النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 460

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 460

    اقلام واراء اسرائيلي 460
    16/10/2013

    في هــــــذا الملف

    المحققون لا يملكون أدلة قاطعة على تسميم عرفات
    بقلم: عيدو أفراتي،عن هارتس

    عصيدة قومية ومحرقة ودين
    بقلم : أبيرما غولان،عن هارتس

    يجب التهدئة وعدم الحماسة
    بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس

    المفاوضات للفشل
    بقلم: أفنير عنبر' وأساف شارون'،عن اسرائيل اليوم

    فيلم رعب من بني غانتس
    بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس









    المحققون لا يملكون أدلة قاطعة على تسميم عرفات
    بقلم: عيدو أفراتي،عن هارتس

    بعد تسع سنوات من موت ياسر عرفات، وبعد أكثر من سنة من التحقيق الذي نشرته محطة ‘الجزيرة’، وزُعم فيه أنه مات نتيجة تسميم بمادة مشعة قاتلة هي البولونيوم 210، بقيت ظروف موت الرئيس غامضة. منذ شباط/فبراير في العام الماضي، تحقق ثلاثة فرق من خبراء علم السموم من سويسرا في ظروف موته، ويصعب عليهم الوصول الى استنتاج قاطع.
    لم تُصغ استنتاجات الفرق بصورة نهائية الى الآن، ولا يوجد الى الآن موعد لنشرها، لكن مقالة نشرت في هذا الاسبوع في المجلة البريطانية ‘ذا لانست’ ووقع عليها الخبراء الثمانية الذين يحققون في موت عرفات، تصف جزءا من الفحوصات التي أُجريت بطلب من سهى عرفات التي أجازت في فبراير من هذا العام للفريق الاطلاع على الملف الطبي والاغراض الشخصية لرئيس السلطة الفلسطينية المرحوم، كي تصدق مزاعمها التي تقول إن زوجها مات مسموما.
    ‘في فبراير 2012 وافقت أرملة عرفات على أن تكشف لنا عن السجل الطبي وعن متاعه الشخصي’، كتب الخبراء. ‘وكانت فحوصات السم التي أُجريت على شعره لا أهمية لها ولم تسهم في شيء وكذلك الفحوصات التي أُجريت على شيء من متاعه لم تُظهر أية شهادة على التسميم. وكي نُقدر امكانية تناول البولونيوم 210 بواسطة الشرب أو تناول الطعام نركز التشخيص الاشعاعي السمي على البقع التي بقيت على أشيائه الشخصية، كالملابس الداخلية وفرشاة الاسنان وقبعة المستشفى ولباسه الرياضي واشياء اخرى’. وفي اطار الفحص تم أخذ عينات من 75 غرضا: 38 منها هي الاغراض الشخصية لعرفات و37 من الاغراض المشابهة، التي هي ليست لعرفات لتكون أساسا للمقارنة. بيد أن نتائج الفحص ليست قاطعة ولا لبس فيها، والمقالة التي نشرها المحققون، وهي تشبه تلخيصا مرحليا للفحص، يمكن أن تخدم فقط محبي المؤامرات واولئك الذين يختارون التمسك بحقائق الحياة الأساسية التي ترى أن الاشخاص الكبار السن والمرضى يمكن أن يموتوا موتا طبيعيا، وذلك مؤكد بعد حصار طويل في المقاطعة.
    لكن مسألة موت عرفات الطبيعي أكان أم لم يكن ترفض أن تموت بالمقالة الحالية ايضا. ‘عدد من العينات تشمل بقع سوائل جسم دم وبول وجد فيها كمية كبيرة غير مفسرة من البولونيوم، أكثر منها في العينات الاخرى. إن هذه الموجودات قد تؤيد احتمال أن يكون عرفات قد سُمم. وعلى حسب المعايير البيوحركية، يناسب مقدار نشاط البولونيوم الذي وجد في العينات وجبة قاتلة أُعطيت في سنة 2004 بواسطة البلع أو الشرب’، يزعم المحققون في المقالة.
    ‘ويزعم الباحثون أن الوضع السريري الذي كان فيه عرفات لا ينفي التسميم بالبولونيوم، رغم فقدانه شعره كان متوقعا نتاج ذلك أن يتعرض جسمه لاشعاع من الخارج في اطار العلاج، ويمكن أن يكون نبع ايضا من اشعاع أُدخل الى جسمه. ‘في حال علاجات اشعاع تكون الظواهر المصاحبة هي الغثيان والقيء والتعب وآلام البطن وسقوط الشعر. ويمكن أن يحدث التسمم ايضا في العظام، وبقدر أقل من الكلى والكبد. وفي حال عرفات تبين عدد منخفض من الخلايا في عظامه’. وقد يكون أحد تفسيرات ذلك تسميم البولونيوم الذي لا يترك آثارا في الجسم نفسه. ‘لأن البولونيوم يخرج في الغائط وقد يكون نشاط الأمعاء في هذه الحال حاسما في فشل متعدد الاجهزة يفضي الى الموت’، يُبين المحققون.
    يملك العلم معلومات قليلة تتعلق بأعراض التعرض للبولونيوم 210 بسبب قلة الحالات، وقد حدثت أشهر واقعة تسميم بالبولونيوم في 2006 حينما سُمم الجاسوس الروسي الكسندر لتفيننكو في لندن، وبيّن تحقيق اجهزة الامن البريطانية أن المادة المشعة أُدخلت في كأس شايه حينما كان يجلس في مطعم. واحتضر لتفيننكو مدة قصيرة فقد في أثنائها شعره، وعانى مشكلات أمعاء وفقدان وزن وقيئا. وعلى حسب التحقيق الذي نشرته شبكة ‘الجزيرة’ في تموز/يوليو من العام الماضي، ميزت هذه الأعراض عرفات ايضا في الايام التي كان يحتضر فيها.
    ‘ورغم أن المحققين لا يملكون الى الآن أدلة قاطعة تتعلق بتسميم عرفات المحتمل فانهم يعتقدون أن النتائج التي تبينت تثير شكا معقولا يُسوغ اخراج جثة عرفات وفحصها في 2012.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    عصيدة قومية ومحرقة ودين

    بقلم : أبيرما غولان،عن هارتس
    وقعت واقعة محرجة في الاسبوع الماضي في ‘يد واسم’، وقت زيارة رئيس وزراء اليونان، أدونيس سماراس. وقد جاء سماراس مثل كل رئيس دولة يزور اسرائيل لأول مرة، لجولة هناك كما كان متوقعا، لكن لم يكن متوقعا أن يفاجئ سماراس مستضيفيه برفضه اعتمار قبعة على رأسه.
    كان رد المضيفين ضبط النفس الذي لوحظ فيه التحفظ والشعور بالاهانة جيدا. فقد فُسر رفض رئيس وزراء اليونان بأنه استخفاف بكرامة المكان أو قدسيته وكرامة المحرقة عامة. وهكذا بالضبط ردوا على ذلك في 2005 على رفض رئيس وزراء تركيا القاطع، رجب طيب اردوغان، ولم يمنع الفضيحة آنذاك ايضا سوى أهمية العلاقات بين الدولتين.
    ‘يصعب أن نفرض أن سماراس، الذي جاء الى هنا بعد أن أخرج الحركة النازية الجديدة اليونانية ‘الفجر الذهبي’ خارج القانون بأيام معدودات، وهو معني بتعزيز العلاقات باسرائيل، كان يقصد المس بكرامتها. وليس من الواضح، في واقع الامر، ما الذي لم يكن معقولا في سلوكه. مع كل الاحترام للسلسلة التي لا نهاية لها من زعماء العالم الذين التقطت لهم صور وعلى رؤوسهم قبعات سوداء لفتيان مدارس دينية من بروكلين، أو قبعات بيضاء لاولاد في حفل البلوغ من كفار سابا، فان مراسم وضع القبعة على رأس الضيف في ‘يد واسم’ غريبة وهي غير حضارية في الأساس.
    ‘إن اعتمار القبعة، وهو عادة جديدة نسبيا، ليس أمرا توجبه الشريعة اليهودية بصورة صريحة. إن تغطية الرأس بين الناس تعتمد في الحقيقة على قول الحاخام يوسف كارو في كتاب ‘شولحان عروخ’ (مائدة مرتبة) إذ قال ‘ينبغي ألا يمشي شخص مكشوف الرأس′، لكنه لا يوجد أي أمر في هذه القضية سوى تغطية الرأس في الكنيس أو في وقت الصلاة. وكل حاخام سُئل في هذه المسألة في السنوات الاخيرة أجاب بأن الحديث عن ‘نافلة’، أي عن اختيار ضميري شخصي، وأكثر من ذلك عن عمل رمزي يعبر عن تأييد لنهج الحياة الديني. إن القبعة السوداء أو المنسوجة بجميع الألوان والاحجام هي رمز تعريف جمهور يهودي ما، كما يكون القباء رمز تعريف جمهور يهودي آخر. فلماذا يفترض اذا أن يتنكر أدونيس سماراس وهو رئيس دولة الكنيسة اليونانية المسيحية الارثوذكسية فيها من الرموز الحضارية المركزية لقوميتها، مثل مرشد في بني عكيفا؟
    إن التعليلات لفرض القبعة على رؤوس الضيوف لا تقل عن ذلك غرابة. فهم في ‘يد واسم’ يقولون إنه لما كان دُفن هناك رماد يهود قتلوا في المحرقة فان المكان يشبه مقبرة، بل إن المؤسسة الحاخامية العسكرية قدست المكان. صحيح أن كل ذلك يبدو منطقيا في العقود الاخيرة، لكن قولوا ما هي صلة الحاخامية العسكرية برماد المقتولين، وأي سلطة لها ‘لتقدس′ متحف التخليد؟ ولنفرض أن المكان أصبح بذلك يعادل مقبرة، فما الذي يلزم شخصا ما بأن يعتمر هناك قبعة، ما عدا وقت الصلاة (وهي عمل يلزم اليهود المقيمين للفرائض فقط، ويدعى آخرون الى اقامته لأجل الصلاة لا لأجل المكان)؟
    إن أمر القبعة يعبر اذا عن العصيدة القيمية التي طبختها الثقافة الاسرائيلية، وهي عصيدة يختلط فيها ذكر المحرقة بالقومية والجيش، والرباط الوحيد الذي يؤلف بينها، هو تدين مراسمي جاهل أجوف. يبدو أن اسرائيل فقدت تماما الثقة بقصة حياتها ووجودها، ولولا ذلك ما كانت لتبادر في ‘يد واسم’ خاصة، وهو غير المقدس بيقين لكن المؤثر والمهم على نحو لا مثيل له، الى انتاج ‘قداس′ هوليوودي تضطر ضيوفها الى أن يؤدوا فيه أدوارا تستخف بكرامتهم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    يجب التهدئة وعدم الحماسة
    بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
    في غضون اقل من شهر قتل في الضفة الغربية ثلاثة اسرائيليين واصيبت طفلة. الاشتباه هو أن هذه عمليات مضادة، رغم انه في حالتين من هذه الحالات لم يستبعد اتجاه جنائي. هذا واقع معروف في علاقات الفلسطينيين والاسرائيليين. الخط الفاصل بين الجريمة الامنية وغيرها ليس واضحا دوما؛ وهو يحاذي الخط الاخضر، ولكنه لا يماثله. غير أنه لغرض تقويم واع للوضع، يجدر بنا أن نتناول الاحداث المنفصلة كجملة مؤشرات دالة وفحص المعاني السياسية الناشئة عن الظاهرة.
    بعد ربع قرن من بدء الانتفاضة الاولى وعقدين على اتفاق اوسلو، محقون ضباط الجيش الاسرائيلي الذين يدققون في تقديرهم ويقولون انه في المناطق لا تتبلور انتفاضة اخرى. فالسلطة الفلسطينية وقوات أمنها تسيطر على الارض بنجاح متزايد إذ ان لهم حافزا لذلك. وبضغط امريكي استؤنفت المحادثات بين مندوبي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس. ورغم الاخطارات العديدة بانتظام خلايا للعمليات، فان الجيش والمخابرات الاسرائيلية يحبطان تقريبا كل الخطط التي تنكشف. والفرضية هي أن العمليات التي لم تحبط نفذها افراد، بايحاء من منظمات ولكن ليس بتكليف مباشر منها.
    في الوقت الذي تحاول فيه محافل مهنية ان تحل لغز مصدر أعمال القتل والدوافع خلفها، تسارع محافل يمينية تحقيق مكاسب سياسية من هذه الاحداث. فقد قرر نائب وزير الخارجية، زئيف الكين منذ الان بان ‘الارهاب الفلسطيني يرفع رأسه بتشجيع من التحريض الذي تقف خلفه السلطة الفلسطينية وقياداتها’. وسارع وزير الاسكان اوري ارئيل الى اللحاق به حين ‘طلب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ان يوقف فورا المفاوضات السياسية التي لا تجلب شيئا غير سفك الدم اليهودي’،’ بل ان ارئيل يطالب ‘بوقف تحرير المخربين واعادة القرار بتحريرهم الى طاولة الحكومة لبحث عاجل فيه’.
    وبالذات على خلفية حقيقة أن عناصر الانفجار في الميدان موجودة منذ الان وثمة حاجة الى تهدئة التوتر، يجدر بالكين وارئيل وباقي المثيرين للشقاق والنزاع ان يكفوا عن الخطاب الحماسي، وان يتصرفوا بمسؤولية. فاذا ما غاب الافق السياسي، في أعقاب خضوع نتنياهو لضغوط اليمين في حزبه وخارجه، فان الارض ستشتعل مرة اخرى. وبالتالي من المهم أن في هذه اللحظات بالذات تتمكن حكومة اسرائيل من أن تفهم عظمة مسؤوليتها وتفعل كل ما في وسعها كي تؤدي التزاماتها نحو الفلسطينيين والامتناع عن الاستفزازات الزائدة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    المفاوضات للفشل
    بقلم: أفنير عنبر' وأساف شارون'،عن اسرائيل اليوم

    بدأ النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يبعث محلليه على التثاؤب. فالمراوحة بين الأمل وخيبة الأمل، ومؤخرا بين خيبة الأمل واليأس تؤثر في البحث. وهكذا فهناك محاولات اقتراح طرق للحل تحل محل طريقة ‘بعدنا الطوفان’. مقال ايان لوستيك ‘وهم الدولتين’ (‘هآرتس′ 4/10) هو محاولة اخرى لشطب حل الدولتين، لاخلاء المكان لرؤى جديدة بعضها طوباوية وبعضها أخروية.
    هذا اليأس الذي يعود أصله الى الطرف اليساري من الخريطة السياسية، التقى غير مرة مع خطط وأماني اليمين. وهكذا جاء الى العالم التحالف الفكري الغريب، الذي يخلط معا طرفين سياسيين يجتهدان لاقناع الجمهور، هنا وخلف البحر، بانه لن يكون ممكنا اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. غير أنه رغم كل شيء، فان فكرة تقسيم البلاد لم تكف ابدا عن أن تكون الحل الوحيد في متناول اليد، وانها خرجت فقط عن الموضة.
    ‘لوستيك لا يدعي ان حل الدولتين لم يعد ممكنا، لان الوضع على الارض أي التوسع الاستيطاني تجاوز نقطة اللاعودة. هذا الادعاء الشعبي بشأن ‘عدم التراجع′ للاحتلال يتفكك في اللحظة التي يفهم فيها عمق تعلق المستوطنات بالتمويل الحكومي الاسرائيلي، ومن هنا قدرة اسرائيل على اخلائها بسهولة. ثانيا، لوستيك لا يدعي انه يوجد بديل عملي لتقسيم البلاد في شكل حل دولة واحدة. ومع أنه من المريح التسلي بالرؤى عن الآخرة، فان احدا لم يفلح حتى الان في أن يرسم صيغة مؤسساتية جدية لدولة ديمقراطية ثنائية القومية بين النهر والبحر.
    الادعاء الاساس للوستيك هو ان ثلاثة عقود من المحاولات الفاشلة لتحقيق الحل تدل على ضعف الحل نفسه. هذا تشويش خطير بين الوسيلة والغاية. فالفشل في تحقيق الغاية لا يدل على أنها غير قابلة للتحقق، بل ان الوسائل التي اتبعت لهذا الغرض لم تكن مناسبة منذ البداية. فشل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية كان يمكنه أن يدل على أن حل الدولتين غير عملي فقط لو كانت المسيرة صحيحة تماما. غير أن هذه المسيرة بعيدة عن أن تكون كاملة. عمليا، كان في المسيرة خلل بشكل جد جذري لدرجة أن تعليق الذنب على الحل بالذات ليس سوى تحرير اسرائيل من المسؤولية عن عنادها، وتحرير الفلسطينيين من المسؤولية عن اخطائهم، وتحرير الامريكيين من مسؤوليتهم عن الادارة الفاشلة للمسيرة على مدى السنين.
    لا يمكن أن نحصي هنا كل الاخطاء والاخفاقات التي ميزت جولات المفاوضات، ولكن الكثير منها ينبع من خطأ أساسي، يواصل توجيه الفهم السائد في أوساط اصحاب القرار والمحللين: التفكير بان المفاوضات الثنائية المباشرة هي جزء لا يتجزأ من الحل الذي يفترض أن تقود اليه. في موضوع المسيرة السلمية تجذر الفهم الذي يقول ان السبيل مهم بقدر لا يقل عن النتيجة. تسيبي ليفني، مثلا، تعود لتدعي ان ‘السبيل الوحيد لحل سياسي يمر عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين’. كما أن الامريكيين والاوروبيين يعودون ويعلنون عن أهمية المفاوضات المباشرة بصفتها الالية الحصرية لتحقيق الاتفاق. فقد أعلن جون كيري ان هدف جولة المحادثات الحالية هو ‘دولتان تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى بسلام وأمن، تحققتا بواسطة مفاوضات مباشرة بين الطرفين’.
    وهذا العناد غريب ليس فقط لان هذه الالية فشلت المرة تلو الاخرى، بل لان فشلها متوقع، بل وربما محتم. فالفشل ينبع بشكل بنيوي من وضع لا يكون فيه الطرف القوي في المحادثات يريد أن يصل الى الهدف. فالدافع المركزي الذي دفع اسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو للدخول الى المسيرة هو صد الضغط الامريكي. ولكن هذا الهدف يتحقق بمجرد الدخول الى غرفة المفاوضات. وهذا هو السبب الذي يجعل ليفني تتحدث عن الدخول ‘الى الغرفة’، وليس عما في نيتها تحقيقه في داخلها. والدليل الافضل على عدم جدوى المفاوضات المباشرة هو الحماسة التي يكرر فيها نتنياهو الدعوة لاجرائها. فعندما يقرر نتنياهو ان ‘السبيل لتحقيق السلام هو من خلال المفاوضات المباشرة’، يكون واضحا للجميع بانه مستعد لذلك لانه لن يتحقق فيها شيء. ولما كان الفشل معروفا مسبقا، فان الغاية الاساسية للطرفين هي توجيه المحادثات، بحيث يلقى الذنب على الطرف الاخر. بمعنى انه حتى المحادثات نفسها ليست موجهة نحو الغاية.
    ورغم ذلك فان كل الاطراف تواصل ربط انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية بالمفاوضات الثنائية المباشرة هذان موضوعان العلاقة بينهما مصادفة. وفقط عندما لا تعود قيادة اسرائيل قادرة على أن تحقق غايتها من خلال مفاوضات خالدة، تكف المفاوضات عن أن تكون خالدة. وبدون حوافز واضحة، فان عشر سنوات أيضا داخل ‘الغرفة’، من غير المتوقع أن تعطي نتائج، مثلما اثبتت الجولات السابقة. والالتصاق العنيد بصيغة الثنائية المباشرة من دون تغيير الظروف ليس سوى تحويل الوسيلة الى غاية. هذه هي عبثية المفاوضات.
    ان اليأس الذي يحرك المنتقدين الجدد لتقسيم البلاد يجب أن يستبدل بجهد متجدد لايجاد بديل. ليس بديلا عن حل الدولتين، الذي يبقى الحل الوحيد القابل للتطبيق، والطريق اليه لا يمر عبر حرب الجميع ضد الجميع، بل انه البديل العملي لعبثية المفاوضات. ومثل هذا البديل يمكن أن يدمج اعمالا احادية الجانب (مثل التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة)، او متعدد الجوانب (مثلا على اساس مبادرة السلام العربية)، في ظل استخدام حوافز ايجابية وسلبية (مثل تعليمات الاتحاد الاوروبي بالنسبة للمستوطنات). عندما يكون الحل معروفا للجميع، فالجمود المتواصل بالنسبة لوسائل تحقيقه تجعل نبوءات الغضب بشأن موت حل الدولتين نبوءات تحقق نفسها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لا تفاوض بدون اعتراف بالدولة اليهودية
    بقلم: زلمان شوفال،عن هآرتس
    بعد أن أثار وزير المالية يئير لبيد عاصفة صغيرة في شأن المهاجرين من اسرائيل (وكان محقا في رأيي) اتجه، وهو الذي يمكث في واشنطن، للحديث عن آرائه وعن مواقفه في المجال السياسي. ‘لم يأت أبي الى حيفا من الغيتو في بودابست، كي يحصل على اعتراف من أبو مازن’، قال لمجري اللقاء معه من شبكة ‘بلومبرغ’. إنها كلمات كالمهاميز ومن المؤكد أننا لا نحتاج الى اعتراف من أحد من جهة ثقتنا الذاتية بماضينا التاريخي وغايتنا القومية، لكن السؤال الذي كان يجب على السيد لبيد أن يسأله لنفسه حقا هو اذا كانت الامور واضحة كثيرا فلماذا يُصر أبو مازن وأشياعه كثيرا على عدم الاعتراف ولو بالكلام بحقيقة كون اسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي؟
    إن الجواب غير المفهوم للفلسطينيين عن هذا السؤال هو على نحو عام، أن تعرف اسرائيل بأنها ‘دولة يهودية’ يظلم مواطنوها غير اليهود. لكن عدم صدق هذه الدعوى ظاهر بذاته، وأنه لن يقترح أحد مسؤول من الأكثرية اليهودية في البلاد، لا في الحاضر ولا في المستقبل، سلب مواطني الدولة العرب المحافظين على القانون حقوقهم المدنية (واذا كانت توجد أقلية تؤيد ذلك فذلك مرفوض، لكون اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية).
    ‘إن السبب الحقيقي لانكار الفلسطينيين لهوية دولة اسرائيل القومية اليهودية، هو أن أكثر العالم العربي والاسلامي غير مستعد للاعتراف البتة بأن اليهود شعب (بعكس الدين). واذا لم يكن اليهود شعبا، كما يزعمون، فان الاستنتاج النابع من ذلك هو أنهم لا يستحقون دولة قومية ايضا. إن زعمهم هو أنهم ربما اضطروا الى الاعتراف بحقيقة الوجود الفعلي للدولة الاسرائيلية، لكن لا بحق اليهود بدولة تخصهم، فضلا عن أن الحديث عن منطقة كلها للعرب والمسلمين، أو بعبارة اخرى: نحن مستعدون للاعتراف مُجبرين ايضا بدولة اسرائيل، وأنها ملاذ مؤقت لليهود الذين يسكنون فيها، لكن لا بدوام هذا الكيان.
    كذلك يناسب سلب اسرائيل شرعيتها أو ذكر المحرقة بأنها السبب وحدها لانشاء دولتنا مع تجاهل التاريخ اليهودي والمشروع الصهيوني سواء كان ذلك عن نية طيبة أم نية آثمة يناسب الاستراتيجية الفلسطينية وهي اعطاء الدولة اليهودية صورة دولة صليبية مؤقتة.
    يتهم لبيد معارضي المسيرة السلمية بأن رفضهم ينبع من ‘حالة نفسية’ ما، و’من أنهم لا يعرفون غير ذلك’. إن الذين يزعمون بأن الذنب بعدم احراز سلام بيننا وبين العرب الى الآن، ملقى علينا في الأساس لا على الرفض الفلسطيني هم المصابون كما يبدو بـ’حالة نفسية ما’ و’لا يعرفون غير ذلك’. ومن المؤسف أن لبيد لا يذكر كلام أبيه تومي الاخير تقريبا وهو الذي جاء من الغيتو في بودابست وألح على سامعيه أن يفهموا (في جلسة افتتاح ‘مؤتمر هرتسليا’ الذي عقد في الكنيست) أن العالم العربي لا يتجه الى السلام مع اسرائيل.
    أثار رئيس الوزراء نتنياهو طلب أن يعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة للشعب اليهودي، لا ليُفسد التفاوض السلمي، بل ليضمن اذا أُحرز أن يكون سلاما حقيقيا، لا مرحلة في نظرية المراحل للقضاء على اسرائيل. ويجب على كل من يريد حقا أن يجعل للسلام احتمالا وألا يتحدث بشعارات فقط، أو لكي يعجب شخصا ما، يجب عليه اذا أن يصر على المبدأ الاساسي الذي أثاره نتنياهو وهو: اذا اعترفوا فسيأخذون واذا لم يعترفوا فلن يأخذوا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    فيلم رعب من بني غانتس
    بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
    تيبدو أن رئيس هيئة الاركان بني غانتس استقر رأيه على أن جميع الوسائل تجوز، وعلى أن كل حيلة مشروعة، حينما يكون الهدف زيادة الموازنة الامنية، لأنه لولا ذلك لصعب أن نفهم ‘خطبة يوم الدين’ التي خطبها في الاسبوع الماضي في جامعة بار ايلان. وأقول لمن فاته عرض الرعب، إليكم تناوله للطريقة التي ستبدأ بها الحرب التالية: صاروخ دقيق موجه على مبنى هيئة القيادة العامة في الكرياه في تل ابيب، وهجوم سايبر على موقع في الشبكة يقدم خدمات يومية لاسرائيل الاشارات الضوئية أو المصارف، وتفجير نفق مفخخ يفضي الى انهيار روضة اطفال أو انقضاض الجموع على بلدة بالقرب من الجدار.
    واذا لم يكن ذلك مخيفا ومقنعا بقدر كاف، فان غانتس تابع ووصف أمام الجمهور كيف سيجعل حدث اختطاف سريع في الشمال المنظر الريفي لهضبة الجولان ميدان قتال فيه الدم والنار وأعمدة الدخان، ويشعل كل الحدود من هناك: فتحاول منظمات أن تنفذ اعمال تسلل الى داخل الهضبة، ويطلق حزب الله صواريخ. إن مقدار دقة هذه الصواريخ سيزيد جدا وتستطيع المنظمة أن تصيب كل هدف تقريبا تختاره داخل اسرائيل، وتُطلق رشقات مشابهة على ايلات ايضا، وفي مقابل ذلك يصل مئات من ناشطي حماس الى حاجز ايرز.
    ‘إن كل سامع سيُصاب بالرعب. فالويل لنا اذا نشبت حرب لأن العدو على الباب وهو فظيع رهيب. واذا سأل أحد من سامعي رئيس الاركان ما الذي جعله وهو المعروف بأنه انسان معتدل غير أهوج، يخطب خطبة جد مرعبة كهذه، فقد جاءت جملته التالية وبينت السبب: ‘الميزانية الامنية… أوجبت علينا أن نخاطر مخاطرات كنت آمل أن نستطيع ادارتها على نحو أكثر تقديرا… ويوجب هذا الواقع علينا أن نربط أمننا بالموارد المناسبة’. وهذه صياغة معوجة مُحكمة تقول في حقيقة الأمر إنه اذا أُعطي الجيش الاسرائيلي ميزانية امنية مناسبة، فانه يستطيع أن يواجه ايضا سيناريوهات الرعب التي عرضها بتفصيل كبير جدا. وفي مقابل ذلك فان الميزانية الحالية التي أُجيزت في الكنيست لا تلبي الحاجات وهي خطيرة.
    اذا تجاوزنا استعمال رئيس هيئة الاركان الاشكالي لخطاب التخويف غير المنضبط، فان التهديدات التي أشار اليها ليست جديدة، وليس من الواضح ان الاستثمارات المالية التي لم تحدث حتى الآن ستحسن قدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهتها. وتجاهل غانتس في خطبته التطورات الايجابية في منطقتنا التي تفضي الى مضاءلة كبيرة للتهديدات لاسرائيل. فالأحداث في مصر وسورية جعلت تهديد الحرب الشاملة غير ذي موضوع. و’الجبهة الشرقية’ المشهورة لم تعد قائمة، فلم تعد تواجه اسرائيل دول عدوة، بل منظمات مسلحة، وقوة الجيش الاسرائيلي تفوق قوتها بعشرات الاضعاف.
    جاءت المساعدة لرئيس هيئة الاركان في شخص وزير حماية الجبهة الداخلية جلعاد أردان، الذي شارك هو ايضا في المؤتمر. فقد بين الوزير أنه في الحرب القادمة ستكون ‘اسرائيل تحت هجوم بآلاف الصواريخ، هجوم يستمر ثلاثة اسابيع′. وقال أردان إن المنظمات العدو عندها أكثر من 200 ألف صاروخ، ‘قادرة على اصابة كل بيت في اسرائيل’.. إنه الخوف.
    ‘إن المشكلة هي أن هذه الطريقة تنجح، وإن سيناريوهات رعب رئيس الاركان لا تخيف الجمهور فقط، بل اعضاء الكنيست ووزراء الحكومة ايضا. إن هؤلاء الذين يفترض أن يكفوا شهوة جهاز الامن التي لا تشبع سيصوتون قريبا جدا على زيادة الميزانية الامنية، لأنه كيف نستطيع أن نمنع الجيش الاسرائيلي من الاستعداد للتهديدات الفظيعة التي فصلها رئيس هيئة الاركان، في منطقتنا. ومن شبه المؤكد أنه لن يوجد أحد من أصحاب القرار سيطلب الى غانتس تفصيلا وشروحات تُبين الى أين تمضي زيادات المليارات التي يحصل عليها الجيش في كل سنة وكيف تسهم في الأمن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 357
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 10:40 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 335
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:42 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 320
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:53 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 318
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •