• المصالحة ..تلك التي نريدها ونخاف منها!! الرسالة نت د.غازي حمد
• زيت (إسرائيل).. ونار سورية! فلسطين أون لاين هشام منوّر
• ساعة الرمل تنفد !! فبسطين أون لاين محمد خليل مصلح
• اشتباك إعلامي من لا شيء فلسطين أون لاين د.عصام شاور
• هل "فتح" مستعدة لدفع ثمن إنجاز المصالحة؟ أجناد حبيب أبو محفوظ
المصالحة ..تلك التي نريدها ونخاف منها!!
الرسالة نت،،، د.غازي حمد
يبدو أنه كتب علينا الا نرى فرحة المصالحة !! كلما تقدمنا خطوة فوجئنا بحفرة كبيرة وكلما سرت البشرى من جديد كلما فاجأتنا صدمة أشد تحول الفرحة إلى "مأتم" لسبب أو لآخر, وكأن أحدا "عمل لها عمل" من سحر أو شعوذة كي لا تحمل ولا تلد !!, وهكذا تنقلنا- طوال خمس سنين- بين فرحة غامرة وصدمة لاطمة وإحباط متقطع ... دون أن نفهم لماذا يحدث كل هذا ..وهكذا تحولت حياتنا إلى انتظار للمجهول !!
إن المصالحة أضحت كدابة عرجاء هزيلة تصعد بخطى وئيدة متثاقلة على سفح جبل , اللهم يعلم متى تصل , وهل تضل طريقها أم تنقلب على ظهرها من عبء ما تحمل !! .
بدلا من أن تتحول المصالحة إلى بارقة أمل ومستقبل , انقلبت إلى هاجس وخوف , وأصبحت مضغة في أفواه الناس .ورغم الكلمات القوية التي تغازلها وتتغنى بها, صباح مساء, " خيار استراتيجي" ,"واجب وطني" , "مطلب شعبي وضرورة نضالية " ... إلا أنها تبقى شعارا بدون رصيد !! نعم نحن نحب المصالحة ونريدها , لكننا حين نقترب منها نخافها وتنتابنا الكوابيس والهواجس , ويدخل "الشيطان" لينزغ بيننا وليوسوس لنا بان الثمن باهظ والتكلفة كبيرة والاستعجال غير مطلوب والحسابات كثيرة و" الامتيازات" ستضيع و" الحكومة ستفلت" و" المنظمة سيتغير حالها" ,ويتسلط علينا "الوسواس القهري "كي نعيد الجولة بعد الجولة واللقاء بعد اللقاء وتفرخ اللجان لجانا أكثر , ثم نجد أنفسنا نصلي بدون وضوء !!
كلما مضى الزمن كلما فقدت المصالحة بريقها ومصداقيتها, وخسر الجميع من رصيده , وكلما تراجعت القضية وربح الاحتلال .نحن في سباق مع الزمن , ويبدو أن الذين يتجادلون على نصف كأس الماء – الفارغ أو الممتلئ- وجدوا من يشرب الماء خلسة ويبقيهم بلا كأس وبلا ماء !!. المثير انه في الوقت الذي تغرق فيه المصالحة في قيعان من الفشل والتعثر نجد وسائل الإعلام تحفل بصخب يتمحور حول من أفشل المصالحة ومن عرقلها ومن تسبب في وئدها , وعامة الناس لا تريد إرهاق آذانها بحرب إعلامية حول مصالحة غير موجودة .
الأسباب والتخوفات
لقد دخلت المصالحة في هذا النفق , الطويل والممل , لأنها- منذ بدايتها- لم تقم على قواعد صحيحة وسليمة, وقديما قيل (من لم تكن له بداية محرقة فلن تكون له نهاية مشرقة ) , وقامت على تجاذبات وخلافات وصراع وتناقضات لا حصر لها , والأدهى من ذلك أنها لم تقم على قواعد الثقة بقدر ما قامت على قواعد الشك , ومن ثم وأصبحت كمن يرقد في العناية الفائقة ويعيش على التنفس الاصطناعي وتركب له أرجل من خشب !!..صحيح أنها تتحرك لكن ببطء يبعث على الملل ويشعر بالشلل !!, إنها مجرد عملية ترقيعية لخرق يتسع يوما بعد يوم , وليست عملية ممنهجة ومنظمة ومعدة لها بشكل متقن .. إنها لم تعد عملية "وطنية " بقدر ما هي صراع حزبي وفرض إرادات وتعارض مصالح .. إنها مصالحة باتت "ساحة حرب وخصام " في وسائل الإعلام .. وباتت محل قلق وتشكيك في القواعد التنظيمية .. إنها موضوعة " على حرف" تتقلب ما بين الجنة والنار, لذلك لا يمكن لها ان تنجح حتى لو عقدت عشرات اللقاءات والاجتماعات والتقطت لها آلاف الصور المبهرة !! ليس هكذا تصنع المصالحة يا قوم !! وليس هكذا يقرر مصير شعب تقولون عنه انه يستحق منا أكثر , ويستحق منا أن نضعه فوق رؤوسنا .. تحسسوا رؤوسكم جيدا وستعرفون جديدا أين موقع الشعب من المصالحة !!
نحن نجري وراءها ونحاول الإمساك بها وهي تزوغ من بين أيدينا!! ربما لأننا لم نستحقها بعد, لان النيات لم تصفو والإرادات لم تتوفر .
من المهم أن نقف على الأسباب الظاهرة والباطنة التي تحول المصالحة إلى " شبح" غير منظور وأمل غير متوقع.
أولا: ان أحد الأسباب الرئيسة لتعطل وتعثر المصالحة ( وهو كلام قديم مكرر) هو أن العلاقة بين حركتي حماس وفتح كانت -ولا تزال - تقوم على الشك والخوف وتوقع الشر من الطرف الآخر , خصوصا في القواعد , وهذه العلاقة رسخت طوال السنوات الماضية , ولم تنجح اللقاءات "الدافئة" التي جمعت قيادات الحركتين في تخفيفها على الأقل.
أذكياء قالوا : وهل كانت هناك أصلا مصالحة بين حماس وفتح قبل إجراء الانتخابات ؟ الم تكن مظاهر التوتر والاحتقان والشك هي التي حكمت طبيعة هذه العلاقة لعقود ؟ أليس سلوكنا الفلسطيني وتراثنا "المجتمعي " يستند لقاعدة "البقاء للأقوى " وليس لقاعدة التعايش ؟ إذ أن أي فصيل فلسطيني يسيطر على مقاليد الحكم ينزع عموما نحو التفرد , وهذه ثقافة درج عليها الجميع .
أليس من الأولى أن نتخلص من هكذا ثقافة مدمرة حتى نستطيع أن نخلق حالة من التعايش الوطني ؟ .هناك من يرغبون ويعشقون الحديث عن استحالة التعايش وكأن العالم كله يسير على هذه الشاكلة , فيما اللغة السائدة الآن هو البحث عن الائتلافات السياسية والخروج من دائرة الحزب الواحد والتخلص من التعصب الحزبي والقياسات المقدسة .
استغربت كثيرا أنه بعد العودة من لقاءات القاهرة واتفاق الدوحة بدأ التراشق والتلاسن حول من طلب تأجيل تشكيل الحكومة وحاول كل طرف أن يدافع عن نفسه في حين أدرك الناس ان المصالحة لم تتحقق والحكومة لن تشكل , فما الداعي لمثل هذا الجدل الذي لا مبرر له؟
إن ثقافة الشك وغياب الثقة والتخوف من سحب " الامتيازات" و "الانجازات "( هل نتحدث عن انجازات وطن أم انجازات حكومة ؟) من قبل طرف لصالح طرف آخر , ومن توجيه تحول دفة القيادة من طرف لآخر هي القاصمة التي تجعل المصالحة تراوح مكانها ولا تتزحزح الا في إطار الأوراق واللقاءات واللجان , والتي حولت المصالحة الى حصان خشبي أو قطعة من البلاستيك الجامدة الزاهية اللون لكنها فاقدة الروح .
كما أن المراهنات والحسابات المتعجلة على الربيع العربي لا تعني تجميد المصالحة لهدف غير منظور , وكذا المراهنة على إنهاك طرف او خسارته أيضا في حكم الوهم .
مع الأسف أن هناك حسابات خاصة وضيقة تحكم حركة المصالحة على رقعة الشطرنج, وهي غالبا ما تكون حسابات غير منطقية ومحكومة بإطار تنظيمي أكثر منه حساب وطني .
ان القضية الفلسطينية تفقد بريقها وزخمها أمام هجمات الاستيطان وحملات التهويد , فيما نتنازع لأكثر من خمس سنين على قضايا تعتبر هامشية جدا مقارنة بقضايا القدس والاستيطان واللاجئين. ان الحكومة ليست أهم ولا أغلى من الوطن ,وليس منصب رئيس الوزراء أهم من المسجد الأقصى الذي يدمينا حرقة وبكاء ليل نهار , وليست الانتخابات بعصا سحرية تمنحنا سيادة حقيقية وحكومة فعلية في ظل الاحتلال .
كيف مضى نحو 1825 يوما منذ الانقسام دون أن ننجح في حل أزماتنا أو بعضها ؟ هل "استحلت" الفصائل الذهاب للقاهرة والنزول في " سيتي ستار" دون ان تملك قرارا شجاعا أو رؤية واضحة لحل مشكلة الانقسام .. الم يعلموا ان الشارع الفلسطيني يغلي, وقد تعب ومل من الانقسام وتبعاته .. ؟؟ الذين يتحدثون عن انه " آن الأوان للتحرك باتجاه القدس" فانه ينبغي عليهم أن يقولوا قبل ذلك انه "آن الأوان للتحرك تجاه وحدة الصف " حتى لا نتحرك تجاه القدس ونحن موزعون متشاكسون على سبل وطرق شتى ,وربما نضل طريقنا نحو القدس ونذهب باتجاه آخر !! أين هي القدس من الأجندة الوطنية إذا كانت قضايا الحكومة والانتخابات والأجهزة المنية قد "بلعت" كل شيء واستحوذت على تفكيرنا وتدبيرنا؟ لم يتبق للقدس سوى المهرجانات والخطابات والتصريحات الرنانة ..وتلك التي لا تضمن تحريرا ولا تحريكا !!
ثانيا :فقدان الإدارة الصحيحة لمعالجة قضايا الحوار : إن الحوار لم يقم منذ بدايته على أسس الإدارة السليمة التي تكفل ان يتم ترتيب وتنظيم الحوار بطريقة تفضي الى تحقيق نتائج ملموسة ..هكذا هي الحالة الفلسطينية التي تتسم دوما بالتقلب والمزاجية وعدم الانتظام في مسلسل متراكم من النتائج والمعطيات , كما أنها حالة " قصيرة النفس" سرعان ما تصل إلى القمة وسرعان ما تهبط إلى القاع. لقد مرت المصالحة بفترات مد وجزر حتى لم نعد نعرف كيف سينتهي هذا المشوار الطويل .
ان ترتيب أوراق المصالحة وتنظيم شئونها ووضع سلم الأولويات والإعداد المسبق للقاءات بشكل متقن ضرورة لإنجاح الحوار, حتى نتجنب "الطفرات" التي أرهقتنا كثيرا . هناك حاجة ملحة لإيجاد "سكرتاريا" تقوم على ضبط عملية المصالحة والحفاظ على مسارها من التشعب والتشتت وكذلك ضمان الاستمرار والمتابعة .
ان "تنقيط " المصالحة في أفواهنا العطشى لن تروي ظمأنا , وان " تقسيطها " على سنوات لا تريحنا بقدر ما تسرق منا الثقة بها .
ثالثا : من المفترض ألا تكون المصالحة لصالح طرف على اخر , اذ أنها – وبمفهوم الشراكة – تقوم على إعادة صياغة نظام سياسي جديد ضمن الإطار الوطني الجامع , لهذا فان الذين يتخوفون من المصالحة ويضعون علامات التعجب والاستفهام والقلق من المستقبل إنما يتوهمون أمورا ليست قائمة ويتخوفون من "أشباح" ليست موجودة .
إن الرابح الأكبر من المصالحة هو الوطن والقضية , وليس هناك طرف خاسر بتاتا ( إلا إذا ربط البعض الخسارة بمنجزات او امتيازات عابرة ). على سبيل المثال," حماس " أحوج ما تكون الى المصالحة بسبب أنها أكثر الأطراف تضررا من الانقسام , فهي التي عانت من العزلة السياسية والحصار الاقتصادي وفقدت كل مؤسساتها وقدرتها التنظيمية في الضفة الغربية وتحملت عبء توفير مقومات الحياة في قطاع غزة بكد ومشقة وغرقت في المشاكل اليومية لغزة من رواتب وكهرباء ووقود وأدوية ...الخ . ان حماس بحاجة لان تعيد تنظيم وترتيب أمورها وعلاقاتها العربية والإسلامية من خلال بوابة المصالحة لأنه لا يوجد بديل آخر .. لا يمكن لحماس إن تستمر في حكم قطاع غزة لوحدها الى الأبد , ولا يمكن ان تظل مرهقة بقضايا تصرفها عن هدفها ومسئوليتها الرئيسة وهي تحرير الوطن . صحيح ان قيادة حماس مقتنعة جدا بضرورة المصالحة وقدمت مرونة كبيرة لإنجاحها , غير ان ثقتها بفتح مهزوزة الى حد كبير ويغلب عليها الشك أكثر , كما ان قواعدها بحاجة الى ثقافة جديدة تنفض عنها غبار الخوف والشك وتزرع فيها ثقافة التعايش والانفتاح . ان حماس حركة قوية ببنيتها التنظيمية والعسكرية ووجودها الشعبي وبالتالي لا مكان للخوف من الإقصاء او شطب وجودها حتى لو تولى من ولى رئاسة الوزراء أو مناصب الحكومة , فهذه المناصب ليست هي التي تحدد قوتك او شعبيتك بين الناس . الحكومة إذا استمرت لشهر أو عشرة فإنها تمضي ويأتي غيرها . المهم هو الحفاظ على الرصيد " الوطني " والشعبي " لأنه أهم بكثير من الرصيد الحكومي .
كما أن هناك في "فتح" من تساوره الشكوك والقلق من المصالحة , ويعتقدون ان دخول حماس منظمة التحرير او مشاركتها في السلطة "ستقلب الأمور رأسا على عقب" .. وهي كلها أوهام لا محل لها من الإعراب .
لسنا بحاجة الى معارك ومساجلات إعلامية تملأ الدنيا صخبا وضجيجا .. نريد أن نعمل بصمت ودون استعراض للعضلات او اصطياد للأخطاء ..في نهاية المطاف نريد مصالحة حقيقية , لا أكثر ولا اقل .
أقولها بوضوح : ليس من مصلحة فتح أن تكون حماس ضعيفة ومحاصرة , ولا من مصلحة حماس ان تكون فتح مفككة ومنقسمة على نفسها , لأن من شان هذا أن يكلف أحدهما عبئا أكبر ومسئولية تجاه الوطن فوق طاقته . ان كل طرف يجب أن يعمل على تقوية الآخر ضمن الثوابت والمصالح الوطنية , لان معادلة شطب الآخر أو تجاهله أضحت مستحيلة
نحن بحاجة الى ان تكون المصالحة معافاة قوية خالية من الأمراض والعيوب ..خالية من ميكروبات الشك ..صافية من الانجازات والامتيازات العابرة , وغنية بامتيازات و" فيتامينات" الوطن .. لا نريد مصالحة عوجاء شوهاء عرجاء , مثقلة بأمراض مزمنة وبأحمال مرهقة . دعوا هذه الفتاة الجميلة تطل علينا ببهائها وصبحها الندي المعطر ... لا تدعوها يتيمة هائمة تخطفها الذئاب وتعوي عليها الوحوش .. امنحوها " اكسير الحياة " وضخوا فيها دم الوطن وامنحوها الدفء والشمس حتى تنمو وتقف على سوقها ... "حرام " ان تموت هذه الفتاة الجميلة يتيمة شريدة طريدة دون أن تجد مأوى بعد تشرد دام خمس سنوات .. كونوا ككافل اليتيم حتى تكونوا رفقاء " محمد " ( صلى الله عليه وسلم ) في الجنة .
زيت (إسرائيل).. ونار سورية!
فلسطين أون لاين،،، هشام منوّر
بعد طول صمت وتخبط إعلامي وسياسي "متعمد" فيما يبدو، جاء تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان ليكسر حاجز الصمت والتكتم والنأي بالنفس عن الأزمة في سورية، على الرغم من العداء التاريخي بين البلدين، واحتلال (إسرائيل) لمرتفعات الجولان الإستراتيجية لأكثر من أربعة عقود، بما قد يعنيه ذلك ويفرضه من ضرورة وأهمية اتخاذ موقف واضح وصريح ومحدد من الأزمة السورية، لكن "الدهاء الإسرائيلي" وربما "التردد" في استشراف مستقبل المنطقة بعد حراك الربيع العربي، هو ما دفع (إسرائيل) إلى التردد طويلاً ومراراً أمام اتخاذ أي موقف أو إصدار أي تصريح.
وزير الخارجية الإسرائيلي (الروسي) الأصل، والمحسوب على شريحة المهاجرين الروس في (إسرائيل)، عرض المساهمة في "الجهود الدولية الرامية لتوفير مساعدات إنسانية لسوريا دون تدخل مباشر في الصراع الدائر هناك"، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء.
ووصف ليبرمان ما يقوم به النظام في سورية من ممارسات بأنها "مفزعة أكثر من أسوأ أفلام الرعب في هوليوود"، ودعا إلى القيام بمزيد من الجهود العالمية لوضع حد للعنف. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان أن (إسرائيل) اقترحت تقديم مساعدات لسوريا عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفي لغة لا تخلو من تهكم وتباك على مأساة الشعب السوري، اعتبر ليبرمان أن عجز المجتمع الدولي عن وقف إراقة الدماء في سوريا، يشكك في مدى إمكانية اعتماد (إسرائيل)على وعود الدعم الخارجي، وأنه "إذا كان العالم أجمع لا يستطيع وضع حد للمذبحة المروعة وإراقة الدماء، فما قيمة جميع وعود المجتمع الدولي ل(إسرائيل) بأنه سيضمن أمننا؟."
ردة فعل الكتاب والنخب العربية جاءت "منفعلة" و"ارتجالية" في كثير منها، ووجد فيها طرفا النزاع في سوريا وأنصارهما فسحة لتقاذف الاتهامات وكيل الشتائم، واعتبار أن الطرف الآخر مسؤول عن هذه التصريحات ودليل على إدانته، واعتبر بعض الكتاب عرض (إسرائيل) "مسموماً" وفرصة للتدخل بالشأن السوري، وتلويث أي جهد خارجي لإيجاد حل للأزمة في سوريا.
لست هنا في معرض الانحياز إلى فريق دون آخر، أو الدفاع عن وجهة نظره وتحميل الطرف الآخر مسؤولية تصريحات ليبرمان، فهذا شأن ليس مكانه الآن، كما أنني لست معنياً بكيل الشتائم للسيد ليبرمان، بل أقول له بكل بساطة: شكر الله سعيكم!
الزيت الإسرائيلي المغلف بورق ملطخ بدماء أطفال غزة، وحواجز الضفة، وأمعاء أسرى الاعتقال الإداري، لا يمكن لشعب عرف عنه استضافة الشعب الفلسطيني وإكرامه له بذات ما يتمتع به من حقوق، وتبنيه للقضية الفلسطينية ونصرته لها، سواء كان شعباً أو نظاماً، أن يقبل به أحد في سورية أو أن يتمرغ في أوحاله، وهو يدري حقيقة التباكي الإسرائيلي على الدماء السورية المسفوكة، وأنها لا تعدو كونها دموع تمساح غض بإحدى لقيمات فريسته ليس إلا!؟
صحيح أنه ما كان لليبرمان أن يدعو إلى تقديم مساعدات للسوريين لولا العجز الدولي الحالي عن إيجاد حل جذري للأزمة، إلا أن رائحة الاستغلال الخبيث لمكونات الأزمة من خلال إبراز مدى عجز المجتمع الدولي عن إيقاف شلال الدم السوري، بما يثبت عجزه مستقبلاً عن إيقاف الخطر النووي الإيراني، بحسب زعمه، ومحاولة صب الزيت على النار التزاماً منه دون أن يدري ربما، بالآية القرآنية: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله)، لن يزيد الشعب السوري والأزمة في بلاد الشام الغارقة في تاريخ التسامح والحضارة الإنسانية، إلا قوة ووعياً وانتفاضاً في وجه الأعداء المتربصين.
ألون ليئيل، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، عقّب على دعوة ليبرمان لتقديم المساعدات إلى سورية بما يبين الغاية من هذا "العرض" المسموم بالقول: "إنه مهما فعل النظام في سورية لاسترجاع الجولان، فإننا بعد المجازر التي ارتكبها لا يمكن أن نتفاوض معه على ذلك"، وكأن ما يحدث في سورية مبرر لاحتفاظ المحتل بما اغتصبه خلال سنوات خلت؟
بل إن حجم التآمر الإسرائيلي والاستغلال للأزمة السورية يتضح من خلال إصرار (ليئيل) على تقديم ملاذ آمن "مؤقت" للسوريين الهاربين من سفك الدماء هناك في الجولان حصراً؟ في إيحاء لأهمية هذه القطعة الغالية على قلب كل مواطن سوري في الأزمة الراهنة، وإذكاء للسجال حول العرض المقدم من قبل جميع الأطراف، بما يزيد من اشتعال الأزمة ولا يتيح أي فرصة لتبريد الأجواء أو إطفاء الأزمة التي شغلت العالم بأسره.
ساعة الرمل تنفد !!
فبسطين أون لاين،،، محمد خليل مصلح
يدرك كل من أوباما و نتنياهو أن إيران ليست سوريا ولا العراق الذي دمرت (إسرائيل) مفاعليهما النوويين ، وأن التخوف والقلق الأمريكيين من حكومة اليمين الصهيونية في (إسرائيل) وطريقة الاستعراض التي يمارسها نتنياهو وليبرمان تأتي في سياق توظيف الحدث السنوي لاجتماع اللوبي الأقوى في الولايات المتحدة والداعم ل(إسرائيل) وسياسات نتنياهو.
المحللون الإسرائيليون والمحافل الرسمية في (إسرائيل) ينتابها الذعر من التطورات في المنطقة التطورات السياسية ما زالت في بداياتها ولم تتضح معالمها الثورية في المنطقة في طبيعة الحكم والتوجهات السياسية والفكرية والتطور الاخر والخطير والذي تراه حكومة اليمين الصهيوني الملف النووي الإيراني والذي يدفع به نتنياهو في المقدمة والأولوية ل (إسرائيل) والمخرج لحكومة نتنياهو للهروب من استحقاقات المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ؛ نتنياهو سعى في لقائه مع اوباما ان يشطب من جدول الاعمال الملفات والقضايا الداخلية والخارجية باستثناء الملف النووي الإيراني والامتيازات التي ستقدمها الولايات المتحدة ثمنا للموافقة على خطة الادارة الامريكية في معالجة ملف إيران النووي والخطر الذي يشكله على الكيان الصهيوني ؛ نتنياهو يوظف الحدث الأول اجتماع الايبك والآخر الانتخابات الأمريكية للرئاسة ومادة الدعاية التي شكلت العمود الفقري للتنافس داخل الحزب الجمهوري والذي اعتمد على الطريقة التي يعالج بها الرئيس الأمريكي الحالي أوباما ملف إيران النووي والدعم الاستراتيجي ل(إسرائيل) .
لا شك أن أوباما ما زال يتمتع بقدرة على المناورة واللغة الذكية التي تحدث بها مع الايبك وفي اللقاء مع نتنياهو وشيمعون بيرس ؛ أوباما الرئيس يفهم معادلة توازن المصالح للدولتين وأن الخطوط الحمر التي تطالب بها (إسرائيل) تطالبها أمريكيا الالتزام بها وهي الحذر من تدمير مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ؛ الحديث عن الحروب غير مبرر ولا حاجة له للإدارة الامريكية ؛ تداعيات الحرب ماثلة في ذهن وعقل الادارة الامريكية الحالية ؛ صحيفة "معاريف" العبرية قالت إن تخوفا كبيرا يسود الأوساط الأمنية والسياسية في الولايات المتحدة من أن محور دمشق - طهران سيشعل الشرق الأوسط في حال تعرض هذا التحالف للاهتزاز أو خطر السقوط " .
ساعة الرمل تنفد بالنسبة لنتنياهو ؛ هل سينجح نتنياهو بجر العالم وإدارة أوباما للخروج للحرب ضد إيران ؟ تصاعدت التهديدات الإسرائيلية بحيث خطت كل المساحات الإعلامية ؛ نتنياهو قبل مقابلة اوباما قال: من حق (إسرائيل) أن تدافع عن وجودها كدولة ذات سيادة وهو ما أعاد الحديث عنه ليبرمان والوزير ساعار في مقابلة إذاعية إنه إذا ما اعتقدنا فعلا بأننا نتعرض لخطر من دولة تدعو علنا إلى القضاء على (إسرائيل) وتتزود بأسلحة نووية فمن حقنا منع تحقيق مثل هذا السيناريو .. وإن احتمال توجيه ضربة لإيران وارد بمحض إعلان (إسرائيل) أنه من حقها الدفاع عن نفسها بنفسها " .
بالرغم مما التزمت به الإدارات الامريكية للحزبين من الدفاع عن المصالح الإسرائيلية وحماية وجودها وتأمين التفوق العسكري على مجموع الدول العربية المعادية ل(إسرائيل) إلا أن العقلية الإسرائيلية الجاحدة لا ترى في ذلك كفاية وهي تطلب حق الدفاع بنفسها ما يعني في الحقيقة امتلاك إمكانيات عسكرية غير متوفر في الترسانة الإسرائيلية وهي فقط لدى الولايات المتحدة ؛ وهو الثمن الذي يطالب نتنياهو أوباما أن يقدمه ل(إسرائيل) للالتزام بعدم توريط إدارة اوباما في حرب في الشرق الأوسط ؛ أفي شلايم ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة (أوكسفورد) البريطانية ، يطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، بالتصدي لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وصفها بـ "المدمرة " في الشرق الأوسط .. ووصف شلايم - في مقال له نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية يوم الاثنين 5/3/2012 وأوردتها على موقعها الإلكتروني - نتنياهو بأنه شخص "محب للحروب " ورافض للاعتراف بالحقوق الفلسطينية ، كما أنه يختار الحلول المتطرفة.. ويخطئ من يظن أن نتنياهو هو الوحيد الذي يمتلك هذه الصفات في (إسرائيل) ، بل أن الإسرائيليين في حد ذاتهم عبارة عن مجموعة من الناس تجمعهم رؤية خاطئة عن الماضي وكراهية لجيرانهم العرب خصوصا الفلسطينيين " .
اشتباك إعلامي من لا شيء
فلسطين أون لاين،،، د.عصام شاور
إذا كنت قيادياً من الصف الأول في حركتي فتح أو حماس، أو كنت ناطقا إعلاميا رسميا لدى إحداها، أو مخولا بشكل ما للتواصل مع الجمهور فكلنا آذان صاغية لما ستدلي به من معلومات وتصريحات حول ما يستجد في شؤون المصالحة، ولكننا لن نفتح آذاننا لكل من هب ودب، أو حتى لمن يستغل شهرته كـ"قيادي" أو كونه من أصحاب المناصب السابقة ومن المقربين جدا من القيادات الحالية حتى لا نضيع في متاهات تصريحاته التي تكون منقوصة حينا فتربكنا ومكذوبة أحيانا فتشبكنا، والشعب لا ينقصه من يزيد الطين بلة.
أفقنا بالأمس على صوت اشتباك (إعلامي) ما بين متدخل " محسوب" على حماس وآخر على فتح، فالأول يؤكد أن السيد الرئيس محمود عباس سيشكل الحكومة خلال أسبوعين وظننا أنه أصبح مستشارا له للثقة التي تحدث بها، أما الرد من الطرف الآخر فكان أشد وأقسى(على المستمعين) حيث نفى تلك التصريحات ولم يسكت بل أضاف بأن تشكيل الحكومة سيعلق إلى أن تسمح حكومة غزة للجنة الانتخابات في غزة بالعمل، ولست أدري إلى أين امتد تأثير هذا الاشتباك حتى كتابة هذه السطور؟ ولكنني متأكد بأن النتيجة ستكون سلبية وستزيد الساحة الداخلية غليانا إذا ما استحسنت بعض القيادات تلك الأفكار التي ولدتها التصريحات الارتجالية وتبنتها بشكل رسمي.
لو سألنا المتحدثين غير المرغوب في أحاديثهم، عما يفيده اختلاق شرط جديد لتشكيل الحكومة أو أن الرئيس سيشكل حكومته خلال أسبوعين،وما إذا كانت مثل تلك المعلومات ستبعث الأمل في نفوس الجماهير التي أرهقها انقطاع التيار الكهربائي رغم طمأنتها بأن الكهرباء ستأتي خلال ثلاثة أيام أو حتى ساعات، والحمد لله أن أحدا لم يجرؤ على قول " أنا سآتيكم بها قبل أن يرتد إليكم طرفكم"، فمعلومة مشكوك في صحتها أو إمكانية تطبيقها لا تلزم شعبنا وخاصة في هذه الأوقات.
في الختام نذكر بضرورة تقديم مصالح الشعب على المصالحة الحزبية والشخصية، والابتعاد عن الاجتهادات الفردية الضارة حتى لو كانت بواعثها حميدة والنوايا خالصة،ولا بأس بأن نفكر مئة مرة قبل أن نخوض فيما لا يعنينا مرة.
هل "فتح" مستعدة لدفع ثمن إنجاز المصالحة؟
أجناد،،، حبيب أبو محفوظ
تراشق الاتهامات بين حركتي فتح وحماس، حول الطرف المتسبب في تعطيل اتفاق الدوحة، وبالتالي تأخير تنفيذ المصالحة الفلسطينية، كشف عن أزمة حقيقة يعيشها الفرقاء الفلسطينيون، ويؤكد بأن المصالحة لا زالت تدور في دائرة مغلقة، يصعب الخروج منها، وهي بحاجة إلى إرادة حقيقة تدفع نحو إنهاء ملف الإنفصال الفلسطيني وإلى الأبد، الأمر الذي لم يتشكل عند بعض القيادات بعد.
حماس قدمت كل شيء بالدوحة، في سبيل إنجاز المصالحة، من خلال موافقة رئيسها خالد مشعل على تولي عباس منصب رئيس الوزراء، وبعد التوقيع بأسبوعين أمام أمير قطر يتراجع عباس عما أتفق عليه، ليعلن استعداده التراجع عن إعلان الدوحة، بحجة أن الحركتين "فتح وحماس" فشلتا بالتوصل لتفاهمات التنفيذ!.
في المقابل لا يبدو الاحتلال الصهيوني غائباً عن تفاهمات حماس وفتح، ويبدو مراقباً جيداً لما يجري خلف الكواليس، إذ أعلن اليوم أنه لن يسمح بإجراء الانتخابات في كلٍ من القدس المحتلة، والضفة الغربية، إذا ما كانت حماس طرفاً في هذه الانتخابات، ما يفتح الباب واسعاً أمام العديد من التساؤلات الهامة، حول موقف السلطة الفلسطينية بعد الآن من أي اتفاقات تسوية مستقبلية مع الاحتلال، والأخير يضع العراقيل في وجه أي مصالحة، أو مصلحةٍ فلسطينية.
كما يطرح تساؤلاً حول الحصول على ضمانات لإجراء الانتخابات في كل الضفة الغربية والقدس، وفي حال تمت هذه الانتخابات من يضمن نزاهتها بعد ذلك، في ظل ما تعانيه الضفة من قمع للحريات، واستمرارٍ للاعتقالات.
فلسطينياً الكل يعلن أنه يريد المصالحة، والكل يريد إنهاء الانقسام، لكن الواقع يقول أن حركة فتح ما تزال تقطع طريق المصالحة بخطوات بطيئة ومتثاقلة، وهي تتقدم خطوةً وتتأخر اثنتين، في ظل حساباتها الدولية والإقليمية والصهيونية، حول النتائج المتوقعة إذا ما تمت المصالحة ووصلت إلى حدودها القصوى، والمطلوب هنا أن تتحول المصالحة إلى هدف بحد ذاته، بعيداً كل البعد عن أي ضغوطٍ أو حسابات فصائلية، فالوطن فوق الجميع.
على هذه الأرضية الواضحة، من المفترض أن تكون المصالحة الفلسطينية، العامل الفاعل والمؤثر في الوضع الإقليمي والدولي، وليس العكس، بمعنى أن تدفع المصالحة جميع الأطراف العربية والدولية لأخذ دورها في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، لا سيما في أعقد قضاياهم وأكثرها أهمية، وأعني هنا قضية القدس التي بات تهويدها مجرد وقت، والمطلوب فلسطينياً تطوير وتقوية الوضع الفلسطيني، من خلال ترتيب البيت الفلسطيني، وإنجاز ملفات الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية.
وقبل هذا وذاك، إنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، وليكن ذلك كله على قاعدة التوافق وعدم الاستئثار بالقرار الفلسطيني، ليصبح المنطلق العام لدى جميع الفصائل الهم الوطني الفلسطيني دون غيره، فمن غير المعقول أن نتحدث عن إجراءات تنفيذية على الأرض، في الوقت الذي لم تتشكل فيه رؤية واضحة لدى بعض الفرقاء الفلسطينيين حول أهمية تنفيذ بنود المصالحة!.
مع فشل ملف المفاوضات، عن جدارة واستحقاق، لم يتبق لدى حركة فتح، سوى العودة إلى الحضن الفلسطيني، والقفز من مربع التنازلات المريرة للاحتلال الصهيوني، إلى تقديم التنازل أمام الفصائل الفلسطينية كافة، والعمل على خلق بديل آخر غير المرسوم سابقاً، من خلال تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بمفهوم وأدوات فلسطينية خالصة، وعليه يجب التخلص من مسار التسوية إلى الأبد، لصالح خيارات جديدة تستند إلى الثوابت الوطنية، وتوفر صمام أمان طويل الأمد، لاستمرارٍ أطول للمصالحة.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس