شنّتها حماس وحركة الجهاد ولم تتوقف إلاّ بعد خضوع حكومة نتنياهو لشروطهما ولعلّ الخوف من اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية قد عجّل بذلك الخضوع. ثم كانت هنالك التحركات الشعبية الشبابية التي اندلعت إثر استشهاد القائد الميداني ميسرة أبو حمدية في السجن.
    ثم هنالك الاحتجاجات الشعبية ضد الجدار كما تجلّت في نعلين وبلعين ومواقع أخرى. وقد سعت سلطة رام الله لاحتوائها وحرفها وتحويلها إلى ما يشبه الطقس المقاوم الشكلي والبديل عن التوجّه لمقاومة حواجز الاحتلال ودورياته ومستوطناته، ولكن تظل هذه الاحتجاجات شاهداً على الروح الشبابية وتعبيراً رائعاً عن الغضب الشعبي المقاوم.
    ثم أضف ألواناً متعدّدة من التحديات التي يواجهها الاحتلال كل يوم ممّا يشير بمجموعه إلى أنّ أرض الضفة الغربية والمناخ الفلسطيني العام أصبحا يتجهان نحو اندلاع الانتفاضة الثالثة. ولهذا ما على الشباب الفلسطيني والجماهير وشباب الفصائل الفلسطينية إلاّ أن يعلنوا «التمرّد» وينخرطوا في كل تظاهرة أو نشاط أو جهد أو حراك ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
    وهنا يجب التأكيد على ضرورة وضع حد نهائي لعقلية الهزيمة التي يجسّدها محمود عباس وسلام فياض، وللدور المتواطئ مع الاحتلال من قبل القوات الأمنية الفلسطينية، وذلك لتنفتح كل أبواب الانتفاضة على مصاريعها، وعندئذ سوف نرى حكومة نتنياهو وإدارة أوباما غير قادرتين على احتمال انتفاضة تدوم لبضعة أشهر وربما أسابيع، ولن يكون أمامهما إذا ما سدّت أبواب المساومة إلاّ الانسحاب وتفكيك المستوطنات وإطلاق الأسرى بلا قيد أو شرط.
    إنّ موازين القوى والمناخ السياسي العام فلسطينياً وعربياً وإقليمياً ودولياً ورأياً عاماً عالمياً يصبّان في مصلحة انتصارٍ مدوٍ لانتفاضة شعبية شبابية فلسطينية كما لم يحدث في الانتفاضتين السابقتين، إنّما يشبه ما حدث في قطاع غزة.
    الوضع الفلسطيني اليوم ليس في مرحلة صبر وصمود ومقاومة تصفية، وإنّما في مرحلة الهجوم وانتزاع الانتصارات على مستوى القدس والضفة الغربية وإطلاق كل الأسرى. وإذا كانت هذه الانتصارات نسبية وجزئية بمقياس التحرير الكامل لكل فلسطين فإنّ يوم التحرير قادم، بدوره، لا محالة، إن شاء الله.
    ولهذا على الشعب الفلسطيني وكل قواه الحيّة وفي كل مواقع تواجده أن يركّز على قضية فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني من خلال تعزيز قاعدة المقاومة في قطاع غزة وفك الحصار عنه، وإطلاق انتفاضة في الضفة الغربية، والتصدي لما يجري من استيطان وتهويد واستباحة للقدس والمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية، ومن ثم عدم السماح بالانجرار لخوض معارك جانبية، سواء كانت داخلية على المستوى الفلسطيني أم كانت تدخلاً في الصراعات والانقسامات والثورات العربية، فالأمة العربية العظيمة قادرة من خلال شعوبها وقواها الحيّة على حلّ ما تواجهه من تحديّات، كما على إنجاز أهداف الإصلاح والتغيير والوحدة والنهضة.
    أمام الشعب الفلسطيني مهمة جُلّى تنوء الجبال عن حملها ولا دور له خارج أرضه إلاّ حشد كل القوى التي يمكن حشدها خلف قضيته، وفي حالات، إن أمكن أن يلعب دور الوسيط والموفق. وبهذا، اندلاع الانتفاضة في الضفة، وتحصين المقاومة في قطاع غزة يقدّم، في هذه المرحلة، إسهامه الأكبر في خدمة الأمّة وقضاياها، وفي مقدّمها قضية فلسطين.
    وبالمناسبة، إنّ مزاج التجزئة العربية شديدة الوطأة على الفلسطيني إذا ما تدخّل خارج أرضه وأصبح طرفاً في صراع داخلي أو عربي-عربي. وإنّ من يقرأ جيداً دروس تجربة فتح وم.ت.ف خلال السبعينيات والثمانينيات الماضية يدرك كم كانت فتح حكيمة في منطلقها الذي لخّصته بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكم جرّت على نفسها والشعب الفلسطيني من ويلات حين كانت تخرج على هذا المبدأ وتنحاز مع هذا الطرف ضد ذاك. وما الأمثلة مع الكويت والعراق والأردن ولبنان وسوريا ببعيدة.
    ويمكن أن يُذكَر هنا أنّ المرحوم القائد الفلسطيني الدكتور جورج حبش قدّم نقداً ذاتياً بهذا الصدد في مقابلة صحفية تستحق الاعتبار بها.



    تفكيك مصر
    الرسالة نت ،،، سمير الحجاوي
    ما يجري في مصر حاليا لا يمكن وصفه إلا على انه دفع مصر إلى حالة من التفكك الاجتماعي والسياسي من خلال الانقلاب على الارادة الشعبية، وتأزيم الشارع على درجة المواجهة المباشرة التي يمكن ان تتحول إلى حرب اهلية تدخل مصر في عشرية الدم الرصاص.
    المعارضة السياسية المصرية ثبت فشلها اكثر من مرة وعلى اكثر من صعيد، فقد حاولت منع الانتخابات الرئاسية وفشلت، وفاز الدكتور محمد مرسي، وحاولت بعد ذلك عرقلة اقرار الدستور، الا ان الشعب المصري اقره وبأغلبية الثلثين تقريبا في استفتاء على رئاسته، مما منحه شعبية مضاعفة، وبعد ذلك حاولت المعارضة اقحام الجيش في اللعبة السياسية، وإغراءه بالانقلاب على الشرعية، الا انها فشلت حتى الان، وتحولت بعد ذلك إلى عمل "مليشياوي" وجماعات فوضوية تمارس العنف مثل "البلاك بلوك"، وأخيرا التحشيد عبر "تمرد" وهي حركة هلامية يجمع بين مناصريها العداوة للرئيس مرسي فقط، ولا يوجد لديها ان خطط او برامج او اهداف او ايديولوجيا وفكر موحد.
    هذا الحراك الفوضوي يضع مصر الدولة والمجتمع على شفا جرف هار وعلى منعطف خطير لن يؤثر على مصر فقط ولكنه سيؤثر على الوطن العربي كله، فمصر دولة محورية يتجاوز تأثيرها حدودها المحلية، وما يحدث هناك يفتح الابواب على جملة من الاحتمالات الممكنة، نظريا على الاقل:
    اولا: أن تطيح مظاهرات المعارضة بالرئيس الدكتور محمد مرسي ودفعه إلى الاستقالة
    ثانيا: تدخل الجيش للانقلاب على الرئيس المنتخب شعبيا عبر صناديق الاقتراع.
    ثالثا: تدخل الاخوان ونزولهم إلى الشارع في مواجهة المعارضة وفتح الباب امام حرب اهلية
    رابعا: استمرار حكم الرئيس مرسي مع استمرار المظاهرات غير القادرة على الحسم الامر.
    ومع ان هذه السيناريوهات ممكنة كلها نظريا، الا ان الترجمة الميدانية لها في غاية الصعوبة والتعقيد، فمن غير الممكن ان تنجح مظاهرات المعارضة بدفع الرئيس مرسي خارج بوابات الرئاسة، لأسباب منها: ان الدكتور مرسي رئيس منتخب عبر صناديق الاقتراع في انتخابات شهد العالم على نزاهتها، ولأنه يتمتع بتأييد شعبي كبير يصل إلى نصف المصريين على الاقل بالإضافة إلى افراد جماعة الاخوان المسلمين الاكثر عددا والأقوى تنظيميا وشعبيا مع من يدعمهم من الاسلاميين الآخرين، وهذا يعني ان امكانية الاطاحة بمرسي من خلال التظاهرات امر بعيد المنال.
    الامر الثاني: وهو المتعلق بانقلاب عسكري ينفذه الجيش، وهذا صعب بدوره، فالأوضاع الداخلية والإقليمية لا تعطي الجيش المصري اي امكانية للمناورة في موضوع الانقلاب، فالشعب المصري لا يزال في حالة ثورة اطاحت بنظام مبارك الأمني وقد كان نظاما قويا للغاية، والجيش في مرحلة ما بعد مبارك اضعف من مواجهة الارادة الشعبية، حتى لو كانت من نصف الشعب فقط، وأي تحرك نحو انقلاب عسكري قد يودي إلى مواجهة مسلحة مع الاسلاميين كما كان يحدث في 3 عقود، مما يفتح الباب امام حقبة من الصراع الدامي، ولذلك فان هذا الاحتمال ايضا مستبعد، نظريا على الاقل أيضا فالعسكر عيونهم دائما على السلطة.
    يبقى احتمالان هما نزول الاخوان إلى الشارع لحماية "شرعية الصندوق والرئيس المنتخب" وهذا ممكن، خاصة اذا قرروا مواجهة المعارضة في الميادين، مما يشعل حالة من الصراع الشعبي - الشعبي، ولكن فان الظاهر ان الاخوان المسلمين يريدون ان تقوم الدولة بحماية شرعيته باستخدام ادوات الدولة وأجهزتها، وهم لن يتدخلوا للدفاع عن شرعية الرئيس "بالقوة" إلا اذا شعروا ان اجهزة الدولة لن تقوم بواجبها، وستترك الحبل على الغارب للمعارضة لتقويض حكم الرئيس مرسي، وهم متأهبون لمثل هذا الاحتمال والنتيجة ستكون صداما مع القوى المناوئة للرئيس مرسي.
    الاحتمال الرابع والأخير: استمرار مظاهرات المعارضة دون ان يكون بمقدورها حسم الوضع لصالحها، وهذا يعني شل الاقتصاد المصري وضرب القطاع السياحي والتأثير سلبا على مستوى المعيشة، والتأثير على بنية المجتمع المصري وشقه ودفعه إلى الانقسام افقيا وعموديا، مما يؤسس لمرحلة عنيفة من الصراع في اي لحظة.
    المعارضة المصرية تلعب لعبة حافة الهاوية لتحقيق المكاسب، مستفيدة من الاداء المتواضع للرئيس محمد مرسي وحكومته، ومن اخطاء حركة الاخوان المسلمين، ومن الدور السري الذي تؤديه "الدول العميقة" التي تعمل بكفاءة عالية جدا على افشال ثورة الشعب المصري، وتفكيك الحالة الشعبية المؤيدة للتغيير، ويشمل ذلك قطاعات واسعة من الاجهزة الامنية والمخابرات التي تربت على عقيدة "محاربة الاخوان" والعداء لهم.
    هذه الصورة تجعل من المشهد المصري فسيفساء في غاية التعقيد، فلا الاخوان ستراجعون ويتخلون عن مكاسبهم الشعبية، ولا المعارضة ستتراجع عن السعي للإطاحة بالرئيس، في الوقت الذي تلعب فيه الدولة العميقة لحسابها وربما حسابات إقليمية فيما تعاني الاجهزة الامنية المصرية من الدوار فهي حائرة بين الدفاع عن الرئيس الشرعي وعدائها المستحكم للإخوان المسلمين الذين ينتمي اليهم الرئيس.
    بصراحة الحل في مصر يحتاج إلى معجزة يبدو انها بعيدة المنال، فكل الطرق مسدودة امام حل سلمي معقول، والطريق الوحيد المفتوح هو المؤدي إلى المواجهة الشاملة، ولن يفتح هذه الطرق المسدودة الا قبول المعارضة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والاستسلام للإرادة الشعبية والرضا بقواعد اللعبة الديمقراطية، ولو فرضنا انها نجحت بإقصاء الرئيس مرسي المنتحب شرعيا، فان هذا الاخوان قادرون في المستقبل على اقصاء اي رئيس غير اخواني بنفس الطريقة، وهذا يعني الاحتكام إلى القوة في الشارع.
    في ظل هذا المشهد القاتم فان قبول المعارضة المصرية بخوض الانتخابات النيابية والكف عن اسقاط الرئيس الشرعي بالقوة، يبدو حلا معقولا، ويمكنها اذا ما فازت بها ان تعمل على تضييق الخناق على الرئيس وتحويل فترة حكمه إلى "جحيم"، وربما دفعه الى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وغير ذلك فان "الحرب الأهلية تبقى اقرب السيناريوهات إلى الوقوع في مصر، وهذا ما لا يتمناه احد يحب مصر وأهلها.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 368
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:44 AM
  2. اقلام واراء حماس 281
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:39 AM
  3. اقلام واراء حماس 280
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:39 AM
  4. اقلام واراء حماس 379
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:38 AM
  5. اقلام واراء حماس 256
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •