شؤون فتح
مقالات معارضة
(30)
|
في هذا الملف :
- أشاوس حماس الملثمين
صورة من ستُداس غدا ياقادة حماس
الكرامة برس /عطية أبوسعده أبوحمدي
- قرار قطع الرواتب والمشروعية
الكرامة برس /أحمد جمال النجار
- إبلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
الكرامة برس /محمد أبو مهادي
- هناك مسئولية للسلطة لحركة أهل غزة عبر إيرز
الكرامة برس /د. طلال الشريف
- نحن مع الرئيس عباس ونحن ضد الرئيس عباس
صوت فتح / سمير المشهراوي
- فلسطين و الإمارات العربية شركاء في المقاومة
صوت فتح /د.هاني العقاد
- المرأة والأسيرة الفلسطينية ... سيّدةً في القلوب قبل أسر السجّان
صوت فتح /عطية ابوسعده
- خطة كيري الاقتصادية
امد/ د.هشام صدقي ابويونس
- أين العدالة والمساواه والقصاص من الفسادين ؟؟؟
امد/ جمال أيوب
- تعدد الطوائف والهويات في الدولة الواحدة
امد/ عزيز المصري
- ابو مازن يا جبل ما يهزك ريح
امد/ وليد ظاهر
- نقاط الانقلاب والخطة A
فراس برس/م . طارق الثوابتة
- الرئيس عباس و القرار السعودي!
فراس برس/حسن عصفور
أشاوس حماس الملثمين
صورة من ستُداس غدا ياقادة حماس
الكرامة برس /عطية أبوسعده أبوحمدي
يبدو أن الخدع السينمائة والألعاب البهلوانية والبراعة التمثيلية لدى حماس وقادتها لم تتوقف رغم انها انطلت على الكثير من قادتنا ويبدو ان معاشرة الأفاعي لابد وان يكون نهاينها الموت ورأس الأفعى وكما قال الشافعي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب , يلقاك يحلف انّه بك واثقاً وإذا توارى عنك فهو العقرب واحذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدى كما يعدى السليم الأجرب وسلامة الوطن من سلامة المواطن ولكن وللأسف المواطن تغيرت أحاسيسه بمؤثرات مرور الزمن , تهيّأ له ان الامور قد تغيرت وان عجلة المصالحة الحقيقية في الأفق قد لاحت وبما أنّ الفلسطيني بطبعه مسالم حالم وعاش العمر رغم الغدر مسامحا أو ربما خُيّل إليه جبراً انه متسامح على الظلم والظالم وعلى القاتل وتناسي ملامح المقتول …
ولكن بعد أن اندثرت على الأرض معالم القتل وتاهت بين جوارح القلوب الجراح وفجأة وبدون سابق إنذار يأتيك القتل والاعتقال من جديد ,, المرة تلو المرة وتأتيك جمرات النار من أعماق انهار الدم من رجالات حماس العسكرية التي هي في الأصل أياديهم ملطخة بالدماء يبدوا أنها اشتاقت للقتل من جديد واشتاقت إلى رفع راية الدم السوداء كقلوبهم الحاقدة , تلك للأسف كانت حماس وتلك كانت ومازالت مبادئهم وهي أكيد مبادئ الإخوان والأحداث في وطننا العربي كثيرة ومليئة بمثل هؤلاء ولم يكن ماحدث اليوم مفاجأة بل هي طبيعة من طبائعهم فلما المفاجأة اذاً ….
المفاجأة والغرابة أن نرى عكس ذلك , سبق وأن رأيناها من اشاوس حماس الملثمين كأنهم غربان على الأسطح تنتظر الفريسة وبمهارة الغدر تمارس القتل والتعذيب الدموي ولا أريد العودة لما سبق فالجميع يعلم تفاصيل ماحدث ولكن يبدو أن القادم أكثر سواداَ وبما انه لم تكن لديهم سابقا حرمة لرمز الشهيد العظيم فينا ياسر عرفات وتناسينا أو حاولنا نسيان ما حدث واعتبرنا أن هؤلاء تعلموا من التجارب السابقة وإنهم يبحثون عن طريق جديد ليكون مفتاح لعلاقة جديدة وباب لبدايات جديدة وعودة اللحمة لشطري الوطن …
لكن ما بالطبع لا يتطبع ومن كان مريض بأخبث الأمراض لايشفى منه أبدا إلّا بقدرة قادر والحل الوحيد أما الكَي أو الإزالة وهذا ما حصل هذه الأيام في مصر ونتمنى أن تكون للفلسطيني الإرادة الفاعلة والقوية والإصرار على فعل ذلك فالمرض المستفحل المعدي لدى بعض قادة حماس الأمنيين منهم والسياسيين لادواء له ولن تكون هناك فائدة من لقاءات هنا او لقاءات هناك وخيرا
فعلت مصر حسمت الأمر بجرأة قائد وقرار صائب لأنها حقيقة استوعبت الدرس قبل ان نستوعبه نحن برغم ان الجرح من حماس والإخوان كان هو الأسبق والأعمق ولكن التهاون في المطالبة بالحقوق والضعف المقصود وعدم الوقوف ضد الظلم والخوف من القتل واستسهال الذل جعل من حماس فرعونا خارج ارض الفراعنة واستفحل الجرم الحمساوي وتعاظم ….
كم كانت مضحكة عناوين اليوم في مواقعنا وأخبارنا الإعلامية كما كانت أكثر سخفاً في السابق يوم كانت تتغني بما يسمّى المصالحة والبحث جاهدين عن عناوين رنّانة ومرضية لحماس وقادتها ذاك الابن الأصغر والمدلل المريض بمرض التوحد , ذاك القاتل المحبوب والمجرم المرغوب والمهرب المطلوب لإنهاء انقسام قابع على القلوب ,, ضاعت أحلام المصححين وأصحاب مقولة التصحيح ونسينا قليلا معنى الانقلاب او تناسينا تلك الكلمة بمسمياتها ومعانيها الحقيقية …
استلطفنا لقاءات المواراة والتلاقي والمحبة والأحضان للأحضان وموائد الطعام المنتشرة في بيوت قادة الأخت الشقيقة حماس , وعادت ولاحت في الأفق بوادر ومعان جديدة للإخوة من قادتنا الفتحاوية والسلطوية وتناسى الجميع بمن فيهم كاتب هذا المقال والكثير مثله ماحدث من انقلاب دموي أو ربما غضّ النظر او أعجبته في تلك الفترة مافعلت من مجازر وبين ليلة وضحاها تحوّل الانقلاب بقدرة قادر إلى متسبب طبيعي ومنطقي للقاء مع اللقاء وجمالية الدخول في بوابة المتعة الحميميّة والسياحة الداخلية لدى بعض أعضاء لجنتنا المركزية وأصبحت بين ليلة وضحاها غزة محجّاً ومقصدا لكل من اراد العودة من الباب
العريض على موائد الإعلام بعد أن طالته مراحل النسيان وتناسى المجازر الحمساوية أو ربما أعجبته تلك السجادة الحمراء المعبدة بدماء أبناء الفتح العظام ….
ياعظام الفتح وياقادة فلسطين من استهانت عليهم صور الزعيم ياسر عرفات وداسوها بالارجل فلن تستهين عليهم صور الرئيس ابومازن او صورة الشهيد ابوحميد او اي من رموز هذا الشعب المناضل تلك كانت علامات تناساها الجميع ربما كان حرصا على وحدة الوطن كما يقولون او هكذا يصدرون الينا وللاعلام تصريحاتهم الحالمة أو ربما حرصا على وحدة الانتماء لفلسطين اولا واخيرا تلك كانت الجمل المعهودة والمحفوظة عن ظهر قلب .. ولكن في المقابل وبما أن جماعة الاخوان لايؤمنون بالانتماء للمناطقية او الدولة أو الارض بقدر الانتماء للجماعة وتلك علامة واضحة المعالم في سياساتهم الماضية والمستقبلية ولا همّ لديهم سوى السيطرة ولايهم الأسلوب او الطريقة أو طبيعة القتل وعدد القتلى والجرحى فقط المهم والأهم والهدف كان ومازال السيطرة المطلقة على السلطة وهنا لا أعني سلطتنا الفلسطينية بل السلطة او الحكم بمعناه الحقيقي , السيطرة على وطننا العربي والإسلامي والعمل جاهدين على بناء امارة القتل والتدمير والتكفير والجرم المشهود ….
اليوم كانت خزاعة وهي رسالة تحوي بين طيّاتها الكثير من المعاني فهل نتعظ ياقادتنا العظام …. بالأمس كانت صورة الياسر واليوم صورة ابومازن والشهيد اللواء ابوحميد وغدا صورة من ستداس كي نتعظ …..
قرار قطع الرواتب والمشروعية
الكرامة برس /أحمد جمال النجار
إن القرار الصادر من الرئيس أبو مازن بقطع الرواتب عن عدد من الموظفين
المنتسبين للأجهزة الأمنية الفلسطينية ,بصفته القائد الأعلى لقوات الأمن الفلسطينية ,يُخالف أحكام القانون وغير مشروع ويشكل تهديد خطير للحقوق و الحريات الأساسية التي يحميها الدستور,حيث لا توجد هناك ضمن العقوبات الإدارية ما يسمى بالقطع الكلي للراتب .
فالقانون الأساسي الفلسطيني وقانون الخدمة المدنية قد اشتملا على مجموعة من الضمانات التي تكفل حق الموظف العام في الحصول على راتبه، وعدم جواز استقطاعه أو الحجز عليه إلا وفقاً لإجراءات قانونية محددة وبعد إجراء التحقيق الإداري وتمكين الموظف من الدفاع عن نفسه في حالة اتهامه بمخالفة إدارية ، ومنحه الحق في التظلم والطعن في القرار الإداري.
حيث أن من تم قطع رواتبهم من قبل الرئيس محمود عباس لم يتم عرضهم للتحقيق الإداري قبل قطع رواتبهم، وبذلك لم تُتُاح لأي منهم فرصة التحقق من أسباب هذا القرار أو الدفاع عن أنفسهم وإتاحة الفرصة لهم لدفع التهمة,وهذا ما يشكل إخلالا بضمانات حق الدفاع ويعيب القرار.
لكي يعتبر القرار الإداري صحيحاً يجب أن تتوافر فيه الى جانب الأركان شروط الصحة التي من ضمنها (الشكل والإجراء),حيث يجب أن يصدر القرار وفق هذه الإجراءات التي نص عليها القانون ,وفي هذا القرار لم تَتَبع الإدارة هذه الإجراءات وبالتالي فإن القرار الصادر من الرئيس قابل للإبطال لعيب الإجراء والشكل حيث أن المشرع عندما نص على هذه الإجراءات قررها لحماية الصالح المخاطبين بأحكام القرار وأيضاً لتكون ضامناً للأفراد تجاه الإدارة لمنعها من التعسف في استخدام السلطة ,وبذلك لايملك القاضي سلطة تقديرية في إبطال هذا القرار من عدمه .
الاصل ان تتمتع القرارات الادارية بقرينة المشروعية، بمعنى انه يفترض فيها انها قد صدرت صحيحة ومشروعة، الا انها قرينة بسيطة تقبل اثبات العكس، اذ بأمكان صاحب المصلحة في الطعن بالقرار الاداري ان يقيم الدليل على ان القرار الاداري مشوب بعيب من عيوب عدم المشروعية:
أولاً عيب الشكل والإجراء هنا جوهري ويرتب المشرع على مخالفتها جزاء البطلان, لأنها تعتبر من ضمن الإجراءات السابقة على إتخاذ القرارات التأديبية وهذا ما يجعل القرار مشوب بعيب الشكل والاجراء كما أشرت لذلك سابقاً,
ثانياً أن الغاية من القرار الإداري هنا لم تحقق وهي إستهداف المصلحة العامة,فاستهداف المصلحة العامة هو القيد الذي تخضع له الإدارة عند ممارستها لنشاطها الإداري,وفي حالتنا هذه نستطيع رؤية أن الإدارة انحرفت عن تحقيق المصلحة العامة,حيث أنها كانت تقصد تحقيق غرض سياسي بحت حيث أن الدافع هنا لقطع الرواتب لا يَمتُ للصالح العام بصلة بل كان دافع سياسي بحت ,وهذا يعني أن القرار هنا مشوب بعيب "الغاية" الانحراف في استعمال السلطة.
ثالثاً:القرار مشوب بعيب السبب حيث ان الواقعة التي يستند عليها مصدر القرار وهمية وغير مؤسسة على حقائق بل مؤسسة على مجرد واقعة وهمية(مناهضة السياسة العامة لدولة فلسطين) حيث أن هذه الواقعة غير ثابتة بالبينات القانونية لذلك يكون هذا القرار جدير بالإلغاء.
رابعاً:محل القرار هنا وهو ركن أساسي من أركان القرار الاداري مشوب بعيب جسيم وهو أن الأثر القانوني غير مشروع
حيث حيث انه يخالف المادة (15) من القانون الاساسي (.....لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص) حيث لايوجد ضمن العقوبات الإدارية (عقوبة القطع الكلي للمرتب)
ووبالتالي فإن القرار الإداري هنا مُنعدم ويجوز الطعن فيه أمام محكمة العدل العليا لإلغائه في أي وقت.
في رأيي أن عملية قطع الرواتب عن عشرات الأشخاص بدون أي مسوغ قانوني يعتبر عقوبة جماعية للموظفين وعائلاتهم غير انه يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان حيث لا يقف أثار هذه السياسة على انتهاك حق الموظف في الحصول على مرتب بل ايضاً يمس بمستوى معيشة أفراد أسرته في الحياة.
مادة (15) من القانون الاساسي الفلسطيني
"العقوبة شخصية، وتمنع العقوبات الجماعية، ولا جريمة ولا عقوبة إلا بنص قانوني، ولا توقع عقوبة إلا بحكم قضائي، ولا عقاب إلا على الأفعال اللاحقة لنفاذ القانون".
مادة (19)
((لا مساس بحرية الرأي، ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون)).
بقلم الطالب في كلية الحقوق بجامعة الأزهر:أحمد جمال النجار
إبلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
الكرامة برس /محمد أبو مهادي
في خطوة غير مسبوقة إرتكب الرئيس محمود عباس فعل هو الأول من نوعه في الحياة السياسية الفلسطينية بحق العشرات من موظفي قطاع غزة العاملين في الأجهزة الأمنية، حيث قام بترقين قيودهم تحت عنوان " مخالفة السياسة العامة للدولة" بعد سلسة من التهديدات التي أطلقها أعضاء من لجنة فتح المركزية أثناء زيارة نظموها مؤخراً إلى قطاع غزة، وأثاروا خلالها عاصفة من الخلافات التنظيمية داخل حركة فتح، ووجهوا إساءات لدول عربية شقيقة طالما ساندت نضال الشعب الفلسطيني ووقفت إلى جانبه في مختلف الأزمات السياسية والإقتصادية.
مخالفة "السياسة العامة للدولة" مصطلح جديد أستحدث دون أن يعلم أحد ما هي تلك السياسة ومن يقررها في النظام السياسي الفلسطيني، وإن كانت هذه البدعة الجديدة التي يختبرها الآن مع معارضيه في حركة فتح سيتم تجربتها لاحقاً على بقية معارضيه من القوى والأحزاب الفلسطينية وحتى مع من هم خارج المنظمات السياسية دون أي مصوّغ قانوني .
أبو مازن خرج عن التقاليد الفلسطينية في معالجة الشأن الفلسطيني الداخلي أكثر من مرة خلال فترة حكمه للفلسطينيين، مكرساً نهجاً لا مثيل له من التعسف في إستخدام سلطاته بعد أن أضعف وغيّب معظم المؤسسات الفلسطينية عن صناعة القرار، وفي المقدمة منها المؤسستان التشريعية والقضائية، ليعطي نفسه صلاحيات مطلقة يتصرف من خلالها كما يحلو له، لضمان مصالحه الشخصية مع مجموعة من المستفيدين من كل خلاف فلسطيني أي كان نوع هذا الخلاف.
منذ سبع سنوات قام أبو مازن روّج أكذوبة أن قطاع غزة يستهلك نصف موازنة السلطة، والإيحاء المستمر أن غزة عبء إقتصادي على الموازنة العامة، وابتدع قانون "التقاعد المبكر" ثم صادر العلاوات الخاصة بموظفي قطاع غزة، ولم يعالج مشكلة متفرغي السلطة الذين حرى توظيفهم في العام 2005، واستثنى أسر شهداء الحرب على غزة من مستحقاتهم المالية، واغلق باب التوظيف نهائياً أمام أبناء قطاع غزة، وغيرها من خطوات بشكل تزامنت مع تقليصات على مختلف النفقات الصحية والتعليمية والخدمية المقدمة إلى قطاع غزة تارة تحت ذريعة الإنقسام وأخرى لأسباب العجز المالي الذي تمر به السلطة، وفي حقيقة الأمر أن عين عباس وخطته كانت بإتجاه تصفية أي علاقة مالية مع قطاع غزة وهذا ما أعلن عنه أكثر من مرة نافذين مقربين منه في السلطة الفلسطينية وبعض أعضاء اللجنة المركزية من حركة فتح القائمين على تسهيل تمرير سياسات محمود عباس.
تأتي هذه الإجراءات في وقت قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" بقطع المساعدات كانت تقدمها لآلاف الأسر الفلسطينية، وأقدمت المنظمات الأهلية على إنهاء مهام العشرات من موظفيها، وفي ظل عجز مالي تواجهه الحكومة المقالة في قطاع غزة، بعد تصريحات لمسؤولين أممين أن "غزة لم تعد مكاناً صالحاً للعيش" حيث الفقر المدقع والأزمات المتكررة في الكهرباء والمياه والسكن والتعليم والصحة مطالبين المجتمع الدولي بضرورة توفير إغاثات متواصلة تساهم في وقف التدهور الحاصل لحياة السكان فيها بعد أن تعرضت لحصار طويل وحربين تركاها في كارثة إنسانية يصعب تجاوزها في ظل إنقسام فاقم من كارثية هذه الأوضاع الإنسانية والإقتصادية، ليقفز إلى الذهن تساؤل مشروع لماذا تجري كل هذه الأحداث في قطاع غزة بالذات، وهل ما يجرى متفق عليه لتهيئة الظرف أمام مجهول قادم، وما هو تفسير الصمت العالمي عن مأساة أكثر من مليون وثماني مئة ألف فلسطيني دون مبادرة من أي جهة كانت لتقوم بتخفيف حدة معاناة الناس، بل كان ملاحظاً أن بعض المحاولات تم إفشالها كمحاولة حل مشكلة الكهرباء.
الإجابة لا تحتاج إلى جهد لإكتشافها في ظل مفاوضات سياسية تدور بعيداً عن الإجماع الوطني والعربي معضلتها الأساس قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ما يفسر الإستهداف المباشر لقطاع غزة بإعتباره أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين، وما يمثله من ثقل وطني وكفاحي قادر على إفشال أفكار التوطين تسربت عن خطة وزير الخارجية الأمريكي "جون كبيري" ومهد لها الرئيس عباس أثناء إجتماعه مع عدد من الطلاب الإسرائيليين منتصف شهر فبراير الماضي، وبالتالي فإن صناعة مأساة في غزة مهمة منظمة ومقصودة هدفها دفع السكان لقبول خطة الإستسلام التي يروج لها كيري وتلقى قبولاً عند أطراف فلسطينية من أصحاب فكرة المفاوضات مهما بلغت التنازلات.
لا يمكننا فصل ما يجري في قطاع غزة عن مجمل الحالة التي تتعرض لها بقية تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، فالمشهد هناك أكثر مأساوية، ولعلّ القصور الواضح في حل مشكلة حصار مخيم اليرموك وحماية لاجئيه من الموت اليومي، والتخلي عن اللاجئين الذين شردوا مرة أخرى جراء المعارك في سوريا يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك لما يحاك في جلسات المفاوضات بشأن قضية اللاجئين.
لن تتوقف عملية الإستهداف المالي بحق الموظفين من أبناء قطاع غزة وستتواصل معه الضغوطات والإقتصادية على أبناء الضفة الغربية في ظل التلويح الدائم بعجز مالي ستواجهه السلطة في حال فشل المفاوضات، وستترافق مع تمريرات سياسية كتلك التي أـطلقها الرئيس مع وفد الطلاب الإسرائيليين الذين إلتقاهم قبل شهر تقريباً وأثلج صدورهم بعدم نيته إغراق إسرائيل بخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، أو قبول أطراف فلسطينية لفكرة "يهودية دولة إسرائيل" كما تم الإستسلام لواقع بقاء 80%
من المستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية، سيتم الإستغناء التدريجي بشكل منظم ليطال آلاف الموظفين لأسباب مختلفة، وربما يشمل موازنات لفصائل فلسطينية معارضة لعملية المفاوضات لإجبارها على قبول " خطة كيري" أو لجم قدرتها على الحركة الفعلية لمعارضة هذه الخطة وإفشالها.
ليس غريباً كل ما يجري، فالقائد المهزوم يتصرف بمسلكيات شاذة في الدفاع عن موقعه وموقفه، وفريق الهزيمة سيقوم بمحاولات تحويلها إلى "إنتصارات"، أو تبريرها "بالتكتيك" وسيستمر في صناعة وهم "معركة صمود" التي يخوضها القائد والدعوة إلى حمايته وإسناده من جماهير الشعب الفلسطيني إلى يحدث التغيير المتوقع ويطاح بكل هذه "الحالة الوثنية" التي أضرت بشعبنا ومصالحه الوطنية وفقدت شرعيتها الثورية والقانونية والأخلاقية.
هناك مسئولية للسلطة لحركة أهل غزة عبر إيرز
الكرامة برس /د. طلال الشريف
هل أصبحت عزة سجن كبير وبوابته للخارج فقط معبر ايرز ... إذن أين دور السلطة الوطنية لتسهيل حركة سكان القطاع إلى الخارج ... ها هي تعود سيادة المسئولية لكم يا رام الله عن حركة أهل غزة للخارج فماذا أنتم فاعلون .. إجتكوا والراعي نايم
حماس معروف أنها لن تغادر السلطة ولن تعطي غزة على طبق فضة .. ما قصدته هنا أن من يريدوا غزة إذا كان هناك من يريدها فليتقدموا لتركيم خطواتهم في استعادة المسئولية باستعمال صلاحياتهم في اتفاق أوسلو الذي ينظم مرور أهل غزة إلى الجسر وعمان مادام الشعب لا يستطيع الحركة من رفح إلى القاهرة والعالم .. أليس السياسة هي كذلك؟
لا تطلبوا من حماس مواقف فهي في وضع لا تستطيع عمل شيء في هذا المضمار وهي لا تمثل الشعب الفلسطيني ولكن الذي يمثل الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير وهي صاحبة الولاية على السلطة أصلا ومن يريد غزة وأهلها فليستغل الفرصة للتقدم عندما تتراجع حماس ماداموا غير قادرين على استعادة غزة طوال سبع سنوات بكل الطرق وإلا يصبح كلام د. احمد قنديل صحيحا بأن الاطراف الفلسطينية كافة مساهمة في الحصار ولا أحد يريد غزة ولا يريد تحمل مسئولياته عن سكانها.
من الواضح أن الاجراءات العربية متصاعدة نحو اعتبار حماس/ الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وسيتبعها معاناة أكبر لأهل غزة التي تحكمها حركة حماس وستتعطل مصالح حيوية كثيرة وكبيرة لسكان قطاع غزة الذين يعانون منذ سبع سنوات من قلة الحركة والفقر والبطالة وتعطيل حركتهم وتكدير المناحي والمصالح الحياتية فالمرضى ستزداد معاناتهم والطلبة ستزداد معاناتهم وتواصل الغزاويين مع عوائلهم ستزداد صعوبة ناهيك عن تعطل التجارة والزراعة والاستيراد والتصدير والتبادل الحياتي مع المحيط والجوار والعالم أجمع.
لماذا لا تمارس السلطة الآن صلاحياتها لتسهيل عبور أهل غزة إلى الاردن لقضاء مصالحهم فالشعب يريد من يسهل حركته واذا كانت الحجة هي محاصرة حماس فحماس لن تذهب عبر هذا الطريق خشية الاعتقال من الاسرائيليين وإلا يكون الحصار ليس لحماس بل لكل الشعب في قطاع غزة وهذه دعوة ليس للتفريق بين أبناء الشعب وانتماءاتهم وهذا مرفوض، ولكن لا يجوز أن يصبح الشعب في غزة في حالة استاتيكية تتوقف معها الحياة عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة ولكن الرؤية والتفكير والسلوك الصحيح لكل من يتحمل المسئولية عن هذا الشعب أن يحاول ولو من خرم ابرة التخفيف ولو جزئيا من معاناة الناس هنا، وان لم يستطع تخفيف الحصار على الجميع فبقدر الامكان عن البعض لتسير الحياة في انتظار الفرج الكامل على غزة وأهلها .. أليس كذلك؟
نحن مع الرئيس عباس ونحن ضد الرئيس عباس..
صوت فتح / سمير المشهراوي
إن الذي قرر قطع أرزاق عشرات المناضلين وحرمان عائلاتهم من أبسط حقوقهم بالعيش الكريم، سيحمل هذا العار إلى يوم الدين.
أما بقية الأوباش من المخبرين والواشين الأرزقية، فلن يذكرهم أحد لأنهم بحجم الحشرات الضارة، سيتلاشون مع أول الريح !
وليعلم الجميع أن الذين نصحوا أو أشاروا على الرئيس بذلك، أضروه قبل غيره، ليس فقط لأن القرار غير قانوني، بل لأنه لا يعبر عن أي نقطة قوة أو شجاعة، ويعكس حالة من الضعف والإرتباك، ويعكس خطورة الحالة التي وصلنا لها مع هكذا نهج.
إن الإعتقاد لدى بعض المرجفين والطبالين أن رفع شعار المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على الرئيس وإن وجدت، سيمنع الناس من النقد وإبداء الرأي وقول كلمة الحق، هو منطق واه وسخيف، وثقافة بالية ودونية رخيصة تبخرت مع انهيار الدكتاتوريات وسحق أصحابها تحت نعال الإرادة الصلبة للجماهير التي طلبت الحرية والكرامة.
لأن افتراض وجود المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية هو أمر بديهي رافق قضيتنا الوطنية منذ البدايات، ولكنه يجب ألا يمنعنا ولن يمنعنا من قول كلمة الحق، والنقد والإختلاف ولوم المخطىء رئيساً كان أم غفيراً.
وهنا لن يرهبنا فزاعة المأجورين والأراجوزات ، وأن من ينتقد الرئيس يتساوق مع الإحتلال وجزء من المؤامرة النووية الكونية !
ولأن هؤلاء الأرزقية يريدون أن يعيدونا إلى زمن العبيد والرجعية، وتقديس الحاكم ووضعه في مرتبة الآلهة فوق النقد والمحاسبة، بل فوق مرتبة البشر،
ليصبح بذلك الوطن والشعب والقانون في خدمة الحاكم وليستباح كل شيء في سبيل إرضاء السلطان ورغباته، وأهوائه وأحقاده !
لقد أعلنا موقفنا الواضح والثابت بأننا مع الرئيس في مواجهة الإحتلال والضغوط الخارجية ، ولن نخذله طالما صمد وتمسك بحقوق شعبنا وثوابته الوطنية، ورَفَضَ تمديد المفاوضات العبثية .
نحن معه إذا قرر وضع حد لهذه المفاوضات العبثية التي ألحقت بنا وبشعبنا الذل والهوان، ونحن معه في إعادة الروح الكفاحية للحركة والمنظمة، وسنكون أول من يحمل البندقية في مواجهة المحتل وأذنابه، وقد فعلنا في كل المراحل ( وما حدا يبيعنا وطنية ! )
والحقائق يوم الحساب تتحدث عن نفسها .
إن موقفنا هذا لم يأت نفاقاً للرئيس أو خوفاً منه أو من غيره، إنما ما تقتضيه المسؤولية الوطنية والأخلاقية في المراحل الصعبة ، وهو ديدن الرجال الأحرار والمناضلين.
نحن مع الرئيس ضد المحتل وضد الضغوط الخارجية.
ولسنا مع الرئيس فيما يفعله في الوضع الداخلي من أخطاء وكوارثبل نحن ضد الرئيس في منهج التفرد والتسلط وتركيز كل الصلاحيات في يده، وإستغلالها بشكل مزاجي وبعيداً عن القانون، الأمر الذي يتناقض تماماً مع كل الشعارات التي طالما تغنى بها الأخ أبو مازن ( عن الديمقراطية والشفافية ودولة المؤسسات والقانون... الخ ) قبل أن يصبح رئيساً !
ونحن ضد الرئيس في سياسة الإقصاء وقمع الآراء وإلغاء دور المؤسسات الحركية والوطنية.
ونحن ضد الرئيس في حصر خياراتنا بخيار وحيد واه وضعيف وهو المفاوضات،، وإهمال بل وسحق باقي الخيارات وقتل الروح الكفاحية لدى شعبنا.
وبالتأكيد نحن ضد الرئيس في قراراته التعسفية والظالمة بقطع أرزاق المناضلين ومحاربتهم في قوت عيالهم من أجل قمع آرائهم وقهرهم وتحويلهم إلى عبيد السمع المهين والطاعة العمياء.
أولئك الفرسان الذين دافعوا عن السلطة وشرعيتها وعن رئيسها، بأجسادهم وأرواحهم ، من المعيب أن يعاقَبوا وعائلاتهم بهذه الطريقة البشعة اللاقانونية واللا أخلاقية، في الوقت الذي يكافأ فيه الخونة والمتخاذلون.
لأولئك الرجال المناضلين الذين تعرضوا لمذبحة الرواتب، نقول لهم وبأعلى صوت، بأننا لن نخذلكم، وسنقتسم معكم لقمة العيش، وسنضع وندعم كل الأفكار الكفيلة بذلك، والتي تضمن عدم قهر المناضلين من خلال حاجات أطفالهم، وعدم إجبارهم على الإذعان والخنوع وطأطأة الرؤوس.
وسنخوض معكم كل المعارك القانونية اللازمة وفي كافة المحافل، حتى يعود الحق لأصحابه.
ولكل الأحرار الذين قالوا كلمة حق شجاعة على اختلاف مواقعهم مسؤولين وكوادر في الضفة والقطاع، نقول : أنتم رجال في زمن رديء، عز فيه الرجال،، بوركت حناجركم وأقلامكم.
وللشرفاء في هذا الوطن : لا خير فيكم إن لم تقولوا كلمتكم عالية مدوية، تقض مضاجع الظلم والظالمين، وتحفظ لكم رجولتكم وماء وجوهكم، أمام ما يحدث من تنكيل بالديمقراطية الفلسطينية، وتذكروا أن الرجال مواقف.
هكذا تعلمنا القيم الثورية، من الكبار الشهداء أبو أياد وأبو جهاد وأبو علي إياد وأبو علي شاهين وماجد أبو شرار وغيرهم، وجميعهم اختلفوا مع الكبير أبو عمار كلٌ بطريقته، وحافظوا على مدرسة ثورية رائعة تتسم بالجرأة والشجاعة والنقد والتصويب، وإثراء الحركة بوهج الرجال وأفكارهم الخلاقة، وحافظوا على كرامة المناضلين وهيبتهم، التي شكلت هيبة الحركة وقوتها،، ولم يتهمهم أحد بالتساوق مع الأعداء والخصوم ، وبالتأكيد لم يقترب أحد من راتب أحد ، إنما غمرونا بمدرسة المحبة وقيم الرجولة والتسامي والتسامح، وليس الهوان والحقد والكراهية وقيم الإنحطاط.
هكذا كانوا، تياراً ثورياً وطنياً ديمقراطياً في هذه الحركة،، وهكذا سنكون دوماً حاملين لهذه القيم ، أمناء على هذه المدرسة، نقول كلمتنا ونعبر عن رأينا ونفي بإلتزاماتنا الوطنية والأخلاقية مهما كلفنا ذلك، ولن نطأطىء الرؤوس.
المجد والخلود للشهداء والأسرى وأصحاب المواقف من الرجال النشامى .
الخزي والعار للجبناء والقطاريس .
فلسطين و الإمارات العربية شركاء في المقاومة
صوت فتح /د.هاني العقاد
تتعدد أشكال المقاومة في فلسطين وتتنوع أدواتها , والوقوف مع الفلسطينيين في محنهم و شدائدهم كان ومازال شكلا من أشكال المقاومة التي يعرفها الكل الفلسطيني , فلا يعنى الإمداد بالسلاح وحدة شراكة في المقاومة كما يعتقد البعض وانما هناك مليون طريقة يشارك فيها العالم العربي الفلسطينيين مقاومتهم , والإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا انطلقت منذ الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة " في مسيرة مشاركة فلسطين وشعبها الأبي مقاومتهم بعدة طرق اولها المساهمة في
الإغاثة العاجلة للمخيمات والمدن التي نكبها الاحتلال وحاصرها طويلا على امل ان ينال من كبريائها وكرامتها وصمودها وكانت الإمارات العربية المتحدة ممثلة في الهلال الأحمر الإماراتي من اولى المؤسسات العربية التي أوفدت مندوبيها إلى فلسطين وأرسلت كافة أشكال الإغاثة للشعب الفلسطيني المنتفض , وإعانته على مواجهة المحتل الغاشم والثبات و الصمود على ترابه الوطني , وهذه الحقيقة نعتبرها من الحقائق التي رصدها التاريخ وكتبها بأحرف من ذهب في ذلك الوقت ,فقد سجلت العديد من المبادرات الكريمة والشجاعة بتوجيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وتوجيه الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبيالتي تم من خلالها دعم الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس وغزة المحتلين وللاستمرار في مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية , وكان هذا في الوقت الذي مُنعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية من ايصال الاموال للشعب المنتفض بل وكان الاحتلال يعتبر اي اموال تصل عن طريق منظمة التحرير جريمة عسكرية يعاقب عليها الاحتلال بالتعذيب والسجن لسنوات طويلة
استمرت الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا في تبنيها مشاركة فلسطين المقاومة بالطريقة التي تجعل ثبات الفلسطينيين وبقائهم في ارضهم امرا يسيرا وحقيقة واقعية ,وبالطريقة التي تمكنهم من ارضهم ثابتين على ظهرها ,وقد كانت لمناطق المشاركة عنوانا خاصا وله العديد من المعاني فالقدس اول لقاء في مشاركة المقاومة , فقد بادرت جمعية الهلال الاحمر الإماراتي الى انشاء عدة مدن بإسم الشيخ زايد في القدس مما كان له بالغ الاثر في مسيرة الفلسطينيين النضالية , وكان من اهم هذه المدن مدينة الشيخ زايد بالقدس العاصمة الفلسطينية , فقد بادر الهلال الاحمر الاماراتي بإنشاء ضاحية الشيخ زايد على مسافة ليست ببعيدة عن المسجد الاقصى الشريف وفي منطقة تسمى «بيت حنينا» احد احياء القدس العربية العتيقة وهناك أنجز الهلال الاحمر الإماراتي مشروع بناء ضاحية سكنية اطلق عليها "ضاحية الشيخ زايد" لبناء 58 شقة في مباني على أحدث طراز معماري وتوزعها على اعضاء جمعية المعلمين في الحي المقدسي, هؤلاء المعلمين الذين لم يتمكنوا من ايجاد بيوت لهم ولأسرهم وهذا يعنى التعمير في الارض العربية بالقدس قبل ان يستوطنها ويسرقها اليهود ويطرد اصحابها منها ويحولها الى مناطق يهودية الديموغرافيا , ولم تكن القدس وحدها التي وقفت معها الامارات فقد كانت جنين التي دمرها الاحتلال في حرب السور الواقي , حيث لم يتوان الإماراتيون عن نجدة اهل جنين ومخيمها بعد ان دمر الاحتلال عشرات البيوت على رؤوس اهلها وكانت الاغاثة الاماراتية العاجلة لتقديم مواد اغاثية وتموينية وادوية وخيام الى حين تجهيز بيوتهم وبالفعل كانت الامارات بكل معاني الاخوة والنخوة العربية مشاركة اهل جنين مقاومتهم وصمودهم الاسطوري امام جنازير الدبابات التي قطعت اجساد ابنائهم المقاومين الابطال .
لقد كانت الامارات المتحدة وفلسطين صنوان لا يفترقان في الثبات ومواجهة الاحتلال على الارض ,في كل فلسطين من القدس حتى رفح جنوبا ومن البحر الميت حتى البحر الاحمر , ففي غزة كانت للإمارات العربية مئات المشاركات مع الشعب الفلسطيني هناك ليقف ثابتا قويا يكافح ويواجه المحتل الغاصب ويلاحق الاحتلال على طول الارض الفلسطينية شبرا شبرا فأقامت جمعية الهلال الاحمر عدة مدن لإسكان الفلسطينيين الذين هدم الاحتلال بيوتهم واصبحوا بالشارع ولولا هذه المشاريع لكان الالاف من
الفلسطينيين مازالوا يبحثوا عن بيوت لهم ويبحثوا عن من يشد أزرهم في مصيبتهم ويقوي عزيمتهم ويعينهم على مواجهة ضنك الحياة , فكانت مدينة الشيخ زايد في غزة على طريق صلاح الدين لتقترب من ارض فلسطين التاريخية وكانت مدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الاماراتي في خان يونس بالإضافة الى العديد من المشاريع الزراعية ومشاريع حفر الابار وامداد مزارع الفلسطينيين بالمياه ليعتمد الفلسطينيين على انفسهم ويتقووا بمواردهم الوطنية هذا بالإضافة الى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز رعاية المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والتي تتخصص في تقديم كل ما يحتاجه المعاق الفلسطيني من دعم نفسي و لوجستي ليتمكن من الاندماج في الحياة المدنية , والمعروف ان الانتفاضة الاولى والثانية و الحروب المتكررة على الضفة الفلسطينية وغزة خلفتا الاف المعاقين من النساء والشباب و الاطفال الفلسطينيين.
لم تتوقف المشاركة الإماراتية مع الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال ولم تضعف او تحجب هذه المشاركة بل انها اخذت تكبر يوما بعد يوم وتزداد ولم تقتصر عند إنشاء البيوت واعمار ما دمره الاحتلال على مدي اكثر من ثلاث عقود واكثر من الزمان وحتى اللحظة بل ان العديد من المشاريع كانت تستهدف الفئات الاجتماعية التي تحتاج الى الدعم والمساندة مثل الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية , فكانت مستشفى الشيخ زايد في رام الله والمستشفى الإماراتي الأردني في مدينة البيرة الذي اقامته الخدمات الطبية الملكية الأردنية بتمويل إماراتي, وقامت دولة الإمارات كذلك بتجهيز مستشفى الشيخ زايد الجراحي في رام الله بما تحتاجه من أجهزة ومعدات طبية كما أولت هيئة الهلال الأحمر اهتماماً خاصاً للمسجد الأقصى والقدس، وتم افتتاح
عيادة للهلال الأحمر في باحات المسجد الأقصى لتقديم الخدمات الطبية والاسعافيه للمصلين والمرابطين داخل المسجد الأقصى كما وساهمت الامارات العربية في انشاء بناية سكنية في منطقة مجاورة للقدس يتم وقفها لمصلحة مشاريع المسجد الأقصى وتتألف من سبعة طوابق تخدم مائة عائلة مقدسية ليجد سكان القدس المرابطين في بيوتهم من يقوي عزيمتهم و يشد ازر رباطهم المقدس على تراب المدينة المقدسة عاصمة الدولة الفلسطينية , كما وتقدم الامارات العربية المتحدة خدمات كبيرة للصائمين في رمضان من المدينة المقدسة وضيوف المسجد الاقصى المبارك وتتبنى كل عام مشروع افطار صائم في باحات المسجد الأقصى المبارك ,ليجد الصائمون المرابطين في المسجد طوال شهر رمضان حاجتهم عند اذان المغرب وحلول موعد الافطار , والاحدث في هذه المشاريع ان دولة الامارات العربية ستنشئ مدينة خاصة للأسري المحررين الذي اطلق سراحهم في صفقة التبادل الاخيرة , ومن خلال هذه المدينة سيجد كل اسير بيتا له يقيم فيه هو واسرته التي بقيت او سيكون له اسرة جديدة وهذه المبادرة الكريمة تكلل مشاريع الدعم لبقاء الفلسطينيين اقوياء على الارض الفلسطينية .
لم تتوقف كل هذه الاسهامات على المشاريع والإنشاءات والخدمات بل ان الامارات العربية وقفت سياسيا مع القرار الفلسطيني المستقل فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى الاعتراف بدولة فلسطين فور إعلانها في 15 نوفمبر 1988 خلال خطاب ألقاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر, وكانت دولة الإمارات نصيراً للمواقف الفلسطينية العادلة في المحافل والمنابر الدولية المختلفة وبخاصة في الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، حيث كانت دائماً تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وكانت الامارات العربية شريكة كما كل العرب في دعم توجه القيادة الفلسطينيين للحصول على دولة مراقب بالأمم المتحدة في أكتوبر وسارعت الامارات العربية في مخاطبة كافة الكتل المركزية بالعالم والدول الصديقة التي ترتبط معها بروابط اقتصادية وسياسية وثيقة لحث هذه الدول على التصويت لصالح المشروع الفلسطيني العربي , ولعل استراتيجية دولة الامارات العربية المتحدة القاضية بالوقوف مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية هي من العوامل التي تقوي بها الفلسطينيين والتي ساهمت في ثباتهم في بيوتهم الحفاظ عليها من السلب والنهب الإسرائيلي الذي يتربص بالأرض الفلسطينية دون اعتبار لأي قوانين دولية او انسانية كما وان هذه الاستراتيجية جعلت من دولة الامارات العربية دولة صديقة لكل الفلسطينيين حكومة وشعبا, وأصبح الكل الفلسطيني يدرك عروبة وأصالة دولة الامارات من خلال هذه الاستراتيجية العربية الخالصة والمهم هنا ان لكل فلسطيني يعيش على أرض فلسطين يعرف ما حجم الدعم المادي والمعنوي الذي وفرته هذه الاستراتيجية, والشعب الفلسطيني بكامل مكوناته السياسية يثمن عاليا وقوف اخوانهم في الامارات الى جانبهم في كل مراحل كفاحهم الوطني سعيا لتحرير الوطن من الاحتلال الغاشم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
المرأة والأسيرة الفلسطينية ... سيّدةً في القلوب قبل أسر السجّان
صوت فتح /عطية ابوسعده
سيدتي وسيدة العالم تسمّرت رؤوس عرش بني صهيون تحت تراب اقدامك , تهاوت قلاع الأمن المزيفة , تسمرت عيون بني صهيون على ثورة امرأة وإصرار صبيّة وعنفوان بطلة وصمود شهيدة , بكت السماء يوم استشهادك وناحت الأرض لأجلك , ارتوت الأرض بدماء طاهرة نقية وصافية انعشت الروح , يازنبقة إرتوت بماء الوطن وتشبعت بترابه يا من سعَت الى الشهادة ووصلت اليها ونالتها , شهادة كانت أم أسراً , تلك كانت المرأة الفلسطينية من كسرت شوكة العملاق المزيف وأتمت الوعد ونطقت العهد والشهادة , دلال حفرت لنفسها قبرا مرصع بزهور من جنان الكون قلعة لم ولن تهدم كانت فتاة حالمة وابنة لهذه الأرض ...
يا عاشقة الشهادة وعاشقة الخلود يا من صنعت لنا وكل نساء الوطن طريقا معمّدة من دماء ابناء هذا الوطن وعلامة ذاك القبر المرصود أقول وقالها من قبلي الكثير وتمنتها الكثيرات من صبايا وطننا العزيز , لقد نلت سيدتي ما عشقت وتركت بصمة الوجود والخلود على شفاه كل مناضل وكل طفل وكل شيخ , سيدتي الحاضرة الغائبة تاهت روائح عطرك بين القبور وضاعت معالم الألم وكثرت ورود الارض تبحث عن ذاك القبر المفقود قبر دلال المغربي صاحبة الروح الشجية والطلعة البهية مناضلة تهاوت الاعناق تحت قدميها وتعمدت الارض بدمائها الزكبة ,تربعت على عرش الشهادة وتخلدت كعروس في ليلة زفافها ببسمة تالقت بإصرار ....
ارتعش القلم وتسمّر وسال حبره الملهوف ليصنع على صفحات التاريخ رسمك , سيدتي تصارع ذاك القلم وتسارع بالكتابة سرح وتاه في ملكوت الورقة البيضاء كلون قلب فتاة بهية وعيون عسلية يتغزل بها ويستسمح الاهل والخلان على تطاوله لانه في الاصل كان بها يمتثل وعلى حسها يكتب ويقاتل وبنغمة تاريخها يشدو ويمتثل لأمرها وأمر من سبقوها من نياشين الوطن وابناء من لا يعتبر بأن للوطن شهيدة لم تجد مكانا لها في قبر , أبت إلّا ان تكون قبور الدنيا كلها لها قبر وعليها ولها تناثرت الورود على قبر الشهيدة المفقود وعبق روحها بين العروق موجود ’ اليها دائما وأبدا ستنثر الورود ’ فهل لهذه الشهيدة البطلة حدود...
ولا بد ان نستذكر ذاك الوجه الملائكي محيّاها حينما تبتسم ’ جوهرة نادرة عندما تفرح .. انستها هموم الأيام وسنوات الأسر عناوين الأنوثة وتاهت بين حبّات تراب السنون معالمها ’ تناست في اعماقها كلمات الغزل المعهودة والمعروفة ’ تكلمت بالعين فبكت وأبكت همست للقلب المجروح فأراحت , عشقت بالروح والوجدان نسمات الوطن وغبار الأرض فاخلصت , عزفت أزياء هذا الكون وتزهدت روائح عطور الدنيا , تناست الفرح عنوة وجبراً ’ ضاعت الابتسامة وتاهت في عمق الجرح فهامت بين احضان الأررض .. امي واختي ورفيقة الدرب انت اليوم والأمس والغد أجمل وأرق وأعذب نساء الكون.. أمي وام كل فلسطيني تمثلت فيك وبين جناحات قلبك مراحل الكمال .. تفننت أساليب الحفاظ علينا ’ أتقنت حنكة الصبر فابدعت صامدة صابرة ...
اليوم يوم عرس المرأة الفلسطينية بكامل ألوان طيفها الأم والأخت والحبيبة والأسيرة والشهيدة ورفيقة الدرب جميعها تزينت بزينة الاخلاق والصبر وتطيّبت براوائح الارض والوطن , غرست فينا ينابيع الحنان والرجولة والحب ’ تعبت وعانت للبحث عن الجمال الدائم فلم تجد إلّا في تلك الأرض الطيبة ضالّتها بخضرة أراضيها وعبق ريحها ونسيم عطرها وجمال بساتينها واخلاق ابنائها وعفّة نسائها وصون لسانها ... من الأَسر بعثت الينا رسائل العقّة والصمود والإصرار بها تربّت وربّت مراحل تعدد الاجيال وناضلت فابدعت تعطرت بتراب الارض وتعفرت...
تعطّرت أمي سيدتي وسيدة الأرض وسيدة السماء ومابينهما بروائح دخان البارود والمدافع الفسفورية وتحملت , تناقضت الكلمات وطالت بنا وبكم الايام وتبدّلت الفصول وتغيرت بتغير ألوان الطيف وبقيت الأم صامدة وسط كل تلك المتناقضات .. اعلم ان جميع نساء العالم تتمنى يوماً ان تتزين بزينة امي بثوبها الفلسطيني المطرز ولكن ماتت الأم وتلك هي سنن الحياة , ماتت سيدتي وبقي ذاك الثوب المطرز لم ولن يموت ,, تلك هي امّي رحمها الله ,, اللهم أدخلها وكل شهيدة فلسطينية جنّاتك وأجعلهما في جوار الصدّيقين والأنبياء اقول لها ولكل شهيدة وداع الجسد للجسد الى ان تتقابل الأرواح يوما ...
لا اريد ان اكتب عن نساء العالم واساليب وكيفية استقبال هذا اليوم حسب العرف العالمي بل ساطرح الموضوع اليوم حسب العرف الفلسطيني النضالي وهدفي هنا المرأة الفلسطينية الشهيدة الحيّة والأسيرة التي بصبرها أنارت وتنير لنا طريق الحرية وصناعة التاريخ المميز بأياد نساء فلسطينيّة لتحرك البوصلة الإجتماعية في اتجاهها الصحيح ولتثبت لنا وللعالم أحقيّة واستحقاق النضال بشتّى المجالات السياسية والعسكريّة أولا وتأتي في آخر القائمة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولا ننسى هنا المرأة المثقفة صاحبة القلم والرأي التي كان لها الفضل الأول في اختيار مثل هذا اليوم كعيد لها ففي العالم المرأة تمثل بالنسبة لهم نصف المجتمع ولكنها هنا وعلى ارض الوطن وخلف أسوار السجون وظلم وحقد السجّان ومن هي تحت تراب الأرض فالمرأة تلك تمثل لنا كل المجتمع ونحن من خلفها سرنا ومازلنا نسير وهنا أرى وجوبا علي إعادة نشر رسالة سبق وكتبتها وأرسلتها بكافة أنواع الرسل الحديثة منها والقديمة كانت مرسلة الى امرأة , حورية من بنات الحور , من زمن كان قريب واليوم اصبح بعيداً بعيد , سيدة عنّا رحلت , فكتبت لها رسالة اتمنى من الله ان تكون قد وصلت لها والينا معانيها ...
رسالة الي شهيدة عنّا رحلت
رحلت عروسنا الهودجية
رحلت بازياء الفرح بازياء عروس بدوية
تزينت بثوب مزركش
وغصن زيتون وبندقية
رحلت وتناثرت تواريخها عبر مسالك ومتغيرات الزمن
رحلت ولم تترك لنا سوى هوية انتماء
هوية قضية رحلت
رحلت عروسنا
تنعمت وفرحت وحزنت
وانتصرت خلفها علامات ثورة فتيه
رحلت واستكانت بثوب ابيض
تزركش بالوان الدم القرمزية ....
رحلت عروس الامس
وشهيدة اليوم وفي الغد حورية
غمرتنا بروائح عطر استشهادية
رحلت وتركت اهازيج وطن وافراح ملائكية
رحلت صنعت القرار وتركت الديار
لتنعم مع الابرار بين عزة وطن
وعناد امرأة صبية
صنعت باصرار ملاحم بطولة
وتركت بالقلب حصرة رجال انتظروها
انتظروا منها الوصية
صنعت للرجال طريق
ممهدة بدمائها الزكية .
رحلت .
رفعت الراية ونطقت الشهادة
لتصنع لنا ليلة عرس فلسطينية .
رسالة عروس زفت الى عريسها الشهيد
بثوب بلون صفاء القلب الابيض تزينت
بالوان طيف دموية .
حورية من حوريات الوطن
رحلت وتركت فينا رسالة نضال
وعناد فتاة فلسطينية ....
رحلت
امتشقت سلاح الشهادة
لتعلمنا طريق النصر
طريق الخروج من العبودية
رحلت معلمة تعلمت وعلمت لغة الابطال
لغة الثورة
وناضلت باساليب عرفاتية
استبشرت بروائح تراب الارض
كانت لتراب الوطن غذاء
و كانت الارض لها عطية
قاتلت حفاظا عليها واليها
تمنت النومة الابدية الى الارض
وفي باطن الارض رحلت
لتبقى حافظة العهد
ورافعة الراية الوطنية
على الارض حافظت
واليها رحلت
وتحت تراب الوطن استكانت
لتنعم روائح تراب فلسطيننا الابية
عشقت الارض
فما اجمل ان تكون الارض
لها الارواح فدية ....
كيف لعروس زُفت بهودج جنائزي
وحليٍ جوهرية
من حبات رمال ارض فلسطي
ن فكيف لها ان لا تكون حورية
امتشقت مهرها سلاحا وبندقية
واستسلمت للرحمان طالبة الشهادة
للحاق ركب عريس استبقها
ومنها كانت الوعود الابدية
كانت على العهد
لتلتحق بركب شهيد
صنع لها بيتا
في جنة الخلد الربانية
لتهنأ النفس وتطمئن الروح
ويستمر مسار القضية
هنئ الياسر وامتزج بتراب الارض
لتصبح الارض والياسر كلاهما قضية
صنع من الارض ثورة
كما كان دائما وابدا
وسيبقى فارسا للقضية ....
خطة كيري الاقتصادية
امد/ د.هشام صدقي ابويونس
استوحى وزير الخارجية الأمريكى خطته من المفهوم الإسرائيلى للسلام خاصة السلام الاقتصادي بمعناه المزدوج العمالى الذى طرحه بيريز فى مشروعه للشرق الأوسط الجديد، والليكودى الذى طرحه نتانياهو والذى يتركز على تحسين شروط حياة الفلسطينيين الاقتصادية والإبقاء على الاحتلال، وتجاهل المضمون التحررى للنضال الفلسطينى من الاحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية.
كما أن جون كيرى استبدل المسار التفاوضى السياسى بإجراءات اقتصادية، هدفها تحسين الوضع الاقتصادى فى الأراضى التي احتلتها أسرئيل ولاتزال تحتلها ويعتقد في مخيلته أن ذلك حافزاً يشجع السلطة الفلسطينية على الجلوس إلى طاولة التفاوض، وتجاهل شروط المرجعية المعتمدة للمفاوضات ووقف الاستيطان.
ووضع كيرى خطته فى إطار ما يسمى "بناء الثقة" لتهيئة أجواء التفاوض بين الطرفين، من خلال إزالة بعض الحواجز العسكرية وتسهيل حركة التنقل وتوسيع نطاق سيطرة السلطة خاصة فى المنطقة (ج) وفق اتفاق أوسلو عام 1993، وكذلك تطوير البنية التحتية وتخفيف قيود البناء والإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو.
حيث تتضمن هذه الخطة ضخ 4 مليارات من الدولارات كاستثمارات فى الأراضى المحتلة، وهذه الاستثمارات ستدفع نحو زيادة الناتج المحلى الإجمالي الفلسطيني بنحو 50% فى ثلاث سنوات، وتخفيض نسبة البطالة إلى الثلثين وتزيد من قيمة الرواتب بنحو 40%، بالإضافة إلى ذلك السماح للسلطة باستغلال الفوسفات من البحر الميت وتطوير حقول الغاز أمام شواطئ غزة.
ورغم انخفاض سقف خطة جون كيرى والتفافها على أسس ومرجعية وجوهر القضية الفلسطينية، فإن ما تضمنته هذه الخطة يتناقض مع الوقائع التى خلقها الاحتلال الإسرائيلى على الأرض؛ حيث أحكم الاحتلال السيطرة على المنطقة (ج) فى الضفة الغربية، وقام بنهب الموارد الطبيعية الفلسطينية، والهيمنة على مفاتيح الاقتصاد والمعابر والحدود والتجارة والتنقل عبر الجدار العنصرى والطرق الالتفافية والاستيطان وحصار غزة وعزل القدس.
إن خطة كيرى المستوحاة من مفهوم السلام الاقتصادي الإسرائيلى الذى يستهدف الإبقاء على الاحتلال واختزال القضية الفلسطينية فى إجراءات اقتصادية لتحسين شروط الحياة، فى ظل بقاء الاحتلال، تستهدف الضغط على القيادة الفلسطينية وهى الطرف الأضعف فى توازنات التسوية، وتتجنب الضغط على الطرف الأقوى فيها أى إسرائيل، خاصة بعد فشل أوباما وكيرى أمام تعنت حكومة اليمين الإسرائيلية، وثبت للمرة المائة أو ما يزيد على ذلك عدم قدرة وربما عدم رغبة- الولايات المتحدة الأمريكية فى ممارسة الضغط على إسرائيل، ورؤية حقيقة المطالب الفلسطينية باعتبارها مطالب تحرير وطنى وهوية وتحرر من الاحتلال، الذى يكاد أن يكون الاحتلال الأخير القائم علي الكرة الأرضية.
كما برز في الخطة العديد من التناقضات و علامات الاستفهام حيث تم الحديث في ركائز دعم مبادرة السنوات الثلاث عن إعادة فتح المعابر التجارية في غزة للسماح ببيع البضائع في الضفة الغربية و إسرائيل , بالرغم من إغلاق و إزالة إسرائيل لكافة معابر قطاع و إبقائها على معبر كرم أبوسالم كمعبر تجاري وحيد لقطاع غزة.
كما تم الحديث عن تسهيلات خاصة لعبور السياح الأجانب إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون ولم يتم الحديث عن تنقل المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة للضفة الغربية و العكس.كما تجاهلت الخطة الأزمة المالية للسلطة وطرق معالجتها في ظل تراكم ديون على السلطة تتجاوز 4 مليار دولار وهي تمثل قيمة الدعم المرصود في الخطة وعجز في الموازنة السنوية يتجاوز مليار دولار.ولم تتحدث أو تتطرق الخطة عن أي آليات أو مبادرات لدعم المشاريع الصغيرة و التي تتناسب مع حالة
الاقتصاد الفلسطيني.كما لم تتطرق الخطة لإنشاء بنك مركزي فلسطيني أو إصدار عملة وطنية لتساهم في استقرار مالي يساهم بجلب الاستثمارات الخارجية مما يدعم النمو و التطور للاقتصاد الفلسطيني. ومن أهم التطلعات المرجو تحقيقها للاقتصاد الفلسطيني خلال 3 سنوات من تطبيق الخطة( نمو حقيقي في الناتج المحلى الإجمالي يبلغ 50% خلال ثلاث سنوات بقيمة تزيد عن 5 مليار دولار مما سوف يساهم في ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي.وخفض معدلات البطالة للوصول إلى 8% عن طريق خلق أكثر من 330ألف فرصة عمل خلال الثلاث سنوات , علما بأن عدد العاطلين عن العمل 301,200 شخص في الربع الرابع لعام 2013 ومعدل البطالة في فلسطين 25.2% , حيث بلغ معدل البطالة في الضفة الغربية 18.2% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 141,600 شخص , وفي قطاع غزة 38.5% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 159,600 شخص). وفي حال الوصول إلى اتفاق سياسي، فإنه سيعطي هذه المبادرة، وكل مشاريع التنمية ومشاريع القطاع الخاص الأخرى دفعة قوية جدا، لأن المعوق الأساسي أمام برامج التنمية الفلسطينية دائما يتمثل بالممارسات الإسرائيلية. وإذا لم يتحقق اختراق سياسي فإن تنفيذ المبادرة لن يكون سهلا. قد نستطيع تنفيذ جزء منها، لكن لا ضمانات لتنفيذها بشكل كامل.
وكما نرغبه نحن كمجتمع فلسطيني هو ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة تحديات المرحلة الحالية السياسية والاقتصادية .و ضرورة إيجاد طرق وآليات للربط الجغرافي بين قطاع غزة و الضفة الغربية و حرية حركة الأفراد و البضائع دون التدخل الإسرائيلي , وذلك لتنمية التجارة الداخلية , و السياحة الداخلية بين شطرى الوطن وإزالة الحواجز الموجودة بين محافظات الضفة الغربية , ويبقى الجدار الفاصل كأهم المعيقات في وجهة أي خطط للتنمية الاقتصادية . وضرورة مشاركة الخبراء الاقتصاديين الفلسطينيين و القطاع الخاص الفلسطيني بأي خطط أو مبادرات أو اتفاقيات تتعلق بالاقتصاد الفلسطيني .
أين العدالة والمساواه والقصاص من الفسادين ؟؟؟
امد/ جمال أيوب
ترددت كثيرا بتناول موضوع الفساد والعدالة والقصاص ، لا يزال مدفوعا بغضب جارف ومبرر تماما لدى الناس من تراكم الظلم والفساد والسرقة فى المجتمع ، وهذا يجعل من الصعب الحديث عن العدالة والقانون بقدر من الموضوعية دون أن يتعرض من يطرح ذلك لإنتقادات بأنه غير مقدر لحجم الفساد الذى كان قد إستشرى أو لأهمية القصاص من المسئولين عنه ، ولكن هذه تحديدا هى إشكالية العدالة ومفهومها الحقيقى أن الدفاع عنها يجب أن يكون فى الأوقات التى تتعرض فيها فكرة العدل والقانون للإنحسار تحت وطأة الضغط الشعبى الراغب فى إختزال الوقت والإجراءات والضوابط من أجل تحقيق نتائج مرضية وسريعة .
ولكن تفاقم الوضع وعدم إكتراث الرأى العام بفكرة العدالة إلى درجة أصبحت خطيرة وتهدد ليس فقط ما جاءت من ثورات في الوطن العربي من أجل إرسائه من قيم جديدة للحرية والعدل والكرامة الإنسانية ، وإنما مستقبل الوطن العربي ، هذا موجه للرأى العام ولمن يؤثرون فيه من رجال الفكر والسياسة والإعلام ومن يخاطبون جماهير الثورة وجموع الشعب العربي ، آملا أن يضعوا ثقلهم السياسى والمعنوى وراء الدفاع عن دولة القانون بإعتبارها القيمة الأسمى التى يجب أن نتمسك بها جميعا ، وإلى تبنى مواقف محددة فى التعامل مع قضية الفساد .
أهمية أن يدرك الرأى العام ضرورة التمييز بين فساد السياسات ومجالس التشريع وفساد القائمين على تطبيقها ، لقد عمدت الحكومات المتعاقبة إلى تطبيق سياسات لم تلق قبولا شعبيا ولا إرتياحا من الرأى العام ، ضرورة النظر إلى الوضع الإقتصادى الحالى بشىء من المسؤولية ، نحن مقبلون على كارثة إقتصادية إذا لم نأخذ موضوع العودة للعمل والإنتاج والنشاط الإقتصادى بجدية ، والعودة للنشاط الإقتصادي وتدوير عجلة الإنتاج لا تتعارض مع القصاص ومع ملاحقة الفاسدين هذا أمر أكيد ، وليس مطلوبا أن نوقف ملاحقة الفساد تحت دعوى تنشيط الإقتصاد وإعادة الثقة للمستثمرين.
دعونا نقف جميعا وراء قيمة العدالة والقانون فى هذه الظروف الصعبة ، فهذا هو المكسب الباقى وهذا هو ما يجعل الثورات جديرة بأن تكون ثورة إنسانية نبيلة نفتخر بها جميعا ونتذكر بعد ثلاث سنوات طويلة أنها ناصرت الحق والعدل والقصاص والإنتقام للشعوب العربية ، وعدم المساواة الشديدة التي تنخر الوطن العربي وتضعفه إقتصادنا .
في الحقيقة عدم المساواة إذا كانت الأمور بمثل ما نظنه من السوء فلماذا لم يحدث رفض وتمرد أوسع ؟ لكن تلك الإحتجاجات تبدو وكأنها إشارات غاضبة أكثر من إنها إنتفاضة متواصلة ضد إنظمة زائفه ، فلماذا لم يفعل معظم العرب شيئاً أكثر ؟ وذلك لأن فجوة الفرق في الدخل متزايدة كثيراً ما تغطي الإختلافات الضيقة في الدخل الحقيقي ما بين الفقراء و الأغنياء , ، هل يساعد ذلك في شرح لماذا لا نرى الناس يقتحمون الحواجز ؟؟ إننا على الرغم من ذلك قد نكون نسعى لأهداف أعلى عندما يتعلق الأمر بالدخل والثروة والفجوة في الفرص من خلال السياسة العامة ، والأساليب العامة في عدم مساواة الدخل ، وكيف يعتقدون أن تكون في مجتمع مثالي ؟؟؟ نحتاج إلى مساواة أكثر بكثير مما لدينا ، حتى مع تواصل تنامي ..... عدم المساواة ورفع الحد الأدنى للأجور .
سؤالي هو لماذا لا يتوصل العرب إلى طرق يكونوا أكثر طموحاً حول الحلول السياسية التي قد تروق على نطاق واسع ؟ ! القصاص أحد أبرز مطالب الشعوب وأهم أهدافها إلا أنه للأسف لم يتحقق حتى الآن مثله مثل باقى شعارات الثورات التى ظلت بالنسبة لمن يديرون شؤون البلاد مجرد شعارات سامية تهتف بها الجماهير الغاضبة فى الوطن العربي ، فبرغم مرور أكثر من ثلاث أعوام على إندلاع الثورات إلا أنها لم تتمكن من فرض قانونها بعد ، مازالت العدالة ضالة فى طريقها وتفرق دمها بين السلطة والمعارضة ، وهو ما تجسده حالة التراشق فى الإتهامات بين كافة الأطراف.
تعدد الطوائف والهويات في الدولة الواحدة
امد/ عزيز المصري
شغلت المسألة الطائفية حيزاً مهماً من اهتمامات الباحثين في السنوات الأخيرة مع تفجر العديد من الصراعات التي حملت الطابع الطائفي، ولاسيما بعد حرب العراق عام 2003. وحاولت العديد من الدراسات تفسير أسباب نشوب هذه الصراعات الطائفية وطرق علاج هذه المشكلة، التي باتت تهدد استقرار كثير من المجتمعات.
الإقرار بحقيقة أن التنوع بأشكاله المختلفة، المذهبي والطائفي والعرقي والثقافي، سمة أساسية لكافة المجتمعات البشرية، وأن الدول تتمايز طبقاً لكيفية التعامل مع هذا التنوع وإدارته، محاولاً تفسير الأسباب الكامنة خلف اندلاع الصراعات والتوترات الطائفية، والتي من بينها: ارتباط المجتمعات سلبياً بالموروثات التاريخية، على نحو يجعلها حبيسة للتاريخ ومرتهنة له، فبعض الطوائف تحتكم إلى وقائع حدثت من عشرات القرون في تبرير خلافاتها الاجتماعية والسياسية القائمة، كموضوع الإمامة والخلافة بين الشيعة والسنة عند المسلمين، وموضوع العقل والروح بين الأرثوذوكس والكاثوليك والبروتستانت عند المسيحيين. ومن هذه الأسباب كذلك غياب ثقافة التعددية الفكرية والتوافق السياسي، ووجود مصالح ضيقة، أو أجندات سياسية ضيقة، عند بعض الأشخاص أو بعض الجماعات المهيمنة على الطوائف، التي تسعى إلى تحقيق هذه المصالح دون النظر للأخطار المترتبة عليها.
ومن ذلك أيضاً غياب العدالة في توزيع موارد الدولة بين الطوائف والمناطق المختلفة، وقد يحدث ذلك نتيجة خلل في خطط التنمية التي تتبناها الحكومات، وقد يكون متعمداً لتهميش بعض الطوائف وتعزيز مكانة طوائف أخرى، أضف إلى ذلك انتشار التعصب لدى بعض الأفراد والجماعات، والتفسير الخاطئ للدين من قبل البعض الآخر، ومحاولة توظيفه لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية معينة، وغياب الرؤية السياسية والاستراتيجية لأطراف الصراع الطائفي، واستجابة بعض الأطراف الداخلية لمتطلبات بعض الأطراف الإقليمية والدولية وسياساتها التي قد يكون لها مصالحها الخاصة، علاوة على وجود إعلام يساهم في إشعال النزاعات الداخلية من خلال القيام بدور سلبي في إثارة هذه الطائفة أو تلك.
ان الصراعات الطائفية هي من أخطر التهديدات التي تواجه أي مجتمع، فهذه الحروب عادة ما تكون غارقة في الشراسة لأنها تقوم على العصبية، وبالتالي فإن خسائرها المادية والبشرية غالباً ما تفوق التقديرات والتوقعات، وقد تعيد المجتمع إلى الوراء
عشرات السنين، بل تعيد الشعوب نفسها إلى بذور التخلف الفكري والثقافي، فتسود العصبيات الإثنية والطائفية والقومية لتكرس سمات التشرذم والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما أن آثارها تظل باقية في النفوس لوقت طويل، وقد تكون مقدمة لحدوث انقسامات داخلية تهدد بتغيير ملامح البنيان السياسي للدولة وجغرافيتها، بل إن آثارها قد لا تتوقف عند حدود البلد أو المجتمع الذي تدور رحاها داخله، بل تمتد وتتسع لتشمل المنطقة المحيطة به ما دامت التداخلات الاجتماعية والتاريخية ناشطة وطبيعية بين هذا البلد ومحيطه الجغرافي.
هناك محطات أساسية لا بد من الاعتماد عليها في أية مساع لمعالجة المشكلات الطائفية في أي بلد يحتضن فسيفساء من الهويات الثقافية والدينية، مهما كان حجمها وتعددها؛ كقاعدتي الديمقراطية والمواطنة الدستورية. فالديمقراطية، وفقا للمؤلف، هي أداة أو آلية رئيسية لجميع الخطط والمشروعات التي تستهدف معالجة الطائفية بصورة كلية لا جزئية، وبدونها قد تفشل كل خطط المعالجة، وتتحول إلى محاولات ترقيعية أو ترميمية لمشكلة الطائفية. فالنظام الديمقراطي هو الصيغة التي تحمي أوسع تنوع ممكن وتعترف به، وهو الذي يتيح لجميع مكونات المجتمع المشاركة في صنع هوية المجتمع ومستقبله. أما قاعدة المواطنة الدستورية، فهي من القواعد الأساسية التي لا خلاف عليها في معالجة مشكلة الطائفية، وإن لم يكن جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، فلن تفلح أي معالجة للطائفية في البلدان التي تعاني من مشكلاتها. والموقف المطلوب من الدولة هنا، هو الحياد المنصف والموضوعي لتطبيق هذه القاعدة. فـ"دولة المواطنة الحقيقية" هي التي تقوم على حياد الدولة تجاه انتماءات المواطنين وهوياتهم الثقافية. والحياد المنصف يعني أنه لا أحد فوق القانون، وأن الفرص تكون متاحة للجميع بصرف النظر عن عرقه وطائفته وثقافته.
ويطرح مفهوم "دولة الإنسان" باعتباره المدخل المناسب لتحقيق الاستقرار المجتمعي في الدول التي تتميز بتنوع تركيبتها العرقية والطائفية والثقافية. وطبقاً لهذا المفهوم، فإن إنسانية المواطن يجب أن تكون هي المدخل لحقوقه وواجباته، بصرف النظر عن عرقه وديانته وثقافته. "ودولة الإنسان" بهذا المعنى تتميز بعدة سمات، فهي أولاً دولة تعددية تعبر عن مصالح كافة فئات المجتمع وطوائفه، ولا تسمح لفئة معينة أو لطائفة محددة بالهيمنة على البلاد والعباد على أي أساس ديني أو ثقافي أو عرقي، ويتجاوز دور الدولة هنا مجرد احتضان الهويات المتعددة إلى التركيز على تضييق الهوة بين هذه الهويات من خلال برامج وخطط تستهدف بناء ثقافة مشتركة وهوية وطنية جامعة تتيح فرصاً متساوية للجميع. وهي ثانياً دولة دستور ومؤسسات بمعنى أنه لا مكان فيها للقرارات الارتجالية والهوائية، وأن تكون كافة الحقوق والواجبات مكفولة بموجب القانون والدستور، على أن تكون هذه القوانين ملزمة للجميع، وليست إطاراً شكلياً كما هو حادث في كثير من بلدان العالم النامي. وهي ثالثاً دولة مواطنة، بمعنى أنها تعمل لتحقيق الاندماج الوطني على قاعدة "الوطن للجميع".
نجاح الدولة في إرساء هذه الأسس يكون نجاحها في تحقيق الاستقرار المجتمعي، مشيراً إلى العديد من الأمثلة والتجارب الناجحة التي استطاعت تحقيق الاندماج الوطني الحقيقي. فنجاح الدولة في تطبيق قاعدتي "المواطنة الدستورية" و"الديمقراطية التوافقية" التي تجمع ولا تفرق، والتي تقوم على شراكة دستورية بين كافة أطياف المجتمع يعزز استقرار الوطن، كما أن حصول كافة أبناء الشعب، أو أغلبه، على رفاهية إنسانية وحياة كريمة، يعزز انتماءهم لبلدانهم وليس لطوائفهم.
ابو مازن يا جبل ما يهزك ريح
امد/ وليد ظاهر
يتوجه الرئيس الفلسطيني في الأيام القادمة الى واشنطن للقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما، في ظل التسريبات الصحفية والحديث عن محاولة أمريكية لوضع اتفاق إطار يضمن تمديد محادثات السلام وإنقاذها من الفشل بسبب التعنت والشروط التعجيزية الاسرائيلية.
يذهب الرئيس الفلسطيني حاملا ومدافعا عن الثوابت الفلسطينية، المعبرة عن آمال وطموحات شعبنا في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وكان المأمول في ظل لحراك الماراثوني والمكوكي للقيادة الفلسطينية، في طرح وجهة النظر الفلسطينية وفضح ادعاءات وممارسات الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، ان يرافقه حراك قوي من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وقوى المجتمع المدني، وحراك شعبي يعمل على حشد شعبنا صفا واحدا في الوطن والشتات، للوقوف خلف قيادتنا معلنين المبايعة والتأييد، لقطع الطريق على المشككين والمزايدين، اصحاب الأقلام الصفراء والأصوات النشاز، الذين نعرفهم جيدا فلقد مارسوا وما زالوا يمارسوا التهكم والتهجم على القيادة الفلسطينية، فتلك الفئة الضالة كانت لها نفس الممارسة الظالمة ضد الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، واليوم تمارس الردح الإعلامي ضد رفاقه، ليس الا ارضاء لاجندات خارجية غير فلسطينية وخدمة لمطامع شخصية.
فلم يعد اليوم خافيا على احد حجم الضغوط والابتزازات السياسية التي تتعرض لها قيادتنا، في سبيل الدفع بها الى التساهل او التنازل في مفاوضات السلام، بالرغم من قناعة الجميع ان محادثات السلام قد وصلت الى طريق مسدود، بسبب التعنت وعدم وجود شريك إسرائيلي للسلام.
اما البقاء في حالة انتظار وترقب لزيارة الرئيس ولقاءه أوباما وما تسفر عنه من نتائج، ووضع المسؤولية كاملة على كاهل الرئيس وقيادتنا الفلسطينية، مع يقيننا بانهم قد الحمل وزيادة، سلوك غير محمود حيث انه هناك مسؤولية على عاتقنا أيضاً بالعمل على تقوية ودعم موقف القيادة الفلسطينية، لتكون رسالة قوية مضمونها ان مفتاح الأمن والسلام في المنطقة هي فلسطين.
اما ترك قيادتنا وحيدة فريسة للاطماع الاسرائيلية، فاننا نصبح كالذي يقول اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا ونحن ها هنا قاعدون، لانه بالمختصر المسؤولية تقع على كاهل الكل الفلسطيني، مع إدراكنا ان شعبنا قدم ويقدم التضحيات الجسام عل طريق التحرر وحق تقرير المصير، لذا فان شعبنا اليوم مطالب اكثر بحراك فاعل، خاصة في ظل صعوبة المرحلة وانشغال الدول العربية في شؤونها الداخلية، فنحن اصحاب الارض والقضية.
وأخيرا نقول إيانا ثم إيانا، من خذلان او ترك قيادتنا الفلسطينية، تخوض المعركة الشرسة في الدفاع عن الثوابت والكرامة الفلسطينية وحيدة، فالانتظار الى ان تلقى قيادتنا مصير الشهيد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات، وليس للتقليل من مكانة الشهيد في نفوسنا وعقولنا فانهم أكرم منا جميعا، وانما لكي لا نصاب بعقدة ذنب جديدة، تدفع بنا الى البكاء على الأطلال، حينما لا ينفع الندم.
نقاط الانقلاب والخطة A
فراس برس/م . طارق الثوابتة
تبدو عملية السلام المتعثرة منذ اكثر عشرين سنة كموجة جيبية لها نهاية صغرى واخرى كبرى ونقطة صفر وتبدو هذه المسيرة الدورية اليوم اقرب ماتكون لنقطة الصفر وهى نقطة الانقلاب المعتادة في الموجة الجيبية فخلال هذه المسيرة كانت هناك نقطتي انقلاب سابقة كانت الاولى في مطلع التسعينيات من القرن الماضى وكانت نقطة انقلاب تصاعدية والكلام يدور دوما عن منحنى السلام فقد كانت نقطة اوسلوا بمثابة نقطة تحول واعدة لمنحنى السلام في الشرق الاوسط لما بشرت به بقرب انهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلى والعربى الاسرائيلى حيث انها مهدت الطريق لتوقيع اتفاقية السلام بين الاردن واسرائيل وفتحت المجال لمحادثات السلام بين سوريا واسرائيل ورفعت من مستوى التمثيل الدبلوماسى والتجارى بين اسرائيل وعدة دول عربية واسلامية ايضا كما انها احدثت دفئا في علاقة السلام البارد بين مصر واسرائيل وبعيدا عن المكاسب الاقتصادية والديمغرافية زيادة معدلات الهجرة من اوروبا الشرقية وروسيا) التى حققتها اسرائيل من نقطة الانقلاب الايجابى تلك فان اسرائيل حققت مكسب استراتيجيا ضخما تمثل في اعتراف اصحاب الارض الاصليين وهم نحن الفلسطينيون بحق اسرائيل السياسى فيما يزيد عن ثلثى وطنهم الاصلى وان لم يكن في اتفاقية اوسلوا حسنة لاسرائيل غير تلك فقد كانت تكفيها وتزيد فقد خرجت ثلثى مساحة فلسطين التاريخية من دائرة الصراع السياسى بين طرفى الصراع ولكن فرحة المفاوض الاسرائيلى كانت ناقصة قليلا حيث ان تلك المساحة التى تنازل عنها الفلسطينيون وخرجت من دائرة الصراع السياسى بقيت ضمن صراع اخر وهذه المرة صراع طبيعى انه الصراع الديمغرافى الصامت الذى بندقيته رحم الام الفلسطينية المنتصر دوما ادرك الاسرائيليون ان مهمتهم
الاساسية بعد اوسلوا هى ضخ اكبر قد ممكن المستوطنين اليهود داخل الضفة لايجاد معادلة توازن ديمغرافى يهودى في ماتبقى للفلسطينين من وطنهم وبدات حمى الاستيطان تستعر وبشكل ممنهج ومدروس في كل اراضى الضفة الغربية وكان الهدف دوما ايجاد مشكل ديمغرافى للفلسطينيين يناظر مثيله لديهم بل على العكس فمشكلتهم الديمغرافية مع فلسطينى 48 هى مشكل داخلى لايحق لنا التدخل فيه امامشكلتنا مع مستوطنيهم فهى مشكلة سياسية قائمة واحد بنود مباحثات السلام
بالعودة لنقطات الانقلاب وتحديدا الثانية والتى كانت في كامب ديفد 2 والتى اتت بشكل ارتجالى متعمدا لتكون محطة اخرى لتحصيل المزيد من المكاسب السياسية الاستراتيجية المجانية ان نجحت وان فشلت فان نفس المكاسب ستحصل بطرق اسرائيل المعهودة الكل كان واثقا واول اولئك الاسرائيلين انفسهم ان الراحل ياسر عرفات لن يمنحهم المزيد من المكاسب المجانية وعليه فقد استغلت اسرائيل فشل كامب ديفد 2 المؤكد مسبقا لتسويق للخطة Aوليس B كما يروجون هم لاستكمال فرض الواقع السياسى والديمغرافى على ماتبقى لنا من وطننا
اليوم نحن امام نقطة انقلاب اخرى وهناك خطة Aوليس B توشك اسرائيل على البدا بتنفيذها بعد اسابيع في حالة فشل المفاوضات والتى تصر عليه اسرائيل وتنفذه عبر مواقفها من قضايا الحل النهائى ومن البديهى ان تلك الخطة الاساسية وليست البديلة ستستند سياسيا على ماتحقق من مكاسب سياسية موثقة خلال العشرين سنة الماضية وعليه فان اى خطة مضادة لتلك الخطة من قبلنا يجب ان تستند على افراغ تلك المكاسب من مضمونها وان كان ذلك يبدوا صعبا الا انه ليس مستحيلا ان توافرت لدينا الارادة والوحدة واستدعينا روح العام87 اللاهبة للجسد الفلسطينى العليا
الرئيس عباس و القرار السعودي!
فراس برس/حسن عصفور
جاء قرار المملكة العربية السعودية باعتبار الجماعة الاخوانية حركة ارهابية، بمثابة "قنبلة سياسية نووية"، يفوق في قوتها وأثرها ما سبق أن حدث بالنسبة لمصر الثورة، كون السعودية شكلت الحاضنة الأهم تاريخيا للجماعة الاخوانية، سياسيا وماليا واقامة، وفتحت لهم باب العمل والتربح والاغتناء من ثروتها الاقتصادية الجديدة، بعد أن طردوا من مصر الناصرية، نتيجة خيانتهم "العهد" ومحاولتهم اغتيال الزعيم، ولم تبخل السعودية بكل منافع الحياة على تلك الجماعة، التي سبق لمؤسسها حسن البنا أن انحنى بجسده لتقبيل يد الملك عبد العزيز، في حركة "نفاق سياسي نادرة"..
قرار العربية السعودية، يشكل عبرة سياسية لكل من يخون "العهد"، ولا نظن أن ما قدمته المملكة لتلك الجماعة كان يمكنه أن يقابل بحركة من قلة وفاء لا مثيل لها، ولقد بدأت حركة قلة الوفاء وخيانة الأمانة الاخوانية ضد المملكة السعودية قبل سنوات، وخاصة منتصف العشرية الحالية من القرن الواحد والعشرين، وقد أعلن عن تلك الخيانة السياسية للجماعة الاخوانية الأمير الرحال نايف بن عبد العزيز يوم أن كان وزيرا للداخلية، بكلمة قصيرة جدا، قال فيها أن "لحم كتف الاخوان من خير المملكة..فلما خيانتها"..عبارة أحدثت في حينه ضجة داخل الاسرة الحاكمة، حيث اعتبرها البعض من أمراء المملكة أنها خروج عن التقليد السعودي، بأن لا يتم الحديث عما فعلوا مع غيرهم مهما كانت النتيجة، لكن القول فتح جرحا في صدر الإسرة الحاكمة، ولم يندمل أو يعافى..حتى جاء القرار!
تبعيات قرار المملكة لن يقف عند حدودها، فقريبا جدا تبدأ رحلة مطاردة "الجماعة" في أكثر من بلد عربي، وقد يتجاوز القرار كل مخيلة ممكنة، خاصة وأن هناك بوادر بدأت في موريتانيا، وبالتأكيد سيصل القرار الى دولة الامارات والبحرين لاحقا وقبلهما مصر، الى جانب دول اخرى، وهو ما قد يترجم الى عملية مطاردة دولية لتلك الجماعة، حيث ستسخدم العربية السعودية ومعها دول عربية أخرى، ثقلها الاقتصادي لخدمة ذلك القرار، وستجد دول اوربية حرجا كبيرا في كيفية التعامل مع القرار السعودي – العربي ضد الجماعة الارهابية..وستكون بريطانيا وفرنسا وأمريكا وربما سويسرا في موقف غاية في الصعوبة اذا ما قررت المملكة السعودية تصعيد موقفها الى اجراءات محددة، ومعها مصر التي تلاحق الجماعة وقادتها المطلوبين للقضاء المصري..
قادم الأيام سيكشف أن قرار السعودية لن يقف عند حدودها الجغرافية، خاصة وأنها وضعتها على قدم المساواة مع "القاعدة" و"النصرة" و"داعش"، وهي حركات يعتبرها القانون الأميركي حركات ارهابية، ولا نظن أن الاكتفاء باصدار قرار سيكون كافيا من جانب الحكومة السعودية، خاصة وأن احساساهم بـ"الخيانة والغدر" يفوق أي دولة اخرى..
ولكن السؤال الأكثر تعقيدا نتيجة القرار السعودي وقبله المصري، وما يمكن أن يليه من قرارات لدول عربية، سيكون مطروحا على القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس، كيف سيتعامل مع منتجات القرار وانعكاسه على العلاقة مع حركة "حماس" التي تعلن ليل نهار عن افتخارها بأنها جزء من التنظيم الاخواني، خاصة وأنه قبيل ايام قليلة من قرار السعودية كان هناك قرار قضائي مصري بحظر حركة حماس وانشطتها في مصر، وهي قرارات لا يمكن فصلها الواحد عن الآخر..
هل سيكتفي الرئيس عباس بقراءة التقارير عن تلك القرارات وكفى، أم أنه سيقوم بدراستها وفقا للمصلحة الوطنية العليا، التي تحتاج الى قراءة غاية في الهدوء، وبعيدا عن العواطف الانفاعلية، وعله سيجد نفسه امام ضرورة أن تعلن حركة حماس أنها ليست جزءا من "تنظيم الاخوان" لا الدولي ولا المحلي، وأن ذلك الاعلان قد يساعده في عدم اتخاذ أي قرار قد يضع حماس أمام معادلة قانونية جديدة في فلسطين..
دراسة البعد السياسي والقانوني للقرار السعودي والقضائي المصري أصبح "واجبا وطنيا"، كي لا تدفع منظمة التحرير والشعب الفلسطيني ضريبة لا يجب أن يدفعها، ولعل قيادة فتح تضع ضرورة اعلان حماس تخليها الرسمي عن اي علاقة تنظيمية – فكرية بالاخوان المسلمين جزءا من "باقة المصالحة" المطلوبة، لو قدر لها أن تكون يوما..المطالبة ليست شرطا بل
ضرورة لازالة اي التباس بين حركة فلسطينية وجماعة ارهابية، وكي لا تصبح لاحقا منظمة التحرير أمام مساءلة سياسية عربية..
استمرار مكابرة حماس او تجاهل فتح والقيادة الرسمية الفلسطينية لهذه المعالجة لن يفيد احدأ..بل قد يصبح قيدا الى جانب القيود التي تحاصر الشعب الفلسطيني..الوضوح طريق لا بد منه!
ملاحظة: قيام أجهزة حماس الأمنية بقمع وملاحقة من قام بتأبين ذكرى شهداء في خان يونس ليس سوى انعكاس لحقيقة الحركة التي تخطف القطاع..رعب وهلع من أي حراك مهما كان شكله ولونه..الخوف لن ينتهي ما طال الاختطاف!
تنويه خاص: وقاحة نتنياهو السياسية تتصاعد بعد عودته من رحلة واشنطن..ليت الفريق المفاوض يقف أمام هذه الغطرسة المتعاظمة!