مطلوب مزيد من التطرف
بقلم:ألوف بن،عن هآرتس
المضمونيتحدث الكاتب عن العملية الانتخابية في اسرائيل،حيث يشير انه ليس هناك حزب يمكن ان يمنحه الجمهور حزب السلطة،بحيث يحصل على 40-50 مقعد،ما يضطر أي رئيس حكومة الى الدخول في ائتلافات،ما يشكل عدم استقرار في الحكومات، ويشير الكاتب الى امكانية تغيير النظام الانتخابي في اسرائيل)
في مركز الانتخابات التي تجري اليوم (أمس) يبرز ضعف الحزبان الكبيران الليكود والعمل. غياب حزب السلطة المهيمن هو الميزة البارزة في النظام السياسي الاسرائيلي. وهذا ما تسبب في انهيار الائتلاف بعد اقل من سنتين، ووفقا للاستطلاعات، هذا هو ايضا ما سيملي نتائج الانتخابات الحالية ويميز تركيبة الحكومة القادمة.
الاحزاب الكبرى لا يتستثير الناخبين ولا توقظ لديهم تضامنا، ولذا فهي لم تنجح في الرقي إلى مستوى احزاب السلطة في السابق. طالما ان نواة الائتلاف الحكومي يستند على 19 عضو كنيست كما الحال اليوم، فهي تنهار بذاتها – او انها تظل مشلولة تماما، تحت الفيتو المتبادل بين اعضاءها.
المشكلة ليست بشخصيات القادة. لرئيس الحكومة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، يوجد صوت عميق، مهارة تلفزيونية وتجربة غنية، والاستطلاعات تشير إلى ان اغلب الجمهور يرى به رئيس الحكومة الانسب لقيادة الدولة. ولكن هذا لا يكفي من اجل ان يصوت المقترعون بشكل جماعي لحزب الليكود، ويمنحوا نتنياهو حزب سلطة بـ 40-50 مقعدا، كما كان الامر لسابقيه في هذا المنصب، والحديث يدور عن بن غوريون إلى اسحق رابين. خصم نتنياهو في الانتخابات الحالية، يتسحق هرتصوغ، يتسلح بأنه ضد بيبي، ولكن قلق الجمهور من رئيس الحكومة الحالي لا يجعل الجمهور ينقضون على بطاقات»حزب العمل» من اجل منح المعسكر الصهيوني نصرا حاسما وعدد كبير من اعضاء الكنيست.
الجمهور يجد صعوبة في الاندفاع، حيث ان الاحزاب الكبرى تظهران كطامعتين في السلطة ويكاد يكون الفارق بينها صفرا. فنتنياهو ادار مفاوضات مع الفلسطينيين عن الانسحاب من معظم الضفة الغربية، والآن يعلن انه «ولا بوصة»، وهرتصوغ وتسيبي ليفني كانوا وزراء في حكومات نتنياهو، إلى ان طردوا بالقوة من مقاعدهم، الاحزاب الكبرى تميل إلى الارتباط ببعضها بعد الانتخابات ( كاديما والعمل في 2009، الليكود ويش تيد في 2013) بدلا من عرض خلافات واضحة بين الائتلاف والمعارضة. الخصومات السياسية ببساطة تمرر إلى داخل الحكومة، والموضوع الوحيد الذين ينجحون بالاتفاق عليه هو الخروج للحرب مع غزة.
والنتيجة هي، ان الاصوات القليلة، هي التي تحسم الانتخابات، عدم المبالاة في السؤال من يكون رئيس الحكومة ويسلمون هذا الحسم ليائير لبيد او موشيه كحلون، افراد المؤسسة البارزين. الذين يتحولون في ليلة الانتخابات إلى ثوريين. احزاب اقصى اليمين واليسار ملتزمة، بدون مبرر، بدعم رئيس الحكومة من معسكرها. وكلما يقتربون من المركز السياسي، تضيع المبادئ وتستبدل بانتهازية خالصة.
الاحزاب الكبرى ترغب بالعودة إلى مكانتها التاريخية عن طريق تغيير الاسلوب، الذي من شأنه ان يضعف خصومها الصغار. الان مطروح على جدول البحث فكرتان لتغييرات تشريعية: تركيبة الحكومة بحيث يتم تسليمها مباشرة لرئيس الكتلة الاكبر، وتشديد الشروط لحل الكنيست، بحيث تستمر في السلطة لاربع سنوات كاملة. نتنياهو وهرتصوغ يدعمان قرار «الحزب الاكبر»، كما ان زعيم الليكود عرض من بداية الحملة تغيير نظام الحكم كالموضوع الرئيسي الذي سينفذه، في حال فوزه في الانتخابات مرة اخرى. والامر تم إهماله ربما بسبب غياب الاهتمام من قبل الجمهور، ولكنه من الممكن ان يطفو من جديد في اية حكومة يتم تشكيلها.
الاحتمال لتغيير نمط الحكم هو صفر. في حال تمرير التغييرات المقترحة، فإن الاحزاب الصغيرة سيتم تدميرها، لانها ستفقد مصدر قوتها السياسية: التوصية امام رئيس الدولة على من يلقي مهمة تشكيل الحكومة، والتهديد الدائم بحل الائتلاف. ولكن منذ العام 1999، لا يوجد للحزبين الكبيرين اغلبية في الكنيست. والاحزاب الصغيرة ايضا قلقة من اجل ضمان حق الفيتو لها، ضد اي تغييرات في اي اتفاق ائتلافي.
ومن الصعب الاعتقاد انها بعد هذه الانتخابات الحالية ستوافق فجأة على الانتحار.
الحل الذي يعيد للاحزاب الكبير قوتها، ويضمن استقرار وثبات في السلطة، لا يتم من خلال هندسة تشريعية بل بإصلاح المنتج. طالما ان الليكود والعمل يعرضان رسائل مشتتة، ويركزون حملاتهم الانتخابية على تبادل الافتراءات ضد رؤساء الاحزاب الخصم فإنهم سيبعدون عنهم الشبان الايديولوجيين إلى احضان الاحزاب المتطرفة، والاصوات إلى احزاب المركز.
اسرائيل تستحق احزاب سلطة كبرى، التي تتنافس فيما بينها على الايديولوجيا وبرامج العمل الواضحة، وتلتزم في مراكز ائتلافات مستقرة. هذا لن يتحقق، على ما يبدو عندما تفتح الصناديق هذا المساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
دعوا الدولة تنتصر
نتائج الانتخابات تظهر كيف سارت الأغلبية وراء نتنياهو مأسورة بخطاباته عن إيران و«داعش»
بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس
المضمونيتحدث الكاتب عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في الدولة العبرية، ويشير الى نجاح نتنياهو عن طريق التخويف من ايران وداعش والامن بجر المجتمع الصهيوني للتصويت له)
انتهى الاحتفال، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، الفيلا في الغابة، قالت كلمتها ولم تنجح في أن تقرر. الدولة انهارت إلى هذه الانتخابات وهي تحمل على ظهرها شحنة مستحيلة من المشاكل. حطامها وشظاياها متناثرة في كل صوب بعد ست سنوات من النظام التهكمي، المتملص، المفزوع والمنفلت الذي قضم كل قطعة طيبة وكأنه جيش من الجراد الجائع.
لقد كان هذا نظام انخرط جيدا في المنطقة التي يعد فيها الرعب والتهديد هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان توفران طاعة المواطنين وتفرضان الصمت الجماهيري.
ذات مرة كانت الدول العربية هي التي اشارت إلى اسرائيل كمصدر لكل مشاكلها. وقد استوردت اسرائيل هذا الابتكار وطبقته بنجاح هائل. ميزانية دفاع عديمة اللجام؟ لا مفر، نستعد لإيران. تقليصات في جهاز التعليم؟ أولا الحرب وبعد ذلك التعليم.
«إيران اولا» اصبحت سبب وجود الدولة اليهودية. اولا يهودية وبعد ذلك ديمقراطية، لان الديمقراطية، حقوق الاقليات وحرية التعبير هي ترف لا يطاق في دولة تقاتل في سبيل روحها.
لقد كان هذا هو النجاح الاكبر لنتنياهو الذي بترهاته اقام نظام رعب تقاس فيه المواطنة فقط حسب الولاء المتزمت لخريطة التهديدات التي يرسمها الحاكم. واستوجب ايديولوجية الخوف هذه غلافا سميكا من الاكاذيب. من الكذبة الفظة التي يعرض فيها على يهود العالم اسرائيل بصفتها الدولة الآمنة الوحيدة التي يمكنهم فيها ان يخافوا بشكل حر، عبر كذبة «اللاشريك» التي شطبت كل فرصة للحوار مع الفلسطينيين، وانتهاء بالوعد المفزع في أن اسرائيل يمكنها أن تعمل وحدها حيال إيران حتى بدون الولايات المتحدة.
لقد نجح نتنياهو في أن يستبدل المبدأ الذي يقول ان الدولة توجد من أجل مواطنيها بالاساس الفاشي الذي يقول ان المواطنين يوجدون من اجل الدولة.
وهذه حملة بقاء مناسبة ربما لدولة في بداية طريقها ولكن ليس لثمانية ملايين مواطن ممن ليسوا مستعدين بعد نحو سبعة عقود لان يسيروا مع السكين بين الاسنان.
ثمة من يقول انه لو كانت الدولة شركة لكان يمكن التخمين في أن مجلس الادارة كان سينظر في حلها واعادة بدء كل شيء من جديد أو ربما عرضها على البيع بالمزاد. خطأ. هذه دولة توجد لها ذخائر كثيرة، ولا سيما مواطنون تعلموا كيف ينجون رغم الحكومة. فهي لم تتنازل عن رؤياها رغم أن هذه الرؤيا بهتت وتبدو كنسخة مشوشة عن الاصل. ولكن على كل هذا تضلل سحابة ثقيلة من الخوف الذي جعلها دولة تنكمش في الزاوية، دولة حتى جيشها الهائل لا يمكنه أن يهدىء من روعها.
ان الانتصار الانتخابي لنتنياهو، اذا كانت العينة تعكسه بالفعل، يوضح كم هو متماسك الخوف الذي انغرس في الدولة، وكم تحولت إيران، حزب الله، داعش وحماس لتصبح الشريك الاستراتيجي لنتنياهو. والافظع من ذلك هو أن نصف مواطني الدولة تصرفوا امس وكأنهم مصابون بمتلازمة ستوكهولم ممن وقعوا في عشق خاطفيهم.
أما النصف الثاني فسيتغذى لزمن آخر ما على الاحتمال في أن يقف اسحق هرتسوغ على رأس الحكومة. احتمال طفيف، غير واقعي في ساعة الليل التي تكتب فيها هذه الكلمات. ولكن هذا هو المسار الوحيد الكفيل بان يضمن الانقاذ من غياهب البكاء.
صحيح، ليس لهرتسوغ ميزانيات عجيبة تهبط عليه من السماء، والفلسطينيون لن يقفوا في الطابور كي يقدموا له الخبز والملح والاقزام لن ينبتوا بين ليلة وضحاها عشرات الاف الشقق على شرفه. ولكن هرتسوغ هو الوحيد القادر على أن يروي للمواطنين قصة جديدة. قصة عن دولة توجد لها حدود، تعترف بحيوية اصدقائها في العالم، ترى في الفلسطينيين شريكا، والحلم الصهيوني لا يستوجب الجلوس على جبال جرداء في بلاد المستوطنات.
لقد انتقل اختيار هذا المسار امس من المواطنين إلى زعماء الاحزاب، من البواطن إلى الاعتبارات العقلانية والى مساومات الاخذ والعطاء. فهذه هي التي يمكنها ويجب عليها أن تعطي الاحتمال لرئيس وزراء آخر. ان تعطي الدولة الفرصة للانتصار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
القدس في مفترق طرق
الشيفرة الجينية اليهودية تسعى إلى الحفاظ على المدينة موحدة من منطلقات دينية وقومية
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم
المضمونيكشف الكاتب السبب الذي جعل نتنياهو يتسيد الموقف الانتخابي في مدينة القدس،حيث اعتمد في حملته الانتخابية على مهاجمة خصومه (ليفني وهرتسوغ) بدعوى انهم يريدون تقسيم المدينة،وهو من صمد امام الضغوط الدولية وأكمل البناء الاستيطاني في المدينة المحتلة)
الحملة الانتخابية تشبه حفلة تنكرية، واحد يضع قناعا والثاني يزيله والثالث يُظهر وجهه والرابع يُخفيه، والحقيقة ليست دائما هي التي تهدي المتنافسين. هذه هي السياسة، هذه هي الضجة الإعلامية والاستخفاف بالقدرات العقلية الاساسية للجمهور. ورغم ذلك، اذا كان هناك خط فاصل حقيقي بين كتلة اليمين برئاسة نتنياهو وبين كتلة اليسار برئاسة هرتسوغ ولفني فإن هذا الخط يمر بالقدس وبمستقبلها.
فقط قبل اسبوعين، في مؤتمر تناول شؤون المدينة، عددت النواقص في مجال البناء فيها وفي كل اجزائها وانتقدت أداء الحكومة في هذا المجال. لكن في صباح يوم الانتخابات يقف على رأس الاجندة سؤال أوسع: هل الكامل سيبقى كاملا؟ هل سيكون بالامكان مواصلة العمل من اجل وحدة القدس وسيطرتنا عليها في الوقت الذي فيه معسكر اليسار، لفني، هرتسوغ واعضاء كنيست عديدين في حزبهم غير مستعدين للتعهد بعدم تقسيمها؟.
ربما يعتبر نتنياهو مقصرا في قيامه بالبناء القليل في القدس، لكنه صمد أمام الولايات المتحدة ووزير خارجيتها في امتحان وحدة القدس، عندما رفض الموافقة على بحث التقسيم. من هذه الناحية فانه يعتبر استمرارا لمناحيم بيغن الذي أصر في حينه أمام رئيس الولايات المتحدة كارتر على أن تبقى المدينة موحدة. هرتسوغ ولفني في المقابل فشلا في هذا الامتحان. لفني جلست في حكومة اولمرت الذي قدم لأبو مازن عرضا مفصلا لتقسيم القدس ولم تستقيل منها. هرتسوغ الذي يتعهد الآن بالحفاظ على «قوة» القدس أوضح بعد انتخابه لرئاسة حزب العمل (في مقابلة مع «يديعوت») بأنه «يعتبر القدس تمثل عاصمتين سياسيتين: في شرقها عاصمة الدولة الفلسطينية وفي غربها عاصمة الدولة اليهودية». وعندما سئل هل ستبقى القدس كلها منطقة اسرائيلية أجاب بأنه لن يدخل في التفاصيل ولا يقوم باجراء مفاوضات، وأضاف «حائط المبكى سيبقى في أيدي اسرائيل. فيما يتعلق بالباقي يجب أن نكون مبدعين».
الحزب الذي يقف هرتسوع على رأسه الآن اتخذ في الفترة التي تولى فيها رئاسته بنيامين بن اليعيزر قرارا يدعم خطة كلينتون التي تقسم القدس. وأيضا من سبقته في رئاسة الحزب، شيلي يحيموفيتش، تؤيد تقسيم المدينة، حتى أن برنامج الحزب الانتخابي امتنع عن التعهد ألا يتم تقسيم القدس ثانية. هرتسوغ لم يلغ قرارات أسلافه ولا تحفظ منها. هو فقط قال إن التقسيم الآن ليس ذي صلة. السؤال هو أين سنجده وسنجد رفاقه عندما يكون الامر ذا صلة. الاجابة واضحة: شركاءه العتيدين يتخذون مواقف مشابهة: موقف ميرتس يؤيد تقسيم القدس بصورة قاطعة، في حين أن الموقف الحقيقي ليئير لبيد في هذا الشأن ما زال لغزا. كوزير أقسم للقدس ولبقائها كاملة، لكنه في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل» الالمانية في 2008 تحدث بروح مختلفة. ايضا آريه درعي الذي يعارض تقسيم القدس بسبب «الخطر الامني» محاط بمستشارين واعضاء كنيست كانوا شركاء في «مبادرة جنيف» الخطيرة، التي في مركزها تقسيم القدس.
الشيفرة الجينية اليهودية، التي تهدف إلى الحفاظ على القدس المحررة ـ قدس واحدة وعدم تقسيمها ـ تشبه إلى حد ما في نظر اجزاء من اليسار الشيفرة التي تعمل وفقا لها «جماعة مُقبلي المازوزة الساجدين أمام القبور». أنا من مُقبلي المازوزة وحتى أنني ارتكبت خطيئة كتابة كتاب عن قبر أمنا رحيل وعن شخصيتها الرائعة. أنا مذنب ايضا في سعيي لبقاء القدس كاملة ليس فقط لأنها خلاصة الواقع والذكرى اليهودية المستمرة، لكن ايضا لاسباب عملية تماما.
عندما كانت أمام العرب الفرصة، وقد كان أمامهم العديد مثل هذه في الـ 68 سنة الاخيرة، فقد أطلقوا النار علينا من بيوتهم، دنسوا عشرات آلاف القبور في جبل الزيتون، قيدوا صلواتنا في حائط المبكى، طردونا من المدينة وزيفوا تاريخها. كل هذا حدث وسيحدث بصورة أشد اذا قمنا بتقسيم القدس. إن كتب البحث التي تناقش الاخطار العملية لتقسيم القدس قد تمت كتابتها (اكتشاف مهم: كتبت بحثا في الموضوع لصالح «مركز القدس للشؤون العامة»). كما أن هناك برامج موجودة في الادراج لتقسيم المدينة تمت كتابتها في الماضي وتُعاد كتابتها اليوم من جديد. عند الاختيار بين صهيون المحررة والكاملة وبين المعسكر الصهيوني وتوأمه فانني أختار صهيون وحامي أسوارها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قرار كحلون
القرار بيده ويمكنه فرض حكومة وحدة وطنية
بقلم:يوسي بيلين،عن إسرائيل اليوم
المضمونيحاول الكاتب تحليل ما حدث في الانتخابات،وسبب حصد الليكود لعدد اكبر من المقاعد،مما كان متوقعاً،ويقول الكاتب ان نتنياهو حصد مقاعد اكثر على حساب احزاب يمينية صغيرة، ويبقى الحال كما هو عليه،من يقرر رئاسة الحكومة سيكون موشي كحلون)
لقد كان واضحا منذ اسابيع طويلة أن كتلة الوسط ـ يمين وكتلة الوسط ـ يسار ستحظى كل واحدة بـ 55 مقعدا. «المعسكر الصهيوني» والليكود كانا متعادلين في قوتهما. عندما كان أحدهما يتجاوز الآخر كان ذلك دائما على حساب احزاب اخرى من كتلته. كان واضحا أن حزب «كلنا» برئاسة كحلون سيكون حزب المحور بدون صلة بعدد مقاعده، نظرا لأنه بقي الوحيد الذي لم يُبين نواياه من الانضمام إلى هذا المعسكر أو ذاك بعد الانتخابات.
إن نجاح نتنياهو يكمن في حقيقة أنه لم يُهزم (خلافا لاغلبية الاستطلاعات في الاسبوع الماضي). لكن مشكلته الأساسية هي فقدان مقاعد ايلي يشاي، وعدا ذلك لا توجد مفاجآت في نتائج الانتخابات، وقرار كحلون هو الذي سيحسم الانتخابات. قرار الانضمام إلى حكومة برئاسة الليكود من شأنه أن يكون طبيعيا بالنسبة لـ «كلنا»، حيث أن رئيس الحزب ومعظم اعضاء الكنيست الجدد فيه هم اشخاص جاءوا من صفوف الليكود. بصورة عامة من جاء من الصفوف هو الذي اخترق الخطوط، وهو لم يقم بذلك من اجل العودة إلى الصفوف بل من اجل التوجه إلى طريق اخرى.
العودة إلى صفوف الليكود من شأنها أن تُفسر كاعتراف بخطأ ترك الليكود.
الطلب من الجانبين اقامة حكومة وحدة وطنية، والاعلان من البداية أنه اذا رفض أحد الجانبين ذلك فانه سينضم إلى معسكر آخر، هو الطريق الاسهل. هكذا يظهر كحلون كرجل وحدة يكره المشاكسات الزائدة، واذا رفض أحد المعسكرين المشاركة في حكومة الوحدة فسيكون من السهل عليه الشرح لمؤيديه وللجمهور أنه بذل كل ما في استطاعته من اجل وحدة الشعب وأنه «يعاقب» رافضي الوحدة بانضمامه إلى خصومهم. المشكلة هي أن عليه النجاح في أن يفرض على الحزبين اقامة حكومة وحدة وطنية بالتناوب، وعندها سيكون هو الخاسر الحقيقي. في هذا الوضع ليس فقط من الصعب التصديق أنه سيحصل على حقيبة المالية المأمولة، بل لن يكون هناك أي مبرر للحزبين الكبيرين لتبني برنامجه الاقتصادي.
يجدر بكحلون العودة إلى قصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في 1984 عندما فرض عيزر وايزمن على الليكود والمعراخ تشكيل حكومة وحدة وطنية ووجد نفسه في منصب غير مهم، وزيرا للعلوم، بدون أي تأثير في حكومة استندت إلى ائتلاف من 98 عضو كنيست.
الخيار الثالث، حسب رأيي، هو الاكثر جرأة، لكن من شأنه ايضا أن يكون الاكثر جدارة. وهو الارتباط بالمعسكر الصهيوني من خلال أخذ تعهد بأن يتم تبني مباديء برنامجه الاقتصادي من قبل المعسكر الصهيوني. في وضع كهذا ستنشأ فورا «كتلة مانعة» تجبر رئيس الدولة على القاء مهمة تشكيل الحكومة على هرتسوغ، وبعد ذلك يصبح احتمال تشكيل حكومة خسب الشروط المسبقة لكحلون، كبيرا. لن تكون هذه خطوة طبيعية لمن جاء من الليكود، لكن اذا كان قلبه هناك ـ فسيكون ذلك هو الامر الصحيح للقيام به.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
دولتان لشعب واحد
استناداً إلى النتائج فإن هرتسوغ أضاع فرصة هزيمة نتنياهو
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمونيتحدث الكاتب عن المخرج الاسرائيلي للشلل السياسي الذي حدث في الانتخابات، ويقول انه يمكن الخروج من هذا النفق المظلم عن طريق حكومة وحدة بين نتنياهو وهرتسوغ،مع ان الكاتب يرى صعوية في تحقيق مثل هذه الحكومة)
اسرائيل منقسمة. تعادل سياسي مسبب للشلل. يوجد لدينا دولتان لشعب واحد. المخرج الوحيد هو حكومة وحدة بين نتنياهو وهرتسوغ. مشكوك فيه أن الظروف السياسية ستُمكن من اقامة حكومة كهذه. الرئيس ريفلين سيدفع نحو ذلك بقوة. هرتسوغ سيرغب في الانضمام لكن ذلك لن يكون سهلا عليه، ستُستل السكاكين عليه من البيت منذ الصباح. نتنياهو تعهد على مدى الحملة الانتخابية ألا تشكل حكومة كهذه.
التعهدات ليست الجانب القوي لنتنياهو، لكن هناك حدود. شخص ما عليه تربيع هذه الدائرة السحرية، يبدو أنه ريفلين ولست متأكدا من أنه سينجح. في هذه اللحظة توجد لنتنياهو احتمالات أفضل لتشكيل حكومة كهذه. مع الحريديين (الذين ضعفوا جدا) وكحلون وليبرمان وبينيت. حكومة يمين حريدية محدودة ومنعزلة ومتحجرة. حكومة يقف على رأس الجناح اليساري فيها كحلون، لست على يقين أن كحلون سيرغب في الانضمام إلى حكومة كهذه.
إذا من هو الفائز؟ هذا يتعلق من أين نبدأ العد. لقد قام نتنياهو بالركض بسرعة كبيرة جدا في الدورة الاخيرة وعاد من عالم الموتى. لقد افترس كل المعسكر من اجل البقاء. لقد التهم كل مقاعد بينيت وقضم من ليبرمان وقتل ايلي يشاي. كتلة اليمين دفعت ثمنا لكن نتنياهو بقي. طبول الكلام اشتغلت، فقد هب الليكوديون لانقاذ الوطن، وأغلق بيبي فجوة الاربعة مقاعد في اللحظة الاخيرة في نهاية السباق. اذا كانت هذه هي النتائج الحقيقية فان لديه أفضلية مفهومة لكنها هشة جدا على هرتسوغ.
الى جانب هذا علينا ألا ننسى نقطة بداية هذه الحملة: لقد بدأت بتبكير موعد الانتخابات بصورة متعجرفة من نتنياهو. من معرفة الجميع أنه سيكون رئيس الحكومة القادم. ليس له خصم. لكن في الطريق تشوش الامر، بيبي تحطم وتهاوى بسرعة وأصيب بالدوار. بماذا يختلف الوضع الآن عما كان عليه في الفترة السابقة (1999)، لقد نجح في الخروج منها في اللحظة الاخيرة.
المفاتيح لدى اثنين، ليبرمان وكحلون. كحلون هو الذي يُتوج الملوك. أمس تبلور نهائيا المحور بينه وبين ليبرمان. اذا اتحد الاثنان في كتلة واحدة لدى الرئيس فان السماء ستكون حدودهما. أمس كانت اتصالات مكثفة ايضا بين لبيد وكحلون وليبرمان. كان هناك حديث عن كتلة ثلاثية لديها نحو 25 مقعدا. هذا الحديث تلاشى الآن. الحديث الآن كحلون وليبرمان. سيطلبان المالية (كحلون) والدفاع (ليبرمان) مع حقيبة سمينة لـ يوآف غالنت. اذا قال لهم نتنياهو نعم خلال هذه الليلة فقد قُضي الأمر.
لقد اخطأ هرتسوغ أمام مرمى فارغ. فقد وصل إلى فترة تمديد المباراة ووقف ليركل ركلات الجزاء واخطأ في الضربة الاخيرة. في الاسبوع الاخير كان في متناول اليد وبدأ بحياكة البدلات وتشكيل الحكومات. ولكن ثانية الامر يتعلق من أين نبدأ العد. عندما بدأت الحملة لم يكن في الملعب ولم يحسب له أحد حسابا. إن عملية الاتحاد مع لفني كانت الورقة الرابحة التي حولته إلى اللاعب الأساسي. عملية الغاء المناوبة كان من شأنها أن تعطي الدفعة الاخيرة ولكن في نهاية المطاف لم يُفد ذلك.
بالنسبة لهرتسوغ المشاعر مختلطة. صحيح أن العمل لم يحصل منذ فترة طويلة على انجاز كهذا لكن من الجهة الاخرى لو كان للعمل مرشحا معروفا أكثر وكاريزماتي أكثر وهجومي ولديه قوة جسمانية، لكان نتنياهو سيُهزم بالضربة القاضية. نتنياهو وصل إلى الانتخابات وهو مصاب باصابة دائمة، مكروه، مطارد وتقريبا منعزل. كان الامر يحتاج فقط إلى طلقة الرحمة، لكن هرتسوغ لم يعرف كيف يطلقها.
مشاعر مختلطة ايضا لدى لبيد. هو ايضا عاد من القبر، هو الأكثر حماسة في هذه الحملة، وقد دفع ايضا ثمنا باهظا على حربه الندّية في الايام الاخيرة. ما فعله بيبي ببينيت فعله هرتسوغ بلبيد، لكن بصورة أقل تحطيما. لبيد واصل الحرب حتى الرمق الأخير لكن الطاقة السلبية ضد نتنياهو في الوسط ـ يسار لعبت في غير صالحه. الناس أحبوا لبيد وصوتوا لهرتسوغ. لو كان الامر معكوسا وكان لبيد هو من يقف في المقدمة لكان بيبي قد هُزم.
في هذه اللحظة هدف لبيد هو رئاسة المعارضة، وحلمه حكومة مكونة من هرتسوغ ـ نتنياهو. في وضع كهذا يستطيع اعداد نفسه لرئاسة الحكومة في المرة القادمة، لكنا ما زلنا بعيدين عن ذلك.
من استطاع النجاة كما يبدو هو ليبرمان. التحقيق قلص قوته إلى النصف الذي كان يتوقعه. حتى الآن ليس واضحا ما الذي سيفعله ليبرمان. اذا اتحد حقا مع كحلون وحصل على حقيبة الدفاع أو حقيبة اخرى، فهناك امكانية لبقائه.
لكن ليبرمان سياسي غير متوقع، وكل شيء لديه ممكن. كراهيته الشخصية لنتنياهو لم يسبق لها مثيل. بالمناسبة، ليس هو وحده. ايضا كحلون ولبيد ودرعي، كلهم يشاركون بنفس المحبة لنتنياهو. اذا شكل نتنياهو الحكومة فستكون حكومة اعضاؤها لا يطيقون رئيسها لكنهم مضطرون للتجمع حوله، ولن يكون أحد منهم راضيا.
النتائج الأولية التي ظهرت في التلفزيون أمس أعطتنا نتائج اشكالية. إذا حدث تغيير بسيط لمقعد هنا أو هناك فسيدعونا هذا إلى اعادة التفكير من جديد. المعسكرات تقريبا متساوية، والاحزاب تقريبا متساوية والكل يتعلق بتشكيل كتلة مانعة.
في النهاية عندما يتلاشى الدخان ويزول الغبار سنعود إلى افتتاحية المقال. اسرائيل منقسمة بين اليسار واليمين، بين بيبي وضد بيبي، بين التوق إلى الطبيعية والتطلع إلى المناطقية. أو اذا شئتم بين ميري ريغف وميراف ميخائيلي. دولتان، اسلوبان، وجهتا نظر، كلها ابتعدت ثانية. لا توجد نهاية للسيناريوهات. السيناريوهات الممكنة الآن ليست لها نهاية. التقدير في معسكر اليمين هو أن نتنياهو سيشكل بداية تحالف يمين حريدي وبعد ذلك يتوجه إلى هرتسوغ ويطلب منه الانضمام ويعرض عليه حقائب مهمة.
من اجل تشكيل الحكومة يحتاج نتنياهو إلى شيء واحد فقط هو توصية من كحلون لدى الرئيس. ستُمارس ضغوط كبيرة في الايام القادمة على كحلون وستكون من أقوى الضغوط التي مورست في يوم ما على سياسي في اسرائيل. هذا يُذكر بالمناورة النتنة لشمعون بيرس التي فيها تحول عدد من اعضاء الكنيست الحريديين إلى حاملي مفاتيح اسقاط حكومة اليمين لصالح حكومة اليسار. النهاية معروفة.
كحلون أراد تغيير نتنياهو، وحلم بحكومة اجتماعية برئاسة هرتسوغ. ومن اجل حدوث هذا كان كحلون يحتاج إلى مبرر للتغطية. إلى شيء آخر يُمكنه من القول لليمين، بيته السياسي، إنه لم يكن هناك خيار. هذا المبرر كان يمكنه أن يكون تقدم هرتسوغ بـ 4 مقاعد في الاستطلاعات. تقدم كهذا كان سيعطي هرتسوغ التفويض من الرئيس، وكان سيبدأ مشاوراته في تشكيل الحكومة ويعرض على كحلون ما يريد، وكان كحلون سينضم.
لكن هذا لم يحدث. لا يوجد تقدم، هرتسوغ لم ينتصر، لقد حصل على التعادل، كله خسارة. ما تبقى هو الحساب. العد يبدأ من التوصيات لدى رئيس الدولة. اذا لم يوصي كحلون بأي شخص لدى الرئيس فيمكن أن يكون لدينا وضع يكون فيه لدى هرتسوغ ونتنياهو عددا مشابها من الموصين. ليبرمان تعهد قبل الانتخابات بأن يوصي على نفسه. في وضع كهذا يكون لنتنياهو 28 مقعدا + 7 شاس و8 بينيت، المجموع 43. يوجد لهرتسوغ هو ولبيد وميرتس. والسؤال هو هل يستطيع تجنيد 8 إلى 9 من المصوتين العرب (القائمة المشتركة باستثناء «بلد»). باختصار، هذا ينقل عبء الاثبات والقرار إلى رؤوبين ريفلين. بكحلون وريفلين يتعلق مصير نتنياهو وهرتسوغ مع أفضلية معروفة لنتنياهو.
الامر الوحيد الذي يكسر التعادل ويغير الفرضيات الأساسية في الوضع الحالي هو حكومة وحدة لبيبي ـ هرتسوغ. في وضع كهذا سيطلب هرتسوغ التناوب، ويُشك أن يحصل على ذلك. نتنياهو تعهد بعدم تشكيل حكومة كهذه. فهو سيوافق على ضم هرتسوغ كشريك أخير وليس شريكا أولا. على هرتسوغ أن يتوقع حرب داخلية اذا حاول الزحف مثل اهود باراك من قبل، إلى حكومة نتنياهو.
نعم، هرتسوغ يستطيع نظريا تشكيل الحكومة. هو يحتاج كحلون وربما ليبرمان. كلاهما كان سيأتي لو كان لديهما زيادة بارزة يستندان اليها. لو كان هناك انتصارا، 3 ـ 4 مقاعد، هذا هو المطلوب. هذه المقاعد التي تنقص هرتسوغ موجودة لدى لبيد.
نتنياهو كان قاسيا ومفترسا لدرجة سحب المقاعد من بينيت. هرتسوغ لم يسحبها من لبيد، لقد تردد وتلعثم. صحيح أن هرتسوغ ألغى المناوبة مع لفني، لكنه لفني الجديدة. لقد كان هناك ايضا، لمس ولم ينجح في الأخذ. شاهد الارض الموعودة لكنه لم يدخلها. كما هو معروف كل ما قيل أعلاه صحيح بخصوص نتائج العينات فقط. فالنتائج الحقيقية في الطريق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


يتحدث الكاتب عن العملية الانتخابية في اسرائيل،حيث يشير انه ليس هناك حزب يمكن ان يمنحه الجمهور حزب السلطة،بحيث يحصل على 40-50 مقعد،ما يضطر أي رئيس حكومة الى الدخول في ائتلافات،ما يشكل عدم استقرار في الحكومات، ويشير الكاتب الى امكانية تغيير النظام الانتخابي في اسرائيل)
رد مع اقتباس