النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 08/08/2014

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 08/08/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 8/08/2014 م
    في هــــــذا الملف

    صاروخ حماس السري
    بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس

    لماذا لم ننتصر؟
    الجيش قاتل ببسالة ورئيس الوزراء تصرف بحكمة وبحذر ورغم ذلك لم ننجح
    بقلم: إسحق بن نر ،عن معاريف

    غزة بصفتها تدريباً للحرب على حزب الله
    إذا نشبت حرب مع حزب الله فان قوة النيران التي استعملت في غزة ستبدو ضئيلة جدا قياسا بالتي ستستعمل في لبنان
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هارتس

    وهمّ اسمه أبو مازن
    الرئيس الفلسطيني ليس الحل ولكنه في الحقيقة أساس المشكلة
    بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم






    صاروخ حماس السري

    بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
    في حرب تموز أطلقت حماس على دولة اسرائيل 3356 صاروخا. بعضها قصير المدى وبعضها طويل المدى وبعضها لمدى متوسط. لكن أخطر صاروخ استعملته حماس في عملية الجرف الصامد كان الصاروخ رقم 3357. وقد كان هذا الصاروخ الذي لا يُرى صاروخا عابرا للقارات – أصاب أهم قواعد تأييد اسرائيل في خمس قارات اصابة قاسية. فقد بلغ الى كل بيت في امريكا وسبب ضررا شديدا في كل دولة في اوروبا، وبلغت متفجراته الفتاكة الى امريكا الجنوبية والى شرق آسيا والى شبه القارة الهندية ايضا.
    لم تنجح منظومة القبة الحديدية في اعتراض الصاروخ السري، ولم ينجح سلاح الجو الاسرائيلي في أن يحرف رأس الصاروخ المدمر عن مساره. ولم يعرف المستويان السياسي والعسكري ايضا كيف يصدان الضربة التي أصاب بها هذا الصاروخ جبهة اسرائيل الداخلية الاستراتيجية – فقد تركا المشاهد الفظيعة لاولاد موتى ومدارس مدمرة ومساجد مفجرة أن تمنح حماس أكبر انجازاتها وهو سلب اسرائيل شرعيتها بصورة زاحفة.
    ينبغي ألا نُبلبل: فقد كانت دولة اسرائيل في هذه الحرب الفظيعة وما زالت الجانب المحق. وحماس منظمة فاشية هاجمت دون حق الديمقراطية الجارة عن محاولة آثمة لاماتة مدنيين اسرائيليين والافضاء الى موت مدنيين فلسطينيين. وبذلت اسرائيل أفضل ما تستطيع كي لا تُدفع الى الصراع العنيف وكي تضائل المس بالأبرياء الى أدنى قدر. ولهذا لا يوجد أي مكان ألبتة لمقارنة اخلاقية بين الكيانين اللذين أحدهما أخلاقي ومستنير والآخر مستبد وقاتل.
    لكن من المؤسف جدا أن حماس خططت للمعركة واستعدت لها استعدادا أفضل من اسرائيل، من جهات ما. وتطورت استراتيجية آثمة ترمي الى جعل اسرائيل تستعمل قوتها الهائلة على نفسها. ولأن اسرائيل لم يكن لديها رد استخباري عملياتي ساحق فانها تصرفت كما توقعت حماس أن تتصرف فاستعملت قوة نيرانها استعمالا أضر بصورتها الدولية.
    لا قدرة لحماس على استعمال صواريخ عابرة للقارات تبلغ الى مسافات بعيدة، لكنها باستعمالها المُحكم لطائرات الجيش الاسرائيلي وصواريخه ومدافعه وراجماته – ضربت الجيش الاسرائيلي في كل تلفاز في الولايات المتحدة.
    وأحدثت حماس صورة معوجة عن دولة اسرائيل عند مليارات من الناس في أنحاء العالم. وستحاول الآن بعد أن لذعت صورتنا تلذيعا شديدا أن تشوش تماما على علاقاتنا المضعضعة بأمريكا المتقدمة واوروبا المعقولة. وستحاول أن تكتب تقرير غولدستون 2، وأن تُحدث دربن 3 وأن تجر أفضل ناسنا الى لاهاي. ويبدو أن حماس لن تطلق بعد الآن قذائف صاروخية على عسقلان وأسدود لكنها ستستعمل صاروخها السري لمحاولة جعلنا بخلاف ما نحن عليه – أن تجعلنا جنوب افريقيا.
    ولذلك لم تنته عملية الجرف الصامد، فالاسابيع القادمة هي التي ستحدد نتيجة المعركة النهائية. وفي حين يتفاخرون في الكرياه وبحق بالقبة الحديدية وبتفجير الانفاق أصبح واضحا اليوم أن اسرائيل ليست لها قبة حديدية سياسية وأن الفلسطينيين يحفرون نفق هجوم استراتيجيا تحت مكانتها في العالم. إن نقطة ضعف اسرائيل الحقيقية هي الفرق القيمي والتصوري بينها وبين حليفاتها في الغرب. ولم يكن هذا الفرق قط أعمق مما هو عليه اليوم مع مشهد الدمار الفظيع في غزة. لهذا فان عمل بنيامين نتنياهو أن يعمل الآن ما لم يعمله في الماضي وهو أن يبادر الى خطة مارشال – لتعمير قطاع غزة وأن يبادر لخطة سياسية – تعيد بناء المسيرة السلمية، وأن يُظهر السخاء.
    اذا لم نستكمل الهجوم الجوي والحرب البرية بعمل سياسي فسنعرض كل انجازاتنا للخطر. وقد نمنح حماس بأيدينا النصر الذي هرب منها الى الآن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


    لماذا لم ننتصر؟
    الجيش قاتل ببسالة ورئيس الوزراء تصرف بحكمة وبحذر ورغم ذلك لم ننجح
    بقلم: إسحق بن نر ،عن معاريف
    أهرالا شيمي الراحل، من أواخر جيل الحكمة المتآكلة، اخترع «في الطريق لا تكن محقا، كن حكيما». قول محق وحكيم، يمكن أن نجمل به أيضا سلوك القيادة في حرب «الجرف الصامد» وبعدها.
    لست استراتيجيا ومحللا، من اولئك الذين ملأوا التلفزيون مؤخرا، ولكن في محاولة لفحص ما جرى، بمنطق الجندي والمواطن الذي اجتاز حروبا في حياته، يبدو لي، وبحزن شديد، اننا لم ننتصر في حربنا العادلة، إذ كيفما اتفق خرجنا منها أقل حكمة وحقا مما دخلناها (ومع 64 جنديا وضابطا وثلاثة مدنيين قتلى، مئات الجرحى بيننا، والكثير من الاصابات والدمار هناك). لم تستوعب الدروس من حرب لبنان الثانية والكثير من اخطاء ذلك الحين كررت نفسها الان.
    وقبل كل شيء، الاستعداد الاستخباري المخلول. اعترفوا: فوجئنا جدا من الجاهزية، الاستفزاز والرغبة في المواجهة لدى العدو. فقد تعلموا الدرس من الحملات الماضية والحصار عزز حكمتهم، كراهيتهم وجسارتهم في ادارة حرب الضعفاء: استراتيجية الانفاق التي حجمها، خرائطها وجوهرها لم تكن معروفة على ما يبدو بتفاصيلها لاذرع استخباراتنا الفاخرة (وربما الفاخرة اكثر مما ينبغي)، ومرت سنوات من التقدير المخلول، دون تفضيلها من حيث تطوير الوسائل والقدرة الابداعية لحلها.
    ثانيا، قام ضدنا من تحت الارض جيش عصابات مجهز ومدرب، ليست الخلايات الارهابية المهزوزة التي عرفناها. فالغرور وعدم الاكتراث تجاه اعدائنا اصبحت محرجة في هيئة الاركان، كما أقدر، بسبب الصورة المغلوطة البنيوية في وعيهم. وفضلا عن ذلك فان المنطق يقول ان حماس ما كان يمكنها أن تفعل كل شيء وحدها، دون مساعدة من قوة عظمى أجنبية. فبأي قدر تم فحص هذا التقدير؟
    ثالثا، رئيس الوزراء ووزير الدفاع، المعروفان بتهديداتهما اللفظية امام الميكروفونات والكاميرات، بديا كمترددين، متجلدين، يبحان عن تسويات وحلول وسط، رغم الضغوط من اليمين ومن الجمهور.
    فالحذر هو أم كل حكمة ولكن الحذر الزائد قد يكون أيضا أم الهزيمة. ما الذي عرفاه ولم نعرفه نحن جميعا؟ فهل، كما كتب، الخوف من تسرب أسماء الضباط الى قائمة مجرمي الحرب بحيث لا يتمكنوا من السفر الى الخارج، شل جسارة القتال؟
    لقد قاتل الجيش ببسالة وببطولة، ورئيس الوزراء تصرف بحكمة وبحذر، ورغم ذلك لم ننتصر.
    إذ على الرغم من تصفية الانفاق من يضمن الا تبرز لسكان غلاف غزة خلايا حماس والجهاد ذات ليلة أمامهم من فتحة نفق خفية في ساحة منزلهم؟
    نار الصواريخ لم تتوقف حتى وقف النار ولم تدمر نار قذائف الهاون نحو البلدات القريبة من الحدود.
    حماس، التي لم تضرب ما يكفي، لا تزال تقف على قدميها. والقتل بحق السكان عديمي الوسيلة مع الاثار السلبية في العالم لقضيتنا العادلة، لم يحصلوا على حل انساني اكثر في التخطيطات المسبقة. وفي هذه الاثناء فان وقف النار حسب الاقتراح المصري قد يقلص حماس الى حجومها المرغوب فيها، ولكن ما هو سيناريو نتنياهو اذا ما فشلت الاتصالات ولم يوسع ويحترم وقف النار؟
    أسوأ الخيارات هو انه يتعين علينا أن نكون حكماء ومحقين أكثر – وكاستمرار لعملية الترتيب استئناف المفاوضات مع ممثلي حكومة المصالحة الفلسطينية برئاسة أبو مازن (فيما تكون حماس معطلة). نتنياهو ملزم بان يفهم، رغم الازعاجات عديمة المسؤولية من بينيت، ارئيل («ابو مازن لن يكون شريكا في أي مرة»، قال وزير الهياكل والمستوطنات أمس فقط) ومؤيديهما، بانه في ضوء السياقات السائدة الجارية في المنطقة (فهل يستعد احد ما لامكانية أن تصل داعش الى مخازن صواريخ حزب الله في لبنان واذا ما نجحت فاننا سنبأ بالاشتياق لحزب الله؟)، يجب الاستعداد لاتفاق دائم او مؤقت، مع تنازلات والبقية تأتي، والتعاون، حتى وان كان افتراضيا، مع السلطة، مصر، السعودية، الاردن، دول الخليج، الدولة الكردية المتبلورة وغيرها، إذ ان كل شيء يبدأ غدا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    غزة بصفتها تدريباً للحرب على حزب الله
    إذا نشبت حرب مع حزب الله فان قوة النيران التي استعملت في غزة ستبدو ضئيلة جدا قياسا بالتي ستستعمل في لبنان

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هارتس
    حينما لقي مقاتلو لواء جولاني مقاومة قاسية وخسائر كثيرة في معركة مع حماس في حي الشجاعية شرقي غزة في 20 تموز، هب سلاح الجو الاسرائيلي لمساعدتهم. وفي غضون 50 دقيقة هاجم سلاح الجو 126 هدفا في الحي، أكثرها بقنابل تزن الواحدة طنا. وخلف القصف دمارا ضخما في الحي الذي هرب أكثر سكانه منه قبل ذلك بطلب من الجيش الاسرائيلي. وغير ايضا تماما وجه المنطقة ومكّن القوات على الارض من التقدم وإتمام مهمتها. وأمنت القوات النفق الذي عثرت عليه من الداخل وبدأ بذلك العمل على تفجير النفق. وقد تمت الهجمات الدقيقة على علم وباذن، مع تضييق المسافة الدنيا بين الاهداف والجنود على الارض الى أقل من 250 مترا. وفاجأ طيارين قدماء سمعوا عن ذلك بعد ذلك، فاجأهم أن تبين لهم أنه تمت تلك المخاطرة ولم يُصب أي جندي في الهجمات.
    تمت الحرب في غزة هذه المرة بتعاون عميق ومساعدة جوية أقوى مما كانت في الماضي للقوات البرية. ولم تتكرر في هذه المرة الدعاوى التي سُمعت احيانا في حرب لبنان الثانية عن اهمال سلاح الجو الاسرائيلي الذي كان مشغولا بمهام اخرى، للقوات البرية. ولم تكن القيود التي اعترضت سلاح الجو الذي كان الخطر الرئيس على عمله نيرانا مضادة للطائرات غير ناجعة، لم تكن من هذا المجال. فقد كانت الصعوبة الرئيسة تتعلق باصابة أهداف في قلب مناطق مكتظة بالسكان مع محاولة مضاءلة المس بالمدنيين بقدر المستطاع. وكلما طالت المعركة البرية ولقيت القوات تهديدا لأمنها من البر أصبح التحدي أصعب.
    إن المعركة بالنار – الهجوم من بعيد على العدو بواسطة سلاح الجو في الأساس مع اعتماد ملحوظ على معلومات استخبارية دقيقة من «أمان» و»الشباك» – هي الجزء الاول والضروري في كل عملية عسكرية كبيرة لاسرائيل. فاعداد عملية برية يطول زمنه لسببين: يتعلق الاول بنظام اتخاذ القرارات. ولا يهم كم مرة يُبينون لنا فيها أن أخطاء الماضي قد تم تعلمها وأنه لا وقت للجيش الاسرائيلي يضيعه، فالمستويان السياسي والعسكري يحتاران أبدا في مسألة إدخال جنود الى داخل منطقة مأهولة بكثافة في غزة أو في جنوب لبنان. ويتعلق الثاني بزمن التنظيم المطلوب. ففي حين تكون طائرات سلاح الجو مستعدة لأول هجوم في دقائق تحتاج القوات البرية الى مدة أطول للوصول الى ميدان المعركة ولنقل المعدات والمركبات ولاتمام خطط العمليات وشحذها. وهذا صحيح في القوات النظامية فضلا عن القوات الاحتياطية.
    في أيام القتال الاولى تحدثوا في هيئة القيادة العامة وفي سلاح الجو عما وصف بأنه «خريطة ألم» حماس. واعتمد التصور على فرض أن ضربا تدريجيا يزداد مع الوقت لأملاك حماس يضائل رغبتها في القتال ويفضي بقيادتها الى موافقة أسرع على هدنة. لكن تلك الفكرة لم تنجح في الحقيقة اذا أردنا أن نحكم عليها الآن.
    قد يكون التفسير موجودا في الفروق بين غزة ولبنان التي هي ميدان المعركة الرئيس الذي يستعد الجيش الاسرائيلي له. فحزب الله موجود في الشمال ومعه حكومة لبنان، وهناك أملاك تُخسر كثيرة: حي الضاحية الشيعي الذي تم تخريبه في حرب 2006 ومواقع بنية تحتية مدنية كبيرة من مطار بيروت الى شبكات الشوارع ومحطات توليد الطاقة. أما أملاك حماس في غزة فأقل والمنظمة أكثر اعتيادا للقتال من موقع ضعف واضح. وبخلاف الوضع في لبنان ليس من الممكن ايضا دق إسفين بين حماس ونظام الحكم في غزة لأن حماس هي النظام. هاجم سلاح الجو الاسرائيلي في الحقيقة مقرات قيادة حماس وبيوت كبار قادتها، لكن المنظمة تجنبت أن تُظهر الشعور المعلن بالضيق وقت الحرب. وقد يساعد الدمار الذي حدث على كف جماحها قبل أن ينشب قتال في القطاع مرة اخرى.
    اذا نشبت لا سمح الله حرب اخرى مع حزب الله فان قوة النيران التي استعملتها اسرائيل في القطاع ستبدو ضئيلة جدا اذا قيست بالقوة التي ستستعملها في لبنان. وستبدأ الحرب كلها بدرجة أعلى كثيرا ولن يتحدث أحد عن اشارات تحذير أو «هجمات على عقارات» لمكاتب فارغة. وستتطور الامور كذلك لأن منظومة القذائف الصاروخية التي يملكها حزب الله أكثر تقدما بما لا يقبل المقارنة من تلك التي امتلكها الفلسطينيون في غزة في بداية الحرب الحالية، فلحزب الله أكثر من 100 ألف قذيفة صاروخية مختلفة المدى تغطي كل مساحة اسرائيل، والقذائف الصاروخية أشد فتكا وأدق كثيرا، ويستعمل حزب الله نفس طرق الاخفاء والاستعمال من بعيد كما فعلت حماس.
    إن تغطية منظومات الاعتراض من مثل القبة الحديدية أقل شمولا في مواجهة هذا التهديد. فقد كانت بطاريات القبة الحديدية التسع التي استُعملت في الحرب في غزة كافية وتزيد للتقليل من أضرار القذائف الصاروخية التي أطلقت من هناك الى الحد الأدنى. وستحتاج اسرائيل في لبنان الى عدد أكبر من البطاريات والى أن تُتم معها تطوير منظومة الاعتراض «العصا السحرية» للمدى المتوسط، وقد تحتاج الى استعمال منظومة «حيتس» للمدى البعيد. وفي الحرب في الشمال ستتلقى الجبهة الاسرائيلية الداخلية خسائر واضرارا من البداية ولن تستطيع الحكومة أن تنتظر انشاء شرعية دولية لعملها. ويجب أن يكون الرد الاسرائيلي أقسى منذ اللحظة الاولى. وسيعتمد الانجاز العسكري على عرض سلاح الجو لقوة كثيفة الى أن تُنشر القوات البرية.
    إن الذِكر الدائم للبنان الثانية والاستعداد للبنان الثالثة ليسا ثمرة وسواس خاص أو عام. فهذا هو السياق الصحيح للنظر الى الحرب في غزة، أي باعتبارها نقطة مقارنة بمواجهة محتملة اخرى في الشمال. وبرغم الاختلاف بين لبنان 2006 وغزة 2014 (كان العدو في لبنان أقوى وكانت خيبة الأمل من نتائج الحرب أكبر وانفجرت خيبة الأمل العامة الى الخارج)، توجد خطوط تشابه ايضا مثل: التردد في شأن اتجاهات العملية، والخشية من الخسائر في العملية البرية، وحقيقة أن الحرب انتهت دون حسم وادراك أنه تحتمل هنا جولة عنف اخرى بعد ذلك. هذا الى أنه من الواضح تماما أن حزب الله ينظر في اهتمام الى ما يحدث في الجنوب ويستخلص دروسه. واذا كان يوجد شيء يُجمع عليه كبار قادة الجيش الاسرائيلي فهو أن حزب الله، بايحاء من موجهيه الايرانيين، هو منظمة تتعلم وتُحسن التحليل والاستنتاج.
    إن الاستنتاج النهائي – وهو هل ضربت اسرائيل حماس ضربة قاسية كما تزعم وما هو الردع الذي سيُحرز بعقب الحرب – سيضطر الى أن ينتظر. ويجب أن نفرض الآن أن حزب الله ايضا عنده أنفاق هجومية تُحفر تحت الحدود وإن لم يجد الجيش الاسرائيلي الى الآن أدلة على ذلك. وقد حفرت المنظمة فيما مضى أنفاقا دفاعية بعضها قرب الحدود قبل الحرب في 2006. وجاء في صحيفة «هآرتس» في نيسان هذه السنة أنه يوجد تغيير تلوح تباشيره في سياسة حزب الله، فقد التزمت المنظمة بتوجه أكثر هجومية نحو ما رأته خطوات تحرش اسرائيلية وبدا أقل ارتداعا من رد الجيش الاسرائيلي كما كان منذ الحرب الاخيرة.
    وأثار نبأ منشور آخر بقلم ضابط استخبارات برتبة مقدم في المجلة العسكرية «معرخوت»، أثار احتمال أن تهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بشأن احتلال الجليل تعبر عن خطط مختلفة من جهته، فبدل حرب استنزاف قد يريد بدء المعركة القادمة بعملية مركزة في داخل اسرائيل. ويمكن أن نفرض بعد البرهان الذي حصلنا عليه من غزة في الشهر الماضي أن السيناريو الشمالي يشتمل على الانفاق ايضا.

    وقت لاستخلاص الدروس

    على خلفية ما يبدو الآن هدنة أطول، يُشعر بفرق بين شيء من الأسى لدى الجمهور ووسائل الاعلام بسبب الشعور بأن الحرب لم تُحسم، وبين الرضى الظاهر لقادة الألوية الذين عملوا في القطاع عن انجازات رجالهم. فقد عملت الألوية التي أُرسلت الى غزة عملا جيدا وتغلبت على القوات التي استعملتها حماس لمواجهتها وأتمت مهمة تدمير الانفاق التي فُرضت عليها. لكن يبدو أن اسرائيل تخطيء اذا أولت هذا النجاح أهمية مبالغا فيها.
    فقد استعمل الجيش الاسرائيلي في الحاصل عشرة ألوية في شريط كثيف عرضه من 2 كيلومتر الى 3 مدة أكثر من اسبوعين دون أن يتقدم الى عمق المنطقة المأهولة.
    وحينما أُثيرت مسألة توسيع العملية لاحتلال القطاع في المجلس الوزاري المصغر، عرضت هيئة القيادة العامة تقديرات متشائمة عن المدة المطلوبة (فقد زُعم أن مرحلة التطهير قد تطول أكثر من سنة) وعدد الخسائر المتوقعة. وأضيفت تلك التوقعات الى ارتياب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بمبلغ استعداد القوات البرية وارادتها إنهاء العملية سريعا.
    واسقطت من جدول العمل ايضا طلب الوزيرين افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت احتلال القطاع.
    يبدو الآن أن الجو العام بعد أن انتهت الحرب لا يُنذر بتحول سياسي حقيقي.
    وستكون في الاساس معارك سياسية من الوزيرين ليبرمان وبينيت على نتنياهو ويعلون اللذين أصبحا يصاحبهما الوخز من قبل وزراء اليمين في المجلس الوزاري المصغر ومن الحكومة نحو قيادة الجيش الاسرائيلي العليا. لكن يجدر أن يُركز الجيش الاسرائيلي على البحث عن الدروس دونما صلة بالمصالح السياسية المركبة والمدح المقسط في حد ذاته لاخلاص الألوية والمقاتلين. إن الجيش الاسرائيلي منظمة يصعب عليها أن تحقق مع نفسها ولا سيما في أحداث كبيرة.
    وحينما تكون الحياة المهنية لجنرالات وقادة فرق موضوعة في كفة الميزان يبيح قليلون لأنفسهم انفتاحا كاملا. بعد حرب لبنان الثانية تفاخر رئيس الاركان دان حلوتس (الذي استقال بعد ذلك) بأكثر من 50 فريق تحقيق عينها.
    وتغير نوع النتائج من وحدة الى اخرى ولم يستكمل عدد من التحقيقات المركزية ألبتة. ولم تتغلغل طريقة التحقيق دون أن يُحسب حساب لشيء، المستعملة في سلاح الجو الاسرائيلي وفي بعض الوحدات المختارة، لم تتغلغل بدقة الى الجيش كله.
    اذا نظرنا نظرة موزونة واعية رأينا أن القدرة التي كانت كافية لمواجهة حماس تحتاج الى تطوير لاحراز نتيجة افضل في مواجهة حزب الله. وحتى لو بدا الآن أن المنظمة الشيعية غارقة في مناطق اخرى – الازمات في لبنان والحرب الاهلية في سوريا بل في العراق في الآونة الاخيرة – فان الامور قد تقع مفاجأة ايضا. فقد تنبأ قليلون هذه السنة بأن الجيش الاسرائيلي سيقضي مدة هذا الصيف في اعتراض القذائف الصاروخية وصيد الانفاق في غزة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    وهمّ اسمه أبو مازن
    الرئيس الفلسطيني ليس الحل ولكنه في الحقيقة أساس المشكلة

    بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم
    مع دخول الهدنة حيز التنفيذ أخذ يكثر الكلام على أنه يجب الآن تقوية أبو مازن والاعتماد عليه ليأتي بالحل المطلوب لقطاع غزة، أي نزع سلاحها. ويُبين فحص بارد موضوعي أنه لا يوجد أخطر علينا من الاعتماد على هذا الوهْم الباطل.
    أولا، لا تستطيع السلطة الفلسطينية اليوم أن تمنع انقلابا عسكريا عليها مثل الذي نفذته حماس في قطاع غزة في 2007. والسبب الوحيد الذي جعل رجالها لا يقضي عليهم شركاؤهم في حكومة «الوحدة» هو أن الجيش الاسرائيلي يحميهم ليلا ونهارا. وهم يتمتعون هنا بمشاركة في المصالح مع اسرائيل التي تقوم باحباط دائم لمحاولات تسلح وتنظيم لارهاب مؤسسي في يهودا والسامرة.
    ونسمع ايضا تأثرا بوجود تعاون أمني معنا، لكن ذلك يأتي عن غريزة طلبهم البقاء لأنفسهم لا لأنهم انضموا فجأة الى الحركة الصهيونية، ولهذا لن تنزع السلطة الفلسطينية سلاح المنظمات الارهابية في القطاع حتى لو التزمت بذلك.
    وثانيا، أصبحت الدول العربية المعتدلة اليوم تشترك في مصالح مفصولة عن أبو مازن بل تناقض تأييده احيانا، وينبع اشتراكها في المصالح مع اسرائيل من معرفتها أنه من الممكن جدا أن تحتاج الى مساعدتها العسكرية على أعدائها الايديولوجيين مثل داعش أو ايران. وكان من الآسر أن نرى أحد رجال داعش ومن ورائه رايته السوداء وهو يبصق على علم م.ت.ف ويدوسه ويلعن السلطة الفلسطينية لأن الدولة القومية العربية تناقض عقيدته. وتدرك الاردن أنها ستحتاج الى مساعدتنا حينما يبلغ اولئك الى حدودها الشرقية سواء هل نقضت اسرائيل عرى السلطة الفلسطينية أم انشأت لها دولة.
    وثالثا، تقوية أبو مازن خطيرة بسبب ايديولوجيته التي يخفيها في اتصالاته باسرائيل وبالعالم الغربي. فقد بين ابنه ياسر في مقابلة في التلفزيون الفلسطيني على نحو قاطع لا لبس فيه مخالفا مخالفة كاملة كلام أبيه قائلا: «سنعود الى صفد في فلسطين»، بل دعا ابنه «نادر» الى أن يقول ذلك كي يُبين أنه يورث أبناءه ذلك ايضا. وترمي كل اعمال أبو مازن الى تعليم الجيل القادم أنه ينبغي طردنا بقوة السلاح بواسطة تدريس الميثاق الفلسطيني في جهاز التربية في مناطق السلطة الفلسطينية برغم أنه يبقى على حراب الجيش الاسرائيلي.
    ورابعا، نقضت السلطة الفلسطينية التزامها بنزع السلاح. وقد احتجنا الى «السور الواقي» لندرك الى أين سنصل مع دولة فلسطينية في يهودا والسامرة. ونقول في الختام إن من المحتمل أن يسقط حكم السلطة الفلسطينية بعد أن نسلم يهودا والسامرة لسيادتها. وقد يحدث ذلك بسبب صراعات فلسطينية داخلية أو بسبب احتلال منظمة مثل داعش لها. وستضطر أنفاق هجومية تخرج في قلب القدس أو كفار سابا أو مطار بن غوريون، مع رشقات قذائف هاون وصواريخ، ستضطر اسرائيل الى اجتياح دولة ذات سيادة وسيكون الضرر الامني والضرر السياسي على إثر هذا العدوان على القانون الدولي ضخما.
    إن أبو مازن لا يعمل عندنا ولهذا ففضلا عن أنه ليس الحل هو في الحقيقة المشكلة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 17/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:32 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:51 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 16/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:45 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 14/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:44 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 13/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •