(إسرائيل) والسلطة
هشام منور / المركز الفلسطيني للاعلام
من المفاجئ والغريب بالنسبة للبعض أن تحتدم المواجهة بين الحكومة الإسرائيلية التي يتزعمها نتنياهو وبين السلطة الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس في كل مرة، وتصل إلى حافة الهاوية، ثم لا تلبث أن تهدأ العاصفة وتسكن الأمور وتعود إلى مسارها الطبيعي بين الطرفين.
تخشى استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي من انهيار السلطة الفلسطينية "المفاجئ" بحسب آخر تقاريرها المدروس توقيتها، وهو ما قد يدفع إلى عدم استقرار المنطقة، بحسب ذات التقرير، جراء استمرار منع تحويل أموال الضرائب التي تجنيها (إسرائيل)، إلى خزينة السلطة الفلسطينية، والتي تشكو وضعاً مالياً صعباً، وقاسياً، أجبرها على دفع أجزاء من رواتب موظفيها في الشهرين الماضيين.
تشير صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الأسبوعي إلى أنّ جيش الاحتلال وضع المستوى السياسي الإسرائيلي بحقيقة هذا الوضع، والتخوفات من انهيار السلطة الفلسطينية. ووفقاً لأحد السيناريوهات التي يراها جيش الاحتلال محتملة، فإنّ أي حادثة مواجهة بين المستوطنين والمواطنين الفلسطينيين، أو إلقاء زجاجة حارقة من شأنه أن يتطور ويؤدي الى تدهور سريع بالأوضاع وتصعيد شامل، وقد يشمل الجليل والمثلث (الداخل الفلسطيني المحتل).
تذكر المصادر أنّ ضعف السلطة قد يؤدي إلى سيطرة التنظيمات "المتطرفة" على الوضع مما يزيد من اشتعال الوضع. وسبق أنّ أعربت (إسرائيل) عن مخاوفها من سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية، في ظل وجود حاضنة شعبية كبيرة لها، وحالة جماهيرية من عدم الرضا على السلطة الفلسطينية. وهي الحجة التي لطالما تغنى بها الإعلام والساسة في (إسرائيل) للإبقاء على حليف (السلام) أبو مازن في منصبه مهما كانت تصريحاته ومواقفه السياسية "الدعائية".
وترى مصادر في جيش الاحتلال أنّ شهر نيسان/أبريل المقبل يعتبر مصيرياً على هذا الصعيد، وأنّ الجيش و"الشاباك" يكثفان من نشاطهما في الفترة الأخيرة "لكشف ومصادرة أي وسائل قتالية أو أموال للحيلولة دون استخدامها في حال تدهور الوضع الأمني".
تحتجز الحكومة الإسرائيلية للشهر الثاني على التوالي أموال المقاصة وعوائد الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية، والتي تشكل حوالي 70 في المئة من مواردها الشهرية، بحسب وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، شكري بشارة. وتأتي هذه الخطوة كعقوبة إسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية بسبب توجهها إلى محكمة الجنايات الدولية بشأن ارتكاب (إسرائيل) لجرائم حرب ضد الفلسطينيين في العدوان على قطاع غزة، والطلب من الأمم المتحدة تحديد سقف زمني لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال. وكانت الحكومة الإسرائيلية احتجزت 125 مليون دولار أمريكي في شهر يناير/كانون الثاني من أموال الضرائب الفلسطينية، كما احتجزت 100 مليون إضافية خلال الشهر الجاري.
وأضافت أن التوترات المحيطة بكل هذه الأحداث، بما في ذلك غضب الشارع الفلسطيني إذا تم إعادة انتخاب القيادة السياسية الإسرائيلية الحالية، قد تؤدي إلى تدهور في الوضع الأمني، ولفتت في هذا الصدد إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحضير لهذا التدهور المحتمل، حيث نفذ جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) العديد من العمليات لمصادرة الذخيرة في الضفة الغربية، وفي هذه العملية، "استولى الجيش الإسرائيلي أيضا على أموال تهدف لتعزيز مكانة حماس في الضفة الغربية، ومن المقرر استمرار هذه العمليات في شهر مارس/آذار".
بالمقابل، حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، "بيني غانتس" من انهيار السلطة الفلسطينية جراء غياب الأفق السياسي وانهيار المفاوضات. وقبل أنّ يغادر "غانتس"، منصبه هذا الشهر، دعا إلى استمرار المساعي الحثيثة للتوصل الى اتفاق مع الجانب الفلسطيني.
الرد الفلسطيني على التضييق المالي من قبل حكومة نتنياهو اكتفى بالإشارة على لسان القيادي في "فتح" فيصل أبو شهلا بأنّ إجراءات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تدفع المنطقة إلى الانفجار، مشيراً إلى أنّ عدم قيام السلطة بالتزاماتها تجاه مواطنيها يدفع إلى حدوث خلل قد لا يستطيع أحد تجاوزه.
الوضع الفلسطيني الراهن برمته مُقبلٌ على المجهول، وعوامل انهيار السلطة، زادتها (إسرائيل) بقرصنتها أموال الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية والتي تشكل ثلثي مدخولات السلطة. والتحذيرات الإسرائيلية التي يرسلها جيش الاحتلال للمستويات السياسية، واقعية، لكن الجانب السياسي في (إسرائيل) مرتاح للتضييق على السلطة، وعندما تقترب الأمور من الانهيار أو الانفجار، فإنه سيسمح بتحويل أموال الضرائب للسلطة، كما جرت العادة دوماً.
بالمقابل، فإن الجانب الفلسطيني ونعني هنا السلطة تحديداً، في حيرة من أمرها، إذ إن السلطة لا تملك أن تقوم بأي خطوات إضافية في الوقت الراهن، إذا ما استمر الضغط عليها، وخيار "حل السلطة" قد يعاد طرحه فلسطينياً، لإلقاء العبء على الاحتلال ودفع الأمور للأمام، حتى ولو كان الأمر تلويحاً وليس بشكل جدي، وكما جرت العادة دوماً.
وفي تقديري الشخصي أن تحذيرات جيش الاحتلال من احتمال حدوث ما سماه فلتاناً أمنياً في الضفة وانهياراً للسلطة بشكل مفاجئ، ليس من قبيل التحذير العادي لقادة المشهد السياسي، بقدر ما هو تفسير استباقي لما تريده (إسرائيل) في الضفة لزيادة الضغط على السلطة نفسها، وإجبارها على التراجع إزاء خطوة الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، وهي (إسرائيل) تعد العدة لمثل هذا الموقف عن طريق زيادة المداهمات في الضفة والتضييق على النشطاء لإشعال الوضع أمنياً وتسهيل الضغط السياسي على المجتمع الدولي أولاً، وعلى السلطة تالياً.
المؤجل عربيا كالمؤبد حكماً
يوسف رزقة/ المركز الفلسطيني للاعلام
"ليست المرة الأولى". هذا ما قلته في جلسة حوار حول القضايا المؤجلة في العالم العربي. (فلسطين مؤجلة، والتنمية مؤجلة، والجيش العربي القوي مؤجل ، والديمقراطية مؤجلة، والصدق مؤجل وهكذا؟! ) . كان الحديث يدور حول تفرغ أنظمة الحكم في العالم العربي لقضاياها الداخلية، وتأجيل قضية فلسطين، وقضية غزة وحصارها على وجه التحديد.
زعم قادة النظام العربي أن ثورات الربيع العربي التي ضربت المنطقة، وزلزلت الاستقرار فيها، جعلتها تؤجل النظر في القضية القومية قضية العرب والمسلمين ، أعني قضية فلسطين؟! ولكن مسألة التأجيل تجري في شرايين قادة النظام العربي منذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتى تاريخه، وقبل أن يعرف العالم العربي القاعدة، و داعش ، وثورات الربيع العربي.
أذكر أننا قرأنا في المنهج المصري المقرر في المدارس الثانوية في الستينيات، أن تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني يأتي بعد بناء جيش مصري قوي، وبعد تحقيق الوحدة العربية. والحقيقة أننا صدقنا هذه المقولة ونحن في سن الشباب لأن القول منطقي ويستقيم مع العقل. إن تحرير فلسطين بحاجة لجيش عربي قوي، وبحاجة إلى الوحدة العربية أيضا، غير أنه تبين لنا لاحقا أن ما كان منطقيا في المستوى الإعلامي العربي، لم يكن له ما يصدق في الواقع وعلى مستوى التطبيق.
بل كان التطبيق يسير باتجاه معاكس، حيث تمزقت الأقطار العربية تمزقا عميقا، وهزمت الجيوش العربية في عام ١٩٦٧م أشد هزيمة، بل وأنكر هزيمة ، عرفها تاريخ العرب بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فكرة التأجيل الكاذب ظلت جزءا من استراتيجية أنظمة الحكم العربي كلها بلا استثناء حتى يومنا هذا، وهي تتنقل مع الملوك والرؤساء والأمراء حتى الآن، كما تتنقل معهم حقائبهم عند السفر، فلا تحدث أحدا عن خطر دولة الاحتلال الصهيوني، وعن المصالح العربية بتحرير فلسطين، إلا قال هذا صحيح مائة في المائة، ولكن هذا ليس وقته، ونحن بحاجة إلى الجيش، والسلاح النوعي ، والتنمية والمال، وتأييد دول العالم، وجل هذه الأمور غير متوفرة ؟. !
وحين تحدثهم الآن عن القدس والضفة والمستوطنات وغزة والحصار ، وهي أمور دون التحرير ، يحدثونك عن القاعدة، و داعش، والشيعة، واليمن، والعراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، ومأساة العالم العربي الذي يقتل بعضه بعضا، ويتحالف بعضه مع إسرائيل وأميركا، ليؤكدوا لك أن التأجيل مبرر؟! والحقيقة المكتسبة من تاريخ ( التأجيل) أنه من المؤكد أن من يقولون بهذا القول لا يفكرون بتحرير فلسطين، ولا يخطر على قلبهم خاطر القدس، وغزة، والضفة، والمستوطنات والحصار.
كل شيء من أجل فلسطين وشعبها كان مؤجلا منذ خمسينيات القرن، وما زال مؤجلا إن أحسنا الظن في ظل أحداث العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وسيبقى المؤجل مؤجلا حتى يأذن الله، غير أن المؤلم في هذه القضية، وذاك المشهد، هو أننا ما عرفنا أن للعرب طيرانا حربيا مقاتلا ، إلا حين أغار على قوات تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وعلى ليبيا مؤخراً، وما علمنا أنه أغار يوما على (إسرائيل) وعلى تل أبيب البتة؟!. لهذا نحن نشك في مصداقية المؤجلين، لأنهم لا يؤجلون عمل طيرانهم في الصراعات العربية، وفيما بينهم ، وبأسهم شديد ؟!.
ماذا حماس فاعلة في ظل حصارها ؟
عماد زقوت / فلسطين الان
ستة شهور مضت على انتهاء الحرب الأخيرة على غزة ولم يتحقق شيء على الأرض ، فالحصار مازال مستمراً وبل أصعب مما كان ، والإعمار لم يبدأ بعد إلا في أضيق حالاته ، والمصالحة لم تتم بقرار من أبو مازن ، والموظفون لم يحصلوا على رواتبهم . وفي ذلك يتساءل المواطن: حماس ماذا فاعلة إزاء ذلك ؟، وهنا نقول إنها تعمل كخلية نحل على الجبهات والمستويات كافة . فعلى المستوى السياسي ، حماس تتواصل مع الجميع لإنهاء الحصار وإعادة الإعمار وتلتقي بوفود أجنبية من مختلف الجنسيات تصل غزة كل حين وآخر، وتطرح عليهم رؤيتها لحل مشاكل غزة ، وفي ذات الإطار تعمل حركة حماس على تحسين وتطوير علاقاتها مع مصر والسعودية وأما إيران فقد عادت العلاقة معها وفق مستويات معينة . وفيما يتعلق بالحصار تحديداً تعمل حركة حماس ليلاً ونهاراً على فكفكته وتحفر في الصخر من أجل ذلك ، حتى أنها لجأت إلى استخراج خيرات مكنونة في غزة دون الولوج في التفاصيل و في القريب العاجل نشاهدها عياناً بحول الله تعالى .
وحتى ملف ميناء غزة مازال قائماً في أجندة حماس وهناك تأكيد من قيادة الحركة أنها تتواصل مع جهة أوروبية حصل تغيير في خريطة دولتها السياسية مؤخراً ، وسيكون لها فعلها في بناء ميناء غزة . وفيما يتعلق بمعبر رفح فهناك مؤشرات لزيارة مرتقبة يقوم بها الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس للمملكة العربية السعودية ، ومن المتوقع أن يكون لها الوقع على إعادة فتح معبر رفح ولو على فترات متقاربة . وعلى المستوى العسكري فإن كتائب القسام تمتلك قراراً سياسياً بمواصلة التسلح وبناء قوتها العسكرية وهذا حق يكفله لها كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، فسلاح المدفعية والصواريخ لديها يواصل إنتاج وتطوير صواريخه ، وسلاح الأنفاق يواصل تمدده إلى ما يستطيع المجاهدون الوصول إليه ، ولا أنشر هنا سراً بأن كتائب القسام أنشأت بعد معركة العصف المأكول مواقع عسكرية قريبة جداً من الحدود لدرجة أن جنود الاحتلال يسمعون يومياً صراخ المجاهدين أثناء تدريباتهم ودوي طلقاتهم وعبواتهم ، فبعد أن أصبحت المواجهة مع العدو الصهيوني من مسافة صفر صارت مواقع القسام على مسافة أمتار معدودة من الحدود ، وهذا ما دفع قادة العدو وعلى رأسهم يعلون وزير حربهم إلى القول إن غزة هي الخطر الاستراتيجي الذي يهدد "إسرائيل " . فحماس تمتلك الكثير ولها من الفعل الثقيل فلا تستعجلوها.
شواذ وكومبارس يعلنون الحرب على غزة
عصام شاور / فلسطين اون لاين
نفت وزارة الداخلية وكذلك حركة حماس تسلل أي شخص عبر الحدود مع مصر، مؤكدين أن الحدود مع مصر آمنة ومستقرة، وقد استنكرت وزارة الداخلية استمرار وسائل الإعلام المغرضة الزج بقطاع غزة في الأحداث الدائرة في مصر بعد أن زعمت قناة تلفزيونية بأن مسلحين فلسطينيين تسللوا من غزة إلى سيناء.
لقد وصل مستوى الإعلام المصري الفاسد أسفل سافلين وخاصة في هجومه على الإسلام والمسلمين والمقاومة الفلسطينية وغزة وكل من يقف في وجه المحتل الإسرائيلي، فهذا الإعلام يخدم المحتل الإسرائيلي أكثر مما يخدم الانقلاب في مصر لأن غاية الانقلاب هي حماية أمن العدو الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال ولذلك فقد تولى المهمة الإعلامية ثلة من الشواذ والكومبارس والمعاتيه ممن لا يعرفون الانتماء للوطن ولا للدين وإنما لمن يدفع لهم ويبقيهم في مراكزهم يحرضون ويكذبون ويفترون.
نبدأ مع مخبر أمن الدولة أحمد موسى الذي قال بطريقة الحامل التي تتوحم _على رأي د. صلاح البردويل" : "أنا نفسي..أنا نفسي.. الطيران المصري يضرب غزة بعد ما يخلص في ليبيا"، هذا الشخص فضلا عن أنه كان "حتة" مخبر في أمن الدولة كان شاذا جنسيا خلعته زوجته بسبب شذوذه وسوء أخلاقه وهذا كلام لا أقوله أنا وإنما قالته الصحف وقالته الإعلامية المصرية آيات عرابي، أما إبراهيم عيسى فهو شخصية مهترئة وقد عرفت ذلك مبكرا عند ظهوره " كومبارس" لدقيقة في أحد الأفلام المصرية في الوقت الذي كان يعتبر من الصحفيين العنيدين في وجه مبارك وهذا دليل على استماتته للشهرة ولو بطرق ذليلة ، هذا الذليل إبراهيم عيسى هاجم قبل بضعة أيام الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستهزأ بشخصيته، علما بأنه ذاته قدم برنامج " الفاروق عمر" قبل سنوات ولكن لأنه لا يستحق أن يكون شخصية مقربة من الإسلام تجدونه اليوم يقضي وقته بين صبايا كاسيات عاريات يفقهن في السياسة وسبل الخيانة حتى لا يجادل اثنان في سقوطه الأخلاقي بعد سقوطه الديني.
أما المدعو خالد أبو بكر فهو قمة في الغباء وقد تجلى غباؤه حين علق على مشهد ذبح الأقباط، قائلا: كلهم بيقولوا الشهادة دلوقتي، الشهادة آخر كلمة قالوها قبل الموت" ولكن كبيرهم الذي علمهم السحر عمرو أديب قاطعه، قائلا: " محدش كان بيتشاهد يا خالد، ده كلهم أقباط".
في الختام المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام أخلاقها عالية ولن تلتفت إلى تحريض هؤلاء الخونة ، ولن يستطيعوا حرف بوصلة المقاومة التي لا ترى عدوا لها وللشعب الفلسطيني غير العدو الإسرائيلي.


رد مع اقتباس