اقلام واراء اسرائيلي 462
21/10/2013
في هــــــذا الملف
حنان عشراوي: ‘اعادة تعريف الاحتلال’
بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف
التسوية الانتقالية باتت هنا
بقلم:أمنون لورد،عن معاريف
كراهية من صنع اسرائيل تجاه الفلسطينيين
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
الولايات المتحدة لاسرائيل: ايران مستعدة لتقييد التخصيب
بقلم: براك ربيد،عن هآرتس
على اسرائيل تعزيز مكانتها بمجلس الامن للتأثير على قراراته
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
انباء قضاء الاسد على ربع مليون طفل وولد في سورية غير دقيقة
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
حنان عشراوي: ‘اعادة تعريف الاحتلال’
بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف
‘يمكن ان نتفهم الوزيرة تسيبي ليفني، التي تدير المفاوضات مع الفلسطينيين. فليفني ترى من جهة المصاعب، وهي تفهم ان كل شيء عالق في هذه اللحظة على موضوع معابر الحدود مع الاردن، حتى قبل البحث في المواضيع الاساسية الجوهرية: القدس، اللاجئين، تقسيم السيادة وخريطة المستوطنات. من جهة ثانية، ليفني عديمة القوة السياسية، فهي لاغية ملغية، او الاصح القول: لاغية ملغية بمقاعدها الستة التي لها في الائتلاف، وفي الحكومة. فهذه ليست هي العهود التي كانت فيها قائمة باعمال رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية المؤثرة في حكومة اولمرت، كما أنها لا تقف على رأس حزب يعد 28 مقعدا.
‘في نهاية الاسبوع دعت ليفني حزب العمل الى دخول الحكومة لحث المسيرة السياسية، وهي تعرف ان اضافة 15 مقعدا من اليسار يمكنها أن تصب بعض الضوء على الصورة السياسية المسودة. وعندي احساس بان هذه دعوة طوارئ. فليفني تتحدث بتردد عن التقدم في المفاوضات، ولكن الحقيقة مختلفة. نتنياهو لا يمكنه أن يتنازل عن معابر الحدود في غور الاردن، وهو يتحدث عن ذلك في كل مناسبة. من ناحيته، لا يمكن أن يكون هناك حل وسط في هذا الشأن. وهو غير مستعد لان يسيطر الفلسطينيون على المعابر، ويعارض بشدة قوات دولية. اما من ناحية الفلسطينيين فان هذه تعد دولة حبيسة.
المفاوضات بدأت منذ قبل شهرين ونصف الشهر فقط، وهذا عائق منيع أول، فقد وصلت اسرائيل الى النهر، بمعنى الكلمة الحرفي، ولكن لا يمكنها أن تجتازه، والكل يوشك على الاستدارة والتراجع والذهاب الى البيت بصخب شديد. وحتى مطلب رئيس الوزراء من الفلسطينيين ان يعترفوا بدولة القومية اليهودية ليس شرطا أوليا من هذا النوع.
الفلسطينيون، من ناحية نتنياهو، يمكنهم ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية في اليوم الاخير من المفاوضات ايضا.
وكما أسلفنا، فان نتنياهو يعارض ايضا مرابطة قوات اجنبية في المعابر. فكرته تقضي بان ‘اسرائيل تحمي نفسها بقواها الذاتية’. وفي الاسبوع الماضي بلغنا هنا عن ان اسرائيل اقترحت استئجار المنطقة من الفلسطينيين، ولكن طلبها رفض.
حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية، وصفت هذه الامكانية بانها ‘اعادة تعريف الاحتلال’. الفلسطينيون كفيلون بان يساوموا، مع ذلك، فيقبلوا قوات دولية في المعابر. في مبادرة جنيف التي وافقوا عليها يدور الحديث عن ‘قوة اجنبية تشرف على معابر الحدود’.
والاردن بالذات هو المعارض الاشد للسيطرة الفلسطينية على الحدود. فالاردنيون يخشون من أن يفتح الفلسطينيون الحدود على مصراعيها، فيسقطوا الملك عبدالله. وينشر الباحث دان ديكر اليوم مقالا في ‘جيروزاليم بوست’ يقول فيه ان ‘الاردنيين يوجدون في مكان حساس. فهم يؤيدون اقامة دولة فلسطينية، ولكنهم واعون للمخاطر التي ينطوي عليها ذلك. فقد رأوا ما حصل في غزة بعد أن غادرنا محور فيلادلفيا. وهم لا يريدون ‘طريقا مفتوحا’ للارهاب في الغور ايضا’.
في الاسبوع الماضي استغل نتنياهو منصتين مهمتين كي ينقل للفلسطينيين رسائله، مرة في بداية دورة الكنيست، والمرة الثانية في الخطاب في ذكرى رابين. وفي كل خطاب كهذا، يغمز نتنياهو للسياسة الداخلية ايضا. فهو يعرف جيدا ما ينتظره في الليكود اذا ما تنازل في مواضيع الامن. وهو يفهم جيدا الى أين تسير المفاوضات، وهو الان بدأ يبحث عن طريق عودة الى الليكود الكفاحي. وقال لي مصدر سياسي رفيع المستوى أمس: ‘وصلنا الى بداية نقطة الخلاف الذي لا حل له. فلا يمكن القول اننا لم نعرف على ماذا يدور الحديث. في هذه الاثناء دفعنا فقط أثمانا. حررنا سجناء، لم نحصل على شيء بالمقابل، وعلى ما يبدو ايضا لن نحصل على شيء’. حزين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
التسوية الانتقالية باتت هنا
بقلم:أمنون لورد،عن معاريف
في الطريق الى التسوية الدائمة نتوقف في’التسوية الانتقالية. والتسوية الانتقالية القائمة اليوم هي على ما يبدو التسوية الدائمة. كلما سمعنا تفاصيل أكثر، اذا كان يمكن أن نصف هكذا التسريبات الجزئية جدا عن المفاوضات مع الفلسطينيين، هكذا يؤخذ الانطباع بان اسرائيل تطالب بما يوجد لها الان. فهي لا تصر على السيادة في الغور، بل تتحدث عن ‘استئجار’. واليوم ايضا تحتفظ اسرائيل بالغور، من دون’ استئجار، ومن دون سيادة ايضا.
الاضافة الى الوضع الراهن يجب أن تجعل التسوية الدائمة دينامية، بمعنى انه يجب ان تتم مسيرة تقضي بانه كلما كان هناك هدوء أمني أطول وأعمق، يضاف الى الفلسطينيين مزيد من ‘الحقوق’. وبالطبع الوضع الذي تكون فيه اسرائيل هي التي ‘تعطي’ حقوقا للفلسطينيين، هو وضع غير جيد. هذا ليس وضعا طبيعيا وليس عادلا، ولكن هذه مسيرة ناجحة.
في نهاية المطاف يجب الوصول الى وضع تكون فيه للفلسطينيين حرية حركة، حتى ان لم تكن مطلقة، مساوية الى هذا الحد او ذاك لحرية اليهود في كل بلاد اسرائيل. فهم يمكنهم أن يتمتعوا قانونيا بامكانية العمل في كل مكان في دولة اسرائيل. التفضيل سيكون هناك في اراضي السلطة الفلسطينية المزيد من أماكن’ الرزق والتنمية، بحيث يفضلون العمل في نطاقها. وهكذا ايضا تطبيق القانون الاسرائيلي. ‘كل هذا في عملية دينامية ومبادر اليها من جانبنا، إذ أنه لن يكون أمامنا مفر غير التعاطي مع الواقع. فالطرف الفلسطيني لن يساعدنا في الوصول الى تلك التسوية الانتقالية التي تتخلى فيها اسرائيل بالفعل عن اراض، ولكن من دون أن تعطي الفلسطينيين كامل مطلبهم. وأغلب الظن فان ابن العربي، ابن المسيحي وابني سيتمكنون من العيش معا بحرية وأمان نسبي فقط في الظروف القائمة اليوم.
يكاد يكون ممكنا القول ان سلام نتنياهو هو سلام التجربة والخطأ من دون اجراء تجارب كبرى على بني البشر، نفحص ما ينجح ولكن لا نخلي ولا نفقد سيطرة أمنية. ومقابله، يوجد نهج التسوية بكل ثمن. ويبدو أكثر فأكثر أن هذا النهج يؤدي الى الانفجار. الشركاء في هذا النهج هم قوى جد قوية داخل اسرائيل، وبالتأكيد في الطرف الامريكي ايضا. ‘عندما يعارض الفلسطينيون الافكار التي تقترحها اسرائيل، حسب التقارير في الاسبوع الاخير، فانهم يستندون، على ما يبدو، الى تفاهم مع الامريكيين، في موضوع الغور مثلا، ولكن أغلب الظن يميل الامريكيون الى اتجاه مشابه في كل ارض تخليها اسرائيل: فهم يتحدثون عن ‘قوات اجنبية’، تعزز′ الامن في الغور وفي باقي الاماكن. هذا يتعارض تماما مع أحد المبادئ التي وضعها نتنياهو.
‘الاستنتاج: عندما يرفض ابو مازن اقتراح الاستئجار بعيد المدى من جانب اسرائيل، فان له ظهرا أمريكيا. هذا الموضوع ليس الاهم في المفاوضات، ولكنه يضرب مثالا حقيقيا على مدى ابتعاد مواقف الطرفين، والى أي حد لا يمكن اليوم الوصول الى ذات التسوية الدائمة التي تتحدث عنها الاسرة الدولية. صحيح، خير أن توجد مفاوضات، ولكن نوصي الا نأخذها على محمل الجد اكثر مما ينبغي.’هذا لا يعني أن حل التقسيم الى دولتين قد مات. القصة مختلفة قليلا: اللحظة الفلسطينية في التاريخ فاتت. لقد كان للفلسطينيين لحظتهم في التاريخ، وهذا لم يكن في عهد اولمرت، هذا كان في كامب ديفيد في تموز/يوليو 2000. جاءت اللحظة وعرفات اختار، فقد شرع في حرب الارهاب. ومنذ ذلك الحين، مع صعود وهبوط، الموضوع الفلسطيني في تآكل.’وحتى لو عادوا الى الخيار الذي يخيف جدا العديد من الاسرائيليين، التوجه من جديد الى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية فهذا لن يكون أكثر من موضع قلق سياسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كراهية من صنع اسرائيل تجاه الفلسطينيين
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
اليكم ذروة وقاحة اسرائيلية اخرى: يقول يوفال شتاينيتس جازما إنه لا سلام بسبب التحريض الفلسطيني. ففي مقالة نشرها وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والاستخبارية في الاسبوع الماضي في صحيفة “نيويورك تايمز″ تحت عنوان “كيف تمنع الكراهية الفلسطينية السلام”، يبسط فيلسوف البلاط جرائم رام الله ومنها أن محمود عباس ما إن عاد من الجمعية العامة للامم المتحدة حتى التقى الشاعر المصري هشام الجخ. واسمعوا ما كتبه هذا الشاعر الضئيل الشأن: “إن عدونا هو الشيطان الصهيوني ذو ذيل الشوكة”. وقد تجرأ محمود عباس على لقائه ولهذا لا يوجد سلام.
يمكن أن نقرأ مقالة شتاينيتس في صفحته الرسمية في الفيس بوك (وعليها 577 اعجابا). وما الذي يظهر في بحر اعلاناته الوزارية في مقابلاته المذياعية (“غدا في الثامنة سأكون ضيفا على برنامج كلمان لبسكيند في صوت اسرائيل”؛ و “في العاشرة وعشرين دقيقة سأكون ضيفا في راديو حيفا”) – واعلان حداد لموت الحاخام عوفاديا يوسيف: “فقد شعب اسرائيل اليوم انسانا عزيزا وحاخاما عظيما ورجل فكر ضخما”. وقد قال رجل الفكر الضخم في نظر محارب التحريض شتاينيتس، قال أكثر من مرة انه يجب ابادة العرب، ببساطة، “لا يجوز أن نرحمهم، يجب أن يُضربوا بصواريخ على كيف كيفك، أعني هؤلاء الأشرار الملاعين”. ولم يتكلم عباس على ذلك النحو قط بل ولم يفعل ذلك الجخ، ولكن التحريض الفلسطيني هو الذي يمنع السلام. “وبدل أن يعلموا الجيل القادم ثقافة السلام يربونه على تقديس الارهابيين ونسبة اليهود الى الشيطنة وأن دولة اسرائيل لن تكون موجودة إن عاجلا أو آجلا”، كتب شتاينيتس في مقالته الدعائية التي تُبين للامريكيين الجهلة آخر الامر لماذا لا يوجد سلام.
إن الورقة تعاني كل شيء حتى ورقة الـ “نيويورك تايمز″؛ ومع ذلك كله سجل هنا، واعترفوا بذلك، رقم قياسي آخر في الوقاحة الاسرائيلية، فهنا ممثل “ثقافة السلام” يشتكي من التحريض الفلسطيني. وقد كان هذا من قديم يستخدم آخر ملاذ للرفض الاسرائيلي بعد أن تحدثنا عن الارهاب وكتبنا عن الامن من قبل. إن التحريض الاسرائيلي اسوأ كثيرا من التحريض الفلسطيني. وليس الحديث عن الحاخامين المحرضين فقط ولا عن مشجعي بيتار القدس فقط ولا عن شارة الثمن وكتابات “الموت للعرب” على كل حجر في الطريق. إن التحريض الاسرائيلي الحقيقي هو الذي ينزلق بخفة من الحنجرة الخفية ويغسل الأدمغة. فحينما يشبه شتاينيتس محادثات جنيف 2013 بمحادثات ميونيخ 1938 يشبه روحاني بهتلر بصورة مبطنة. أفليس ذلك تحريضا؟ وحينما يتحدث عن تقديس الارهابيين، هل يتحدث عن فلسطيني أم عن اسرائيل؟ أي واحدة منهما تقدس ارهابييها أكثر في الماضي والحاضر؟ وأين يوجد عدد أكبر من أشباه جلعاد ونصب تذكارية للقتلة؟ ومن الذي يربي على قدر أكبر من الكراهية والاستعلاء والاستكبار والعنصرية؟.
هل تريدون مثالا على تحريض خفي ينزلق من الحنجرة في كل مساء؟ انه التقرير الصحفي أول أمس لداني كوشمار في “منتدى الجمعة”. خرج وهو راكب الدراجة النارية الى غور الاردن على أثر قتل سرية عوفر. ما الذي حصلنا عليه؟ لا يوجد في الغور سوى “مستوطنين” يجعل اللصوص الفلسطينيون حياتهم مرة، وهم ضحايا أبرياء، بل قال أحدهم إن “90 في المئة من الكراهية في العالم هي من المسلمين”، أفليس هذا تحريضا؟ لا يعيش في غور كوشمار عشرات الآلاف من الفلسطينيين سلبت اراضيهم وديست حريتهم، إنه لم يرهم ببساطة ولهذا فهم غير موجودين، أفليس هذا تحريضا؟.
التحريض الحقيقي هو انكار النكبة؛ والتحريض الحقيقي هو سلب الفلسطينيين انسانيتهم؛ والتحريض الحقيقي هو الايمان بالقوة وادعاؤك بأنك الضخية واستكبار “الشعب المختار”، ويشمل ذلك خطة تدريس المحرقة من سن السادسة وهو تدريس يفضي الى استنتاج ان العالم كله ضدنا. إن التحريض الحقيقي هو الذي لا يذكر أبدا السياق والدافع والباعث على الكراهية الفلسطينية، فهم غير محتاجين كي يكرهوا الاسرائيليين الى دروس تحريض في المدارس بل يكفي ان يستيقظوا خائفين تحت جنح الليل ليروا سرية حدود تداهم بيوتهم في وحشية وتنكل بآبائهم وتذلهم أمام أعينهم. إن هذه هي محرضاتهم الحقيقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة لاسرائيل: ايران مستعدة لتقييد التخصيب
بقلم: براك ربيد،عن هآرتس
أبلغت الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي شاركت في المحادثات الذرية مع ايران اسرائيل في الايام الاخيرة، أبلغتها مضامين التفاوض الذي تم في الاسبوع الماضي في جنيف، وذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى اطلع على التفاصيل أن البلاغات التي حصلت عليها اسرائيل تبين ان الاقتراح الايراني كان عاما وخلف علامات سؤال كثيرة، لكن كان فيه استعداد للحد من تخصيب اليورانيوم والتباحث في القضايا التي رفضت ايران في الماضي الحديث فيها.
في يوم الخميس اتصلت نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة ووندي شيرمان، التي كانت ترأس فريق التفاوض الامريكي الى المحادثات مع ايران، بمستشار الامن القومي يعقوب عميدرور وأدت اليه معلومة تتعلق بالمحادثات. وفي مقابل ذلك جاء اعضاء فريق التفاوض البريطاني الذين شاركوا في المحادثات مع ايران في يوم الخميس من جنيف مباشرة الى محادثات في تل ابيب.
اليكم تفاصيل الاقتراح الايراني كما نقلتها القوى الكبرى الى اسرائيل: أولا عرض الايرانيون خطة ذات مرحلتين – ينفذون اولا خطوات تبني الثقة هم والقوى الكبرى، وبعد ذلك يكون تفاوض في اتفاق شامل ينهي الازمة الذرية.
وبين الايرانيون ثانيا انهم سيكونون مستعدين لوقف تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المئة وأن يحولوا ما اجتمع من المادة المخصبة بدرجة 20 في المئة وأصبح لديهم الى وقود ذري لمفاعل البحث في طهران، وعبر الايرانيون ثالثا عن استعداد للتباحث في كمية ومقدار تخصيب اليورانيوم بدرجة 5 في المئة وعدد آلات الطرد المركزي التي ستستعمل في منشآت التخصيب. وقال الموظف الرفيع المستوى ان الايرانيين ذكروا للقوى الكبرى أنهم سيكونون مستعدين للبحث في مستقبل مفاعل المياه الثقيلة في أراك ومنشأة التخصيب تحت الارض في فوردو. “قال الايرانيون انهم لا يستطيعون الغاء المشروع كله، لكنهم سمحوا بفهم انه يمكن ان توجد مصالحة تتعلق بذلك”، قال الاسرائيلي الرفيع المستوى. “انهم غير مستعدين لاغلاق تلك المنشآت تماما لكنهم مستعدون لمضاءلتها والحد منها جدا”.
وأضاف الموظف الاسرائيلي الرفيع المستوى آخر الامر ان الايرانيين لم يرفضوا في المحادثات في جنيف الموافقة على البروتوكول الاضافي من ميثاق منع نشر السلاح الذري. وعلى حسب هذه الوثيقة يجوز لمراقبي الوكالة اجراء اعمال تفتيش فجائية في منشآت مريبة في ايران. “قال الايرانيون لممثلي القوى الكبرى في جنيف – “لا تتوقعوا ان نوقف كل البرنامج الذري، لكننا مستعدون للحديث عن خطوات تطمئنكم”.
في يوم الجمعة التقى الوفد البريطاني مع وزير الشؤون الاستخبارية يوفال شتاينيتس الذي يركز لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علاج القضية الايرانية، ومسؤولين كبارا في جهاز الامن ووزارة الخارجية لاطلاعهم على تفاصيل المحادثات مع ايران. وفي مقابل ذلك أجرى مسؤولون المانيون وفرنسيون كبار في يوم الخميس ويوم الجمعة اتصالات هاتفية بنظرائهم الاسرائيليين وأدوا تقارير مُحدثة مشابهة. وذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى ان الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين والالمان بينوا ان المحادثات مع الايرانيين كانت أولية.
سيشخص الوزير شتاينيتس هذا الاسبوع الى واشنطن على رأس وفد من كبار مسؤولي جهاز الامن ووزارة الخارجية، وسيلتقي الوفد برئاسة شتاينيتس في يومي الثلاثاء والاربعاء فريقا امريكيا برئاسة نائب وزير الخارجية بيل برنس في اطار الحوار الاستراتيجي بين الدولتين، ويتوقع ان تكون القضية الايرانية في مركز المحادثات التي ستشارك فيها نائبة وزير الخارجية ووندي شيرمان. وقال الموظف الاسرائيلي الرفيع المستوى إن ممثلي القوى الكبرى بينوا للايرانيين في المحادثات انهم لن يحصلوا على تخفيف للعقوبات حتى يخطوا خطوات ذات شأن. “كانت رسالة الغرب في المحادثات هي أنه حتى بعد أن يخطو الايرانيون خطوات ما سيكون تخفيف العقوبات محدودا، وسيلغى الحظر على النفط الاوروبي أو العقوبات على النظام المصرفي الايراني باعتبار ذلك جزءا من احراز اتفاق شامل، فقط”.
“ليس واضحا للقوى الكبرى الى الآن ما هو معنى الاقتراح الايراني”، قال الموظف الاسرائيلي الرفيع المستوى. “لم يكن مستوى خصوصية تحديد الاقتراح الايراني مرتفعا وشمل وصفا ابتدائيا للمواقف، ولا يستطيع أحد أن يقول بالضبط ماذا تعني كل مادة في الاقتراح الايراني على الارض”.
وذكر الموظف الاسرائيلي الرفيع المستوى أن الاقتراح الايراني، كما عرض على اسرائيل، كان أقل تفصيلا وتحديدا مما نشرت الصحفية بربارة سلافن في يوم الخميس في الموقع الامريكي في الشبكة “إل مونتر”. وقد أبلغت سلافن ان الاقتراح الايراني يشمل مرحلتين ستطول كل واحدة منهما نصف سنة، وفي المرحلة الاولى ستجمد ايران تخصيب اليورانيوم بدرجة متوسطة تبلغ 20 في المئة و”تحاول أن تحول” كل مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة الذي أصبح موجودا عندها الى وقود ذري.
على حسب بلاغ سلافن كان الاقتراح الايراني المتعلق بالمنشأتين في أراك وفوردو أكثر تفصيلا. فقد ذكرت ان الايرانيين وافقوا على تقديم معلومات عن المفاعل الذري في أراك وعلى تمكين مراقبي الامم المتحدة من زيارته. وأبلغت سلافن ان الايرانيين اقترحوا ان يخرج مراقبو الامم المتحدة من ايران المنتوجات المصاحبة للمفاعل الذري التي يمكن انتاج البلوتونيوم منها.
وأبلغت سلافن ايضا ان الايرانيين اقترحوا رقابة كاملة على المنشأة الذرية تحت الارض في فوردو، واقترحوا ايضا تحويلها من منشأة تخصيب يورانيوم الى منشأة بحث ذري، وعبر الايرانيون كذلك عن استعداد لاجراء تفاوض في الحد من تخصيب اليورانيوم في المنشأة في نتناز.
في نهاية الاسبوع ارسل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انكارا لينشر في “إل مونتر” بصورة نشرها في صفحته في الفيس بوك وبعدد من التغريدات في حساب التويتر له، واتهم ظريف اسرائيل بأنها تقف من وراء المنشورات.
قالت صحيفة “نيويورك تايمز″ في تقرير لها في يوم الجمعة ان الادارة الامريكية تزن الافراج عن ممتلكات ايرانية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات جمدت في الولايات المتحدة في 1979. وعلى حسب التقرير سيتم الافراج عن الممتلكات وفيها مال نقد كثير في حسابات مصارف، مقابل خطوات ايرانية للحد من البرنامج الذري، وسيمكن الافراج عن الاموال من الامتناع عن الحاجة الى تخفيف العقوبات التي فرضت على ايران من جهة، مع اتاحة مال نقد لايران لاعادة بناء اقتصادها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
على اسرائيل تعزيز مكانتها بمجلس الامن للتأثير على قراراته
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
اجتمع 15 من سفراء اسرائيل في العالم في الاسبوع الماضي في القدس من اجل محاضرات ومباحثات. وهذا هو المنتخب الدبلوماسي في نظر وزارة الخارجية لا الممثلون أنفسهم بل الدول التي يخدمون فيها. وقد سموها من قبل “دول الجوهر”. وأهانت هذه التسمية الدول التي بقيت خارج القائمة أو السفراء الاسرائيليين فيها على الأقل، ولهذا أوجد اسم غامض المعنى هو “زنبقة”، ربما لذكرى المظليين البريطانيين الذين كانوا يتجولون في شوارع القدس حتى لقد أثروا في ذكريات طفولة بنيامين نتنياهو برغم أنه ولد بعد نهاية الانتداب البريطاني بسنة ونصف (سيتم الرابعة والستين غدا).
واشنطن ولندن، ونيويورك الامم المتحدة، وبروكسل الاتحاد الاوروبي، وطوكيو وبجين، وباريس وبرلين والقاهرة وعمان، ودلهي وموسكو، هذه عواصم اخرى قليلة يشتمل عليها الاتحاد الاعلى لما تهتم به اسرائيل. ان الحاجة الى تخصيص مجموعة مستقلة من جوهر أو زنبقة يعبر عن حقيقة حياة وهي أنه ليست كل الدول أو المفوضيات قد ولدت متساوية، ولهذا ينحصر الجهد في تلك التي هي أكبر مساواة.
وهذه ايضا صورة مرآة للنظام العالمي القديم الذي يرجو التحديث. فمنظمة الامم المتحدة التي تحتفل بيوم ميلادها في هذا الاسبوع ايضا تحافظ على بنيتها منذ 1945 وهي حكومة على هيئة مجلس الامن وبرلمان على هيئة الجمعية العامة. والاعضاء الخمس الدائمات في المجلس اللاتي يملكن قوة الفيتو يحبطن الأخريات جميعا وفيهن العشر المتغيرات في المجلس. وكذلك الحال ايضا في نظام ميثاق منع انتشار السلاح الذري، فتلك الخمس الدائمات من الجهاز السابق يعاودن الظهور هنا، فهي الدول الكبرى الذرية المعلنة التي دخلت النادي مع قنابل ذرية في جيوبها، أما الأخريات جميعا فقد جُعلن يوقعن على التزام الزهد في السلاح الذري. أما تلك التي يُشك في نكثها بوعدها كايران فتعاقب، وتلك التي لا تكون مستعدة لطاعة الدستور – الهند وباكستان واسرائيل – تتجاوز عن كرامتها وتبقى في الخارج تواصل نشاطها الذري.
إن الوضع الحالي يظلم الطبقة الوسطى – وهي الدول التي حصلت على القدرة الذرية بعد الخمس الكبار (والتي لا يوجد تعليل منطقي لتمييزها؛ فأي فضل لبريطانيا وفرنسا على الهند وباكستان) والقوى الكبرى الاقليمية. ومرة اخرى يكون الحديث عن الهند وقرينتها باكستان، والارجنتين والبرازيل، وتركيا وايران، والمانيا واليابان، ونيجيريا وجنوب افريقيا، واستراليا وكوريا الجنوبية، ويمكن أن نذكر في العالم العربي مصر والسعودية اذا احتيج الى ممثلتين.
يوجد في الطائرات بين القسم الاول وقسم التوفير قسم الاعمال؛ ويجب ان يُقدم إليه الدول التي تجلس الآن خائبة الأمل في المقاعد المفضلة من قسم السياح وتنظر في شعور بالمرارة الى الستار الذي أغلق دونها، هكذا الحال في الامم المتحدة وهو كذلك في اتفاق منع انتشار السلاح الذري.
يمكن أن تتميز الطبقة الوسطى في مجلس الامن الذي سيزاد عدد اعضائه بالضرورة من 15 الى 25 بعضوية “دائمة” لكنها غير “ثابتة” لدول لا تضطر الى اخلاء مكانها بعد سنتين، لكن لا تزود بحق الفيتو الذي يبقى للخمس الدائمات (يكفي اليوم اكثرية معتبرة بين اعضاء المجلس لافشال اقتراح قرار). وسيكون ذلك تعويضا عن الكرامة أكثر من أن يكون تعويضا عن القوة. لكنه يوجد في الحياة الدولية معنى لعلامات فخامة الشأن وإلا فلماذا يجري صراع على كل منصب لا أهمية له في منظمة هامشية. وتستطيع ايران مثلا الجائعة جدا الى اعتراف بتراثها الحضاري والثقافي، أن تُحلي بهذا الترفيع السياسي مرارة قضية السلاح الذري.
يجب ان يكون لاسرائيل اهتمام بهذا الاجراء بشرط ان يوافق الجميع على ان تطور مكانتها هي ايضا فيه بأن زالت القطيعة الأبدية عن عضويتها في مجلس الامن، ويتم تحليل نشاطها الذري الذي ادُعي انه يجري في السر. لن تكون اسرائيل في زنبقة العالم لكنهم سيدخلونها آخر الامر في نطاق الازهار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
انباء قضاء الاسد على ربع مليون طفل وولد في سورية غير دقيقة
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
لفظت الطفلة رنا عبيد من سوريا أنفاسها جوعا وهي لم تبلغ السنة شاحبة لم تعرف محيطها. وقد مات 170 طفلا جف حليب أمهاتهم بسبب الضغط في هذا الشهر في ثلاثة أحياء محيطة بدمشق وهي المعظمية والغوطة الشرقية التي أصابها الهجوم الكيميائي ومخيم اليرموك، وهو المحبس الفلسطيني الذي يُضرب ساكنوه بسبب نقد صدر عن خالد مشعل بعد أن هرب، للرئيس الاسد.
يُزعزع العالم لحظة من صور البطون المنتفخة جوعا للاطفال الذين يموتون في سوريا ويعاود شؤونه. إن الأحياء المحيطة الثلاثة قد سيطر عليها المتمردون لكن السلطة تتعامل بحنكة ويحيط الجنود بالمنطقة المحتلة وتُنشر فوق كل حاجز خلية قناصين. ومن يحاول نقل زجاجات شرب تصيبه رصاصة، ولم يعد أحد يستطيع أن يدفع ثمن المنتوجات الغذائية التي أخذت تنفذ والادوية بسبب الارتفاع الكبير للاسعار، ولا يوجد حليب طازج والمخابز مغلقة. ووجهت النيران الى قوافل مساعدة الامم المتحدة فولت هربا.
رأينا في هذا الاسبوع الزوجين الرئاسيين في مسجد دمشق الكبير. يقولون إنه جاء – ولا يعلم أحد متى تم تصوير الفيلم في الحقيقة – الى صلاة عيد الاضحى. وظهرت أسماء بحذاء رياضي أمام طلاب مدرسة أعمارهم كأعمار أبنائها الثلاثة كي تغرس شجرة زيتون في ذكرى شهداء الحرب الناشبة منذ ثلاث سنوات في سوريا ويا لمبلغ الهزل في ذلك. وقد أصبح الاسد يعلم أنه مستمر وهو محاط بطوق ثخين من الحراس. وخرجت أسماء لاظهار الحضور أمام عدسات التصوير على أثر موجة الاشاعات التي قالت إنها هربت مع أبنائها من سوريا.
من الذي يضمن أن يكون تجميع الاطفال حتى الموت هو آخر محطة في سلسلة التعذيب التي يوجدها خيال بشار المريض؟ ينبغي ألا ننسى أنه أقسم أن ينقذ حياة الناس حينما أُجيز طبيبا في لندن قبل أن يدخل القصر.
إن اولاد سوريا هم هدف سهل للدكتور بشار منذ أن نشبت الهبة الشعبية في البلدة النائية درعا في آذار 2011. وقد بدأت الوحشية التي لا حدود لها بخطف اولاد رشوا كتابات جدارية وعادوا مقطعي الاعضاء في أكياس بلاستيكية، وتطور ذلك ليصبح زيارات ليلية لاحياء سكنية، ومراسم إعدام لنساء وشيوخ واطفال أطلق شبيحة النظام النار عليهم، وحينما نزل الرجال للعمل السري خطفوا الفتيان والبنات من الشوارع وطرحوهم في مراكز اعتقال وأطلقوهم ليتحدثوا في البيوت عن فظاعات التعذيب والتنكيل الجنسي.
إن الوحشية المريضة هزت العالم المستنير الذي يُظهر ذاكرة قصيرة ويُخندق في عدم اكتراث حتى بعد الهجوم الكيميائي على ريف دمشق. حينما تحين لحظة كتابة تاريخ الهبة الشعبية في سوريا سنتذكر الافلام المثيرة للقشعريرة لأكياس النايلون القاتمة. كانت صفوفا طويلة وفي كل كيس جثة ولد صغير.
تتحدث معطيات غير دقيقة – ولا سبيل للتدقيق في خضم الفظاعة – عن ربع مليون طفل وولد قضى عليهم شبيحة بشار وعن اربعة ملايين ولد تلقوا حياتهم هدية، اقتُلعوا في داخل دولتهم أو أصبحوا لاجئين نجحوا في الفرار من سوريا. أصرت أسماء الاسد في هذا الاسبوع على اعطائهم درسا مغطى اعلاميا في حب الوطن الخائن: أنا هنا أمس واليوم وغدا مع أبنائي لأربيكم على قيم صحيحة لتعرفوا الثقافة المجيدة ولتكونوا مواطنين مخلصين بل لتذوبوا تأثرا من المأكولات الرائعة للمطبخ السوري.
وفي حين كانت تقرأ النص الذي كتبوه لها في وزارة الاعلام، أفتى فقيهان في ريف دمشق بفتوى للاولاد الجائعين في الاحياء المحاصرة تبيح أكل لحم الكلاب والقطط والحمير من اجل البقاء في الأساس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس