في هـــــــــــــــــــــــــذا الملف....

حديث القدس: منطق نتانياهو

بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس

مسلسل المصالحة بعد مسلسل الانقسام

بقلم: محمد الريماوي عن جريدة القدس

عندما يترجل عميد المناضلين...

بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الايام

المال في حركة فتح

بقلم: د. صبري صيدم عن الحياة الجديدة

في فقه الخلاف الفلسطيني!

بقلم: يحيى باح عن الحياة الجديدة

في الدوحة: مؤتمر لدعم القدس...أم لدعم قطر...!!!

بقلم:عماد عفانة عن وكالة معا

حديث القدس: منطق نتانياهو

بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس

في خطابه امام المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس في الدوحة، وصف الرئيس محمود عباس ما يجري في المدينة وصفا واقعيا بدون اية مبالغة او تجاوز للحقيقة، حين قال ان اسرائيل تنفذ المعركة الاخيرة في حربها الهادفة لازالة الطابع الاسلامي والمسيحي للقدس، كما شرح ما تقوم به اسرائيل من اجراءات يومية متكررة ومحاولات لا تتوقف لتهويد المدينة سواء ما هو على سطح الارض او تحتها، وآخر تلك الممارسات هو المحاولات المستمرة التي يقوم بها متطرفون يهود لاقتحام المسجد الاقصى والحرم القدسي الشريف بكامله تحت سمع وحراسة الشرطة وتبريرات بالقول ان ذلك ليس سوى "زيارات بريئة".

ولا تخفي اسرائيل نواياها ولا اهدافها، بل تعلنها بكل صراحة ووضوح حين تؤكد ان المدينة عاصمة ابدية لها وللشعب اليهودي عموما، وتحاصرها بالاستيطان ومصادرة الارض وهدم البيوت وتهجير السكان وتؤكد انها خارج اية محادثات او تفاوض.

وهذه المعلومات التي اعلنها الرئيس ابو مازن في الدوحة ليست سرا ولا اكتشافا وانما هي حقائق يدركها الجميع في كل انحاء العالم والمؤسسات الدولية العاملة في الاراضي المحتلة حسب تقاريرها الرسمية المعلنة.

وفوق هذا كله فان الرئيس ابو مازن يؤكد استمرار تمسكه بالتفاوض وسيلة للحل وبالمقاومة الشعبية السلمية بعيدا عن اية مقاومة مسلحة او انتفاضة ثالثة، وقد ارفق القول بالفعل دائما، وكانت لقاءات عمان الأخيرة اكبر برهان على هذا النهج الذي يقوده ابو مازن. وللحقيقة ايضا، فان كثيرين يعارضون الرئيس ابو مازن من بين الفلسطينيين انفسهم بسبب هذا التمسك القوي بالتفاوض والحل السياسي.

في هذه الحالة والمواقف، يخرج علينا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو بتصريحات بعيدة عن اي منطق ومجافية لكل المفاهيم السلمية، ويدعي بأن الرئيس ابو مازن كان في خطابه المذكور تحريضيا وان لا أساس اطلاقا لتصريحاته التي تبعث على الازدراء حسب زعمه. ولم يقل لنا اين خالف ابو مازن الحقائق والواقع وما الذي يستحق الازدراء كلام ابو مازن ام منطق نتانياهو الذي يتسم بالتزوير وتجاهل ما يجري فعليا على الارض وتقوم به حكومته نفسها باشراف وتخطيط منه ومن حزبه، على تنفيذه.

لقد وصلت وقاحة المنطق ذروتها لدى نتانياهو ووصلت الغطرسة قمتها في محاولته الفاشلة لقلب الحقائق ولا سيما ان المجتمع الدولي بأكمله يعرف تماما ما الذي يجري، ويدرك تماما من هو الطرف المعطل لعملية السلام.

وان كان من كلمة اخيرة، فاننا نأمل ترجمة ما سمعناه من المتحدثين في الدوحة، الى أفعال وواقع لمواجهة هذا المنطق وهذه الغطرسة العمياء التي يحاول نتانياهو تسويقها، وحتى لا تظل القدس تغرق بين مساعي التهويد والخطابات والشعارات الجوفاء.

مسلسل المصالحة بعد مسلسل الانقسام

بقلم: محمد الريماوي عن جريدة القدس

يتواصل لقاء قيادات فلسطينية في الدوحة والقاهرة لهدف معلن، هو إبرام أو تتويج المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وينشط الرئيس محمود عباس وخالد مشعل في عقد هذه اللقاءات بينهما . وقد مضت أشهر عدة على بدء هذه اللقاءات، وما أشاعته من تفاؤل إعلامي، غير أن هناك القليل من النتائج الملموسة لهذه التطورات على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة..

فباستثناء الإفراج عن أعداد قليلة من المعتقلين لدى الجهتين ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، فإن من المستبعد في الأمد المنظور رؤية توحدهما في سلطة واحدة، رغم الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة محمود عباس .

أما في غزة فتنفرد حماس بالحكم وتراقب الفصائل الأخرى في حركاتها وسكناتها وتحدد ما هو مسموح، وما هو محظور على هذه الفصائل، والأمر نفسه ينسحب على الهيئات والمؤسسات الأهلية التي تشكو من التقييد والتضييق . وتجد الحركة سنداً لها في كتلة حماس النيابية، أما القضاء في القطاع فلا يقترب من هذه المسائل “الحساسة” . وفي السياق نفسه فإن خالد مشعل العازم على إخلاء موقعه القيادي، كما ردد غير مرة، هو من يتولى وضع ترتيبات المصالحة باسم حركة حماس، مع تباينات غير خافية مع القياديين موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار.

لا يعود غريباً أمام ذلك، أن لا تثير أخبار المصالحة كبير اهتمام في الشارع الفلسطيني، وإن كان الرأي العام يرى بالطبع أن المصالحة أفضل من الانقسام . ومبعث الحفاوة المحدودة أن هذه التطورات تحدث بغير حضور يُذكر للقضية الوطنية الأساسية، المتمثلة في تحسين شروط الصراع مع الخصم .

فقلما يصدر تصريح، أو يتم التعبير عن موقف يتعلق بمجريات الصراع عقب لقاءات القادة، وكأن المصالحة تتم بعيداً عن بيئة الصراع الوطني مع الاحتلال، أو كأن التفاهم بين فتح وحماس هو غاية المنى والأرب، وهو كافٍ من تلقائه لاستعادة الحقوق..

يضاف إلى ذلك أن خطوات المصالحة تتم بالدرجة الأولى على أساس المحاصصة الفئوية بين حماس وفتح، فيتم السعي إلى حل معضلة الانقسام باللجوء إلى توزيع مغانم الاقتسام بينهما . صحيح أن هناك مشاركة رمزية للفصائل في مباحثات المصالحة، كما كان الأمر لدى توقيع ما عرف بإعلان الدوحة وقبل ذلك في المباحثات الماراثونية في القاهرة، غير أن الأمر لا يبتعد كثيراً عن وضع بقية المنظمات أمام الأمر الواقع..

وعلاوة على ما تقدم فإن الطرفين - حماس وفتح - يشددان في غير مناسبة ومحفل، على تمسك كل منهما برؤاه السياسية، القيادة الفلسطينية تتحدث عن النشاط الدبلوماسي في الأمم المتحدة وعن الاستعداد الدائم المشروط أحياناً للتفاوض، وحماس تتحدث عن المقاومة التي تجري ممارستها أحياناً والتحذير من اللجوء إليها في مرات أخرى، ومنع الآخرين من مزاولتها في مناسبات مختلفة، وهو ما يثير التساؤل عن جدوى السعي إلى تشكيل حكومة وفاقية، مع استمرار التباعد السياسي بين الفريقين الأساسيين اللذين سيتوليان أمر تشكيل الحكومة العتيدة .

كل ما سبق لا يعني الاعتراض على خيار المصالحة، بل يرمي إلى استنهاض الهمم لإسباغ معنى ودينامية على هذه العملية التي تأخر الإقدام عليها، وطال التباحث الثنائي بشأنها حتى تحول الأمر إلى مسلسل طويل .

ولا شك الآن أن العكوف على إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها كما قضى بذلك إعلان الدوحة، سيفتح الباب حُكماً أمام حوارات نشطة بمشاركة واسعة تتعدى الفصيلين الكبيرين، إلى بقية الفصائل والهيئات والشخصيات المستقلة، وبما يسهم في بلورة رؤى مشتركة للمرحلة المقبلة . فالطرف الآخر وهو الجانب الإسرائيلي، ثابت على منهجه التوسعي الاستيطاني وعلى مواصلة التنكيل الجماعي بالشعب الرازح تحت الاحتلال، ولا تنفك دوائره الإعلامية تتحدث عن دفن حل الدولتين، والسعي إلى وضع الجانب الفلسطيني أمام الأمر الواقع وخلف جدار الضم والتوسع الذي أقيم في عمق الضفة الغربية المحتلة .

والطرف الدولي منغمس في المزايدات بين مرشحي الرئاسة والطرف العربي إما منغمس في موجة الربيع، وإما التصدي لهذه الموجة ووقف تفاعلاتها داخل حدوده، مع تراجع ملحوظ لوهج القضية الفلسطينية.

المصالحة جيدة، لكن بشرط التصالح مع طموح الشعب إلى التحرر من ربقة الاحتلال، ولممارسة ضغوط جدية وممنهجة على المحتلين.

عندما يترجل عميد المناضلين...

بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الايام

"تلقى أمرا خطيا من قيادات "جيش الإنقاذ" بسحب مواقعه العسكرية الواقعة شمال سور القدس، إلى داخل السور في البلدة القديمة، رفض ابوغربية أمر الانسحاب، واستمر صامدا مع مقاتليه يقاتلون خارج السور إلى ان وصل الجيش الاردني". من يدري ففي الحروب تلعب القيادات الميدانية دورا حاسما واحيانا تتجاوز التفاهمات والقرارات السياسية المتوافق عليها. قالوا في تعليقهم على هذه المأثرة : إن هذه الواقعة أخرت احتلال القدس الشرقية 20 عاما". وقال أبو غربية : لا عشت إن أخليت أرضك للعدى/ يا قدسنا يا أقدس البلدان.

أخيرا ترجل الفارس المقدام، عميد المناضلين الفلسطينيين، بعد ستة وتسعين عاما، قضى معظمها في معمعان النضال باحثا عن حرية شعبه. نشأ في كنف عائلة منغمسة في النضال، فقد وعي على استشهاد عمه وشقيقيه على يد قوات الانتداب البريطاني والهاجاناة الصهيونية.هكذا تفتح منذ نعومة اظافره على ثورة شعبه ونهل الثورة من والده وأسرته المكافحة، ومن النخبة الثورية أمثال عز الدين القسام الذي كان صديقا لشقيقه، ومن أساتذة ينتمون للفكر القومي كعارف البديري ومحمود الكرمي ووصفي عنبتاوي وحسن عرفات.

لم ينتظر بهجت ابو غربية طويلا قبل أن يؤسس تنظيم " الحرية" الذي ضم نخبة من الشبان الثوريين كان على رأسهم ولم يبلغ بعد الثامنة عشرة عاما. بدأت هذه المجموعات بمقاومة الانتداب البريطاني والتغلغل الصهيوني على أرض فلسطين، وشاركت في ثورة 36 الشهيرة. ولكن مع تصاعد واستشراس حرب السيطرة الصهيونية على فلسطين سارع تنظيم الحرية بالانضمام "لجيش الجهاد المقدس" الذي يقوده عبد القادر الحسيني. وظل مركزمقاومة هذه المجموعات في مدينة القدس، المدينة التي ترعرع فيها بهجت ابو غربية وأحبها وانبرى في الدفاع عنها.

نفذت مجموعات ابو غربية عمليات نوعية تحت راية جيش الجهاد وشارك ابو غربية في معارك القدس وبخاصة معركة القسطل الشهيرة التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني، وساهم في الدفاع عن المدينة وفي وقف التغلغل الصهيوني كما هو مبين في المقدمة. أصيب المقاوم العنيد ابو غربية اكثر من خمس مرات بجراح ولم يأبه للمخاطر. وكان شعاره " نار العدو تصيبني في مقتل / قبل الشفاء أعود للميدان .

انتمى ابو غربية طوال مرحلة ما قبل النكبة للمدرسة الوطنية التي تبنت فكرا يدمج مقاومة المشروع الصهيوني بحاضنته الامبريالية البريطانية، خلافا للموقف الرسمي الذي اتبعته قيادة الحركة الوطنية والمتمثل بتحييد الانتداب البريطاني. وانتمى للفكر القومي بعد لقاء له مع ميشيل عفلق في فلسطين، وسرعان ما ارتقى الى صف القيادة الأولى في حزب البعث. وخاض نضالات سياسية ونقابية وبرلمانية في الضفة الغربية وفي الاردن، تعرض إثرها للاعتقال والنفي إلى " الشوبك" في شرق الاردن. وكان وفيا للفكر القومي عندما جمد نشاطه في إطار حزب البعث بعد انفصال سورية عن مصر وفشل تجربة الوحدة بين البلدين، معتبرا أن الانفصال بتشجيع من حزب البعث يتناقض مع الفكر القومي الذي تحتل الوحدة العربية مركزه.

لم يهدأ ابو غربية ولم ينتظر المنقذين من الخارج ، فكان من المأسسين الأوائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وجيش التحرير، وقوات التحرير الشعبية، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للمنظمة ثلاث مرات، وكان عضوا في المجلس المركزي وفي المجلس الوطني، وأشغل تلك المراكز بحيوية كان معارضا أتقن فن الوحدة والصراع، وقد ترك بصماته على القرار الوطني الفلسطيني. عندما ذهبت المنظمة الى مدريد واعترفت بالقرار 242 قدم استقالته من المنظمة واختار سياسة المعارضة من خارج الأطر الرسمية.

المبادئ ظلت هي الناظم والبوصلة لهذا المناضل التاريخي الكبير، ولكوكبة من أترابه المناضلين أمثال أحمد الشقيري، جورج حبش، صبحي غوشة وغيرهم. والمباديء تقول أن فلسطين التاريخية هي وطن الشعب الفلسطيني التي لا يمكن التراجع او المساومة عليها، وكان هذا يعني عدم الاعتراف بإسرائيل ضمن اي حدود.

عندما التقيته في عمان طرحت عليه هذا السؤال : السياسة تعني موازين قوى وعلاقات دولية، وإذا أردت أن تحقق للشعب إنجازات ومكاسب وحقوق نسبية، إذا أردت أن تعزز صمود الشعب ولا تسمح بشطبه من الخريطة كيف ستقلع بالمركب الفلسطيني من دون حلفاء وبالقفز عن الشرعية الدولية والقانون الدولي؟ أجاب بهدوء : من قال لك أن طريق التنازلات سيعطي الشعب جزءا من حقوقه، أنا لا أرى غير عملية إضعاف متدرجة ستؤدي الى الشطب. لم اقتنع في ذلك الوقت، لكن سياسة حكومة نتنياهو الراهنة المسكوت عنها دوليا، تضفي نوعا من الوجاهة على استشراف ابو غربية المبكر.

استخرج ابو غربية من ذاكرته الوطنية المتدفقة بالحكايات الكثير وبدأ في تدوين التجربة النضالية فصدر له الجزء الاول من مذكراته بعنوان "في خضم النضال العربي" عام 1993 ، وصدر الجزء الثاني بعنوان" من النكبة إلى الانتفاضة" عام 2004 . عملان من أهم الأعمال التي تستحق قراءة الاجيال الجديدة، فهي مليئة بالخبرة والدروس وعناصر القوة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني.

مآثر ابو غربية الوطنية ومناقبيته العسكرية انعكست على حياته الشخصية. فقد اعتمد مبدأ الاعتماد على الذات، كان مدرسا ومديرا للمدرسة الابراهيمية في مدينة القدس، علم تلاميذه الوطنية وتحمل المسؤولية، يقول حميد أحد تلاميذه في الستينات : كان ابو غربية شجاعا ينقد الانظمة ومواقفها دون تردد ، علمنا الوطنية والاندفاع والجرأة.

وكان شديدا في مجال التحصيل العلمي اعتقادا منه ان سلاح العلم هو من أهم الاسلحة بالنسبة للفلسطينيين. وكان نزيها في تعامله يضيف حميد، عندما عرف أن ابي وعمي من رفاقه الحزبيين، تشدد معي اكثر فأكثر". أسس ابو غربية شركة التوفيق للطباعة والنشر في عمان واعتمد عليها في العيش. كان يرفض الدعم الخارجي والاعتماد على الغير.

طوال قرن ظل سيفه خارج غمده، لم يغادر الخندق، وظل قامة وطنية سامقة، طوال قرن من الصراع من اجل حرية فلسطين. ترك بصماته القوية على الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، وكان قوة مثال ملهمة، في قاعة الشهداء بمخيم الدهيشة استقبل الشبان كلمات التأبين التي تحدثت عن تجربة الفقيد باهتمام لافت، وصلت الرسالة، وفي رام الله منح الفقيد وسام القدس. الفارس العنيد المقدام يترجل وتظل مدرسته الوطنية عامرة مشرعة الابواب.

المال في حركة فتح

بقلم: د. صبري صيدم عن الحياة الجديدة

شكل المال في حياة حركة فتح تاريخيا شريان حياة رئيسيا بالنسبة لها وفرصة مستمرة لمنظمة التحرير الفلسطينية برمتها للعمل والصمود والبقاء. وبقي الحصول عليه بالنسبة للقيادة الفلسطينية أمرا غاية في الأهمية وذلك لتمكين المؤسسة الوطنية من العيش والقدرة على تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني دونما ابتذال للذات حيثما أمكن وحتما دونما تجيير أو تدجين للقرار السياسي الوطني الحر. فإن تمكنت الحركة من توفير المال قبل قيام السلطة الفلسطينية فإن الكل الفلسطيني الحليف كان يتمكن من استمرار عمله وتأدية واجباته من خلال العديد من الفصائل التي بقيت قادرة على الحضور والعمل.

ومع تغير الوضع السياسي فقد تغير وفي مرحلة ما الحديث عن المال من وسيلة للبقاء إلى وسيلة تشويهية طالت حركة فتح والسلطة الوطنية بحيث تولد الشعور في الشارع الفلسطيني والعالمي بأن الفساد والمال باتا لصيقي فتح وبعض فصائل العمل الوطني. ورغم وجود قدر كبير من التجني والاختلاق إلا أن محاولات ترتيب إدارة المال لم تلق كثيرا من التقدير والتسويق كما لقيت قصص الفساد خاصة من باب الترويج الذي قاده بعض المانحين في اجتماعاتهم العامة والخاصة لأغراض سياسية دونما أن ننكر وجود بعض الملاحظات هنا وهناك.

وعندما ذهبت حركة فتح نحو مؤتمرها السادس فقد حملت معها كثيرا من الهموم التي ربطت بينها وبين المال التجاري وقصص الثراء والمال الموظف سياسيا وغيرها. لكن الحركة ومع أنها تجنبت في كثير من الأحيان الحديث عن المال وحاولت حلحلة أمورها بل علاجها بشكل صامت ومسؤول متى استطاعت إلا أن عيون الرقباء والمتابعين بقيت تتلمس كل الخطى وتتحسس مواطن التغيير.

ورغم إنشاء المفوضية المالية للحركة بصورة أكثر فاعلية وإعادة تشكيل لجنة الرقابة المالية وفقا لنظام الحركة واتخاذ الخطوات الكفيلة لضبط المال واستئناف تسديد اشتراكات أبناء الحركة والسعي لحصر الأملاك المتناثرة في أصقاع العالم إلا أن الحركة لم تغادرها أنظار جماهير المتتبعين لعملها وأدائها المالي مع أن مال الحركة بات شحيحا ينتظر الدعم والمساندة من مصادر مختلفة.

فهي إذا كانت وستبقى وستستمر في بقائها تحت مجاهر الرقباء لأنها مكون رئيس من مكونات العمل التحرري كما ستبقى فصائل أخرى أيضا، خاصة بعد نتائج الانقسام اللئيم تحت مجهر المتابعين فصائليا وداخليا وخارجيا من حيث المال والإنفاق.

فالمال والسياسة أمران متلازمان ومتواصلان ويحتاجان للاهتمام والمتابعة بشكل كبير ودقيق وإن تطلب الأمر أحيانا تطويرا مهما لآليات غير تقليدية في تحقيق سبل المكاشفة الداخلية وسبل الصرف وتقديم التقارير وحتى تطوير النظم المالية للأطر حسب اختصاصها. فالحديث في تطوير التعامل مع المال ليس أمرا معيبا أو مخيفا وهو ليس كفرا وليس تشكيكا بل هو مساحة متطورة للنهوض بسبل تناول المال ضمن مسيرة الضبط والتغيير والتطوير وضمن توفير البيئة الخصبة لقناعة الكادر بسداد اشتراكاته والتزاماته.

لقد شكل المال والسياسة في فلسطين وتلازمهما محورا لاهتمام الجميع خاصة في ظل التقلبات والتطورات والتغيرات التي صاحبت ورافقت مسيرة الثورة الفلسطينية فبات الموقف السياسي لصيق القدرة المالية بل منصة هائلة لتجبر المانحين أحيانا ومحاولة تحكمهم في الإدارة أو التأثير على الشأن والقرار الوطني أحيانا أخرى. لذا فإن تحقيق الاستدامة الفصائلية أيضا أمر مهم .. فالمال كما يقال يعادل الروح، فروح المسيرة الوطنية لا تكمن في أداء سلطتها الوطنية فحسب بل أيضا في نجاعة الأداء المالي لفصائلها بما فيهم حركة فتح.

في فقه الخلاف الفلسطيني!

بقلم: يحيى باح عن الحياة الجديدة

حتى لو لم يعترف أحد من قيادات حركة حماس بوجود خلاف سياسي كبير بين مجموعات وتيارات الحركة، فإن هذا لن يغير من الأمر شيئا، لماذا؟ لأن الخلاف داخل حماس أصبح مكشوفا ومرئيا وملموسا من قبل كل الناس في غزة والضفة وفي المنفى أيضا! ولأن الخلاف أمر طبيعي – بل إن غير الطبيعي هو أن لا يحدث هذا الخلاف – بسبب التحولات السياسية الكبرى التي تعصف بالمنطقة، فأين هي جبهة المقاومة والممانعة؟ وأين هو ذلك الادعاء القديم بوجود برنامجين سياسيين لا يلتقيان في فلسطين والمنطقة، برنامج المقاومة وبرنامج الاستسلام؟ وأين هي مراكز الاستناد الإقليمية التي كان يتكئ عليها البعض؟ لقد تحولت إلى أثر بعد عين! وهل هناك امكانية ولو ضئيلة جدا لتعتمد حركة حماس على شرعية أخرى غير الشرعية الفلسطينية، لتكون جزءا فاعلا ومهما منها؟

إذاً، فالخلاف موجود داخل حماس، اعترف من اعترف وأنكر من أنكر! والخلاف له أسبابه الموضوعية على قاعدة هذه التحولات السياسية الكبرى! والفرز موجود وحقيقي وضروري بين الحرس القديم والحرس الجديد، بين من يتشبث بصورة عقلية لا معطيات لها في الواقع، وبين من يقرأ الواقع كما هو بشجاعة عالية، وعقل منفتح، وطموح مشروع!

و الحقيقة البسيطة التي يجب أن يعرفها الجميع، أن موضوع الخلاف المعلن الآن من قبل البعض حول تولي الأخ الرئيس أبو مازن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية المكونة من شخصيات مستقلة، هو موضوع وهمي تماما ومختلق، لأن حركة حماس في اجتماع الدوحة الأخير هي التي اقترحت على الأخ الرئيس أن يتولى رئاسة الحكومة، حلا للإشكال المستعصي منذ شهور على اختيار من يتولى هذه الحكومة، وقد قبل الأخ الرئيس على مضض، وبشرط أن تكون الفترة الزمنية أقصر ما يمكن، وأن تذهب بنا هذه الحكومة إلى الانتخابات مباشرة التي نعيد من خلالها ترتيب وضبط النظام السياسي الفلسطيني.

الخلاف موجود، والخلاف له أسبابه الموضوعية، والخلاف له اطرافه الذين يعرفهم الجميع، والسؤال هو:

هل ينضج هذا الخلاف ويحسم داخل الأطر الشرعية لحركة حماس وهي المكتب السياسي ومجلس الشورى، أم يذهب هذا الخلاف إلى هاوية الانقلاب، وتداعيات الانقلاب، ومآسي الانقلاب؟

نحن في حركة فتح التي تسمح هيكليتها التنظيمية باحتواء الخلافات مهما كانت كبيرة، عانينا كثيرا من الخلافات التي جنحت إلى الانشقاقات، والتي صنعها الأعداء والخصوم في الجسد الفلسطيني، ونريد من كل قلوبنا أن يحسم هذا الخلاف الحمساوي داخل الأطر الشرعية لحركة حماس!

فهذه مصلحة وطنية فلسطينية عليا، وخاصة أن الطرف الذي يعلن عداءه الصارخ للمصالحة، ورفضه القاطع لها، وتهديداته الهستيرية ضدها، ليس طرفا عربيا، وليس طرفا إسلاميا، بل إنه الطرف الإسرائيلي الذي يحتلنا بعربدة القوة في الضفة وفي غزة! وبالتالي فإن الذهاب إلى الانقلاب، معناه بكل وضوح الذهاب إلى الاصطفاف مع الرغبات المعلنة جدا للطرف الإسرائيلي، والمتمثلة في وضع فيتو ضد المصالحة! وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ النضال الفلسطيني، فحتى روابط القرى لم تجرؤ حينها أن تتساوق مع الرغبات السياسية الإسرائيلية إلى هذا الحد!

وأعتقد أن نتنياهو الذي هدد المصالحة الفلسطينية علنا، ووصف خطاب الرئيس أبو مازن في افتتاح مؤتمر الدوحة الدولي لدعم القدس، بأنه خطاب تحريضي، لمجرد أن الأخ الرئيس سرد وقائع السلوك الإسرائيلي التي يعرفها الجميع، والتي عليها شهود من كافة أطراف المجتمع الدولي! نتنياهو سيكون أسعد الناس بأن يخرج الخلاف داخل حركة حماس خارج الأطر الشرعية، وأن يذهب هذا الخلاف إلى منحدرات الانقلاب.

إننا ندعو جميع الأطراف في حركة حماس، بمن فيهم الذين يعادون المصالحة ويريدون بقاء الانقسام ويجنحون إلى الانقلاب، ندعوهم أن يحتكموا إلى مؤسسات حركة حماس الشرعية، إلى المكتب السياسي ومجلس الشورى، ومن يعتقد أن انفجار الخلاف خارج الأطر الشرعية يفيده بأي شيء، فهو واهم أشد الوهم، ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي جاثم فوق الأرض وفوق أعناقنا، وواقف على الأبواب، شديد الرغبة في أن يرى دماءنا تسفك بأيدينا، وأن يرى أشلاءنا تمزق بأيدينا، وأن يرى قطاع غزة ينزلق خارج المسارات الفلسطينية إلى الصحراء.

الأخ العزيز الدكتور أحمد يوسف، وهو من قيادات حركة حماس وعقولها المضيئة، بشرنا بأن حكومة الوحدة الوطنية ربما يتأخر تشكيلها أسبوعين أو ثلاثة، ولكن لا بديل عن تشكيلها مثلما جرى عليه الاتفاق في القاهرة والدوحة، من شخصيات فلسطينية مستقلة برئاسة الأخ الرئيس، وأنه لا بديل عن المضي قدما في المصالحة مهما كلف الأمر.

هذه بشرى طيبة، ونحن نثق أن المصالحة ستنتصر في نهاية المطاف، وأن الأطر الشرعية لحركة حماس هي التي ستقول الكلمة الأخيرة، وليس أهل الشطحات المجنونة، ولا أهل الطموحات غير المشروعة ولا المنكفئون على أحقادهم ومصالحهم الضيقة ومخاوفهم السوداء من المستقبل التي لا يعرف أحد سواهم أسبابها الحقيقة، فهؤلاء قد يعيقون القافلة للحظات، وقد يفسدون العرس الفلسطيني للحظات، ولكن طريق المصالحة الفلسطينية سيبقى سالكا رغم كل الألغام والحفر ورغم كل المتربصين.

في الدوحة: مؤتمر لدعم القدس...أم لدعم قطر...!!!

بقلم:عماد عفانة عن وكالة معا

رغم أننا وكما يقال في زمن الربيع العربي، ورغم سقوط هالات وزعامات وقامات عربية كبيرة، ورغم هذا التحول في العالم العربي باتجاه ارتفاع سقف مطالب الأمة باتجاه استعادة حقوقها المسلوبة، إلا أن ما شهدناه في قطر من مؤتمر لدعم القدس بالأمس لم يخرج عما طالما شهدناه في العواصم العربية طوال عقود العار الماضية..!!

غني عن القول أننا في زمن الثورة العربية قامت دولة قطر إمبراطورية المال والسياسة أغنى دولة في العالم 2011م قامت بدور بارز بل ولافت بل وتجاوز أدوار دول عظمى باتجاه دعم الثورات العربية بدءا بتونس ومصر عبر تسخير الجزيرة لكل طاقاتها الإعلامية لدعم الثورة فيهما، ومرورا بليبيا التي تخطى الدعم القطري للثورة فيها الدعم الإعلامي نحو الدعم العسكري والمالي ،،،

وفيما تلطفت قطر وجزيرتها في الثورة اليمنية حرصا على مشاعر المملكة السعودية، فان الدوحة تذهب بعيدا بعيدا في دعم الثورة السورية إلى حد التجييش العسكري في سبيل إسقاط النظام فيها.

ذلك أن مشاهد حمامات الدماء التي ساهمت الجزيرة في تأجيجها في الشام ربما تجرح مشاعر أمير قطر، الذي لم ربما لم يرى كل الدماء التي نزفت في باحات الأقصى خلال المذابح التي يصعب حصرها والتي ارتكبت على أيدي قوات العدو المحتل في القدس وفلسطين..!!

إذا كانت الحرية لا تتجزأ، وإذا لم يكن للحقوق لون ولا جنس، وإذا لم يكن للاحتلال أيا كان وأينما كان اسم آخر، فهل يمكن لنا نستوعب أن تقوم قطر الداعم الرئيس للربيع العربي بتنظيم مؤتمر لدعم القدس فقط لإسماع الأمة وثوار القدس بعض الخطابات الممجوجة التي طالما سمعناها على مدار عقود ماضية..!!

وهل يمكن لنا أن نصدق أن قطر بما لها من وزن وثقل وقدرة وقوة على الإقناع والتحشيد ستكتفي من مؤتمر دعم القدس بمجرد الخروج بقرار الذهاب إلى مجلس الأمن لتشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات الصهيونية للقدس.!!

كيف لنا في زمن الديمقراطية والحرية وزمن المعلومات بل وفي زمن ربيع العلم والمعرفة أن قطر بل والأمة بأسرها لا تعلم أن العدو الصهيوني يقوم وعلى مدار أكثر من أربعين عاما بانتهاك حرمة كل حبة رمل وكل حجر خطا عليه صحابة رسول الله والمجاهدون الأبرار في سبيل تحرير مسرى رسول الله وتطهيره من أيدي الغاصبين..!!

أم أن الأمة بقيادة قطر ربما استفاقت من غفوتها على طرقات الربيع العربي لتجد القدس محتلة فأرادت أن تبدأ المشوار من الصفر بداية بمجلس الأمن وقرارات مجلس الأمن وفيتو مجلس الأمن، وكأننا لم نشبع قرارات ولم نرتوي خطابات ولم نتجشأ بطراً من تنكر العدو المحتل لمجلس الأمن.!!

غير أن بعض المتشائمين والمشككين في الدور القطري العروبي والوطني قد يقولون: كيف لنا أم نصدق بحسن النوايا القطرية تجاه قضية الأمة قضية القدس علما أن قطر:

- تحرص على علاقات تحالف إستراتيجية مع كيان العدو لدرجة حضورها الدائم لمؤتمر هرتسيليا لدهاقنة الصهاينة الذين يتآمرون للحفاظ على أمن وسلامة ومستقبل "إسرائيل".

- تقيم علاقات تجارية وسياسية مع "إسرائيل" لدرجة فتح مكاتب لها في الدوحة، ولدرجة استقبالها لثعلب "إسرائيل" شمعون بيرس وتنزهه برعاية أميرها في أسواق وشوارع الدوحة..!!.

- أن قطر تعترف "باسرائيل" وبالقدس عامة لها بدليل عرضها لخريطة فلسطين في دورة الألعاب العربية لا تظهر فيها سوى جزيرتان منفصلتان تعبران عن الضفة وغزة دون القدس..!!

أن قطر التي تقوم بما سبق من تحالف مع عدو القدس لن تقوم بدعم الثورة في القدس على حليفها الاستراتيجي..!!

و أن المؤتمر أراد سحب زمام المبادرة من ثوار القدس الذين يواجهون العدو بلحمهم ودمهم وأرواحهم التي نذروها دفاعا عن قبلة الأمة الأولى، ليضعها مرة أخرى في دهاليز وأروقة مجلس الأمن .!!

أن قطر أرادت من المؤتمر ليس تأمين دعم للقدس بقدر تأمين دعم لقطر وتشريف لدور قطر ونفوذ قطر، وأرادت من المؤتمر تطهير دور قطر من الاتهامات التي تحيط بها من كل جانب أنها تنفذ أجندات ومخططات أمريكية صهيونية لإسقاط أنظمة ممانعة وإعادة تقسيم المنطقة.

لكن في ذات الوقت فان آخرين يقولون لا تظلموا قطر ولا تشوهوا الدور القطري ، ألا تروم أن أحدا من أنظمة الأمة لم يتحرك باتجاه دعم القدس سوى قطر..!!

ألا ترون أن قطر تقدم الدعم للمصالحة وتعقد اتفاقه على أراضيها..!!

ألا ترون أن قطر تتحرك باتجاه دعم غزة وصمود غزة وتتبرع باعمار غزة الأمر الذي لم يقدم عليه أحد من الأنظمة العربية..!!

وبغض النظر عما يقوله هؤلاء وأولئك، فان للقدس وثوارها قول آخر:

القدس لم تعد بحاجة لمزيد من تجشؤ الخطابات الممجوجة.

القدس لن ينصفها مجلس الأمن وقرارات مجلس الأمن ولن يعيد طهرها إلا سواعد المجاهدين.

القدس بحاجة إلى جهود الأمة للتجييش باتجاه تحرير القدس

القدس تطالب قطر وكما تجيش باتجاه اسقاط النظام في دمشق أن تقوم بالتجييش باتجاه انقاذ سكان وحرائر ومقدسات الأمة في القدس.

بلغ عمر جرح القدس النازف من العمر عتيا، وآن للامة وأنظمتها التي تدعي الثورية والوقوف إلى جانب الأحرار والتي تقشعر من مناظر الدماء النازفة، أن تعمل على تحشيد كافة الطاقات والجهود باتجاه تحرير مسرى رسول الله.

القدس تطالب الأمة التي تطالب بتسليح ثوار سوريا بالعمل على تسليح ثوار القدس لأنهم الأقدر على تحريرها من الجيوش العربية المكبلة من أيدي الغاصبين

علما أن عدو القدس واضح وليس بحاجة إلى تعريف

وموقع فلسطين والقدس واضح على الخريطة وليس بحاجة إلى دليل

والطريق للوصول إليها ليس بحاجة لا إلى قرارات ولا تصاريح، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة...فهل من مجيب..!!


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً