أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 16/09/2014 م
في هــــــذا الملف
الائتلاف ضد «داعش» سيرك علاقات عامة
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف الاسبوع
لا جديد في الشمال
استعراض الوضع أمام المراسلين ليس مؤامرة من جهاز الأمن لزيادة ميزانيته
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
مصادرة سيارات الفلسطينيين
عدد من السيارات التي صادرها الجيش أثناء عملية «عودوا ايها الإخوة» لم تعد لأصحابها
بقلم: جدعون ليفي واليكس ليبك،عن هآرتس
شقوق في السور الواقي
على إسرائيل أن تحلل جيدا معاني ارتفاع التأييد لحماس في الضفة
بقلم: أفرايم هليفي،عن هآرتس
عدم التماثل في الرفض
بقلم: غابي أفيطال،عن اسرائيل اليوم
الائتلاف ضد «داعش» سيرك علاقات عامة
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف الاسبوع
في 2591 نال جائزة الاوسكار فيلم «العرض الاكبر في العالم» في شارك فيه 004.1 لاعب سيرك ومئات الحيوانات. في هذه الايام، يجري امام ناظرينا العرض الاكبر في هذا الزمان: ائتلاف ضخم لاكثر من 40 دولة تقوده الولايات المتحد للحرب ضد «الدولة الاسلامية» التي في العراق وفي سوريا. سيرك واحد كبير هو برأيي أولا وقبل كل شيء نتاج علاقات عامة، ثمرة سياسة داخلية امريكية وجهد لتحسين الصورة المتردية لاوباما كرئيس متردد وضعيف.
لماذا؟ أولا يدور الحديث عن قوة عسكرية طفيفة، تتشكل من ثلاثة اجزاء: جسم مقاتل دون سلاح متطور، يعد نحو 51 الف مقاتل متزمت اسلامي متطرف؛ نحو 02 الف من رجال القبائل السنية من حملة السلاح المؤيدين لـ «الدولة الاسلامية»؛ و 005.1 ضابط سني خدموا في حينه في جيش صدام حسين. أهذه هي القوة التي تقيم الولايات المتحدة ضدها ائتلافا عالميا؟! والاكثر اضحاكا هو أن في نهاية المطاف احدا من رجال الائتلاف العالمي لن يقدم الضحايا في القتال على الارض. من سيكون مطالبا باحتلال الموصل سيكون الجيش العراق الذي يوجد حاليا في معظمه على الورق. سوريا؟ هناك لا يوجد على الاطلاق ما يمكن الحديث فيه، فهذه اوبيرا مختلفة تماما.
ثانيا، بتقديري لا تشكل «الدولة الاسلامية» أي تهديد وجودي على أي دولة مجاورة، وبالتأكيد ليس على الولايات المتحدة. فضلا عن ذلك، اقدر على نحو شبه مؤكد بان ليس للتنظيم اي قدرة أو احتمال في السيطرة على بغداد. إذن كيف حصل ان فجأة اصبح هو التهديد العالمي الاكبر، الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تركز عليه وحده. ماذا عن الاسد وجزاريه؟ فهل القي بهم حاليا الى الزاوية. كل هذا لا يعني ان «الدولة الاسلامية» ليست تهديدا، ولكن بالتأكيد ليس بالمستوى الذي تصوره الدعاية الامريكية. فقد جعلوا كلبا نابحا نمرا كاسرا.
ان وجود التنظيم هو نتاج سياقين مركزيين اجتازتهما المنطقة في العقد الاخير: الاول، السياسة الامريكية التي بدأت باحتلال العراق في 3002 في عهد بوش واستمرت بالجلاء من العراق في 1102 في عهد اوباما؛ الثاني، الهزة السياسية، الاجتماعية والدينية التي يجتازها العالم العربي منذ 1102. كنتيجة لهذين السياقين انهارت الانظمة المركزية القوية، الطاغية، في العراق وفي سوريا. وتجسد «الدولة الاسلامية» كل البركان الذي انفجر في المنطقة بغيابهما، انفجار يتحدى ثقافة الغرب وكل النظام السياسي للمنطقة.
تشكل الحركة مجال جذب وتشجيع لكل الجهات المغتربة والمضطربة في العالم. ويدور الحديث عن منطقة قريبة من اوروبا، وهنا يكمن التهديد الذي يعتبره الغرب هو الاخطر: اولئك المواطنين الغربيين (ويدور الحديث عن اكثر من ألف) ممن تجندوا لصفوف «الدولة الاسلامية»، جمعوا تجربة قتالية وغسلت ادمغتهم بايديولوجيا متطرفة، سيعودون الى بلدانهم ليشكلوا هناك خلايا ارهابية.
وعليه، فان النقطة المركزية هي برأيي التالية: حتى لو دمرت «الدولة الاسلامية» في العراق، فالمشكلة المركزية للمنطقة ستبقى حية قائمة – غياب الانظمة المركزية القوية، الاضطراب الاجتماعي والديني العميق، منظمات الارهاب والعصابات المختلفة والمتنوعة والسعي الايراني الى الهيمنة في الخليج والهلال الخصيب.
واسرائيل؟ هي ليست عضو رسمي في سيرك الائتلاف، ولكن يمكنها أن تستمد منه المنفعة. ولكن هذا موضوع آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا جديد في الشمال
استعراض الوضع أمام المراسلين ليس مؤامرة من جهاز الأمن لزيادة ميزانيته
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
في الشمال لا يوجد أي جديد. فقد استعرض ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية أمس الوضع امام المراسلين العسكريين فعرض الوضع مقابل حزب الله على الحدود اللبنانية. وأثار هذا الاستعراض على الفور شهية محبي نظريات المؤامرة. فقد فسر هؤلاء مجرد اللقاء وكأنه يرتبط بالصراع الشديد الجاري مرة اخرى، بالطقوس الدائمة، بين وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون، باسناد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المالية يئير لبيد على ميزانية الدفاع. وكأن الحديث يدور عن احبولة اعلامية اخرى يقوم بها جهاز الامن، الساعي الى اثارة الضجيج حول خطر الاشتعال مع حزب الله وتجنيده من أجل مطالبه لزيادة ميزانيته.
ولكن الحقيقة بسيطة على نحو عجيب. فالاستعراض تقرر قبل نحو اسبوعين وهو في اطار الاستعراضات العادية جدا التي ينظمها الجيش الاسرائيلي بين ضابط كبار من أسلحة مختلفة للمراسلين والمحللين العسكريين. والاهم من ذلك، ففي حديثه لم يتناول الضابط الكبير تقديرات جديدة لم تكن معروفة من قبل ولم يكشف عن تفاصيل كانت مجهولة لا يعرفها أحد.
فهو لم يتحدث عن خطر الحرب او الاشتعال في الشمال. بل العكس قضى بانه لا يوجد مضمونا خاصا في الجانب اللبناني من الحدود. صحيح أنه يوجد في الاسابيع الاخيرة تغيير طفيف قد يشهد على جسارة رجال حزب الله بالبزات الرسمية، يقتربون من الجدار الحدودي ولا يحاولون اخفاء حقيقة كونهم مسلحين – الامر الذي يتعارض مع الاتفاق الذي تحقق في نهاية حرب لبنان الثانية. وشدد الضابط على أن «هذا كان دائما ولكنهم في الفترة الاخيرة باتوا أكثر جسارة».
كما عاد وشدد على أنه خلافا لادعاءات بعض سكان بلدات في الجليل، ليس للجيش الاسرائيلي معلومات عن انفاق حجومية حفرت في الاراضي الاسرائيلية. فهل يحفر حزب الله الانفاق؟ «معقول الافتراض بانه يعنى بذلك».إذ لا ينبغي النسيان بان حزب الله سبق حماس بعقد في فهم ما يسمى في الجيش الاسرائيلي بـ «السند تحت الارضي» – اي القتال من تحت سطح الارض. لا جديد ايضا في أن حزب الله يواصل التعاظم. فمن ناحية اسرائيل، فان لدوره في الحرب الاهلية في سوريا يوجد فضل ونقيصة. الفضل هو أن المنظمة الشيعية اللبنانية تسكب دما في ميدان الاقتتال السوري. فاليوم يقتل العديد من المئات (وربما حتى قرابة الف) من رجاله ويصاب الالاف. ولكن من جهة اخرى فانه يكتسب في ميدان المعركة السورية تجربة عسكرية وعملياتية كبيرة، يؤهل مقاتليه لقتال مستقبلي ضد اسرائيل اذا ما وعندما يحين هذا.
اذا ما نشبت حرب، معروف للجيش الاسرائيلي ان حزب الله سيحاول نقل جزء من اجراءات الحرب الى الاراضي الاسرائيلية واحتلال بلدة او السيطرة على هذه التلة او تلك من خلال مئات من مقاتليه. فهل هذا سر عسكري؟ لا. نصرالله قال ذلك بنفسه في واحد من خطاباته العلنية.
في هذه اللحظة، على حد قول الضابط الكبير: «الوضع في الشمال هادئ وساكن، ولكن يمكن أن يتغير، وان كنت لا اعتقد ان حزب الله سينفذ صباح غد عملية ضدنا».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مصادرة سيارات الفلسطينيين
عدد من السيارات التي صادرها الجيش أثناء عملية «عودوا ايها الإخوة» لم تعد لأصحابها
بقلم: جدعون ليفي واليكس ليبك،عن هآرتس
كان كل شيء تقريبا مباحا في ارض المشاع في تلك الايام. ففي عملية «عودوا أيها الاخوة» التي كانت ممهدة لعملية الجرف الصامد، هاج الجيش الاسرائيلي في الضفة. وداهم الجنود آلاف البيوت تحت جنح الليل واعتقلوا نحوا من 005 ناشط من حماس اكثرهم معتقلون ساسة لم تكن لهم صلة بقتل الفتيان الاسرائيليين الثلاثة. وصادروا أملاكا: فقد صادروا حواسيب احيانا وصادروا اكثر من مرة مالا نقدا، ويتبين الآن أنهم أخذوا سيارات خاصة في اطار محاربة الارهاب بالطبع. إن الجيش الاسرائيلي لم يحسب حسابا قط لاملاك الفلسطينيين وهم يعاودون الآن ايضا مصادرة سيارات خاصة كما فعلوا ذلك كثيرا في ايام الانتفاضة.
توجد مدرسة السيرك في نابلس في مبنى كان ذات مرة «سينما ريفولي» عند مدخل البلدة القديمة، وهي القصبة. ويقع بجانب ريفولي «كفري» وهو معمل حلويات زاهي شوبارو الذي تشتبه اسرائيل به أنه نشيط من حماس. وقد جدد شوبارو هذا الاسبوع مع مجيء الخريف صنع «الكريمبو» في مصنعه الصغير. كانوا يسمون «الكريمبو» ذات مرة في اسرائيل «كوشي» (زنجيا)، ويسمونها في الضفة «راس العبد». ومهما يكن الامر فان آلات شابارو صبت في هذا الاسبوع الكريما البيضاء فوق البسكويت البني، وغطتها بالشوكولاتة. وكان ولد يلف كل حبة بغلاف ذهبي. وقامت رائحتها في الهواء وسُمعت جيدا أصوات الآلات التي تم تعطيلها في أشهر الصيف.
إن صانع «الكريمبو» من نابلس في الـ 75 من عمره، وملابسه مبقعة بالشوكولاتة، وقد احتجز مرات كثيرة على مر السنين على يد اسرائيل وعلى يد السلطة الفلسطينية ايضا فترات قصيرة على نحو عام. واعتقل إبنه البكر معن أكثر من مرة وفي عملية «عودوا أيها الاخوة» ايضا. وأطلق سراح معن منذ ذلك الحين، وفي 41 حزيران في الثانية بعد منتصف الليل جاء الجنود الى بيتهم في المدينة. وداهم عشرات الجنود مبنى العائلة الموسعة وقلبوا البيت مدة ساعتين ووجدوا آخر الامر مفاتيح السيارة التجارية لشوبارو وهي من طراز «بيجو بارتنر» 2102. «سنأخذ السيارة»، قال أحد الجنود بعد أن شاور شخصا ما بالهاتف، وأخذوا منه هاتفه المحمول بالطبع ايضا من طراز «غالاكسي إس 3».
وتوجه شوبارو في الغد الى مقر التنسيق والارتباط في حوارة ليطلب أن يعيدوا سيارته إليه، لكنه لا أحد وافق حتى على الاستماع له. وتوجه الى هناك ثلاث مرات أو اربع لكن عبثا. واستأجر شوبارو آخر الامر محاميا اسرائيليا فاوض في اعادة السيارة فانتهى التفاوض الى أفضل حال إذ تم ارغام شوبارو على أن يدفع 51 ألف شيكل للافراج عن سيارته. وبعد 43 يوم مصادرة سافر الى أريحا حيث حصل على السيارة في حال جيدة. والآن يوزع معن راس العبد بين حوانيت نابلس في سيارة أُعيدت الى مالكها.
تعرف محققة «بتسيلم» في منطقة نابلس، سلمى دبعي، اربع حالات مشابهة اخرى لمصادرة سيارات في عملية «عودوا أيها الاخوة» في نابلس، فقد صادروا لابراهيم صباح من قرية عوريف حافلته الصغيرة التي كان ينقل فيها طلابا الى المدرسة، وأُعيدت بعد أن دفع مالكها ايضا 51 ألف شيكل، وليس واضحا لماذا. وعرف المحقق في منطقة طولكرم عبد الكريم سعدي حالة اخرى لمصادرة سيارة لم تُعد الى اليوم في سيدا شمال طولكرم وقد سافرنا الى هناك.
كان أكثر سكان سيدا يؤيدون الجهاد الاسلامي الى أن قتل أكثر نشطاء المنظمة أو اعتقلوا. ويعتبر بيت عائلة أشقر من بيوت الجهاد ايضا. وقد أطلقت النار على أحد أبناء العائلة محمد فمات من مسافة قصيرة على أيدي سجانين في سجن كتسيعوت في 7002 قبل اطلاق سراحه من السجن ببضعة ايام. واضطرت اسرائيل الى أن تدفع الى العائلة مال تعويض كثيرا. وقد جئنا الى الابن الآخر لؤي في صيف 7002، وكان ملازما آنذاك لكرسي عجل وكان جزء جسمه الاسفل مشلولا بسبب تعذيب «الشباك». «يجب علينا أن نمرنك بعض التمرين الرياضي»، قال له آنذاك أحد المحققين قبل أن تبدأ اربعة ايام تعذيب قاس، وتقييد وتكبيل أضر بعموده الفقري وجعله حطاما («أنت الآن مشلول وهذا ما وعدناك به». صحيفة «هآرتس»، 51/6/7002). وجئنا هذا الاسبوع الى ذلك البيت في سيدا بسبب سيارة نور شقيق محمد القتيل ولؤي المعاق. وقد تحسن وضع لؤي بصورة جزئية على مر السنين وهو الآن يمشي معتمدا على عكاز واحد. وبقي كما كان – ذا قدرة على الكلام مدهشة، وهو يتكلم العبرية على نحو ممتاز بسبب سنوات سجنه الطويلة، وقبل شهر أطلق سراحه من اعتقاله الاخير، وحينما صادروا سيارة نور كان ما يزال في السجن.
إن نور ابن الـ 72 وهو صاحب محل تصليح اطارات ويعمل في غسل السيارات، لم يعتقل قط بخلاف شقيقيه. وفي 22 حزيران في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل جاء الجنود الى بيت العائلة وطلبوا أن يروا نور. وقلبوا بيته فوجدوا 3220 شيكل صادروها فورا، وهم يعدون الأوراق النقدية أمام عدسات تصويرهم. وبعد ذلك قال له الجنود إنه يجب أن يصادروا سيارته لأنهم لم يجدوا مالا آخر في البيت. ويقول نور إن الجنود لم يُظهروا له أي أمر أو وثيقة اخرى تبيح لهم فعل ذلك.
وأمره الجنود بأن يقود سيارته الى مركز الشرطة في قرية برطعة، في الجزء الاسرائيلي من القرية المقسمة، وقالوا له إنه سيضطر الى العودة الى بيته من هناك في سيارة أجرة، لكنه ذكّر الجنود بأنهم صادروا ماله كله منذ وقت قريب فأمروه بأن يأخذ مالا من أبيه. وصاحبه عدد من السيارات العسكرية وسيارة شرطة واحدة من الامام والخلف في رحلته الليلية القسرية الهاذية الى اسرائيل بعد أن اجتازوا حاجز زيتا، وحينما وصلوا مركز الشرطة في برطعة فحصت السيارة وأُخذ نور بعد ذلك من المركز الى الحاجز وتُرك وحده هناك في منتصف الليل.
ومضى في الغد الى مقر التنسيق والارتباط شاعر افرايم محاولا الحصول على سيارته من طراز «بيجو 601» 8991، لكنه طرد من هناك مُهانا، وبعد عدة محاولات توجه هو ايضا الى محام اسرائيلي ليحاول تخليص سيارته. وأبلغت السلطات المحامي أنه يجب عليه أن يوجِد أمر مصادرة كي يثبت أن سيارته قد صودرت حقا. ويقول نور إن الجنود لم يعطوه أي تصريح كذلك. ومرت ثلاثة اشهر تقريبا ولم تُعد السيارة.
جاء عن منسق اعمال الحكومة في المناطق إن ذلك الامر ليس من مسؤوليتهم وينبغي التوجه الى رد متحدث الجيش الاسرائيلي.
وجاء عن متحدث الجيش الاسرائيلي «أن الجيش الاسرائيلي بمشاركة قوات امنية اخرى يحارب اجهزة نقل اموال المنظمات الارهابية باعتبار ذلك جزءا من النضال الذي لا ينقطع لمنظمات ارهاب هي اتحادات غير معترف بها ومنها منظمة حماس. ومن وسائل منع تمويل الارهاب وضع اليد على أملاك استخدمت في تنفيذ الجناية أو حُصل عليها كأجرة تنفيذ الجناية أو هي لاتحاد غير مرخص.
«منذ بداية 2102 احتجزت عشر سيارات لمالكيها صلة باتحادات غير قانونية، ثمانية منها خلال عملية «عودوا ايها الاخوة» وذلك بعد أن تم تلقي معلومات عن حصول مالكيها على اموال للمنظمات الارهابية.
«نذكر أن كل حالة تفحص عنها عدة جهات ومنها ضابط استخبارات ومستشار قانوني وممثل الادارة المدنية، فحصا اختصاصيا، وأُعيدت خمس سيارات الى مالكيها بعد أن تم الاتفاق مع موكليهم على اعادة بعض المال الذي حصلوا عليه من المنظمات الارهابية. وصودرت ثلاث سيارات بسبب المعلومات كما قيل آنفا ونقلت لتستمر السلطات على علاجها».
«لماذا نور خاصة؟»، يسأل الآن أخوه لؤي، «كان من الاكثر منطقا أن يصادروا سيارتي أو سيارة أخي، لكن هل نور؟ ولماذا نور؟ إنه الوحيد الذي لا يشارك في أي شيء». وبعد الافراج عن لؤي من اعتقال اداري آخر ببضعة ايام جاء رجل «الشباك» المسمى «سيف» الى معمله للالمنيوم. وسأله لؤي عن سيارة بيجو نور فوعد سيف بالفحص، لكنه لم يسمع منه شيئا منذ ذلك الحين. ويقول لؤي إنهم ما زالوا ينتظرون: «نحن ننتظر جواب لصوص».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
شقوق في السور الواقي
على إسرائيل أن تحلل جيدا معاني ارتفاع التأييد لحماس في الضفة
بقلم: أفرايم هليفي،عن هآرتس
«من ناحية الشريعة لا يوجد اي خلل في ادارة المفاوضات مع قوة الاحتلال. فثلما ندير مفاوضات بالسلاح، هكذا يمكن أن نديرها بالكلام.
سياستنا هي ألا نجري مفاوضات مع اسرائيل، ولكن على الاخرين أن يعرفوا بان هذا ليس أمرا محرما». حتى هنا تصريح موسى ابو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وكبير مندوبيها الى المحادثات في القاهرة والتي أدت الى الاعلان عن وقف نار بين اسرائيل وحماس.
وردت قيادة حماس في قطر بقولها ان «المفاوضات المباشرة مع الاحتلال ليست جزءا من سياسة الحركة وليست مطروحة على البحث».
تصريح أبو مرزوق يخرج الجانب الديني الاسلامي من جملة اعتبارات حماس، التي في ذات الوقت تلغي مكان العلماء المسلمين على طاولة المباحثات وفي دائرة اتخاذ القرارات. لا جديد في ذلك ـ فمنذ سنين وخالد مشعل يوضح لمحادثيه، بما فيهم الولايات المتحدة، بان قيادة حماس هي قيادة سياسية، وتتخذ القرارات على أساس اعتبارات استراتيجية وسياسية. اما حماس، من جهتها، فلا تخوض حربا دينية مع اسرائيل، بل صراع قوة سياسي.
تجدر الاشارة الى أنه في بيان مرزوق تذكر اسرائيل باسمها الصريح. جملة «مثلما نجري مفاوضات بالسلاح هكذا يمكن بالكلام» تذكر بقول الاستراتيجي الالماني فون كلاوزفتش بان «الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل اخرى».
لقد أضاف ابو مرزوق جانبا غزيا داخليا لجملة اعتباراته بالتعبير التالي: «اذا بقي الوضع على ما هو في الظروف القائمة، واقول هذا بصراحة، فان حماس ستضطر الى التوجه الى هذا الطريق (اجراء المفاوضات مع اسرائيل) لان هذا هو مطلب شعبي في كل قطاع غزة». لا يوجد دليل اقوى على فهم حماس بان الرأي العام في القطاع هو عامل هام للغاية، وان على المنظمة أن تراعيه في اتخاذ قراراتها العملية. فلمشهد الدمار يوجد وزن حقيقي في بلورة صورة الوضع في شوارع غزة.
ماذا نفعل بجملة الادوات السياسية هذه، التي تدحرجت الى ايدينا ايضا؟ اعتبارات اسرائيل لا يجب أن تتقلص الى مداولات هدفها استخلاص العبر واعداد جهاز الامن لجولة القتال التالية. على اسرائيل أن تحلل جيدا معاني ارتفاع التأييد لحماس في الضفة. لقد مرت عشر سنوات فأكثر منذ حملة «السور الواقي» التي اسقطت ظاهرا «مقاومة الاحتلال» في الضفة الغربية، ولا تزال حماس تجمع التأييد الجماهيري في الضفة رغم مقت قادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح لها.
حملات عديدة وناجحة من قوات الامن ضد خلايا الارهاب، تدمير كامل للمنظومات الاجتماعية والاقتصادية لحماس واعتقال النشطاء لم تمنع عمليات أليمة جدا تجاه المواطنين الاسرائيليين.
ان «ساحقات العشب» الاسرائيلية ولدى السلطة الفلسطينية تعمل بلا انقطاع، ولكن العشب ينمو مرة اخرى بسرعة. فحملة «السور الواقي» لم تبعث بحماس الى سلة مهملات التاريخ. ووضع الامن في عدة احياء يهودية من القدس يتفاقم رغم الجهود المتعاظمة لافراد شرطة اسرائيل، الذين يبدون تصميما جديرا بالثناء. اسألوا سكان التلة الفرنسية.
مطلوب الان تقوي للوضع استراتيجي – واقعي، يدمج التحدي الغزي بالتحدي النامي في شوارع القدس والضفة. مطلوب مداولات تطرح الصورة الاستراتيجية – السياسية بكامل اتساعها وعمقها سواء في الضفة أم في غزة. ان جهازي الاستخبارات والامن ملزمين بان يعرضا صورة الوضع والبدائل الامنية والسياسية.
هذا ما ينبغي عمله هنا والان، دون انتظار اللحظة التي يتعين فيها على الجيش الاسرائيلي أن يدافع عن شوارع القدس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عدم التماثل في الرفض
بقلم: غابي أفيطال،عن اسرائيل اليوم
تعيدني رسالة الـ 43 جندي احتياط من الوحدة 0082 الى فترة حرب لبنان الاولى والى تاريخ الرفض. ونذكر فورا أن رفض الامر العسكري مهما يكن نوعه – محظور وغير قانوني، وهو مفتاح الفوضى والانزلاق في منزلق دحض. وأرى مع ذلك كله أنه لا تماثل بين انواع الرفض كما حدثت خلال السنين.
ما معنى ذلك؟ يوجد على الاقل نوعان من الرفض، الاول ـ حينما يرفض جندي أو قائد أن يطلق النار أو ينفذ عملا قتاليا آخر في ذروة الحرب. والنوع الثاني رفض طاعة أمر اجلاء/ طرد مواطنين من بيوتهم يواجهون الهدم بسبب قرار من الحكومة. ينبغي أن نضم الى المجموعة الاولى ايلي غيفع، قائد لواء المدرعات في حرب لبنان الاولى، فقد رفض المشاركة في احتلال بيروت فأبعده رئيس الاركان عن الجيش.
ويجب أن نضم الى هذه المجموعة ايضا جنود الخدمة الاحتياطية من الوحدة 0082 وجنودا رفضوا الخدمة في اراضي يهودا والسامرة بزعم أن المنطقة محتلة، والطيارين الموقعين على رسالة مشابهة بالطبع. ويُعد في المجموعة الثانية مثلا جنود (لم أسمع عن مثل هؤلاء) رفضوا أمر الاخلاء في غوش قطيف.
إن القانون كما قلنا آنفا هو نفس القانون، بيد أن المتأمل والباحث الموضوعي – ولنفرض أنه وفد باحثين من استراليا أو من كندا – لو وُجد لكان أوصى بتغيير القانون أو بمعاملة مخالفيه على نحو مختلف تماما، على الأقل.
إن قائدا من سرية في حرس الحدود مثلا أُمر باخلاء بيت عائلته في احدى بلدات غوش قطيف، واجه معضلة تختلف تمام الاختلاف عن معضلة جندي من الوحدة 0082 يستطيع بما يصدر عن لسانه أن ينقذ أو يفضي الى اصابة عشرات الجنود لا سمح الله بسبب معلومة توجد عنده، عنده فقط. يعلم قائد السرية أنه يستطيع أن يتوجه الى قادته قبل وقت وأن يقول لهم: أنا آسف، سأتحمل العقوبة وأترك الجيش الذي أحبه، لكنني لن أخلي بيتي. ولن يضر هذا الرفض بالديمقراطية. وهو عالم ايضا بأنه يوجد هنا رفض لأمر عسكري لكن الاخلاق فوق كل شيء. ما هي المعضلة التي يواجهها جندي من الوحدة 0082 في حال تعرض فيه حياة كثير من المقاتلين لخطر واضح؟ فهل اخلاقه السامية افضل من اخلاق المئات الكثيرين من رفاقه الذين يستمرون على القيام بالعمل «الاسود»؟ واذا كنا نتحدث عن المقارنة بقائد سرية من حرس الحدود فان جنديا من الوحدة 0082، كان يعرف قبل ذلك بزمن بعيد طبيعة عمل جمع المعلومات، وكان يعلم الحدود «الاخلاقية» لاستخراج معلومات من العدو في الحياة المعتادة وفي الحرب ايضا. ومع ذلك يبدو أن ختم الوحدة الذي يظهر في شهادة تسريحه أقوى باضعاف مضاعفة.
إن الاشتغال برفض «مستوطنين» للامر العسكري ثبت لامتحان من قبل اكبر كثيرا، وليس هذا مفاجئا، من رفض الجنود والطيارين من الجانب «الصحيح» للمتراس السياسي، رفضهم للامر العسكري. ولا يجب أن نجهد انفسنا كي نجد تأييدا وتفهما لبواعثهم في حين يواجه الرفض «اليميني» بالاشمئزاز من فوق كل منبر اعلامي أو عام. وقد حان الوقت لنعيد البحث في التماثل غير الصحيح بين انواع الرفض.
يشمئز الجمهور العريض اشمئزازا واضحا من رفض الاوامر في الحرب بازاء رفض الطرد، فيجب أن تتغير نظرة الاعلام بحسب ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
تمرد المدللين
بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس