النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 429

  1. #1

    اقلام واراء حماس 429

    اقلام واراء حماس 429
    18/9/2013

    مختارات من اعلام حماس


    في نقد نقد الإخوان المسلمين (1)
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للإعلام

    وذهبت تحليلات أخرى للقول إن حزب الله هو الذي أعاد علاقته بحركة حماس واضطر للتراجع أمامها بعد سلسلة من الأحداث والتطورات في المنطقة، وأن حزب الله يعيد اليوم توثيق علاقاته بحماس لأنها بوابته الوحيدة على أكثر من حل ومخرج، بعد خساراته السياسية والشعبية وقتاله في سوريا.

    إن هذه القضية تستوجب النقاش العلمي الموضوعي، إذ لابد من معرفة أين حصل التغيير في العلاقة بين حماس وحزب الله، ومن قام به؟.

    في إطار المراجعة الموضوعية للأحداث والمواقف خلال شهر، ومن خلال رصدنا لمواقف حزب الله وحماس، نلاحظ أن حركة حماس لم تقم بإصدار أي بيان سياسي أو تصريح أو خطوة متميزة تظهر أنها قدمت تنازلاً في مواقفها تجاه إيران وحزب الله، لم تظهر أنها غيرت من خطابها السياسي. فكل ماكانت تقوله حماس عن تمسكها بالمقاومة ورفضها للعنف في سوريا، ورفضها للتدخل الخارجي هناك ظلت تردده، مع تردادها أيضاً لرفض الفتنة المذهبية، وضرورة إبقاء التحالفات حول فلسطين والمقاومة والابتعاد عن القضايا الخلافية.

    الجديد أنه فجأة حصل تغير في مواقف إيران وحزب الله من حماس، وفجأة حصل انقلاب أعاد الترحيب بهذه الحركة وتم إعلاء أهمية التحالف معها. ويستطيع المراقب المحايد الموضوعي أن يلاحظ أن كل الكتاب والمحللين الذين كانوا يهاجمون حماس في الأشهر السابقة صاروا يمدحونها، وأن كل الوسائل الإعلامية التي كانت تتهم حماس بالتخلي عن محور المقاومة والالتحاق بالمحور التركي القطري الأمريكي صارت تمتدح حماس وتشيد بأهمية التحالف معها.

    لا بل أنه ومن خلال التدقيق في مضمون المقالات والتحليلات السياسية لاحظنا أن الأدلة التي يشار إليها في أن حماس عادت للحضن الإيراني هي أدلة قديمة مثل زيارتي حماس لإيران وهما حصلتا في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013، أو أن ممثل حماس في لبنان ألقى كلمة في إفطار السفارة الإيرانية، فقد أكد مسؤولون في حماس أن الحركة ترسل أحد قيادييها لحضور هذا الإفطار منذ عدة سنوات، ولم تقاطع هذا الإفطار أو أنشطة السفارة الإيرانية الأخرى مطلقاً.

    وبالتالي يتبين أن هناك دوافع قوية حصلت في المنطقة أملت على حزب الله وإيران أن يعيدا تحالفهما مع حركة حماس، وأهم هذه المستجدات:

    1. الإنقلاب الذي حصل في مصر وتبين أن وراءه تعاون كبير بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والدول العربية التابعة لواشنطن، ويهدف لضرب كل الحركات والمشاريع الإسلامية في المنطقة.

    2. قرار الإدارة الأمريكية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من أجل تمرير حل نهائي للقضية الفلسطينية.

    3. أن الإنقلاب في مصر أعقبه قرار اوروبي باعتبار الجناح العسكري لحزب الله إرهابياً، وهذا يؤشر على مرحلة جديدة من الصراع.

    4. تشير المعطيات إلى ارتفاع مستوى الاستهداف الأمريكي الأوروبي العربي لنظام الرئيس بشار الأسد، مايوحي بأن انقلاب مصر ستعقبه انقلابات كبيرة.

    5. تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا وقطاع غزة.

    6. ازدياد دور الدول العربية المتعاونة مع إسرائيل.

    7. ازدياد خسائر حزب الله الشعبية والسياسية، وتراجع شعبيته في العالم الإسلامي بسبب تورطه في سوريا، وهي مسألة يدركها الحزب.

    هذا يدل على أن حزب الله وإيران وجدا أنه لابد من محو الخطأ الذي ارتكب بحق حماس، وأنه من الضروري التقارب مع هذه الحركة الفلسطينية الإسلامية السنية المقاومة التي لها تأثير سياسي قوي وعلاقات واسعة في المنطقة.

    وأن أكبر دليل على هذا التغيير في موقف حزب الله وإيران تجاه حماس هو قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الخطاب الذي ألقاه في يوم القدس في بيروت إن الحزب منفتح على جميع القوى الفلسطينية بدون استثناء، وطبعاً أراد حماس تحديداً دون أن يسميها.
    وهذا يدل على أن حزب الله وإيران راجعا سياسيتهما تجاه حماس، ووجدا أنه لا بد من المصالحة معها.. والعودة عن الخطأ فضيلة.


    د. حسن أبو حشيش/ المركز الفلسطيني للاعلام

    حماس والجهاد.. حِلف الضّرورة
    صلاح حميدة / المركز الفلسطيني للاعلام
    وذهبت تحليلات أخرى للقول إن حزب الله هو الذي أعاد علاقته بحركة حماس واضطر للتراجع أمامها بعد سلسلة من الأحداث والتطورات في المنطقة، وأن حزب الله يعيد اليوم توثيق علاقاته بحماس لأنها بوابته الوحيدة على أكثر من حل ومخرج، بعد خساراته السياسية والشعبية وقتاله في سوريا.

    إن هذه القضية تستوجب النقاش العلمي الموضوعي، إذ لابد من معرفة أين حصل التغيير في العلاقة بين حماس وحزب الله، ومن قام به؟.

    في إطار المراجعة الموضوعية للأحداث والمواقف خلال شهر، ومن خلال رصدنا لمواقف حزب الله وحماس، نلاحظ أن حركة حماس لم تقم بإصدار أي بيان سياسي أو تصريح أو خطوة متميزة تظهر أنها قدمت تنازلاً في مواقفها تجاه إيران وحزب الله، لم تظهر أنها غيرت من خطابها السياسي. فكل ماكانت تقوله حماس عن تمسكها بالمقاومة ورفضها للعنف في سوريا، ورفضها للتدخل الخارجي هناك ظلت تردده، مع تردادها أيضاً لرفض الفتنة المذهبية، وضرورة إبقاء التحالفات حول فلسطين والمقاومة والابتعاد عن القضايا الخلافية.

    الجديد أنه فجأة حصل تغير في مواقف إيران وحزب الله من حماس، وفجأة حصل انقلاب أعاد الترحيب بهذه الحركة وتم إعلاء أهمية التحالف معها. ويستطيع المراقب المحايد الموضوعي أن يلاحظ أن كل الكتاب والمحللين الذين كانوا يهاجمون حماس في الأشهر السابقة صاروا يمدحونها، وأن كل الوسائل الإعلامية التي كانت تتهم حماس بالتخلي عن محور المقاومة والالتحاق بالمحور التركي القطري الأمريكي صارت تمتدح حماس وتشيد بأهمية التحالف معها.

    لا بل أنه ومن خلال التدقيق في مضمون المقالات والتحليلات السياسية لاحظنا أن الأدلة التي يشار إليها في أن حماس عادت للحضن الإيراني هي أدلة قديمة مثل زيارتي حماس لإيران وهما حصلتا في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013، أو أن ممثل حماس في لبنان ألقى كلمة في إفطار السفارة الإيرانية، فقد أكد مسؤولون في حماس أن الحركة ترسل أحد قيادييها لحضور هذا الإفطار منذ عدة سنوات، ولم تقاطع هذا الإفطار أو أنشطة السفارة الإيرانية الأخرى مطلقاً.

    وبالتالي يتبين أن هناك دوافع قوية حصلت في المنطقة أملت على حزب الله وإيران أن يعيدا تحالفهما مع حركة حماس، وأهم هذه المستجدات:

    1. الإنقلاب الذي حصل في مصر وتبين أن وراءه تعاون كبير بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والدول العربية التابعة لواشنطن، ويهدف لضرب كل الحركات والمشاريع الإسلامية في المنطقة.

    2. قرار الإدارة الأمريكية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من أجل تمرير حل نهائي للقضية الفلسطينية.

    3. أن الإنقلاب في مصر أعقبه قرار اوروبي باعتبار الجناح العسكري لحزب الله إرهابياً، وهذا يؤشر على مرحلة جديدة من الصراع.

    4. تشير المعطيات إلى ارتفاع مستوى الاستهداف الأمريكي الأوروبي العربي لنظام الرئيس بشار الأسد، مايوحي بأن انقلاب مصر ستعقبه انقلابات كبيرة.

    5. تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا وقطاع غزة.

    6. ازدياد دور الدول العربية المتعاونة مع إسرائيل.

    7. ازدياد خسائر حزب الله الشعبية والسياسية، وتراجع شعبيته في العالم الإسلامي بسبب تورطه في سوريا، وهي مسألة يدركها الحزب.

    هذا يدل على أن حزب الله وإيران وجدا أنه لابد من محو الخطأ الذي ارتكب بحق حماس، وأنه من الضروري التقارب مع هذه الحركة الفلسطينية الإسلامية السنية المقاومة التي لها تأثير سياسي قوي وعلاقات واسعة في المنطقة.

    وأن أكبر دليل على هذا التغيير في موقف حزب الله وإيران تجاه حماس هو قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الخطاب الذي ألقاه في يوم القدس في بيروت إن الحزب منفتح على جميع القوى الفلسطينية بدون استثناء، وطبعاً أراد حماس تحديداً دون أن يسميها.
    وهذا يدل على أن حزب الله وإيران راجعا سياسيتهما تجاه حماس، ووجدا أنه لا بد من المصالحة معها.. والعودة عن الخطأ فضيلة.


    د. حسن أبو حشيش/ المركز الفلسطيني للاعلام

    فضائح سفارة فلسطينية
    فهمي شراب / المركز الفلسطيني للإعلام

    العدو يقتل وبلير يرحب والمفاوضات تستمر
    عصام شاور / فلسطين اون لاين
    الشهيد إسلام
    خالد معالي / فلسطين اون لاين


    خالد معالي- صوت الاقصى





    في نقد نقد الإخوان المسلمين (1)
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للإعلام

    بادية أشير إلى ثلاث ملاحظات تمهيدية، منعًا لأي التباس من الممكن أن ينشأ في فهم هذه المقالة:
    الأولى: أن هذه المقالة، والتي تأتي على حلقات، تتناول بعضًا من أوجه الخلل المنهجي الذي ظهر لي من خلال قراءتي لبعض الكتاب المشتغلين بالفكر الإسلامي، ومناقشاتي معهم، ومن ثم فهي ليست اعتراضًا على مبدأ نقد جماعة الإخوان المسلمين، وهو العمل الذي مارسته ككاتب ومتحدث في الشأن المصري كثيرًا.
    ولستُ الآن بصدد بيان الفكرة المركزية التي أستند إليها في نقدي لخيارات الإخوان المسلمين في مصر، حيث سبق لي الكتابة والحديث فيها، كما إنني أتفق على وجود أخطاء للإخوان في إدارة العملية السياسية من داخل المسار الذي ارتضوه رغم اعتراضي على هذا المسار ابتداء.
    لكن جوهر نقدي هنا على تحميل الإخوان حصرًا المسؤولية، والعجز عن ملاحظة أدوار الفواعل الأخرى، والأسباب المتعلقة بالظرف الموضوعي، والمعطيات الواقعية، إضافة إلى تضخيم أخطاء الإخوان وتحويلها إلى كارثية فيما يسع الخطأ فيه.
    والذي أعتقده أن الانقلاب كان واقعًا لا محالة، حتى لو تجنب الإخوان كل الأخطاء الحقيقية والمتوهمة المنسوبة إليهم، وحتى لو التزموا التزامًا مستحيلاً بكل النصائح والمطالب المتناقضة الموجهة إليهم!
    وهو ما لا يرغب في الالتفات إليه هؤلاء الذين أقصدهم بالمناقشة هنا، أي البحث في صحة المراهنة على الدولة وإصلاحها من الداخل بالرغم من الاشتراط الذي تقوم فيه هذه الدولة بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية.
    والثانية: المقالة، لا تقصد أحدًا بعينه، بقدر ما ترمي الإشارة إلى ما أعتبره خللاً منهجيًا في تحليل الأحداث المصرية، واتخاذ المواقف إزاءها، وتحديدًا من بعض الشخصيات المهتمة بالفكر الإسلامي، والتي هي غالبًا متحررة من الأسباب الذاتية في قراءة المشهد، من قبيل وجود خصومة شخصية مع جماعة الإخوان المسلمين، أي أن المناقشة مع أصحاب موقف فكري خالص، كما يفترض، لا مع أصحاب خصومات شخصية.
    كما إنها لا تقصد مناقشة كل ما يوجه لجماعة الإخوان المسلمين من نقد، حيث أتفق مع بعضه، كما أن النقد الموجه للجماعة كثير ومتناقض بحسب المنطلقات الفكرية المتباينة. وبالتالي ليس القصد الدفاع، هنا، عن جماعة الإخوان المسلمين، ولا تفنيد كل ما وجه لها من اتهامات.
    الثالثة: أن فكرة هذه المقالة، تبلورت في الفترة الواقعة ما بين مظاهرات 30 يونيو إلى ما بعد الانقلاب الرسمي في 3 يوليو بقليل، على ضوء مناقشات مع بعض المهتمين بالتعقيب على الحدث المصري من المشتغلين بقضايا في الفكر الإسلامي، حيث كان لافتًا تأييدهم لمظاهرات 30 يونيو، باعتبارها موجة ثورية ثانية، في اتفاق تام مع ادعاء منظمي تلك المظاهرات، دون أن يظهر من هؤلاء أي اعتبار لدور القوى والأطراف والفواعل الأخرى في تأزيم الحالة المصرية والدفع بها عمدًا نحو هاوية الانقلاب العسكري.
    بيد أني لم أنشر ما كتبته في حينه، بانتظار ما يمكن أن تؤكده الأيام، والتي أكدت فعلاً رأيي في أن 30 يونيو لم يكن أكثر من "ثورة" مصطنعة أعدتها أجهزة الدولة، وشكل أنصار مبارك عمودها الفقري، على نحو يبدو عجيبًا ألا يلتفت إليه هؤلاء الكتاب بحجة وجود قطاعات شعبية غير مسيسة في المظاهرات، وبحجة انحياز الذين يسمونهم شباب الثورة إلى هذه المظاهرات!
    مع أن أسوأ مظاهر الفاشية في التاريخ هي تلك التي تدثرت بغطاء جماهيري! وها نحن نرى اليوم شوفينية مصرية حمقاء، وعبادة رعناء للجيش والدولة، وكل هذا كان ثاويًا في القلب من 30 يونيو وما سبقها من إعداد!
    * ملاحظات منهجية:
    (أولاً)
    تحويل الموقف من جماعة الإخوان المسلمين، أو اتخاذ الصورة المتشكلة عنها، إلى أداة تحليل وحيدة لفهم الحدث والحكم عليه، أي وكأن جماعة الإخوان المسلمين تنطوي على جوهر ثابت يجعلها في موضع الاتهام دائمًا، بما يغفل المعطيات الموضوعية على الأرض، وهو الأمر الذي ينتهي في حالة ظلم بين، لأن أبسط مقتضيات العدل تكوين تصور موضوعي من مجمل الوقائع والأحداث، وبتتبع كل الفواعل، واعتماد كل المصادر الممكنة.
    وهذا يعني أن بعض من يفر من ضيق الأيديولوجيا، كما يدعي، يتورط في موقف أيديولوجي من جماعة الإخوان المسلمين، حيث يتحول خلافه الفكري معهم، إلى موقف ثابت منهم، بصرف النظر عن حقيقة الأحداث ومسارها وأدوار الفواعل الأخرى فيها.
    شكل البعض نتيجة ملاحظة ودراسة أو تجربة شخصية مع جماعة الإخوان المسلمين، تصورات إطلاقية، تحولت إلى معمار تأسيسي ينبني عليه الموقف من جماعة الإخوان المسلمين دائمًا، ومن تلك التصورات الإطلاقية، اتهام الجماعة بالانغلاق، والتكلس، والجمود الفكري، والعصبية التنظيمية المفرطة، وتقديم الجماعة على الوطن، وأهل الثقة على أهل الكفاءة، والانتهازية، والتسييس الشديد للفكرة، وعدم صلاحية المعتقدات التقليدية التي تتبناها الجماعة في قيادة الدول وتشكيل إجماع شعبي.. الخ.
    وتبدو هذه الأحكام معقولة في سياق دراسة رصينة محترمة، وهي مقبولة حتى كانطباعات شخصية، لكنها أبدًا غير صالحة لأن ينهض عليها وحدها حكم على الأحداث، بإسقاط تام لكل الوقائع، وإغفال مطلق لأدوار الآخرين، ودون الاعتداد برواية الجماعة كمصدر ضروري للفهم!
    وكان من تجليات هذا المدخل النقدي، تحميل جماعة الإخوان المسلمين وحدها المسؤولية عن كل ما حدث في مصر، منذ سقوط مبارك حتى اختطاف الرئيس محمد مرسي، واغتصاب السلطة، بالرغم من اختلاف موقع الجماعة خلال هذه الفترة، من فاعل سياسي خارج السلطة في فترة حكم المجلس العسكري إلى جانب فواعل أخرى، إلى فاعل سياسي حاكم (افتراضًا) مع فواعل أخرى أهمها جهاز الدولة المناوئ للرئيس الجديد، إلى فصيل سياسي يتعرض لحملة قمع واستئصال ممنهجة ومقصودة.
    هل يمكن أن تبقى مسؤولية الجماعة في نفس المستوى والأثر حتى مع اختلاف موقعها بهذه الصورة الحادة؟
    لا يمكن أن يقول بذلك إلا خصم سياسي أو أيديولوجي، أو ضعيف الملاحظة، وهو ما يعزز المقولة الذاهبة إلى أن الموقف النقدي تجاه جماعة الإخوان المسلمين لدى البعض يتحول بمرور الوقت إلى موقف أيديولوجي ثابت، يضعف الملاحظة النقدية البصيرة.
    هذا المدخل المنحاز والمؤسس على موقف ثابت، يقود إلى إغفال مسؤولية القوى الأخرى عن الدفع نحو إفشال الرئيس محمد مرسي وتجربة الإخوان المسلمين، والعجز عن ملاحظة مناوءة جهاز الدولة للرئيس الجديد، بل وتحميل هذا الرئيس مسؤولية ممارسات الدولة التي تعاديه، والتي لم تتحول بعد إلى جهاز محايد يقبل أي سلطة شرعية جديدة تديره، إضافة إلى الدور الخارجي المكشوف من اللحظة الأولى.
    والغريب، أنه وحين إثبات دور الفواعل الأخرى المحلية والإقليمية والدولية في إفشال الجماعة واغتصاب حقها وإقصائها، بالوقائع الثابتة بما يستحيل دفعها، يجري الاحتجاج، طالما أن المناقشة بالأساس لبعض المشتغلين بالفكر الإسلامي، بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، مع رفض لأي حديث عن المؤامرة، لا لعدم وجودها، ولكن لعدم أهميتها مع وجود الخلل والقصور الذاتي في داخل جماعة الإخوان المسلمين.
    وهذا المنطق يضعنا أمام مجموعة من المغالطات:
    1. فالذي يستشهد بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، يتجاوز عن حقيقة أن الله تعالى، عرض أوجهًا من حكمته فيما جرى من ابتلاء المؤمنين وتمييز الصفوف في نفس السياق، بل ومباشرة بعد هذه الآية، ليتحول النص القرآني لكشف الطابور الخامس من المنافقين داخل الجسم الإسلامي، ثم وبعد الإعلاء من قيمة الشهادة، يمضي النص القرآني وفي نفس السياق للتعرض للكافرين واليهود!
    فلا يمكن أيضًا أن يكون هذا الاستشهاد، المجتزأ الاختزالي، إلا استشهادًا مؤدلجًا منطلقًا من موقف مسبق تجاه الجماعة، خاصة مع الاعتراض الدائم على استشهادات أنصار الجماعة وإسقاطاتهم للآيات القرآنية على ما يعبرونه من تجارب ومحن، وكأن هذا الإسقاط، وبهذا الاختزال المخل، حق لمنتقدي الجماعة حصرًا!
    لقد أحال النص القرآني، إلى العامل الذاتي داعيًا لإدراكه وتجاوزه، لكنه لم يغفل ما يخفى من حكمة وتدبير إلهيين، ومن دور للمؤامرة الداخلية والخارجية!
    2. من الواضح أن قوله تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، كان في أمر بين واضح للصحابة، ولم يكن في أمر يسع فيه الاجتهاد، أو تحار فيه الآراء فيما ليس فيه نص قاطع، أو أمر جلي، أو تأول محتمل، حتى مع اختلاف المفسرين في تفسير هذه الآية، لكنهم على الأقل أجمعوا على أن المقصود معصية وقع بها الصحابة أو بعضهم، ويبدو أن هذه المعصية كانت معلومة للصحابة، رضوان الله عليهم.
    هذا وإن لم يوجد من البشر من هو معصوم من الخطأ والمعصية، فهل يمكن إسقاط الآية بنفس الجزم، على اجتهاد سياسي، في موقف تتعدد فيه الآراء؟ وهل يمكن في لحظة اتخاذ القرار لمن كان في قلب الحدث بكل ضغط المسؤولية، وحرج الموقف، والتباس المشهد، أن يتخذ قراره، كمن يقيّم القرار بأثر رجعي فيما بعد؟ أم أن هذه مصادرة لا معنى لها إلا وأن يلتزم الإخوان المسلمون آراء الناصحين والناقدين، بحيث تصبح مخالفة تلك الآراء كمعصية الله ورسوله؟!
    3. في العادة، والذين تتبعت نقدهم للإخوان، لا يعولون على الإخوان، ويعتقدون أن الشعب المصري يستحق أفضل من الإخوان، وعلى هذا فإن تركيز النقد على الإخوان، مع إغفال الفواعل الأخرى، والاستشهاد بهذه الآية الكريمة، يبدو غريبًا، إذ لماذا يتركز النقد على من لا يعول عليه، بدلاً من توجيه وتسديد من يعول عليه؟
    ألا يبدو غريبًا بالفعل في هذه الحالة ترك كل الفواعل الأخرى للتفرغ لنقد الإخوان الذين لا يعول عليهم، بل وليسوا جديرين أصلاً بحكم الشعب المصري، بل والاحتجاج عليهم بآية نزلت في الصحابة رضوان الله عليهم؟!
    والأهم من ذلك، أن الذين يعلون من قدر الشعب المصري، والذين يعتقد بعضهم أن النموذج الغربي في تقديم الإرادة الشعبية على أي مرجعية مفارقة، هو نهاية التاريخ، يسيئون لهذا الشعب، من حيث أرادوا عكس ذلك، حينما يصادرون حقه في الاختيار، إذ يوجهونه إلى أنه يستحق أفضل من الإخوان الذين اختارهم!
    والحق، أن هذه المقولة صحيحة، في حال تسلط الإخوان على هذا الشعب! لا في حال حكموه بتفويض من هذا الشعب وفق القواعد التي اتفقت عليها القوى السياسية، وكل من خاض الانتخابات البرلمانية والرئاسية!
    وللأمانة، فإن البعض ممن أستحضر نقدهم للإخوان الآن، قد تأكد له لاحقًا؛ أن 30 يونيو كان حدثًا مصطنعًا بتدبير من جهاز الدولة، كما تأكد ذلك على لسان أكثر من طرف من صانعيه، إلا أن الغريب أن يردد البعض هذه المقولة حتى بعد اتضاح هذه الحقيقة، في حالة اتفاق مع جهاز الدولة القمعية! وكأن ما يستحقه الشعب هو ما يراه المثقف أو ما تراه الدولة القمعية!
    4. ألا يمكن تنزيل هذه الآية {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، على الشعب المصري؟ وعلى أي شعب مسلم آخر؟ بل وعلى أي جماعة إنسانية؟ أم إن الأخطاء الذاتية والخيارات الخاطئة لا يقترفها إلا الإخوان المسلمون؟!
    وهل سبب معاناة الشعب المصري اليوم أخطاء جماعة الإخوان المسلمين حصرًا، أم إن هذا الشعب ولأسباب ذاتية كامنة فيه يدفع اليوم كل هذه المعاناة؟
    ألا يبدو شيئًا مثيرًا بالفعل اعتبار الشعب المصري يستحق أفضل من الإخوان ومن العسكر وألا نحيله إلى الأسباب الذاتية التي توقعه اليوم في كل هذه المعاناة؟! أولم تكشف الأحداث عن علل ثاوية في قطاعات من هذه الشعب تتجلى اليوم في مظاهر الشوفينية المريضة وعبادة الدولة والجيش واختصار الوطن في قائد الجيش!؟..(يتبع)



    فضائح سفارة فلسطينية
    فهمي شراب / المركز الفلسطيني للإعلام

    يتضرع البعض أحيانا بأن يكرمهم الله في فلسطين بــ "عودة الكفاح"، ليكتشفوا بأنهم مبتلون بــ "كفاح عودة"، وهو اسم السفير الفلسطيني في اسبانيا، وزوجته السفيرة "هالة فريز"، سفيرة فلسطين لدى السويد، علما بأن القانون لا يسمح بأن يكون الزوج والزوجة سفراء في نفس الوقت! كما عرفنا بأن أصل السيدة فريز أردني من السلط، واكتسبت الجنسية الفلسطينية من زوجها، ويذكر في بعض الروايات أن ابن عمها هو مدير المخابرات الأردنية!!
    وفي الوقت الذي أصدر مجلس الوزراء في سبتمبر 2012 قرارات بوقف التعيينات والترقيات للموظفين بسبب الأزمة المالية، تبين أن مثل هذه القرارات لا تسير على بنت السفير"نور كفاح عودة" الصبية التي تم تعيينها ناطق رسمي في أوروبا براتب شهري يبلغ 4 آلاف دولار! حسب ما ورد في زوايا الفضائح لدى بعض الصحف، وذلك حسب ادعاء والديها السفراء بأنها " شطورة أوي " في الإعلام، وتم التواصل مع الرئيس أبو مازن مباشرة ومع فياض "النزيه الشفاف المحترف" وتمت الموافقة إكراما وإجلالا لوالديها. وقد كانت موافقة رمزي الخوري في " الجيبة" من قبل، وعندما نتحدث عن رمزي الخوري دعنا نتناسى قليلا الطاووس الجميل رياض المالكي، حيث يملك رمزي الخوري العصا السحرية في مسألة التعيينات في وزارة الخارجية، وهذا ما جعل كثيرا من المسيحيين يتبوؤون مناصب عليا تصل لدرجة سفير في كثير من الدول! وغالبية التعيينات من طرف " الكبير أوي" الخوري نابعة على خلفية الولاء والقربى والمحسوبية وليس المهنية والكفاءة. ( معايير جمهورية الموز العتيدة). ولا مانع لدي في تعيين أبناء الوطن المسيحيين، بل هذا حقهم، ولكن بحسب نسبتهم ومدى تمثيلهم النسبي حسب مفاهيم سياسية إجرائية بحتة، إضافة إلى المعايير الأساسية التي يتم من خلالها التعيين.
    وتحت عناوين بارزة مثل " سفيرة فلسطين في ستوكهولم هالة حسني فريز تسكر وتخمر في عز شهر رمضان، عجوز ناقص" يتساءل كثير من رواد وزائري السفارة ، لماذا السفيرة لا تعطي أي حُرمة لشهر رمضان المبارك؟ ولماذا تشرب سجاير المالبورو في حين أن مواطني ستوكهولم يقاطعونه؟ إن المسيحيين أنفسهم يراعون حرمة رمضان أمام المسلمين ولا يتناولون أمامهم الطعام! هل يجب أن تصرف السفيرة عشرات آلاف الدولارات على سواقين أسيويين، وتبذر أموال الشعب الفلسطيني المبتلى من الاحتلال وبطغمة من المرتزقة الوصوليون المحسوبين كذبا وزورا على فلسطين؟ وبخصوص ذكر المساعدات. يتساءل البعض هل من الوطنية في شيء استغلال المساعدات التي تبرع بها الشعب الاسباني لقطاع غزة بُعيد العدوان الإسرائيلي عام 2008-2009 وبيع تلك المساعدات في المغرب العربي؟؟ وكثيرون يتساءلون هل فعل ذلك السيد صلاح القاعود بمفرده؟ أم بإيعاز من السفير ؟ وهل تم افتضاح الأمر بسبب اختلافهم فيما بينهم على توزيع المغانم؟ الأمر الذي استدعى شرطة مدريد لكي تفض عراكهم و مشاكلهم وتوقف اعتداءهم على بعضهم البعض، وتسكت أصواتهم الغوغائية المرتفعة.!
    من الجدير ذكره أن الزوجة تأتي لقضاء أوقات طيبة مع زوجها في اسبانيا الجميلة، تاركة سفارة فلسطين في ستوكهولم بين أيدي رجال المخابرات ورجال الوقائي من جهة ولرجال الموساد من جهة أخرى، و الذين يتربصون برعايا دولة فلسطين الدوائر. وقد أكد ذلك لنا الصحفي "يوسف الشايب" عبر "صحيفة الغد الأردنية"، عندما تجرأ وأشار صراحة في تقرير إلى تورط سفارة فلسطين في فرنسا في أعمال مخابراتية مشبوهة، وأنها تعمل لمصلحة دوائر أجنبية. وان نائب السفير " صفوت ابراغيت" متورط وعدد من المسئولين في قضايا تجسس وقضايا مشبوهة! مما أدى إلى اعتقال الصحفي فترة من قبل السلطة الفلسطينية!!!
    وإذا كان ُظلمِ ذوي القربى اشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند،، فإن المرء قد يلقى من بني جلدته أقسى مما يتوقع أن يلقاه من أعدائه في كثير من الأحايين، فقد تعرض السيد بلال النجار وهو ناشط مؤسساتي، سافر إلى اسبانيا لكي يصنع مستقبله، مثل كثير من الشباب المتطلع إلى السفر للخارج، ولكي يكون معول بناء وسندا لجميع إخوانه وأهله ، وهو ابن عائلة النجار المحترمة، فقد تعرض لكثير من التهديدات وتدخلات موظفي السفارة في عمله. وقد كان يدير عام 2009 مؤسسة " أكاديمية الأمل للغات"، وعندما بدأت تعمل بنجاح، بدأت المؤسسة تشهد زيارات من قبل السفارة وموظفيها. فقد زاره السفير مباركا ومهنئا، وبعد ذلك السيد محمد الطاهر، طالبا من صاحب المؤسسة عرض سعر لتنفيذ دورة اسبانية لمجموعة الشباب/ت . ولكن بشرط وضع جزء من المبلغ على جنب! وقال اعتبره كومشن محبة؟؟ مما جعله يخرج من المكتب مطرودا. وبدؤوا في إحباط وإفشال عقود عمل بين المؤسسة ومؤسسات اسبانية، وفوجئ النجار بأنه كلما ذهب يبحث عن عمل بعدما أوقف حال مؤسسته يقولون له " لا نريد عملاء مخابرات"، مما يدل أن توصية " جامدة أوي" تصل من سفارتنا ضد النجار!
    تأتينا كثير من الشكاوى من جاليتنا في اسبانيا ضد السفارة وتعنتها معهم، وعدم إعطائهم أدنى الرعاية الضرورية، لدرجة يتساءل البعض ما جدوى هذه السفارة؟ وماذا تفعل؟ ولماذا أولاد "الكبار" والدبلوماسيين يتم تعيينهم في السلك الدبلوماسي؟ وبالتالي نبارك للأخت "ديما حسن عصفور" عملها الجديد في البعثة الدبلوماسية في جنيف. وسؤال سريع لها : "أنتِ تخرجتِ ولا لسة بتدرسي؟"
    إلى متى ستظل هذه العربدة وهذا المسلسل اللاخلاقي في سفاراتنا بالخارج؟ ألا من رقيب من الرئاسة أو وزارة الخارجية؟ أم هذا هو الدليل القاطع على أن الفساد طال رأس السمكة؟ لماذا يتم ترقية الدبلوماسي اللاخلاقي والفاسد والمتسلق والذي له قضايا عديدة في الأمن ومشاكل وخلافات حادة مع الجاليات في الخارج؟
    إلى متى سيظل أمثال السيد القنصل محمد عمرو المرتبط بالوقائي الذي يحقق مع طلابنا ويفحص توجهاتهم ، ويكتب التقارير هم المتحكمون في مصائر ورقاب أشراف وأدباء وأبناء فلسطين الأوفياء؟ أيعقل أن السفير الفلسطيني في اسبانيا كفاح عودة الذي تعتبر "فيلته" بمسبحها "الحوض المائي" اكبر من بيت وفيلا السفير الأمريكي يقول أن " هدفنا الأساسي ليس نزع الشرعية عن إسرائيل" وذلك أثناء التحرك الدبلوماسي للاعتراف بدولة غير عضو في الأمم المتحدة. ليموت الحراك الدبلوماسي بعد ذلك وتعود سفاراتنا إلى سباتها العميق وترقد بسلام.
    انه واقع أليم جدا في بعض سفاراتنا المفصومة عن واقعها الفلسطيني المعاش في الداخل. إنهم لا يشعرون بنا في الداخل ويعتاشون على دمائنا ودماء آبائنا وأهلنا التي كانت سببا في سلطتهم وسفاراتهم وأموال المساعدات التي يتنعمون بها في فنادق الخمس نجوم.
    لوثتم سمعتنا في الطين، يا سفارة فلسطين.

    حماس والجهاد.. حِلف الضّرورة
    صلاح حميدة / المركز الفلسطيني للاعلام

    يُثير توقيت الاتفاق الأخير بين حركتي "حماس" و "الجهاد" في قطاع غزة الكثير من التساؤلات في الأروقة السياسية الفلسطينية، لأهمِّيَّته، ولدلالاته السياسية والاستراتيجية الكثيرة، ولمن يتابع نشأة الحركتين، وعلاقاتهما، وتعقيدات المشهد، وطبيعة التفاصيل، والخلافات أحياناً، والحوار المتواصل منذ سنوات لتوحيد الحركتين، أو لصياغة علاقة تحالفية بينهما، يدرك المتابع أهمّية ما جرى الاعلان عنه في قطاع غزة من قبل قيادة الحركتين، والذي تضمن تشكيل هيئة قيادية تدير علاقاتهما في العديد من الجوانب السياسية والنقابية.. والتي سبقها بكثير التعاون على الصعيد العسكري.
    بادر الشهيد فتحي الشقاقي لتأسيس حركة الجهاد التي تبنت العمل المسلح منذ نشأتها، فيما كان الاخوان يرغبون بالمزيد من الوقت لتأسيس قاعدة تنظيمية تستطيع حماية وتَحَمُّل تبعات هذا العمل، وخاصة بعد انقطاعهم عن العمل العسكري لأسباب موضوعية منذ جهادهم ضد المشروع الصهيوني عام 1948م، وما عُرِف ب " معسكرات الشيوخ" والتي كان عملها ينطلق من الأردن في الستينات.
    بعد انطلاق الانتفاضة الأولى وولوج الإخوان - من خلال حماس - للعمل المسلح، برزت الدعوات لتوحيد الحركتين، وكان الخلاف يتمحور – حسب مصادر من الحركتين منتصف التسعينيات في السجون – حول الوحدة الاندماجية، والوحدة التعددية، فكون "حماس" حركة كبيرة، كان طبيعياً أن يرى بعض عناصر الجهاد أنّ حركتهم ستذوب فيها إذا كانت الوحدة اندماجية، فيما كانت "حماس" ترى غير ذلك حينها. بالاضافة إلى اختلافات أخرى رأى كل طرف أنّها تعيق تلك الوحدة، وكانت تشكل عائقاً دون تقاربهما إلى المستوى المطلوب في تلك الفترة، خاصة وأنهما حركتان اسلاميتان تتشابهان في الكثير من الجوانب.
    موقف الحركتين من اتفاقية أوسلو، وتبنيهما للعمل المسلح المقاوم للاحتلال، ودخولهما بقوة في انتفاضة الأقصى، وتنفيذهما لعمليات نوعية أذهلت العالم، وتحقيقهما – برفقة فصائل مقاومة أخرى- لانجازات مهمة في قطاع غزة، تمثلت في إجبار الاحتلال على الانسحاب، والصمود في حربين طاحنتين على القطاع، وتشكيلهما لما يشبه جيوشا مقاومة تحسب لها الكثير من الأطراف الدولية والاقليمية ألف حساب، وإعلانهما بيان النصر من القاهرة معاً، والعلاقات المتميِّزة بين الكثير من قيادات الحركتين، شَكَّلَ فرصةً لتقارب كبير بينهما.
    بالرغم من أنّ موقِفَي الحركتين كان فيه نوع من الاختلاف بالنسبة للملف السوري، إلا أنّ وجود رقبة القضية الفلسطينية والقدس والأقصى والمقاومة الفلسطينية على المقصلة بعد ما جرى في مصر وفي سوريا، و ربما التحولات الناعمة في ايران، كل هذا دفع الحركتين للتفكير ملياً في تشكيل تلك القيادة المشتركة، لخوض أشرس وأخطر معركة ربما تتعرض لها القضية والمقدسات والمقاومة الفلسطينية في تاريخها.
    ولذلك شكلت المنطلقات الفكرية والميدانية، والتحولات في المنطقة والعالم، والعلاقات المميزة بين قيادتي الحركتين، والرؤية الاستراتيجية، والمخاطر المُحدِقة بالقضية وبالمقاومة الفلسطينية، شكَّلت جميعها رافعةً لهذا الاتفاق الذي يعكس إدراكاً لطبيعة المرحلة، واستشعاراً لأهمية الوحدة على الأرض لمواجهة التحديات، والتصدي للمخاطر والتهديدات.
    العدو يقتل وبلير يرحب والمفاوضات تستمر
    عصام شاور / فلسطين اون لاين

    يقال بأن حكومة الكيان العبري اتخذت قرارا يقضي بعمل تسهيلات للمواطنين في الضفة وقطاع غزة، وقد رحب ممثل اللجنة الرباعية لعملية " السلام" توني بلير بتلك التسهيلات التي تساهم في خلق بيئة مناسبة للمفاوضات بين الكيان ومنظمة التحرير على حد تعبيره.
    ما نراه عكس ما تقوله وسائل الإعلام وممثل الرباعية، حيث زادت همجية العدو الإسرائيلي وهجمات المستوطنين على سكان الضفة الغربية والمقدسات، وما زال قتل المواطنين الفلسطينيين بدم بارد مستمرا وكان آخرهم الشهيد الطوباسي من مخيم جنين، فهل هذه التسهيلات الإسرائيلية التي تستحق من بلير التهليل والترحيب؟ وهل هذه هي البيئة التي تناسب المفاوض الفلسطيني والشعب الفلسطيني لتحقيق انجازاته السياسية؟
    إن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين وإصابة الشاب إسلام طوباسي ثم اعتقاله ثم تصفيته بدم بارد لجريمة يجب أن تتوقف بسببها المفاوضات بشكل تام، ولكننا نرى أن جرائم التصفية التي تمارسها قوات الاحتلال في الضفة الغربية لا علاقة لها بالمفاوضات، وقد تكرر هذا الموقف أكثر من مرة في أسابيع قليلة، وهذا شيء مقلق جدا، فكيف يرضى الجانب الفلسطيني أن يفاوض القتلة وأن يفاوض من يحاصر غزة ويسعى إلى إبادة أهلها؟. القيادة الإسرائيلية؛ السياسية والعسكرية لا تفصل بين العمل السياسي وما يجري على الأرض، فهي تقابل كل عمل مقاوم يستهدف مواطنيها بأعمال انتقامية من السلطة الفلسطينية ومن الشعب بغض النظر عن المسئول، ولكننا نرى أن حصار غزة من قبل " إسرائيل" وكأنه أمر طبيعي، ونرى عمليات القتل في الضفة واستباحة المقدسات وكأنها أمور عادية لا تستدعي أكثر من شجب أو استنكار وتهديد _على استحياء_بتقديم شكوى إلى المجتمع الدولي، أو إلى الرباعية الدولية التي ترحب بالقرارات الإسرائيلية الوهمية ولا ترى الجرائم وبشاعتها كما يفعل ممثلها توني بلير.
    نذكر بأننا توقعنا أن تكون هناك تسهيلات " إسرائيلية " و " مصرية " لغزة ، ونحذر مرة أخرى بأن تلك التسهيلات ما هي إلا مقدمة لحصار مطبق على قطاع غزة، فالتسهيلات وخاصة الإسرائيلية أشبه بالقنابل الدخانية وعلى المعنيين البحث عما يخفيه الدخان _غير الحصار_من مكر ومؤامرات تستهدف قطاع غزة وسكانه.

    الشهيد إسلام
    خالد معالي / فلسطين اون لاين

    صارت مخيمات الضفة الغربية المحتلة ساحات إعدام: جنود مدججون في مختلف أنواع الأسلحة القاتلة والمميتة؛ مقابل أطفال ونساء وشباب عزل في المخيمات، لا يملكون غير حبهم وتشبثهم بأرضهم.
    هكذا هي المخيمات بنظر قادة الاحتلال: مكان لتصفية وقتل الشبان في عمر الورود، بدم بارد دون تردد، في جرائم يندى لها جبين الإنسانية، تتكرر يومًا بعد يوم؛ فبالأمس في مخيم قلنديا ثلاثة شهداء، واليوم يتكرر القتل في مخيم جنين، وغدًا الله وحده يعلم من سيخطف شبابهم، وهو ما يشير إلى أن الاحتلال لا يقيم وزنًا للإنسان الفلسطيني، ولا يبحث إلا عن ممارسة هوايته وساديته بأبشع صورها.
    الشاب إسلام حسام سعيد الطوباسي (19 عامًا) لم يتركه الاحتلال ينعم بشبابه، ولا بتحقيق أحلامه، بل عاجله بالرصاص الحي، وكأنهم في وضع حربي، مع أنهم دخلوا إلى بيت مدني فيه أناس عزل وبسطاء؛ لأسر شاب مسالم وهو يغط في نومه.
    لو جرح جندي من جنود الاحتلال؛ لأسعف على وجه السرعة، ولكن الإنسان الفلسطيني إن جرح بسبب رصاص جيش الاحتلال لا يحرك الجنود له ساكنًا، ويتركوه حتى يتصفى دمه، ويموت، وهو ما عايشه الكثير من الفلسطينيين ورأوه بأم أعينهم، وهو ما حصل مع الشهيد إسلام.
    صار اقتحام جنود الاحتلال منازل الفلسطينيين المسالمين، وتفجير أبوابهم، وإرهاب الأطفال والنساء، وضرب الشبان حتى النساء إن اعترضن على عملية الأسر، فضلًا عن إطلاق الرصاص الحي؛ أمرًا عاديًّا في عرف جنود الاحتلال، وهذا مؤشر خطير جدًّا على التصعيد المتعمد من قبل قادة جيش الاحتلال الذين يتلقون أوامرهم من المستوى السياسي مباشرة.
    استخفاف جنود الاحتلال حياة وأرواح مواطني الضفة الغربية مؤشر على أن قيمة الإنسان تنخفض لدى من يعبؤون تعبئة خطأ وعنصرية بغيضة؛ فهم يعدون الفلسطيني من الأغيار، ولا بأس بقتله، وهذا مزيج من اللوثة الدينية والفكرية.
    لا يحتاج الاحتلال إلى ذرائع ليجرم بحق المدنيين المسالمين في مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة الغربية؛ فهو يختلق بسرعة أية تهمة مفبركة وجاهزة؛ ليتخذها ذريعة لإجرامه، من قبيل: "حاول الهرب"، و"لم ينصاع لأوامر الجنود"، و"حاول اختطاف سلاح جندي"، و"ألقى حجارة"، و"إنه خطر على حياة الجنود"، وهكذا.
    الاحتلال إلى زوال، ومهما مارس من إجرام فلن يطيل عمره، وقطف أعمار وزهرات شباب فلسطين المحتلة لن يفيدهم بشيء، ولن يفلتوا من العقاب لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومصير "نتنياهو" وجيشه المرتعش الخائف من التحولات في المنطقة إلى مزابل التاريخ، عاجلًا أم آجلًا.
    في المحصلة ترينا جريمة قتل الشهيد إسلام، وغيره من الشهداء أن الاحتلال لا يقيم وزنًا للحياة الإنسانية، ولذلك وجب سرعة التصدي له بسرعة طي صفحة الانقسام، والتوحد معًا لمواجهة مخططاته، فهل نحن فاعلون؟!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 346
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-30, 08:48 AM
  2. اقلام واراء حماس 337
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:57 AM
  3. اقلام واراء حماس 336
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:56 AM
  4. اقلام واراء حماس 335
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:54 AM
  5. اقلام واراء حماس 334
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •