أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 10/1/2015 م
في هــــــذا الملف
ليبرمان سيجلب السلام
تمكن من بلورة مشروع يحظى بدعم مصر والسعودية ويستند إلى اتفاق لندن بين الحسين وبيريز
بقلم:إيال مغيد،عن هآرتس
جيش الدفاع الإسرائيلي والإرهاب
لا توجد أمام إسرائيل تحديات جيوش نظامية في السنوات القادمة بل تنظيمات إرهابية
بقلم:يعقوب عميدرور،عن إسرائيل اليوم
حرية التفكير حرية الكاريكاتور
العمل الكاريكاتوري هو حرية تعبير وقيمة عليا يجب أن يتم احترامها في كل الأحوال
بقلم:شلومو كوهين،عن إسرائيل اليوم
رسم ساخر
لو كنت مسلمة ويتعين عليّ أن أرسم كاريكاتيرا، لكنت رسمت النبي محمد يبكي
بقلم:دانييلا لندن ديكل،عن يديعوت احرونوت
البدلة الواقية لحزب الله
بقلم:يورام شفايتزر/ وبنديتا بارتي،عن نظرة عليا
ليبرمان سيجلب السلام
تمكن من بلورة مشروع يحظى بدعم مصر والسعودية ويستند إلى اتفاق لندن بين الحسين وبيريز
بقلم:إيال مغيد،عن هآرتس
إن من لم ييأس من السلام (ولا شك أنه توجد اسباب جيدة لهذا اليأس، ليس بسبب اعمالنا بل بسبب اعمال خصومنا أيضا)، أقترح عليه أن لا يفرح لسوء حظ افيغدور ليبرمان، ليس بسبب أنه «لا تفرح لسقوط عدوك»، بل العكس: ليبرمان ليس عدوا للسلام ـ من وجهة نظر واقعية، فهو الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في المستقبل القريب.
بالنسبة لاولئك الذين تخلوا باشمئزاز عن هذا المجال فاني اؤكد لهم أنني لا أتكلم بشكل عاطفي، وكل من يعتبر نفسه جنديا مخلصا في جيش السلام له البشرى. إن الحقائق تتكلم. معلوم لي (ولن أفصل كما اعتاد اسحق رابين القول) أنه منذ وقت قريب بلور وزير الخارجية معا مع شخصيات عربية ذات أهمية اطار لاتفاق سلام في المنطقة. وهو اتفاق سيتم دعمه من قبل مصر والسعودية واتحاد الامارات واوساط معتدلة اخرى في العالم الهائج من حولنا. وسيقدم هذا الاتفاق للفلسطينيين ولن يبقي لهم أي مبرر لعدم التوقيع عليه.
إن ليبرمان نفسه لم يعد يؤمن بالاتصالات الثنائية مع الفلسطينيين، وحسب وجهة نظره (وللاسف في اعقاب تجربتي الشخصية فأنا أنضم اليه) فان المحادثات بيننا وبينهم لن تثمر شيئا غير الازمات المتكررة. وهو يعتقد أن اتفاق لندن الذي توصل اليه شمعون بيرس في عام 1987 مع الملك حسين هو الاتفاق الافضل الذي يمكن تحقيقه. ولمنع تفجير هذا الاتفاق من قبل رئيس الحكومة الذي يعارضه فان ليبرمان مستعد لطرح هذا الاتفاق للجمهور حتى لو كان معنى ذلك الالتفاف على رئيس الحكومة. ويتوقع ليبرمان أنه في نهاية 2015 سيكون بامكانه تقديم هذا الاتفاق للاستطلاع في الرأي العام كتسوية نهائية، ويتوقع أن يدعم هذا الاتفاق 80 بالمئة من الجمهور.
ويبدو ذلك جيدا، إلا أنه الآن وبعد الضربة الاستراتيجية التي تلقاها حزبه من المشكوك فيه أن يبقى ليبرمان في وضع يسمح له بأن يكون العامل الحاسم في اجراء كهذا. وما أدعيه هو أنه فقط لدى ليبرمان توجد الآن المفاتيح لانقاذ الدولة من سنوات كارثية اخرى متوقعة لها بقيادة اليمين المسيحاني. الذي لا يحتمل سماع إسم ليبرمان الذي هو أكثر حكمة من اغلبية السياسيين الموجودين حاليا في اللحبة السياسية. ليبرمان في الحقيقة ليس يمينيا وليس متطرفا. فهو السياسي الاكثر مرونة في الساحة. وخطة السلام الخاصة به التي تستند إلى المبادرة السعودية ـ التي تم رفضها بشكل فضائحي من اسرائيل في عام 2002 ـ هي ايضا ما زالت ثورية وعملية الآن. والبند المتعلق بوضع خيار أمام عرب اسرائيل في الانضمام أو الانفصال أثار بشكل قوي مفهوم العنصرية بينما هو ليس عنصريا على الاطلاق. إنه ببساطة فحص جهاز الكذب.
وأنا ايضا أنظر إلى ليبرمان يتنازل عما كان يحمله من أفكار، وألاحظ حقيقة أنه كزعيم لاسرائيل بيتنا لا علاقة له بحقوق الحيوان، وأنا أنصح كل من يهمه السلام وكل من هو قلق على مستقبل هذه المنطقة أن ينظر بجدية إلى مبادرة ليبرمان ويقرر ما اذا كان سيدعمه في الانتخابات القادمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جيش الدفاع الإسرائيلي والإرهاب
لا توجد أمام إسرائيل تحديات جيوش نظامية في السنوات القادمة بل تنظيمات إرهابية
بقلم:يعقوب عميدرور،عن إسرائيل اليوم
قبل بضعة ايام حاولت تلخيص الوضع الأمني لدولة اسرائيل في بداية السنة الجديدة. وعندما بدأت في تعداد التهديدات لاحظت أن أي جيش حقيقي لا يظهر في صورة التهديدات الآنية. مع أنه ما زالت هناك دول في المنطقة لها جيوش وعلى رأسها مصر، ولكن لا يبدو أن اسرائيل هي التي تقف في سلم اهتمامات الجيش المصري. كما أنهم لم يضمنوا بعد سيطرتهم على مصر نفسها ولم يجدوا حلولا لمشاكلها.
وباقي الجيوش في المنطقة لم تعد ذات جدوى من نواحي عديدة، فالجيش السوري يركز قوته في القتال ضد مواطنيه، ولكن توجد لديه وسائل قتالية غير قليلة مع أن وحداته العسكرية قد تضررت، والروح المعنوية لديه منخفضة جدا والكثير من قادته قلقون على حياتهم عند انتهاء الحرب لمصلحة الطرف الآخر. والجيش العراقي، الجيش الذي كان جيشا عظيما بحجمه والذي كان بامكانه تغيير ميزان القوى في الجبهة الشرقية ضد اسرائيل، كف عن الوجود، واليوم يعمل الامريكيون على بنائه من جديد واستغلاله في الحرب ضد داعش.
الجيش الاردني، الجيش الصغير لكن المهني، يوجه نظره شرقا وشمالا باتجاه العراق وسوريا الآخذتان بالتفكك واللتان تنمو في اوساطهما عناصر الإرهاب الإسلامية من خلال الفراغ السلطوي القائم، التي ترى في الاردن الهدف القادم. وفي داخل الاردن ايضا يوجد احتمال ليس ضئيلا لنهوض الإسلام الراديكالي.
وبيقين أن المملكة لا ترى في اسرائيل دولة محسوبة في قائمة أعدائها. والجيش اللبناني كان وما زال جيشا صغيرا يعاني اليوم من هجمات اوساط إسلامية تحاول نقل الحرب من سوريا إلى لبنان ـ ولكنها لم تنجح حتى الآن.
صحيح أن السعودية ودول الخليج تتسلح بأفضل أنواع الاسلحة الغربية وخاصة الامريكية، لكنها لا تنظر إلى اسرائيل كعدو، فإيران بالنسبة لها هي الغيوم التي تتلبد بها سماء الخليج، وهي السبب لسباق التسلح الحثيث في منطقة الخليج. ومن الواضح أنه عندما يتواجد السلاح هناك فسيكون بامكان كل من يسيطر في هذه الدول استخدامه، ويجب القلق من ذلك في المستقبل، ولكن هذا بحاجة إلى تغيير كبير يتطلب تطبيقه اذا حدث زمنا ليس قصيرا.
لا شك أننا انتقلنا إلى عالم آخر بعد أن تعودنا على وجود جيوش نظامية كبيرة مع دبابات ومدافع ومئات الطائرات ومئات آلاف الجنود، على الحدود المحيطة بنا. واليوم فان التهديد الحالي القائم على اسرائيل مختلف، وأساسه منظمات ليست دول التي تحركها ايديولوجيا إسلامية وأقواها هو حزب الله الذي بني على هيئة دولة وهو الذراع الطويلة لإيران ضد اسرائيل لردعها. وهو الجهة المعدة لفرض الشريعة الإسلامية في لبنان التي توجد فيها طائفة شيعية هي الاكبر في الدولة.
حزب الله هو منظمة ليست دولة، وهي تشبه إلى حد كبير جيش نظامي من حيث امكانياته، حيث يوجد بحوزته 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وبضعة آلاف منها تغطي جميع مساحة دولة اسرائيل، وهذه قوة نارية هائلة ونادرة في قوتها، وهي أكبر كما يبدو مما يوجد لجميع دول اوروبا مجتمعة.
وتوجد لحزب الله صواريخ ارض – بحر بعيدة المدى، وصواريخ ضد الطائرات، وطائرات بدون طيار وصواريخ حديثة ضد الدبابات. وهو منظم جيدا لتنظيم عسكري هرمي وبيده انظمة الادارة والسيطرة النوعية حيث تم بناؤه من قبل بعثات إيرانية، ولكن قيادته كانت دائما لبنانية مرتبطة جيدا بالطائفة ومصالحها. وقد زود هذا التنظيم جميع احتياجات الشيعة في المجالات المدنية كقاعدة لبناء قوته العسكرية.
اليوم هذا التنظيم مشغول في دعم نظام الاسد في سوريا، وقد ضحى في هذه المعركة بالمئات من رجاله، وهو يراكم هناك تجربة قتالية غير قليلة، ولكن بالنسبة اليه فان هذه هي معركة الوجود. وهو يقاتل إلى جانب العلويين في سوريا كسلطة دينية حيوية بالنسبة له. فسوريا هي الساحة الخلفية لحزب الله وهي مسقط رأسه وجسرا له في العبور إلى إيران. فاذا بقي الاسد سيقوى موقف حزب الله في لبنان وسيزيد تأثيره في دمشق. والتنظيم الثاني الذي يجب أخذه في الحسبان كتهديد متصاعد على اسرائيل هو حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي بنت هناك ايضا بمساعدة إيرانية وبمساعدة حزب الله امكانيات عسكرية لا بأس بها، والاكثر أهمية منها هي امكانية الانتاج الذاتي للصواريخ والقذائف بعيدة المدى ومنظومة الانفاق باتجاه دولة اسرائيل. وبعد الحملة الاخيرة بقي لحماس نحوا من 3500 صاروخ وقذيفة صاروخية.
والسؤال الكبير هو بأي وتيرة ستعيد حماس لنفسها الامكانيات التي خسرتها. فالسلطة الحالية في مصر هي العقبة الكبرى بالنسبة لحماس. ويوجد لحماس ايضا بنية هرمية عسكرية منظمة وتثبت امكانيات التعلم والتطوير بشكل مثير، وهي تفهم ايضا أنها في الحملة الاخيرة فشلت اغلبية المفاجآت التي أعدتها، وأنها لا بد من تحضير نفسها بشكل افضل في المستقبل.
والى جانب حماس تعمل منظمة الجهاد الإسلامي التي أقيمت من قبل إيران ويتم تفعيلها إلى حد كبير على أيدي إيران، هي منظمة صغيرة تعتبر جودة الصواريخ والقذائف التي تملكها أقل من تلك التي لدى حماس، لكنها ليست منظمة هامشية عديمة الأهمية.
وفي حدود سيناء وهضبة الجولان على جيش الدفاع الاسرائيلي أن يأخذ في الحسبان تزايد المنظمات المتطرفة التي يرتبط بعضها بداعش وتعمل جميعها على تحسين قدراتها وتقوية نفسها.
هذا العدو اقل اهمية مع امكانية ان يقوم بعملية ناجحة قد لا تكون لطيفة بالنسبة لنا، (مثلا عملية خطف)، ولكن قوة هذه التنظيمات ما زالت صغيرة. وضرر تنظيم كتنظيم داعش سيكون كبيرا اذا نجح في خلق حالة من عدم الهدوء أو اذا أدى إلى انهيار دولة مجاورة. وحتى الآن لا تبدو الامور كذلك ولا تبدو احتمالية حدوث مثل هذا الشيء عالية لكنها من نوع الاحداث التي يجب اخذها بعين الاعتبار والتحسب من حدوثها.
وفي يهودا والسامرة بافتراض ان يستمر الوضع الحالي لا يبدو أن هناك تهديدا امنيا قائما، وتدهور العلاقات مع السلطة الفلسطينية قد يؤدي إلى توتر في المنطقة، وبالذات إلى مظاهرات واخلال بالنظام العام وربما إلى إرهاب شعبي اكثر، لكن يمكن الافتراض أن هذا سيكون تحديا شُرطيا في طابعه وليس تهديدا امنيا جديا.
إن التهديد الاكثر جوهرية على وجود دولة اسرائيل هو امكانية ان تنجح إيران في السنة القريبة القادمة في التوصل إلى اتفاق يسمح لها بالتقدم في مسار الحصول على القدرات النووية العسكرية.
وهذه العملية قد لا تحصل في نهاية هذه السنة، ولكن اتفاق سيء مع الدول العظمى قد يكون حجر الزاوية في مسيرة كهذه بدأت منذ زمن.
ويحتمل ان يكون هذا التحدي الأمني الاساسي لدولة اسرائيل حيث سيصعب الاتفاق عليها مواجهة هذا التحدي. وذلك يعني انه على جيش الدفاع الاسرائيلي ان يكون جاهزا للقتال البري وقتال الشوارع في لبنان والى حرب استنزاف في غزة والى عملية في إيران، وهذا ليس سهلا وليس رخيصا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرية التفكير حرية الكاريكاتور
العمل الكاريكاتوري هو حرية تعبير وقيمة عليا يجب أن يتم احترامها في كل الأحوال
بقلم:شلومو كوهين،عن إسرائيل اليوم
الكليشيه الصحافي المعروف يقول إن الصورة الواحدة تساوي ألف كلمة، وهكذا يبدو أن كاريكاتورا واحد يساوي ألف تقرير. وما يوجد في الكاريكاتور السياسي يثير مشاعر لا يستطيع أي مقال أن يثيرها.
إن قوة الكاريكاتور هي في بساطته. فالنص المكتوب يتطلب من القاريء انتباه وليس لزمن قصير، فالكاريكاتور ينقل الرسالة بمجرد لمحة بصرية، وهو يصرخ بصوت عال اكثر مما تهمس به المقالات.
لذلك فان العمل الكاريكاتوري يعتبر حرية تعبير قصوى، مباشرة وعميقة وهي لذلك دائما تدفع الثمن.
ولكن هل حرية التعبير هي قيمة عليا تستحق العمل بها طوعا أو كرها؟ إن الجدل الجماهيري لدينا في السنوات الاخيرة يلقي بظلال من الشك على هذا الجانب ويزعزع قدسية حرية التعبير.
ومن وجهة نظري فان حرية التعبير هي قيمة عليا، فلا يوجد انسان مستعد للتنازل عن حرية التعبير. والمقولة الخالدة «أنا أفكر اذا أنا موجود»، هذه المقولة تحظى هنا بكامل المعنى والجوهرية. إن حرية التعبير هي أداة ومنتج مرافق لحرية التفكير، والسؤال هو هل تتفوق هذه الأداة على منتجها؟ وبالذات الآن بعد المذبحة الفظيعة في باريس، فاننا بحاجة إلى فحص وبشجاعة أين يكون الخط الاحمر، وهل حرية التعبير يجب أن تكون بلا حدود.
وأنا كرسام كاريكاتور سياسي فاني أواجه هذه القضية كل يوم. «المسار الذهبي» الشخصي الخاص بي الذي أحاول السير به هو أن أنقل الافكار بطريقة التكلف، الرمز والغمز واللمز. وبذلك اؤمن بأن فكرتي ستكون أقوى.
إن الانترنت والحاسوب قد أزالا جميع القيود الفنية، وعالم الاتصالات بجميع اوساطه يُغمر اليوم بآلاف الكاريكاتورات التي تنتج كمية هائلة من الكاريكاتورات. وبطبيعة الحال وبشكل موازٍ للعاملين في الشبكات هناك من يكتبون ويقدمون افكارا وقحة ومنفلتة تؤدي إلى التساؤلات حول ضرورة وجود الخطوط الحمراء. وهذا ما يثير السؤال الذي هو اجابة في نفس الوقت: «نحن نعرف أين يبدأ الخط ولكن من يعرف أين سينتهي؟».
قبل بضع سنوات نشرت في مجلة «منوتن» صورة لعضو الكنيست يهودا بن مئير، وقد اعتبر الكثيرين هذه الصورة أنها لاسامية. وبعد فترة من البلبلة وافق رئيس التحرير في ذلك الوقت، أدام باروخ، على نشر الكاريكاتور وكتب أن «الثمن الذي سندفعه في نهاية الامر على رفض عمل فنان، أكبر من الثمن الذي سندفعه اذا قمنا بنشر عمله». ومن المهم أن نسأل اذا كان سيكتب نفس الشيء بعد القتل الفظيع في باريس الذي حدث كرد على كاريكاتور بسيط وحكيم وشرعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
رسم ساخر
لو كنت مسلمة ويتعين عليّ أن أرسم كاريكاتيرا، لكنت رسمت النبي محمد يبكي
بقلم:دانييلا لندن ديكل،عن يديعوت احرونوت
قوة الكاريكاتير السياسي توجد في الصورة البصرية. نحن لا نقرأ. نحن نرى. وللصورة البصرية تفوق. فهي مباشرة، سريعة، تجتاز حدود اللغة. والكاركاتير الجيد مثل لكمة في البطن.
رسامو الكاريكاتير ساخرون، باستثناء أنه بدلا من الكلمات يخلقون واقعا صوريا خياليا، يلعب فيه دور النجوم ابطال الساعة في جملة مظاهر عابثة. ويظهر ابطالنا فيه كالاسود، كالنعامات، كالكلاب الصغيرة وكالنسور. ليس مهما من هم الابطال وما هي اهميتهم، فهم يمكنهم أن يجدوا أنفسهم يغرقون في البحر، معلقين بين السماء والارض، يقفون الواحد امام الاخر في ساحات الملاكمة وينشرون إلى قسمين على ايدي ساحر. والقدرة على بناء مشهد ما، احيانا من خلال الاعتماد على عالم معروف من الخيالات ـ كلنا نفهم ما هي حلبة الملاكمة وما الذي تمثله النعامة ـ تكون هذه هي قوة الرسام العليا. بلا كلمات، او تقريبا بلا كلمات، يقدم لقراء الصحيفة رسالة يكون بوسعهم أن يحلوا لغزها بثانية. أما الموازي النصي للكاريكاتير فينتزع من القراء دقائق طويلة.
ان الرسالة الفورية تتطلب الفظاظة. فليس للكاريكاتير الوقت ليكون أديبا أو ليطرح معطيات من مكتب الاحصاء المركزي. يحتاج إلى التقاط العين بثانية وينتزع من المشاهد ضحكة صحية. الكاريكاتير هو الجار المزعج والعدمي لافتتاحيات الصحف. وهو يضحك على المراتبية ـ حكم رئيس الاركان كحكم نينات ـ ومثل الفوضويين، فان الكاريكاتير «لا يقدم الاحترام». ودون فرق في الدين، العرق والجنس، يهاجم كل من تعثر حظه ليصبح موضوعا له.
رسام الكاريكاتير الجيد هو رسام الكاريكاتير الذي ليس له رب. وحتى عند الحديث عن الرب. ولا سيما عند الحديث عن الرب. لماذا؟ لان الرب هو موضوع مركزي في الساحة السياسية. ولتأثيره على ما يجري في العالم، لا يوجد مقدار أو قياس. فلا يحتمل أن يكون هو بالذات من يفلت من القلم الحاد للرسام. وابقاؤه خارج الخانة، او أن يرسم هناك بالذات خط حرية التعبير هو عدم فهم أي شيء في وسائط الاعلام. وهذا مدحوض تقريبا مثل الطلب من طال فريدمان ان يلتزم بالنص.
وبالفعل، ما الذي ينبغي أن يتميز به المشاهد كي يفهم وسائط الاعلام؟ المعلومات الحديثة بالتأكيد. ولكن ليس أقل اهمية من ذلك، بل وربما أكثر أهمية، ان يتحلى ايضا بالسخرية المعافاة. إذ بدون قدر من الاستعارة، لن يتمكن المشاهد من أن يتمتع بأي كاريكاتير. وهو سيفسر عالم الصور بشكل ملموس، عديم الابتسامة. والمبالغة أو الهزء سيخرجانه عن طوره، وفي كل لذعة سيرى تدهورا أخلاقيا أو خطرا وجوديا. وهنا بالضبط جذر المشكلة. فالتزمت الديني لا يسير مع الاستعارة. التزمت بشكل عام ـ والايديولوجي ايضا ـ عديم الشك، قلق دوما على السمعة الطيبة والملموسة جدا. ما تراه، هو الموجود. والمس بصورة النبي هو مس رهيب بقدس الاقداس. خطيئة لا مغفرة لها.
ان معظم الكاريكاتورات التي تعنى بالرب اكثر هشاشة، هذا واضح. وكحجم التابو (الحظر الديني)، هو حجب الغضب. ولكن بين مقال افتتاحي غاضب والقتل عديم التمييز فان المسافة هائلة. ان يغاظ المرء هو أمر على ما يرام، بل هو أمر مرغوب فيه. اما القتل المزدوج ـ للصحافيين وحرية التعبير ـ فهو قصة اخرى.
لو كنت مسلمة وغدا كان يتعين عليّ أن ارسم كاريكاتيرا، لكنت رسمت النبي محمد يبكي. ولكن لا، ليس عاريا. فأنا مع ذلك أريد أن أعيش.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
البدلة الواقية لحزب الله
بقلم:يورام شفايتزر/ وبنديتا بارتي،عن نظرة عليا
وفقا للتقارير الاخيرة الواردة من لبنان ووسائل الاعلام العالمية معا، فإن حزب الله كشف وقدم للقضاء عميلا يشغل درجة عالية مع اربعة من معاونيه، للاشتباه بأنهم عملوا لصالح اسرائيل. ووفقا لما ورد، فإن المشتبه بهم كانوا اعضاء في وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب المسماة (الوحدة 910)، ويعتبر محمد شواربة، المتهم الرئيسي في القضية والذي عمل في السابق مسؤولا عن طاقم الحماية الشخصية المكلف بحماية حسن نصر الله حيث عمل كنائب لقائد الوحدة.
ويفترض ان مصدر المعلومات لوسائل الاعلام بالكشف عن المشتبه بهم جاء من داخل حزب الله وليس من مصدر رسمي للمنظمة، وينضم هذا التطور الاخير إلى سلسلة من «فضائح التجسس» التي كشفتها اجهزة امن المنظمة. حيث اولى الحزب منذ سنوات اهتمامه بالأمن الوقائي، لمكافحة التجسس ومن اجل كشف العملاء المحتملين من الاجانب.
في بداية العام 2000، وكجزء من الدعم الشامل الذي تلقاه من إيران، انشأ الحزب وحدة «للمخابرات الوقائية» حيث تلقى مساعدات لذلك من افراد الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في لبنان. بهدف البحث والكشف عن متسللين محتملين ولمنع تسرب المعلومات .
وبالمثل، فأحد العبر التي تم استخلاصها من الحرب ضد اسرائيل في العام 2006، كان يستوجب الاستثمار في شبكات الاستخبارات والحماية في المنظمة. وهذا ايضا بمساعدة من طهران، من اجل تقليص حجم الاضرار في المنظمة من خلال الكشف عن المتسللين إلى صفوفها. ومن ذلك الحين تركزت الجهود على المخابرات الوقائية لحزب الله بإدارة معركة هجومية لكشف وإعتقال العملاء المحتملين والعملاء المزدوجين في لبنان بشكل عام وفي داخل المنظمة بشكل خاص.
ومن احد الاحداث البارزة في الماضي، إلى جانب الكشف عن شبكات تجسس خاصة لصالح اسرائيل، كان الكشف ـ في حزيران وتشرين ثاني من العام 2011 ـ عن مجموعة من اعضاء الحزب الذين كانوا متورطين بالتجسس لصالح وكالة المخابرات الاميركية. حيث كان لهذه الحادثة تأثير كبير على حزب الله، الذي اعترف للمرة الاولى، ان وكلاء اخترقوا صفوفه، الامر الذي مس بسمعته بأنه محصن وغير قابل للاختراق من داخل صفوفه.
وعلى الرغم من أن الحديث لا يدور عن حدث غير مسبوق، فإن اعتقال وكيل وصل إلى درجات عملياتيه عالية داخل الحزب،كشف ايضا بشكل اكبر عن الاضرار التي لحقت بالحزب من خارجه، على الرغم من الصورة المزروعة بأنه حزب محصن ومتماسك. وبالاضافة إلى ذلك، فإن لهذا التطور تأثير كبير على المستوي العملياتي للحزب.
في اعقاب عملية الاغتيال التي قامت بها اسرائيل في دمشق في العام 2008 ضد احد العناصر الهامة والكبيرة في جهاز عمليات الحزب، صرح نصر الله امين عام الحزب عن التزامه بالانتقام لموت عماد مغنية. وهو التصريح الذي اعقبه سلسلة من العمليات ضد ممثلين، مؤسسات ومواطنين اسرائيليين في الخارج، والتي فشلت او احبطت.
على ضوء الموقع الرئيسي الذي شغله العميل شواربه، في جهاز العمليات للمنظمة، من الممكن الافتراض ان تعاونه مع اسرائيل ساهم في الاحباط من هجمات حزب الله، من أذربيجان ةتركيا ولغاية قبرص، تايلند ومؤخرا في البيرو، بالاضافة إلى جمع معلومات عن قيادة المنظمة.
النجاح الوحيد الذي حققه حزب الله انتقاما لمغنية كان الهجوم على السياح الاسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري في العام 2012، والذي اسفر عن مقتل 6 مدنيين، 5 من السياح الاسرائيليين ومواطن بلغاري. وفقا للتقارير، في هذا الهجوم، الذي ساهم إلى حد بعيد في قرار المجتمع الاروبي لوضع الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب، والتركيز ليس فقط على المخابرات الوقائية بل على الأمن الداخلي.
بالاضافة إلى ذلك، الاعتبارات والاسباب الأمنية لحزب الله مازالت مستمرة بالتأثرمن مسألة الردع التي زادت اهميتها في اعقاب الحرب ضد اسرائيل في العام 2006. ومنذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، تحول الجهد للحفاظ على الوضع القائم إلى مسأله صعبة جدا، حيث يحارب حزب الله على جبهتين متناقضتين: فمن جهة – الحاجة لاثبات قوته واصراره وللتأكيد مجددا على قواعد اللعبة في مواجهة اسرائيل، وبشكل خاص في اعقاب ما قامت به اسرائيل في لبنان وسوريا ضد قوافل السلاح الذي كان في طريقه إلى حزب الله في لبنان. ومن جهة اخرى- الرغبة، التي ما زالت قائمة، بمنع التصعيد وفتح جبهة كاملة اضافية ضد اسرائيل. على هذه الخلفية، وفي الاشهر الاخيره، اخذت المنظمة على عاتقها المسؤولية عن عدة عمليات صغيرة الحجم نسبيا والتي تمت في مزارع شبعا (هار دوف) وفي هضبة الجولان.
على ضوء الصعوبات المعقدة التي تواجه حزب الله، الكشف على ما يبدو انه إحباط لعملية تجسس، سيتم التلويح بها كنصر عملياتي لحزب الله. الا ان الكشف عن متسليين رفيعي الدرجة، سيمكن الحزب من إظهار قوته وفعاليته العملياتية، وتقويض شبكة جمع المعلومات الاسرائيلية، من المفترض ان يكون تشغيل احد المسؤولين الكبار واربعة من مساعديه قد ساهم بنجاح في إحباط الهجمات، التي تم التخطيط لها من قبل حزب الله في الخارج. لذا، فإن الكشف بالتأكيد سوف يلحق الضرر في الشبكة التي تديرها اسرائيل ضد منظمة الإرهاب الشيعية. ففقدان هذا الكنز الكبير سوف يجعل الامور اكثر صعوبة على اسرائيل في نجاحها في المستقبل لاحباط الاعمال الإرهابية ضد اهدافها في الخارج.
ان الهجمات المتواصلة انتقاما لموت مغنية تعزز الحاجة لدى اسرائيل للتعاون الدولي في ملاحقة نشاطات المنظمة في الخارج. واضافة إلى ذلك، فإنه على ضوء حقيقة طرق عمل حزب الله في الماضي، والتي شملت الامتناع عن الاعلان عن مسؤولية المنظمة عن الاعمال في الدول الاجنبية، وغياب مصادر المعلومات الداخلية من شأنه ان يصعب الجهود لكشف حزب الله كعنصر إرهاب دولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس