القدس وتحريم زيارتها
بقلم: راجح أبو عصب عن صحيفة القدس
القدس زهرة المدائن ومهوى أفئدة المؤمنين في كل أنحاء العالم وهي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وجذورنا متجذرة فيها فنحن –الفلسطينيين- أحفاد الكنعانيين الذين وفدوا الى هذه المدينة المقدسة منذ آلاف السنين وأقاموا فيها حضارة عريقة كتبت في صفحات التاريخ بأحرف النور وهي مسرى رسولنا الكرم محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه وهي أرض المحشر والمنشر وهي مهد الرسالات السماوية وموطن الأنبياء ومتنزل تنزل الأنبياء عليهم السلام وهي المدينة التي قدسها الله سبحانه وتعالى وهي البيت المقدس التي تسلم مفاتيحها الخليفة الثاني العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بطريرك المدينة المقدسة وهي تحتضن المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين كما تحتضن كنيسة القيامة حيث قام فيها السيد المسيح عليه السلام وهي المدينة المقدسة والأثرية والتاريخية فكل شارع من شوارعها وكل حي من أحيائها وكل حارة من حاراتها وكل بناء من أبنيتها يروي بعضا من تاريخ هذه المدينة المقدسة العابق بالأمجاد والذكريات.
والمدينة المقدسة أرض السلام والمحبة وهي لب النزاع ومفتاح السلام ولا سلام بدونها والفلسطينيون قادة وشعبا والعرب كلهم بل ودول العالم كلها ترفض الإجراءات ضدها كما يرفض العالم كله الخطوات غير المناسبة الجديدة لها والفلسطينيون لن يبرموا سلاما مع اسرائيل لا يقوم على اساس حل الدولتين.
وقد سعت اسرائيل منذ الخامس من حزيران عام 1967 الى فرض سياستها وقد اتبعت سياسة التضييق على المواطنين العرب لحملهم على النزوح عن القدس وخاصة البلدة القديمة منها والاقامة خارجها ولم تسمح للمواطنين المقدسيين باقامة مشاريع سكنية تلبي النمو الطبيعي لهؤلاء السكان فالحصول على رخصة بناء من بلدية القدس يكاد يكون مستحيلا أو أشبه بمعجزة كما أن سياسة هدم المنازل التي يضطر المقدسيون لبنائها دون ترخيص جعلت آلافا من تلك المنازل أثرا بعد عين وأصبح المواطنون الفلسطينيون لا يستطيعون دخول المدينة ولا يقدرون على الوصول الى أماكنهم المقدسة من مساجد وكنائس لاقامة الصلوات وأداء العبادات فيها.
وهكذا تتسارع هذه السياسات التوسعية في القدس وهكذا غدا المقدسيون أقلية في مدينتهم وهكذا أصبح المقدسيون غير قادرين على العيش بهذا الضيق ويجب أن يسارع العرب الذين يملكون الأموال الطائلة والمليارات من الدولارات الى دعم المقدسيين وتثبيتهم في مدينتهم وأرضهم واقامة المشاريع التي تحافظ على الطابع العربي لهذه المدينة المقدسة وتبعد عنها الأخطار الجسيمة وأن يفوا بالالتزامات المالية التي يلتزمون بها للسلطة الفلسطينية وأنه لمن المعيب والمحزن أن معظم ميزانية السلطة تأتي من الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي تعيش ضائقة مالية بينما الدول النفطية المتخمة خزائنها بالمليارات لا تقدم الا القليل القليل.
ان العرب لا يقدمون للمدينة المقدسة وللمقدسيين الا الدعم الكلامي والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع فلم يقيموا مستشفى واحدا في المدينة المقدسة ولم يقيموا مشاريع سكنية للمقدسيين الذين يعانون ضائقة سكنية قاتلة حيث تنحشر الكثير من العائلات في الغرفة الواحدة حفاظا على الوجود العربي في المدينة –اللهم الا مشروعا واحدا أقامته الامارات العربية المتحدة منذ سنوات عديدة وما زال رغم تلك السنين متعثرا ولم ينجز حتى الآن ،ان يهوديا واحدا في أمريكا وهو مسكوفتش قدم للشعب اليهودي في المدينة المقدسة أضعاف ما قدمته الدول العربية مجتمعة وهو لا يملك معشار معشار ما تملكه تلك الدول العربية.
ورغم أن العرب أمسكوا أيديهم وأغلقوا خزائن أموالهم عن دعم صمود المقدسيين وعن حماية الطابع العربي للمدينة المقدسة فان بعضا من رجال الدين والشيوخ أبى الا أن يزيد من معاناة المقدسيين ورفض الا ان يساهم في الحصار المفروض على القدس ومواطنيها المقدسيين حيث رفض ذلك البعض وفي مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين دعوة الرئيس محمود عباس العرب لزيارة القدس حيث ان هذه الزيارة دعم للمقدسيين ليس الا.
ولم يكتف الشيخ القرضاوي برفض الدعوة لزيارة القدس بل أفتى بتحريمها وأثار بذلك غضب الفلسطينيين قيادة ورجال دين وشعب ورفضوا بشدة هذه الفتوى وقد أتى رجال الدين وفي مقدمتهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ووزير الأوقاف محمد الهباش بأدلة شرعية تثبت بطلان فتوى القرضاوي بل ان الوزير الهباش دعا القرضاوي الى مناظرة بينهما لبيان ان كانت هذه الفتوى كما يدعي القرضاوي لها من الأدلة الشرعية ما يؤيدها ويسندها وقال الوزير الهباش:" ان هذه الفتوى الخاطئة تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فضلا عن انها تقدم وكما قال خدمة مجانية للوجود الاسرائيلي الذي يريد عزل المدينة المقدسة عن محيطها العربي والاسلامي ولا يرغب برؤية أي وجود عربي أو اسلامي في القدس" وأضاف الهباش:ان زيارة المسلمين للقدس حتى وهي تحت السيطرة تتشابه مع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين والأصنام تنتشر بالعشرات داخل الكعبة المشرفة وحولها" وقال:"لم يقل أحدا بأن ذلك كان تطبيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين أو اعتراف بشرعية حكمهم لمكة المكرمة بل كان ذلك تأكيد الحق في المسجد الحرام".
ودعا وزير الأوقاف الهباش كل الذين يفتون بتحريم زيارة القدس الى أن يتقوا الله فيما يقولون وألا يكونوا عونا للمحرضين على زيارة القدس وأهلها المرابطين الذين يتطلعون الى تواصل كل أبناء الأمة معهم لدعم وجودهم وتعزيز بقائهم في مدينتهم.
كما انتقد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية فتوى القرضاوي ووصفها بأنها مواقف سلبية وقال ان القدس وفلسطين أمانة في أعناق العرب والمسلمين وينبغي القيام بواجب حفاظهم على الأماكن المقدسة بكل السبل المتاحة والممكنة وأكد أن زيارة القدس هي دعم انساني للقضية وان كانت السيطرة على المدينة المقدسة ستستمر لأجل طويل...فهل سنمنع من زيارة مقدساتنا الاسلامية؟
وفي ذات السياق فان حركة فتح استهجنت فتوى القرضاوي هذه وقالت ان هذه الفتوى تأتي تساوقا مع السياسة غير الإسلامية الهادفة لعزل المدينة المقدسة والمقدسيين عن محيطهم الفلسطيني والعربي والاسلامي وأضافت أن زيارة المسجد الأقصى كانت وستبقى واجبا على كل مسلم ما استطاع الى ذلك سبيلا وشددت على ما قاله الرئيس عباس في مؤتمر الدوحة لدعم هذه الدعوة.
ان دعوة الرئيس عباس الى زيارة القدس انما جاءت ضمن خطة لدعم صمود القدس والمقدسيين وهي ليست تطبيعا وقد جاءت فتوى القرضاوي هذه بتحريم زيارة القدس بدعة غير مسبوقة اذ لم يسبق أن أفتى أحدا قبله من علماء المسلمين بمثل هذه الفتوى.
ان الشيخ القرضاوي بدلا من أن يفتي بدعم المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة فانه بفتواه هذه يساهم في حصار المقدسيين والتضييق عليهم وعزلهم عن محيطهم الفلسطيني والعربي والاسلامي بل والعالمي وهو يرتكب ذات الخطيئة التي ارتكبها العرب تجاه اخواننا الفلسطينيين الذين تمسكوا بأرضهم داخل الخط الأخضر حيث اتهموهم وقت ذاك بالخيانة وقاطعوهم ثم تبين لهم لاحقا عظمة الجريمة التي ارتكبوها تجاه هؤلاء الصامدين الذين قاطعوهم وعزلوهم.
اننا ندعو القرضاوي الى التراجع عن فتواه هذه وان أصرعليها فاننا ندعوه للاستجابة لدعوة وزير الأوقاف الى مناظرة علنية تبثها الفضائيات العربية وفي مقدمتها قناة الجزيرة التي يتخذها القرضاوي ميدانا لنشر فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان بحيث يراها العرب والمسلمون جميعا وان رفض هذه الدعوة فانه يكون قد حكم ببطلان فتواه هذه وندعو جميع الأشقاء العرب في كل أماكنهم للاستجابة لدعوة الرئيس عباس حيث أن فيها دعما لنا نحن المقدسيين ،،،والله الموفق.
تصعيد عسكري واستيطاني وتجميد كامل لاي تحرك سياسي
بقلم هيئة التحرير عن صحيفة القدس
يبدو ان الحكومة الاسرائيلية ومن ورائها غلاة المتطرفين يعيشون في هذه الايام افضل اوقاتهم واكثرها انسجاما مع تطلعاتهم وما يريدونه، فالاستيطان على اشد حالاته وتهويد القدس على قدم وساق والتصعيد العسكري والاغتيالات في قطاع غزة في مستوى عال وقابل للزيادة، بينما يدخل اي تحرك سياسي او مساع سلمية في حالة تجميد شديد بدون اي فعل او حتى كلمات ومناشدات.
وعلى الرغم من التزام حماس وقادة القوى الاخرى في غزة بالتهدئة فان اسرائيل بادرت الى التصعيد واغتالت عددا من القادة والمبعدين والمواطنين، مما ادى الى تساقط عشرات الصواريخ انطلقت من غزة ضد اهداف في جنوبي اسرائيل. وتنذر الحالة الراهنة بمزيد من التصعيد كذلك.
وعلى المستوى الاستيطاني فان بلدية القدس تقوم بعمليات هدم للمباني، كما انهم يخططون لاقامة مركز سياحي في بركة بالبلدة القديمة وسبعة ابراج في مستوطنة «معاليه ادوميم» و ٥٥ وحدة استيطانية في جبل ابو غنيم. كما واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها على المسيرات السلمية الاسبوعية ضد الجدار والتوسع وزعرنات المستوطنين.
على المستوى السياسي، فان الادارة الاميركية مشغولة بانتخابات الرئاسة والتخويف الاسرائيلي من ايران واحتمالات مهاجمتها، والاتحاد الاوروبي هو الاخر مشغول باوضاعه الاقتصادية المتردية ويتأثر بالخمول السياسي الاميركي، ولهذا فقد طلب البيت الابيض من السلطة الوطنية خفض سقف توقعاتها ازاء اي تحرك سياسي في الامم المتحدة او مؤسساتها الاخرى، على وعد من الرئيس اوباما، بتجديد المساعي السياسية اذا اعيد انتخابه. والامة العربية مشغولة بقضاياها الداخلية والثورات والازمات في بعض دولها.
هكذا تكتمل الصورة ونجد انفسنا في اوضاع لا نحسد عليها من جميع النواحي الخارجية، بينما تشتد ازمتنا الداخلية المالية والاضرابات او التهديد بها، كما تتراجع امكانية تحقيق المصالحة ويتعمق الانقسام ومنطق المتمسكين به.
وهكذا ايضا تبدو الصورة قاتمة في المرحلة الحالية والوقت الحاضر، ولكنها ليست كذلك في المستقبل القريب اي بعد نهاية العام الحالي ، لاسباب عدة من اهمها ان الثورات العربية ستكون قد استقرت، على الارجح وانتقلت من مرحلة الفوضى الثورية والانشغال الداخلي الى ترتيب اولوياتها وسياساتها الخارجية، وستكون القضية الفلسطينية في المقدمة. كما ان الانتخابات الرئاسية الاميركية ستكون قد انتهت وان على الرئيس الجديد ، والاغلب انه اوباما نفسه، التعامل مع قضايا الشرق الاوسط بما تستحقه من اهمية وجدية.
ان الحقيقة الاكيدة التي يحاولون تجاهلها دائما في اسرائيل، هي ان من المستحيل ان تستمر هذه الغطرسة وهذا العمى السياسي وقصر النظر الاستراتيجي، وان السلام الحقيقي والتعاون والعيش المشترك هي الضمان الوحيد للاستقرار والامن سواء طال الزمان ام قصر.
كيف يقبل الفلسطينين تهدئة كهذه ..!
بقلم: هاني العقاد عن وكالة معا
في خطوة متوقعة اقبلت اسرائيل على اختراق التهدئة و استباحة الدم الفلسطيني عندما اغتالت الامين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد البطل زهير القيس "ابو ابراهيم " و المحرر "محمود حنني و اربعة مقاومين اخرين من سرايا القدس ,و بهذا الاستشهاد يكون الشهيد "ابو ابراهيم القيسي" هو الامين الثالث الذي تغتاله اسرائيل , وكعادتها تقدم اسرائيل على الاغتيال للقادة الفلسطينيين في ظل ما يسمي التهدئة و كأن التهدئة اصبحت الفرصة التى تحتاجها اسرائيل لتنفذ عمليات الرصد و الملاحقة و الاغتيال لكافة قادة المقاومة الفلسطينية دون استثناء و كانت اسرائيل قد اخترقت التهدئة اخر مرة قبل أقل من ستة اشهر ,أي اغسطس الماضي عندما اغتالت اسرائيل خمسة مقاومين من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في فلسطين , وكما المرة السابقة لم يتوقف مسلسل القتل الصهيوني اليوم عند هذا الحد بل ارتقي ستة شهداء آخرين بفعل القصف الاسرائيلي الهمجي للعديد من المناطق في غزة و ستستمر اسرائيل في هذا المسلسل التصعيدي لتنفيذ مخططها الحقير لفرض واقع خطير من الاحتلال و القمع و القتل و الانتهاك و على الفلسطينيين القبول بالتهدئة دون شروط .
لم تحترم اسرائيل أي تهدئة منذ ان وافقت الفصائل الفلسطينية على تثبيت التهدئة مع الاحتلال و هذا كان خطأ استراتيجيا لان الفصائل الفلسطينية قبلت بالتهدئة في غزة دون ضمانات دولية ودون كابح حقيقى لسلوك اسرائيل العسكري في غزة , و الجديد اليوم في هذا الاختراق ان اسرائيل تلاحق كافة القيادات الفلسطينية و بالأخص انها تلاحق الاسري المحررين و تقصد اغتيالهم ولا تأبه بأي اتفاقيات او تعهدات قطعتها على نفسها خلال الصفقة التى نفذت و اطلق خلالها سراح الجندي الصهيوني شاليط مقابل الف من الاسري الفلسطينيين , ولم يكن الاتفاق على الصفقة بين حماس وإسرائيل دون وسيط ودون ضامن , فقد كانت مصر الوسيط و الضامن كي لا تخترق اسرائيل أي من شروط الصفقة التى تمت قبل حوالى اربعة شهور من الان إلا انها بدأت في اختراقها منذ ان اعتقلت اسرائيل المحررة الفلسطينية هناء الشلبي و ايداعها المعتقل مرة اخري . .
ان كانت اسرائيل تريد التهدئة فيهى تريدها لصالح مخططاتها الدموية و العسكرية التى تحاول من خلالها القضاء على الكادر العسكري لفصائل المقاومة لإضعافها و تفتيت صفوفها, لأنه بدون تهدئة فان الموقف سيتعقد امام اسرائيل في الملاحقة و التتبع لأي من العسكريين المقاومين ,لذا فان التهدئة في غزة تعنى امرا خطيرا ان قبل بها أي فصيل فلسطيني دون شروط و ضمانات دولية حقيقية و ملزمة , و التهدئة بهذا الشكل تعني ان تكون آلة اسرائيل العسكرية تطال غزة و اجوائها و مناطقها و مقاوميها ومدنيها ,نساء و اطفالا و شيوخ , وان كان الفلسطينين سيقبلوا بأي تهدئة من الان فصاعدا فلابد وان لا تسارع اليها ولا تطلبها دون تدخل دولى ,و بالتالى لا تلتزم بها دون التزام اسرائيلي أمام اطراف دولية محايدة , ولابد للتهدئة ان تلزم اسرائيل بوقف اطلاق النار على أي خطوط تماس مع غزة بحرا او برا او جوا , ولعل وسطاء تثبيت التهدئة الان يدركوا ان أعضاء من المجتمع الدولى لابد وان يشهدوا سريان أي تهدئة مقبلة بضمانات خطيه تجعل من التهدئة نافعة و ضامنة لأرواح الفلسطينيين و ممتلكاتهم و بيوتهم و مزارعهم .
لا يعقل ان يقبل الفلسطينيين بأي تهدئة في الاطار الاقليمي من الان فصاعدا و خاصة تهدئة من هذا النوع الذي تريدها اسرائيل ويطلق فيها العنان لآلة اسرائيل العسكرية تستهدف غزة و ناسها و لا تحترم إسرائيل أي شروط من شروطها , وتبقي اسرائيل بطائراتها الاستطلاعية و الحربية تجوب سماء غزة بحثا عن صيد ثمين لها تنال منه , لذا فان أي تهدئة قادمة لابد وان تتوفر لها عناصر و ضمانات استمرار دولية تحميها من أي اختراق إسرائيلي ,ولا يعقل ان يقبل الفلسطينيين بتهدئة تصفد فيها البنادق المقاومة و تقدم الارواح دون مقابل و يتفرج فيها المقاومين على قذائف الموت الصهيونية و هي تمزق الاجساد البريئة , والمقابل لا يعقل ان يبقي الفلسطينيين منقسمين مشتتين يأكل بعضهم لحم بعض من اجل حكم و جاه تستبيح فيه اسرائيل كل المحرمات و تذبح فيه الفلسطينيين من الوريد الى الوريد ,ومن هنا فقد بات واجبا على الفلسطينيين امام هذه العنجهية و التصعيد الممنهج الاسراع للاصطفاف في خندق واحد و تحت راية واحدة و الاعلان بان الفلسطينيين حكومة واحدة و رئيس واحد و مقاومة واحدة و دم واحد في خطوة تفهمها اسرائيل كما تفهمها و تحسب حسابها على المستوي التطبيقي و الاستراتيجي .
مدارات - أسباب القصف الغاشم
بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة
العدوان الإسرائيلي على غزة، يرمي الى تحقيق مجموعة أهداف قديمة وجديدة. القديم منها، هو تجديد عملية الكيْ بالنار، للوعي الجمعي الفلسطيني، لتذكيره بأهوال ما يمكن أن يلحق به، من أذى وتدمير، في حال التمسك بالمقاومة أو حتى في حال تمنية النفس، بأية مقاومة مستقبلية، إن توافرت شروطها. ويعرف المحتلون أن العالم العربي يمر بمرحلة التشكُّل العسير. وفي بعض أقطاره، هناك بدايات متعثرة، لإعادة بناء الكيانات الوطنية، وبالتالي فإن ردود الأفعال، حتى على مستوى الشجب، ستكون باهتة، على النحو الذي يعمق الإحساس باللا جدوى. وهناك، كما في كل عدوان، غايات ذات صلة بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، في سياق تعظيم المخاطر، لتبرير الخط العقيم والمضطرب، لحكومة نتنياهو اجتماعياً وسياسياً. والمراد، على هذه الصعيد، أن حكومة نتنياهو ذهبت الى تطيير رسالة للجمهور اليهودي، قوامها أن المرحلة والمستقبل القريب، يتطلبان وجود اليمين المتطرف الذي يفرض الأمر الواقع بصفاقة ويردع ويحمي!
أما الهدف الجديد، فهو يتعلق باختبار «حماس» وموقفها وحجم نيرانها المتاحة أو سقفه، في حال اندلعت حرب مع إيران. لكن «حماس» من جانبها، استنكفت عن المشاركة في القصف الجوابي المضاد لسبب تعرفه، مع نتيجة مُفتقد سببها، لأنها لا تعرفه، بل لم يخطر في بالها، اللهم إلا إذا كان الإيرانيون قد نصحوها بعدم كشف حجم نيرانها وسقفه، في معركة «فرعية» يتعمد العدو جرّها اليها.
أما سبب «حماس» المباشر للاستنكاف، فهو إظهار الالتزام بالتهدئة لكي لا تُستهدف. وفي خضم القصف، تعمد المحتلون المعتدون مطالبتها بحزم أشد، حيال الفصائل التي تقصف، بينما هي تصرفت بطريقتها لكي تؤكد على أنها سلطة رسمية، غير معنية بشن الحرب الدفاعية. والمحتلون يحققون من خلال هذا العدوان، أحد أمرين: إما أن يعرفوا تماماً القدرة النارية لحركة «حماس» في حال انجرّت الى قصف مضاد، فيستوعبوا نيرانها ويأخذونها الى مواجهة منفردة في ظروف غير مواتية، وإما أن يعمقوا الإحساس بالعجز، في لحظات الشعور بالقوة نتيجة صعود الإسلاميين في مصر وغيرها. ففي غزة يتحقق الاختبار لفاعلية التعاضد بين الإسلاميين، وهذا هو ما نوّه اليه فهمي هويدي في إحدى مقالاته الأخيرة. وسيكون مفيداً بالنسبة لدولة القوة الغاشمة والعدوان، أن يعرف الفلسطينيون الذين ظلوا يقاتلون وحدهم، أنهم باقون على هذا الحال.
وكان من المفارقات السخيفة، أن يخرج صوت ناطق حمساوي، لا لكي يبرر الامتناع عن المشاركة في الرد على العدوان، بلغة سياسية مقنعة، وإنما لإدانة ما سمّاه «صمت» السلطة والحكومة في رام الله، مع علم القاصي والداني، أن صوت السلطة في الإدانة وعلى صعيد الاتصالات الدولية، كان أعلى من صوت الصامتين في غزة قصفاً جوابياً وشجباً!
وتظل الحقيقة التي تغمر أوقاتنا، هي أن لحمنا وأرواح مواطنينا، ما تزال تحت النار دونما نصير، وأن المحتلين ما زالوا يعربدون، وأن استعادة وحدة الكيان الفلسطيني، هي السبيل الوحيد لبدء عملية التدرج نحو الممانعة الحقيقية وإزالة كل عناصر الغموض والالتباس، في الحال الفلسطيني، وصولاً الى التمكن من الاستمرار في طرح قضيتنا، باعتبارها قضية شعب مظلوم ومستضعف، يتعرض لأعتى ممارسات القتل والبطش، لمجرد أنه يتوخى حقوقه وحريته!
نبض الحياة - أسباب العدوان وسبل مواجهته
بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
منذ عصر أمس الأول واسرائيل تتابع عدوانها البربري على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكل أسلحة الموت والدمار ما ادى الى استشهاد خمسة عشر مواطنا بينهم الشيخ زهير القيسي، أمين عام اللجان الشعبية والأسير المحرر محمود حنني واصابة العشرات بجراح، فضلا عما اوقعه العدوان من خسائر فادحة في الطرق والمنازل بالاضافة لتعطيل حياة المجتمع الغزي، الواقع أساسا تحت الحصار الاسرائيلي الظالم منذ ست سنوات خلت.
المراقب للموقف الاسرائيلي منذ فترة غير بسيطة، لاحظ ان الخطاب السياسي والأمني الاسرائيلي يلوح بالعصا الغليظة، عصا العدوان ضد أبناء القطاع دون أي مبرر سوى فلسفة العدوان الكولونيالية المشبعة بالعنصرية التي تحكم العقلية السياسية الاسرائيلية لاستباحة الحقوق الوطنية الفلسطينية.
مع ذلك إذا ترك المرء الجذر الأساس للعدوانية الاسرائيلية، وحاول استقراء الأسباب الآنية للعدوان الجديد، فإن دوافع العدوان في الآتي:
أولا: جاء العدوان الجديد بعد انتهاء زيارة رئيس حكومة اقصى اليمين الصهيوني الى الولايات المتحدة، التي ذهبت ادارتها الحاكمة الى المبالغة في الاحتفاء بشخص نتنياهو، وعدم مطالبته بأي مواقف ذات صلة بعملية السلام، والتركيز كما شاء على الملف الايراني. ليس هذا فحسب، بل ان اوباما أكد أكثر من مرة أمام «الايباك» يوم الأحد الماضي ولاحقا بعد اللقاء المشترك مع نتنياهو والوفد المرافق له في البيت الأبيض، على ان «اسرائيل دولة مستقلة وذات سيادة، ومن حقها اتخاذ القرار الذي تريد؟!» وهو ما يعني منح العدوانية الاسرائيلية ضوءا أخضر ليس على فلسطين فقط بل وعلى من تريد خاصة ايران، لا سيما ان الادارة الأميركية في عام الانتخابات تحرص على كسب ود «الايباك» والدولة الاسرائيلية على حد سواء للاعتبارات الانتخابية.
ثانيا: أرادت حكومة ائتلاف أقصى اليمين الاسرائيلية الرد على الخطوات الايجابية المحدودة للمصالحة، بهدف تعطيلها، من خلال توتير الأجواء والسعي لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية.
ثالثا: ارسال رسالة للقيادة الفلسطينية الشرعية قبل ارسال رسالتها، بعدم الاقدام على أي خطوة تصعيدية تجاه اجراءات وانتهاكات اسرائيل الاستيطانية الاستعمارية، والتزام الصمت الى ما شاء الله.
رابعا: الظروف العربية والاقليمية والدولية المربكة والمشتتة الاهتمامات بقضايا مختلفة، تسمح لدولة الابرتهايد بارتكاب جريمتها الجديدة دون ضجيج.
خامسا: ايضا للتأكيد على خيار إسرائيل الاستراتيجي الرافض لخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67، وبالتالي الرافض لخيار السلام والتسوية، والعمل على ضرب أية بارقة أمل على هذا الصعيد.
خامسا: من خلال تصعيد العمليات العدوانية المتواصلة ضد أبناء الشعب في القطاع، إيجاد شرخ بين المواطنين والقوى السياسية، خاصة ان الشرخ موجود نتيجة السياسات والانتهاكات للحريات ومصالح المواطنين من قبل حماس والجماعات الأصولية الأخرى. وايضا التلويح للمجموعات العسكرية في القطاع بالتوقف عن التفكير بأي عمليات فدائية ضد الجنود الاسرائيليين، وتذكيرها بأن اليد الاسرائيلية طويلة، وقادرة على الوصول الى أي شخص أو مجموعة. وايضا تذكير حركة حماس بضرورة لجم نزعات أي قوة تريد التصعيد، لأنها ستدفع الثمن مع المجموعات الأخرى.
هذه وغيرها من الأسباب ساهمت في العدوان الاسرائيلي الجديد، وأدت الى نتيجة مباشرة تمثلت باسقاط التهدئة، وفتح شهية العدوانية الاسرائيلية، كما انها ساهمت بتسميم الأجواء والمناخات السائدة. كما ان العملية تشكل بروفة متواضعة للعمليات التي يمكن ان تلجأ لها اسرائيل في حال قررت شن عدوان على الجمهورية الايرانية.
أما سبل المواجهة للعدوانية الاسرائيلية، فانها تكمن في:
اولا: الاسراع في تحقيق المصالحة الوطنية، لأنها الرد الأمثل على همجية وبربرية إسرائيل، لأنها المستفيدة الاولى من الانقلاب والانقسام.
ثانيا: مطلوب من الدول العربية التحرك بسرعة لاتخاذ الخطوات الضرورية لردع العدوانية الاسرائيلية.
وثالثا: على الرباعية الدولية التحرك ايضا بسرعة للجم النزعات العدوانية الاسرائيلية، والحؤول دون التداعيات الدراماتيكية في المنطقة، لا سيما ان المنطقة قابلة للاشتعال لأبسط الأسباب.
وعلى القوى السياسية في القطاع خاصة قيادة الانقلاب الحمساوي، ألا تنجر الى المتاهة الاسرائيلية، ولا الى ردود الفعل العاطفية، والانشداد لمصالح الشعب الفلسطيني في القطاع، والعمل على ضبط ايقاع ردود الفعل، لأن موازين القوى لصالح العدو الاسرائيلي. كما على القيادة الشرعية التحرك عربيا واقليميا ودوليا لالزام اسرائيل بالتوقف عن عدوانها والزامها بالتهدئة وخيار التسوية السياسية.
متى يحين وقت المصالحة؟
بقلم: يحي رباح عن وكالة معا
أتمنى من كل قلبي أن يتحقق ما يتسرب من أنباء بأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والاعلان عنها أصبح قريبا، ربما خلال اسبوع أو عشرة أيام، من خلال لقاء يعقد في القاهرة بين الأخ الرئيس أبو مازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ذلك أن الجمود الذي حدث على هذا الصعيد بعد التوقيع على اتفاق الدوحة، اعاد إلى الأذهان تراكمات الفشل السابقة، وأعطى لأعداء المصالحة، أصحاب الانقسام آمالا جديدة، بأنهم هم المتحكمون في قواعد اللعبة، سواء كان هؤلاء ممثلين بالحكومة الإسرائيلية التي رأينا ردة فعلها الهستيرية والعدائية المفضوحة ضد المصالحة، أو بعض الأطراف المحليين في داخل فلسطين، من أصحاب المصالح والنفوذ والذين تعاقدوا مع الانقسام وهم يعرفون أنه في الأساس مخطط إسرائيلي، والذين ارتبطت مصالحهم مع بقاء الانقسام سواء على المستوى الفصائلي أو المستوى الفردي، مالا وجاها ونفوذا وتحكما في مصير الناس، من خلال الأوضاع التي تدهورت من سيئ إلى أسوأ، وتزداد كل يوم إحباطا فوق إحباط.
ولا ننسى في قائمة اعداء المصالحة بعض القوى الإقليمية التي تعتبر أن نجاح الفلسطينيين في صياغة علاقاتهم الداخلية بشكل متوازن يسحب الورقة من أيدي تلك القوى الإقليمية، ويجعلها أضعف في لعبة المقايضة الدولية !!! وهذه الفئات من القوى الإقليمية المعادية للمصالحة الفلسطينية متعددة من بينها دول، وأحزاب وحركات واتجاهات، بل وحتى أفراد يعتاشون على استمرار البؤس الفلسطيني.
من المهم إذا، أن تتقدم المصالحة خطوة فعلية محسوسة إلى الأمام، والخطوة المطلوبة التي ننتظرها هي تشكيل الحكومة، وأنا أعرف أن هناك من يرددون ليل نهار أن المصالحة أعقد بكثير، وطريقها طويل وشائك، وأن أسهل شيء هو التوقيع على الاتفاقات كما حدث في مكة، وفي القاهرة، وفي الدوحة.
وأسهل شيء هو تشكيل حكومات فاقدة لجوهرها السياسي فتظل غارزة في الوحل لا تتقدم إلى الأمام، ولكن، في الظروف الحالية، بعد انكشاف الموقف الإسرائيلي ضد المصالحة، وبعد التقارب الواسع في القراءات للواقع من حولنا، وبعد الجمود السياسي المرشح أن يستمر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، فإن الفلسطينيين مطالبون بخطوات معلنة، وان لا يدمنوا مقاعد الانتظار، بل عليهم إحداث نقلة نوعية، والنقلة النوعية الممكنة الآن، والواجبة الآن هي انقاذ علاقاتهم الداخلية من التدهور ومن ثم التآكل والتفسخ وما يترتب على كل ذلك من تداعيات.
صحيح أن المصالحة امامها عقبات يتم الحديث عنها في كل مرة بتضخيم مبالغ فيه، وتستعاد فيه المصطلحات الزائفة، مثل الوضع الأمني، وتراكمات الوضع القانوني، وتوحيد الإدارة الفلسطينية بعد خمس سنوات من الانقسام، وتحصين الذات في مواجهة استحقاقات فلسطينية قد تكون احدها العودة إلى المفاوضات إذا تبلور أفق مناسب، ولكن العائق الرئيسي أمام المصالحة، ان البعض يفهم المصالحة على انها شرعنة للانقسام، أي إعلان المصالحة والاحتفاظ بما يسمونه «مكاسب الانقسام» والإبقاء على الانقسام لكن بإخفائه تحت الرداء، وهذا رهان يتشبث به بعض صانعي الانقسام والمستفيدين منه.يا ليت الأمور بهذه السطحية، لهان الأمر، لكن المصالحة مطلوبة، وضرورية، وعاجلة، لان قدرتنا على صياغة مبادرات وبدائل وفعاليات دون المصالحة الحقيقية تبدو شبه مستحيلة، والمسألة أكبر ألف مرة من المكاسب التي يحلم هذا الطرف بتحقيقها على حساب الطرف الآخر، بالتشبث بمناطق نفوذ خاصة تحت عنوان المصالحة، أو الاعتراف بحقائق الانقسام تحت عنوان المصالحة، هذه أشياء سطحية وقصيرة النظر، لأن بقاء الانقسام تحت سقف هذه الأطماع يهدد بإخراجنا جميعا من سياق القضية، وتحويلنا إلى طرف هامشي ويفقدنا القدرة على الحضور بشكل فاعل في أي مستوى من المستويات. ودعوني أذكر على الصعيد، بضرورة أن ننظر حولنا وفي أنفسنا وبشكل شجاع، لنرى كيف تدهورت أولوياتنا في ظل الانقسام، فبينما كنا نتحدث مع العالم عن دولة مستقلة، وعن ممرات آمنة تربط قطاع غزة بالضفة، وعن بقية بنود الحل النهائي، أصبح أقصى طموحاتنا الآن إخراج بعض المعتقلين من سجوننا، وتزويد غزة بالكهرباء، وإيجاد طرف عربي أو خارجي يتحدث معنا بجدية، لأن الانقسام وجه لنا طعنة، واستغلها الأعداء والأصدقاء على حد سواء في التنصل من التزاماتهم تجاه شعبنا وقضيتنا، والوضع على هذا المستوى خطير، لأن الظروف مهيأة الآن لمزيد من التجاهل في خضم ما يجري من إعصار في المنطقة لا يعطي فرصة لأحد أن يهتم بما يحدث خارج بيته الذي تهدده النيران.المصالحة تأخرت إلى هذا الوقت، لأن البعض سيطرت عليهم فكرة التحايل وليس المصالحة، فكرة تعني كما ذكرت إبقاء الانقسام مخبأ تحت الرداء والاكتفاء بإعلان المصالحة، فكرة التحايل هذه لم تعد تجدي، والانتظار أصبح عبثيا وخسائره ثقيلة، والدلالة على ذلك، أنه بالنسبة لأولويات حياتنا الآن، فإن هناك تدهورا في الأولويات، وتكاد تصبح الأولوية الأولى مجرد البقاء أحياء بالحد الأدنى، وهذا بمثابة عجز في العقل السياسي للذين لا يرون الجمود والسكون وسط الحركة الصاخبة من حولنا وهو تراجع حقيقي، وأن البدائل يجب أن نضعها نحن وليس انتظارها من أي طرف آخر.أعرف أن تشكيل الحكومة لا يعني إنهاء كل المشكلة، لكنه يعني أن الإرادة لصياغة واقع جديد هي الإرادة الأقوى، وأن المتاجرة بالانقسام هي التجارة الخاسرة التي انتهى زمانها.
بعض الأطراف في الساحة الفلسطينية، يعميهم ما في أيديهم من مكاسب الانقسام عن أي شيء آخر، مع العلم أن مكاسب الانقسام غير شرعية، وغير مستقرة، ومهددة بالزوال لألف سبب، بينما المصالحة الحقيقية تجعل كل الأطراف تركب عربة الشرعية الفلسطينية التي توصلهم إلى الشرعية العربية والدولية، وهذا هو المكسب الحقيقي بعيد المدى، وليس تلك المكاسب الرخيصة الملوثة بالعذاب الفلسطيني تحت سقف الانقسام.
الأحد.. وكل يوم احد .. اعطاء اسرائيل حق الفيتو على حياتنا السياسية!
بقلم: زياد أبو زياد عن صحيفة القدس
يبدو ان الامور ستظل تراوح مكانها في موضوع المصالحة لغياب الارادة الحقيقية لدى الطرفين للمضي قدما في ذلك رغم التصريحات الايجابية التي نسمعها ومن كلا الطرفين.
فقيادة السلطة في رام الله تبدو مترددة وما زالت تأخذ في الاعتبار ردود الفعل المتوقعة من قبل واشنطن والدول الاوروبية ازاء المصالحة بدون ان تقبل حركة حماس ما يعرف بشروط الرباعية وهو الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة من قبل م.ت.ف مع اسرائيل، ونبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.
اما حماس فهناك تيار قوي بداخلها لا يريد ان يمضي قدما في موضوع المصالحة لاسباب شتى تختلف من شخص لآخر، وقد تفتق ذهن بعض قادة حماس عن فكرة ان عدم سماح اسرائيل باجراء الانتخابات في القدس سيمنع اجراء الانتخابات وبالتالي تتحول حكومة التكنوقراط المتفق على تشكيلها لمهمة اجراء الانتخابات الى حكومة دائمة. وبالتالي فان هؤلاء يريدون ضمانات مسبقة بأن اسرائيل ستسمح باجراء الانتخابات بالقدس. وان حكومة التكنوقراط ستكون لفترة اشهر معدودات تسلم زمام الامور بعدها لحكومة ما بعد الانتخابات.
كلا الموقفين يتضمن خطورة ومجازفة بالرغم من ان الخطورة والمجازفة في كلاهما ليست متساوية.
فاستمرار المراهنة على الموقف الاميركي هو مشكلة لاسيما وان هذا الموقف لا يرتبط بشخص بعينه وانما يتم اقراره من قبل طواقم تأخذ بالاعتبار المصالح الاستراتيجية الاميركية في المنطقة. وطالما ان هذه المصالح في الحفظ والصون فانه لا مجال لرؤية تغيير حقيقي في الموقف الاميركي، وبالتالي فلا يجوز ان نقيم حساباتنا والى الابد على اساس استقراء رد الفعل الاميركي ومحاولة عدم اغضابه ولربما كان الامر بالعكس، فان شعور امريكا بأننا رغم صغر حجمنا وضيق ذات يدنا نملك الارادة على قول «لا» فانها قد تضطر الى اعادة النظر في سياساتها القائمة على اساس اننا نحن في «جيب» امريكا ولن نشق عصا الطاعة.
واما الاشتراط بأن نضمن سلفا ان اسرائيل ستسمح باجراء انتخابات في القدس فان هذا هو الخطأ الجسيم بعينه بل وهو الخطيئة التي لا يجوز لأحد ان يسمح لنفسه الوقوع فيها.
القدس تحت الاحتلال، ورغم ذلك فقد تم اجراء الانتخابات في القدس مرتين عام ١٩٩٦ و٢٠٠٦ ولم تستطع اسرائيل منع اجراء الانتخابات فيها وانما حاولت التحكم في الشكل لتتيح لنفسها ان تدفن رأسها في التراب وتقول بأن الانتخابات لم تجر بالقدس كما حدث عام ٢٠٠٦ عندما اصرت ان تكون مراكز الاقتراع في فروع البريد للادعاء بأن الفلسطينيين في القدس شأنهم شأن الاجانب الذين يشاركون في انتخابات بلادهم بواسطة البريد! والاسرائيليون بهذا التصرف يعتقدون بأنهم يخدعون العالم وهم في الحقيقة لا يخادعون الا انفسهم.
ومع ذلك، ولنفرض جدلا بأن اسرائيل لم تسمح باجراء الانتخابات في القدس بالمرة فهل يعني ذلك ان نمنحها «الفيتو» على ممارسة الحياة السياسية الفلسطينية؟! نحن نتحدث عن انتخابات نسبية مئة بالمئة وهناك الف وسيلة لجعل الفلسطينيين بالقدس يشاركون في الانتخابات رغم العقبات والقيود الاسرائيلية، ومن حق حماس ان يكون لها في مقاعد المجلس التشريعي او الرئاسة بنفس نسبة ما تفوز به في الانتخابات النسبية باعتبار ان الوطن دائرة انتخابية واحدة ونتجاوز بذلك عقبة اجراء الانتخابات بالقدس.
ويبقى موضوع شروط الرباعية ان احدا لا يستطيع ان يفرض على حماس وعلى غير حماس القبول بشروط الرباعية او غيرها، فالذي يحسم ويجزم هو البرنامج السياسي للحكومة وليس لمكوناتها الحزبية، وعلى الجميع ان يتذكر بأن هناك في الائتلاف الذي تتشكل منه حكومة نتنياهو احزاب ينكر برامجها السياسية اصلا وجود الفلسطينيين وترى في الضفتين الغربية والشرقية ارض اسرائيل الكبرى، وتصر على ان لا مكان لغير دولة اسرائيل غربي النهر، فهل حاول احد ان يطالب هذه الاحزاب ان تعترف هي الاخرى بشروط الرباعية او بشروط على غرارها؟!
هناك عام كامل يمتد بين اليوم وبين اليوم الذي يمارس فيه الرئيس الاميركي القادم - اوباما او غيره - صلاحياته، ومن الجريمة ان نظل طيلة هذا العام نراوح مكاننا بينما تستمر اسرائيل في تهويد القدس ونهب اراضي الضفة الغربية وخلق الحقائق على الارض، واستنزاف طاقات شعبنا واراقة دمائه في غزة في شلال دم لا يتوقف.
فالمطلوب ان نقوم خلال هذا العام وبأسرع وقت ممكن بتشكيل حكومة انتقالية واجراء الانتخابات واعادة ضخ الحياة في عروق المؤسسات الفلسطينية الرسمية والشعبية والاهلية والمجتمع المدني، ونكون على اهبة الاستعداد لتحديات العام القادم سلبا ام ايجابا.
هناء الشلبي: الحرية والكرامة/ الوجه الكفاحي للثامن من آذار
بقلم: فيحاء قاسم عبد الهادي عن صحيفة الأيام
تطلّ علينا ذكرى الثامن من آذار هذا العام، بينما تخوض أسيرة الحرية: هناء يحيى صابر شلبي، من برقين/ قضاء مدينة جنين، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، حتى تتحقق مطالبها العادلة، في الحرية والكرامة.
وتعيدنا وسيلة المقاومة الشعبية، التي تخوضها الأسيرة، إلى ضرورة استعادة الطابع الكفاحي لهذا اليوم، الذي تكرَّس الاحتفال به، تخليداً لذكرى المناضلات، عبر العالم، اللواتي كافحن من أجل حقوقهن الاقتصادية، ثم كافحن للحصول على حقوقهن السياسية.
*****
لم يتكرَّس يوم الثامن من آذار، كيوم عالمي للمرأة، سوى بعد سلسلة نضالات خاضتها النساء، لتحقيق العدالة الاجتماعية، والأمان الإنساني، منذ خرجت أول مظاهرة لعاملات النسيج، في نيويورك "مسيرة الأواني الفارغة"، مطالبة بحقوق النساء في الحياة الكريمة، عام 1857،
إلى المظاهرة التي شاركت فيها 15 ألف من النساء العاملات، اللواتي طالبن بحقوقهن الإنسانية، ورفعن شعار: الخبز والورود، في الثامن من آذار عام 1908، حتى الإضراب العام الذي خاضته 20 ألف عاملة نسيج، في نيويورك، عام 1909، والذي استمر 13 أسبوعاً، والذي اعتبر أطول إضراب في تلك الفترة.
وحين احتفلت أكثر من مليون امرأة، لأول مرة، بعيد المرأة العالمي، حين أقرَّت الاشتراكية الدولية المجتمعة، تخصيص يوم عالمي للمرأة، عام 1911؛ هتفت النساء في ألمانيا، وسويسرا، والسويد والدنمارك، بمطالبهن العادلة: طالبن بممارسة حقهن في التصويت، وحقهن في مواقع صنع القرار، والحصول على التدريب المهني، ووقف أشكال التمييز ضدهن، في المؤسسات جميعها، وفي عام 1913، وفي الثامن من آذار تحديداً؛ انتهزت النساء فرصة الاحتفال بيومهن للاحتجاج على الحرب العالمية الأولى.
ولم يتوقف نضال المرأة لنيل حقوقها؛ الأمر الذي اضطر العالم إلى الاعتراف بنضال النساء، حيث تبنَّت منظمة الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم، عام 1977، وتمَّ اختيار يوم الثامن من آذار للاحتفال بنضال النساء من أجل حقوقهن، عبر العالم.
*****
جاء الإضراب عن الطعام، الذي تخوضه أسيرة الحرية هناء شلبي، بمساندة عدد من أسرى الحرية؛ ليعيد ليوم المرأة ألقه، مذكِّراً بالوجه السياسي الكفاحي لهذا اليوم، بعد أن تحوَّل الاحتفال به سنوياً، إلى مناسبة اجتماعية احتفالية، في العديد من دول العالم.
قرَّرت هناء شلبي، أن تخوض معركة ضد قرار الاعتقال الإداري،- الذي يتيح اعتقال أي مواطن/ة، دون تقديم لائحة اتهام، ودون محاكمة، وأبلغت إدارة السجن بقرارها: "إن شاء الله، سأواصل هذا الإضراب، حتى ولو كلفني ذلك حياتي، وقد أبلغت إدارة السجن بقراري هذا، فزادوا من تهديداتهم وضغوطاتهم لي بمعاقبتي بالعزل الانفرادي"، وقالت لمحاميها "إنها لا تريد لأية أسيرة أخرى أن تتعرض لهذا الأمر مرة أخرى، وأنه يجب وضع حد للانتهاكات التي تمارس بحق الأسيرات والأسرى، وأن مطالبها تتمثل بإنهاء اعتقالها الإداري، وإنزال العقوبات الشديدة بحق من قاموا بضربها".
رفعت هناء صوتها عالياً، ضد القهر، وضد الظلم. لم تستطع أن تنتظر. قررت أن تخوض إضرابها عن الطعام، مستلهمة تجارب أسرى الحرية، على امتداد سنوات النضال الفلسطيني، وتجربة أسير الحرية: الشيخ خضر عدنان، بشكل خاص، الذي أضرب عن الطعام 66 يوماً، رافضاً الانصياع للاعتقال الإداري، مصراً على نيل حريته؛ إما بالحياة وإما بالشهادة، فكانت له الحياة.
صمَّمت هناء ألاّ تتراجع عن إضرابها، حتى تتحقق مطالبها، وتنال حريتها، مؤكِّدة أن قرار اعتقالها الإداري، مرة ثانية، بعد أن حرِّرت، ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، في شهر تشرين الأول الماضي، 2011؛ هو قرار إعدام، خاصة انها اعتقلت سابقاً، مدة 25 شهراً، دون أن توجه لها أية تهمة.
سلَّطت هناء الضوء على الطريقة الوحشية لاعتقال الأسرى، وعلى وسائل الضرب والإهانة، التي يتلقونها، على أيدي جنود الجلادين، بالإضافة إلى وسائل التفتيش المذلة والمهينة، ثم عن الحياة اللا إنسانية داخل المعتقل. ذكرت هناء "بأنه تم اعتقالها بطريقة وحشية، وأن سبب إضرابها هو تعرضها للضرب، والإهانة، والتفتيش العاري، إضافة إلى الاعتقال الإداري، وبأن قوات الاحتلال طلبوا منها أثناء الاعتقال الجلوس على الأرض؛ لأنها لا تستحق أن تجلس على كرسي على حد قولهم، ثم تم نقلها لمعتقل سالم وهي معصوبة العينين، وأنهم لم يكتفوا بضربها بل تم معاقبتها بعزلها لمدة أسبوع، مما سبَّب لها آلاماً في الرأس وجميع أنحاء جسدها".
*****
توحَّدت الاحتفالات بيوم المرأة العالمي، في فلسطين، خلف شعار رئيس: هو شعار الحرية، بالإضافة إلى شعارات، تطالب بالمواطنة، والمساواة، والوحدة.
وقد جسِّد شعار الاحتفال الرئيس أهداف المرأة الفلسطينية، العامة والخاصة، - في إنهاء الاحتلال، وإنهاء الانقسام، وإنصاف النساء- والتقى مع نضال نساء العالم، من أجل الحرية والكرامة.
وإذا كانت نساء العالم قد احتفلن بهذا اليوم، بشكل متنوع، حسب أولويات وظروف كل بلد؛ إلاّ أن أسلوب الاحتفال كان متشابهاً، كذلك شعاراته الرئيسة، حيث سارت النساء في تظاهرات، في مدن العالم، طالبت بالمساواة والكرامة والحرية، ودعت إلى حماية المرأة من العنف والإقصاء.
*****
إذا كانت الحرية لا تتجزأ، فالحرية لهناء شلبي، والانتصار لكرامتها، هي حرية وكرامة لنساء الأرض جميعاً.
شاهد عيان - يسار معمم
بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة
لاتنظر العديد من فصائل العمل الوطني وبخاصة بعض «قوى اليسار» التي تحالفت على نحو بالغ الغرابة مع نقيضها الايديولوجي لدرجة انها راحت تزاود عليه في شعاراته العقائدية في الكثير من المناسبات واللقاءات حتى باتت يسارا معمما، اقول لا تنظر العديد من هذه الفصائل وبخاصة هذه القوى الى المصلحة الوطنية العليا إلا من زاوية مصلحتها الحزبية ذات الرغبات السلطوية، الباطنية على نحو مريع...!!! وثمة اكثر من وجه وخطاب لهذه الفصائل والقوى بل انها غالبا ما تتحدث باكثر من لغة وموقف في محاولة للتواجد في مختلف المربعات الوطنية في آن واحد، وهذا امر لعمري يذكر بلاعبي الخفة ليس إلا، الذين سرعان ما يجبرهم الزمن بتقلباته وتطوراته على فقدان مهاراتهم وافتضاح الاعيبهم..!!!
نتحدث طبعا عن موقف بعض الفصائل من الانقلاب الحمساوي الذي ساهم بلغته العائمة و«الزبائنية» لا على تكريس الانقلاب بحد ذاته بل وعلى ادامة الانقسام حتى اللحظة، وكلما كان وما زال هذا الموقف يتحدث عن «طرفي الانقسام» فإنه لا ينأى بنفسه عن هذا الانقسام وإنما على العكس تماما يواصل انضمامه بفعل تغييبه لكلمة الحق الى مفتعليه وخنادقهم، لا بل انه ما زال يغازلهم في حوارات دونية جعلت منه تابعا لا اكثر ولا اقل، وبالطبع فان جماعة الانقسام الحمساوية في غزة لا يضيرهم ان يكونوا طرفا في مثل هذا الحديث لطلما انه يحمل فتح بعضا من مسؤولية الانقسام والاهم طالما انه لا يجعل من الانقلاب انقلابا بل خلافا بين فصيلين في الساحة الفلسطينية مع ترويج خديعة كبرى انه خلاف حول المقاومة...!!!!! تصمت فتح ازاء كل ذلك تقريبا لأنها ببساطة «ام الولد» ولا تريد ابدا تقسيمه بين اي جهتين ايا كانت، تصمت وتعض على جراح الطعنات الشقيقة، لكنها بالطبع لن تصمت الى ما لا نهاية، لفتح كما يقول التاريخ الذي صنعته نفس طويل والاهم من ذلك لفتح روح المسؤولية الوطنية وزمام المبادرة يظل دائما بين يديها وليست اللحظة التاريخية الراهنة لحظة غروب لشمسها كما يتوهم البعض ولسبب بالغ البساطة والوضوح ان فتح ليست حزبا معنيا بجماعة محددة من الناس والافكار، بل هي حركة الشعب الفلسطيني الذي سيظل فتحاويا حتى يعبر مرحلة التحرر الوطني حين يزيل الاحتلال ويقيم دولته المستقلة بعاصمتها القدس ويسترد كامل حقوقه الوطنية المشروعة. لفتح صناعة التاريخ وعلى الذين اختل توازن ايمانهم بهذه الحقيقة ان يعيدوا حساباتهم جيدا قبل فوات الاوان حتى لا تصبح نسب وجودهم في الشارع مجرد ظلال لارقام معدمة وباهتة....!!!
البيان الجاهز
بقلم: وليد بطراوي عن صحيفة الأيام
حمداً لله أنها أثلجت كما كان متوقعاً، وإلا لصدر البيان الجاهز نفسه ولكن بتغيير المناسبة وتوجيه أصابع الاتهام إلى الجهة نفسها كالعادة. في مقدمته الديباجة المعتادة التي تحيي صمود الشعب وتصديه لكل المؤامرات وتمجد نضالاته وتشدد على المقاومة. ثم ينتقل الحديث إلى تحميل السلطة الفلسطينية وحكومتها المسؤولية عن احتباس الثلوج، نتيجة السياسات المالية وفرض الضرائب وتحميل رئيس الوزراء شخصياً المسؤولية. ثم انتقاد النهج التفاوضي الذي أثبت فشله في الجولات الكثيرة من المفاوضات العبثية!.
أين الرأي العام؟
وقفات التضامن مع تلفزيوني "وطن" و"القدس التربوي" بعد الاعتداء الإسرائيلي عليهما، اقتصرت على الصحافيين وبعض المسؤولين، وربما بعض الفضوليين الذين رأوا تجمعاً فجاؤوه مستفسرين عن السبب، ووقفوا خجلاً أو لأنهم "صاروا واصلين". للأسف لم نشهد وقفة من الرأي العام الفلسطيني الذي يسعى الإعلام دوماً إلى تزويده بالمعلومات والدفاع عنه. والسؤال المطروح هنا هل فعلاً يلبي الإعلام الفلسطيني تطلعات الرأي العام؟ أم إن الرأي العام لم يعد يهتم بأي نوع من أنواع التضامن، وهذا ينسحب أيضاً على عجز الرأي العام عن المشاركة في الفعاليات التي تنظم نصرة لقضية الأسرى والقضايا الأخرى. تزامن تقصير ا
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس