اقلام واراء اسرائيلي 339
11/5/2013
في هــــــذا الملف
معمودية النار.. كي لا تصبح سورية قاعدة للارهاب
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
أحمر يرتفع
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
الاسطورة وتحطمها.. عشر أساطير عن سورية المتفككة تتبدد هنا
العرب يرون ان على الاسد ان يرحل ولكنهم يخافون من البديل الاسلامي المتشدد ولا يعملون كما ينبغي لانهاء الحرب
بقلم:سارة ليفوفيتش دار،عن معاريف
لن يرتفع هذا عاليا
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
معمودية النار.. كي لا تصبح سورية قاعدة للارهاب
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
بدأوا في وزارة الدفاع الامريكية هذا الاسبوع تحقيقا محرجا في أنه من سرب في واشنطن الى شبكات التلفاز الامريكية معلومة سرية سلمتها دولة صديقة وتشير الى ان اسرائيل هاجمت في نهاية الاسبوع الماضي في دمشق شحنة الصواريخ الايرانية المرسلة الى حزب الله. إن الحرج في البنتاغون مضاعف. فلم يُعرض تسريب النبأ مصالح دولة صديقة ويُفسد علاقات الثقة بين اسرائيل والولايات المتحدة فقط بل إنه كان في اسرائيل في تلك الايام حقا نائب وزير الدفاع الامريكي لشؤون السياسة، جيمس ميلر. وكانت تلك زيارة عمل عادية هي جزء من الحوار الاستراتيجي بين جهازي الدفاع. ومن المنطق أن نفترض بالطبع ان الأحداث في سوريا كانت هي الموضوع الساخن في تلك المباحثات. وفي حين كان الطرفان يتبادلان الآراء في سرية، باع شخص ما من تلك المكاتب في واشنطن التي يخدم فيها ميلر اسرائيل بثمن بخس واسوأ من ذلك أنه يُعرضها للخطر.
في نهاية الاسبوع الاخير بلغت علاقات اسرائيل بسوريا الى نقطة غليان وهو ما أوجب على اسرائيل سلسلة خطوات مثل الغاء عمليات ومضاءلة تدريبات عسكرية من اجل تبريد الحدود. ومن الواضح تماما أن هذا التسريب لم يسبب لاسرائيل ضررا سياسيا فقط بل ضررا عملياتيا ايضا.
يُصر الامريكيون على فرض ان الحديث عن واقعة مُفردة. فهي تسريب عرضي ونقطي بسبب خطأ في التقدير من موظف ما. وتغطي اسرائيل في مقابلة ذلك سحابة شك تقول إن ذلك ليس خطأ بل سياسة؛ وإن الادارة الامريكية التي تتعرض لهجمات داخلية لعدم فعلها في مواجهة ما يحدث في سوريا، تعرض اسرائيل بهذه التسريبات على أنها ‘ذراعها الطويلة’: من قال إننا لا نفعل شيئا؟ ها هم أولاء حلفاؤنا يفعلون، وليفهم العاقل. والى ذلك، حضرت قيادة الادارة العليا من الرئيس فنازلا بعد الهجوم في سوريا فورا أمام السماعات واحتضنت اسرائيل وأعلنت حقها في الدفاع عن نفسها.
ويبدو على العموم أن عند وزير الدفاع الجديد تشاك هيغل مشكلة ما مع مرؤوسيه في وزارة الدفاع الامريكية. فقد ورط نفسه قبل النبأ المسرب الأخير بقوله انه ليس للولايات المتحدة معلومة محققة عن استعمال سلاح كيميائي في سوريا، وعُرض في ضوء محرج. وقد عرف ناسه خصوصا باستعمال هذا السلاح لكنهم نسوا أن يُنبئوه عن ذلك وأخضعوا الثقة به لامتحان. إن تسريب المعلومة الامريكي الحقير، الذي عرّض اسرائيل لخطر مواجهة عسكرية مع جاراتها أبرز موضوعا أكثر خطرا وهو هل توجد أصلا سياسة اسرائيلية في مواجهة ما يجري في سوريا؟ واذا كانت توجد فمن الذي يشرف عليها؟. هبطت في مطار دمشق في مطلع الشهر طائرة نقل ايرانية وفيها بضع عشرات من الصواريخ الايرانية الجديدة نسبيا من طراز ‘فاتح 110 إس′. أما الطراز الاول من ‘الفاتح 110′ فمعروف منذ مطلع الألفية الثالثة. وقد وصل الطراز المتقدم منها ‘إم600′ الى حزب الله. عرض الايرانيون في آب 2010 الطراز المتقدم من ‘فاتح 110 إس′ وهو صاروخ دقيق مع انحراف يبلغ بضع عشرات الأمتار عن الهدف. ومعنى ذلك أن صاروخا كهذا يوجه الى قاعدة عسكرية كبيرة أو الى منشأة شركة كهرباء أو الى مكان الكرياه وما أشبه، يصيب الهدف.
إن هذا السلاح بالنسبة لاسرائيل اذا وصل الى حزب الله هو ‘سلاح سيئ’. هل يُغير توازن الردع بين اسرائيل وحزب الله؟ وهل هذا الصاروخ الموجه بواسطة الـ ‘جي.بي.إس′ لا يمكن وقفه؟ أكانت اسرائيل ستهاجم سوريا قبل سنتين لو هبط هذا السلاح على ارضها؟ وهل تُسوغ بضع عشرات قليلة من هذه الصواريخ مشاركة اسرائيلية في المواجهة العسكرية في سوريا؟.
بدأت تجتمع في صيف 2012 معلومات في الغرب عن ان ايران تُعد هذه الصواريخ للتصدير ومن جملة المصدر اليهم حزب الله، وحدث ذلك في الاسبوع الماضي. على حسب الأنباء الاجنبية المنشورة هوجم مخزن قرب مطار دمشق ومواقع اخرى في المدينة. أي أن جزءا من الشحنة المرسلة نُقل للخزن وكان جزء منها يُعد لارساله الى لبنان، ويوجد هنا انجاز استخباري غير عادي للكشف عن نوايا تهريب وسائل قتالية في الوقت المناسب.
هناك في اسرائيل من يقولون إنه فُتحت أمامنا ‘نافذة فرص’ واسعة في سوريا تُمكّن من محاولة اصابة منظومات سلاح خطيرة قد يستعملها كل نظام معادٍ في المستقبل في سوريا لتقع في أيدي منظمة ارهابية مثل حزب الله أو القاعدة. ويزعم من يؤيدون نظرية نافذة الفرص أن لاسرائيل قدرة عسكرية على تدمير هذه المخازن مع دفع ثمن محتمل بازاء الضعف السوري، ومهما يكن ذلك أبكر فهو أفضل. ولم يتحول هذا التصور قط الى سياسة لأنه لا يخدم المصلحة الاسرائيلية في عدم التدخل في اسقاط الاسد. إن كل العمليات التي نُفذت الى الآن لمنع تسرب سلاح اشكالي في سوريا أو في اماكن اخرى كانت سرية. لكن عملية واسعة النطاق على مخازن سلاح في سوريا لا يمكن أن تكون سرية. وإن عملية كهذه قد تُشعل الجبهة الشمالية خلافا للمصلحة الاسرائيلية وتسقط نظام الاسد في وقت غير مريح لاسرائيل.
لكن كل ما حدث في نهاية الاسبوع الماضي كان كل شيء سوى عملية سرية. ويبدو أن إغراء اصابة مخزن ‘سلاح سيئ’ فيه عشرات الصواريخ الدقيقة كان كبيرا جدا؛ هذا الى ان تقدير الوضع رأى ان الرئيس السوري لن يبادر الى أي مواجهة عسكرية مع اسرائيل فمصلحة الاسد العليا هي الحفاظ على حكمه. وجر اسرائيل الى مواجهة عسكرية سيُعجل بنهاية النظام العلوي.
رسم كاريكاتوري مع استراتيجية
تفوق اسرائيل بصورة واضحة كثيرا من الدول الاخرى في معرفتها للنظام السوري. ولهذا حينما يُبلغ قادة الاستخبارات الاسرائيلية المستوى السياسي عن اجراءات الاسد وما يفكر فيه، في هذه المجالات وغيرها، يُظهرون ثقة كبيرة فهم يعرفون ما يتحدثون عنه. وتكاد هذه الثقة تبلغ احيانا حد الصلف. فعلى سبيل المثال وُجد وزير دفاع تحدث عن سقوط الاسد في غضون اسابيع، ولم يكن الوحيد، لكن الاسد ما زال موجودا كما تعلمون. يحاولون في اسرائيل ان يصوروا الاسد على أنه رسم كاريكاتوري لرئيس مقطوع عن الواقع. لكن يوجد عناصر لا يقلون اختصاصا يزعمون أنه قد يكون رسما كاريكاتوريا لكنه رسم كاريكاتوري مع استراتيجية، وهم يصورون صورة شخص عارف بالوضع لكنه يؤمن بأنه سيكون قادرا على الصمود سنة أو سنتين أخريين في مناطق حرجة للنظام وان يعود بعد ذلك ليُثبت سلطته في أجزاء واسعة من سوريا.
والرئيس السوري بخلاف الخبراء الاسرائيليين الذين يفحصون عنه يرفض تأبين نفسه ويريد كسب وقت.
يمنح الامريكيون ايضا في فترة وزير الخارجية كيري ووزير الدفاع هيغل، يمنحون الاسد نوعا من الأمل. فالخوف من فوضى في سوريا تؤثر في الاردن وفي تركيا يثير في الولايات المتحدة رعبا ويحثها على تغيير مهم جدا في سياستها. إن كيري الموجود في هذه الايام في موسكو يمنح الروس تفويضا لبدء حوار مع جميع الفصائل في سوريا ويشمل هذا الاسد. واذا كان الامريكيون الى اليوم قالوا ‘لا’ للاسد فهم اليوم ينضمون الى الروس ويتحدثون عن حوار يشمل الاسد ويشمل الايرانيين. وحتى لو كان الامريكيون يريدون المساعدة على اسقاط الاسد فهم يدركون أنه لا يوجد من يساعدونه. فانه ما بقي الحديث عن قيادات المتمردين السياسية فانه يمكن اجراء حوار مستقل مع القوميين السوريين والاخوان المسلمين السوريين ومن أشبههم. لكن الفروق تتلاشى في الميدان عند المستويات المقاتلة. وهكذا فان وسائل قتالية تُنقل الى المتمردين قد تتسرب الى القاعدة والى السلفيين.
إن كل هذا الخليط السياسي والامني والتكتيكي والاستراتيجي يُصب على مائدة المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل. في 2006، قُبيل الضربة الابتدائية الجوية في حرب لبنان الثانية، عرض رئيس هيئة الاركان آنذاك دان حلوتس على المجلس الوزاري المصغر خططه للمصادقة عليها. ويتذكر وزراء كبار جدا أنهم أجازوا آنذاك ضربة ابتدائية شديدة جدا توجه على منظومة الصواريخ الثقيلة لحزب الله. وكان تقدير الجيش للوضع ان حزب الله لن يرد أو انه سيرد بأدنى قدر.
واذا ردوا مع ذلك كله؟ سأل عدد من الوزراء. ‘سنوجه ضربة أشد وسيكفون’، أجاب الجيش. ‘واذا خرج الامر مع كل ذلك عن السيطرة؟’ سأل وزير كبير جاعلا الامر صعبا وهو شمعون بيرس. وكان جواب الجيش: ‘حينما يحدث ذلك سنتخذ قرارات’.
لا يوجد ما يدعونا الى افتراض ان المجلس الوزاري المصغر اليوم أكثر خبرة واختصاصا من ‘حلقة السبعة’ التي أدارت الحرب في 2006. كان يجلس في المجلس الوزاري المصغر آنذاك آفي ديختر وشاؤول موفاز وشمعون بيرس وكلهم خبير جدا بالمجال الأمني. أما اليوم فان الشخص الامني الخبير الوحيد تقريبا في المجلس الوزاري المصغر، وهو ‘البالغ المسؤول’، فهو وزير الدفاع موشيه يعلون. صحيح أن لرئيس الوزراء نتنياهو ايضا تجربة كبيرة. لكن يتبين أن مقدار حماسته لعمليات عسكرية أعلى حتى من حماسة الجيش. ولا يمكن ان ندعوه عاملا ضابطا للنفس. بالعكس إن نتنياهو هو عامل مستحث. وعلى ذلك يجب على يعلون ان يواجه الجيش باعتباره عنصرا مختصا معادلا يرى الامور برؤية سياسية واسعة، وفي مواجهة رئيس الوزراء باعتباره عامل ضبط للنفس. وتقف الى جانبه الوزيرة تسيبي لفني باعتبارها ذات خبرة سياسية. لكن لا يوجد في المجلس الوزاري المصغر في المجال العسكري والعملياتي من يسأل اسئلة أو يعرض معضلات أو يشك سواه. ويجب ان تُسأل اسئلة هناك لا على أساس حدس وزراء فضوليين بل على أساس علم ومعرفة عميقة بأكثر المواد سرية.
ونقول بعبارة اخرى ان التوازنات التي يفترض ان تكون بين المستوى السياسي، الذي يرى المصالح الاستراتيجية العامة لدولة اسرائيل، وبين المستوى العسكري، غير موجودة ببساطة. والى أن يدخل يئير لبيد ونفتالي بينيت وجلعاد أردان بل اسحق اهارونوفيتش الذي كان نائبا للقائد العام للشرطة، في أحذية اشخاص مثل دان مريدور أو بني بيغن أو افيغدور ليبرمان أو حتى إيلي يشاي، وكلهم أصحاب خبرة دامت سنين طويلة وشراكة في اتخاذ قرارات في أضيق الحلقات، سيظل هذا المجلس الوزاري ختما مطاطيا. إن الوزراء يأتون غير مستعدين وليسوا مذنبين في ذلك. وهم يحظون باستكمالات وجولات لكنهم يظلون بعيدين عن المعلومات المطلوبة لمواجهة قضايا اختصاصية حساسية. هل يستطيع هذا المجلس الوزاري المصغر أن يقف أمام رسوم بيانية ومعروضات للجيش وفي مواجهة أسرار وقدرات يعرضها الجيش؟ إن الوزراء يجلسون هناك فاغري الأفواه عندما يُكشف أمامهم عن القدرات التقنية وعن عمق المعلومات الاستخبارية. وكل شيء جديد بالنسبة لأكثرهم وكل شيء يثير الانفعال وكل شيء يملؤهم فخرا. لكنهم لم يُرسلوا الى المجلس الوزاري المصغر للانفعال بل للحفاظ على كل مصالح دولة اسرائيل.
من روسيا بحُب
إن ميزة السياسة الاسرائيلية الرئيسية في سوريا هي السرية، فما لم يُدخلوا أصابعهم في عيني الاسد تستطيع اسرائيل الاستمرار في العمل في سوريا في مواجهة وسائل قتالية ايرانية تُنقل الى حزب الله. هل الهجوم المجلجل على صواريخ في مخازن في وسط دمشق مرة بعد اخرى هو بمثابة إدخال أصابع في العينين؟ أهذه هي الحالة التي تستحق أن تُضيع فيها اسرائيل ‘المدافع الثقيلة’ في مواجهة الاسد؟ ستكون حساسية الاسد في الغد أكبر كثيرا من الحساسية التي كانت عنده قُبيل الهجوم. فهل ستكون اسرائيل حرة والحال كذلك في العمل على أهداف أهم لأمن اسرائيل مثل الصواريخ المضادة للطائرات ‘إس.إي300′ التي يبلغ مداها 200كم والتي ينوي الروس ان يبيعوها للاسد الآن؟.
بلع السوريون الهجوم في الليلة بين الخميس والجمعة الماضية واتهموا المتمردين. لكن لم يكن التسريب الامريكي وحده هو الذي وجه الاصبع نحو اسرائيل. فقد كان لمخططي الهجوم كما يبدو عوامل اضطرارية موضوعية ولم تترك الخطة العملياتية للسوريين خيارا سوى اتهام اسرائيل. وكان يجب على المجلس الوزاري المصغر هنا ايضا ان يسأل الاسئلة الصحيحة التي تُحدث توازنا بين الحاجة العسكرية والضرر السياسي.
إن مصلحة اسرائيل الواضحة الاولى هي ألا تصبح سوريا قاعدة ارهاب. والمصلحة الثانية هي ألا تتسرب وسائل قتالية نوعية أو سلاح غير تقليدي الى جهات معادية. والمصلحة الثالثة في أهميتها بحسب تصور الحكومة العام هي الاضرار بمحور الشر أي بمصالح ايران في المنطقة. فكيف يندمج الهجوم على صواريخ قليلة في قلب دمشق في هذه المصالح الاسرائيلية؟.
يستطيع يعلون وهو المحور المركزي في المجلس الوزاري المصغر في قضايا الأمن ان يشتاق فقط الى دان مريدور. قد لا يشتاق للشخص لكن لما يُمثله. فقد كان الثمانية في حكومة نتنياهو السابقة أفضل أداة مختصة سياسية كانت تملكها حكومة اسرائيل منذ سنين. وكان الاعضاء الثمانية يجلسون مرتين كل اسبوع الى اهود باراك ونتنياهو ساعات طويلة احيانا ويتباحثون في أكثر الشؤون حساسية في دولة اسرائيل. واطلع عدد منهم على مادة استخبارية خام لا يعرضها الموساد و’الشباك’ وشعبة الاستخبارات العسكرية على أي وزير من الوزراء الذين يجلسون اليوم في المجلس الوزاري المصغر. لكن بني بيغن كان إبن بيت في الموساد وكان مريدور وزير الشؤون الاستخبارية ورئيس لجنة الخارجية والامن في ماضيه. وقد عرفا بالضبط كيف تصوغ شعبة الاستخبارات العسكرية تقدير هل يرد الاسد أم لا يرد، وكانا يستطيعان الاعتراض عليه. وقد ضايق يعلون ايضا إذ كان عضوا في المجلس الوزاري المصغر وزير الدفاع باراك مضايقة شديدة بما لا يحصى من الاسئلة الاختصاصية. وفي مرة واحدة فقط حينما عطلوا الثُمانية وقعت كارثة القافلة البحرية التركية. يستطيع يعلون ونتنياهو اليوم أن يشتاقا فقط الى الثمانية ونستطيع نحن أن ندعو الله ان يتعلم المجلس الوزاري المصغر سريعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أحمر يرتفع
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
إن أحد الاجراءات الأقل حكمة في إقرار السياسة هو رسم خطوط حمراء. إن الخط يبدو بصورة جيدة ويكون اللون الاحمر خفاقا يملأ شاشة التلفاز، لكن الجدوى مشكوك فيها. إن المثالين من الزمن الأخير يدلان على القاعدة: فقد حذر الرئيس اوباما من ان استعمال السلاح الكيميائي في سوريا سيكون اجتيازا لخط احمر. وحينما تبين ان قوات الاسد استعملت سلاحا كيميائيا، تذكر اوباما ان الكيمياء ليست هي المشهد العام فلحكومته مصالح وعليها ضرورات، وهو غير مهتم الآن بدخول حرب في سوريا ولذلك اضطر الى ان يطمس على خطه الاحمر بسلسلة تصريحات كان فيها في الأساس هواء ساخن.
ورسم نتنياهو في خطبته في الجمعية العمومية للامم المتحدة خطا أحمر حسنا على رسم لقنبلة. وأحبت شبكات اذاعة في العالم هذه البدعة. وهب خبراء بالذرة الى تفسير الخط وسمكه وارتفاعه ومعناه بالدرجات المئوية. وكان الايرانيون وحدهم هم الذين لم يرتاعوا من ذلك، فقد أدركوا ان الطريق من المكان الذي وجدوا فيه في تطوير قدرتهم الذرية الى الخط الاحمر خال. فسيصلون أولا الى الخط الاحمر ونرى ماذا يكون بعد ذلك.
ورسم نتنياهو خطا احمر آخر – أقل ادعاءً وأوضح وعمليا أكثر – يتعلق بنقل سلاح متقدم من مخازن الجيش السوري الى حزب الله ومنظمات اخرى. فسيتم القضاء على كل قافلة يُكشف عنها، وتُصاب كل شحنة مرسلة تُعد للتحميل. وتم التحذير بحكمة لأن كل حكومة في الغرب تستطيع ان تفهم الفرق بين سلاح تسيطر عليه حكومة مهما تكن متطرفة، وبين سلاح تسيطر عليه منظمة ارهابية؛ وتستطيع كل حكومة في الغرب ان تُسوغ عملا عسكريا يتم بعد تحذير واضح موضوعي. فلا عجب من ان العمليات في نهاية الاسبوع التي تنسبها مصادر أجنبية الى سلاح الجو الاسرائيلي تم تقبلها بدعم كامل في واشنطن ولندن.
لكن لهذا الخط الاحمر ايضا حدودا. فلا يستطيع أحد أولا أن يضمن ألا يجد سلاح متقدم برغم عمليات المنع طريقه الى حزب الله. وقد كان واضحا منذ البدء أنه لا سبيل لسد الطريق تماما من سوريا الى لبنان. والذي يصعب على السوريين أن يعطوه يستطيع الايرانيون ان يعطوه: فمخازنهم غنية بتلك الاشياء الحساسة الموجودة في مخازن السلاح السورية.
والشيء الأساسي هو ان قدرة ايران وحزب الله على التحمل ليست غير محدودة. وقد يأتي الرد من لبنان أو من سوريا أو من كل مكان في العالم فيه سياح اسرائيليون أو سفارات أو طائفة يهودية. فاسرائيل ليست اللاعبة الوحيدة في الملعب.
يمكن ان نفهم من ذلك عدم الاطمئنان عند سكان الشمال الذين كانوا يسمعون منذ نهاية الاسبوع هدير الطائرات في الأساس. واستعد فرع الأكواخ الخشبية في الشمال لعدم تجدد اطلاق النار لاسابيع. ويمكن ان نفهم عدم اطمئنان اسرائيليين كثيرين تُرسل اليهم حكومتهم في كل يوم رسائل مزدوجة – الحرب والسلام، والضجيج والهدوء.
كان رئيس الوزراء يوشك أن يشخص أمس الى الصين في زيارة تم التخطيط لها منذ زمن بعيد. ويعني هذا في الشيفرة الاسرائيلية أنه على يقين من أنه لن يحدث أي حدث أمني مهم منذ الآن الى أن يعود. ويمكن بمفاهيم عسكرية أن نأوي لننام بلا حذاء. وقد أخّر من جهة اخرى إقلاع الطائرة كي يجمع المجلس الوزاري المصغر لمباحثة عاجلة. وتشير هذه المباحثات في الشيفرة الاسرائيلية اشارة خفية الى حرب.
إنه يشخص الى الصين لزيارة تُعرف بأنها "استراتيجية". وتوصف محادثاته مع قادة النظام بمصطلحات دراماتية: فهو سيُبين لهم أنه يجب عليهم الانضمام الى عقوبات على ايران؛ وسيغير تصورهم العام عن المشروع الذري والنظام الايراني فضلا عن سوريا. لكنه يأخذ إبنيه لهذا التباحث الاستراتيجي وسيخصص النصف الأول من الزيارة للتجوال السياحي في شنغهاي.
غطيت زيارتين سابقتين لقادة اسرائيليين للصين – واحدة لوزير خارجية والاخرى لرئيس وزراء. واذا كانت التجربة تُعلم شيئا ما فان نتنياهو وعائلته سيحظون بضيافة سخية كعادة امبراطورية وبسلسلة صور جميلة في مواقع سياحية وبمحاضرات مدروسة باللغة الصينية على ألسنة قادة النظام لكنه لن يغير رأيهم أدنى تغيير.
بدأ نتنياهو ولايته الاولى لرئاسة الوزراء بزيارة اوروبا التي تم القضاء عليها بسبب أحداث نفق حائط المبكى. ويجب ان نتمنى له من أعماق قلوبنا زيارة مطمئنة هادئة للصين وقضاء أوقات ممتعة كثيرة مع أولاده. ونحن نعد بجمع الصحف التي ستجتمع عند مدخل منزله ونحفظها كي لا يستغل اللصوص غياب العائلة لمصلحتهم. وينبغي ان نأمل ان يُسهم احمدي نجاد ونصر الله والاسد بنصيبهم في الهدوء الى ان يعود على الأقل فهذا ما يفترض ان يفعله الجيران الصالحون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاسطورة وتحطمها.. عشر أساطير عن سورية المتفككة تتبدد هنا
العرب يرون ان على الاسد ان يرحل ولكنهم يخافون من البديل الاسلامي المتشدد ولا يعملون كما ينبغي لانهاء الحرب
بقلم:سارة ليفوفيتش دار،عن معاريف
الخط الاحمر لاسرائيل هو السلاح كاسر التعادل: في نهاية الاسبوع الماضي، حسب منشورات أجنبية، هاجمت اسرائيل عدة مواقع في سوريا، بينها ارسالية لصواريخ ايرانية من طراز فاتح 110، وصلت الى سوريا في طريقها الى حزب الله قبل وقت قصير من الغارة الاسرائيلية. وتعتبر صواريخ 110 الايرانية سلاحا كاسرا للتعادل، أو الاصح: ‘سلاحا كاسرا للوضع الراهن’، يقول البروفيسور اسحق بن يسرائيل، رئيس المجلس الوطني للبحث والتطوير، الذي ترأس مديرية البحث والتطوير للوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية في وزارة الدفاع. ‘تعبير كاسر التعادل يعني أن لنا ولحزب الله توجد منظومة قوات مشابهة، ولكن هذا ليس صحيحا نحن نتفوق عليهم. أربعة أنواع من السلاح تعتبر كاسرة الوضع الراهن: سلاح كيميائي، صواريخ أرض جو، صواريخ أرض أرض بعيدة المدى دقيقة وصواريخ بحر بحر من طراز ياخونت، والتي أصابت صيغة سابقة منها بارجة حنيت’.
صواريخ فاتح 110، التي دمرت في الغارات الاخيرة على سوريا، وصلت الى هناك من ايران منذ 2008، وبعد سنتين من ذلك نقلت الى حزب الله. وتلقت سوريا صواريخ ياخونت روسية قبل نحو سنة ونصف. في شباط 2011 أعلن وزير الدفاع الروسي، أناتولي سردينوف بان روسيا لم تتخل عن خطتها توريد صواريخ ياخونت لسوريا وبعد نحو عشرة اشهر من ذلك نفذت سوريا مناورات بالصواريخ الروسية.
إذن لماذا تذكرنا الان بالذات؟ البروفيسور بن اسرائيل يقول انه في الماضي نقلت سوريا الى حزب الله سلاحا من نوع آخر. ‘لم يزعجنا أن تكون سوريا تملك هذا السلاح، وسوريا هي الاخرى تسكت عندما نملك سلاحا أكثر تطورا بكثير. فالدول من حقها أن تملك السلاح، ونحن فقط غير مستعدين لان ينتقل هذا الى حزب الله. سوريا لم تطلق رصاصة واحدة علينا على مدى 40 سنة، اما حزب الله فيطلق النار علينا. ينبغي لاسرائيل أن تفعل كل شيء كي تمنع استخدام هذه الاسلحة ضدها’.
بشار الاسد لن يرد على الغارات الاسرائيلية
‘الجيش السوري قادر على المواجهة مع اسرائيل’، قال هذا الاسبوع الاسد ردا على الغارات الاسرائيلية، وانضم الى كبار مسؤولي حكمه ممن أطلقوا تصريحات كفاحية ضد اسرائيل. فقد أعلن رئيس الوزراء السوري، وائل نادر الخلقي، بان العدوان الاسرائيلي لا يدع مجالا للتردد، الضعف أو الصمت. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ان الغارات الاسرائيلية هي اعلان حرب على سوريا، اما وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، فقال ان سوريا ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن شعبها. واقتبست محطة التلفزيون السورية ‘الاخبارية’ عن مصادر مغفلة قالت ان الصواريخ السورية موجهة لضرب أهداف داخل اسرائيل في حالة هجوم آخر، وايران، حليفة سوريا، سارعت هي ايضا الى الانضمام الى الاحتفال. فقد أعلنت وزارة الخارجية الايرانية بان على اسرائيل أن تعرف بان جرائمها لن تبقى دون رد. داني ياتوم، رئيس الموساد سابقا، يقول انه رغم التصريحات ليس للاسد مصلحة في الرد الان. ‘قبل كل شيء يريد أن يبقى وينتصر على الثوار. وهو يفهم جيدا بان فتح جبهة جديدة مع اسرائيل سيكون خطأ جسيما يسهل على الثوار. لا حزب الله ولا الاسد ردا بشكل علني، ولكنهما قد يعملان بشكل سري ضد أهداف اسرائيلية ويهودية في العالم، توقع ضررا جسيما، مثلما كان في العملية في بوينس آيرس. مثل هذه العمليات تمنحهما الاحساس بتصفية الحساب مع اسرائيل وان كانا لن يعلنا عن مسؤوليتهما عن العملية’.
على اسرائيل أن تدعم الثوار السوريين
نشر في شهر شباط بان اسرائيل تمنح علاجا طبيا للثوار السوريين. وفي اذار اطلقت وزارة الخارجية السورية شكوى الى مجلس الامن في الامم المتحدة ضد اسرائيل لمساعدتها الثوار. وقبل ثلاثة اسابيع قال السفير السوري في الامم المتحدة، بشار الجعفري، ان اسرائيل تساعد الثوار السلفيين. اما رئيس الوزراء نتنياهو فقال في مقابلة مع بي.بي.سي معقبا انه لا يعتزم تأكيد أو نفي الامور، ولكن هذا الاسبوع نقلت اسرائيل رسالة مهدئة لسوريا بموجبها لا نية لاسرائيل بمساعدة الثوار.
الثوار أنفسهم غير متحمسين من نوايا المساعدة الاسرائيلية. ‘سنفتح حملة عسكرية ضد اسرائيل’، قال الثوار الجهاديون الذين التقطت صورهم على خلفية هضبة الجولان مؤخرا. ‘حان الوقت لان نكون راشدين ونبدأ بالفهم بان المستحيل هو ممكن في الشرق الاوسط’، يقول يوسي بيلد، قائد المنطقة الشمالية سابقا. ‘الثوار ليسوا مصنوعين من مادة واحدة، هذه معارضة مع نزاعات داخلية وتضارب مصالح بعضها قد تكون موجهة ضد اسرائيل. محظور علينا أن نؤيد طرفا في الحرب الاهلية في سوريا، ومن الافضل الا نتدخل في ما يجري هنا لاننا لا يمكننا أن نعرف من سيكون الحكام التالين في الدولة. بودي ان أذكر كل من يريدون مساعدة الثوار بان في لبنان أيدنا طرفا وكانت النتيجة أن تفجر هذا لنا في الوجه’.
العالم الغربي غير مبالٍ بما يجري في سورية
من استطلاع نشر مؤخرا في وكالة ‘رويترز′ للانباء يتبين أن 10 في المائة فقط من الامريكيين يؤيدون التدخل الامريكي في سوريا. و 61 في المائة يعارضون. ‘خطنا الاحمر للتدخل هو استخدام السلاح الكيميائي’، اعلنت الولايات المتحدة. غير أن صورا لمصابين بسلاح كيميائي لم تقنع الولايات المتحدة بالمبادرة الى تدخل عسكري في الحرب الاهلية. لقد نقلت الولايات المتحدة للثوار مساعدة مدنية بمبلغ 650 مليون دولار.
وفي اوروبا الوضع مشابه. قبل نحو سنة أعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماع في كوبنهاغن انهم يعارضون التدخل العسكري في سوريا. وخلافا لما حصل في ليبيا، لم يقصف الناتو سوريا منذ اندلعت الثورة. ‘الغرب غير مبالٍ للمذبحة في سوريا لان ليس في سوريا نفط’، كتب الصحفي المصري عماد الدين في صحيفة ‘الشرق الاوسط’ المصرية قبل نصف سنة، أما المدون التركي ماهر زين لوب فاقترح على الثوار خمس طرق تجبر الغرب على التدخل في الحرب في سوريا: ابدأوا في الخسارة في المعارك، اقترح، احلقوا ذقونكم، توجهوا الى مشاعر الغرب، ضموا اليكم حزب الله وذلك لان تسرب السلاح الى حزب الله هو الخط الاحمر لاسرائيل، واهجروا الغرب. عندما يبدأ زعماء الثوار بزيارة طهران وموسكو، كما ادعى المدون التركي، فان الغرب سيهرع لمساعدتهم.
ومع أن الغرب لا يسارع الى مساعدة السوريين، ولكنه يبدأ بالتلميح بتغيير الاتجاه. تشاك هيغل، وزير الدفاع الامريكي، قال قبل بضعة ايام ان ادارة اوباما تفكر بمعارضة تسليح الثوار. وقبل بضعة اسابيع قال قائد القوات الامريكية في اوروبا، جيمز ستبردس، في نقاش في مجلس الشيوخ، ان الولايات المتحدة والناتو يستعدان للتدخل عسكريا في سوريا.
‘حتى وقت اخير مضى كان صمت الغرب صاخبا ومقلقا’، يقول البروفيسور يورم ميتال، رئيس مركز هيرتسوغ لبحوث الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون. ‘ولكن في الاسابيع الاخيرة تظهر بوادر يمكن أن يفهم منها بان الولايات المتحدة وبريطانيا تغيران سياستهما.
وهذا لا يصل بعد الى تسليح الثوار بوسائل قتالية تساعدهم على كسر هجمات الجيش النظامي السوري، وصواريخ يمكنهم بواسطتها اسقاط مروحيات وطائرات قتالية، ولكنهم يتلقون مساعدة مالية. حتى الان اتخذ الغرب جانب الحذر من التدخل في سوريا لعدة أسباب. فالولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم بروسيا التي عمقت تواجدها في سوريا.
المستوى الثاني من عدم التدخل هو ادارة اوباما، التي خطت على علمها الابتعاد عن الحروب. كما أن الولايات المتحدة تخشى من أن ينتقل السلاح الذي يرسل الى سوريا الى جماعات الثوار المتطرفين، كجبهة النصرة، وفي نهاية المطاف يوجه ضد الغرب. لقد خلقت دينامية الحرب في سوريا مأزقا بدأ في الاسابيع الاخيرة يمر بتغيير في كل ما يتعلق بالغرب’.
العالم العربي يريد لبشار الاسد أن يسقط
قطعت الجامعة العربية علاقاتها مع الاسد بعد ان خرق اتفاق انهاء الثورة الذي وقع مع الجامعة في تشرين الثاني 2011. بعد شهرين من ذلك هاجم الاسد الجامعة العربية وقال انها تنفذ مؤامرة دولية ضد سوريا. في تموز 2012 دعا وزراء خارجية الجامعة العربية الاسد الى اعتزال منصبه. وقبل بضعة اسابيع نقلت الجامعة مقعد سوريا في الاجتماع في قطر الى الثوار. فرد الاسد بالاعلان بان الجامعة العربية تمثل الدول العربية وليس الشعب العربي.
بعض من الدول العربية تطرح خطا متصلبا تجاه الاسد. الرئيس المصري، محمد مرسي، دعا مؤخرا الاسد الى مغادرة قصر الرئاسة. ويساعد السعوديون والقطريون الثوار، والى جانب تركيا أقاموا قاعدة للثوار. رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، الذي كان في الماضي صديقا شخصيا للاسد، يهاجمه في كل فرصة. ومع أنه انتقد الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا، ولكن الاسد يتلقى منه الضربات اللفظية والعملية.
لقد قطعت تركيا علاقاتها مع سوريا، وعشرات الاف اللاجئين السوريين يمكثون في تركيا. وحذر اردوغان بعد أن علم بمذبحة 62 مواطنا سوريا هذا الاسبوع، بان ‘الاسد سيدفع ثمنا باهظا جدا بعد المذبحة في بانياس وفي البيضا.
وبمعونة الله سنرى هذا المجرم، القاتل، يتلقى عقابه في هذا العالم’. اما الاسد فقال في مقابلة قبل بضعة اشهر ان ‘اردوغان يعتقد أنه سلطان عثماني’.
ويقول تسفي مزال الذي كان سفيرا لاسرائيل في مصر ان ‘عالما عربيا مستقرا مع تفكير واضح كان سيوقف المذبحة في سوريا. بشكل عام يعتقد معظم العرب بان على الاسد أن يرحل، ولكنهم يخافون من البديل: الاخوان المسلمين، القاعدة، مثل هذه النماذج. وهم يرون المذبحة يوميا، ولكن الثوار أيضا يذبحون المدنيين. في السطر الاخير ينفر العالم العربي من المذبحة في سوريا، ولكنه لا يعمل كما ينبغي. قطر تؤيد الثوار السلفيين، مصر تتحدث عن مفاوضات بطرق سلمية وبهذا يكتفون’.
روسيا والصين ستحبطان محاولات اسقاط الاسد
في اثناء زيارة رئيس الوزراء نتنياهو الى الصين هذا الاسبوع أعلنت وزارة الخارجية الصينية بان الصين تعارض استخدام القوة العسكرية وخرق سيادة الدول، أما روسيا فأعلنت عن قلقها العميق من الغارة. منذ بداية الثورة تقف روسيا والصين معا ضد كل محاولة لاسقاط الاسد. ومعا استخدمتا الفيتو على قرارات في مجلس الامن في الامم المتحدة طالبت بفرض عقوبات على سوريا، ودعت الاسد الى الاستجابة لمبادرة سلام الجامعة العربية واعتزال منصبه. روسيا تبيع لسوريا السلاح وتحتفظ بقاعدة بحرية في سوريا، القاعدة الروسية الوحيدة خارج حدود روسيا. بعد وقت قصير من الهجوم الاسرائيلي على المفاعل في سوريا، حسب مصادر أجنبية، أعلنت الصين بانها تعتزم بناء مصفاة بترول في المنطقة كجزء من التعاون بين الدولتين لانتاج النفط.
ويقول د. يهودع حاييم، سفير اسرائيل في الصين سابقا ان المصلحة الصينية هي إما سياسية أو اقتصادية، وفي هذين المجالين ليس للصين مصلحة في سوريا. وهو يقول ان ‘ليست لهم استثمارات كبيرة في سوريا مثلما لهم في ايران. وليست لهم ايضا مصلحة سياسية في الدولة. وهم يخافون من انه بعد أن فرض العالم عقوبات على سوريا بسبب خرق حقوق الانسان، سينتقل العالم لمعالجتهم بسبب خروقات مشابهة. يوجد هنا ايضا شيء مبدئي. في الفلسفة الصينية يوجد مبدأ الحل الوسط. وهم يحاولون العمل حسب هذا المبدأ في سياستهم الخارجية. كما أنهم لا يردون الحروب، لان الحرب تحدث ضررا اقتصادية، والنظام الصيني يقوم على اساس النمو الاقتصادي.
قادة النظام لا ينتخون في الانتخابات، وتفويضهم يعطى لهم من الشعب بفضل النمو الاقتصادي. وحيثما توجد حرب لا يوجد نمو اقتصادي ولهذا فان الصينيين بشكل عام سيفضلون الوضع القائمة: لا توقظوا ولا تستيقظوا، دعونا نكون قوة عظمى وبعد ذلك نتحدث. هذا هو شعارهم’.
بشار الاسد هو بالاجمال دمية لايران
تصريح علني أول للاسد بعد الغارات الاسرائيلي جاء قبل يومين في مؤتمر صحفي الى جانب وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، الذي يزور دمشق، وهو ليس الضيف الايراني الوحيد في سوريا. 1.500 جندي ايراني يوجدون في سوريا ويساعدون الاسد في الحفاظ على حكمه، وايران تعتزم مضاعفة عددهم. 150 ضابطا من الحرس الثوري وصلوا في الاشهر الاخيرة الى سوريا بأمر مباشر من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وزار قائد الحرس الثوري الايراني، قاسم سليمان دمشق مؤخرا. وفي الايام الاخيرة شرعت ايران بحملة تجنيد مواطنين ايرانيين للحرب الى جانب جنود الاسد. بل وبعثت ايران بمعدات عسكرية الى سوريا. بحث أجرته وكالة رويترز للانباء أظهر مؤخرا بان ايران تستخدم طائرات مدنية كي تنقل السلاح والجنود الى سوريا. مئات الاطنان من المعدات العسكرية انتقلت من ايران الى سوريا منذ بدأت الثورة. وقال مؤخرا مقرب من حاكم ايران آية الله خمينئي ان ‘سوريا هي احدى اقاليم ايران’.
ويتظلم الثوار من المساعدات الايرانية الجمة. وقد نشروا قبل شهرين كاريكاتيرا يظهر الاسد خاضعا وحرجا والى جانبه احمدي نجاد عظيم القوة. ويظهر فيلم فيديو للثوار الاسد كحاكم عديم الحيلة يطلب نصيحة خامنئي. ‘واصل الارهاب ونشر الاكاذيب’، يقول خامنئي للاسد، ‘الى أن تصدق أنت نفسك اكاذيبك’. ‘الاسد دمية ايران’، قال قبل ثلاثة اشهر نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام. ‘الاسد ليس دمية ايران، هو حليف’، يقول مئير جبدنفر، خبير في السياسة الحالية لايران في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا. ‘زعيم حزب الله الشيخ نصرالله هو دمية ايرانية، هذا ليس الوضع في سوريا. الاسد يحكم سوريا وليس خامنئي. ليس كل قرار للاسد يمر عبر ايران. لكل واحدة من الدولتين مصالحها. وعندما انتخب احمدي نجاد رئيسا في 2009 كانت مظاهرات شديدة في ايران ولم يسارع الاسد للاتصال باحمدي نجاد. انتظر أولا ماذا يحصل في ايران، وفقط بعد اسبوع هنأه بانتخابه. بل وتوجد احيانا خلافا بين سوريا وايران. سوريا، مثل معظم العالم، تعارض سيطرة ايران على ثلاث جزر في الخليج الفارسي. الايرانيون يبعثون لسوريا بالسلاح على سبيل الامتنان لدعم سوريا ايران في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات ولكن تحارب أي من الدولتين من أجل الدولة الاخرى. فأين كانت ايران عندما نشر بان اسرائيل هاجمت المفاعل في سوريا؟’.
حافظ الاسد هو أفضل لاسرائيل من ابنه
تحقيق أجرته ‘العربية’ في بداية الاسبوع يدعي بان في 40 سنة من حكم الاسد الاب لم تهاجم اسرائيل سوريا على الاطلاق، اما في 12 سنة لحكم الابن فتكثر الهجمات الاسرائيلية، بدء بالهجوم على معسكر عين الشعب في تشرين الاول 2003 وانتهاء بالغارات الاخيرة. وكتب روبرت فيسك في ‘الانتدبندنت’ قبل نحو شهر ‘مع أن الاب شارك في حرب يوم الغفران ولكنه شارك ايضا في مؤتمر مدريد. رفض الاعتراف بدولة اسرائيل ووصفها بالكيان الصهيوني ولكن في منتصف التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لطف علاقاته مع اسرائيل وشارك في المحادثات لاستعادة الجولان.
ويتميز الاسد الابن هو الاخر بهذه الثنائية. في 2006 وصف اسرائيل بالعدو، ولكن بعد سنتين من ذلك اعترف بانه يدير مفاوضات مع اسرائيل بوساطة تركية. في 2011 ساعد المبادرة لاعادة بناء الكنيس في سوريا، ولكن مثل ابيه يؤيد حماس وحزب الله. البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، خبير في الشؤون السورية وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، يقول ان الاسد الاب وان كان حافظ على حدود هادئة، ولكنه الحق بنا اضرارا هائلة في لبنان. ‘اسرائيل ادارت مفاوضات سلام مع الاب ومع الابن على حد سواء، وقاتلت ضدهما. الفرق بين الاب والابن هو أنه لدى حافظ الاسد كنت تعرف اين تقف. ساعد حماس، الجهاد الاسلامي وحزب الله، ولكنك كنت تعرف من يقف امامك. قاتل أو حاول صنع السلام بشكل جدي ونجح في السيطرة في سوريا. اما الابن فاقل جدية بكثير من ابيه. هو قادر على التعاون مع كوريا الشمالية في اقامة مفاعل نووي ولا يعرف كيف يحكم في سوريا’.
الشعب السوري عانى تحت نظام بشار قبل الثورة ايضا
حافظ الاسد سيطر في سوريا بين 1971 و 2000، وبوفاته أبقى لابنه ديونا حكومية عالية واقتصادا مغلقا على العالم مع اجراءات ادارية عالية، مع 1.5 في المائة نمو في السنة فقط ومع ثلاث عائلات حاكمة ـ الاسد، شاليش ومخلوف ـ وعشر عائلات اخرى في دائرة المال الثانية. وعلق السوريون الآمال بالخليفة، ولكن سرعان ما تبين انه لم يتغير كثيرا. بعد سنة من خلافة الاسد لابيه نال ابن خاله، رامي مخلوف، عقدا ضخما للبنى التحتية الاتصالاتية في سوريا. رياض سيف، رجل أعمال حاول الكشف عن الفساد زج الى السجن. بين 2004 و 2010 وان كانت سوريا وصلت الى نحو 5 في المائة في السنة، ولكن استمتع بالوفرة النسبية المقربون فقط. في 2005، حسب معطيات الامم المتحدة، كان نحو ثلث سكان سوريا يعيشون في الفقر، 11 في المائة في الفقر المدقع. بين 2006 و 2008 تراوح التضخم المالي بين 10 و 15 في المائة وارتفعت جدا اسعار العقارات. في 2008 كانت سوريا في المرتبة الـ 147 من اصل 183 في جدول الشفافية الذي يفحص الفساد السلطوي.
دهورت الثورة الاقتصاد السوري. فارتفعت البطالة من 14.9 في المائة في 211 الى 18 في المائة في 2012. وارتفع التضخم المالي من 4.8 في المائة في 2011 الى 33.7 في المائة في 2012. وانخفض التصدير بالنصف من 10.29 مليار دولار في 2011 الى 4.981 مليار دولار في 2012. وانخفضت احتياطات العملة الصعبة والذهب من 14.83 مليار دولار في 2011 الى 4.774 مليار دولار في 2012. ويسكن معظم الفقراء في المناطق القروية، وان كانت الفوارق بين الاغنياء والفقراء غير معروفة. المعطيات عن هجوم الثراء تبقى سرية. الشركات تسجل تحت اسماء سرية. والمصدرون يخفون هويتهم الحقيقية والكثير من الصفقات لا يبلغ عنها منعا لدفع الضرائب. نحو 60 في المائة من سكان الدولة لا يدفعون ضريبة الدخل. واضافة الى الازمة الاقتصادية فان الكثير من مواطني سوريا يعانون من الاضطهاد، القيود على حرية التعبير والاعتقاد ومن الاعتقالات السياسية. وتثقل التعذيبات على السجناء والرقابة على الانترنت على 22 مليون من سكان الدولة بقدر لا يقدر عما يفعله الوضع الاقتصادي.
‘ليس الجميع عانوا تحت حكم الاسد’، يقول البروفيسور ايال زيسر من جامعة تل ابيب. ‘مناطق المحيط انقطعت عمليا عن الحكم، وان كانت في البداية أحبت النظام. من الطبقات الوسطى والطبقة العليا، ممن نفروا بداية من نظام الاسد الابن، استفادوا منه بعد ذلك. فقد منح الاسد مواطنيه احساسا بالاستقرار وبالسياسة الاقتصادية الانفتاحية، تبنى الخصخصة وزاد الاستيراد. ابناء الطوائف والاقليات استفادوا من النظام الذي لم يكن اسلاميا، ولكن كلما ابتعدنا عن المركز، كان الوضع الاقتصادي اصعب’.
سقوط بشار الاسد سيؤدي الى نهاية سوريا كدولة واحدة
التخوف من وضع سوريا بعد سقوط الاسد يشغل بال السياسيين في كل العالم. ويقول البروفيسور يورم ميتال انه ‘منذ الان يتحدث الجميع عن سيناريوهات عما سيحصل في اليوم التالية’. وتتراوح السيناريوهات بين الكانتونات في سوريا، الفوضى المطلقة في دولة واحدة فاشلة، ترسل المخربين من هضبة الجولان الى اسرائيل، حتى منظومة سلطوية سنية معتدلة تتعاون مع الدول الغربية وتنقطع عن حزب الله وايران.
د. شاؤول شاي من المركز متعدد المجالات يعتقد خلاف ذلك ويقول ان ‘الثورة انتقلت من المتظاهرين العلمانيين الى ساحة الجهاد حيث يجمع الاسلام المتطرف القوة. وسواء انتصر الثوار أم بقي الاسد في الحكم سيكون من الصعب خلق حكومة وحدة مع المتطرفين. سوريا ستكون في وضع فوضى مستمرة مثلما حصل في الصومال، وسيكون من الصعب ايجاد حكم مركزي يوفر الاحتياجات والامن للسكان. في مناطق كهذه تكون الحياة مشوشة، وبالكاد يعيش الناس، فلا ماء ولا كهرباء ولا جهاز طبي ولا مدارس. الحياة هي بقاء، ولما كانت هذه الجهات لا تحب صهيون، فانهم سيحاولون المس بنا ايضا. ان هذا سيكون حتى اكثر صعوبة وظلامية مما هو الان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لن يرتفع هذا عاليا
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
تحدث رئيس الوزراء في استقباله لدبلوماسيين أجانب في يوم الاستقلال عن طموح اسرائيل الى سلام مع الفلسطينيين. وقال بنيامين نتنياهو ان "السلام سيعتمد على مبدأ الدولتين. وقد اعترفنا بذلك قبل 65 سنة حينما وافق اليهود بقيادة بن غوريون على خطة تقسيم الامم المتحدة التي تدعو الى دولتين للشعبين. قلنا نعم آنذاك ونقول نعم الآن ايضا".
منحت عصبة الامم بريطانيا الانتداب على ارض اسرائيل من اجل انشاء وطن قومي للشعب اليهودي بحسب تصريح بلفور. وقد أُثيرت فكرة تقسيم الارض التي خُصصت لبريطانيا لهذا الهدف مرات كثيرة طوال السنين. تم التقسيم الاول في 1921 حينما عرض ونستون تشرتشل الذي كان وزير المستعمرات آنذاك المنطقة شرقي الاردن – وهي 78 في المائة من مساحة الارض التي أُعطيت لبريطانيا انتدابا من عصبة الامم – على عبد الله بجزم ان تصريح بلفور لن يُطبق هناك. وهكذا نشأت بعد ذلك المملكة الاردنية الهاشمية، وتناولت كل اقتراحات التقسيم بعد ذلك الجزء الباقي من ارض الانتداب غربي الاردن.
وأوصت لجنة بيل التي انشأتها حكومة بريطانيا في 1937 بتقسيم الجزء الغربي من ارض اسرائيل لدولتين يهودية وعربية وبتخصيص ثلث المساحة لليهود. وأثار الاقتراح الذي رفضه العرب جدلا كثيرا في الحركة الصهيونية. فقد أيد دافيد بن غوريون قبوله أما زئيف جابوتنسكي فرفض الاقتراح وقال بالايديش ما ترجمته: "لن يُحلق هذا ولن يطير". أو بعبارة اخرى لن ينتج هذا أي شيء ولم يُنتج أي شيء حقا.
وخصصت خطة التقسيم التي اتخذت في الامم المتحدة في 1947 للدولة اليهودية نحوا من 56 في المائة من مساحة ارض اسرائيل الغربية. وقبل بن غوريون والقيادة الصهيونية الرسمية هذه الخطة كخطة لجنة بيل ورفضها العرب. ولم يكن جابوتنسكي حيا في ذلك الوقت فقد توفي في 1940. ورفض مُتابعوه من اعضاء المنظمة العسكرية القومية بزعامة مناحيم بيغن الخطة وحذّروا من أنها لن تفضي الى سلام، وتحقق تحذيرهم.
بعد انقضاء حرب الاستقلال تركت خطوط وقف اطلاق النار لاسرائيل السيطرة على نحو من ثلاثة أرباع مساحة ارض اسرائيل الغربية. وكان بن غوريون قد خطط قُبيل نهاية الحرب في واقع الامر لبدء عملية عسكرية لاحتلال كل مناطق يهودا والسامرة لكن الحكومة رفضت خطته في السادس والعشرين من تشرين الاول 1948 بأكثرية صوت واحد. وقال بن غوريون بعد التصويت – سيكون هذا بكاءً لحقب ممتدة. وأفضى الانتصار في حرب الايام الستة الى سيطرة دولة اسرائيل على كل المساحة الغربية من ارض اسرائيل وبدأ الحديث مرة اخرى عن تقسيم بين اليهود والفلسطينيين لا بين اليهود والعرب هذه المرة.
يقوم التقسيم المقترح اليوم في ظاهر الامر على اتفاق سلام قد يوقع عليه مع محمود عباس تُسلم اسرائيل به الى الفلسطينيين أجزاءً كبيرة من يهودا والسامرة. وقد أصبح قطاع غزة الذي تحكمه حماس دولة فلسطينية صغيرة أما السلطة الفلسطينية بقيادة عباس فتتحدث – في أحسن الحالات – باسم الفلسطينيين الذين يسكنون يهودا والسامرة فقط في حين ترفض حماس الاعتراف باسرائيل.
وفي هذه الظروف لا يستطيع عباس ان يفي بالمطالب الأساسية التي تُبرزها اسرائيل لاتفاق سلام كهذا – أي اتفاق يضع حدا للصراع بين الشعبين ولا يقوم الفلسطينيون بعده بأعمال ارهاب على اسرائيل. ويعلم عباس أنه لا يستطيع ان يصمد لهذه الطلبات وهذا هو سبب تحفظه من استمرار التفاوض مع اسرائيل وتفضيله التوجه الى الامم المتحدة.
ونقول بعبارة اخرى إنه لا يوجد شريك في هذا التقسيم ولن يُنتج أي شيء ولن يرتفع عاليا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


رد مع اقتباس