قبعة بني غانتس الحمراء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
المضمونيتحدث الكاتب بتهكم وسخرية عمن مجدوا رئيس اركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته، بيني غانتس)
اصبح لدينا الان معلم وطني جديد: بيني غانتس. هو ساحر، متواضع، مستقيم، عقلاني، معتدل، ثري حتى انه ساحر. ليس متغطرسا مثل ايهود باراك، ليس مناورا مثل غابي اشكنازي، ليس قاسيا مثل شاؤول موفاز، ليس بليدا مثل دان حلوتس وليس سمينا مثل موشيه يعلون. معلم بقبعة حمراء وضفيرتين.
في خضم طقوس العربدة الوطنية لاستبدال رؤساء الاركان، والتي ما زالت تشمل، بما لا يُصدق، توزيع صورة رئيس الاركان الجديد في كل بيت إسرائيلي برعاية جريدة وشركة تأمين، كي يتم تعليقها في كل كراج، تنافس الجميع على تعداد حسنات رئيس الاركان الخارج.
مقالات إطراء مربكة، تحليلات لزجة، مشوهة بما لا يقل عن تلك التي لا يستطيع نشرها سوى نقابة الكتاب العسكريين ـ فرقة المشجعات الثابتة للجيش والتي تتشبه لسبب ما بالصحافة. لا احد شذ بالطبع عن مسلسل الجوقة، جوقة الجيش الاحمر. قالوا والسعادة تغمرهم: كم كان الوضع جميلا في فترة غانتس ـ في مكتبه، في الجيش وفي ميدان القتال. فقط في اليمين اصدروا غمغمة ضئيلة: غانتس كان ناعما اكثر من اللزوم في غزة.
وفي الحقيقة فإن غانتس رجل جيد جدا، (انظرا كيف اعطى متسولا 200 شيكل في يومه الاخير في الخدمة)، وقد عمل امورا سيئة جدا ـ انظروا ماذا فعل الجيش تحت امرته، اي وحشية وقسوة اظهرها جيشه إبان فترته. ربما في يوم ما سوف يتحول إلى «حارس العتبة»، الذي يعترف بأخطائه ويعبر عن ندمه عليها. فقد سبق ان اعطى تلميحا عن ضرورة الوصول إلى حل مع الفلسطينيين. يا للرقة.
يوما ما سيضطر إلى دفع الحساب على اعماله ـ في القدس او في لاهاي. مثل المغتصب المهذب، فإن الجنرال اللطيف والساحر مسؤول عن أعمال خطيرة ـ «جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش في غزة والضفة». «الصخرة الجبارة» مسجلة باسمه، «مئات القتلى الابرياء من قتلوا عبثا منقوشة على كعب بندقيته». «يوم الجمعة الاسود» في رفح هو كذلك يوم غانتس الاسود، كافة اكاذيب الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، بما في ذلك «الانذارات»، وال «انقر السطح بصاروخ» و «لم يكن بنيتنا» ضرب المدنيين، تدمير البيوت السكنية فوق ساكنيها، تدمير المدارس وملاجئ الأنروا والنية المؤكدة لتدمير بيوت رجال حماس دون الاكتراث بمن هو موجود فيها ـ كل ذلك مسؤول عنه قائد «الصخرة الجبارة» الجنرال غانتس.
ستشعر إسرائيل ذات يوم بالخجل من هذه الحرب البشعة، والتي لم تحقق لها اي انجاز ودفعت بالمقابل ثمنا باهظا لها. حتى لو انه تم تناسي ذكراها ونسيت من القلب. ولكن غزة والعالم لن ينسوا.
هذا الرجل الطيب والعقلاني غانتس مسؤول ايضا على تصرفات جيشه في الضفة الغربية، «عودوا اخوتي» هذا غانتس، وإطلاق النار المنهجي على المتظاهرين ورماة الحجارة بالذخيرة الحية هذا ايضا غانتس، واعتقال الاولاد هو غانتس وهدم البيوت ايضا غانتس.
ليس هؤلاء هم فقط الجنود المُسمَمون الذين اطلقوا، وليس هؤلاء هم الضباط الذين قادوا وامروا ـ هذا اولا واخيرا غانتس. القائد الاعلى. الجيش الذي قتل يوسف شوامرة ابن الـ 14 بينما كان ذاهبا لقطف نباتات العكوب، او سمير عواد، الصبي ابن ال 16 والذي اطلق عليه في ظهره اثناء هربه، هذا هو جيش غانتس، رئيس الاركان الذي لم يعمل على منع عمليات القتل هذه.
غانتس هو الوجه الأجمل للجيش، هؤلاء هم الإسرائيليون المحبون: مع هذا الرجل يمكننا الذهاب إلى أي مكان، لن نشعر بالسوء، هو المحتل المتنور، المتوحش في لباس الحرير، من يتصرف بنعومة ويقتل بلطف. مع رجال على شاكلته، من السهل الايمان بمقولة «الجيش الاكثر اخلاقية في العالم». مع وجهه الجميل يمكن النوم بهدوء. بدون مشاعر الندم تغمر قلوبنا احاسيس اللطف. ما اجملنا.
هذا الاسبوع ارتدى بديل غانتس ملابس رئيس الاركان، بصوت إنذار مدوي. غادي آيزنكوت يظهر أيضا وكأنه رجل طيب، متواضع، مستقيم وغير مشاكس. «دكتوراة الضاحية» (الضاحية الجنوبية من بيروت) المروعة مسجلة على اسمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
علاقاتنا مع واشنطن ممتازة
خطاب نتنياهو في الكونغرس لن يسيء إلى العلاقات مع الولايات المتحدة
بقلم:موشيه ارنس،عن هآرتس
المضمونيتحدث الكاتب عمن يدعون ان علاقة اسرائيل بالولايات المتحدة الامريكية سيئة، ويقول ان هؤلاء يريدون اسقاط نتنياهو،ويزعم الكاتب ان هذه العلاقات جيدة)
إذن، ما هو وضع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة؟ كارثية، هذا هو جواب من يعملون على اسقاط الليكود من السلطة. بعضهم ربما يسترسلون ويقولون انه لم يحدث ان كانت اسوأ مما هي عليه الآن، وكل ذلك بسبب بنيامين نتنياهو. وفي هذا ما يكفي كي لا ننتخبه مرة أخرى. ذلك لأن هذه العلاقات هي إحدى الذخائر الاستراتيجية الاكثر اهمية لإسرائيل، وربما الاكثر على الاطلاق. وأنه ما الذي سوف نفعله بدون الدعم الامريكي ـ يعيدون تكرار السؤال.
تمهلوا قليلا. على مدى السنوات مرت على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مراحل صعبة وأوقات جرى اعتبار إسرائيل في الولايات المتحدة كعبء وليس كسند. في حرب الاستقلال، عندما حاربت إسرائيل من اجل قيامها، القت الولايات المتحدة حظرا على ارساليات السلاح لها. بعد حرب سيناء، ضغط الرئيس ايزنهاور على بن غوريون ضغطا متوحشا، كي يسحب الجيش من سيناء ومن قطاع غزة ـ وهو القرار الذي ندم عليه بعد بضعة سنوات. وكانت هناك سنوات رفضت فيها الولايات المتحدة بيع السلاح لإسرائيل. وكانت مرحلة «إعادة التقييم من جديد» والتي اعلنها هنري كيسنجر بعد حرب يوم الغفران، وتجميد ارسالية طائرات الـ اف 16 بعد تدمير المفاعل الذري العراقي من قبل إسرائيل.
ولكن، بشكل عام يمكن القول، انه منذ الانتصار الساحق لإسرائيل في حرب الايام الستة، بدأت امريكا ترى في إسرائيل ذخرا استراتيجيا، العلاقات صارت دافئة وثابتة. امريكا اقرت بحقيقة انها سويا مع إسرائيل تتقاسمان ليس فقط القيم المشتركة، بل المصالح الاستراتيجية المشتركة. هكذا كان الوضع على طول الحرب الباردة، وهكذا هو الامر الآن، بينما تقود الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب ـ وهكذا سوف يكون مستقبلا.
علاقات العمل الحميمة بين جيشي الدولتين وأجزتها الاستخبارية، التعاون التكنولوجي والعلاقات التجارية كل ذلك يشكل إثباتا يوميا على ان العلاقة الامريكية الإسرائيلية ممتازة. هي ممتازة ايضا لانها تقدم المنفعة لكلا الدولتين. هذه هي نظرة الامريكيين، والذين يقيمون علاقات عمل ثابة مع إسرائيليين، وهذا هو موقف معظم اعضاء الكونغرس ـ الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وهذا هو السبب بأن هذه العلاقات غير قابلة للتغيير.
إذا كان الامر كذلك، فلماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول تدهور العلاقات؟ هل إسرائيل معرضة لخسارة دعم الديمقراطيين. هل سيكف الدعم الامريكي لها عن ان يكون ثنائي الحزب ويتوقف على دعم الجمهوريين لا غير؟ لا يوجد ما هو أبعد من ذلك عن الحقيقة. وكل من يروج لهذه النظرية ليس لديهم علم بتاريخ دعم الحزبين كليهما لإسرائيل. وخلال السنوات الطوال دُعِمت إسرائيل بالذات من قبل الديمقراطيين، فقط في السنوات الاخيرة بدأ دعم الجمهوريين، وتحول الدعم إلى ثنائي الحزب بالكامل. والادعاء بأن هذا الدعم سوف يتآكل، فقط لأن رئيس حكومة إسرائيل تلقى دعوة من رئيس مجلس الشيوخ لالقاء خطاب في الكونغرس حول الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة وإيران ـ مؤسس على تقييم غير صحيح لعمق العلاقات بين امريكا وإسرائيل، ويتجاهل واقع ان التحفظات على الاتفاق مع إيران تسمع أيضا في الولايات المتحدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
كل الإسرائيليين ـ وليس مهما الحزب الذي يؤيدونه ـ يفهمون بأن الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران هو اتفاق خطير على إسرائيل، علينا ان نأمل بأن خطاب نتنياهو في الكونغرس سيكون ذا تأثير. اما بالنسبة لعلاقات إسرائيل في الولايات المتحدة، فعليهم ان يطمئنوا، فهي في وضع ممتاز، وسوف تستمر لكي تكون كذلك حتى بعد ظهور نتنياهو امام الكونغرس. ففيها فائدة لكلا الدولتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الهجوم على المفاعل النووي العراقي
التدخل الإسرائيلي في العراق في الثمانينيات أزال عن إسرائيل تهديدا نوويا
بقلم:عومر دستري،عن إسرائيل اليوم
المضمونيفند الكاتب رأي بعض الكتاب والذين يرون أن الوضع كان ايام حكم صدام حسين للعراق افضل لاسرائيل من هذه الايام،ويهول من اخطار امتلاك ايران لاسلحة نووية)
إن محاولات عرض التهديد الإيراني كنوع من الحملة الانتخابية، تتواصل. أكثر من مرة صرح رجال أمن سابقون، يريدون البقاء على المسرح، بأن التهديد الإيراني مبالغ فيه ويتم استخدامه لاهداف سياسية. الآن تحاول اوساط مختلفة في وسائل الإعلام اعادة كتابة التاريخ والتقليل ايضا من التهديد الذي كان يواجهنا من عراق صدام حسين. وعرض الوضع الجيوسياسي الذي ساد في عهد حكم البعث كوضع أفضل لإسرائيل من الوضع القائم حاليا. من اجل القيام بذلك تحاول تلك الاوساط أن تشرح بطريقة غير مباشرة أن التدخل في إيران سيكون خطأ مكررا، ويبدو أنه سيسيء إلى وضعنا الامني.
هذه الادعاءات والاشارة إلى أن التدخل في إيران سيسيء ولا يفيد، تتهاوى أمام الوقائع والتاريخ. منذ البداية سعى نظام البعث للحصول على سلاح الابادة الجماعية، وخصوصا القدرة النووية.
لقد صرح صدام حسين في السبعينيات أنه طالما يوجد لإسرائيل سلاح نووي فان العراق لا يستطيع مهاجمتها بحرية، وبهذا ينوي استخدام هذا السلاح كمظلة نووية تُمكنه من «اغراق العدو في أنهار من الدماء».
المحاولة الاولى لصدام للحصول على هذه القدرة فشلت في 1981 بعد أن فجرت إسرائيل المفاعل النووي في اوزراك، وبسبب عمليات اخرى كثيرة ضد البرنامج التي صعبت على العراق الوصول إلى هدفه. وفي الاشهر التالية للهجوم جدد العراق اتصالاته مع فرنسا لشراء مفاعل آخر ولكن تقييدات التجارة الكثيرة التي فرضت على العراق خلال الحرب مع إيران صعبت عليه ذلك.
عندما واجه صعوبة في تجنيد دعم من الدول الغربية، قرر صدام تطوير برنامج سري ومستقل لتخصيب اليورانيوم، لكن البرنامج الجديد ـ الذي اقتضى توزيعه على عدة منشآت تحت الارض ـ احتاج إلى ميزانية أكثر بـ 15 ضعف من برنامج مفاعل اوزراك. منذ 1981 حتى 1987 تركزت جهود العراق في مجال البحث والتطوير، وبين 1987 ـ 1990 اشتغل العراقيون في المرحلة العملية على تطوير السلاح. هذا البرنامج تم وقفه في اعقاب غزو قوات التحالف للكويت والعراق في حرب الخليج الاولى.
في 1998 أعطى الرئيس بيل كلينتون أوامره لتنفيذ عملية «ثعلب الصحراء» لقصف العراق بعد أن رفض قرار مجلس الامن تمكين مفتشين امريكيين للتأكد من أن العراق لا ينتج سلاح الابادة الجماعية.
الهدف الرئيس للعملية الامريكية كان واضحا: تقليص قدرة العراق على انتاج سلاح الابادة الجماعية واستخدامه. هذه العملية فتحت الطريق لحرب الخليج الثانية، لغزو القوات الامريكية للعراق في فترة ادارة بوش الابن، الامر الذي ادى إلى سقوط نظام صدام حسين.
إن الادعاءات بأن العراق اليوم اكثر خطرا، وأن تنظيم الدولة الإسلامية تطور مباشرة بسبب الغزو الامريكي للعراق، هي ادعاءات مغلوطة. لا يوجد للعراق رغبة أو امكانية لانتاج السلاح النووي وخصوصا سلاح الابادة الجماعية. لهذا هو لا يشكل تهديدا على إسرائيل. هذا الانجاز يُمكن إسرائيل من توفير مواردها الامنية وأن تخصصها لمناطق اكثر اشتعالا.
ثانيا، تنظيم الدولة الإسلامية هو نتاج لعناصر كثيرة، وليس نتاجا مباشرا للتدخل الامريكي. يمكن أن هذا التنظيم لم يكن سيخلق ايضا بعد الاحتلال، لو أن الولايات المتحدة كانت اكثر حكمة. من المعقول الافتراض بأن بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة اخرى وتأهيل افضل للادارة المركزية العراقية، بدلا من الانسحاب المبكر وترك المنطقة، كان من شأنها أن توقف محاولة انشاء هذا التنظيم منذ البداية.
ايضا الفرض الامريكي الغربي بشأن اشراك اوساط مدنية في السلطة المركزية العراقية بحيث تمثل اكثر سكان العراق، كان بامكانه منع التوتر الطائفي الذي نشأ بين السلطة المركزية الشيعية برعاية إيران وبين السنة الذين تم قمعهم بقسوة بعد سقوط صدام ـ الأمر الذي ساعد على خلق هذا التنظيم.
إن الدعوة من جانب اوساط إسرائيلية، في حينه، للتدخل بما يجري في العراق وتجسيد التدخل الامريكي، رفعت عن دولة إسرائيل تهديدا مهما وحقيقيا. يجب العمل على مواجهة إيران بنفس الطريقة وأن نجبرها على التنازل عن مشروعها النووي بكل ثمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الجهاديون وصلوا إلى الشمال
الجالية الإسلامية في الدانمارك هي من أكثر الجاليات التي تزود داعش بالمقاتلين
بقلم:بوعز بسموت،عن إسرائيل اليوم
لم يحزن الجميع هذا الاسبوع في كوبنهاغن على قتل الحارس دان اوزين (37 سنة) في الكنيس المحلي في احدى العمليات الإرهابية التي حدثت في العاصمة الدانماركية في نفس اليوم. الجالية اليهودية لم تحظ بالتضامن الكامل، وكذلك عائلة المخرج الدانماركي الذي قتل قبل ذلك في المركز الثقافي في شمال المدينة.
لكن الخوف جاء في زيارة، كان هذا واضحا من المشهد الجديد الذي غطى الشوارع ـ رجال شرطة يتجولون مع بنادقهم.
هذا لم يردع بتاتا اشخاص من الجالية الإسلامية الذين أجلّوا المخرب. في حي نورفيرو الذي تجولت فيه في اليوم التالي للعملية تعيش الجالية، التي لم يخجل عدد منهم من مباركة العملية البطولية لعمر عبد الحميد الحسين (22 سنة). فقد حزنوا على موت الشاب من الأصل الفلسطيني.
الحسين هو الاسم الجديد في قائمة الإرهاب الإسلامي من انتاج اوروبا. فقد انضم إلى محمد مراح (طولوز 2012)، مهدي منوش (بروكسل 2014) وحمدي كوليبالي (باريس 2015). أزعر عنيف آخر قضى ايامه مع المجرمين والمومسات. فقط قبل اسبوعين تم اطلاق سراحه من السجن وهناك تقرب من الدين.
في الصحيفة الدانماركية «بيرلنغسكي» تساءلوا لماذا سلطات الامن الداخلية «بي.إي.تي» لم تتابع الحسين، ذو الامكانية الكامنة الجهادية. من غفا اثناء الحراسة؟ سأل دانماركيون كثيرون، الذين لم يفاجأوا. منذ الرسوم الكاريكاتورية حول النبي محمد في 2005، فهمت الاغلبية بأن العملية القادمة في الحاصل هي مسألة وقت.
قال لي أحد الاشخاص (عبد الله، 60 سنة): «أنت لا تعرف كم عانى هذا الشاب». في مدخل محل للحم الحلال الذي يقع في مركز الشارع الذي انتهت فيه مسيرة القتل للحسين، حيث تم اطلاق النار عليه من قبل الشرطة. «لماذا كان يجب قتله؟»، واصل الشخص، «هل هذا العدد الكبير من الشرطة لم يستطع السيطرة عليه واعتقاله فقط؟».
أردت أن أعرف مصدر المعاناة الذي ذُكر. في نهاية المطاف الدانمارك هي دولة يطيب العيش فيها مع شروط اجتماعية جيدة واستقبال جيد للمهاجرين. «هو فلسطيني، عائلته اقتلعت من بيتها، الصهاينة سرقوا بيتهم»، يشرح ذلك الشخص وهو فلسطيني ترك بيروت قبل 55 عاما، ويؤكد: «في اللحظة التي تعود فيها صفد لتصبح فلسطينية، سأعود إلى الوطن».
عدنا وانشغلنا بالحسين. «لقد نما وترعرع على قصص التعذيب التي مرت بها عائلته على أيدي اليهودي، اذا ماذا تتوقع من ولد كهذا؟ هو لم يترعرع كولد دانماركي. هو اختار التضحية بحياته من اجل الانتقام باسم الشعب الفلسطيني». يشرح عبد الله، الذي هو على يقين أنه ايضا لكوليبالي والاخوة كواشي الذين نفذوا العمليات في باريس، كان لديهم سبب جيد للقيام بعملهم.
جذر المشكلة هو أن «اوروبا الحديثة لا تحترم النبي محمد. لا تحترم شيئا، لا يعنيها اذا ما كانوا لا يحترمون عيسى. عندنا، اذا طلبت مني شتم النبي أو أن تقتلني وعائلتي ـ لن أكون مستعد للقيام بذلك. ليس لدينا مشكلة لكي نموت من اجل النبي».
يبحثون عن الانتماء
صاحب محل بيع اللحوم انضم إلى المحادثة. «لا استطيع تأييد القتل»، «لكن يجب البحث عن السبب، في المكان الذي لا يتم فيه احترام النبي لا يمكن أن نتوقع أن يكون المسلمون مسرورين». استطلاع أجري مؤخرا في الدانمارك يؤيد هذا الادعاء ـ فقط 16 بالمئة من الدانماركيين يظهرون احتراما للدين.
هذا الامر يصعب على المسلمين (لليهود أقل)، يشرح لي وليد أمام مدخل محل مجوهرات في السوق المحلية. هذا الشاب الذي سيتزوج قريبا وصل مع عائلته من العراق قبل 15 سنة ويعترف «نحن قبل كل شيء مسلمون وبعد ذلك دانماركيون. وبسبب ذلك نحن لسنا جزء من المجتمع، لا نستطيع العيش مثل الدانماركيين فلدينا قيمنا الخاصة».
ادعاءات مشابهة تُسمع من الجالسين في محل الشاورما القريب،»الدانماركيون متهمون، الحسين هو ضحية»، البعض صفقوا للمخرب، صورة كهذه نشرت في وسائل الإعلام التي دهشت من ذلك. الكلمات تحولت إلى افعال وأيقظت سلطات الامن الدانماركية.
قبل العملية المزدوجة كان عدد غير قليل من المسلمين الدانماركيين قد انضموا لداعش في العراق وسوريا. العدد غير معروف بدقة لكن الحديث عن أعلى نسبة لباقي دول اوروبا. شباب الجالية لا يحبون السياسة الخارجية الدانماركية التي ارسلت قواتها إلى العراق وافغانستان وحتى إلى مالي. لقد غضبوا على دعم الدانمارك للهجوم على سوريا ضد الاسد. وبيقين كانوا سيغلون لو عرفوا أن الدانمارك هي دولة الارتباط بين إسرائيل وحلف الناتو.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
النرجسة والبيضة
لا مقارنة بين رئيس الأركان الهادئ وبين نتنياهو الذي لا يسيطر حتى على الأمور المنزلية
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمونيتحدث الكاتب عن محاسن وصفات رئيس الاركان المنتهية ولايته،بني غانتس،ويكيل له المديح والشكر)
أنهى بني غانتس هذا الاسبوع 38 عاما من العطاء للدولة. يستحق هذا الرجل حتى في هذا الجو الملوث أن نقول له شكرا. ولم يكن رئيسا للاركان كاملا، فليس هناك رئيس اركان كامل إلا أنه لم يكن رئيسا عاديا للاركان. رئيس الاركان المثالي لم يصمم على هيئته. إن قيادته مبنية من مواد مختلفة تماما. مظهره يوحي بأنه لا يوجد شخص قتالي وكاريزماتي مثله، قامة طويلة وعيون خضراء وقبعة حمراء، لكنه من الداخل شيء مختلف تماما، معتدل ونصف خجول، كان هادئا ولم يحافظ على المسافات ولم يفرض سلطته على أحد، هذا من جهة. ومن جهة اخرى كانت تكفي نظرة منه كي يفهموا ما يريد. شاعري يستخدم العبارات الرومانسية ويسبح في خياله وحالم قليلا. الشاعر الاول والاخير.
بعد خطابه عن «بخور مريم» الذي تم اخراجه عن سياقه فقد توقف عن الحلم بصوت عال. هو يغادر وقد تم ارضاؤه لكنه قلق. تم ارضاؤه لانه وصل إلى اعلى مرتبة في الجيش، تلك الرتبة التي يئس منها بعد تعيين غالنت رئيسا للاركان. لهذا فقد استقال وهو محبط. راض لانه كان واحدا من اكثر رؤساء الاركان المحبوبين جدا. وقلق لانه يعرف حجم المشاكل التي تركها لخليفته آيزنكوت (لكنه يثق بقدراته). قلق لانه يضرب كفا بكف لما يحدث للعلاقات مع الذخر الاستراتيجي الاهم لدولة اليهود. قلق لانه ينظر الينا ولا يرى التكتل الداخلي المطلوب. لقد تحمل الكثير من الضربات والاشاعات اثناء وبعد عملية الجرف الصامد، لكنه امتصها، وقد عبر عن مشاعره مما حدث في محادثة مغلقة في الاسبوع الماضي: «اعرف ان اعدائي لم ينتصروا علي، أما احبائي فانني اغفر لهم».
إن له خطوطا حمراء حتى مع المستوى السياسي، انه يبقي الامور سرية. لقد هدد بالاستقالة وضرب على الطاولة اذا لم يتم تعيين آيزنكوت. وقد حقق ما اراد.
تأمين لحماس
الآن دعنا نغوص سويا إلى بركة الوحل. استطلاع بانلس بولوتيكس الذي اجري لصالح «معاريف» يثبت ان ما نشر عما يحدث في البلاط المقرف لعائلة نتنياهو كان له تاثير، لقد قالوا انه كلما زاد الضرب على نتنياهو سترتفع اسهمه، وقد تبين ان هذا غير صحيح، فقد خسر مقعدين. وهرتسوغ زاد مقعدا، واصبحت الفجوة مقعدين لصالح هرتسوغ.
ربما تتغير الامور، لكن لا يتجاهل الجميع هذا الامر المروع ولا يعتبره الجميع امرا هامشيا. وقبل ان اكمل حول ذلك اريد استكمال المقال السابق الذي عرض الفشل المدوي لنتنياهو في الموضوع النووي الإيراني. بني حيفتس سيحاول اقناعنا ان مني نفتالي هو الذي قام بتخصيب اليورانيوم في المقر السري في نتناز، لكن في النهاية إيران اصبحت دولة على حافة الذرة في فترة نتنياهو الذي عندما حانت لحظة الحقيقة تأرنب ولم يتجرأ على استغلال الخيار العسكري الذي بناه من جهة ودمر التحالف مع الامريكيين من الجهة الاخرى. حتى ان اوباما استبعدنا اخيرا من قائمة الذين يطلعون على اخر المستجدات، هذا بفعل بيبي.
مع حماس الامر اكثر سوءً. السيد أمن، هذا الذي يلقب تسيبي لفني كخطر على الدولة، هو من تراجع امام محمد ضيف ولم يتجرأ على اعطاء الاوامر للجيش بالقيام بعمله في غزة. رغم انه لم يمض وقت طويل على خطابه في عسقلان حينما توعد باسقاط حكم حماس في غزة عندما يتسلم السلطة. كان هذا في ذروة عملية الرصاص المصبوب في عهد اولمرت. ولو كان الامر يتعلق به لانتهت العملية بعد يومين من بدئها. ولولا بينيت لما نفذت عملية الانفاق.
كلهم دفعوا، ما عداه
احد الامور التي قالها حيفتس في المذياع ان القانون يلزم الدولة بتغطية كل مصاريف المقر الشخصي لنتنياهو في قيصاريا. لكن بيبي الخائف هو الذي طلب «استثناء» البركة الشخصية ودفع حسابها من جيبه الخاص. هذا كذب وتلفيق. لا يقلقني كذب حيفتس فقد اعتدت عليه منذ فترته الكارثية في «معاريف». يقلقني انهم كذبوا علي، وهاكم القصة الحقيقية التي نشرتها قبل اربع سنوات بالضبط في 9 شباط 2011، قبل اقل من سنتين من اعادة انشاء القيصارية النتنياهية في المقر المتهاوي في بلفور 2. تحدثت في ذلك المقال عن محاولات السيدة نتنياهو عن طريق مبعوثها نتان ايشل لالقاء اكبر قدر من مصروفاتها في قيصاريا على صندوق الدولة. حسب القانون الدولة عليها ان تدفع المصروفات الجارية على المقر الشخصي لرئيس الحكومة في قيصاريا، لكن في مستوى (المحافظة على ما هو قائم وهناك تعليمات خاصة بهذا الشأن من سنة 2001 التي يفسر فيها قرار لجنة المالية لسنة 1982.)
ما ارادته السيدة نتنياهو هو تغيير تلك التعليمات، هي ارادت شيء جديد وليس «المحافظة على ما هو قائم»، لهذا طلب ايشل تغيير كل الاجهزة الكهربائية ولم يكتف بالتعليمات التي تنص على أن تتحمل الدولة فقط 20 بالمئة من تكاليف تأمين هذه الاجهزة.
لقد استدعى ايشل المستشارة القانونية ونائبها والمدير العام وفرض عليهم حصارا طالبا منهم تغيير التعليمات. المدير العام، غباي، اصر على موقفه وعندما لم يستطع اقناع السيدة دخل إلى مكتب نتنياهو وقال له انه لن يكون هناك تعبئة للبركة بالمياه على حساب دافع الضرائب. وقد فهم نتنياهو الرسالة واهتم غباي بأن يرسل نتنياهو رسالة إلى نائب المدير العام كي لا يتم احالة حساب البركة على دافع الضرائب. أما أن نأتي اليوم ونقول إن نتنياهو استثنى البركة فهذا كذب.
الواقع النتنياهي
قال لي احد خصوم نتنياهو السياسيين (اليمين) قبل اسبوع انه هاديء. لماذا هو هاديء، لان نتنياهو سيرتكب الاخطاب لانه مضغوط، وعندما يكون مضغوط يرتكب الاخطاء.
هذا الاسبوع تحققت نبوءته، ان الانقضاض على مني نفتالي هو خطأ فادح، فهل نفتالي هو من قام بتبذير كل تلك المبالغ وعلى مسؤوليته الشخصية. اقترح على نفتالي أن يتقدم بدعوى تشهير ضد نتنياهو في المحكمة. واعتقد ان احتمالات كسبه للدعوى كبيرة.
هناك شيء اخر اساسي اكثر. لقد دأب نتنياهو على ان يردد على مسامع مقربيه القول «لا تأخذ الامر بصورة شخصية». وتفسير الامر عندما تريد ان تهاجم فهاجم: اليسار، وسائل الإعلام، لان اليسار والإعلام لا يستطيعان الادعاء بالتشهير في المحكمة، أما مني نفتالي فيمكنه ذلك.
بعيدا عن الامر الشخصي فقد طفت على السطح السمات الاساسية لنتنياهو: عدم تحمل المسؤولية، خوف مرضي، القاء التهمة على شخص آخر وبكل ثمن، ومن المفضل ان يكون ضعيفا وهشا قدر الامكان.
قد يقول قائل إن امامنا مسائل مهمة، النووي الإيراني، الوضع الاجتماعي ـ الاقتصادي، المسألة الفلسطينية، داعش، في حين نحن مشغولون بقناني سارة. رأيي مختلف، نعم قناني سارة هي الامور المهمة. رأيي هذا تبلور منذ عشرين عاما من المتابعة الدقيقة لبنيامين نتنياهو، هذه المتابعة لم تأت من دوافع يسارية أو يمينية. في اغلبية المواضيع انا على يمينه. هو يميني بالاقوال، أما بالافعال فهو ليس لا يميني ولا يساري. إن حقيقة ان هذا الشخص ليس ذو قوة داخلية لاحلال النظام واخذ زمام القيادة والاعلان عن استقلاليته، وأن يكون قادرا على توظيف من يحتاجه وأن يقابل من من المهم مقابلته، هذه الصفات تجعله عديم الاهلية ليكون رئيسا للحكومة هناك أو هنا أو في أي مكان.
اخيرا رسالة إلى سعادة القاضي سليم جبران
سيدي المحترم، امامك التماس بشأن صحيفة «إسرائيل اليوم»، هذا الالتماس هو من اجل عدم نشر دعاية انتخابية في هذه الصحيفة التي يملكها ملياردير المقامرة الذي هو غير إسرائيلي.
هذه الصحيفة تنشر دعاية انتخابية منذ بضع سنوات مخالفة بذلك قانون الانتخابات، ومتسببة بضرر اساسي وشديد وخطير لمبدأ المساواة في الانتخابات. اقترح يا سعادة القاضي لتسهيل الامر عليك وتسريعه أن تطلب من ممثلي «إسرائيل اليوم» أن يفتحوا دفتر حسابات الصحيفة لنعرف الحقيقة ونعرف من الصادق، لقد حان الوقت ليكتشف شعب إسرائيل كم تكلف «إسرائيل اليوم» ملياردير المقامرة. وكم من عشرات أو مئات الملايين تتدفق من لاس فيغاس إلى شارع 3 في تل ابيب، وذلك لكي تغسل «مجانا» عقول المواطنين هنا.
قرار واحد منك وستخرج الحقيقة إلى النور، وهذا هو هدف وجودنا لأن ضوء الشمس هو المادة المطهرة الافضل. إن الجرح الذي تقيح وتضخم في وسطنا يحتاج إلى الكثير من ضوء الشمس لمعالجته. لكن دعنا نبدأ وشكرا.


يتحدث الكاتب بتهكم وسخرية عمن مجدوا رئيس اركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته، بيني غانتس)
رد مع اقتباس