اقلام واراء اسرائيلي 395
19/7/2013
الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين سيسبب لاسرائيل أضرارا هائلة
في هــــــذا الملف
الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين سيسبب لاسرائيل أضرارا هائلة
بقلم:أري شبيط،عن هآرتس
نتنياهو وحكومته لم يستوعبا الضربة
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
شكرا لك يا اوروبا
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
موقف الاتحاد الاوروبي من المسألة الفلسطينية
بقلم:شمعون شتاين،عن نظرة عليا
اوروبا: حينما لا يمكن التأثير يمكن التشويش
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
شهادة وفاة للسلام
بقلم:يوسي دغان،عن معاريف
بقلم:أري شبيط،عن هآرتس
أعترف بذنبي: اخطأت. فقد كنت قبل سنتين ونصف السنة من الأوائل الذين حذروا من تسونامي سياسي يضرب سواحلنا، إن لم نُصدر خطة جريئة تفضي الى تقسيم البلاد. لكن التسونامي السياسي تأخر وصوله. ففي خريف 2011 استطاعت حكومة نتنياهو ان تضغط على ادارة اوباما لتضغط على المجتمع الدولي كي لا يُعاون على الاجراء الفلسطيني في الامم المتحدة وهو اجراء كان يرمي الى التنديد باسرائيل.
ولذلك لم يضرب التسونامي ونشأ في اسرائيل شعور حميم لذيذ بأن كل شيء على ما يرام، وبأنه يمكن حكم شعب آخر واضطهاد شعب آخر والاستيطان فوق كل تلة في ارض آبائنا. وتمكن ادارة برنامج العمل السياسي وتجاهل التحدي الوجودي الاسرائيلي وأن يُترك المستوطنون للاستمرار في حكمنا.
والازمة السياسية التي لم تتحقق قبل سنتين كانت منذ ذلك الحين برهانا قاطعا على أننا نستطيع تحدي أمم العالم ونستطيع ان نفعل بالفلسطينيين ما نشاء. لا أحد يقدر علينا ولا مدافع كمدافعنا. سنحتل ونستوطن ونرث الارض كلها.
ومن الواضح اليوم ان العشرين شهرا التي مرت منذ كان التسونامي الذي لم يكن، كانت تشبه شبها عجيبا الاشهر الخمسة التي مرت بين الحرب التي لم تنشب في مايو 1973 وبين الحرب التي فاجأتنا في تشرين الاول/اكتوبر 1973. ففي الحالين كانت معلومات كافية وكان واضحا ان الوضع غير أهل للبقاء. لكن في الحالين أفضى النذير الباطل السابق الى ألا يُسمع النذير الحقيقي المتأخر. فالتأليف بين الاستكبار والسكينة وبلادة الحس الاخلاقية جعل الاسرائيليين يستمرون في الرقص فوق متن السفينة، في الوقت الذي كانت فيه سفينتهم المضاءة تُبحر مباشرة لتصدم جبل الجليد. ولم يحرف الربان المقود قبل ذلك ولم يطلب الركاب منه ان يحرف المقود قبل ذلك. فقد آمن الربان والركاب ايضا بأنه لا يوجد جبل جليد في العالم يقدر على سفينتهم ويقدر على حفل الأغبياء الذين فوق متن السفينة.
وليس الحديث الآن ايضا عن التسونامي لأن قرار الاتحاد الاوروبي على التفريق بين اسرائيل السيادية واسرائيل المحتلة لن يهدم اقتصاد اسرائيل في صباح الغد. وإن محاولة بروكسل الفظة ان تنقذ القدس من نفسها لن تجعل القدس عاصمة مجذومة هذه السنة. لكن المسيرة خرجت في طريقها. وقد قُدمت الينا الرسالة المسجلة التي تقضي بوجود تناقض بين كوننا دولة في الـ OECD وكوننا دولة استيطان. ووضع على المائدة التناقض بين انتسابنا للغرب في القرن الواحد والعشرين وبين اصرارنا على قيم استعمارية من القرن التاسع عشر. وقد أبلغتنا اوروبا أن وهم بينيت هو وهم. فلن توجد هنا وقتا طويلا أمة هاي تيك ولا اقتصاد منطلق اذا لم نُخلص البلاد. وإن الرفض الاسرائيلي المستمر على الاعتراف بأن الاحتلال هو احتلال، قد يفضي إن لم يكن عاجلا فآجلا، الى أن نجعل أنفسنا مثل جنوب افريقيا. والاصرار الصهيوني على إفساد الصهيونية في الضفة سيفضي عاجلا لا آجلا الى أن نُعرف أنفسنا من جديد بأننا مثل روديسيا. إننا نُقرب أنفسنا بأيدينا الى فقدان العدل الصهيوني والى فقدان الطريق الصهيوني والى تهاوي الوطن القومي اليهودي.
لم يكن الخطأ خطئي فقط، فمنذ 46 سنة كان اسرائيليون بعيدو النظر يحذرون من كارثة تأخر مجيئها. لكن الدولة كانت تنمو والاقتصاد يزهر من تحذير الى تحذير، ويقوى اليمين. وكانت السفينة الاسرائيلية تنجح بمهارة لا شبيه لها في الالتفاف حول جبل الجليد من دون ان تصدمه. لكنه قد يتبين لنا في ذات صباح ان السبب في أننا لا نصدم جبل الجليد هو أن جبل الجليد قد أصبح في داخلنا. فجبل الجليد أصبح في داخل السفينة. أصغوا، إن ماء جبل الجليد يطغى في الطبقة السفلى. وانظروا ماء جبل الجليد يقترب من الطبقة العليا. فاذا استمر الركاب والربان في الاحتفال بحفلهم اللاهي فان ماء جبل الجليد الطاغي سيفعل بالسفينة ما لم يفعله أي تسونامي بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو وحكومته لم يستوعبا الضربة
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
28 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي بما في ذلك من مؤسسات، هيئات مساعدة وصناديق مالية تلقوا تعليمات تحظر التمويل، التعاون، اعطاء المنح الدراسية، منح البحث والجوائز لجهات على اتصال مباشر او غير مباشر مع المستوطنات في الضفة، في القدس خلف الخط الاخضر وفي هضبة الجولان. كما تقضي التعليمات بان كل اتفاق اوروبي اسرائيلي مستقبلي يجب أن يتضمن بندا يقول ان المستوطنات ليست جزءا من دولة اسرائيل السيادية، وبالتالي فهي ليست جزءا من الاتفاق.
ومع ذلك، يخيل أن بنيامين نتنياهو والحكومة التي يترأسها لم يستوعبا بعد حجم الضربة التي وقعت على اسرائيل. فما بالك بوزير الاقتصاد، نفتالي بينيت الذي يريد أن يضيف الخطيئة الى الجريمة و’يوقف كل التحويلات المالية من الاتحاد الاوروبي الى يهودا والسامرة’. بينيت هو بالاجمال مبعوث المستوطنين.
ولكن رد فعل نتنياهو أكثر اقلاقا بكثير: مرة اخرى ذات الكليشيهات المتآكلة، التي بسببها تقف اسرائيل الان على شفا الهاوية. على حد قوله، بدلا من الانشغال بالمستوطنات، على الاتحاد الاوروبي أن ينشغل في انهاء الحرب الاهلية في سورية او في وقف النووي الايراني. وقال: ‘هذه مشاكل اكثر الحاحا بقليل’. رئيس الوزراء يواصل استخدام ذات التكتيك التبسيطي، الذي غايته التشويش على ظلم ما بمقارنته بظلم آخر. متى يفهم نتنياهو بان المعاناة التي تلحقها اسرائيل بالفلسطينيين على مدى عشرات السنين لا تحتاج الى المقارنة بمعاناة اخرى، وجديرة بان تتوقف على الفور؟
‘لن أسمح بالمس بمئات الاف الاسرائيليين الذين يسكنون في يهودا والسامرة، في هضبة الجولان وفي القدس عاصمتنا الموحدة… لن نقبل اي املاءات خارجية بالنسبة لحدودنا’، قال نتنياهو. يبدو أنه لم يستوعب بعد الحقيقة في أن هذا الفكر المشوه هو الذي أدى الى معاقبة اسرائيل. بهذا الفهم، فان نتنياهو نفسه، الذي يرى في المناطق جزءا لا يتجزأ من اسرائيل هو من الاسباب المركزية التي جعلت اوروبا تستيقظ وتسعى الى المس بالمستوطنات، وبشكل غير مباشر بملايين الاسرائيليين داخل الخط الاخضر. أما قول نتنياهو في أن ‘العمل يقوض مساعي وفرص استئناف المفاوضات’، فقد كان ممكنا التعاطي معه بجدية لو أنه لم يبرهن بثبات على مدى السنين بان وقف الاحتلال ليس في رأس اهتمامه. فجر الارجل السياسي الذي يتبعه يدل على الفجوة الهائلة بين اقواله وافعاله.
على نتنياهو أن يفهم بانه يقود اسرائيل نحو حافة الهاوية. معظم مواطني اسرائيل غير مستعدين لان تملي اقلية من المستوطنين عليهم مصيرهم. كلما بكر في الاعتراف بذلك، هكذا يوفر معاناة زائدة لا داعي لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
شكرا لك يا اوروبا
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
شكرا لك يا اوروبا. فقد نجحتِ بقرار اداري واحد في زعزعة سكينة اسرائيل التي لا تطاق. وضعضعتِ غرور اسرائيل وصلفها اللذين يريان ان موقف العالم كله ليست له صلة بها البتة، بقرار اداري واحد يقتضيه الواقع ولا يوجد ما هو أكثر عدلا منه.
إن ردود اسرائيل الاولى على قرار الزام اتفاقات اقتصادية معينة معها لزوم عدم النشاط في المستوطنات، متوقعة وآلية لكن بعد أن تزول موجة تبجح ان اوروبا لن تُملي علينا، والدعوات القديمة الى منعها من مساعدة الفلسطينيين، والدعاوى الصبيانية التي تقول ‘الوضع في سورية اسوأ’ والحجة الأسخف وهي ان القرار الاوروبي يشوش على تفاوض جون كيري بعد ان يزول كل هذا الزبد ستبقى اسرائيل مع مصيرها أمام المرآة التي وضعتها اوروبا أمامها، وازاء المفترض المصيري الذي عرض لها في آخر الامر في طريقها: أفتستمر على الاحتلال وتدفع عنه ثمنا لا يحتمل، أم تضع له حدا بتأخر فاضح وتعود الى حضن أسرة الشعوب مثل عضو شرف.
استيقظت قارة التنوير والحضارة والفظائع متأخرة، فهي تتحدث منذ سنين ولا تفعل شيئا. والرأي العام فيها كان عاصفا منذ سنين وكانت حكوماتها مشلولة بسبب فظاعات الماضي والخوف من الولايات المتحدة. إن الذين يتظاهرون بأنهم متفاجئون بعد قليل ستنشأ لجنة تحقيق في ‘تقصير’ السفارة في بروكسل يبرهنون فقط على مبلغ عظم الانفصال عن الواقع الدولي والعمى الذي سيطر على الحكومة وعلى الرأي العام هنا. يمكن بالطبع تهديد اوروبا كجرذ يزأر، ويمكن ان توعظ بالاخلاق بسبب مظالمها، لكن ذلك متأخر جدا أيها الاصدقاء. فلم يعد أحد يستطيع ان يتناول ذرائع اسرائيل بجدية. وينبغي ان نأمل فقط ان يكون القرار الاوروبي هو السنونو التي تبشر بمجيء الخريف: خريف الاحتلال.
إن اوروبا لا تشوش على تفاوض كيري، بل تجند نفسها لمساعدته خاصة. ولذلك فان رد يئير لبيد هو الأكثر دحضا لأن لبيد اشتكى من ‘التوقيت السيئ’ الذي هو ذريعة الجُبناء الى الأبد الذين يرون ان كل توقيت من اجل التغيير سيئ من وجهة نظرهم وأن القرار ‘سيضر بجهود التفاوض’. أي تفاوض وبماذا سيضر؟ هل بأنه قد يفضي الى وعي اسرائيل؟ والى تليين موقفها؟ فبعد ان أصبح واضحا ان الحكومة لا تنوي ان تتخذ خطوات حقيقية تفضي الى انهاء الاحتلال، وبعد أن أصبح واضحا أن كل الاحتلال هذا لا يعني الاسرائيليين جاءت دعوة الاستيقاظ الاوروبية في أصح توقيت تقريبا قبل ان يصبح ذلك متأخرا جدا. وينبغي ان نأمل الآن فقط ألا تقف اوروبا عند هذا القرار الضئيل وألا تردعها ‘تهديدات’ اسرائيل.
ليس حق اوروبا فقط ان توقف دعم الاحتلال بل هذا واجبها. فمن الواجب على القارة ان تفعل كل ما تستطيع كي تنهي الظلم المستمر. وهذا واجب على العالم كله ومنه الولايات المتحدة التي لا تفعل شيئا. لا تستطيع اسرائيل ان تفخر بأنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وأن تقارن نفسها في نفس الوقت بسورية التي هي اسوأ منها؛ وأن تتظاهر بأنها نظام حكم مستنير وأن تخفي في ساحتها الخلفية نظاما ظلاميا. إن من يعتقدون ان الحديث عن ظلم مستمر يعاني ضحاياه كل يوم يجب عليهم ان يستعملوا كل وسيلة لانهائه. ويشمل هذا حكومات وأفرادا واسرائيليين ايضا يعلمون انه لم تعد توجد طريقة اخرى سوى الضغط من الخارج. فالذي يبدو مثل ظلم ويسلك سلوك الظلم ويقرقر قرقرة الظلم هو ظلم. والذي يريد انهاءه يجب عليه ان يستعمل كل عمل سوى العنف كي ينهيه.
ما زالت النهاية بعيدة. فستستمر اوروبا كعادتها في الخطو خطوة الى الأمام واثنتين الى الخلف. وسيحذر زعماؤها ألا يضروا باسرائيل كثيرا، وحتى لو تحقق القرار فان ضرره سيكون تصريحيا في الأساس. لكن الاتجاه واضح والصفقة واضحة وهي ان الاحتلال الاسرائيلي سيُلصق به منذ الآن ملصق سعر. فهل توجد أنباء أفضل من هذه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
موقف الاتحاد الاوروبي من المسألة الفلسطينية
بقلم:شمعون شتاين،عن نظرة عليا
في ختام زيارة ‘عادية’ في منطقتنا (الاردن، مصر، العراق، السلطة الفلسطينية)، زارت المسؤولة عن الشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي، السيدة اشتون اسرائيل. وفي اثناء هذه الزيارة في 20 حزيران/يونيو 2013، التقت في حديث مع رئيس الوزراء.
وكما كان متوقعا احتلت المسألة الاسرائيلية الفلسطينية مكانا مركزيا في هذا الحدث. وحسب ‘هآرتس′ (21 يونيو 2013) طلب رئيس الوزراء من السيدة اشتون ‘الامتناع عن نشر بيان من وزراء خارجية الاتحاد يشجب موقف اسرائيل من بناء المستوطنات ويعرض مبادئ الاتحاد لحل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني’.
والتفسير الذي طرح لهذا الطلب جاء على لسان موظف كبير، وهو أن ‘النشر في التوقيت الحالي قبل يومين من وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري في جولة محادثات اخرى في القدس، سيضر بمساعي الادارة الامريكية لاستئناف المفاوضات، وان مضمون البيان غير مناسب وتوقيت نشره لا يساعد بل يضر’.
ينبغي الافتراض بان السيدة أشتون اطلعت رئيس الوزراء على الخلافات في اوساط اعضاء الاتحاد بشأن توقيت البيان ومضمونه، الذي نشر في ختام لقاء وزراء خارجية الاتحاد في 24 يونيو 2013. ولم تخف اشتون معارضتها في ضوء نية بريطانيا وفرنسا نشر بيان يفصل مواقف الاتحاد من المسيرة والعوائق التي يضعها الطرفان ولا سيما اسرائيل امام المفاوضات لحل الدولتين. وتشارك في موقف أشتون ضمن دول اخرى المانيا وايطاليا.
البيان القصير الذي نشر في ختام لقاء الوزراء، الذي يكرر التزام الاتحاد بحل الدولتين ويعرب عن تأييده لجهود الولايات المتحدة استئناف المفاوضات المباشرة وذات المضمون. ويشكل هذا البيان انجازا لاشتون التي تعتقد بانه لما كانت جهود وزير الخارجية لاستئناف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين هي ‘المباراة الوحيدة في المدينة’ فانه لا مجال لوضع عراقيل نشر بيانات من شأنها ان تمس بجهود وزير الخارجية كيري. ينبغي الافتراض بان الطرف الفلسطيني كان سيرحب بنشر بيان مفصل، حتى لو كان يتضمن انتقادا على سلوك الفلسطينيين في موضوع التحريض، لان القسم الاكبر فيه سيتضمن شجبا لاسرائيل بسبب مسألة المستوطنات وكذا تفصيل مواقف الاتحاد في موضوع مبادئ التسوية الدائمة القريبة من موقفهم.
استعداد الاتحاد للمساومة مع رئيس الوزراء والامتناع عن التصريحات (التي اصبحت في السنوات الاخيرة طقوسا دائمة) محدود بالزمن او الاحرى منوط بالانجازات. فاستنئاف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، مهما كان مهما، لن يرضي الاتحاد الذي ينتظر تقدما حقيقيا. على خلفية الخلافات بين الطرفين في المسائل المتعلقة بالتسوية الدائمة (التي تبدو في الظروف الراهنة غير قابلة للجسر)، ينبغي الافتراض بان التقدم الحقيقي غير متوقع. وسيشجع الجمود في المحادثات دولا كفرنسا، بريطانيا وغيرها على العودة الى التعبير علنا عن مواقفها في المسائل المركزية على جدول الاعمال.
مراجعة البيان الاخير لوزراء خارجية الاتحاد في ايار/مايو 2012 تبين الخلافات بين الاتحاد واسرائيل. واليكم النقاط الاساس المذكورة في البيان:
التغييرات التي تجتازها المنطقة تجعل الحاجة الى التقدم في المسيرة أكثر الحاحا (رئيس الوزراء ليس شريكا في الاستنتاج المذكور أعلاه. غير قليل من الناس يعتقدون بان عدم الاستقرار حولنا يستدعي اخذ جانب الحذر في كل ما يتعلق بالتنازلات الاقليمية التي من شأنها أن تمس بأمن اسرائيل).
ينبغي الابقاء على امكانية حل الدولتين. الاعراب عن قلق عميق في ضوء التطورات على الارض التي تهدد بجعل حل الدولتين متعذرا. وبين الخطوات المذكورة: البناء السريع للمستوطنات منذ نهاية التجميد في 2010، اخلاء مواطنين عرب من منازلهم وهدم منازل في شرق القدس وكذا توسيع البناء في عدة احياء ومنع اعمال ثقافية، اقتصادية وغيرها في شرق المدينة، اساءة الظروف المعيشية للفلسطينيين في المنطقة ج والتضييق الكبير على خطوات السلطة لتنمية المنطقة ج، واخيرا قيل انه في النشاطات أعلاه يوجد ما يعرض للخطر انجازات السلطة وعملية بناء دولة، اذا لم تصل هذه الى حلها. (تخوف الاتحاد من الا يكون ممكنا تطبيق امكانية حل الدولتين جاء في سياق توجيه اصبع اتهام لاسرائيل حصريا، التي من شأن سياستها أن تقضي على حل الدولتين). النقطة الاخيرة، مثل الانتقاد في سياق التضييق على السلطة في المناطق ج، هي لازمة جديدة لم تظهر في الاعلان السابق في مايو 2011. واذا لم يتغير سلوك اسرائيل في المنطقة ج التي ستكون لاحقا جزءا من الدولة الفلسطينية فانه يمكن التوقع على نحو شبه مؤكد ان يصبح هذا الموضوع صخرة خلاف حادة بين اسرائيل والاتحاد.
الاتحاد مصمم على المساهمة في صيانة حل الدولتين وفقا للقانون الدولي. وثمة تكرار لقول الاتحاد ان المستوطنات غير قانونية حسب القانون الدولي، وذلك من دون صلة بقرارات حكومة اسرائيل في هذا الشأن. ولن يكون اعتراف باي تغيير في حدود 67 بما في ذلك بالنسبة للقدس، الا اذا اتفق على ذلك بين الطرفين. والتزام الاتحاد بتطبيق التشريع والاتفاقات الثنائية بالنسبة للمنتجات من المستوطنات. ومثل موقف الولايات المتحدة يرى الاتحاد، خلافا لاسرائيل، ‘حدود’ 1967 كنقطة انطلاق للمفاوضات كل تغيير يحظى بالتأييد شريطة أن يكون متفقا عليه. ليس في البيان ذكر لمبدأ تبادل الاراضي. ولاول مرة يوجد في بيانات الاتحاد ذكر لمسألة المنتجات من المستوطنات، أي، التأشير على الانتاج من المناطق المحتلة. ظاهرا، يدور الحديث عن خطوة فنية تنسجم مع الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والاتحاد. ولكن هذا ظاهر فقط لان للقرار معنى سياسيا. فهو يميز بين الارض المحتلة والارض الاسرائيلية في اطار خطوط 1967.
واسرائيل كما هو معروف، تعتقد أن مكانة الاراضي تتقرر في المفاوضات واضافة الى ذلك، فانه في تطبيق القرار يستخدم الاتحاد رافعة ضغط على اسرائيل. وحتى لو كانت آثاره الاقتصادية في هذه المرحلة صغيرة، فاحتمال الحاق ضرر بالانتاج الاسرائيلي قد يكون كبيرا.
وينبغي الافتراض بان نشر التعليمات لتطبيق السياسة قد يؤجل على خلفية المساعي لاستئناف المفاوضات. أمر واحد واضح، في ضوء ضغط عدد غير قليل من الاعضاء، غير المرتاحين من سياسة اسرائيل في موضوع المستوطنات، فانهم لن يسمحوا بان يشطب تطبيق التعليمات من جدول الاعمال وسينتظرون أول فرصة لتطبيقها.
عودة على الحاجة الى ايجاد سبيل، من خلال المفاوضات لحل مكانة القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين.
تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة ج هي أمر حرج للحاجة الى ابقاء هذه الامكانية للدولة الفلسطينية المستقبلية، ومن هنا دعوة اسرائيل السماح للسلطة العمل في هذه المنطقة.
الاعراب عن القلق من التطرف والتحريض من جانب المستوطنين.
القلق في ضوء التقارير عن اعتقال صحافيين في السلطة الفلسطينية ودعوة لوقف التحريض في وسائل الاعلام وغيرها من الاماكن.
الى جانب الاعتراف بالاحتياجات الامنية الشرعية لاسرائيل، دعوة لفتح معابر الحدود في غزة أمام المساعدات الانسانية.
وختاما، كل ‘حوار’ يجري هذه الايام مع ممثلين من دول الاتحاد يبرز الفجوة الكبيرة في المسائل المركزية، المتعلق بحل النزاع، التي يخيل أنه في الظروف الحالية تكاد لا تكون قابلة للجسر. هذه الفجوات تتعلق ايضا بمكان النزاع في جدول الاعمال الاقليمي. خلافا لاسرائيل، التي تعتقد بان ليس فقط الظروف غير ناضجة لحل شامل للنزاع بل ان الهزة الاقليمية هي التي يجب أن تحظى بالاولوية (انظر سورية وبالطبع ايران)، يواصل الاتحاد، رغم استياء اسرائيل، منح الحاح للموضوع بالذات على خلفية الهزة الاقليمية. ففي قرار الاتحاد الاكتفاء في ختام لقاء وزراء الخارجية بنشر بيان قصير، يوجد ما يلبي ليس فقط طلب رئيس الوزراء بل وايضا طلب الادارة الامريكية.
ان انعدام الثقة والشك بالنسبة لاستعداد رئيس الوزراء التقدم في حل الدولتين يظهران في المحادثات مع محافل اوروبية وبناء على ذلك تصدر أصوات تدعو الاتحاد في حالة عدم نجاح المحادثات الى تشديد موقفه تجاه اسرائيل لدرجة الاعتراف بدولة فلسطينية. وعليه فاذا كان احتمال حل النزاع في هذه الظروف متدن، يجدر باسرائيل أن تفكر باطلاق مبادرة اساسها واقع الدولتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اوروبا: حينما لا يمكن التأثير يمكن التشويش
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
سورية تنحل، ومصر تنهار، وايران تتهرب، لكن المستوطنات هي أصل المشكلة التي تمنع اوروبا ان تنام نوما هنيئا في الليل.
من المحير كثيرا ان نرى كيف تجتمع امبراطوريات كبيرة كانت في الماضي معا ويتبين لها أنها اليوم منارة أخلاق فقط. وحينما لا تملك قدرة على التأثير تختار الخيار الثاني وهو التشويش. فقد أُضيفت الى المبادرة الامريكية (كيري) المباركة في هذا الاسبوع مبادرة امريكية مُفشلة.
إن عقدة الدونية عن الاوروبيين هي التي جعلت مجموعة موظفين صغيرة في بروكسل تصوغ وثيقة قانونية مركبة تقضي بأن اتفاقات مع اسرائيل في المستقبل لن يسري فعلها وراء خطوط 1967. وتقوم اوروبا بذلك بالانتقاء بين الاسرائيليين، فالتل ابيبي من وجهة نظر المفوضية هو اسرائيلي خيّر، أما الساكن في كرنيه شومرون فهو اسرائيلي شرير.
صيغت الوثيقة في قسم الشرق الاوسط من المفوضية على يد فريق برئاسة كرستيان بيرغر، وهو دبلوماسي نمساوي كان مدة سنوات مبعوث الاتحاد الاوروبي الى المناطق وتعلم هناك ايضا كيف يكون موضوعيا.
لا يفهم بيرغر كيف لا تنجح اوروبا العظيمة في التأثير في أهم صراع في العالم. ومن المؤكد أنه يتساءل كيف لا يحصل الاتحاد الاوروبي الذي يعطي المنطقة الكثير من المال على شيء مقابل ذلك. ‘نريد التأثير لا الدفع فقط’، من المؤكد ان هذا ما يقوله في نفسه. لكنه ينسى فقط ان اسرائيل ليست لا تأخذ فقط بل انها تدفع عوض المشاركة في البحث والمشروعات. والطرف الآخر هو الذي يحصل على المال.
إن تقرير الاتحاد الاوروبي يمضي أبعد من تصريح وزراء الاتحاد في 2012 الذي اعتمد عليه. فقد اتخذ وزراء الاتحاد آنذاك موقفا شديد التجريد. أما بيرغر فيعطيه ترجمة قانونية محددة. فليس عجبا أنهم لم يفهموا أمس في عدد من العواصم الاوروبية لماذا الجلبة في القدس.
يتوقع في يوم الاثنين اجتماع وزراء خارجية الاتحاد. وقد تتساءل دول كجمهورية تشيكيا وهولندا والمانيا وبلغاريا ورومانيا أهذه خطوة حكيمة في موازاة ارتفاع مبادرة كيري.
وفي مقابل ذلك فان دولا مثل السويد وبلجيكا وايرلندا والنمسا واسبانيا يتوقع ان تبارك.
استقر رأي كرستيان بيرغر على حل مشكلة الاحتلال. ويمكن ان نقترح عليه في يوم الاثنين ان يثير أمر شمال قبرص الذي يحتله الاتراك وسهارة الغربية التي تحتلها المغرب ونغورنو كراباخ (اذربيجان) الذي تحتله أرمينية، وروسيا العظيمة التي تحتل جنوب أوستيا وأبخازيا من جورجيا وجزر الكورال من اليابان، ولن نتحدث عن المستوطنة الروسية الكبيرة بين بولندة ولتوانيا التي تسمى كليننغراد.
ولم ننسَ الاحتلال العسكري الروسي لبعض اقليم كريليا. وتحتل الصين التبت واندونيسيا غرب بافوه، ومنظمة الدول الاسلامية التي لا تعترف بالسيادة الهندية على اقليم كشمير، ولم نتحدث بعد عن موضوعات تهم دول الاتحاد جدا مثل جزر فوكلاند (بريطانيا) في الصراع مع الارجنتين، والمشكلات في كلدونيا الجديدة (فرنسا)، وبريطانيا التي تسيطر على جبل طارق على الارض الاسبانية، وسكان غرينلاند الذين يطلبون التحرر نهائيا من الدانمارك، وخيبة الأمل المغربية ايضا لأن اسبانيا لها في ارض المغرب مدينتان هما ساوتا وماليا وكأن المغرب ما زالت اسبانية. لكننا نحن فقط نتلقى التقارير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
شهادة وفاة للسلام
بقلم:يوسي دغان،عن معاريف
يا لها من رمزية أنه بالذات في التاسع من آب أمر الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء فيه عدم التعاون مع جهات اسرائيلية تعمل خلف الخط الاخضر. ليس مفاجئا أنه بالذات أول أمس تمت التوصية في أن كل اتفاق يوقع من الان فصاعدا بين الاتحاد واسرائيل لن ينطبق على المستوطنات، وان الامر سيشار اليه صراحة، وان الاتحاد يطلب حتى من اسرائيل ان تتبنى هذا الموقف بشكل رسمي في كل اتفاق مستقبلي يوقع معها. هذا استمرار لسياسة التأشير على المنتجات: في اوروبا يصعب عليهم الانفصال عن تقاليد ‘نطاق الاقامة’، الغيتوات والتأشير على اليهود.
ولكن، بشكل ساخر ربما، دفن الاتحاد الاوروبي رسميا في واقع الامر وهم احزاب اليسار في اسرائيل بالدولتين. هذه المرة كان الاتحاد الاوروبي واضحا جدا، وقاطع مناطق يعيش فيها اكثر من 700 ألف نسمة اكثر من 10 في المئة من مواطني اسرائيل تقاطعهم اوروبا اليوم.
قرار الاتحاد الاوروبي هو ايضا نهاية أوهام السياسيين، من نتنياهو يسارا، ممن اعتقدوا بانهم سيحصلون على اسناد في العالم على مطلب ان تبقى في ايدينا الكتل الاستيطانية وشرق القدس. فالمقاطعة تتمسك بدقة بالخط الاخضر، تخلد الرفض العربي وتجعل صعبة اكثر محاولة كيري تحريك المفاوضات.
يلعب الاوروبيون لعبة قذرة. فهم يمولون بالمليارات منظمات اليسار المتطرف، وهكذا يشترون لانفسهم بالكثير من المال صورة عالم كاذبة وزائفة.
لا ينقص عرب بائسون في ارجاء الشرق الاوسط في الجزائر، في اليمن، في مصر، في سورية وفي لبنان. وبالذات اخوانهم في يهودا والسامرة يحظون بميزانيات وبدعم غير مسبوق من اوروبا، مع أن وضعهم الانساني فائق. الهوس الاوروبي لمساعدة ‘الفلسطينيين البائسين’ لا يمكن أن تفسر الا بوجودهم في موقف يطلب من اسرائيل التقزم وتسليم قلب وطنها. هذه السياسة الشريرة احادية الجانب تبدد الوهم في ان اللاسامية انقضت مع نهاية الحرب العالمية الثانية. فلا يتخلى المرء بهذه السرعة على عادة تمتد الى الفي سنة. كما أن هذا هو السبب في أن الاتحاد الاوروبي المزايد أخلاقيا منع بكل قوته الاعلان عن حزب الله كمنظمة ارهابية.
في اوروبا يعرفون بان الطريق الى جعل اسرائيل دولة عاجزة هو في الانسحاب وفي اقامة دولة فلسطينية. هذا هو السبب للحرب ضد الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. ولكنهم عمليا يحققون العكس: المقاطعات التي بدأت بمبادرة منظمات اليسار المتطرف، لم تمس بالانتاج خلف الخط الاخضر. فالمقاطعة ليست محكمة. والعديد من الدول لا تشارك فيها، وصعب جدا متابعة مصدر المنتجات. مصانع تضررت بالفعل تمكنت من المبادرة الى خطوط انتاج جديدة، زادت في نهاية المطاف من الانتاج وجعلت المشكلة فرصة. وادراج الكتل والقدس في المقاطعة يقلص احتمالية التسوية، والنتيجة هي أن الاحتمال في ابعاد اسرائيل عن مناطق يهودا والسامرة آخذ في الابتعاد.
إن فكرة الدولتين واقتلاع مئات الاف اليهود من يهودا والسامرة لم تكن منطقية وقابلة للتطبيق منذ البداية، قيميا وأمنيا، وهي تحولت في السنوات الاخيرة مع 730 الف مواطن خلف الخط الاخضر الى غير واقعية. قرار الاتحاد الاوروبي هو شهادة الوفاة الرسمية لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس