اقلام واراء حماس 372
29/6/2013
تحرير الخلاف في قصة عساف
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة
الجرائم المنسية في السجون المصرية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
كشف حساب بعنوان كفاية
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
يوم التقى الجمعان
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
غزة تحيا بثوب العلم والانتصار
فلسطين أون لاين ،،، غسان الشامي
جون كيري.. "رايح جاي"
فلسطين أون لاين ،،، عريب الرنتاوي
تحرير الخلاف في قصة عساف
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة
كان يفترض ألا تحدث قصة الفنان محمد عساف كل هذه الضجة، وكان ينبغي أن تظل في إطارها الطبيعي متمثلةً في قصة شاب موهوب تغلب على ظروفه الصعبة واختار وجهته الخاصة في هذه الحياة وحقق في ذلك نجاحاً سواءً اتفقنا معه أو اختلفنا فالناس أحرار في اختياراتهم، لكن ما أضفى على قصة محمد كل هذا الجدل هو خصوصية واقع قطاع غزة السياسية والاجتماعية لذا كان لا بد من وضع النقاط على الحروف:
أولاً لست مختلفاً مع الذين يعارضون برنامج عرب آيدول فهو برنامج فيه كثير من مظاهر الفساد والهبوط الأخلاقي مما يتناقض مع ديننا وتقاليدنا عدا أنه وسيلة لاستنزاف جيوب الناس وجني الأرباح الطائلة منهم، لذا سيكون حديثي عن ظاهرة محمد عساف وليس عن البرنامج أو الوسط الفني الذي كان يحيط به.
لم يكن البرنامج ذاته هو ما دفع الجمهور الفلسطيني للمتابعة إنما الرغبة في فوز ابن بلدهم ورفع اسم فلسطين، كما أن مظاهر التبرج والسفور المنكرة التي تضمنها البرنامج ليست هي القضية الأساسية التي ينبغي أن يتركز حديثنا حولها، فإن كان هناك من يبحث عن الانحلال الأخلاقي فسيجد طرقاً أقصر لتحقيق مآربه من أن يتعمد مشاهدة مثل هذا البرنامج.
من حقنا ألا نرضى عن اهتمام الناس بمثل هذا البرنامج، ومن حقنا أن تكون لنا رؤيتنا وطريقة حياتنا الخاصة التي نسعى لنشرها في المجتمع، لكن ليس لنا أن نلوم الناس حين تأتي اهتماماتهم مخالفةً لتوقعاتنا، فالناس أحرار في تحديد أولوياتهم، وحين نفشل في تعميم رؤانا فإن علينا أن نراجع أنفسنا وأفكارنا ووسائلنا وأن نتساءل لماذا لم ننجح في جذب الناس إلينا على النحو الذي نجحت فيه قضايا أخرى لا أن نهاجم الناس ونتهمهم بالتفاهة..
أثبت اهتمام الناس بقضية عساف أن المجتمع أكبر من أي جماعة، وأنه عصي على الاحتواء، وأن تنوع الألوان والاهتمامات هو حالة طبيعية داخل المجتمع، ولا يحق لأحد أن يمارس الإقصاء ضد غيره، إنما علينا أن نبدع وسائل أكثر مرونةً في التعامل مع الناس تراعي تنوع مشاربهم واهتماماتهم.
أثبت خروج الناس العفوي إلى الشوارع عقب إعلان فوز عساف أن الناس تبحث عن الفرح، ونفس الذين فرحوا بهذا الفوز هم الذين فرحوا بانتصار حجارة السجيل وفرحوا بفوز مرسي وهم أنفسهم الذين يخرجون للاحتفال بفوز فريقهم المفضل في كرة القدم، إذاً فالناس تبحث عن صناعة الفرح بغض النظر عن التفاصيل، ودلالة ذلك أن الناس تبحث عن متنفس ولا تطيق البقاء في حالة شحن متواصل، وخطاب العزيمة الذي يدعو إلى الصبر والتضحية على أهميته لا يكفي وحده إن لم يعزز بخطاب رخصة يبث الفرح والابتهاج في نفوس الناس.
علينا ألا نضيق بفرح الناس فنثبت بذلك دعاية أعدائنا بأننا ظلاميون كارهون للحياة لا نفهم سوى الموت والقتل، ففرح الناس ينبغي أن يفرحنا لأنهم أهلنا، بل علينا أن نعززه لأنه يقوي صمودهم، وليس صحيحاً أن الناس تفرح بالمعاصي فمنبع فرح الجماهير هو أن اسم فلسطين انتصر، وأن ابناً لهم رفع ذكر بلدهم..
هناك خلط غير مبرر بين قضية فنية صرفة وبين قضايانا الوطنية الكبرى فتجد من يقول: كيف تفرحون والأسرى يعانون، والقدس محتلة، أو من يحلو له المقارنة بين محمد عساف وسامر العيساوي، وهذا النمط من الخطاب ممل لم يعد يقنع أحداً، كما أنه عدائي للحياة، فالوطنية لا تفرض على صاحبها أن يعيش حياته في هم وحزن دائمين، ونفس الذين ينتقدون فرحة الناس يقضون بعض أوقاتهم في الفرح والضحك، فلو عاملناهم بنفس منطقهم لاعتبرنا أن أي فرح لهم هو خيانة لقضايا الأمة والوطن..
كشفت متابعة الجمهور العربي والفلسطيني لهذا البرنامج أن هناك جماهير عريضة من الشعوب العربية لا تزال خارج التغطية لم تنجح الحركة الإسلامية بعد في الوصول إليهم ومراعاة اهتماماتهم، وهذا ينبهنا إلى ضرورة أن نكسر الشرنقة العازلة بيننا وبين هذه الكتلة الجماهيرية الضخمة التي ستحدد مصير الأمة وأن نصل إليهم باللغة البسيطة والعفوية المباشرة التي يفهمونها بعيداً عن الخطاب التقليدي والوسائل النمطية التي أخفقت في إقناعهم..
لقد نبهتنا قضية محمد عساف إلى قصور الفكر التنظيمي والحاجة إلى فكر جماهيري أوسع، الفكر الجماهيري ينظر دائماً إلى جوانب الاتفاق ويراعي فردية الناس واختلافاتهم، وإذا طبقنا الفكر الجماهيري على حالة محمد عساف فليس مطلوباً منه أن يخضع لمقاييسنا بشكل كامل حتى نرضى عنه، إنما يكفي أن تكون هناك نقطة التقاء واحدة للاستفادة منها، فمحمد عساف لم يصنع موهبته ابتداءً داخل إحدى الأطر التنظيمية إنما فرض نفسه على الساحة بجهده الذاتي، لذا فإن الاختيار اليوم ليس بين الأسود والأبيض إنما بين كمية اقترابه أو ابتعاده منا، وكلما نجحنا في مد الجسور أكثر مع أمثال هؤلاء كلما كانت فرصة توجيه مواهبهم وقدراتهم في اتجاهات وطنية أكبر..
إذا كانت إسرائيل تحرص على مد الجسور مع كبار الفنانين والشخصيات المؤثرة عبر العالم قاصدةً بذلك أن تصل من خلالهم إلى جمهورهم وأن تقنع ذلك الجمهور بروايتها، فهل يعقل أن نتجاهل نحن أصحاب القضية العادلة مثل هؤلاء الأشخاص المؤثرين خاصةً وأنهم يحملون بذور خير وفيهم روح وطنية يمكن استثارتها وتعزيزها بما يحقق النفع لقضيتنا الوطنية..
الجرائم المنسية في السجون المصرية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
لم يكن هناك أي تدخل خارجي _فلسطيني أو لبناني_ في عملية تحرير السجناء السياسيين من السجون المصرية أيام ثورة 25 يناير، ولكن بعض المحاكم المصرية المسيطر عليها من بقايا الفلول اختلقت القصص والحكايات واستعانت بشهود زور لفبركة التهم ضد حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحزب الله اللبناني لوجود محررين فلسطينيين ولبنانيين ينتمون للجماعتين تم اعتقالهم بناء على أوامر إسرائيلية لنظام المخلوع مبارك.
منطق الثورة والعدالة يحتم على القضاء المصري إضافة جرائم الاعتقالات السياسية والتعاون مع المحتل الإسرائيلي في محاربة المقاومة الفلسطينية وحصار قطاع غزة إلى لائحة التهم المنسوبة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك وزمرته، وخاصة أن عمليات قتل وتعذيب ارتكبت في سجون مصر ضد عناصر من المقاومة الفلسطينية من أجل انتزاع اعترافات تتعلق باختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ومعلومات حول المقاومة وقيادتها، إضافة إلى استشهاد مئات المواطنين بسبب حصار مبارك لقطاع غزة.
الجرائم المنسية في السجون المصرية ليست فقط تلك المرتبطة بالمقاومة الفلسطينية، فهناك جرائم كبيرة ارتكبت في حق الشعب المصري والجماعات الإسلامية وبعض الأحزاب الوطنية، في زمن المخلوع مبارك والمقتول السادات والهالك جمال عبد الناصر وربما يكون الأخير أكثرهم إجراماً وسفكاً لدماء الشعب المصري، وتلك جرائم لا تسقط بالتقادم، وعلى القضاء المصري أن يفتح كل الملفات القديمة لإظهار الحق ورد الحقوق إلى أصحابها ولو كانوا من الشهداء.
قضاة مصر على الأغلب شرفاء ونزيهون ولكن الغلبة والسيطرة لأقلية فلولية فاسدة، ولذلك نجد أن محاكمة المخلوع مبارك ونظامه والتي من المفروض أن تكون "محاكمة العصر" أصبحت مهزلة تاريخية واحتفالية شعارها "البراءة للجميع"، طبعاً البراءة لجميع القتلة والمجرمين والمفسدين، ولذلك فإننا لا نتوسم العدالة من قضاء يسيطر عليه أمثال الفلولي "أحمد الزند" رئيس ما يسمى بنادي قضاة مصر، ولكننا ننتظر انتهاء زوبعة 30 يونيو وما سيتبعها من عملية تطهير شاملة لمؤسسات الدولة وحينها فقط تأخذ العدالة مجراها وتفتح ملفات الاعتقالات والاغتيالات السياسية وتتكشف كل الجرائم التي ارتكبت خلف الأسوار والقضبان من بداية انقلاب الضباط الأشرار على ثورة 52 حتى نهاية عهد المخلوع مبارك وعصاباته المتمردة.
كشف حساب بعنوان كفاية
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
كشف حساب بعنوان كفاية ،هذا عنوان وجوهر خطاب الرئيس المصري محمد مرسي بمناسبة مرور عام على توليه رئاسة الجمهورية دون أن يكتمل البناء المؤسسي للنظام .
كشف حساب مطول ومفصل قدمه محمد مرسي للشعب عامة تناول فيه تفاصيل سياسته المحلية ،والإقليمية والدولية ،فحكى عن النجاحات التي لا تنكرها العين الصحيحة ،وحكى عن الفرص المتاحة ،وعن المعوقات الداخلية والخارجية ،ولم يدع الكمال والعصمة بل أشار إلى الأخطاء .
كشف حساب ركز فيه على الثورة المضادة ،وعلى المعارضة التي فقدت البوصلة الوطنية ،فلم يعد بعضها يعرف المفهوم السياسي الحقيقي للمعارضة ،ويتجه نحو التغيير بالتحالف مع رموز العهد البائد والثورة المضادة ،وعرى الدولة العميقة التي تتعمد خلق أزمات السولار والكهرباء والغاز ،وتعطيل السياحة ،وتعويق الإنتاج والتأثير على البورصة ،وبث الإشاعات المرعبة ،والظهور بمظهر الدولة الفاشلة ،ومن ثمة الإساءة إلى الوطن المصري والشعب المصري من خلال الحالة الديمقراطية التي تجاوزت حالة الصحة ودخلت في حالة المرض.
لقد بدأ الرئيس ملما بكافة التفاصيل ،ومحيطا بالتطورات ،وبأغراض الثورة المضادة وأهدافها ،وبدأ صابراً صبر أيوب -عليه السلام- ،ومحبا لشعبه حب إبراهيم -عليه السلام- لقومه وإن ألقوه في نار عظيمة ،وقد كان مقنعاً عند حديثه عن المشهد المصري بإيجابياته وسلبياته .
لقد جاء الخطاب في وقت مناسب ،وفي ظل ساحة مصرية مضطربة ،تهدد فيها الثورة المضادة استقرار البلاد ،والسلم المجتمعي ،فكان الرئيس حازما وحاسما بقدر ما كان مصريا عاطفيا ،وقال للعابثين :سنة كفاية. نعم كفاية. فالبلد لا تحتمل المزيد من العبث . والرئيس نفد صبره ،والقانون فوق الجميع ،وعلى المفسدين أن يعودوا إلى جحورهم. كانت لغة الحزم تستفز مشاعر الحاضرين فيطيلون في التصفيق والهتاف ،وكأنهم وجدوا ما كانوا يبحثون عنه طويلا .
لغة الخطاب كانت واضحة ومقنعة .ولغة البدن كانت تدل على أن الرئيس يشعر براحة نفسية في داخله ،ولا تخيفه تهديدات 30/6/2013م ،وكشف عن ارتياحه للإنجاز الأهم في هذا العام وهو الخروج الآمن من حكم الفرد والديكتاتور إلى حكم المؤسسة والشورى ،فذكر للشعب عامة وللثورة المضادة خاصة التي تراهن على ورقة الجيش ،أن قرارات المحافظة على الشرعية والتصدي للثورة المضادة هو قرار مؤسسة الجيش وقائد الجيش هو جزء من هذه القرارات.
الرئيس اتهم ظلما بالعناد ،كان مرناً ومرحاً ،وكان أكثر ديمقراطية من المعارضة التي قدم لها دعوة جديدة للحوار الجدي والمباشر ،واستجاب لطلباتها في تعديل الدستور ،وفي تشكيل حكومة موسعة ،وطالبها بالعمل معا لحماية مصر من الثورة المضادة والذهاب إلى انتخابات مبكرة .غير أن المعارضة الضعيفة المستعلية رفضت مجمل الخطاب ولم تر فيه إيجابية واحدة ،وذهبت في عنادها لإملاء شروطها على الشعب .
يوم التقى الجمعان
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
بغض النظر عن أي اعتبارات أيديولوجية، لا أشعر أنني من الممكن أن أكون في صف الثورة المضادة في مصر، الأمر لا يتعلق بالدكتور محمد مرسي، ولا بالإخوان المسلمين، أو بما يسمونه «الإسلام السياسي» لا.
الأمر بتعلق بثورة شعبية جاءت برئيس منتخب، واقتلعت نظاما متواطئا مع العدو، نهب البلاد وأذل العباد، ولو جاء مكان مرسي رئيس آخر، كأبي الفتوح مثلا، أو حازم أبو إسماعيل، لواجهته قوى الفلول والجواسيس والمُضللين والمضللِين (بالفتح والكسر) بالشراسة ذاتها، لأن المطلوب ليس إسقاط حكم الإخوان، أو المرشد كما يقولون، بل تغييب أي خيار شعبي حر، يوقد شجرة كبرياء هذه الأمة، بدءا من أرض الكنانة، وهذه الشجرة تحديدا هي المقصودة، لأنها ظلالها ستمتد - حال استوائها على سوقها- إلى كل بلاد العرب والمسلمين، وستقتلع جبابرة وظلمة وجواسيس ومتواطئين، وستهدد مصالح طالما ارتوت من الخيانات ودم الشعوب المقهورة.
لهذا كله، كان على كل الأفاعي والجرذان أن تلتقي لتقتلع هذه الشجرة المباركة، كي تبقى الأمور على ما هي عليه، من استلاب وخذلان واستسلام لعدو الأمة، ومن اعتادوا على امتطاء ظهرها، وإبقائها في حالة خمول وكسل وذل وهوان!
هل أدافع عن مرسي تحديدا، ولم لا؟ هل أقول صراحة أنه ليس الرئيس الذي تمنيته لمصر؟ ربما، ولكنه الآن غدا رمزا لثورة المظلومين والمستضعفين والمهمشين، والانتصار له انتصار لهم، أما من يقف ضده اليوم، فليسوا سواء، فثمة منهم من يعمل بتوجيه وتمويل، وآخرون يختلفون معه فكريا ويرونه تهديدا للدولة المدنية، وثمة من يرى في الإخوان الذين يمثلهم تيارا ظلاميا يهدد متعهم وانفلاتهم، وآخرون يسيئون فهم الرجل والتيار، وطرف مضلل يردد ما يقوله الإعلام الطاغي الممول بالملايين ممن يرتعدون خوفا من انتصار إرادة الشعوب، وهناك من عرفوا حقيقة الرجل فانحرفوا لهوى أو رشوة، وهناك من عرف فالتزم، ولكن على كل الأحوال، يبقى هو خيارا شعبيا أنا موقن انه سينتصر وسيهزم الجمع المناوئ -بإذن الله تعالى- وسيعلم المضللون والمضللون أنهم ارتكبوا خطأ فادحا باصطفافهم مع أعداء الأمة وخيار الشعب!
ليس مهما أن تكون من الإخوان المسلمين، أو حتى متدينا، لتدرك أن المؤامرة هي عليك ايها العربي العادي المسكين، الذي تحلم بربطة خبز غير مغمسة بالذل، واستنشاق هواء نقي، خال من القهر، وحياة تخلو من الاستبداد والعسف والظلم وتحكم جلاوزة السلطة، وحثالتها، ممن أدمنوا إذلالك وإرهابك وإرعابك.
عليك أن تختار اليوم أن تكون مع حريتك وكبريائك، أو مع ديمومة الاستبداد الذي ثملت منه منذ عقود طويلة، منذ صاح أول فرعون في تلك البلاد: لا أريكم إلا ما أرى!.
غزة تحيا بثوب العلم والانتصار
فلسطين أون لاين ،،، غسان الشامي
تتوج غزة الصامدة في هذه الأيام بثوب العلم والعلماء، وهي تحتفل في جامعاتها بتخريج الآلاف من الطلاب والطالبات في شتى التخصصات العلمية والتطبيقية، فما أن تنتهي جامعة من احتفالات التخرج حتى تبدأ جامعة أخرى بالإحتفاء بخريجيها وأبناءها المتفوقين، وهم يشقون طريقهم نحو العمل والبناء وتحرير الوطن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ..
وقد عملت الجامعات الفلسطينية الغزية خلال الأيام الماضية بجهد كبير وواصلت الطواقم عملها ليل نهار وهي تحضر لهذه الاحتفالات من أجل إخراجها بأبهى حلة وصورة تعكس رسالة الجامعة ورسالة الوطن ورسالة العلم والإصرار والتحدي والنجاح .
وقد حملت احتفالات التخرج في كل جامعة أسماء مختلفة، وعبرت جميعها عن الهدف الأسمى في تحرير فلسطين، ودحر الاحتلال على أرضنا، وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما عبرت أسماء احتفالات التخرج عن معاني التحدي والانتصار والإرادة والصمود التي تحياها غزة، فقد أطلقت الجامعة الإسلامية اسم " فوج القدس " على احتفالاتها لهذه العام، فيما أطلقت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية اسم " فوج الارادة" على احتفالاتها، كما حملت أفواج التخرج في جامعة فلسطين اسم " فوج فلسطين"، والمتابع لهذه الاحتفالات يشعر أن هناك خصائص وسمات واحدة تشابهت في جميع الاحتفالات ألا وهي الإصرار على مواصلة طريق العلم والتعلم ووحدة الوطن والتعاون بين الجميع من أجل رفعة اسم فلسطين في كافة المحافل العلمية والفكرية، فقد شارك في الاحتفالات عدد من الشخصيات العلمية الإسلامية والعربية وعدد من رؤساء الجامعات العربية والعلماء الذين عبروا عن فخرهم الكبير بالمشاركة في احتفالات التخرج، مؤكدين على أن زيارة غزة تحمل في نفوسهم الكثير من مشاعر الشجون والانتماء والتضامن مع هذا الشعب الصامد الذي تحدى آلة الحرب الإسرائيلية وحقق انتصار كبير على الدمار واعاد الاعمار والبناء بسواعد أبنائه المخلصين التي تشرف على العشرات من مشاريع الاعمار والتنمية في شتى محافظات القطاع الصامد ..
إن احتفالات التخرج التي تقيمها جامعات غزة تحمل رسائل عدة .. رسائل تحدي وصمود .. رسائل علم وحضارة وبناء .. رسائل جيل التحرير القادم ... رسائل تمييز وإبداع وتنظيم وقيادة..
وقد عاش خريجي قطاع غزة لحظات مميزة في هذه الاحتفالات، وارتسمت على محياهم ملامح الفرح والبهجة والسرور وأشرقت وجوههم بنور العلم، كما شكلت الاحتفالات والطلاب والأهل، لوحة فنية كبيرة تزينت بأعلام فلسطين وأناشيد النصر والتحرير وزغاريد الأمهات والدعوات بالفرج القريب عن الاسرى الميامين .. إنها بحق لحظات فرح كبيرة ولحظات يحصد فيها الطالب ثمرة العلم والجد وسهر الليالي، وبداية الطريق وبداية تحقيق الحلم نحو العمل في المؤسسات الفلسطينية والمساهمة في عملية التنمية والإنتاج والتطوير والبناء..
غزة الصامدة تكتسي هذه الأيام بثوب العلم والعلماء، فهي قلعة علم وقلعة صمود وخرجّت من رحم المعاناة والآلام المئات من العلماء والمفكرين والدارسين الذين حصدوا العديد من الجوائز العالمية والألقاب وحققوا الكثير من الإنجازات العلمية والفكرية والإعلامية .. كما أثبتت غزة للعالم كله أنها لن تهزم وستمضي قدما حتى تحرير أرض فلسطين والاحتفال بفتح القدس وتحريرها من الغاصبين ..
جون كيري.. "رايح جاي"
فلسطين أون لاين ،،، عريب الرنتاوي
قلنا في مستهل الجولة الأولى لجون كيري في المنطقة، إن شروط نجاح رئيس الدبلوماسية الأمريكية في مسعاه للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، ليست متوفرة .. وعليه أطلقنا حكمنا القائل، بأن الرجل سينتقل سريعاً إلى «إدارة الأزمة» بدل حلّها، وشراء الوقت وتقطيعه، قبل أن يتحول إلى سيف يقطّع مصالح واشنطن وأحلام حلفائها في المنطقة.
أما شروط نجاح مسعى كيري، فأوجزناها في اثنين رئيسين: الأول، وجود قيادة «تاريخية» في (إسرائيل)، قادرة على اتخاذ قرارات بحجم القبول بمرجعيات عملية السلام والوفاء باستحقاقاتها، وهذا غائب تماماً، ليس الآن فحسب، وإنما في المدى المنظور كذلك، في ظل استمرار «الانزياح» المنهجي المنظم للمجتمع الإسرائيلي صوب اليمين الديني والقومي سواء بسواء .. أما الشرط الثاني، فيتجلى في وجود إدارة أمريكية «تاريخية» كذلك، قادرة على ممارسة ضغط حقيقي على (إسرائيل) لدفعها للقبول بالمرجعيات والوفاء بالاستحقاقات، وهذا غير متوفر الآن، وقد لا يتوفر في المدى المنظور كذلك.
إذن، نحن أمام «بدائل» أخرى، يعمل كيري على بلورتها، بعد أن أيقن بأن مقاربة ملفات «الحل النهائي» غير ممكنة .. وهي «بدائل» تراوح ما بين إجراءات بناء الثقة و"السلام الاقتصادي" والحلول المؤقتة، التي مضى على تجريب أول طبعة منها ما يقرب من العقدين من الزمان «أوسلو»، من دون جدوى.
القيادة الفلسطينية وضعت ثلاثة شروط/ مطالب، للقبول باستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، بعد معاناة مديدة ومريرة مع تجربة «المفاوضات العبثية»: وقف الاستيطان، التزام خط الرابع من حزيران، والإفراج عن المعتقلين .. (إسرائيل) ليست راغبة في القبول بأي من هذه الشروط / المطالب الثلاثة، وبفرض توفر الرغبة في فعل ذلك، فليس في (إسرائيل) قيادة قادرة على تنكّب عناء المجازفة باتخاذ القرار.
وسوف يكون من الصعب على القيادة الفلسطينية أن «تلحس» مطالبها وشروطها، أو تقبل بأن «تُجلب» إلى مائدة المفاوضات جلباً، من دون أن يتوفر لها ما يحفظ حقوق شعبها وماء وجهها ..وعند هذه النقطة بالذات، تتركز جهود كيري اليوم، الذي يسعى لتمكين الفلسطينيين من الجلوس على مائدة المفاوضات من دون الظهور بمظهر المنكسر والمفرط والمهزوم .. وفي هذا السياق بالذات، جاءت صفقة السلام الاقتصادي بملياراتها الأربعة، وقد تُستتبع ببعض الخطوات الإسرائيلية الشكلية التي لا تقدم أو تؤخر، من نوع رفع بعض الحواجز، وتسهيل حركة بعض الأموال، والإفراج عن بعض المعتقلين، وتعليق الاستيطان لعدة أسابيع، لا أكثر ولا أقل.
وقد تنجح جهود كيري وضغوطه في إقناع السلطة الفلسطينية بإعادة إنتاج تجربة المفاوضات قصيرة الأمد، في مطلع العام الفائت (2012)، سيما وأن الرجل مدعوم بمواقف عربية وأوروبية، ضاغطة في الاتجاه نفسه .. وقد تنحني السلطة أمام عاصفة الضغوط والإغراءات التي تهب عليها من كل حدب وصوب .. وقد تشترط أن تكون المفاوضات مشروطة زمنياً، وأن تكون رزنامتها الزمنية معدودة بأسابيع أو أشهر، ظناً منها أنها تلعب على حواف «هامش المناورة»، ورغبة منها في تفادي الاتهام بتعطيل مسعى الدولة الأعظم لحل القضية الفلسطينية، وهو ما ينتظره نتنياهو و»جوقته» بفارغ الصبر.
لكن بعيداً عن لعبة «العلاقة العامة» التي ينخرط فيها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، ومناورات كل منهما لتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن إفشال مهمة كيري، فإن القناعة التي تتسرب وتتوطن في عقول مختلف صنّاع القرار في العواصم ذات الصلة، بأن مهمة كيري، محكوم عليها أمريكيا وإسرائيلياً بالفشل الذريع، طالما أن شرطيّ نجاحها غير مكتملين.
كيري الذي «هبط بسقف توقعاته ورهاناته» الشخصية، يريد الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن يصيب بعض النجاح في مسعاه الفلسطيني، حفظاً لمصالح واشنطن المنخرطة بأزمتين أكثر إلحاحاً وأولوية: سوريا وإيران، وحفاظاً على ماء وجهه هو بالذات، بعد أن أخذ على عاتقة «أن يأتي بما لم تستطعه الأوائلُ» .. ولهذا السبب بالذات، بدأ الرجل منذ جولته الثانية، سياسة «التغميس خارج الصحن»، مُدشناً رحلة البحث عن حلول وتسويات وصفقات، خارج إطار «الحل النهائي» وبعيداً عن ملفاته المعقدة والشائكة، والذي يبدو أن شروطه الإسرائيلية– الأمريكية لم تنضج بعد، كما يعرف الدبلوماسي المحنك أتم المعرفة.
كيري جاي .. كيري رايح ..والجولة الخامسة لن تكون آخر الجولات .. لكننا نعرف، وتتعمق معرفتنا بعد كل جولة، بأن طريق الرجل مسدود .. وأن الحبل الذي مدّته له حكومة نتنياهو، سيلتف حول عنقه، ويزهق روح مهمته .. وعلينا فلسطينيين وأردنيين وعرباً، أن نخرج من صندوق أوهامنا ورهاناتنا الخادعة، وأن نشرع جدياً في البحث عن جواب مقنع وممكن لأكثر الأسئلة استراتيجيةً وخطورةً التي تجابهنا: ماذا بعد فشل عملية السلام؟ .. ماذا بعد سقوط «حل الدولتين»؟.


رد مع اقتباس