النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 338

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 338

    اقلام واراء حماس 338
    18/5/2013
    مختارات من اعلام حماس


    • في ذكرى الوطن..سرقوا الأرض والأسماء والصور

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان الشامي

    • شهداء القسام في ذكرى النكبة دليل على تاريخ مجيد

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد حميدة

    • نكبة فلسطين وسنوات العرب العجاف

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل المصري

    • سَــنابِــلْ

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل أبو هلال

    • للأسف.. نحن فراعنة!!

    فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد

    • مؤتمرات للبيع

    فلسطين الآن ،فلسطين أون لاين،، يوسف رزقة

    • تجار السلام

    فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر


    في ذكرى الوطن..سرقوا الأرض والأسماء والصور
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان الشامي
    توالت على شعبنا الفلسطيني الذكريات والنكبات منذ الإعلان الصهيوني عن الحلم في وطن يجمع اليهود على أرض فلسطين، وتوجهت أنظار اليهود إلى هذه الأرض المقدسة منذ الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في عام 1789م، فقد بدأ القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت يوجه الجيوش الغازية الجرارة إلى احتلال أرض فلسطين عبر مصر التي كانت في ذلك الزمان محور صراع كبير وكانت الدول " الاستعمارية " الكبيرة تسميها " رأس الأفعى " أما الإمبراطورية العثمانية كانت تسميها " الرجل المريض"، ومنذ زمن الحملة الفرنسية التي لم تستطع دخول مدينة عكا الفلسطينية وسور عكا يشهد هزيمة وتقهقر الجيش الفرنسي أمام أسوارها .. ومنذ ذلك الزمن بدأت الكتابات الصهيونية تصدر حول أرض فلسطين والأرض المقدسة ثم توالت الأفكار عند الصهاينة وتوالت الكتابات والإشارات إلى أرض الميعاد، إلى أن نشط الزعيم الصهيوني " تيودر هرتزل" في جمع اليهود وتنظيم مؤتمر لهم في مدينة بازل السويسرية في عام 1897م وقد تم خلال هذا المؤتمر وضع الركائز والخطط الصهيونية الأولية من أجل السيطرة على أرض فلسطين وتشريد وتهجير أهلها وبدأ اليهود يركزون خططهم من خلال عمل مؤسسات يهودية صهيونية هدفها حشد الدعم والمال لتحقيق الحلم بإقامة الوطن على أرض فلسطين ، حيث تم عمل صندوق يهودي قومي ووكالة يهودية، وتم عقد صداقات يهودية كبيرة مع زعماء عرب وغرب من أجل استمرار هجرة اليهود إلى أرض فلسطين وقد قام اليهود باستخدام كافة الوسائل منها المال والنساء لتحقيق أهدافهم الخبيثة والماكرة في السيطرة على أرض فلسطين، كما قام اليهود بمساعدة الاحتلال البريطاني والتأثير على الغرب عند تقسيمها بلاد الإمبراطورية العثمانية والتمهيد أمام البريطانيين لما يسمى الانتداب على فلسطين، وذلك في اطار أفكار صهيونية للسيطرة على فلسطين وبالفعل بعد ثلاثين عاما تمكن اليهود من احتلال أرض فلسطين وأصبحوا يسيطرون على أكثر من 80% من أرض فلسطين وقاموا بقتل أكثر من 80 ألف فلسطيني كما قام بتشريد قرابة ربع مليون فلسطيني وتدمير أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية، وقد كانت هناك خطط وخرائط عسكرية صهيونية معدة سلفا لاغتصاب أرض فلسطين وتهجير أهلها قسرا وعنوة... وقد وُعد الفلسطينيون بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها وقال لهم إن الأمر مجرد أيام قليلة وستعودون وها هم اليوم وبعد 65 عاما مضت ولم يتحقق الوعد بالعودة إلى أرض .. ولكن بقيت الأرض والزرع والهواء ومفتاح الدار والكوشان شاهدة على النكبة وبقيت روايات التاريخ وشواهد معارك نكبة فلسطين والشهداء هؤلاء بقوا خالدين في الذاكرة الفلسطينية ونقلها الأجداد والكبار للصغار حتى لا ينسوا الأرض والديار، وبدأت بفضل الله السواعد الفلسطينية ورجال المقاومة يعدون العدة ليوم العودة إلى أرض فلسطين ومقدساتها .. وبدأنا يوما بعد يوم نقترب من عكا وحيفا ويافا والجليل وزلزلت صواريخ القسام جدار مستوطنات القدس ودكت حصون بني يهود ولم تعد صورة الجندي الإسرائيلي تخيف الفلسطينيين والعرب بل أصبحت صورة الجندي الضعيف الهزيل المهزوم نفسيا، وقد خسر الكيان حروبه الأخيرة مع الفلسطينيين.
    في أيام النكبة وذكرياتها آلام كثيرة ووجع أكبر على سرقة أرض فلسطين التي تتوسط الوطن العربي والقارات العالمية الثالثة فهي الأرض المقدسة والأرض المباركة وتتمتع بموقع جغرافي سياسي يؤهلها لقيادة الوطن العربي فهي تتمتع بالكثير من مصادر القوة في الموقع والمكان والأجواء والمكانة الدينية لهذه المساحة الصغيرة، حيث لا توجد في العالم بلد بمساحة أرض فلسطين تتوفر فيها الخصائص والمميزات التي تميز أرض فلسطين عن غيرها من البلاد.
    وهنا أذكر لكم ماقاله القائد البريطاني الجاسوس غلوب باشا عن جزء من أرض فلسطين وهي صحراء النقب :" إن أفظع ظلامة في مشروع الأمم المتحدة، هو النقب الذي يمتد من بئر السبع إلى العقبة مسافة مائتي ميل أعطي لليهود في حين لم يكن فيه يهودي واحد ولم يقطنه اليهود عبر التاريخ قط " هذه العبارة جزء يسير من الكثير من الحقائق والشواهد التي ساقها لنا المؤرخون الغربيون وبعض المؤرخين اليهود حول عدم شرعية وبطلان الوجود اليهودي على أرض فلسطين المقدسة.

    إن ذكرى النكبة تحمل في قلوبنا آلاما ومآسي كثيرة .. ولكننا اليوم أصبحنا نحيا تفاؤلا كبيرا بما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات كبيرة على العدو الصهيوني وقد أكدت هذه الانتصارات على أن النصر الكبير قد اقترب والعودة إلى الأرض أقرب من أي وقت مضى ..



    شهداء القسام في ذكرى النكبة دليل على تاريخ مجيد
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد حميدة
    تمر على الشعب الفلسطيني هذه الايام الذكرى الخامسة والستون للنكبة حين تآمر العالم كله على الشعب الفلسطيني وسرقوا منه وطنه ليمنحوه هدية لصهاينة العالم على ايقاع من المجازر والقتل والتهجير، خمسة وستون عاماً على سرقة وطن، وما زالت فصول الحكاية مستمرة وما زالت السرقة تتم عل مرأى العالم وكذلك ارتكاب المجازر، ونهب الارض، وتهجير الشعب، وتهويد المقدسات ولكن ومع ذلك، ومع مرور خمسة وستين عاماً ما تزال فلسطين وقضيتها الاولى وصورتها العتيقة محفورة في قلوب الاطفال والنساء والشيوخ جرح يأبى النسيان ويرفض التقادم.
    ليس مصادفة في الذكرى الخامسة والستين لسرقة فلسطين ان يكشف الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة " عن عدد شهداء كتائب القسام في هذه الذكرى بلغ 1948 شهيداً قسامياً وتأتي هذه الذكرى مؤرخة بتاريخها الذي يعرفه العالم بأسره تطابقا مع عدد شهداء القسام اللذين قدموا الغالي والنفيس من اجل تحرير هذه الارض المسلوبة من ايدي العدو الصهيوني الغاصب.
    ولقد قالها من قبل قادة حماس الشهداء سنعود لحيفا ويافا وتل الربيع وكل هذه المقولات ستتحقق بإذن الله وهذا يعني ان البشرى بالتحرير قريبة وهذه بشرى من عند الله ان يصادف عدد شهداء القسام مع ذكرى النكبة التي هجر اهل فلسطيني من ديارهم عام 1948م وهذا يدل على ان العودة الى تلك الاراضي التي هجر منها اهلها قريبا ستعود الى اهلها، ودماء الشهداء وقود يضيء لأهل فلسطين الطريق حتى التحرير وهذه جاءت ايضا لتقول للعالم بأسره ان دماء الشهداء التي صادف عددهم مع ذكرى النكبة 65 انه لا يمكن القبول بتبادل الاراضي وعليكم التمسك بحقكم ولا تتنازلوا عن هذه الارض التي روت بدماء قادة ومجاهدي هذا الشعب العظيم وعدم القبول باي مبادرة تقدم اليكم بتبادل الاراضي او غيرها او التنازل او التفريط بأي ذرة تراب فلسطيني مهما بلغت التضحيات فلا بد من عودة الى ارض فلسطين كل فلسطين.
    و إن عدد شهداء القسام الذي بلغ 1948 شهيداً في ذكرى النكبة، دليل على تاريخ مجيد سطره القسام بمداد من نور وبأنهار من دماء في سبيل الله، يجعل كتائب القسام تذكر ما إن ذكرت المقاومة الفلسطينية.
    ويؤكد ذلك على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق، وقدّموا من أجل الوطن والدين خيرة الشباب والقيادات طاعة لله ودفاعاً عن المقدسات ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
    القدس اليوم تنادي جنود القسام، وأن فلسطين المحتلة بترابها وروابيها تستنجد بأبطال القسام، فليشدّو من عزيمتهم، وليعزّزوا ثقتهم بالله ومن ثم فليعزّزوا ثقتهم بحركتهم ولتبقَ ايديهم على الزناد متأهبين ليوم اللقاء.
    ومع مرور خمسة وستين عامًا من النكبة ما زال حلم العودة في قلوب الملايين من الاطفال والنساء والشيوخ ومن يؤمن بأن هذه البلاد هي كل من آمال وطموح وغاية وسيبقى من لم يعرف هذه الارض يوماً ولم يستنشق عطر ترابها منبطحاً دون كرامة تحت اقدام من سرق الوطن قبل 65عاماً.



    نكبة فلسطين وسنوات العرب العجاف
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل المصري
    لم يعد أحد يلتفت لقدوم ذكرى نكبة العام 1948 م ورحيلها إلا الشعب الفلسطيني الذي عانى من فصولها ولا زال يقف على خط المواجهة الوجودية مع دولة الكيان الإسرائيلي، فواقع الحال في المنطقة العربية يحرف الاهتمام العالمي بما فيه العربي إلى قضايا أخرى ما كان يجب _على أهميتها_ أن تقفز على قضية العرب والمسلمين المركزية.
    تمر الذكرى الـ65 للنكبة الفلسطينية على وقع تراجع عربي عام تُوِج بإعلان حكامنا _أطال الله أعمارهم_ قبولهم لتعديل المبادرة العربية للسلام التي لم توافق عليها "إسرائيل" سابقا ثم لم توافق على التنازل الجديد المتعلق بتعديل المبادرة القديمة.
    الرد الإسرائيلي اتجه إلى ثلاثة محاور الأول عسكري عبر قصف سوريا وزيادة الاعتداءات في الضفة والقدس وخرق للهدنة في غزة، والثاني سياسي عبر ما تداولاته وسائل الإعلام من سفر لوزيرة العدل الصهيونية "تسيبي ليفني" إلى أمريكا لإبلاغ صناع القرار هناك برفض دولة الاحتلال رسميا للمبادرة الجديدة، والمحور الثالث كان إعلاميا عبر ما نشرته وزارة الخارجية الصهيونية من افتتاح ممثلية لها في إحدى دول الخليج خلال العامين الأخيرين.
    للحقيقة لم يكن مفاجأة أبدا أن تعلن دولة الاحتلال عن افتتاح ممثلية لها في دولة عربية، بل إن الإعلان كان بمثابة التبرير المنطقي لرفض "إسرائيل" للطرح العربي الجديد حيث أنها تتمتع أصلا بعلاقات جيدة سواء سرية أو علنية مع عدة دول عربية فما الداعي لأن تقدم هي تنازلات للحصول على شيء قد استحصلت عليه سابقا؟! فتاريخ بعض الأنظمة والقيادات العربية _التي هلك بعضها_ يثبت أن أياديهم كانت تتصافح بحرارة مع قادة الاحتلال من تحت الطاولة في الوقت الذي كانت تهدر فيه أصواتهم بكل الشعارات الوطنية والعدائية تجاه "إسرائيل" من فوقها.
    وللتدليل على ذلك لنا أن ننتقل إلى شرق فلسطين المحتلة حيث الملك الذي وافته المنية عام 1999 م يعترف في مذكراته التي تركها قبل وفاته بأنه ساهم في منع العمليات الفدائية انطلاقا من أراضيه تجاه "إسرائيل"، دون إغفالنا عن ذكر توقيعه لاتفاقية سلام مع دولة الاحتلال في أوائل تسعينات القرن الماضي، وقبل ذلك ما اعترف به قادة الاحتلال وبات معروفا لاحقا بأنه ابلغهم عن هجوم مصري_سوري وشيك لتحرير سيناء والجولان قبيل اقل من شهر على حرب أكتوبر 1973 م.
    وغير بعيد عن أجواء حرب أكتوبر 1973 م وما تلاه من زلزال سياسي عندما أعلن رئيس مصر بعد الحرب بسنوات عن اعتزامه زيارة "إسرائيل" لإحلال السلام في المنطقة، لننتقل إلى السودان حينما أيده رئيس السودان حينها في مسعاه معلنا أمام وزرائه رغبته في استباق الزعيم المصري للسفر إلى "تل أبيب" لتطبيع العلاقات بين السودان ودولة الكيان إلا أن رفض كل وزرائه لاندفاعه حال دون تنفيذ رغبته حتى جاء موعد الخلاص من ذاك الزعيم عندما انقلب عليه وزير دفاعه "عبد الرحمن سوار الذهب" _الذي زار غزة مؤخرا برفقة الشيخ يوسف القرضاوي_ لتعود السودان قيادة وشعبا منحازة انحيازا خالصا للقضية الفلسطينية.
    انتقالا من السودان ومصر إلى الغرب حيث أحد ملوك العرب في أفريقيا الذي توفي عام 1999 م وما أعلنه الساسة في دولة الكيان _عرفانا له_ عن إسهاماته في تهيئة السلام بين مصر و"إسرائيل" وتسهيله لعمليات هجرة اليهود من بلاده إلى دولة الكيان، وهو الذي في عهده باتت مملكته احد دولتين عربيتين تعترفان رسميا بالماسونية التي أقامت آخر اجتماعاتها العالمية في عاصمة تلك المملكة في مايو من العام الماضي 2012 م.
    وقفزا سريعا إلى لبنان عندما تولى أحد الكتائبيين المعروفين رئاسة الجمهورية اللبنانية حيث تم توقيع اتفاقية 17 أيار بين لبنان و"إسرائيل" برعاية أمريكية كانت مقدمة لاعتراف لبناني بدولة الاحتلال، إلا أن الاتفاق لم يصمد سوى بضعة شهور حتى أجبرت القوى الوطنية اللبنانية بدعم الجارة سوريا الرئيس اللبناني حينها وبرلمانه على إلغاء الاتفاقية كرها لا طوعا.
    وعن دول الخليج فالحديث عن ممثليات وقنصليات اقتصادية كانت أم غير ذلك لم يكن وليد اليوم بل كانت إحدى الدول تفتتح لها قنصلية وقامت بإغلاقها بعد الحرب على غزة 2009 م، ثم ما نشرته وسائل الإعلام الصهيونية قبل عام عن طلب أميرة في دولة خليجية أخرى العلاج من مرضها في إحدى مستشفيات "تل أبيب" دونا عن سواها من الدول المتقدمة، وقد بلغ كرمها السخي بقرارها بناء مشفى خاص في "إسرائيل" في الوقت الذي تماطل فيه معظم دول الخليج في دفع المستحقات المقررة عليها تجاه فلسطين.
    تاريخ حافل بالألم والمهانة العربية التي سطرها الحكام دونا عن رغبة الشعوب التي بقي ضميرها مستيقظا تصرخ حناجرها لفلسطين كما تصرخ لأوطانها.
    65 عاما على النكبة والخوف الآن من مؤامرات القيادات العربية على القضية الفلسطينية بمبادراتهم العبثية وتنازلاتهم السخية التي لن ينتج عنها سوى المزيد من التعنت الصهيوني والعربدة المستندة إلى صمت عربي مطبق وتحالف سري بين بعض أنظمتها ودولة الكيان.


    سَــنابِــلْ
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل أبو هلال
    قبل ساعات دُفِنَت "سنابل شكري أحمد أبو بكر"، بعد معاناة مع مرضٍ وُلِد معها ووُلِدتْ معه منذ خمسة وعشرين عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية.
    تُدفَنُ "سنابل" ويُحرَم "شكري" من ضمّ فلذة كبده أو لَثْم جبينها أو تقبُّل العزاء فيها أو مواساة زوجته في ابنتهما أو تعزية والده و والدته الثمانييّن، الذين نذرا نفسيهما أن يعيشا بالقرب من "سنابل" و أمّها و أخواتها في "دالاس" ... تدفن "سنابل" "وشكري" معتقل في السجون الأمريكية بحكم جائر ظالم لمدّة خمسة وستين عاماً، لا شيء إلا أنّه كان مديراً لصندوق الأرض المقدّسة الذي كان يجمع التبرّعات (من المسلمين وغيرهم) ويرسلها لمؤسّسات رسمية في فلسطين.
    "أحمد أبو بكر" - جدّ "سنابل" – كهلٌ ثمانينيّ يحكي قصّة الفلسطينيّ المشرّد المكافح المناضل المظلوم المقهور المحروم الغريب المُغْترِب ... يبدأ مشواره مع هذه المعاناة منذ هاجر في بداية الخمسينات إلى أمريكا الجنوبية بحثاً عن الرّزق لعائلة ممتدّة جذورُها في سلواد - رام الله – ويستقرّ في البرازيل ويتزوّج هناك من برازيليّة رافقته "تغريبته" وتُنجِب له "جمال" و"شكري".
    يخاف جدّ "جمال" و"شكري" من ضياع هويتهما العربيّة الإسلاميّة، فيطلب من ابنه "أحمد" أنْ يعود بالولدين إلى "سلواد" ويذهب هو أينما يريد! فيستجيب الابن؛ فيترك تجارة ومالاً ويعيدهما إلى "سلواد"، ويبدأ هجرةً أخرى هو وزوجته إلى الكويت "يكدّ" في صحرائها اللاّهبة على "تَنْكَر" ماء!
    وكما هاجر هو هجرته الأولى إثر "النّكبة" يلحقه ولداه إلى الكويت مهاجِريْن إثر "النّكسة".
    يكبر "جمال" و"شكري" في البيئة الطلاّبيّة الفلسطينيّة الإسلاميّة في الكويت؛ فيشارك "شكري أحمد أبو بكر" ضمن كتلة إسلاميّة في أوّل انتخابات للاتحاد العام لطلاّب فلسطين في ثانوّية "حولي" (التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة)؛ فيكون هو أوّل إسلاميّ (مع محسن صالح رئيس مركز دراسات الزيتونة حاليا) يدخل الاتحاد، وأوّل "اختراق" إسلاميّ لهذه المؤسسة الفلسطينيّة.
    بعد سنة؛ "جمال أحمد أبو بكر" يشارك "خالد عبد الرحيم" (مشعل) في قائمة الحقّ الإسلاميّة التي تنافس – أيضا للمرّة الأولى – في انتخابات اتحاد طلاّب فلسطين في جامعة الكويت، فتعطّل رئاسة الاتحاد الانتخابات لثلاث سنوات خوفا من فوز الكتلة الإسلاميّة الناشة (منذ ذلك الوقت ونحن بحاجة لمصالحة!!)؛ فيؤسس (1980) مع ثلّة من زملائه "الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين" في جامعة الكويت، لتكون ثاني رابطة من نوعها بعد "الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين" في بريطانيا (1979) والتي كان من مؤسسيها "شكري أحمد أبو بكر"!
    يهاجر "شكري أحمد أبو بكر" إلى أمريكا (لم يعد يُعرف عدد الهجرات) فيشارك مع ثلّة كريمة من الشخصيّات العربية في تأسيس "الاتحاد الإسلامي لفلسطين" في أمريكا الشمالية.
    ينشط "شكري" في العمل الفلسطيني في أمريكا فيؤسّس مع زملائه المؤسسات ويقيم الأنشطة الداعمة لفلسطين وقضيتها في الداخل والخارج؛ ومن أهمّ المؤسسات التي تأسست: "صندوق الأرض المقدّسة"، مؤسسة رسميّة شرعيّة وفق القوانين الأمريكية، تتواصل وتدعم مؤسسات رسمية وقانونية في فلسطين (حتى وفق قوانين الكيان الصهيوني!) إلى أن جاء بوش الإبن فيقرّر أنّها مؤسسة "إرهابيّة" وتدعم الإرهابيين، ثمّ تُغلق ويُطارد العاملون فيها ومن ضمنهم مديرها "شكري أحمد أبو بكر" (قصة مؤسسة الأرض المقدّسة فيها تفصيل كثير ليس مقامه هنا).
    يطوف "شكري" البلاد العربية بحثاً عن مأوى؛ فينصحه كلُّ من رآه ألاّ يعود "لظُلم" واحة الحريّة الأمريكية؛ إلا أنّ حنينه لفلذة كبده "سنابل" يغلبه؛ فهي المريضة بالتلاسيميا منذ ولادتها ولا يجد لها علاجاً إلاّ هناك، فيغامر ويعود ليحتضن "سنابل" إلى صدره، عاطفة الأبوّة غلبت خوفه على نفسه من اعتقال ظالم محتّم!
    يُعتقل "شكري" هو وإخوانه ويحكم عليهم بأحكام جائرة فريدة حتى في التاريخ الأمريكي! يصل حكم "شكري" خمسة وستين عاماً بتهمة الأعمال الخيريّة التي كان يسقي "سنابلها" في فلسطين!! ويودَع السجن الظالم ليُحرَمَ من ضمّة "سنابل" للمرّة الأخيرة قبل دفنها!
    "جمال أحمد أبو بكر" الذي يُعِدّ لعُرس ابنه الثاني "إبراهيم" يوم الجمعة القادم يستقبل خبر وفاة "سنابل" ابنة شقيقه المعتقل يوم الثلاثاء! يقف صامداً صابرا كالجبل يستقبل التعازي بـ"سنابل" يوم الثلاثاء، ويؤكّد في العزاء على دعوة الحضور إلى حفل عرس "إبراهيم" يوم الجمعة!!
    "جمال أحمد أبو بكر" فقد ابنه البِكر "أحمد" قبل ثلاث سنوات قبل أسبوع من زفافه، ووقف نفس الوِقفة صابراً صامدا محتسباً، رجلاً دوما كان "جمال"؛ ففي الشدائد تعرَف الرّجال!
    "أحمد أبو بكر" بدأ هجرته إلى البرازيل قبل 61 عاماً، "شكري أحمد أبو بكر" معتقلٌ في أمريكا لمدة 65 عاماً، "سنابل شكري أبو بكر" تُدفن في ذكرى النّكبة الــ 65 دون أن يراها أبوها، "جمال أحمد أبو بكر" موضوع على قوائم الإرهابيين بتهمة الانتماء لحماس، الجدّة البرازيلية التي رافقت هذه العائلة قدرها أن تترع من كأس الهمّ الفلسطينيّ منذ 60 عاماً!
    يتصّل "شكري" من سجنه عبر وسيط "بجمال" فيستأذنه أن يزفّ "سنابل شكري أبو بكر" إلى "أحمد جمال أبو بكر" في الجنّة، كما نطقت "سنابل" وهي في النزع الأخير ثلاث مرّات لمن حولها: لا تحزنوا أنا رايحة عند "أحمد" على الجنّة!!
    هل تختصر ملحمة آل أبي بكر بعضاً من معاناة الفلسطينيّ على مدى قرنٍ من الزمان؟!
    رحم الله "سنابل" وجعل موتها بداية عملٍ من كل ذي قدرة أن يسعى للإفراج عن "شكري" وإخوانه، أو على الأقل لإثارة قضيتهم المنسيّة.



    للأسف.. نحن فراعنة!!
    فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد
    أعجبت بذلك الجواب الذي أدلى به الدكتور أيمن علي المستشار الإعلامي للرئيس المصري محمد مرسي، وذلك حينما سأله أحمد منصور في برنامجه بلا حدود مجموعة من الأسئلة على شاكلة: "لماذا لا تقوم الرئاسة بتنفيذ مشروع كذا وكذا؟ ولماذا لا يقوم الرئيس بإنشاء مؤسسة كذا وكذا؟ ولماذا ولماذا؟؟"
    فأجاب: " نحن فراعنة.. للأسف" ويقصد بذلك أننا كشعب مصري نريد من النظام الحاكم أن يقوم بكل شيء، وأن يشرف على كل شيء، كما كانت مصر الفرعونية تُحكَم، فلا يتحرك ساكن في مصر إلا بإذن من الفرعون، مما يمنحه الفرصة ليمارس استبداده وديكتاتوريته، حتى تدخل في عقائد الناس، وقال لهم : "أنا ربكم الأعلى"، "ما علمت لكم من إلهٍ غيري".
    من المحزن أننا كشعوب عربية نحاول أن نعيش بهذا المنطق، حتى مؤسسات المجتمع المدني يجلس موظفوها ويضعون رِجلًا على رجل، وإن سألتهم عن سبب تقصيرهم أجابوك: الحكومة مقصرة، ولا تقوم بدورها تجاهنا، على الرغم من أن هذه المؤسسات هي التي تعلم الشباب ضرورة العمل رغم نقص الإمكانيات، وتعلمهم أيضًا أننا بإمكاننا تحقيق النجاح بأقل قدر من الموارد، وغيرها من هذه الأفكار الجميلة.
    إن النصوص الشرعية التي تحث الإنسان على العمل وتحمله المسئولية عن أعماله كثيرة جدًا، حتى في الفتوى التي هي من اختصاص العلماء، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يستفتي نفسه إذا تضاربت أمامه الأقوال واختلطت الأمور، فقال: "استفت قلبك، واستفت نفسك" "وإن أفتاك الناس وأفتوك"، خلافًا لما يظنه كثير من الناس: "ضعها في رقبة عالم، واخرج منها سالمًا".
    وقد كانت كثيرٌ من مشروعات الدولة الإسلامية في زمن عزتها -كغيرها من الدول المتقدمة- تقوم على كواهل أفراد الشعب، ودور النظام الحاكم هو حراسة تلك المشروعات، والأوقاف الإسلامية التي كانت تشرف على كثير من المشروعات العلمية والخيرية خير شاهد.
    ختامًا.. نرسل تحية احترام وتقدير لكل المصلحين الذين يقومون بأي دور مهما كان صغيرًا في خدمة مجتمعاتهم، ولكل الذين يشيعون ثقافة المبادرة والإيجابية.













    مؤتمرات للبيع
    فلسطين الآن ،فلسطين أون لاين،، يوسف رزقة
    أحبك بعدد أمواج البحر. عبارة شعبية تدل على الكثرة التي لا تقبل عدا ولا إحصاء. في العالم العربي قادة وزعماء ورؤساء أحزاب وحركات يحبون المؤتمرات بعدد أمواج البحر. كل قضية تحتاج إلى قرار, مجرد قرار, يجب تحويلها إلى مؤتمر. المؤتمر فرصة جيدة لالتقاط الصور ولسماع الخطب ولإسماع المتلقي أرقام التبرعات التي لا ينفذ أغلبها عادة. كم من مؤتمر عقدته قيادات فلسطينية وقيادات عربية أيضاً عن فلسطين على مدار (٦٥) عاما هي عمر النكبة حتى الآن ولاتزال فلسطين تراوح مكانها في أحسن الأحوال. قد يقال إن المشكلة الفلسطينية معقدة وهذا سبب كاف لهذه الحالة.
    وهنا نقول هيا نترك فلسطين المعقدة ونذهب إلى سوريا التي يقتل من شعبها يوميا في المتوسط مائة فرد ،ونسأل كم مؤتمرا عقد حول سوريا في عواصم مهمة؟ ، فماذا قدمت المؤتمرات للشعب الذبيح؟. المؤتمر يلد مؤتمرا واللقاء يلد لقاء والكذب يلد كذبا وهكذا دواليك في قيادات أمة المحيط الهادر والخليج الثائر. تنتهي مؤتمرات الاتحاد الأوروبي و الناتو بمخرجات محددة وبقرارات قابلة للتنفيذ وتنتهي مؤتمرات العرب والفلسطينيين ببوس اللحى. أطول البيانات في العالم الحديث تلك التي تصدر عن قمم عربية. وأضخم عبارات المديح والمجاملات الفارغة هي ما يسجلها الإعلام في مؤتمرات العرب الكرام. الحياة العليا عند القادة مؤتمرات . أنت في مؤتمر إذا أنت موجود.
    الوجود القيادي مؤتمر وكاميرا وشاشة فضائية. من لافضائية له لا وجود له. ومن كان بلا كاميرا فليرجم نفسه.
    القيادات الفلسطينية المعاصرة هي جزء من القيادات العربية في حبها للمؤتمرات. لست أدري مثلا كم لقاء عقده القادة الفلسطينيون عن المصالحة الفلسطينية في الفترة ما بين ٢٠٠٧-٢٠١٣، ومع ذلك نقول أين المصالحة؟ تماماً كما نقول أين فلسطين؟ وأين مخرجات مفاوضات التسوية؟.
    الوقت العربي من تنك. والمؤتمرات العربية والفلسطينية مغيط. وشد شد قربت الرملة على اللد. مؤتمرات للبيع مثل سمك للبيع مثل أوطان للتجزئة والبيع بالقطعة. فلسطين في سوق التجزئة والعراق في سوق التجزئة وسوريا كذلك والخليج سابق بالإحسان والمغرب لاحق بإحسان أيضاً والحل والسحر كله مؤتمرات لله ثم للوطن. والسلام عليك يا قدس والسلام عليك يا وطن.













    تجار السلام
    فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر
    يحظى مفاوضو السلام الفلسطينيون، ممن يعتبرون "الحياة مفاوضات"، بتغطية إعلامية ربما يحسدهم عليها من "يمارسون" السلام من مواطنيهم من دون أن ينتظروا نتيجة المفاوضات، ممن يصفهم شركاؤهم "الإسرائيليون" بـ"تجار السلام"، وبينما يواجه المفاوضون "السياسيون" الذين لم ينهكهم التفاوض بلا نتيجة منذ حوالي عقدين من الزمن طريقا مسدودا، يحقق "تجار السلام"، بعيدا عن الأضواء، إنجازات في "الشراكة" والتطبيع مع نظرائهم في دولة الاحتلال الإسرائيلي ليست مشروطة بإنهاء الاحتلال.
    ولأن المنازعات مألوفة بين "التجار"، ولأن التبادل التجاري بين دولة الاحتلال وبين الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تضخم ليتجاوز ما يزيد على أربع مليارات دولار أمريكي سنويًا، ولأن الضفة والقطاع هما ثاني أكبر "شريك" اقتصادي لدولة الاحتلال بعد الولايات المتحدة، ولأن هذا التبادل يتم "نقدا" لعدم وجود التسهيلات الائتمانية والمعاملات المصرفية المعروفة بين دولة قائمة بالاحتلال وبين شعب خاضع للاحتلال، اتفق "تجار السلام" في الجانبين على تتويج هذه الإنجازات في تشرين الثاني المقبل بافتتاح مركز التحكيم التجاري الإسرائيلي الفلسطيني في القدس المحتلة كـ"مشروع مشترك".
    ومن الواضح أن هذا التوجه لـ"تجار السلام" لا يتعارض بل يتكامل مع استراتيجية مفاوض منظمة التحرير التي توفر لهم الغطاء السياسي، لكنه بالتأكيد توجه يكاد يتصادم مع التوجه الشعبي والوطني العام الذي يؤكد يوميًا بالشهداء والجرحى والأسرى والمواجهات تصميمه على إنهاء التبعية الاقتصادية والسياسية لدولة الاحتلال وأي "شراكة" معها.
    و"الشركاء" الفلسطينيون في مركز التحكيم التجاري يمثلون قادة القطاع الخاص وأعمدته، وحسب مختلف المراجع يسيطر هذا القطاع على ثلثي الاقتصاد في الأراضي المحتلة عام 1967، و"الشريك" الفلسطيني في "المشروع المشترك" لمركز التحكيم، السيد منيب المصري، الذي لقبه إعلام دولة الاحتلال بـ" روتشيلد فلسطين"، يقول إن شركة "باديكو" وحدها، التي ساهم أعضاء مجموعة من رجال الأعمال بمليون دولار لكل منهم لتأسيسها في سنة 1994، والتي تدير حاليًا أكثر من (30) شركة، وتعيل أكثر من نصف مليون فلسطيني، تدير أيضا حوالي (25%) من الاقتصاد الفلسطيني تحت الاحتلال، ومعنى ذلك أن "تجار السلام" يقودون معظم هذا الاقتصاد في اتجاه "الشراكة" والتطبيع مع دولة الاحتلال.
    ومن الواضح أن "تجار السلام" وغطاءهم التفاوضي ليسوا معنيين وليس لهم مصلحة في وقفة تتبصر في المضاعفات السياسية الخطيرة لهذا التوجه على الحركة الوطنية الفلسطينية، وعلاقتها بإطالة أمد الاحتلال، بحجة أنه توجه "لا علاقة له بالعملية السياسية" كما قال المدير التنفيذي لشركة باديكو سمير حليلة، وبحجة أنهم يبنون مؤسسات بنى تحتية تحت الاحتلال لـ"دولة فلسطين" المأمولة، في تساوق مع الجهود التي بذلها رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال في رام الله، د. سلام فياض، خلال السنوات القليلة الماضية، وفي تقاطع مع المساعي الجديدة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لـ"التنمية الاقتصادية الفلسطينية"، ليتحول "السلام التجاري" الذي يمارسونه عمليًا على الأرض إلى نسخة فلسطينية من مشروع "السلام الاقتصادي" الذي يتبناه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
    لقد بدأت قصة "مركز التحكيم التجاري" قبل حوالي ثلاث سنوات، عندما بدأ السيد حليلة والجنرال المتقاعد من قوات الاحتلال أورين شاحور، الذي يرأس حاليا "الغرفة الدولية لتجارة (إسرائيل)"، في بلورة الفكرة، واتفقا على إنشاء الغرفة الدولية للتجارة الفلسطينية، وقد ساعدت غرفة التجارة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها، والتي طالما دعت إلى "السلام من خلال التجارة"، في تأسيس الغرفة الفلسطينية بتوقيع "مذكرة تفاهم" فلسطينية – إسرائيلية معها في أيار 2011، وترأس السيد المصري هذه الغرفة، وسلم إدارتها للسيدة يارا أسعد من مكتب تبرع به رجل الأعمال طلال ناصر الدين تمهيدا لـ"المشروع المشترك" بين الغرفتين في مركز التحكيم التجاري بالقدس، المخطط أن يفتح له مركزي اتصال في رام الله وتل الربيع (تل أبيب).
    وتنص اتفاقية إنشاء مركز التحكيم على تحويل المنازعات التجارية التي تزيد قيمتها على سبعة ملايين دولار إلى غرفة التجارة الدولية في باريس لحلها خلال السنوات الأولى بعد افتتاح المركز، ثم يتولى المركز حلها بعد ذلك بديلا للمحاكم الفلسطينية والإسرائيلية التي لا تنفذ أحكامها سلطات تطبيق القانون في الجانبين، ما يرقى إلى إنشاء قضاء مواز في القضايا التجارية.
    وفي السابع والعشرين من آذار الماضي، أعلن رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية رفعت هيسارشيكلي أوغلو قبوله العمل كرئيس دولي لمركز التحكيم الجديد لأنه "واثق تماما" من أن المركز سوف "يسهل أكثر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين (إسرائيل) وبين فلسطين"، وهو ما أكده شاحور بقوله إن المركز "سوف يعزز الثقة بين الشعبين" وسوف يمثل أيضًا، على ذمة "غلوبس" العبرية في منتصف الشهر الجاري، "جسرًا اقتصاديًا" للتطبيع الفلسطيني مع دولة الاحتلال.
    وفي اليومين السابع والثامن من كانون الأول العام الماضي افتتح د. سلام فياض في رام الله ورشة عمل تعليمية للتعريف بالمركز والتحكيم الدولي، شارك فيها محامون وقضاة وأساتذة حقوق من معظم كليات الحقوق في جامعات الضفة ورجال أعمال وممثلون عن وزارات سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، في أول حلقة من سلسلة مبادرات مماثلة تخطط لبرامج تدريب مشتركة مع نظراء "إسرائيليين" تشمل محاكاة محكمة تحكيم يشارك فيها طلاب حقوق من الجانبين، ما يحول مشروع المركز إلى كاسحة ألغام للتطبيع تركز على النخب القانونية والاقتصادية والأكاديمية التي تقود الرأي العام الفلسطيني.
    ويلفت الانتباه الدور الذي لعبه في تحقيق هذا "الإنجاز" الجنرال شاحور، مدير عام الغرفة الدولية في دولة الاحتلال، وأمينها العام باروخ مازور، فالأول أمضى أكثر من ثلاثين سنة في قيادة قوات الاحتلال وعين قائدًا عسكريًا مسؤولًا عن عمليات الاحتلال في الضفة الغربية ليكون "رمز الاحتلال ذاته" كما وصف نفسه، ومثله كان مازور ضابطا متميزا، عمل إضافة إلى خدمته العسكرية ممثلا للناجين اليهود من الهولوكوست النازي على الصعيد الدولي، لكن شاحور يقول إنه "جندي سلام لا جنرال حرب" اليوم، ويقول مازور عن كليهما إنهما من "تجار سلام"، ومن الواضح أنهما الآن يقطفان اقتصاديا ثمار فتوحاتهم العسكرية ويدعمان الاحتلال العسكري بأسس "تجارية" باسم السلام.
    إن الدور القيادي الذي يلعبه القطاع الخاص في الاقتصاد الفلسطيني تحت الاحتلال، والدور القيادي الذي يلعبه في هذا القطاع الشركاء الفلسطينيون في مشروع مركز التحكيم، يقتضي وقفة جادة لمراجعة في العمق لهذا التوجه الذي "يمارس السلام" قبل صنعه، ويقيم "شراكات" مع الاحتلال قبل إنهائه، ويدفع التطبيع ثمنا مجانيا قبل أن تتوصل المفاوضات إلى اتفاق، ويوسع الهوة السياسية بين التوجه الشعبي والوطني العام وبين هذه النخب الاقتصادية، ويخاطر بتعزيز الاحتلال ببناء مؤسسات اقتصادية لدويلة فلسطينية تابعة للاحتلال، وهو ما يخاطر بدوره بتحويل "تجار السلام" إلى تجار احتلال بغض النظر عن حسن النوايا.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 351
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:21 AM
  2. اقلام واراء حماس 251
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:54 AM
  3. اقلام واراء حماس 247
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 01:15 PM
  4. اقلام واراء حماس 246
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 01:14 PM
  5. اقلام واراء حماس 245
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 01:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •