النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 513

  1. #1

    اقلام واراء حماس 513

    اقلام وآراء
    (513 )

    السبت
    01/02/2014



    مختارات من اعلام حماس


    أقلام وآراء (513 )
    خداع الصورة والتصور: حماس وحزب الله
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
    صورة من زنزانة الرئيس
    خالد صادق / فلسطين اون لاين
    مَـنْ يجرؤ على الترشح
    فهمي هويدي / فلسطين الان
    تركيا و إيران .. جديد المنطقة وتحولاتها
    حسام الدجني / فلسطين الان
    شهداء خلف القضبان
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    الانقسام والاستقواء بالأجنبي
    نقولا ناصر / المركز الفلسطيني للاعلام















    خداع الصورة والتصور: حماس وحزب الله
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
    لا تهدف هذه المقالة إلى الانتقاص من التاريخ المقاوم لحزب الله، ولكنها تهدف إلى تأكيد الحق في انتقاد حزب الله ككيان غير مقدس حتى وإن مارس المقاومة، إذ أنه لا يمكن لنا أن ندير حوارا معقولا وقابلاً للتبادلية ما كان هناك مقدس بشري مضروب حوله الحمى، كما لا يمكن البحث في المسألة الطائفية دون تناول كل أطرافها بلا استثناء، وإلا فإننا نكون إزاء عملية طائفية خالصة تهدف إلى التغطية على أحد الأطراف الطائفية فعلاً، وما لا يقل عن ذلك أهمية أن ثمة حاجة مبدئية في رفض جعل أي جماعة بشرية معيارا للصواب والخطأ، بحيث تصير الجريمة غاية الصواب والصحة إذ اقترفتها هذه الجماعة، وإلا فإن نتيجة هذا التنصيب لهذا المقدس هو الرضى بالعبودية له أو بوصايته علينا. وأخيرا فإنه لا بد من كشف عملية التضليل التي تتم باستخدام صورة الحزب المقاوم بهدف التغطية على خيارات سياسية أو إسقاط مخالفين سياسيين أو أيديولوجيين.
    مثلاً؛ يمكننا رصد موقف فريق من اليسار العربي وبخاصة الفلسطيني، من كل من تدخل حزب الله في سوريا، وانقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر، ففي الوقت الذي برر فيه هذا الفريق لحزب الله هذا التدخل الدموي السافر بحجة حماية المقاومة ورد "المؤامرة الكونية بأطرافها الأمريكية والصهيونية والخليجية... الخ، عن قلعة العروبة وعرين المقاومة والممانعة"، فإنه قد أيد انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر، رغم توجه هذا الانقلاب مباشرة ومن اللحظة الأولى لحصار قطاع غزة وخنق المقاومة فيها بل والتلويح باحتمال توجيه ضربة لحركة حماس في غزة!
    تبدو أسباب هذا الفريق مركبة، في القلب منها تصوير حزب الله كمجسد مطلق ونهائي للمقاومة، حتى أن هذا الفريق من المناصرين عجز عن إدراك تدرج حزب الله في تبرير تدخله، من النفي، إلى التبرير الطائفي (حماية مقام زينب)، إلى حماية المقاومة، وأخيرا الحرب على "التكفريين: الإرهابيين". فمع أن الأسباب التي قدمها حزب الله في بعضها متعارضة، من النفي إلى الإثبات، وإذ يتناغم أخيرا مع الدعاية الأمريكية في الحرب على الإرهاب منسجما مع تحولات إيران الأخيرة، كما أنه قدم أسبابا طائفية واضحة رافقها تعبئة طائفية لجمهوره ما يعزز بالضرورة الصراع الطائفي ويخلق وعيا طائفيا مشوها عماده الترويج لأكذوية المس بمقامات آل البيت، فإن هذا الفريق من المناصرين صدورا عن الإيمان الصادق، أو استغلال واع للصورة لم ير في ذلك كله إلا حماية للمقاومة!
    بيد أن اتخاذ حماس مسافة من النظام السوري بعد الثورة السورية، وهيمنة مشاعر الحسد السياسي والحقد الأيديولوجي على اليسار العربي، دفعت هذا الفريق لتأييد السيسي في ذبح الإخوان المسلمين، وغض الطرف عن خنقه للمقاومة في قطاع غزة. فحركة حماس تغادر مربع المقاومة إن اختلفت مع "معيار المقاومة: حزب الله"! حتى لو كان حزب الله بالفعل كافا عن المقاومة، وكانت حماس بالفعل تمارس المقاومة، بل وأكثر من ذلك يتبنى هذا الفريق الذي برر تدخل حزب الله في سوريا دعاية سلطة الانقلاب المصرية التي تتهم حماس بالتدخل في مصر!
    وللأسف فإن دعم انقلاب عبد الفتاح السيسي وعدوانه على المقاومة في غزة؛ لا يقتصر على أنصار الحزب ممن هم خارج مجاله، فبعض الإعلام التابع للحزب أو الذي يدور في فلكه، مرئيا أو مطبوعا، لا يخفي تأييده للانقلاب المدعوم أمريكيا وخليجيا والذي يتجه للقضاء على المقاومة في غزة، حتى مع استمرار بعض الأطراف في الانقلاب في الدعاية التقليدية المعادية للحزب والموروثة من حقبة مبارك.
    في الأزمة السورية اعتبر هذا الفريق الدعم القطري والسعودي لطرف في المعارضة السورية دليلاً على سقوط عدالة مطالب الجماهير التي حصدتها آلة النظام الباطشة في شوارع سوريا في أيام الثورة الأولى، وحتى قبل عسكرة الثورة السورية، بينما غض هذا الفريق النظر تماما عن الدور الخليجي السافر في دعم المعارضة المصرية ومن ثم تبني الانقلاب المصري دون مواربة بلا حجاب. فالدور الخليجي في الحالة السورية برهان على عمالة الثورة السورية، بينما ليست له أي دلالة سلبية في الحالة المصرية ما كان المستهدف من ذلك "الإخوان" الذين أيدوا بدورهم الثورة السورية!
    وفي نفس السياق تأتي العلاقة بقطر، فحركة حماس لم تعيّر من طرف هذا الفريق بعلاقتها بقطر، إلا بعد تحول العلاقات بين قطر والمحور الذي يقع فيه حزب الله على إثر الثورة السورية. فالعلاقة بقطر وبأي طرف مشروعة طالما منحها حزب الله ومحوره المشروعية، ومشبوهة ما سحب عنها الحزب ومحوره المشروعية، ذلك أن علاقة حماس بقطر لم تكن بأحسن من علاقة حزب الله ومحوره بقطر حتى انفجار الثورة السورية!
    الخطورة في هذا المثل واضحة من حيث تغطية المواقف السياسية بستار من المبادئ والمقولات المناهضة للاستعمار، فإقامة قطر لعلاقات دبلوماسية مع دولة العدو الصهيوني، ووجود قاعدة أمريكية فيها، لم يؤثر على استقبال أميرها السابق حمد استقبال الفاتحين في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما الاختلاف حول النظام السوري من بعد الثورة السورية، بمعنى الاختلاف مع اصطفاف حزب الله، سبب كاف كي يتذكر هذا الفريق فجأة القاعدة الأمريكية التي في قطر وعلاقتها بدولة العدو!
    ما لا يقل عن ذلك مفارقة، استمرار هذا الفريق من اليسار، وللأسف من بعض الإسلاميين المرتبطين بإيران، في نفي صفة المقاومة عن حماس أو التشكيك باستمرارها على الخط المقاوم، والمسارعة في كل تهدئة بينها وبين العدو إلى التأكيد على خروجها النهائي من مربع المقاومة، بالرغم من أن أي تهدئة بين حماس والعدو الصهيوني لم تبلغ أقصر هدنة بين حزب الله والصهاينة. فآخر مواجهة بين الحزب ودولة العدو كانت قبل أكثر من سبع سنوات، بينما لم يمض على حرب "حجارة السجيل" بين حماس والاحتلال سنتان بعد، فلم يكن لينقضي عجبي حينما قال لي ذات مرة أحد الأصدقاء من محبي حزب الله في نقده لحماس أن هدنتها مع الاحتلال هي أطول هدنة في التاريخ!
    إن الحرص على حزب الله كحزب مقاوم، وضرورة مواجهة الحالة الطائفية المتصاعدة، تتطلب منا نقد حزب الله تماما، كما أن أي كيان فاعل في مجالنا العربي والإسلامي خاضع للنقد والتحليل الصريح. وإن التعبير الصادق عن الحرص على المقاومة يتمثل في تخليصها من أسر أي نسق مغلق توضع فيه. فالمقاومة مثال هادي كما أي مثال نبيل نهتدي ونسترشد به ونسعى للاستنارة بضوئه على طريقنا، دون أن نتمكن من امتلاكه نهائيا أو ادعاء تجسيده المطلق أو الحديث باسمه، فبهذا فقط نحرر المقاومة من تحميلها أخطاءنا وأهواءنا ومصالحنا، ونحميها من أن تستخدم غطاء لمشاريعنا الخاصة ومصالحنا الضيقة بمعزل عن مصلحة عموم الأمة، ومن أن تستخدم أداة لتصفية الحساب مع قوى تهتدي وتسترشد بالمقاومة. بمعنى أن هذا النقد ضروري لإحقاق العدالة حينما يفضح المعايير المزدوجة، ولتخليص المقاومة من عملية اغتصاب بشعة ومستمرة، وحمايتها من الجور عليها وعلى الحقيقة باسمها وباسم الحقيقة!
    ملاحظة ختامية؛ كنت أود الاكتفاء ببعض ما تعرض له الجزء الأول من هذه المقالة من نقد على صفحتي على الفيسبوك كشاهد على صحة ادعائي، فتلك التعقيبات الناقدة للمقالة تجاوزت تماما عن كل ما هو مكتوب فيها، لمناقشة الكاتب فيما لم يقله أبدا، مشكّلة مفارقة لافتة، إذ أنها أكدت مقالتي من حيث أرادت نقضها، ولكني آثرت أخيرا أن يأتي تمام المقالة كما خطط له تقريبا، وإن كانت تلك الحوارات تصلح للعرض كشواهد في مقالة مستقلة.

    الانقسام والاستقواء بالأجنبي
    نقولا ناصر / المركز الفلسطيني للاعلام
    جزيرة تايوان، أو "جمهورية الصين"، هي جزء لا يتجزأ من "الوطن" الصيني الأكبر في جمهورية الصين الشعبية، لكن استقواء "القوميين" الصينيين بالولايات المتحدة بعد هزيمتهم أمام الشيوعيين حوّل تايوان إلى دولة مستقلة مقتطعة من الوطن الأم في البر الآسيوي وكانت هذه الدولة، بفضل الدعم الأميركي، واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي قبل أن تعيد الأمم المتحدة هذا الحق إلى صاحبه الشرعي في بيجين عام 1971.
    وسوف يقوم وزير "شؤون البر الرئيسي" (أي الوطن الأم في الصين) في حكومة تايوان بزيارة وصفت ب"التاريخية" للصين الشعبية كونها الأولى على هذا المستوى منذ عام 1949 سوف تستغرق أربعة أيام قبيل منتصف شباط / فبراير الجاري والهدف كما أعلنه الوزير التايواني هو "تطبيع" العلاقات بين حكومتين لشعب واحد يعيش في دولتين منفصلتين بفضل الاستقواء بالأجنبي الأميركي.
    وهذا الانقسام الوطني في الصين ليس حالة الانقسام الوحيدة الناجمة عن الاستقواء بالأجنبي في آسيا، فوجود الكوريتين مثال آخر، وتقسيم الإرث الاستعماري البريطاني في شبه القارة الهندية إلى عدة دول مثال ثالث,كان الاستقواء بالأجنبي عاملا رئيسيا فيه، ولولا الهزيمة الأميركية في فيتنام التي وحدتها لكانت فيتنام اليوم شمالية وجنوبية كمثال رابع، وفي هذه الحالات وغيرها ما زال الاستقواء بالأجنبي هو السبب الرئيسي في الانقسام الوطني واستمراره وفي فشل جهود "تطبيع" العلاقات بين أطرافه.
    والاستقواء بالأجنبي والخضوع لشروطه ما زال هو العامل الرئيسي في الانقسام الوطني الفلسطيني واستمراره وفشل جهود الاستجابة للمطالبة الشعبية بإنهائه، وإذا ما استمر هذا الاستقواء ربما سيطول عمر هذا الانقسام إلى عقود من الزمن كما في الأمثلة الآسيوية، وقد لا يكون من باب السخرية السياسية توقع إنشاء وزارة لشؤون قطاع غزة في حكومة رام الله ووزارة نظيرة لها لشؤون الضفة الغربية في حكومة غزة!
    والانقسام الفلسطيني ليس إلا مجرد جزء من ظاهرة عربية مستشرية كالسرطان في جسد الأمة قادت إلى "الانفصال" وتمهد لمشاريع انفصال، بفضل استقواء بعضها بالأجنبي، وبخاصة الأميركي، وهي ظاهرة تستفحل اليوم حد الاستقواء غير المعلن بمعاهدات واتفاقيات مبرمة مع العدو التاريخي للأمة في دولة الاحتلال الإسرائيلي من ناحية وحد تنسيق تقاطع للمصالح معها من ناحية أخرى في تفاهمات ربما لن يمضي وقت طويل قبل أن تتحول بدورها إلى اتفاقيات موقعة إذا ما استمرت هذه الظاهرة العربية المدمرة لوحدة الأمة وكينونتها في الاستفحال.
    وكان الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف في مطلع عام 2011 قد حذر من أن الأحداث التي بدأت تشهدها المنطقة آنذاك تنذر ب"عشرات السنين" من الاضطراب وب"تفكك" بلدان "كبيرة كثيفة السكان" في المنطقة.
    وبدلا من مقاومة هذه الظاهرة ترتفع أصوات "نعي" الأمة باعتبار اندثارها قد أصبح حقيقة واقعة لا رجعة عنها.
    فعلى سبيل المثال كتب الاعلامي العربي سامي كليب (في فضائية "الميادين" الآن وقبلها في "الجزيرة") في صحيفة "الأخبار" اللبنانية في الرابع عشر من الشهر الماضي إنها ظاهرة تنذر ب"نهاية" وجود "أمة عربية" ليتنبأ بأن "المستقبل واضح جدا" إذ لن تكون أي دولة عربية منفردة "قادرة على البقاء من دون تدخل أجنبي"، وبأن الدول الأجنبية سوف ترسم للمنطقة "حدودا جديدة" تحل محل الحدود التي رسمتها اتفاقية "سايكس – بيكو" البريطانية الفرنسية التي جزأت المشرق العربي إلى دوله الحالية بعد الحرب العالمية الأولى بعد أن أعلن كليب "انتهاء" صلاحية هذه الاتفاقية.
    وبعد عشرة أيام، كمثال آخر، وفي مقال عنوانه "تفكك المشرق" العربي، كتب بول سالم، مدير مركز الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي الأميركية في بيروت، ينذر بأن هذا المشرق يدخل الآن "فترة انقسام عميق" وبأن "تجربتنا" مع دول سايكس – بيكو "قد فشلت ونحن نعود الآن إلى المربع الأول" قبل أن يقتبس من الصحفي اللبناني الراحل غسان تويني قوله إن القرن العشرين الماضي كان "قرنا ضائعا" للعرب.
    وفي اليوم السابق كان مدير عام قناة الجزيرة السابق، وضاح خنفر، قد فسر السبب في هذا "التفكك" في مقال له، ففي رأيه أن "المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط هي أنه ظل، منذ الحرب العالمية الأولى، معتمدا على قوى أجنبية وكان عاجزا عن إقامة توازن اقليمي أساسه مصالح بلدان المنطقة ذاتها، لذلك فإن أحداث العقود الماضية من الزمن تعكس مصالح القوى العظمى وتوازن السياسات العالمية" ليخلص إلى الاستنتاج بأن "السنوات القليلة الماضية قد أثبتت أن اعتماد الشرق الأوسط على القوى الدولية لم يعد مثمرا."
    في دراسة له نشرتها فصلية "ميدل ايست كوورترلي" في خريف عام 2003، غداة الغزو الأميركي للعراق، استبعد آشر سوسر، مدير مركز موشي دايان بجامعة (تل أبيب) في دولة الاحتلال، أن يكون عنوان دراسته تلك "انحطاط العالم العربي"، لأن عبارة "العالم العربي"، في رأيه، تعطي انطباعا خاطئا بأن الدول العربية "تعمل كمجموعة سياسية" مع أنه "لم يعد لها وجود" كمجموعة واحدة، ليقول إنه "لا توجد حتى تكتلات أو محاور لدول عربية معينة ضد اخرى، كما كان الحال في الماضي"، فكل دولة منها معنية بذاتها، "ومعظمها بالتعاون مع الولايات المتحدة، وقلة منها ضدها"، ليخلص إلى الاستشهاد بأقوال "دبلوماسيين عرب" إن "من المشكوك فيه أن يتمكن المرء من الإشارة إلى شيء مثل وجود نظام عربي جماعي، فالقليل جدا يجمع بين الدول العربية الاثنتين وعشرين غير اللغة المشتركة بينها"!
    ومن المؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي المستفيد الرئيسي من حال التفكك العربي الراهن، ف"الانحطاط العربي" الراهن قد "عزز المكانة الإقليمية لدول الشرق الأوسط غير العربية: (إسرائيل) وتركيا وإيران" كما استنتج آشر سوسر قبل عشر سنوات.
    والمشهد العام في حال الأمة اليوم يرقى إلى مأساة انتحار ذاتي جماعي:
    فمع "دار الحرب" و"دار الكفر" يسود السلام والتعاون بينما تدور في "دار الإسلام" وفي قلبها العربي تحديدا حروب داحس والغبراء الجاهلية.
    فدول "سايكس وبيكو" المتهاوية تعلن الحروب على بعضها، ويستقوي بعضها على بعضها الآخر بالأجنبي، الذي يحرض الحكام ضد بعضهم، ويحمي استبداد سلطانهم من شعوبهم، بينما يعلن دعم الشعوب ضد حكامها، ويضيّع الهوية العربية الإسلامية للوطن العربي الكبير، فيسمي مغربه "شمال إفريقيا" ويغرق مشرقه في "الشرق الأوسط" أو "الشرق الأدنى"، ويقسم المجتمعات إلى أقليات دينية وعرقية وطائفية ولغوية وحضرية وبدوية وقبلية، ويؤلب "الإسلامي" على "القومي"، و"العلماني" على "المتدين"، والليبرالي على الشيوعي، والكرد والأمازيغ والطوارق والأفارقة على العرب، والعربي الأردني على شقيقه الفلسطيني، واليمني الجنوبي على الشمالي، إلخ.، لتظل الأمة العربية هي الوحيدة المجزأة بين الأمم ووطنها هو الوحيد المجزأ بين الأوطان، كشرط مسبق لا غنى عنه لترسيخ دولة المشروع الصهيوني في فلسطين، قلب الأمة ووطنها الأكبر.

    صورة من زنزانة الرئيس
    خالد صادق / فلسطين اون لاين
    مواضيع متعلقةتركيا تقيل 40 جنرالا متهما بالانقلاب إصابة 4 جنود إسرائيليين بانقلاب جيب في الضفة إصابة 4 جنود إسرائيليين بانقلاب دبابة في النقب
    في مكان يفتقد لكل ما يدل على الحياة, تشعر وكأنك تعيش في غير عالمك, وأن ما حولك ساكن كالموت, يقطع هذا الصمت الرهيب قطرة ماء تسقط من صنبور متهالك يعتريه الصدأ, وجدار حفرت عليه بعض الكلمات الباهتة وكأنها تدل على وعي صاحبها. أنفاسه تهوي كالطير المذبوح, تتلاحق متسارعة ومنهكة, هي كل ما يدل على الحياة, يقوم بلملمة أشلائه المتناثرة في أركان الزنزانة المظلمة, في ذلك المكان الموحش "يحيا الرئيس" وكأنه يريد أن يقهر السكون بصمته, ويبعث في المكان ألف حياة, جسده يقطر بالعذابات والآهات ودموع متلألئة تعكس صفحة النور المتسلل لوحشة المكان في خيوط بالية من كوة كامنة على رأس الجدار.
    تحسس بأنامله جرحاً في وجهه يكاد يندمل بعد أن داواه بصبره الجميل, وتذكر يوم أن حاولوا إجباره على ارتداء ملابس السجن لاقتياده للمحكمة الهزلية, فصرخ فيهم غاضبًا أنا محمد مرسي رئيس الجمهورية فمن تكونون أيها النكرات. لا لن أرتدي هذه الثياب وأطل بها على شعبي, فأنا الرئيس الشرعي وأنتم لا تملكون محاكمتي, عليكم أن تعلموا جيدا أنكم مهما حاولتم فلن أرتدي هذه الثياب.
    أنت .. هل تظن نفسك أنك ما زلت رئيسا .. ارتدِ الثياب وإلا ... لا يمكنكم أن تجبروني على شيء أيها الانقلابيون فأنا أمثل كرامة وطني وشعبي وأنتم حتما إلى زوال إن عاجلا أم آجلا, يجب أن تعلموا ذلك جيدا فأيامكم معدودة. آه يا ابن ... اضربوه حتى يفيق من أحلامه ويعرف أنه أصبح سجينًا, وأنه لم يعد رئيساً انهالت عليه سياطهم وعصيهم بغلِّهم وحقدهم وحيوانيتهم, حتى أغشي عليه وجروه إلى زنزانته الوحيدة. ابتسم وهو يعيد سجل الذكريات للثورة المجيدة, في مثل هذا اليوم 25 يناير 2011م كان في غياهب السجن, وقد فتحت أبوابه مشرعة ليخرج منه رئيسًا لمصر, هل تعود الذكرى من جديد, هل لا يزال الشعب المصري يصنع التاريخ من جديد, أم قهرته آلة القمع والموت العاتية التي تحصد الأرواح حصدا, نعم ..
    ما زلت أراهن على الشعب فهو دائما يصنع المعجزات, أنا أدرى بشعبي منهم, فهم يحاولون إقناعي بأن الأمور عادت إلى طبيعتها, والناس قد لفظتني إلى غير رجعة, لكني أعلم أنهم كاذبون, وإلا لما كانوا وضعوني في هذا المكان, وأبعدوني عن مشاهد الحياة بحلوها ومرها. ها هي أصوات قادمة .. إنها وقع أقدام معتادة تقترب من الزنزانة وأصوات مفاتيح تقرع, نعم إن هذا البؤس يدل على الحياة, نظر تحت قدمية فإذا برغيف خبز جاف يقذف من أسفل الباب, وقصعة بها بيضة مهشمة وشطر حبة طماطم ذابلة, تقذف إليه بتمتمات لم يفهمها, لكنها توحي بتحسر السجان على تقديمه لهذا الطعام لأنه يمنح الرئيس مزيدا من القدرة على العيش ومواصلة الحياة, ولو سمح له بالحديث لقالها علانية, لكن الحديث يمنع عن الرئيس حتى لا تتبدل الأفكار والقناعات.
    مسكين هذا السجان, يظن أنه يأسرني بين الجدران, ولا يدرك أنه يبعث في شعبي الثورة من جديد, إنه لا يعرف كيف تصنع الثورة أمجاداً, وكيف أن خيوط الحرية تنبعث من بين الظلام, لكأني أشتم رائحة يناير تملأ المكان, اسمع صهيل الخيل الجامحة, وصيحات النصر الصاخبة, اسمع شلالات الدماء المسفوح وهى تروي ظمأ الأرض حمما لتنبت براكين الثورة من جديد, وتبعث في سماء الوطن أقماراً تنير كل الدروب الحالكة. لا يزال في الوطن متسع لبقايا حياة, يجب أن نقبض على الجمر حتى نحقق النصر, الثورة تنبعث فينا وتولد من جديد, والحرية تنتزع من بين أنياب الطغاة المتجبرين, وليس لها ثمن, فمهرها أعمارنا وحصاد السنين, عودي ثورة يناير فقد عادت الغربان تنعق في سمائك من جديد, عاد الفراعنة بجبروتهم وسفكهم للدماء, يستبيحون دماء الأطفال الذين يولدون من جديد, وأطل فلول العصر الذين سلبوا الأوطان من جحورهم, وتجرأ قراصنة البحر المرتزقة على سفينة الوطن المبحرة إلى شاطئ الأمان, ليمنعوا الموج العاتي من الرسو على حدود الوطن المنشود, لكن بشائر النصر تأتينا كنسمات عليلة, تعيد أرواحنا الراحلة إلى أجسادنا الهزيلة, تبشرنا بفجر جديد, أقبل أيها البشير وألقِ قميصك على وجه الشعب الصابر, فالنصر سيولد من جديد.

    شهداء خلف القضبان
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    مواضيع متعلقةالأهلي يستضيف "تشلسي" في غياب نجومه تركيا تقيل 40 جنرالا متهما بالانقلاب الإعلام الفلسطيني
    ﻟﺳت ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻧوان أﻋﻼه ، اﻟذي اﺳﺗوﻗﻔﻧﻲ ﺣﯾن ﻛﻧت أﺗﺎﺑﻊ اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻘﺻﯾرة اﻟﻣﺑﺛوﺛﺔ ﻋﺑر ﻣوﻗﻊ ﺗوﯾﺗر. وﻓﮭﻣت أﻧﮫ ﻋﻧوان ﻟﺷرﯾط وﺛﺎﺋﻘﻲ أﻋدﺗﮫ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن، وﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﻣﺿﻣوﻧﮫ. ﻷﻧﻧﻲ وﺟدﺗﮫ ﯾﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ ﻣﺳﻛوت ﻋﻧﮭﺎ ﻣن أﺣداث ﺛورة 25 ﯾﻧﺎﯾر 2011.
    ذﻟك أﻧﮫ وﺛق ﺑﺎﻟﺻوت واﻟﺻورة ﻣﺎ ﺟرى داﺧل اﻟﺳﺟون اﻟﻣﺻرﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة. وأھﻣﯾﺔ اﻟﺷرﯾط ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أﻧﮫ ذھب إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت اﻟﻠﻐط طوال اﻷﺷﮭر اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ورﻛزت ﻋﻠﻰ ﻣن ﻓﺗﺢ اﻟﺳﺟون، وھو اﻟﺳؤال اﻟذي ﻧﺳﺟت ﻣن ﺣوﻟﮫ ﻗﺻص ﻋدة ﺧﺿﻌت ﻛﻠﮭﺎ ﻟﻠﺗوظﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﺷﮭدﻧﺎ أﺣد ﻓﺻوﻟﮫ ھذه اﻷﯾﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﺳمى ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﮭروب ﻣن ﺳﺟن وادي اﻟﻧطرون.
    أﻣﺎ اﻟﺷرﯾط ﻓﺈن ﻣﺣﺗواه رﺳم اﻟﻣﺷﮭد ﻣن داﺧل اﻟﺳﺟون وﻟﯾس ﻣن ﺧﺎرﺟﮭﺎ. وﻻ أﻋرف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺛﮫ ھذه اﻷﯾﺎم ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻧظر ﻗﺿﯾﺔ ﺳﺟن وادي اﻟﻧطرون أم ﻻ، إﻻ أﻧﻧﻲ أزﻋم أن ﺿﻣﮫ إﻟﻰ وﺛﺎﺋق اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻧظورة ﻗد ﯾﻐﯾر ﻣن ﻣﺳﺎرھﺎ إن ﻟم ﯾﻘﻠﺑﮭﺎ رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘب.
    اﻟﺷرﯾط ﺗﺿﻣن ﺻورا ﻟﺑﻌض ﻣظﺎھر اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺷﮭدﺗﮭﺎ اﻟﺳﺟون. واﻷھم ﻣن ذﻟك أﻧﮫ ﺳﺟل ﺷﮭﺎدات ﻟﺑﻌض اﻟﻧزﻻء اﻟذﯾن ﻋﺎﯾﺷوا اﻷﺣداث وﺗﺣدﺛوا ﻋﻣﺎ رأوه ﺑﺄﻋﯾﻧﮭم، وﺷﮭﺎدات أﺧرى ﻟﻧﻣﺎذج ﻣن أھﺎﻟﻲ اﻟﻧزﻻء اﻟذﯾن ﺗﺣدﺛوا ﻋن ﻋذاﺑﺎﺗﮭم وھم ﯾﺣﺎوﻟون ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛون اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻗد أﺟرﺗﮭﺎ ﺑﺧﺻوص ﻣﺎ ﺟرى.
    وأﻏﻠب ﺗﻠك اﻟﺷﮭﺎدات ﻛﺎﻧت ﻗد وردت ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﻠﯾﻔزﯾوﯾﺔ ﺟرى ﺑﺛﮭﺎ ﻓﻲ 24 أﻏﺳطس ﻋﺎم 2011، ﺿﻣن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﺳﺗﺎذ ﯾﺳري ﻓودة "آﺧر ﻛﻼم".
    اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻌث ﺑﮭﺎ اﻟﺷرﯾط اﻟوﺛﺎﺋﻘﻲ ﺗﻘول ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة إن اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﺟون ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻌﻣدة وﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻗﯾﺎدات ﻓﻲ وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ذاﺗﮭﺎ، وان ﻓﺗﺢ اﻟﺳﺟون وإﺧراج ﻣن ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺻد ﺑﮫ إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔوﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد ﻹﻓﺷﺎل اﻟﺛورة، ﻷن ذﻟك ﻛﺎن ﻣﺗواﻛﺑﺎ ﻣﻊ ﻣوﻗﻌﺔ اﻟﺟﻣل اﻟﺗﻲ اﺳﺗﮭدﻓت اﻻﻧﻘﺿﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﺛوار اﻟذﯾن اﺣﺗﺷدوا ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺣرﯾر ﻟﺻرﻓﮭم ﻣﻧﮫ.
    وﻷﺟل إﺧراج ﻧزﻻء اﻟﺳﺟون ﻓﺈن اﻷﯾدي اﻟﻣدﺑرة ﻟﺟﺄت إﻟﻰ ﺗﺟوﯾﻌﮭم وﻗطﻊ اﻟﻣﯾﺎه واﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ ﻋﻧﮭم. ﻛﻣﺎ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ اﺳﺗﺛﺎرﺗﮭم ﺑﺈطﻼق اﻟرﺻﺎص ﻋﻠﯾﮭم، اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﻗﺗل ﻣﺋﺔ ﺷﺧص ﻣﻧﮭم (وﺻﻔوا ﺑﺄﻧﮭم ﺷﮭداء ﺧﻠف اﻟﻘﺿﺑﺎن).
    ﺑل إن اﻹﺻرار ﻋﻠﻰ إﺧراج اﻟﻣﺳﺟوﻧﯾن وﺻل إﻟﻰ ﺣد إطﻼق اﻟرﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﻣن اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺔ ﻣن اﻟﺿﺑﺎط أﻧﻔﺳﮭم. وھو ﻣﺎ ﺣدث ﻣﻊ اﻟﻠواء ﻣﺣﻣد اﻟﺑطران ﻣدﯾر ﻣﺑﺎﺣث اﻟﺳﺟون اﻟذي ﻗﺗل ﻓﻲ ﺳﺟن اﻟﻘطﺎ ﯾوم 29 ﯾﻧﺎﯾر، ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد أﻋﻠن ﻟﻣن ﺣوﻟﮫ أن اﻟﻌﺎدﻟﻲ (وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ) ﻗرر أن ﯾﺣرق اﻟﺑﻠد.
    أﻣﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺿﻣرة اﻟﺗﻲ ﯾوﺟﮭﮭﺎ اﻟﺷرﯾط ﻓﺧﻼﺻﺗﮭﺎ أن ھﻧﺎك ﺟرﯾﻣﺔ وﻗﻌت داﺧل اﻟﺳﺟون ﻣﺳﻛوت ﻋﻧﮭﺎ (ﻗﺿﯾﺔ ﻗﺗل اﻟﻠواء اﻟﺑطران ﺗم ﺣﻔظﮭﺎ)، ﻟﺳﺑب ﺟوھري ھو أن ﻓﺗﺢ اﻟﻣﻠف ﻓﻲ ظل وﺟود اﻟﺷﮭود اﻷﺣﯾﺎء ﻣن اﻟﻧزﻻء وذوي اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق إﻓﺷﺎل اﻟﺛورة وﻗﻣﻊ اﻟﺛوار. وھﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻔﻘد ﺳﻠطﺎﻧﮭﺎ، ﺑل اﺳﺗﻌﺎدت اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮭﺎ.
    ذﻟك أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺗﻌذر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﺗﮭﺎم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻣﺎ ﺟرى ﻣن أﺣداث ﻓﻲ داﺧل اﻟﺳﺟون، ﻷن وﻗﺎﺋﻌﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﺣدﺛت ﻓﻲ ﻣﻘﺎر ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻟﯾس ﻓﯾﮭﺎ ﺳوى اﻟﻣﺳﺟوﻧﯾن وﺣراﺳﮭم ﻣن اﻟﺿﺑﺎط واﻟﺟﻧود. وﻷن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻛﺎن ﻻ ﺑد أن ﯾﺳدل اﻟﺳﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﻔﺎﺻﯾل، وأن ﯾوﺟﮫ ﻛل اﻻھﺗﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﺎ ﺣدث ﺧﺎرﺟﮭﺎ، اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﮭل ﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺗﮭﺎم إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ، ﺑﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻏﺳل أﯾدي ﻗﯾﺎدات اﻟﺷرطﺔ ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﺟرى، وھو ﻣﺎ ﺣدث ﺑﺎﻟﺿﺑط.
    ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻻﻧﺗﺑﺎه أن اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ رﺳﻣﮭﺎ ووﺛﻘﮭﺎ اﻟﺷرﯾط ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﮫ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻘﺻﻲ اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗرأﺳﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟدﻛﺗور ﻋﺎدل ﻗورة اﻟرﺋﯾس اﻷﺳﺑق ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض، واﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔت ﺑﺗﺣري ﻣﺎ ﺟرى ﻓﻲ أﺣداث اﻟﺛورة (اﻟﻔﺗرة ﻣن 25 ﯾﻧﺎﯾر إﻟﻰ 11 ﻓﺑراﯾر).
    وﻗد أﺷرت إﻟﻰ ﺧﻼﺻﺔ ذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ ﻣﻘﺎل سابق، وﻧﻘﻠت ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗوﻟﮭﺎ أن ھﻧﺎك ﺗﺻورﯾن ﯾﻔﺳران ﻣﺎ ﺟرى ﻣن اﻧﻔﻼت أﻣﻧﻲ، أﺣدھﻣﺎ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﺗﻌﻣدا ﻣن ﺟﺎﻧب ﻗﯾﺎدات اﻟداﺧﻠﯾﺔ، أو أﻧﮫ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻋﺗداءات ﻣن اﻟﺧﺎرج اﺳﺗﮭدﻓت اﻟﺳﺟون.
    وﻗد أوردت اﻟﻠﺟﻧﺔ دﻻﺋل ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺗرﺟﯾﺢ اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻷول، وھو ﻣﺎ اﺛﺑﺗﮫ ﻣوﺛﻘﺎ ﺷرﯾط اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
    ﻛﺛﯾرة ھﻲ اﻟﻘراﺋن اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻋب اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺣداث اﻟﺛورة، وإﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ ﻟﺗﺿرب ﻋﺻﻔورﯾن ﺑﺣﺟر واﺣد، ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗﺧﻠﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭﺎ وﺗﻐﺳل أﯾدﯾﮭﺎ ﻣﻣﺎ ﺟرى، وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻣﻛن اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻏﯾر اﻟﻣرﺿﻲ ﻋﻧﮭﺎ أو اﻟﻣﻧﺎوﺋﺔ ﻟﮭﺎ. وﻟﻛﻲ ُﯾﺑرأ اﻷوﻟون ﻓﺈن اﺗﮭﺎم اﻷﺧﯾرﯾن ﯾوﻓر اﻟﻐطﺎء وﯾﺣﻘق اﻟﻣراد.
    ﻟﻘد ﻗﺗﻠوا اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻣرﺗﯾن. ﻣرة ﺑرﺻﺎص اﻷﺟﮭزة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟذي أﻧﮭﻰ ﺣﯾﺎﺗﮭم. وﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺗﻘﺎرﯾر اﻷﺟﮭزة ذاﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺣﺟﺑت إﻧﺻﺎﻓﮭم.
    وﻟﻸﺳف ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺷﮭداء اﻟذﯾن ﺳﻘطوا أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة وﺑﻌدھﺎ، اﻟذﯾن أﺳﻘطوا ﻣن اﻟذاﻛرة وﻟم ﯾﺣﺎﺳب أﺣد ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻠﮭم.
    ﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻋﻠﻣﺗﻧﺎ ﺧﺑرة اﻟﺗﺎرﯾﺦ أن اﻟذﯾن ﺻﺎﻏوه ﻟﺳﺗر ﻋوراﺗﮭم وﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم، ﻓﺿﺣﮭم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻌد ذﻟك وﻟم ﯾرﺣﻣﮭم. ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟدﻧﯾﺎ، أﻣﺎ ﻣﺻﺎﺋرھم ﻓﻲ اﻵﺧرة ﻓﻌﻠﻣﮭﺎ ﻋﻧد ﺻﺎﺣب اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﻣﻊ وﯾرى.

    مَـنْ يجرؤ على الترشح
    فهمي هويدي / فلسطين الان
    سنواجه مشكلة في الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة، لا تخلو من مفارقة.. ذلك أن المرشح الذي يتجاسر ويقرر منافسة المشير السيسي لن يسلم من الاتهامات والتجريح.. أما إذا آثر المنافسون السلامة وأحجموا عن منازلته فإن انتخاب السيسي في هذه الحالة لن يسلم بدوره من الاتهام والتجريح.
    وما أقوله ليس مجرد افتراض، لأن الشواهد والمقدمات التي بين أيدينا تنذر كل من تسول له نفسه أن ينافس الرجل بأوخم العواقب، ذلك أننا شهدنا خلال الأشهر السبعة الأخيرة ما الذي جرى للمعارضين، خصوصا حين تجرأ بعضهم وحاول توزيع ملصقات تحض على رفض الدستور، الذي روجت وسائل الإعلام للادعاء بأن التصويت لصالحه هو تصويت على السيسي.
    إن الذين عارضوا السياسات التي صار السيسي رمزا لها دفعوا ثمنا باهظا لقاء ذلك، والمنظمات الحقوقية والمواقع المستقلة.. (ويكي ثورة مثلا) تحدثت عن 2665 قتيلا و15.913 مصابا و21.317 معتقلا.
    وفي الذكرى الثالثة للثورة ــ يوم 25 يناير وحده ــ سقط تسعون قتيلا و277 مصابا إضافة إلى 1341 تم اعتقالهم، وإذا كان ذلك هو الثمن الذي دُفع لقاء معارضة النظام، فلك أن تتصور الثمن الذي يمكن أن يُدفع في حالة الاعتراض على شخص السيسي في الانتخابات الرئاسية.
    لدينا أيضا رسالة أخرى تلقيناها خلال الأشهر الماضية تتمثل في عملية الاستباحة التي تعرضت لها كرامات المعارضين وأعراضهم حتى إذا كانوا من الأصدقاء والحلفاء.. وهى الحملة التي أقنعتنا بأنه إذا كان الخصوم يفقدون حقهم في الحياة فإن الحلفاء يفقدون حقهم في الكرامة..
    لا أتحدث هنا فقط عما أصاب الحلفاء من الدكتور محمد البرادعي وصولا إلى الدكتور زياد بهاء الدين، لكنني أتحدث أيضا عن الشبان الذين رفضوا حكم الإخوان وانضموا إلى المحتجين الذين خرجوا في 30 يونيو، لكنهم أدركوا أن الأمور التي جرت لاحقا انحرفت عن الهدف الذي خرجوا من أجله، فلُفقت لهم التهم وألقوا في السجون واحدا تلو الآخر.
    هذه الاستباحة لا تتطوع بها المنابر والأبواق الإعلامية وحدها، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على معلومات وتقارير الأجهزة الأمنية التي تسرب إلى أصابع تلك الأجهزة المبثوثين في مختلف المنابر، وليست بعيدة عن الأذهان التسريبات التي استهدفت اغتيال وتشويه نشطاء ثورة يناير من خلال التليفزيون أو الكتابات الصحفية.
    في هذا الصدد، فإنه ما عاد سرا أن أي مرشح يفكر في منافسة المشير السيسي سوف يتعرض للتشويه والقصف الإعلامي والاغتيال المعنوي. وقد تابعنا ذلك في بعض البرامج التليفزيونية والتعليقات الصحفية، التي شرعت في قصف الفريق سامي عنان والسيد حمدين صباحي، رغم أن الحملة لا تزال في بداياتها ولم تدخل مرحلة الجد بعد.. وهو المصير الذي لابد أن يلقاه أي مرشح آخر، وينذر كل من يفكر في المنافسة بأنه لن يخرج سليما من المعركة.
    الأمر الذي يعيد إلى الأذهان ذكريات عصر مبارك، ناهيك عن أننا جميعا نعرف مدى الجرأة على الاتهام والإسفاف في التجريح الذي تلجأ إليه بعض الأصوات التي تتصدر المنابر الإعلامية، التي لا ترعى في أي معارض إلاًّ ولا ذمة.
    المشكلة أن المتنافسين على منصب الرئاسة حين يقدمون أنفسهم إلى المجتمع لكي يكسبوا أصواتهم، فإنهم يضطرون ليس فقط لتقديم برامجهم ورؤاهم إلى الرأي العام، ولكنهم يلجأون إلى نقد بعضهم البعض، على الأقل لكي يثبت كل واحد منهم بأنه أولى بالثقة وأجدر بالمنصب.
    وفي هذه الحالة، فإنه في ظل الهيستيريا السائدة فإن أي منافس للسيسي سوف يجد نفسه في خطر داهم، ويشتد ذلك الخطر إذا ما انتبهنا إلى أن كل ما يُعرف عن الرجل أنه ضابط نزيه ومحترف لم يحارب يوما ما، لكنه ليس له تاريخ معروف في الحرب أو في السياسة، وبالتالي فإن التساؤل عن مشروعه ورؤيته للمستقبل ونقد الاثنين يصبح مبررا وواجبا.
    إذا فضل المرشحون أن يتركوا الساحة للمشير السيسي ليس فقط جراء ضمان فوزه، ولكن أيضا تجنبا للتشويه والتشهير، فإن ذلك سوف يثير شبهات وأقاويل كثيرة تسحب من رصيد الرجل وتشكك في ديمقراطية العملية الانتخابية، وفي صدق تعبيرها عن مدنية الدولة والثورة المصرية. ولأن الأمر كذلك فإنني لا أتمنى أن نلجأ إلى الأسلوب الذي اتبعته بعض الدول القابعة خارج التاريخ في احتيالها على الشكل الديمقراطي، بحيث يتم الاتفاق مع مرشح أو أكثر من المتعاونين مع النظام أو رجاله لكي ينافس الشخص المطلوب إنجاحه، بحيث يؤدى دور الكومبارس أو «الدوبلير» كما يقولون في لغة أهل السينما.
    حدث في جمهورية أوزبكستان بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتي، حين ترأسها الأمين العام للحزب الشيوعي السابق إسلام كريموف، الذي أصر على احتكار السلطة بالأساليب الديمقراطية الملتوية الشائعة في العالم الثالث. ففي الانتخابات التي جرت عام 2000 رشحت «المعارضة» لمنافسته أحد أبناء النظام هو عبدالحافظ جلالوف.. وقد ذهب المنافس في وفائه لكريموف أنه أعلن على الملأ أنه سوف يصوت لصالحه، وقد فاز كريموف في تلك «المعركة» بنسبة 91.9٪ من الأصوات.. ولأن اللعبة كانت فجة ومكشوفة فإن الإخراج تغير في انتخابات عام 2007، بحيث رشح الحزب الديمقراطي الليبرالي (لاحظ التسمية) ثلاثة أشخاص لمنافسة كريموف، ولم يُقصِّر الثلاثة وكانوا عند حسن الظن، ولذلك أعلنوا تأييدهم للزعيم المحبوب، وفي ظل الإخراج الجديد الذي وسع من دائرة «المنافسة»، فاز الرجل بنسبة 88.1٪ من الأصوات لاغير..
    هل نتوقع احتمال التفكير في ذلك الحل، خصوصا أن لدينا فرعا معتبرا للحزب الديمقراطي الليبرالي على الطريقة الأوزبكية، إضافة أن لدينا مخرجين أكفاء جاهزين للقيام باللازم؟

    تركيا و إيران .. جديد المنطقة وتحولاتها
    حسام الدجني / فلسطين الان
    في ظل ضعف النظام الإقليمي العربي، وحالة اللااستقرار في مصر وسوريا والعراق على وجه الخصوص نظراً لأهمية تلك المناطق من الناحية الجيوسياسية والحضارية والثقافية ومن ناحية المكانة والدور، شهدت العلاقات بين تركيا وإيران تطوراً هاماً يؤسس لمرحلة جديدة قد ترتقي بها العلاقات بين البلدين لتصل إلى درجة التحالفات الاستراتيجية، فكلا البلدين فاعل رئيس في الشرق الأوسط، و لهما من عناصر القوة ما يؤهلهما لأن يكونا قطبين فاعلين في النظام الدولي الجديد، وصولاً إلى تحقيق اتحاد فدرالي تركي إيراني، وربما تأتي الرسالة التي حملها السيد أردوغان من الرئيس التركي عبدالله غول للمرشد الإيراني والتي جاء بها بعد الترحيب: "إننا نعتبر إيران بيتنا الثاني" .
    زيارة أردوغان لطهران، والزيارة المرتقبة لحسن روحاني لأنقرة خلال الأسابيع المقبلة تشكل تحولاً هاماً في السياسة الخارجية لكلا الدولتين، حيث تربط البلدين مصالح سياسية واقتصادية وأمنية، وتأتي بعد التحول في السياسة الخارجية التركية تجاه الأزمة السورية وتفضيل الحل السياسي عن أي حلول أخرى، وسبل إنجاح الجهود المبذولة في مؤتمر جنيف2، فكلا البلدين لهما ثقل وتمتلكان مفاتيح الحل في إنهاء الصراع الدائر بسوريا، والملف الاقتصادي ليس بعيداً عن الزيارة، فإيران نقلت حساباتها البنكية من تركيا لليابان وسويسرا، وتركيا الدولة الصناعية الواعدة عيونها على سوق الطاقة الإيرانية، بالإضافة إلى العديد من الملفات التي سيناقشها أردوغان مع المسئولين الإيرانيين خلال يومي الزيارة، ومنها انطلاق المجلس الأعلى للتعاون بين البلدين، وكأننا في الطريق نحو الوحدة الفدرالية.
    وهذا الاتحاد يملك من عناصر القوة الاستراتيجية والجيوبوليتيكية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، والثقافية، والممارسة الديمقراطية، والقوة العسكرية والصناعية ، وبذلك نرى الجهود الصهيو أمريكية لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ، وخلق فتنة طائفية بين السنة والشيعة لتكون عائقاً أمام أي تجربة اتحادية في الشرق الأوسط، وهنا سأحاول أن أستشرف قيام اتحاد فيدرالي إيراني تركي، وسأعمل على تحليل عناصر القوة لدى هذا الاتحاد، ونتمنى أن يصبح الحلم حقيقة...
    تبلغ مساحة الاتحاد الفدرالي الإيراني التركي 2.427.452 كم2، وتعداد سكانه يتجاوز الــ 142.5 مليون نسمة، تنتشر على طول حدوده إحدى عشرة دولة مجموع تعداد سكانها ما يقارب 300 مليون نسمة تقريباً، غالبيتهم مسلمون، ويبلغ طول حدوده البرية 4728 كم2، بينما طول حدوده البحرية 9700 كم2، موزعة على سبعة منافذ بحرية، إضافة إلى إشرافه المباشر على مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل، مما يجعل منه قوة بحرية، ويعطيه أهمية جيوإستراتيجية.
    نعم ، هذا الاتحاد لو تحقق سيكون مؤهلاً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وسيكون له دور كبير في صياغة النظام العالمي الجديد، وربما يمارس دبلوماسية شعبية من خلال انفتاح الاتحاد على مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشعوب والتي قد يحقق من خلالها التمدد بسرعة في المنطقة العربية، وقد يساهم في حل الأزمات في المنطقة العربية، لأن اكتمال أضلاع المثلث الاستراتيجي يجب أن ينطلق من قاعدة عربية قد تكون مصر أو سوريا أو العراق.
    إن التقارب الإيراني التركي في هذه المرحلة السياسية الحرجة، وطبيعة التحولات السياسية التي شهدتها الساحة التركية، تؤكد أن هناك تحالفاً استراتيجياً آخذاً بالتبلور بين إيران وتركيا.
    ولكن هذا التحالف أو الاتحاد سيشكل خطراً استراتيجياً على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستقبل الكيان الصهيوني، وكذلك سيكون له ارتدادات قد تمس بعروش الأنظمة الشمولية العربية وعلى وجه الخصوص بعض دول الخليج العربي، لذلك ستواجه الفكرة بقوة من كل الأطراف، ولكن تركيا وإيران وحدهما كما تحدثت من قبل لديهما من المؤهلات للقيام بمثل هكذا تحالف، وبناء نظام سياسي فدرالي قائم على أساس العدالة والقانون والديمقراطية.
    ولكن ينبغي العمل على خلق بيئة سياسية وثقافية مواتية عند شعوب المنطقة لدفعهم نحو القبول للتعايش في هكذا اتحاد، ولعل التجربة الأمريكية في بناء اتحادها الفدرالي عبر ضم إحدى وخمسين ولاية، في دولة تجميعية، بها العديد من الديانات والمذاهب والملل والثقافات، ولكنها استطاعت أن تسيطر على العالم، وربما يكون للاتحاد الفدرالي الإسلامي عناصر قوة قد تفوق الولايات المتحدة الأمريكية، كوننا نمتلك حضارة وثقافة وإرثاً تاريخياً يؤهلنا لأن نكون أسياد العالم

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 473
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 11:13 AM
  2. اقلام واراء حماس 291
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:06 AM
  3. اقلام واراء حماس 290
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:06 AM
  4. اقلام واراء حماس 289
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:05 AM
  5. اقلام واراء حماس 288
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:05 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •