النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 13/09/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 13/09/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي السبــــت 13/09/2014 م


    في هــــــذا الملف

    فعلناها ولكن لم نعد قادرين
    بقلم:اسرة التحرير،عن يديعوت

    «داعش» يعيد ترسيم خريطة الشرق الأوسط
    التنظيم الذي يتطلع إلى شطب حدود الدولة القومية، من شأنه أن يحدث ‏الآن خريطة سياسية تفوق أهميتها الصراع ضده
    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    كيف نواجه تعاظم حماس.. دروس يجب اخذها بعين الاعتبار للحرب القادمة
    بقلم: عاموس يدلين،عن نظرة عليا

    القدس تشهد انتفاضة ثالثة في الفترة الاخيرة
    بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم









    فعلناها ولكن لم نعد قادرين

    بقلم:اسرة التحرير،عن يديعوت

    حدث ذلك لـ د. بعد أن سُرح من الجيش، حينما شاهد فيلم «حياة آخرين» عن العاملين في «شتازي» في المانيا الشرقية الشيوعية، الذين كانوا يتنصتون على الناس ويتجسسون على حياتهم الخاصة. ويقول: «زُعزعت؛ فقد شعرت من جهة بمماهاة الضحايا، والطرف المضطهَد ممن يُسلبون حقوقا أساسية جدا تبدو لي مفهومة من تلقاء نفسها. وأدركت من جهة اخرى فجأة أنني كنت في خدمتي العسكرية في الطرف المضطهِد، وأننا نفعل الشيء نفسه بالضبط لكن بصورة أكثر نجاعة».
    أما ن. فضربها شعور بعدم الراحة قبل ذلك بكثير زمن خدمتها العسكرية حينما كانت حاضرة بصفة ممثلة للوحدة 8200 في عملية اغتيال وقع فيها خطأ في التعرف على الهدف وقتل ولد صغير. «في المقابلة الصحافية المشهورة مع دان حلوتس، مع المقولة المختلف فيها عن ضربة طفيفة لجناح الطائرة (عقب عملية تصفية رئيس ذراع حماس العسكري صلاح شحادة في 2002 التي قتل فيها 14 مدنيا)، قال للطيارين في الحقيقة: أنتم على ما يرام، وأنتم لا ترون الصورة الاستخبارية الكاملة وتنفذون الاوامر العسكرية ولهذا تستطيعون أن تناموا نوما هنيئا في الليل»، تقول ن. «إن الطيارين اذا غير مسؤولين عن القتل لأنهم في نهاية الامر ينفذون الاوامر العسكرية، وهم في الوحدة 8200 ايضا غير مسؤولين عن القتل لأنهم يقومون بعمل استخباري نقي وينقلون المعلومات الى غيرهم. ويتبرأ الجميع من المسؤولية. فمن الذي يفترض اذا أن ينام نوما هنيئا في الليل؟ أعتقد أننا جميعا وقعنا على هذه الرسالة لأننا أدركنا أننا لا ننجح في أن ننام نوما هنيئا في الليل».
    إن د. و ن. اثنان من 43 ضابطا وجندي احتياط في الوحدة الاستخبارية الجليلة الشأن 8200، وقعوا في هذا الاسبوع على رسالة اعلنوا فيها أنهم يرفضون المشاركة في عمليات ضد فلسطينيين، ولهذا لن يحضروا في المستقبل للخدمة الاحتياطية في هذا الميدان. وكتبوا قائلين: «لسنا قادرين من جهة الضمير على الاستمرار على خدمة هذا الجهاز والمس بحقوق ملايين البشر».
    هذه أول مرة يصوغ فيها خريجو الوحدة رسالة رفض للخدمة. «هناك تصور أن الخدمة في سلاح الاستخبارات ليست فيها معضلات اخلاقية وتسهم فقط في مضاءلة العنف والمس بالأبرياء»، كتب فيها، «لكننا تعلمنا في اثناء الخدمة أن الاستخبارات جزء لا ينفصل عن السيطرة العسكرية في المناطق. والسكان الفلسطينيون الذين يخضعون لنظام عسكري معرضون تماما لتجسس الاستخبارات الاسرائيلية وتعقبها. وفي ضوء ذلك خلصنا الى استنتاج أنه تُلقى علينا بصفتنا خدمنا في الوحدة 8200 المسؤولية عن الوضع وواجب العمل. ونحن ندعو جنود سلاح الاستخبارات في الحاضر والمستقبل، ومواطني اسرائيل جميعا الى إسماع اصواتهم اعتراضا على هذه المظالم وأن يعملوا لانهائها. ونحن نؤمن أن مستقبل دولة اسرائيل ايضا متعلق بذلك».
    في مقابلة أولى يتيح الموقعون على الرسالة نظرة نادرة الى الحيرة النفسية التي مروا بها في اطار خدمتهم في وحدة جمع المعلومات الكبرى في الجيش الاسرائيلي، التي أصبحت منذ زمن مستنبتا لصناعة الهاي تيك الاسرائيلية وتوجه كثيرا من خريجيها الى وظائف رفيعة في الاقتصاد والمجتمع. ومن المهم عندهم أن يؤكدوا أن الاحداث التي يتحدثون عنها ليست لها صلة بعملية الجرف الصامد التي لم يشاركوا فيها.

    صندوق عجائب الافكار
    حضر ستة من خريجي الوحدة اللقاء الصحافي الذي تم في شقة أحدهم، مزودين بشهادات مكتوبة لموقعين آخرين. ويشهد الاشخاص الذين يقفون وراء الرسالة أن أكثر الموقعين عليها يخدمون الخدمة الاحتياطية في الوحدة 8200 ومستعدون لتلبية دعوة الجيش في كل زمان. وقد استعمل بعضهم حتى الآن «رفضا رماديا» كي يتهربوا من الخدمة الاحتياطية، في ايام عملية الجرف الصامد ايضا. «إن الوحدة عائلية جدا، ولهذا يتصل القائد بك مباشرة كي يرى هل تستطيع المجيء لأداء الخدمة الاحتياطية، ولا توجد وساطة ضابطة اتصال مع ابلاغ رسمي»، يُبين ر. «والطريقة التي طورناها هي أن نتهرب في كل مرة بحجة مختلفة كامتحان أو رحلة الى الخارج. وهكذا امتنعت في واقع الامر عن المجيء لأداء الخدمة الاحتياطية دون أن أعلن أنني أرفضها».
    إنهم واثقون جدا أنفسهم وبالخطوة الدراماتية التي يخطونها، وبرغم ذلك يلاحظ التوتر جيدا على وجوههم. يدرس عدد منهم لألقاب متقدمة أما آخرون فعُينوا لوظائف في الصناعة. وهم من نوع الاشخاص الذين يفرح المجتمع الاسرائيلي باحتضانهم والفخر بهم في الايام العادية، لكنهم يوشكون الآن – وهذا واضح لهم – أن يدفعوا الثمن.
    «إن أصعب جزء عليّ أن يرى الناس ما نفعله خيانة»، يعترف ش. وهو ضابط في الخدمة الاحتياطية في الوحدة وصاحب أعلى رتبة فيمن وقعوا على الرسالة. «نعلم جميعا أن خطوة كهذه تبعدنا عن حدود الاجماع الاسرائيلي. ويؤيدنا ناس كثيرون جدا ويشايعوننا لكنهم يخشون الردود والثمن الشخصي الذي سيدفعونه ولهذا رفضوا التوقيع».
    «توجهت الى عدد من الاشخاص، وقالت لي صديقة جيدة لي من الوحدة: أنا أوافق تمام الموافقة على ما ورد في الرسالة لكنني أخشى أن يضر ذلك بالحياة المهنية التي أخطط لها»، تقول ن. «حتى ذاك الذي كشف لي عن المبادرة لم يوقع على الرسالة آخر الامر لأنه خشي ذلك».
    إن ش. راض تماما عن القرار، لكن تعذبه الآثار التي قد تكون له: «نريد أن نصل الى الجمهور الاسرائيلي لا أن ينبذنا. ونرغب في أن تُفهم الرسالة وأنها مقولة اشخاص يهتمون بالوضع هنا ويفعلون ذلك عن اكتراث لا عن رغبة في حرق الجسور. لكنني متأكد أنه سيوجد اشخاص يستغلون هذه الرسالة ويسمونها خيانة كما يفعلون اليوم بكل من يثور على الاجماع».
    نضجت فكرة الرسالة في أذهانهم مدة سنة، وقد بدأ ذلك في حديث صالون معتاد بين اصدقاء من الوحدة ظلوا على اتصال بعد الخدمة العسكرية. ويقول د. «شعرت بعد التسريح من الخدمة أن عندي صندوق عجائب من الافكار. وبدأت أتحدث مع عدد من الاشخاص وتبين لي أن كثيرين يشعرون بالشيء نفسه. وتم كل شيء على نحو حذر جدا. تحدثنا عن أفكارنا وعن تساؤلاتنا وفكرنا في طرق عمل نستطيع أن نختارها. وبدأنا قبل ذلك بصوغ التصريح الذي نستطيع أن نقف من ورائه واستغرق ذلك وقتا طويلا جدا وتغيرت صياغاته كثيرا.
    «كان من المهم عندنا أن تكون الرسالة حادة ومركزة كي تنال أكبر قدر مستطاع من الموافقة عليها. إن رفضنا موجه الى الميدان الفلسطيني فقط لا الى سائر الميادين التي تشتغل الوحدة بها. ولأننا نعتقد أن رفض الخدمة خطوة متطرفة جدا وقاسية لا سيما في المجتمع الاسرائيلي، كان من المهم عندنا أن نُبين في الرسالة بصورة حادة أننا نرفض فقط لأننا لا نستطيع من جهة الضمير أن نكون أداة لتعميق السلطة العسكرية في المناطق».
    وبعد أن كتبوا الرسالة بدأوا يُشركون ناسا آخرين من الوحدة، صديق يأتي بصديق. ولم يعرف مسؤولون كبار في الوحدة وقادتها بالمبادرة. «كنا حذرين جدا في البداية»، يقول د. «وكانت التوجهات في لقاءات شخصية، وكنا ندور حول الموضوع الى أن شعرنا بثقة كافية كي نتكلم مباشرة. وكان السلوك سريا كي لا يبلغ الامر الى من لا يجب أن يعلم ذلك».

    هدوء بعد تفجير
    تصور الشهادات صورة يمكن أن تقلق عددا من الجمهور، لكن من شبه المؤكد أن كثيرين سيعتقدون أن الحديث عن خطوات مشروعة ولا سيما في زمن القتال. «بدأت الامور تتغير عندي وقت عملية الرصاص المصبوب، في سنة 2008»، يقول ن. وهو مترجم من العربية في قاعدة الوحدة 8200، مسؤول عن الساحة الفلسطينية. «مع بدء العملية بدا لي شيء ما ليس على ما يرام. فبدل الهجوم على مخزونات قذائف صاروخية ووسائل قتالية في قطاع غزة باعتبار ذلك استعدادا دفاعيا لمعركة مع حماس، هاجم سلاح الجو حشدا لرجال الشرطة وقتل في ذلك الهجوم 89 شرطيا فلسطينيا. كنت آنذاك جنديا بسيطا لكنني أردت أن أنقل الى من هم فوقي في سلسلة القيادة رأيي أن الحديث عن عملية غير اخلاقية واشكالية لا بسبب اصابة رجال الشرطة فقط. وكانت تلك ساعات ثمينة كان يجب علينا فيها أن نؤدي عملنا وهو منع اطلاق قذائف صاروخية على مواطني اسرائيل. ولم يخدم ذلك هذا الهدف. وكانت الجبهة الاسرائيلية الداخلية مكشوفة لرشقات قذائف صاروخية دون أن تتم معالجة الموضوع كما يجب. ووافق الضابط المسؤول على نقل كلامي الى من هم فوقي لكنني لم أحظ بالحصول على جواب.
    «في اثناء العملية صاحبت فرق مختلفة، اشتغلت بجمع المعلومات وبترجمة معلومات استخبارية عن أهداف في قطاع غزة. وأتذكر الهدوء الذي ساد غرف العمل في الثواني التي تلت قصف سلاح الجو للاهداف، وكان هدوءا متوترا على أمل الاصابة. وحينما لوحظت اصابة ملأ الغرفة تصفيق وصيحات فرح. ووضعت علامات «إكس» على سماعات الآذان وأغطية الوجوه التي زينت جدران الغرف. وصعب علي جدا أن لا أحد اهتم بأمر من أُصيب. ولم يقف أحد ليسأل نفسه هل تسوغ الاهداف التي نجمعها لطائرات سلاح الجو التدمير المطلق لحياة مليون ونصف مليون من سكان قطاع غزة؟.
    «هاجم سلاح الجو في اثناء العملية بيت نزار الريان (أحد قادة حماس في غزة). وقتل 18 مدنيا، أكثرهم من أبناء عائلته. وأرادوا في يوم آخر أن يضربوا قادة ذراع حماس العسكرية. وحينما أبلغ سلاح الجو عن اصابة اشخاص ساد الغرفة توتر مع توقع تبين هل المصابين هم الاهداف الذين وجه الهجوم اليهم. وحينما تبين أنهم اشخاص آخرون سُمعت صيحات خيبة أمل لا لأنه قتل اشخاص بصورة تعسفية بل لأنهم لم يكونوا من بحثنا عنهم. يصعب علي أن أتخيل كيف بدت قاعدتي خلال عملية الجرف الصامد: يبدو أنها كانت تبدو كما كانت تبدو آنذاك لكن كل شيء كان أكثر إفراطا».
    إن سياسة التصفيات تتبوأ مكانا مركزيا في عذابات ضمائر الموقعين بسبب حقيقة أنه تتم أكثر من مرة اخطاء تودي بحياة أبرياء بل اولاد صغار احيانا. «نحن نُهييء المعلومات الاستخبارية للعملية، ونسم الشخص وننقل المعلومة الى سلاح الجو»، تقول ن. «يوجد ممثلون للوحدة على الارض دائما، في فرقة يهودا والسامرة وفرقة غزة. في ذات مرة حينما كنت المندوبة لاحظوا مُريبا بالقرب من مخزن وسائل قتالية في غزة وظنوا أنه هدفنا. وأنا أتذكر الصورة في الشاشة: فقد كان المشتبه فيه في داخل بيارة ووقع انفجار وانقشع الدخان وجرت أمه نحوه واستطعنا أن نرى آنذاك أنه ولد صغير فقد كانت الجثة صغيرة، وأدركنا أننا فشلنا، وحدث هدوء غير طيب، ووجب علينا آنذاك أن نستمر.كان الجو صعبا لكن كانت ما تزال توجد اشياء تُفعل.
    «كان عملي هناك تقنيا. فأنت في المكتب ترى صورة من المروحية والخرائط. ومن السهل جدا أن تفصل نفسك عن ذلك وأن تشعر أنك بعيد. ولم يكن من عملي ايضا أن اسأل اسئلة هناك. قالوا لي ما الذي يحتاجونه مني وهو ما فعلته، بل إنني لا أعلم هل حدث تحقيق فيما وقع».
    يؤدي أكثر الاشخاص في الوحدة العمل الملقى عليهم دون أن يسألوا أكثر مما ينبغي، ويفسر الموقعون ذلك أنهم يؤدون الى المدربين من البداية في وقت الدورة التدريبية، يؤدون اليهم رسالة فحواها أنه لا يوجد في الوحدة 8200 أمر عسكري غير قانوني بصورة واضحة، وأدى بعضهم ممن كانوا مرشدين هذه الرسالة الى سواهم، الى جنودهم برغم أنه تبينت لهم آنذاك لوامع شك.
    «قالوا لنا على الدوام إننا لسنا الموجودين على الارض ولا من نطلق النار وليس من عملنا أن نتخذ هذا القرار أصلا»، يقول أ. «يوجد نوع من نظام بديل في الوحدة يسمى «واجب الانذار الشخصي»، يقول إنه يجب عليك أن تنذر اذا كان يوجد شيء ما يقلقك، لكن من الواضح في بعض الحالات أن الحديث عن تعمية».
    تغطي الحديث معهم على الدوام شخصية الملازم أول أ.، وهو ضابط شاب في الوحدة 8200 رفض في 2003 في ذروة الانتفاضة الثانية أن ينقل معلومات قبيل هجوم على مبنى في جنوب قطاع غزة خشية اصابة أبرياء. وكان يفترض أن يكون الهجوم ردا على عملية في ميدان نفيه شأنان في تل ابيب في كانون الثاني من تلك السنة قتل فيها 23 شخصا. وكان الهدف الذي اختير مبنى لفتح. وكان الامر بحسب ما يقوله اشخاص في داخل المجموعة الاستخبارية أن يُفحص متى يوجد اشخاص في داخل المبنى ولا يهم من يكونون كي يعطى الضوء الاخضر لقصفه. وألغي الهجوم بسبب رفض أ. وحوكم وعُزل عن عمله ونُقل ليخدم في عمل اداري.
    وتقرر عقب الواقعة تدريس درس في كل دورات تدريب الوحدة يعتمد على التحقيق العسكري للقضية. وكان المرشدون يوجهون المتدربين في نهاية الدرس الى استنتاج أنه لا يوجد أمر عسكري غير قانوني على نحو واضح في الوحدة. وتبين لهم بعد ذلك أن التحقيق كانت تعوزه دقة كبيرة، فقد كتب فيه أن عمل الملازم أول أ. كان أن يتحقق من أن المبنى فارغ كي يتم الهجوم آنذاك. ويقول ن.: «الآن وقد علمت ما حدث في تلك العملية في الحقيقة أدرك أن كل النقاش الذي تم عنها مع المتدربين في الدورة التدريبية، كان سخيفا».
    «في 2003 على الأقل وجد الملازم أول الذي لم يوافق على المشاركة في عملية»، يقول أ.، أحد الموقعين. «وفي 2014 لم يوجد اشخاص كهؤلاء».

    كيف يُقال «هومو» (لوطي) بالعربية
    ليس نظر الوحدة المعقم الى سياسة التصفيات هو وحده الذي يقض مضاجع من يخدمون الخدمة الاحتياطية الذين وقعوا على الرسالة، وهم يقولون إن الجمهور في اسرائيل يظن أن المعلومات الاستخبارية تُجمع فقط عن نشطاء الارهاب فقط.
    وهم يريدون أن يُبينوا حقيقة أن جزءا كبيرا من الاهداف التي يتم تعقبها اشخاص أبرياء ليست لهم صلة ألبتة بنشاط عسكري على اسرائيل، وتهتم الجهات الاستخبارية بهم لاسباب اخرى. ولا يخطر ببال اولئك الاشخاص ألبتة أنهم هدف استخباري، ويشهد الموقعون أن النظرة اليهم لا تختلف عن النظرة الى ارهابيين، وليست حقيقة أنهم أبرياء تقديرا ذا صلة بالواقع.
    «صعب عليّ جدا أن ظهرت تفاصيل شخصية مختلفة في سجل معلومات مهمة يمكن أن تستخدم لابتزاز اشخاص وجعلهم عملاء»، يقول ن. «قالوا لنا في القاعدة إننا اذا كشفنا عن معلومة «فاضحة»، فهي شيء من المهم توثيقه، كوضع اقتصادي صعب مثلا أو ميول جنسية أو مرض عضال لهم أو لقريب، أو علاجات طبية يحتاجون اليها.
    «أسمعوني ذات مرة حديثا بين رجل أمن اسرائيلي وفلسطيني حاول أن يجنده. وتوجد قطعة يقول فيها «شقيق زوجتك مريض بالسرطان»، فيجيبه الفلسطيني «وليكن»، ويقول «تعلم أن المستشفيات عندنا جيدة»، وكان واضحا أنه يعرض شيئا ما على الفلسطيني أو يهدده.
    «جمعت في اثناء الخدمة فيما جمعت معلومات عن أبرياء كل ذنبهم أنهم يهمون جهاز الامن الاسرائيلي لاسباب مختلفة. ولو كنتَ لوطيا يعرف شخصا ما يعرف مطلوبا فان اسرائيل تجعل حياتك بائسة. واذا كنت محتاجا لعلاج طبي عاجل في اسرائيل أو في الضفة الغربية أو في خارج البلاد فاننا نبحث عنك.
    وتضايقك اسرائيل حتى الموت قبل أن تتيح لك الخروج للعلاج الطبي دون أن تقدم معلومة عن ابن عمك المطلوب. وفي كل مرة يتاح فيها شخص بريء يمكن ابتزازه مقابل معلومة أو لتجنيده متعاونا، كان ذلك بالنسبة إلينا ذهبا وبالنسبة لكل المجموعة الاستخبارية الاسرائيلية، وفي دورة الاعداد يتعلمون ويرددون كلمات مختلفة تعني اللوطي باللغة العربية».
    إن القوة الكبيرة الموضوعة في أيدي الجنود والضباط في الوحدة، أكثرهم شباب في العشرينيات من اعمارهم، قد تكون – كما يقول الموقعون على الرسالة – قوة إفساد ايضا. «حينما توليت عملي فاجأني عظم المسؤولية الموضوعة على كاهلي»، تقول ن. «وشعرت أن لي تأثيرا في اشياء مهمة. وكنت استطيع أن ابادر الى اشياء لها تأثير في حياة الفلسطينيين، وأننا نستغل هذا التأثير الذي لنا في حياتهم. ويكون ذلك احيانا مسا حقيقيا بحياة انسان ونفسه. والحديث عن ابتزاز يمكن أن يفسد عليهم حياتهم. والتوجه الغالب عندنا هو «لماذا لا؟ اذا أمكن فالى الامام». واعتقدت أن ما استطيعه مجنون. فنحن الاسياد».
    يشهد عدد من الموقعين أنهم وجدوا أنفسهم يواجهون معلومات ذات صبغة سياسية واضحة جعلتهم في وضع غير مريح. «حينما جندت للوحدة ظننت أنني سأشتغل باحباط الارهاب، وبما هو ضروري لحفظ أمن الدولة»، يقول أحدهم. «وتبين لي في اثناء الخدمة أن جهودا كثيرة في الساحة الفلسطينية توجه الى أمور لا صلة لها بالأمن. عملت في جمع معلومات في امور سياسية كان بعضها يتصل باهداف يمكن أن نرى أنها تخدم حاجات امنية كقمع مؤسسات حماس وبعضها ليس كذلك. وكانت اهداف جمع معلومات سياسية لا يوجد عليها اجماع اسرائيلي كتقوية الموقف الاسرائيلي في مقابل الموقف الفلسطيني، ولا تخدم هذه الاهداف الجهاز الامني بل الساسة وأجنداتهم.
    «كان من الصعب جدا علي وعلى من كانوا معي في القسم فعل بعض ما فعلنا، كان مشروع ما صُدمنا حينما كشف لنا عنه. وكان من الواضح أنه ليس شيئا يفترض أن نفعله بصفتنا جنودا. ونقلت المعلومات مباشرة تقريبا الى جهات سياسية لا الى اجزاء اخرى من جهاز الامن، وأوضح لي ذلك أن الحديث عن معلومات لا تكاد توجد صلة بينها وبين الحاجات الامنية».
    هناك شأن اشكالي آخر يثور خلال الخدمة وهو شأن واقع الوحدة. يُحتفظ بتسجيلات مع احاديث يسمعها المدربون والجنود دون التحير بمعضلة ان الحديث عن مخالفات اخلاقية شديدة. فالاحاديث الجنسية مثلا شيء متلقف جدا في الوحدة. «سمعت بقسم اطفأوا فيه ذات مرة كل الاضواء في الطابق وأسمعوا حديثا جنسيا بأعلى صوت»، يشهد أحد الموقعين. «يستمع بضع عشرات من الاشخاص الى حديث جنسي وينفجرون ضاحكين جميعا وهذا جزء من الواقع، وليس الحديث فقط عن احاديث يطلعون عليها بالخطأ، فقد عرف الجنود لمن يستمعون ومتى كي يجدوها، وكانت تنقل من واحد الى آخر.
    وشهد خريج وحدة آخر أنه شعر شعورا سيئا لأنه عرف بدقة كبيرة مشكلات كل واحد من الاهداف. «ليس شعورا طيبا أن نتحدث ونضحك من هذه المعلومات بحرية. عرفنا من يخون زوجته ومع من، وبمقدار توالي ذلك. وكانت احاديث عن حالات طبية «مضحكة» كمرض البواسير. وهذا جزء من الواقع ويدعو أحدهم الآخر كي يأتي ليسمع. ويتناقلون للضحك ايضا صورا للاهداف أو لمجرد فلسطينيين. ويظهرون صورا عائلية ويتضاحكون لقبح الاولاد، أو صورا خاصة التقطها الزوجان بعضهما لبعض.
    «في مرحلة ما أبعدت نفسي عن ذلك الامر. وقلت للرفاق حولي ايضا إن ذلك لا يتعلق بما نهتم به، لكن الجميع قالوا إن ذلك لا يمس أحدا. وعرف القادة ذلك، وليس ذلك سؤالا ألبتة. بل إنني لا أقول إنهم تغاضوا عن ذلك لأنه كان من الواضح أنه لا بأس به ولا مشكلة فيه. فالجنود لا يجهدون انفسهم حقا باخفاء ما يفعلونه».

    ضمير المجندين
    مع خشيتهم من النقد العام الذي سيوجه اليهم، اصبحوا يواجهون ايضا انتقادا داخليا في عائلاتهم التي يصعب عليها قبول هذه الخطوة غير المعتادة. «لا تؤيد عائلتي قرار التوقيع على الرسالة»، تقول ن. «وهم لا يعتقدون أن فعل ذلك صحيحا، وهم ينظرون إلي كأنني متطرفة أخطو خطوة لا صلة لها بالواقع في دولة ديمقراطية».
    ويتحدث ر. عن أن عائلته القريبة تخشى في الاساس تأثيرات الرسالة الشخصية. «إنهم يهتمون بي وبرفاقي ويأملون ألا ندفع ثمنا شخصيا قاسيا جدا».
    وقعوا باسمائهم ورتبهم الكاملة على الرسالة الرسمية التي أرسلت أمس الى رئيس الوزراء ورئيس الاركان ورئيس «أمان» وقائد الوحدة. وينبغي أن نخمن أن يثير نشر الرسالة ضجيجا كبيرا بل قد يثير اسئلة وتساؤلات بين طلاب ثانويات مرشحين للخدمة في الوحدة 8200. ويعلم الموقعون على الرسالة ذلك لكنهم لا ينوون أن يدعوا الآخرين الى رفض الخدمة في الوحدة.
    «اذا سألني شخص ما فسأحدثه عن رحلتي وعن حيرتي وعما اشعر به في خدمتي»، يقول أ. «سأعطيه الوسائل لكن كل من سيجند عنده ضميره ويجب عليه أن يتخذ قراراته بنفسه. هذه معضلات شديدة ومن رفض أن يجند للوحدة فسيضطر الى دفع ثمن باهظ جدا.
    ومن جهة اخرى قد يكون في الموقع الذي كنت فيه بالضبط حينما كنت في عمره وهو موقع الايمان أن ما نفعله هو لمضاءلة قتل الابرياء. إن كل ما استطيع أن افعله هو أن اعرض عليه وجهة نظر مختلفة».
    ويؤكدون أنهم لا يريدون أن ينشئوا حركة من ورائهم. وهم يرون هذه الرسالة مرآة للجمهور. «كل ما نريد أن نفعله أن نضيء ضوءا احمر للجمهور الاسرائيلي»، يقول ش. «ليدركوا أننا كنا هناك وفعلنا ذلك ولم نعد قادرين على الاستمرار. سنوافق على العودة للخدمة في الوحدة اذا علمنا أن الهدف الذي نحن هناك لاجله هو الدفاع عن النفس لا لتأبيد نظام عسكري».
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    «داعش» يعيد ترسيم خريطة الشرق الأوسط
    التنظيم الذي يتطلع إلى شطب حدود الدولة القومية، من شأنه أن يحدث ‏الآن خريطة سياسية تفوق أهميتها الصراع ضده

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    استقبال صاخب كان أنتظار وزير الخارجية جون كيري عندما هبط يوم الاربعاء في بغداد. فقد انفجرت سيارتان مفخختان في قلب العاصمة العراقية فخلفتا ما لا يقل عن 11 قتيلا. فالسيارات المفخخة والعبوات الجانبية هي اخبار عادية في العراق. كما أن اختطاف سيدة اعمال كردية لدى خروجها من البنك في وسط البصرة على ايدي ملثمين لا يثير انفعالا كبيرا. اكثر اثارة للاهتمام منه هو قرار مجلس محافظة البصرة منح عائلات الشهداء المدنيين المتطوعين الذين قتلوا في اثناء قتالهم ضد الدولة الاسلامية داعش قطعا من الاراضي لبناء بيت عليها ومنحة بنحو 21 الف دولار.
    لقد اصبح المتطوعون المدنيون جزءا لا يتجزأ من قوات الدفاع العراقية التي تعمل ليس فقط في الجبهات الساخنة التي يعمل فيها داعش بل وايضا في المدن كحراس مسلحين. والى جانب الجيش والشرطة والمتطوعين، يوجد لكل حركة سياسية ميليشيا مسلحة خاصة مهمتها في الايام العادية حماية زعماء الحركة ومنع مقاتلي الميليشيات الاخرى من السيطرة على مراكز القوة. وتتمتع هذه القوات المستقلة بتمويل مباشر يأتي من ميزانيات الوزارات الحكومة التي يترأسها وزراء من الحركات السياسية التي «في حوزتها» توجد ايضا ميليشيات. ومن هنا تنبع ضمن امور اخرى الخلافات السياسية على توزيع الحقائب كثيرة الميزانيات، الخلافات التي من شأنها أن تمس بتشكيلة الحكومة الجديدة بل وتؤدي الى حلها اذا لم يتوفر حل سريع لمطالب الحركات والطوائف في العراق.
    وهكذا مثلا هدد حسين الشهرستاني بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة التي حظيت هذا الاسبوع بعد جهد سياسي هائل على مصادقة البرلمان، اذا لم يتسلم حقيبة ذات مغزى، كحقيبة النفط الهامة التي تسيطر على معظم مداخيل الدولة. الشهرستاني، خبير النووي الذي تعلم في جامعات الغرب، كان وزير النفط حتى 2010 ومؤخرا قام باعمال وزير الخارجية زيباري الكردي، تلقى حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي ذات الميزانية الهزيلة. مع مثل هذه الحقيبة لا يمكن بناء مخزون مؤيدين أو تمويل قوات حراسة خاصة.
    الاكراد، الذين لم يشارك ممثلوهم في التصويت في البرلمان على اقرار الحكومة، وافقوا على تأييدها شريطة أن في غضون ثلاثة اشهر يجري رئيس الوزراء مفاوضات جدية على مطالبهم. اساسها، اعادة الدين الذي على الحكومة للاكراد الذين يزعمون أنه يصل الى 8 مليار دولار، وكذا الموافقة على أن يكون بوسع الاكراد تصدير النفط الذي يوجد في اراضيهم دون قيد. ولا يخفى تهديدهم بالانسحاب. فمثلما قاطعوا حكومة نوري المالكي يمكنهم أيضا أن ينسحبوا من الحكومة الجديدة. ليس للاكراد مشكلة مبدئية مع الحقائب التي تلقوها. فرئيس الدولة، فؤاد معصوم، كردي، وزير الخارجية السابق زيباري عين في منصب نائب رئيس الوزراء، والمال يوجد للاكراد ايضا بشكل مستقل.
    ولكن بؤرة الصراع السياسي الان هي حول تعيين وزير الدفاع ووزير الداخلية. من يعين في هذين المنصبين سيقف على رأس القوة العراقية التي ستنضم الى الائتلاف الدولي الذي ينظمه الرئيس اوباما قبيل الهجوم على داعش. وتبين هذا الاسبوع أن رئيس الوزراء العراقي ليس مستقلا تماما في اختيار الوزراء المرشحين لهذين المنصبين.
    وهكذا مثلا سعى الى أن يعين هادي العامري في منصب وزير الداخلية. ولكنه اصطدم بفيتو امريكي على اعتبار ان العامري ترأس منظمة «بدر» التي تعتبر الذراع العسكري لحزب المجلس الاسلامي الاعلى الشيعي، وتعيينه قد يعرقل التعاون من جانب السنة. ولكن فضلا عن هذا التفسير الرسمي، فان العامري يعتبر مقربا جدا من الحرس الثوري الايراني، صديقه الطيب هو قاسم سليماني، قائد كتائب القدس، والعامري مشبوه في نظر الامريكيين في أنه ساعد في نقل السلاح والذخيرة من ايران الى نظام الاسد. وهكذا شطب اسمه عن جدول الاعمال. ويواجه التدخل الامريكي ولا سيما السفير الامريكي في العراق، سيتوارت جونز، في عملية التعيينات، انتقادات لاذعة يوصف فيها السفير أنه «المندوب السامي». ولكن لا يبدو ان واشنطن تتأثر بهذا الانتقاد عندما تكون ايران ايضا متعمقة في السياسة العراقية، ومع أن الولايات المتحدة وايران تنفيان وجود تعاون بينهما، الا انه ليس صدفة أن كلتيهما تؤيدان التعيينات التي اجراها العبادي.
    ومع أن الحكومة العراقية اقرت في البرلمان، الا ان الترقب المتحفز لان تعمل على دمج السنة في الهامش السياسي وبالتالي تجندهم في الصراع ضد داعش، لم يتحقق بعد. ومع ان قادة القبائل السنية يبلغون عن تشكيل ميليشيات مسلحة في محافظة الانبار حيث تسيطر قوات داعش بل وعن مواجهات مسلحة مع القوات الاسلامية، الا انه على حد قول قائد محافظة الانبار، ليس لدى هؤلاء المتطوعين سلاح مناسب لمواجهة الغزاة.
    توريد السلاح هو مشكلة صغير، الاخطر والاهم منها هي مسألة الثقة التي ينبغي للقبائل السنية ان يعطوها للحكومة الجديدة. فالسنة، الذين اختبروا من قبل خيانة حكومتهم لهم، يطالبون الان بضمانات دولية الا يتعرضوا للظلم. والمفارقة هي ان هذه القبائل السنية نفسها والتي يعول عليها العراق ودول الائتلاف أساسا في المعركة البرية ضد داعش، هي ذات القبائل التي قاتلت ضد الامريكيين في بداية سنوات الاحتلال. كما أن بعضا من الميليشيات الشيعية المطلوب تجندها هي ذات الميليشيات التي قاتلها الجيش العراقي في العام 2008، والدم السيء بينها وبين الحكومة لم يطهر بعد.
    في ضوء جملة الخصومات والمواجهات السياسية الداخلية، يبدو أنه سيكون من الاسهل تجنيد تأييد دول المنطقة، بما فيها ايران، من تجنيد القوات العراقية التي تناثرت الى كل صوب مع سيطرة داعش في شهر حزيران. غير أن بناء الائتلاف العربي هو الاخر والذي اجتمع قادته في السعودية امس، يشبه ربط المقطورات بقطار يقوده رأسان مختلفان.
    هكذا مثلا امتنعت السعودية عن دعوة ايران الى الاجتماع لان ايران طلبت ان يدعى الرئيس بشار الاسد هو الاخر بصفته القوة الاهم في سوريا والتي يمكنها أن تقاتل داعش. وتعارض الولايات المتحدة ذلك لانها لا تزال تتمسك بسياسة اسقاط الاسد. كما أن للسعودية تخوف شديد من أن يؤدي اشراك ايران الى افلات قيادة الخطوة ضد داعش من يدها، ومنح ايران بطاقة دخول شرف الى الشرق الاوسط العربي. ويثقل الموقف السعودي على الولايات المتحدة التي ترى في ايران ليس فقط قوة حيوية في الحرب، بل وايضا دولة ترى الحاجة الى اقامة حكومة عراقية تهديء من شكاوى السنة.
    ان هذا الاقتراب بين ايران والولايات المتحدة يزعج السعودية. فهي تقدر أن هذا هو تغيير استراتيجي قد يهددها اكثر مما يهدد داعش. والمقالات التي تنشر في الايام الاخيرة في وسائل الاعلام الامريكية والتي يتعاظم فيها النداء الى اشراك ايران في الحرب ضد داعش بل والارتباط مجددا بالاسد تقرأ بعناية في السعودية ايضا. وهذا الاسبوع ظهر نبأ في احدى صحف الخليج يقول ان السعودية تفكر باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وقد نفي النبأ نفيا باتا، ولكن ليس غنيا عن الذكر ان الملك عبدالله في خطوة مفاجئة، استأنف في العام 2010 علاقاته مع الاسد بعد فترة طويلة من القطيعة بينهما.
    ان ميليشيات الثوار التي تؤيدها السعودية لا تنجح في تحقيق انجازات حقيقية على الارض وهذا الاسبوع تلقت احدى هذه الميليشيات «احرار الشام» ضربة شديدة حين قتل كل قادتها في انفجار كبير في محافظة ادلب. كل هذا من شأنه أن يدفع السعودية الى اعادة التفكير بمواقفها تجاه الاسد. والنتيجة هي أن داعش بالذات الذي يتطلع الى شطب خطوط الخريطة السياسية التي خلقتها حدود الدول القومية في الشرق الاوسط، من شأنه أن يحدث الان خريطة سياسية جديدة قد تكون أهميتها تفوق حتى مجرد الصراع ضد التنظيم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    كيف نواجه تعاظم حماس.. دروس يجب اخذها بعين الاعتبار للحرب القادمة

    بقلم: عاموس يدلين،عن نظرة عليا

    الان، مع انتهاء المعارك، ينبغي فحص مسألة اعادة تعاظم قوة حماس. فعدم الاصرار على اقامة آليات تمنع اعادة تعاظم قوة حماس في نهاية جولات القتال السابقة “عمود السحاب” في 2012 و”الرصاص المصبوب” في 2009، هو، بقدر كبير، “الخطيئة الاولى” التي أتاحت لحماس المبادرة الى جولة القتال الحالية.
    في موعد سابق من هذا الاسبوع نقل على لسان مصدر سياسي كبير، على ما يبدو وزير الخارجية، قوله ان “حماس لم تنتظر حتى ولا لحظة واحدة بعد جولة القتال الاخيرة وبدأت في استئناف تسلحها تمهيدا لامكانية جولة اخرى”. وردا على ذلك، نفى مصدر امني كبير الادعاء وقال: “لا نعرف معلومات كهذه، وليس واضحا لنا الى ماذا استند ومن أين استمد هذه المعلومات”.
    ان خلافات الرأي السياسية بين مدرسة “الردع″ وبين مدرسة “الاسقاط” التي بدأت مع بداية المعركة الاخيرة مع حماس، مقبولة وشرعية في دولة ديمقراطية. وبالتوازي، ينبغي اجراء فحص مهني لمسألة بناء قوة حماس بعد “الجرف الصامد” لغرض وضع سياسة ملموسة تستشرف المستقبل.
    من أجل القول ان حماس ستستأنف مساعي بناء قدراتها العسكرية فور وقف النار لا حاجة الى استخبارات حميمة وحديثة. هكذا تصرفت حماس في الماضي وينبغي الافتراض بان هكذا ستتصرف في المستقبل ايضا. حماس هي منظمة خطت على علمها المقاومة المسلحة وواضح انها ستبذل كل جهد مستطاع، دون تأخير، لاعادة بناء قدراتها العسكرية التي تضررت بشدة في الخمسين يوما من معركة “الجرف الصامد”. لقد فقدت حماس قدرتيها الاستراتيجيتين المركزيتين: منظومة الصواريخ بعيدة المدى، التي تحطمت على القبة الحديدية الاسرائيلية ومنظومة الانفاق الهجومية التي دمرها الجيش الاسرائيلي بكاملها تقريبا. كما أن منظومات اخرى كمنظومات الانزال من البحر ومنظومات الطائرات الصغيرة بدون طيارين، فشلت أو تضررت بشدة.
    صحيح أن حماس توصلت الى وقف للنار دون أن تحصل على شيء تقريبا من قائمة مطالبها الطويلة التي طرحتها، ولكن اسرائيل ايضا لم تنجح في أن تفرض على المنظمة الارهابية اي من المطالب المركزية التي عرضها رئيس الوزراء كهدف للحملة: تجريد غزة واقامة آليات تراقب منع تعاظم حماس. هذا الهدف المتمثل في “عدم التعاظم” فوت كما اسلفنا في التسويات السابقة ايضا ويجدر ان يكون هدفا مركزا للمطالب الاسرائيلية في المفاوضات على الترتيب، المتوقع أن تبدأ في القاهرة بعد ثلاثين يوما من موعد وقف النار الذي اعلن في 26 آب 2014. والى أن يتحقق الترتيب (والذي احتمال ان يعالج بنجاعة مسألة التعاظم ليس عاليا) مصلحة حماس هي استخدام الاف العاملين في مخارط الصواريخ والاف حافرين الانفاق ووضعهم في رأس قائمة متلقي الرواتب في المنظمة.
    من المهم الفهم بان الضربة لحماس كانت شديدة ولكنها ليست تامة. من المهم التركيز على ثلاثة مجالات تتعلق بالتعاظم المستقبلي لحماس: انفاق التهريب (التي عالجها المصريون)، منظومة الانتاج، والانفاق الهجومية.
    1. انفاق التهريب: يقدر بانه كان لحماس 800 – 1.000 نفق تهريب ومعظمها دمرها المصريون، ولكن ينبغي الافتراض بان بضع عشرات مع ذلك نجت وان حماس ستعطي أولوية لتهريب المال والسلاح في هذه الانفاق. فالمساعدات الانسانية، الغذاء، الوقود وحتى مواد البناء ستأتي على أي حال برعاية اسرائيلية عبر معبر كرم سالم.
    2. منظومة انتاج وسائل القتال: ينبغي الافتراض بان 30 – 50 في المئة من هذه المنظومة نجت من الجهود الاسرائيلية لتدميرها وان مواقع الانتاج هذه عادت لتنتج بالوتيرة الاقصى الممكنة المشروطة بوفرة المواد الخام.
    3. منظومة الانفاق الهجومية: معقول التقدير بان أساس عمل الحفريات لحماس يتركز الان في انتشال الجثث والعثور على رجال الذراع العسكري الذين دفنوا في الانفاق المدمرة. ومع ذلك، فان فرضية العمل يجب أن تكون بان منظومة الانفاق الهجومية هي الاخرى قد بقي منها نفق أو اثنان لم يكتشفا او لم يدمرا بكاملهما، وان حماس ستبذل كل جهد مستطاع لاعادة بنائها. وحتى لو فشلت في تحقيق هدفها العملياتي، فان الصدى الجماهيري وفي الوعي الذي حققته الانفاق الهجومية والارهابية لحماس يخلق التزاما متزايدا من جانب المنظمة زيادة الانشغال بهذه الوسيلة. وحتى لو كان سيمر وقت طويل الى أن تحفر انفاق تتيح قدرات استراتيجية، فان حماس معنية بالابقاء وبخلق استخدام لنفق هجومي كمنصة انطلاق لعملية ارهابية موضعية. هدف هذا الحدث سيكون الاعلام والايلام قدر الامكان في ظل محاولة التأثير على المعنويات في بلدات النقب الغربي وعلى رواية الصمود حتى بعد نهاية “الجرف الصامد”.
    مفاهيم اساسية من التحليل:
    1. حماس ستبذل كل جهد مستطاع لاعادة بناء قوتها والاستعداد للمواجهة التالية.
    2. لا ينبغي توقع تعاظم كبير وسريع لحماس في المدى الزمني القريب – ففي هذه المرحلة تنشغل حماس في باحصاء الاضرار وباعادة الترميم. وهي بعيدة جدا عن القدرات التي كانت لها في بداية تموز 2014. ومع ذلك، يوجد تخوف بالنسبة للمدى البعيد، لان حماس اثبتت في الماضي قدرة ترميم وتعاظم مؤثرة.
    3. لقد اثبتت حماس نفسها كمنظمة تتعلم – ينبغي الافتراض بانها ستحقق في نجاحاتها وستحاول تعزيز المنظومات التي حققت لها انجازات، وكذا ينبغي الافتراض بانها ستحقق في اخفاقاتها في ظل البحث عن سبل جديدة للمس باسرائيل.
    4. لا شك أن حماس متشجعة من نجاحها في المس بالجيش الاسرائيلي وبالبلدات بواسطة نار قذائف الهاون وبالتالي فانها ستعزز هذه المنظومة.
    5. ستتم أعمال التعاظم لحماس، قدر الامكان، سرا، في ظل محاولة اخفائها عن الاستخبارات الاسرائيلية. وينبغي الافتراض بان السكان المدنيين سيوفرون غلافا دفاعيا لنشاط حماس.
    6. سيتم التعاظم سواء من خلال الشراء والتهريب الخارجي أم من خلال الانتاج الداخلي في غزة.
    7. ادخال محافل الحكم واجهزة الامن للسلطة الفلسطينية الى غزة لن تكفي لمنع تعاظم حماس. فالضربة التي تعرضت لها لم تكن شديدة بما فيه الكفاية، من جهة، ومن جهة اخرى فان ابو مازن غير معني بمعالجة الموضوع – فهو يفضل استراتيجية المواجهة السياسية مع اسرائيل في المؤسسات الدولية.
    التوصيات للسياسة:
    1.على أجهزة الاستخبارات ان تحذر عندما تنتقل حماس من مرحلة “الترميم” والانتعاش الى مرحلة “التعاظم” في ظل التشديد على عناصر التعاظم وتفصيل وتيرة العملية في كل واحدة من القدرات.
    2. على القيادة السياسية أن تعترف باهمية التهديد النابع من التعاظم الحالي والمستقبلي لحماس وترجمة التهديد الى تعليمات ملموسة للجهاز العسكري، الدبلوماسي، الاعلامي والقانوني.
    3. موضوع منع التعاظم يجب أن يكون في رأس جدول الاعمال في محادثات الترتيب غير المباشرة التي ستدور في القاهرة، اذا لم تنضج المحادثات غير المباشرة الى اتفاق، يقدم جوابا ناجعا للتعاظم، يجب بلورة استراتيجية، دون التوافق على حماس ولكن بالتنسيق مع المصريين والامريكيين للمواجهة بالشكل الافضل مع التعاظم المستقبلي لحماس.
    4. يجب التأكد والتنسيق مع المصريين تشديد الجهود لسد عشرات انفاق التهريب المتبقية بين غزة وسيناء.
    5. يجب الاتفاق مع حلفائنا الامريكيين والاوروبيين بان موضوع انتاج وسائل القتال الاستراتيجية وحفر الانفاق الهجومية هو خط احمر بالنسبة لاسرائيل – وان يكون لاسرائيل بالنسبة لهذه الاعمال شرعية للعمل بوسائل عسكرية في غزة.
    6. في اثناء بناء خطة الاعمار للبنى التحتية المدنية والاقتصادية في القطاع يجب تحديد آلية ناجعة لمنع تسرب المواد ثنائية الاستخدام لحماس.
    7. سبق حماس في “مسابقة التعلم”. لا يوجد شيء يعيق التحقيق والتعلم اكثر من الادمان على مظاهر النصر. على الجيش ان يحدد لنفسه المجالات التي يجب أن يتحسن فيها وعلى رأسها – المبادرة، الحداثة، المفاجأة، الحيلة، ادارة بعد الزمن وكذا الاستخبارات للاهداف النوعية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    القدس تشهد انتفاضة ثالثة في الفترة الاخيرة

    بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم

    لا يتجرأ أحد (تقريبا) في القدس على أن يذكر كلمتي “انتفاضة ثالثة”، لكنها اصبحت موجودة هنا – وتشبه شبها عجيبا الاولى التي حدثت في العاصمة في السنوات 1987 – 1991. وقد سموها آنذاك “انتفاضة الحجارة”؛ وشملت آلاف احداث رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والطعن واغلاق الشوارع. ووجد آنذاك في الاساس شعور قاس لفقدان السيطرة وفقدان الامن. واصبح الشهران الاخيران يشملان كل هذه العناصر فهناك آلاف احداث الارهاب البارد كما كانت الحال بالضبط في الانتفاضة الاولى لكن أكثر مما كان آنذاك.
    في الاسابيع الاخيرة اصبحوا يطلقون النار من اسلحة خفيفة من مخيم اللاجئين شعفاط على منازل في حي بسغات زئيف. إن حوادث الاطلاق قليلة حتى الآن لكنها كافية كي يتغلغل الخوف مجددا. ويذكر الرصاص الذي يجده سكان بسغات زئيف في شرفات بيوتهم لا بالانتفاضة الاولى بل بالثانية على الخصوص “الساخنة” المشحونة بالوقائع والدم؛ ويذكر في الاساس باطلاق النار الذي لم يكن ينقطع في بداية الالفية الثالثة من بيت جالا على حي غيلو، وقد بدأ الامر هكذا آنذاك ايضا. واستمر اطلاق النار ذاك اربع سنوات. وهم لا يريدون أن يصلوا الى هناك، وقد يكون هذا هو الذي يجعلهم يرفعون اصواتهم الآن بالصراخ واللهب ما زال منخفضا.
    تسكن تمار ش. مع أمها في بيت جديد واسع اشترتاه بأفضل ما تملكان من مال في شارع يوسف ندفا في بسغات زئيف، وقد وجدت تمار في أيار الاخير رصاص بندقية في شرفة بيتها وثقوبا في البلاط فاتصلت بالشرطة فجاء ضابط رفيع الرتبة وأخذ الرصاص. “ليس هذا شيئا، فليست هذه قرية معادية”، حاول أن يُهديء جأشها، “فهم يطلقون النار في الهواء طول الوقت وعلى هذا النحو يحتفلون”. لكنها وجدت قبل ثلاثة اسابيع رصاصا في شرفة بيتها مرة اخرى حينما كان اولاد أختها يلعبون في الشرفة. وجاء رجال شرطة مرة اخرى وجمعوا الرصاص مرة اخرى.
    اتصلت تمار في الاسبوع الماضي بمحقق وطلبت أن تعلم كيف يتقدم التحقيق، وكان الشرطي كما قالت للصحيفة مهذبا. “أوضح لي أن كثيرين في مخيم اللاجئين شعفاط يملكون اسلحة غير مرخصة ولا يوجد ما يمكن فعله، واقترح علي أيضا في ود كبير ألا أخرج الى الشرفة، فلم أصدق ما سمعته أذناي. وسألته هل يمكن أن يقتل هذا الرصاص انسانا ولا يثقب البلاط فقط، فأجاب بنعم. وسألته في سذاجة كبيرة: لماذا لا يدخلون شعفاط لمصادرة السلاح غير المرخص، واستمر يوضح لي بصبر لا ينفد أنه توجد اعمال مداهمة لكنها تكون مرة كل زمن طويل وإنه ينبغي أن أتخلى عن الشرفة الآن”.
    وليست تمار التي نقلت ابنها، ابن الـ 11، هذه السنة من مدرسة في مركز المدينة الى المدرسة الاعدادية المحلية في بسغات زئيف – “يخشى الولد أن يسافر في القطار الخفيف الذي يهاجَم طول الوقت” – ليست وحدها. فقد وجد سكان شارع غبرياهو المجاور ايضا رصاصا وفتيان في شققهم.
    كان افيغدور سان يجلس قبل بضعة اشهر في شرفة بيته فذعر لسماع صفير وتهشم، فقد اصابت رصاصة الدرابزين القريب منه، ووجد هو وزوجته ايتي الخرطوش في الشرفة. وعند خروج ذلك السبت نفسه اطلقوا النار عليهما مرة اخرى فاصابوا الدرابزين.
    وقبل اسبوعين اطلقوا النار مرة اخرى على بسغات زئيف وردت الشرطة ردا مختلفا هذه المرة فقد أقام قائد المنطقة المقدم يوسي فراينتي في ذلك المكان موقع مراقبة وكمينا من حرس الحدود. وفي صباح يوم السبت لاحظت تلك القوة اطلاق نار من شعفاط على بيوت بسغات زئيف فردت باطلاق النار فأصيب شاب في العشرين من عمره اصابة بليغة ونقل الى مستشفى هداسا لكن الهدوء ما زال بعيدا.
    يصف سكان شارع الياهو مريدور واقع تعليق الغسيل وراء استار من الورق المقوى والخشب. ووجد السكان في شارع يوئيل فريدلندر ايضا رصاصا اطلق على بيوتهم. ويقول تسفيكا يونغ رايز أحد سكان الحي أن التصعيد نتج عن الاستخفاف بموجة السرقات التي انتابت المنطقة قبل بضع سنوات. ويونغ رايز عضو في ادارة الحي ويريد الآن بتنسيق مع شرطة القدس أن ينشيء دورية سيارات جيب مدنية. وفي صباح السبت الاخير حينما كان يصلي في الكنيس جاء مصلون وعرضوا عليه رصاصا آخر أطلق في ليل السبت على بيوتهم.
    “اولاد مرعوبون”
    تزعم ياعيل عنتابي وهي ساكنة في بسغات زئيف وعضو في مجلس بلدية القدس، أن الشرطة في المدينة “تحتوي” الاحداث، ولا تبادر مبادرة كافية، وأن “الفلسطينيين”، كما تقول، يتفحصون الحدود كما هي الحال بالضبط في تربية الاولاد؛ إن التصعيد بطيء لكنه متواصل، فقد اطلقوا النار على بسغات زئيف عشرات المرات في السنوات الاخيرة، واصبح اطلاق النار في آخر شهرين بتصويب مباشر وهذا هو الفرق كله”.
    تقول عنتابي إنه يوجد في مخيم اللاجئين شعفاط الموجود وراء جدار الفصل لكن في داخل منطقة القدس البلدية، ماكثون غير قانونيين كثيرون. وهي تطلب ازاحة نقطة التفتيش الى حدود المجلس البلدي كما كانت الحال في الماضي، “لان كل شيء مخترق اليوم بين رام الله وشعفاط”.
    والصورة مشابهة والخوف مماثل في الجانب الجنوبي من المدينة في خط التماس بين حي ارمون هنتسيف وقرية جبل المكبر، فمنذ أن بدأت عملية الجرف الصامد حرص سكان القرية التي زادت قوة حماس فيها جدا في الاونة الاخيرة، على الخروج كل ليلة الى شارع أبو ربيع المجاور لبيوت اليهود في ارمون هنتسيف يطلقون المفرقعات ويرفعون اعلام حماس واعلام فلسطين ويصرخون ويصفرون ويشاغبون بسياراتهم. ويستمر ذلك حتى آخر ساعات الليل. وآخر بدعة في هذه المنطقة هي الجمع بين مفرقعات وكريات صغيرة يطلقها المشاغبون من القرية على بيوت اليهود القريبة.
    في ليلة يوم الاثنين عرض علي سكان ارمون هنتسيف افلام هذه المسيرات وقد صورت من نوافذ بيوتهم. وفي هذه الافلام على الاقل تنظر الشرطة الى الاحداث دون أن تفعل شيئا تقريبا. ويقول غيل شختر إنه أطلقت في آخر شهرين مئات المفرقعات بتصويب مباشر الى بيته وبيوت جيرانه: “وألقيت في ذروة الاحداث ايضا زجاجات حارقة”. يسكن شختر شارع مئير نيكر لكن جيرانه في شارع الياهو حكيم ايضا يعانون.
    ويتحدث شختر عن أنهم “رشقوا بالحجارة في هذا الاسبوع فقط موقع مئير نيكر 39″. ويتحدث ايضا عن احتواء مبالغ فيه ولا يفهم سلوك الشرطة: “لا يوجد مصابون في هذه الاحداث لكن المشاعر ثقيلة. إن اولادي مرعوبون. واصبح يعتادنا في البيت اطلاق المفرقعات والرشق بالحجارة، وحينما يبدأ ذلك ونرى الانفجارات الضخمة امام نوافذنا يأتينا صغيرانا إبنا السادسة والسنتين ونصف الى السرير مرتجفين. ولا يوافقان على النوم وحدهما. أما الاولاد الكبار فيواجهون الامر على نحو ما. في الايام الاولى خرجنا نحن السكان اليهودي ورددنا عليهم بالرشق بالحجارة الى أن جعلنا المشاغبين يهربون عائدين الى القرية. وبعد ذلك جاءت الشرطة ووضعت قوات في المكان، لكنك ترى الجنود ورجال الشرطة يقفون ويتلقون الزجاجات الحارقة دون أن يردوا”.
    إن هذه الوقائع بالنسبة لشختر، عضو لجنة الامن في الحي، شديدة التنغيص على نحو خاص بسبب التعاون غير العادي بين ارمون هنتسيف وسكان جبل المكبر الذي بادر اليه رئيس الادارة يهودا بن يوسف. ويقول: “هذا من وجهة نظري نوع لطمة وانكار جميل التعاون المجتمعي المشترك الذي كان بيننا”.
    اذا شاغبوا فسيعتقلون
    يقول عضو مجلس بلدية القدس آريه كينغ الذي يتولى ملف الامن في البلدية، والذي يسكن منذ سنين كثيرة في منطقة جبل الزيتون إنه لا يذكر فترة عاصفة جدا ومشحونة بوقائع عنف متوالية جدا على اليهود في منطقة جبل الزيتون كهذه الفترة. ويقول: “وجدنا عندي في البيت رصاصة في اليوم الذي تلا ليلة القدر؛ واطلقت النار ايضا على “نوف تسيون” المجاورة لجبل المكبر”. ويقول “إن رجال الشرطة غير مذنبين، فالذنب هو تصور الاحتواء الذي هم مأمورون بتطبيقه. وهو تصور يقول إنه يجب أن ندعهم يهيجون وألا نمنعهم وأن نعتقل المشاغبين بعد ذلك بمساعدة المعلومات الاستخبارية والصور. لكنه يوجد عندنا اليوم 600 موقوف و200 لائحة اتهام، وأنا لا استهين بذلك لكن الحقيقة أن ذلك لا يردعهم لأنه لا يوجد ما يكفي من النشاط المدبر في داخل احيائهم بل يوجد نمط رد وعقاب، لكن لا يوجد منع من التجرؤ”.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 26/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:45 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 21/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:43 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 20/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 19/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:42 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 18/08/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-09-16, 11:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •