نتنياهو يصرخ: «الذئب… الذئب»
يحذر بيبي من خطر البرنامج النووي الإيراني ويبدو أن الملالي قد حققوا ما أرادوا
بقلم: بوعز بسموت، عن إسرائيل اليوم
المضمون: (يتحدث الكاتب أن نتنياهو كان على حق في تحذيره من المشروع النووي الإيراني، وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تصيغ اتفاقا سيئا جدا بالنسبة لإسرائيل مع الإيرانيين).
يبدو أن بنيامين نتنياهو ليس عبثا يصرخ منذ سنوات «الذئب، الذئب». الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى بات أقرب من أي وقت مضى. حسب التقارير أمس من جنيف في نهاية لقاء كيري ـ ظريف يبدو أن الأمريكيين أبدوا مرونة كبيرة تجاه الإيرانيين الذين سيحتفظون بـ 6500 جهاز طرد مركزي لديهم. كان هناك من قال بأنه في عهد أوباما من المفضل أن تكون عدوا لأمريكا، ويبدو أنه مفضل أكثر أن تكون عدوا لآيات الله. نحن يخزنا ضميرنا على ما ارتكبناه من خطأ. لقد اخطأنا، هذا لن يكون اتفاقا سيئا، بل سيكون اتفاقا سيئا جدا.
لماذا قارئو «إسرائيل اليوم» ليسوا متفاجئين؟ لأننا ربما كنا وسيلة الإعلام الاسرائيلية الوحيدة التي قالت طوال الوقت الحقيقة في الوقت الذي فضل فيه الآخرون تحويل إيران إلى موضوع سياسي ورئيس الولايات المتحدة كشخص يمكن الاعتماد عليه. لقد قالوا إن نتنياهو شخص لجوج يفسد الحفلة الإيرانية التي يخرجها أوباما. قالوا عنا بأننا نبالغ في العناوين الرئيسة حول إيران، وأننا مجرد مُخوِ فين. ما العمل إذا كانت الوقائع تثبت أنه يتبدى أمامنا اتفاقا أكثر إيرانية من إيران.
إدارة أوباما ترى شرق أوسطنا الذي تسوده الفوضى بطريقة مختلفة عن القدس: بدلا من أن يرى رئيس حكومة إسرائيل أشرارا (إيران)، الإدارة الأمريكية ترى جيدين بالقوة. في القدس إيران هي المجرم، في واشنطن إيران هي قائد الشرطة الجديد للشرق الأوسط الذي سيقوم بفرض النظام (مثل اليمن؟)، أوباما سيطلب من القط (الفارسي) أن يحرس لنا الجبن. إيران؟ بلاد رائعة.
هناك العديد من الأسئلة ما زالت بلا إجابة: ما هو مصير المفاعل في أراك (مياه ثقيلة)، وماذا عن المنشأة النووية في فوردو؟ هل وكالة الطاقة النووية الدولية ستزيد من عدد مراقبيها على ضوء عدد أجهزة الطرد المركزي التي ستبقى لدى إيران؟ علينا الإفتراض أن الولايات المتحدة أيضا هنا أظهرت مرونة لأن واشنطن ترغب في الاتفاق ليس أقل من طهران. أوباما يريد ترك ميراث، إيران تريد أن تكون دولة حافة، كل طرف من الطرفين سيحصل على ما يريد بتوقيت مختلف.
لقد صدق هنري كيسنجر عندما قال إن ما بدأ بمحاولة تفكيك النواة الإيرانية سينتهي بالتسليم بذلك البرنامج. على مدى التاريخ كان للفارسيين صبر. والصبر اكتمل: في 2009 جاء أوباما الذي جدد المفاوضات النووية (التي بدأت في 2003 وتعثرت). وبماذا يذكرنا الجهد الدبلوماسي لوقف النووي. يذكرنا بمثل فارسي قديم يقول «جاء يكحلها فقلع عينها».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوباما تحت الانتقادات الداخلية
بقلم: زلمان شوفال، عن إسرائيل اليوم
المضمون: ( أكد الكاتب في مقاله أن هناك معارضة للرئيس الأمريكي سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين ولا سيما للسياسة الخارجية).
مرشحان «غير معلن عنهما» ـ هيلاري كلينتون الديمقراطية، وجيف بوش الجمهوري، هما المتصدران حتى اللحظة في التنافس في الانتخابات للوصول إلى البيت الابيض في 2016. الشيء المشترك بينهما هو أن بوش وكلينتون ـ حتى لو أنها لا تقول ذلك علنا ـ يتحفظان من السياسة الخارجية، بما في ذلك تجاه الشرق الأوسط، للساكن الحالي في البيت الأبيض.
عندما تنافس شقيق جيف بوش، جورج بوش، على الترشح للرئاسة، كان هناك في إسرائيل من اعتقدوا أنه سيواصل تلقائيا السياسة غير المرغوب فيها لوالده ووزير خارجيته جيمس بيكر، لكن في نهاية 1999 عندما دعاني إلى مكتبه في الكابتول بوسطن في ولاية تكساس، التي كان حاكمها في حينه، أوضح لي ذلك المرشح الغض أن ذلك لم يكن توجهه، بل بالعكس. فقد أكد أنه ينوي اتخاذ نهج مستقل داعم أكثر لإسرائيل. كان يمكن التخمين أن هذا في نهاية المطاف نوع من الأقوال التي يقولها السياسي في الحملة الانتخابية، لكن الواقع أثبت أنه كان يقصد ما قاله.
يجب عدم الاستنتاج من ذلك بالضرورة أن هذا ما سيحدث مع شقيقه الشاب، جيف، إذا تم انتخابه (احتمالاته في هذه المرحلة المبكرة غير مبشرة، وكما هو معروف فإن الكرة دائرية). إن لهجة أقواله كانت قريبة أكثر من المقاربة السياسية لشقيقه جورج دبليو بوش (مع أنها ممزوجة بالبراغماتية أكثر) من تلك التي كانت لوالده.
إن نصف انتقاده وجه في الأساس ضد سياسة اوباما فيما يتعلق بالحرب ضد الجهاد الإسلامي، وضد الاتفاق الذي يتبلور مع إيران في الموضوع النووي ولم ينس أيضا التأكيد على دعمه للخطاب المخطط لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، وتعبيره عن دهشته من تصرف الإدارة الأمريكية في هذا الشأن. «لقد فقدنا ثقة أصدقاءنا وأصبحنا لا نثير القلق في قلوب أعدائنا»، لخص بذلك أقواله.
في هذا السياق علينا الإشارة إلى أنه لتوجهات الإدارة «مقاطعة» لجنة «ايباك» ـ المنظمة اليهودية الأكبر والأكثر أهمية في الولايات المتحدة ـ توجد أنباء مناقضة، لكن إذا تم اتخاذ قرار غير حكيم ومُهين كهذا فسيُفسر الأمر ليس فقط كخطوة ضد نتنياهو أو ضد إسرائيل، بل كخطوة ضد اليهود. يمكن الافتراض أن الجمهوريين سيستغلون ذلك. ليس فقط من جهة بوش والأمريكيين يتم توجيه الانتقادات في أمريكا ضد الإدارة الحالية، وليس فقط فيما يتعلق بخطاب نتنياهو (نحو 50 بالمئة من المستطلعة آراؤهم في استطلاعين دعموا الخطاب)، بل أيضا فيما يتعلق بالحرب الهزيلة ضد داعش، وبالذات تجاه زعم اوباما أن إرهاب داعش والمنظمات التابعة له (في ليبيا ونيجيريا واليمن وغيرها)، وكذلك أعمال الإرهاب القاتلة في فرنسا والدانمارك، ليس له علاقة بالإسلام بتاتا، لكن مصدره يكمن في مشكلات اجتماعية مختلفة.
ووفقا لما تم اقتباسه عن هيلاري كلينتون في «نيويورك تايمز» فان انتقاداتها وجهت بسبب أن أقوال أوباما تثبت أنه لا يرى الأمور على حقيقتها في شأن تهديد الإسلام المتطرف، وأن أسلوبه يشير إلى الضعف، في الوقت الذي يشكل فيه المتطرفون الإسلاميون خطرا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. مقال هيئة التحرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، الذي يتخذ بصورة عامة مواقف متوازنة بين اليسار واليمين، يعتبر قرارات أوباما بالنسبة للحرب ضد داعش، قرارات مضطربة، ويربط ذلك بعمليات أخرى غير جدية مثل «الخطوط الحمراء» المفقودة تجاه السلاح الكيميائي في سوريا والإضطرابات في ليبيا. وينتقد المقال تحول سوريا وإيران إلى حليفتين حقيقيتين للولايات المتحدة.
روبرت غيتس الذي تولى منصب وزير الدفاع الأمريكي في إدارتين، يسمي استراتيجية أوباما في الحرب ضد داعش كـ «غير واقعية»، كما أن السناتور الديمقراطي بوب مننديز يحذر الرئيس الذي ينتمي لحزبه من ألا ينسحب من تعهده بوقف المحادثات مع إيران اذا لم يتم احراز اتفاق مرضي بشأن البرنامج النووي حتى 24 آذار.
في الحملة الانتخابية في إسرائيل لا يوجد أي تطرق لهذه المواضيع، لكن في اليوم التالي لـ 17 آذار وفي السنوات القادمة ستلقي هذه المواضيع كامل ثقلها على الأجندة السياسية والأمنية لنا ـ سواء كان جيف بوش أو هيلاري كلينتون هو الذي يتولى مقاليد الحكم بعد 22 شهرا في واشنطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تسيبي وبيبي: القبيح والجميلة
بقلم: راحيل نئمان، عن هآرتس
المضمون: (يتهم نتنياهو لفني بأنها تشكل خطرا على إسرائيل لطمس شخصيتها الأكثر جاذبية منه خصوصا على المستوى الدولي).
إنها يسارية متطرفة، كونها تكثر من الجلوس مع صائب عريقات ومصافحة محمود عباس، ولكن عندما يتم التطرق إلى حماس، هي تتجاوز بنيامين نتنياهو من اليمين. ردا على تصريحات نتنياهو الأخيرة، بأنها تشكل «خطرا على الدولة»، كتبت تسيبي لفني أن رئيس الوزراء هو من خضع لحماس وأجرى معها المباحثات. من هنا يمكن الاستنتاج، بأنها لم تكن لتخضع لحماس (ليس واضحا كيف كانت ستنتصر على هذه الحركة)، وأنها لم تكن ستجري معها مفاوضات، حتى بوساطة عامل ثالث، كي تصل معه إلى اتفاق وقف اطلاق نار، بل كانت ستستمر بإطلاق النار.
لكن السؤال المثار من خلال الجدل بين نتنياهو ولفني ليس من منهما الأكثر صلابة في حروب حماس، ولكن من هو الأكثر صهيونية. رويدا رويدا يتضح بأن مسألة من هو الصهيوني تحولت كي تكون جوهر المعركة الانتخابية. الدولة الصهيونية أنا، يقول نتنياهو، ولفني اللا صهيونية تسعى إلى تخريب دولتي. يتسللون فرادى إلى مكتب رئيس الوزراء، كما أطلق عليهم. التسلل تعني لسانيا السرقة، الخداع، بمعنى، ضد إرادة الناخب. ومع ذلك، يجري السؤال، لماذا نهاجم من وُصفت من قبل الحملة الانتخابية لشبان الليكود بأنها «الغائبة»؟ كيف يشكل ظل لفني تهديدا لنتنياهو أكثر من شخصية اسحاق هرتسوغ الباهرة؟
نتنياهو، الذي يرى نفسه باعتبارها الشخصية المركزية في المشهد السياسي الماثل أمام أعيننا، إنه يوليوس قيصر عصري يخشى من غضب مارس، هو عما قليل سيظهر في الكونغرس الأمريكي بدور كاتو العجوز سياسي وأديب روماني من أقواله ـ باستثناء ذلك أدعوكم إلى تدمير قرطاجة ـ هو من يرى في لفني القاتلة الأساسية لشخصيته التي بناها. لا يعجبه أن تتجول لفني في أرجاء العالم وتسرق منه الأضواء. هي تعرض الوجه «الجميل» لإسرائيل، في حين يظهر باعتباره رافض السلام «البشع».
والواقع أنها لم تحقق شيئا في المباحثات اللا متناهية التي أجرتها مع الفلسطينيين، ولكن مجرد استعدادها للجلوس معهم حولتها إلى جذابة في أعين الأوروبيين والأمريكان. أما هو، من يعانق المستوطنين، ومن يهدد بتوسيع البناء في المستوطنات ويشرع في حملته الانتخابية في مستوطنة عيلي، يظهر كرجل إسرائيل المحتلة والمضطهدة الرافض للسلام. هذا الظهور يريد نتنياهو إعادة صياغته عبر المس بشخصية لفني.
هذه الحكاية لها أيضا علاقة بالجندرة: إنه لمن الأسهل التطاول على إمرأة، حتى لو كانت وزيرة العدل، أو رئيسة حزب كبير وشخصية فازت باحترام واسع على نطاق العالم. المرأة تبقى إمرأة، ومدراء الشرطة يساعدون دائما في المساس بها.
نتنياهو شوفيني صغير أكثر من الآخرين، ربما، ولكن بإلصاقة وسم «خطرة» فهو يستخدم وصمة العار المزاجية الكلاسيكية. إيران تشكل خطرا، حزب الله يشكل خطرا، والآن لفني. إذا حكمنا بناء على رد نتنياهو العنيف، نجده يعادل التحريض، ذلك إن تهمة كهذه تشغِّل كود التصفية الموجه، على ما يبدو فإن لفني الغائبة، هي موجودة جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قناة «الجزيرة» ووثائق الموساد
بقلم: يوسي ملمان، عن معاريف.
المضمون: (يقلل الكاتب منن أهمية الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة، وقال الكاتب أن هناك خلافا داخليا بين نتنياهو وبين الموساد حول القضية الإيرانية ومدى تهديدها لأمن إسرائيل).
خلافا للاشارات التي تبثها فان قناة «الجزيرة» لم تحصل على وثيقة أصلية من الموساد. ما نشرته أمس سوية مع «الغارديان» هو وثيقة لمخابرات جنوب افريقيا «إس.إس.إي» التي استندت كما يبدو على توجيه رجال الموساد في أحد اللقاءات بين جهازي المخابرات. الوثيقة الصادرة في 2013 لا تحتوي على أي أسرار، وكل من تابع الموضوع في وسائل الإعلام أو قرأ تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية يعرف التفاصيل التي نشرت. الحديث يدور عن كمية اليورانيوم المخصب التي قامت إيران بتخصيبها بدرجتين، 3.5 بالمئة و20 بالمئة، بوتيرة بناء المفاعل النووي في أراك وغيره.
اذا أردنا أن نكون قاسين في الكلام يمكن القول إن رجال الموساد باعوا «طبخة قديمة» لنظرائهم في جنوب افريقيا. بيقين ليس في معطيات ولا تقييمات الوثيقة ما من شأنه دعم الفرضية التي تظهر في عناوين «الجزيرة» و»الغارديان» التي وفقها فإن الأمر يشير إلى الانقسام بين الموساد ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني. باختصار، تمخض الجبل فولد فأرا.
يوجد للموساد علاقات عمل مع نحو 100 جهاز استخباراتي في العالم، هذه العلاقات تُدار من قبل القسم الدولي في الجهاز. عدد من هذه اللقاءات حميمي جدا وفيها يشعر المشاركون بارتياح شخصي أحدهم تجاه الآخر، ويديرون النقاشات المفتوحة والقلبية ويتبادلون المعلومات الحساسة، على سبيل المثال هكذا هي العلاقة مع الـ «سي.آي.إي» وقد بشرتنا «واشنطن بوست» بأن الـ «سي.آي.إي» شاركت أيضا ولو بصورة هامشية، في عملية تصفية عماد مغنية، الرجل الثاني في أهميته في حزب الله قبل سبع سنوات.
مثال آخر كان فيما نشر هذا الأسبوع لوثيقة لادوارد سنودن يظهر من خلالها أن وحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية أدارت علاقة ثلاثية وحميمية جدا مع الجهاز المقابل في بريطانيا ومع «إن.إس.إي» الأمريكي حول كل ما يتعلق بالتنصت على الزعماء الإيرانيين.
حسب ما وصف في كتاب «الحلف غير المكشوف»، فان العلاقات السرية لإسرائيل مع الابرتهايد الجنوب إفريقي وعلاقات العمل لإسرائيل مع جنوب افريقيا كانت كالتالي: قبل ثلاثين عاما في ذروة التعاون بين الدولتين أثناء فترة الحكم الأبيض ـ الابرتهايد ـ كانت العلاقات بين بريتوريا والقدس متقاربة جدا. كان هناك تعاون عسكري ونووي وقد باعت الصناعات الأمنية سلاحا بمليارات الدولارات لجنوب افريقيا. كل هذا انتهى مع انهيار الابرتهايد.
من المفاجئ أن ممثلي الموساد ونظيرها الجنوب افريقي يلتقون ويُجرون المحادثات وتبادل المعلومات. ناهيك عن البرنامج النووي الإيراني. يصعب ايضا التفكير أن ممثلين عن الموساد يتحدثون ضد سياسة رئيس الحكومة أمام اشخاص غرباء أو يعطون معطيات مناقضة له.
مع ذلك، الجمهور في اسرائيل ليس بحاجة إلى الاستخبارات الجنوب افريقية ولا لـ «الجزيرة» ولا لـ «الغارديان» ولا لعناوينهم من أجل أن يعرف عن وجود خلاف بين مقاربة الاستخبارات الاسرائيلية ومقاربة نتنياهو. ليس بينهما خلاف حول الحقائق والتفاصيل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. الخلاف في الرأي بينهما ينبع من التفسيرات والتأثيرات للمعلومات والحقائق.
ليس سراً أن جهاز الاستخبارات العسكرية والموساد، في الماضي وحتى اليوم، ليسا شركاء في التحذيرات المشددة لنتنياهو. مئير دغان، أثناء كونه رئيسا للموساد وبعد ذلك، قال في عدد كبير من لقاءاته العلنية إن البرنامج النووي الإيراني لا يشكل خطرا وجوديا وفوريا على إسرائيل وبالتأكيد هي ليست مضطرة لمهاجمة إيران. هذا الهجوم حسب تقديره يجب القيام به فقط عندما يكون «السيف موضوع على الرقبة». من حل محله، تمير بردو، صرح في لقاء خاص في محاضرة أمام مدنيين بأن التهديد الوجودي ليس إيران بل المشكلة الفلسطينية. أقواله تلك أغضبت نتنياهو.
على فرض أن تمسك نتنياهو باعتقاده حول هذا الموضوع سليم وليس مجرد مناورة سياسية، يمكن القول دفاعا عنه أنه كرئيس حكومة فإن المسؤولية تقع على كاهله وليس على كاهل رؤساء الاستخبارات، وهو غير مستعد لهذه المخاطرة.
تقدير الاستخبارات الإسرائيلية هو أن إيران تسعى لكي تكون في وضع قريب جدا من انتاج السلاح النووي وتركيبه كرأس على الصواريخ. حسب نفس التقدير فإن إيران الآن دولة على حافة الذرة، ولديها المعرفة والتكنولوجيا والمواد من أجل تحقيق هذا الهدف، اذا أرادت. مع ذلك، إيران أيضا معنية برفع العقوبات الاقتصادية الشديدة التي تضر باقتصادها، ولهذا فهي ليست معنية الآن بانتاج القنبلة. من الجهة الأخرى ليس هناك تأكيد على أنه سيتم التوصل إلى الصفقة التي تسعى إيران لتحقيقها مع الدول العظمى، التي نوقشت أمس في جولة أخرى من المحادثات في جنيف من قبل وزيري خارجية الولايات المتحدة وإيران.
إذا قررت إيران انتاج القنبلة فسيكون ذلك قرارا سياسيا للقائد الاعلى علي خامنئي وليس للمهندسين والفيزيائيين والكيميائيين الذين يعملون في المنشآت النووية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
في الولايات المتحدة فهموا: السلطة الفلسطينية تساوي الإرهاب
بقلم: يفعات إرليخ، عن إسرائيل24
المضمون: (ركزت الكاتبة على قضية التعويضات التي فرضتها محكمة أمريكية على السلطة الفلسطينية، وأنه يجب أن يكون هناك محاكم إسرائيلية تقوم بنفس العمل، وأشارت الكاتبة أن السلطة الفلسطينية مدانة بمساعدة ما أسمتها بالعمليات الإرهابية ضد إسرائيليين).
قضت المحكمة الإتحادية (الفدرالية) في نيويورك بقرار غير المسبوق. ولا بد من دراسة قرار المحكمة والروابط التي يرسمها بين شبكة الإرهاب للسلطة الفلسطينية.
فقد قررت هيئة المحلفين أنه على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية دفع تعويضات بقيمة 655,5 مليون دول لمتضرري الإرهاب. المدعون هم عائلات ضحايا ومصابي العمليات "الإرهابية" التي تمت في إسرائيل بين السنوات 2001 – 2004، ادعوا أن العمليات تمت بدعم وتشجيع واضحين من السلطة الفلسطينية. وقد قبلت هيئة المحلفين موقف المدعين الذي استعرضته مؤسسة "شورات دين".
وكان قد صدر قرار مشابه قبل نحو عامين في محكمة بإقليم كولومبيا في واشنطن. وألزم القرار الحكومة السورية بدفع 323 مليون دولار لعائلة فقدت ابنها في عملية إرهابية نفذها إنتحاري من الجهاد الإسلامي. حينها نجحت مؤسسة "شورات دين" بالإثبات أن سوريا وإيران دربا ودعما تنظيم الجهاد الإسلامي. الآن، يتم الربط بأفضل وأوضح شكل بين الإرهاب وبين السلطة الفلسطينية.
من المؤسف أن هذا الترابط يُجرى في مكان بعيد عن أراضينا المقدسة. هيئة محلفين نيويوركية بالذات، تلك التي تم فحص هيئتها بتدقيق كبير على ألا يكونوا ذوو أي علاقة او اتصال بإسرائيل، لا يتردد في تحديد المعادلة بأوضح شكل ممكن: السلطة الفلسطينية تساوي الإرهاب! في إسرائيل، بالمقابل، يواصلون بحريتهم بأفضل الأحوال أو حتى غض الطرف في أسوأها.
مرت 15 عاما منذ بدأ تنظيم "شورات دين" بتقديم دعاوى باسم متضرري الإرهاب ضد السلطة الفلسطينية، لكن مطاحن العدالة في المحكمة الإسرائيلية تطحن ببطء شديد، أكثر من اللزوم. لا تزال في أروقة المحاكم 50 دعوى مشابهة تُدار ببطئ في شتى الأطر القضائية الإسرائيلية طامحة للحصول على حسم وقرار جريء.
ولكن هناك من يحاول عرقلة هذه الدعاوى بدل أن يشجع على تقديمها. في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشطاين للمحكمة المركزية في القدس أنه يطلب حضور جلسات اثنتين من الدعاوى كي يعلل عدم السماح للمسؤولين في أجهزة الأمن تقديم شهادات وإفادات فيها. حيث كان متضررو الأعمال "الإرهابية" قد طلبوا استدعاء مسؤولين سابقين في جهاز الأمن لتقديم إفادة، بينهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية سابقا – اللواء أهرون زئيف فاركاش. ومن كان سابقا رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك – شين بيت) آفي ديختر، كي يقدموا إفاداتهم بخصوص الوثائق والمستندات التي استحوذ عليها خلال عملية "الدرع الواقي" (حومات ماغين) والتي تشير وفقا لادعاء المدعين الى ضلوع السلطة الفلسطينية بالعمليات "الإرهابية" التي ثكلوا فيها أقاربهم. لكن المستشار القضائي لدولة إسرائيل صفّ في الجانب الخطأ، ذاك الذي يدافع عن الإرهابيين، وطالب منع الإفادة بشتى تفسيرات هلامية مثل "الحساسية الأمنية والسياسية والعواقب المحتملة". وبكلمات أبسط، مخاوف من أن تمس هذه الإفادات بالعمليات السياسية قبالة السلطة الفلسطينية.
في اللغة العبرية حسب التلمود، تملك كلمة "دماء" (داميم) معنيين: دم ومال. يصعب جدا الفصل بين الدم والإرهاب، ولكن لا بد ويجب فصل الإرهاب عن الدماء، أي عن مصادر تمويله. هذا الأمر صحيح بالنسبة لتنظيم داعش الذي لن يكون بالإمكان القضاء عليه دون تجفيف مصادر تمويله ونزع سيطرته عن آبار النفط التي يسيطر عليها. هذا صحيح بالنسبة لدولة "حماستان" (قطاع غزة تحت سيطرة حماس )، والتي يعتمد اقتصادها الكامل على أنفاق الإرهاب، وهذا صحيح أيضا بالنسبة للسلطة الفلسطينية.
طالما تواصل السلطة دفع منحة سخية للمخربين وأفراد عائلاتهم، هي بحد ذاتها "الإرهاب". العمليات السياسية أمام السلطة الفلسطينية قد تكون ممكنة فقط في يوم تفهم فيه السلطة أن الإرهاب لا ينفعها من ناحية سياسية. حتى ذلك الحين، على جهاز القضاء الإسرائيلي تشجيع جبي ثمن اقتصادي من السلطة وليس العكس.


رد مع اقتباس