اقلام واراء اسرائيلي 337
9/5/2013
في هــــــذا الملف
حدود الوعد
بقلم: جينيفر روبين،عن معاريف
الحكمة قبل الفعل
بقلم: غيورا آيلاند،عن يديعوت
خطة السلام العربية .. تكرار خطير
بقلم: يورام أتينغر،عن اسرائيل اليوم
اوسلو 2013.. صمت الخراف
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
يخنقون القدس
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
الافضل ان يبقى نظام الاسد
بقلم: آفي شيلون ،عن هآرتس
من الذي يتخذ القرارات في اسرائيل؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
حدود الوعد
بقلم: جينيفر روبين،عن معاريف
أفادت ‘واشنطن بوست’: بان ‘قوات اسرائيلية قصفت من الجو ارسالية صواريخ متطورة كانت في طريقها الى المنظمة السياسية والعسكرية في لبنان حزب الله. هذا ما افاد به المراسلون يوم السبت للموظفين الرسميين في واشنطن، في لبنان وفي اسرائيل… وبلغت السلطات والسكان في لبنان عن تحليق طائرات اسرائيلية بتواتر متصاعد في سماء لبنان على مدى الـ 48 ساعة التي سبقت القصف، مما يشير الى امكانية أن تكون الطائرات القتالية استخدمت المجال الجوي اللبناني من أجل تنفيذ الهجوم في سوريا’. وحسب التقارير، في الغداة، يوم الاحد، قصفت طائرات اسرائيلية ضواحي دمشق مرة اخرى.
يضع هذا التقرير في ضوء محرج بعض الشيء المعارضين للتدخل الامريكي الاكثر حزما في سوريا، ممن يخافون من منظومة الدفاع الجوي الرهيبة التابعة للاسد. ‘حسب وكالة الانباء ‘اسوشييدت برس′، فان موظفين رسميين في اسرائيل وصفوا الصواريخ التي قصفت يوم الجمعة بانها أسلحة ‘تغير قواعد اللعب”، كما يواصل التقرير في ‘واشنطن بوست’. والان للترجمة: عندما ترسم اسرائيل خطا أحمر، فانها تقف خلف ذلك.
وتطرح العملية الاسرائيلية أيضا السؤال التالي: هل الولايات المتحدة تفضل ان تكون اسرائيل هي شرطي الشرق الاوسط؟ فعندما يمتنع الرئيس الامريكي عن العمل وفقا لوعوده، فان الغرب والدول السنية بالتأكيد يمكنهم ان يستمدوا التشجيع من أن على الاقل توجد اسرائيل المستعدة لكبح جماح ايران وفروعها.
ويضيف التقرير في ‘واشنطن بوست’ بانه ‘يوم السبت أجرى الاسد ظهوره العلني الثاني في غضون ثلاثة ايام في اثناء زيارة له الى جامعة دمشق كي يدشن نصبا تذكاريا للطلاب الذين قتلوا في الثورة’. ويضيف التقرير بان ‘الصور التي بثت في التلفزيون الرسمي اظهرت الرئيس السوري وهو محوط بجموع المؤيدين الذين استقبلوه بالهتاف. ولا يظهر الاسد بين الناس الا في احيان نادرة. وعليه فحقيقة أنه يكثر من الظهور بين الجمهور في الاسبوع الاخير تشير ربما الى أنه يستمد التشجيع من النجاحات الاخيرة لقواته في أجزاء مختلفة من الدولة ومن حقيقة أن الاسرة الدولية لا تزال تمتنع عن التدخل في النزاع في سوريا’.
الموضوع هو أن سوريا هي في واقع الامر تجربة أولية للمواجهة الاكبر بين ايران والغرب. وبالتأكيد ثمة امكانية بان في هذه المواجهة ايضا ستضطر اسرائيل الى العمل. واذا كان هكذا هو الحال، فكيف يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي أن يعتمد على الادارة الامريكية بان تعمل؟ عندما لا يكون اوباما مستعدا للتدخل في ما يجري في سوريا، ثمة احتمال صغير جدا في أن يقف خلف تهديدات تجاه ايران.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحكمة قبل الفعل
بقلم: غيورا آيلاند،عن يديعوت
إن استقرار الرأي على مهاجمة شحنة السلاح المرسلة الى حزب الله في سوريا تُبين أنه قرار صحيح، فقد أحرز هدفه ولم يُفض كما يبدو الى تصعيد. وكان القرار صحيحا ايضا بمعنى أعم وأكثر مبدئية وهو تحديد المصلحة الاسرائيلية في أضيق معنى واستعمال القوة حينما تخدم تلك المصلحة فقط بصورة مباشرة.
ليست المصلحة ‘هوى نفس′. فالمصلحة شيء مهم بقدر كافٍ يجب علينا كي نحرزه أن نكون مستعدين لدفع ثمن أو للمخاطرة. ولم تحدد اسرائيل بالنسبة لسوريا وبحق أية مصلحة فيما يتعلق بالحرب الأهلية هناك ونتائجها. فقد كان التناول الاسرائيلي لذلك وما زال ضيقا وأمنيا خالصا ويتعلق بأمرين فقط وهما المس باسرائيل من داخل سوريا ونقل سلاح من سوريا (أو من ايران عن طريق سوريا) الى حزب الله.
إن ميزة هذا التوجه ثلاثية: فانه لذلك تُمنع عمليات اسرائيلية لا حاجة اليها ولا تخدم مباشرة هذه المصالح الحيوية وقد تسبب ضررا يفوق الفائدة، ومن السهل إحداث شرعية دولية لعمليات ليست كذلك ومن السهل ايضا إنشاء اجماع داخلي عليها.
لم تكن السياسة الاسرائيلية دائما موزونة بهذا القدر. بالعكس، كنا نميل سنين كثيرة الى تحديد مصالحنا بمعنى أوسع من الحاجة أو من القدرة على احرازها وكانت النتائج على حسب ذلك. فقُبيل حرب يوم الغفران تحدد أن المصلحة الاسرائيلية هي منع كل انجاز مناطقي للعدو حتى لو كان مؤقتا. وكانت النتيجة استعدادا اسرائيليا غير ممكن في هضبة الجولان وفي سيناء، وكانت النتائج على حسب ذلك.
وكانت المصلحة الاسرائيلية المفهومة ضمنا في حرب لبنان الاولى هي تغيير النظام في لبنان. والنتيجة معلومة. فقد اضطر الجيش الاسرائيلي الى احتلال عاصمة دولة عربية ودفعنا ثمن ذلك جرحى وإحداث القاعدة لزيادة سوريا قوتها في لبنان وانشاء حزب الله. وفي حرب لبنان الثانية حددنا أهدافا كان عدد منها على الأقل لا يمكن احرازه.
واخطأنا بالنسبة لغزة ايضا. فحينما تولت حماس السلطة تحدد الهدف الذي هو اسقاط سلطتها. وبذلت اسرائيل جهودا كبيرة ودفعت تكاليف عسكرية وسياسية لا حاجة إليها في محاولة احراز شيء ما لم يخدم أية مصلحة اسرائيلية حقيقية. وقد تمت العملية الاخيرة خاصة في غزة وهي ‘عمود السحاب’ في ضوء هدف ضيق وصحيح وقابل للاحراز وهو احراز ردع.
إن تحديد المصلحة (أو المصالح) باعتباره مرحلة تسبق كل قرار يبدو شيئا منطقيا ومفهوما من تلقاء ذاته، ومع كل ذلك يميلون الى تجاوزه أو التغطية عليه. ولا يحدث هذا فقط في موضوعات سياسية وأمنية بل في كل مجال تقريبا. فمن الامور الراتبة ان تبادر الحكومة الى اجراء أو اتخاذ قرار في حين لا يكون في عرض الموضوع مواجهة لسؤال أي المصالح يخدم، وكيف يُسوى التناقض بين عدة مصالح وأي المصالح قد يُضر بها.
علمنا في المدة الاخيرة بنية تقصير مدة الخدمة العسكرية بأربعة أشهر. ولست على يقين من انه سبق التباحث تباحث في ترتيب أولويات المصالح القومية. اذا كانت المصلحة الأهم (في رأيي على الأقل) هي مضاءلة العبء على من يخدمون خدمة قتالية في قوات الاحتياط، فمن الواضح ان الاجراء المخطط له لن يساعد على ذلك.
يقتضي الاجراء الصحيح قبل القرار تباحثا صائبا في مسألة المصالح مع الاصرار على ثلاثة أمور وهي: تحديد ضيق للمصالح بحيث لا يُحدد إلا الحيوي حقا، وقدرة على بذل اجابة واضحة تُبين لماذا يكون شيء ما مصلحة قومية حقا وتحديد ترتيب الأولويات اذا تصادمت مصلحتان.
ونعود الى الهجوم في سوريا: إن ميزة تحديد مصلحة بالمعنى الضيق هي الاستعداد الحقيقي لاحرازها. وحينما يتم الحديث عن ‘خطوط حمراء’ يجب ان نفهم ان هذه الخطوط فقط تخدم مصلحة قومية حقيقية وتكون صادقة في يوم اصدار الأمر العسكري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
خطة السلام العربية .. تكرار خطير
بقلم: يورام أتينغر،عن اسرائيل اليوم
اقتراح الجامعة العربية يدعو اسرائيل الى أخذ مخاطرة/رهان ملموس وفتاك مقابل اتفاق قابل للخرق. يتجاهل مؤيدوه آثار اتفاق اوسلو الذي أدى الى التعليم للكراهية، الارهاب وخرق الاتفاقات بحجم غير مسبوق، وكذا دروس الشارع العربي الذي يبث اللهيب الذي يغمر المنطقة.
انهم يتجاهلون المزايا الاساس للشرق الاوسط منذ 1400 سنة: غياب الديمقراطية العربية والسلام الشامل بين العرب، عدم المصادقة على كل الحدود بين العرب وعدم الايفاء بمعظم الاتفاقات بين العرب. فهل منطقيا الافتراض بان العرب سيمنحون اسرائيل ‘الكافرة’ ما يمنعونه عن بعضهم البعض السلام الشامل بعيد المدى المحفور في الصخر؟!
يدعو الغرب اسرائيل الى التعهد بـ ‘تنازلات أليمة’ في منطقة هي الاكثر نزاعا وخطرا في العالم، والتي تعارض السيادة التي ليست اسلامية وتلاحق وتبيد أقليات مسيحية، يهودية واخرى. ويستخف مؤيدو الاقتراح العربي بمعنى أنماط السلوك العربية التي برزت في السنوات الثلاث الاخيرة: انعدام تسامح عنيف تجاه المختلف و ‘الكافر’؛ انشقاق عنيف قبلي، إثني، ديني، فكري وجغرافي؛ سياسة وتحالفات قابلة للاهتزاز؛ واتفاقات موقعة على الجليد وليس على الصخر.
خلافا للتوقعات الغربية، فان الشارع العربي لا يبث احساسا بالانتقال الى الديمقراطية، ثورة الفيسبوك أو انبعاث مهاتما غاندي ومارتين لوثر كينغ. والميل السائد هو مناهض للديمقراطية، مناهض لامريكا ومناهض ‘للكفار’، وبالتالي أكثر تهديدا ويفترض أمنا أكبر بكثير.
ان دولة فلسطينية في يهودا والسامرة ستقرب الشارع العربي المتلظي من البطن الطرية لاسرائيل، ستمنح ريح اسناد للارهاب، ستؤدي الى تصفية النظام الهاشمي المؤيد للغرب في الاردن، ستضيف صوتا مناهضا لامريكا في الامم المتحدة، سترفع مستوى التواجد الروسي، الصيني، الكوري الشمالي في الحوض الشرقي من البحر الابيض المتوسط وستمنح جائزة للمسؤولين عن طرد المسيحيين من بيت لحم.
يحاول الفلسطينيون تصفية التواجد اليهودي في بلاد اسرائيل منذ اضطرابات العشرينيات، الثلاثينيات والاربعينيات، عبر حرب الاستقلال والارهاب المنهاجي من العام 1949 وحتى اليوم. وقد تعاونوا مع عظماء اعداء العالم الحر. محمود عباس، عرفات ومقربوهما ابعدوا من مصر (الخمسينيات)، من سوريا (1966)، من الاردن (1970)، من لبنان (1982 1983 ) ومن الكويت (1991) جراء التآمر، وعليه فحتى اليوم يقلص العرب دعمهم للسلطة الفلسطينية.
ان اقتراح الجامعة العربية يزيف الاساس الايجابي في ‘الارض مقابل السلام’ الذي طرح في نهاية الحرب العالمية الثانية: ردع العنف من خلال معاقبة الدول العنيفة (المانيا) وتعويض الضحايا المستهدفين (فرنسا، بولندا وتشيكوسلوفاكيا). ‘الارض مقابل السلام’، حسب الاقتراح العربي، ستدفع العنف الى التطرف من خلال معاقبة الضحية المستهدف (اسرائيل) وستعطي جائزة للعنف العربي.
الفلسطينيون ليسوا قلقين من حجم اسرائيل بل من وجودها. فمن أجل البقاء، على الدولة اليهودية أن تتمسك بعرش التاريخ اليهودي يهودا والسامرة. ومن أجل التغلب على تحديات الشرق الاوسط، على اسرائيل أن تسيطر في سلسلة جبال يهودا والسامرة التي تشرف على ‘الخط الاخضر’ قاطع من 15 25 كم الى شاطىء البحر المتوسط.
ان سلسلة جبال يهودا والسامرة هي مثل هضبة الجولان بالنسبة للقدس، تل أبيب، مطار بن غوريون و 80 في المائة من سكان اسرائيل والبنى التحتية. حيويتها تزداد كلما احتدمت هزات الشرق الاوسط. ان اقتراح الجامعة العربية ليس خطة سلام بل وصفة للانتحار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
اوسلو 2013.. صمت الخراف
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
شرارات السلام عادت لتشتعل، ومثلما هو الحال دوما، فانها تغذى بدم يهودي. أفيتار بروبسكي ينضم الى أكثر من 1.500 من ‘ضحايا السلام’ منذ اوسلو، التجربة السياسية الكبرى على بني البشر كحيوانات مختبرية.
كله محاك حتى النهاية: زيارة اوباما، هجمة ابتسامات وحب لتهيئة الارضية؛ فتح الخط ‘جون كيري، مسارات جو 67′؛ تسفير بالطيران لمجموعة وجهاء برئاسة رئيس الوزراء القطري الى واشنطن، زعما باسم الجامعة العربية؛ للتبشير بـ ‘تعديلات حدودية طفيفة’ كتغيير على ‘مبادرة السلام’؛ تضخيم هذا العنصر الذي طرحه ابو مازن، اولمرت واسلافهما وعرض بصفته ‘انعطافة سياسية’؛ استخدام متلاعب بصيغة ‘تعديلات حدود 67′ للسماح لابو مازن بان يقول انه قبل مطلبه بان تكون حدود 67 الاساس للمفاوضات ولنتنياهو بان ينزل عن الشجرة ويدعي بانه بعد ‘التعديلات الطفيفة’ هذه فانها لن تكون 67؛ سفرية عاجلة للفني ومولخو الى واشنطن للابقاء على ‘الزخم’، تشكيل لجنة فلسطينية اسرائيلية لاختيار المخربين الذين ستحررهم اسرائيل كبطاقة دخول الى المحادثات. واستفتاء شعبي آخر للسماح لنتنياهو بالاختباء خلف ظهر ‘الشعب’ قبل ان يقسم القدس.
ليس لطيفا أن يثبط الامر الفرح، ولكن في هذه الاثناء أجاب الناطق بلسان الجامعة العربية في واشنطن على سؤال الصحفي دافيد بدين بانه لم يطرأ اي تغيير على المبادرة العربية من العام 2002. والعروس هي الاخرى ترفض: وزير خارجية رام الله، رياض المالكي، اعلن بانهم لن يوافقوا على أن يتغير حتى ولا حرف في المبادرة العربية.
ما الجديد؟ شيء واحد فقط: التعليل الذي اعطاه نتنياهو للمناورة الجديدة: ‘منع واقع دولة ثنائية القومية’.
مثل ‘الاحتلال’ على لسان شارون و ‘الدولتين’ لدى نتنياهو، هذا اجتياز للروبيكون. كل شخص في ‘المعسكر الوطني’ يسمع هنا شعار دخول الى ‘معسكر السلام’ مثلما كانت ذات مرة ‘الارض مقابل السلام’، ‘الارهاب لا يمكن الانتصار عليه’، ‘السلام يصنع مع الاعداء’ وغيرها من التعابير التي انكشفت كزائفة وخرجت عن الاستخدام.
الخاص في الشعار الجديد هو أنه لا يمكن لاي كذبة او فعل منكر من جانب العرب ان يتغلب عليه، لانه لا يحتاج الى اي شريك ولا يطلب اي مقابل. القابل هو مجرد التخلص من ‘المناطق’ الكريهة والضارة. من الان فصاعدا لا حاجة لنتنياهو لان يكلف مولخو عناء الاشراف على لفني. فلا يوجد اي فرق ايديولوجي بينهما.
نفتالي بينيت من شأنه أن يتبين بان حلفه مع لبيد كان احادي الجانب. يعقوب بيري وياعيل غيرمان لن يتخاصما مع نتنياهو بسبب بلاد اسرائيل، فالعمل سيحل محل البيت اليهودي اذا ما انسحب من الحكومة، وبالنسبة لشاس، من يدري الى أن سيقودها زعيمها الجديد، آريه درعي.
لقد ضُرب نتنياهو في الانتخابات الاخيرة بسبب جلوسه في حكومة شارون في مراحل فك الارتباط الحاسمة وكرد على خطاب بار ايلان. زبولون اورليف هو الاخر نحي بسبب اصراره على البقاء في حكومة شارون كقطيع سار بطواعية خلف الطرد. فهل في الليكود لا يعرفون ان هكذا سيحصل مرة اخرى اذا ما واصلت النواة الصلبة، من يعلون حتى حوتوبيلي، الجلوس بصفر فعل تحت قيادة زعيم يشعر بالمرارة فبدل ايديولوجيته. ان الاصوات التي تركت الليكود تدفقت الى البيت اليهودي، والاصوات التي فقدها اورليف ذهبت الى بينيت. وهذه لن تبقى هناك اذا ما كانت سياسة ‘الدولتين’ الموقف الرسمي لليكود والبيت اليهودي في المفاوضات المتجددة.
ان المناورة الامريكية هي بصقة في وجه الديمقراطية الاسرائيلية. لقد ذهب الليكود الى الانتخابات مع دستور يرفض دولة فلسطينية، وهذا ساري المفعول حتى اليوم. ولا تذكر الخطوط الاساس للحكومة ‘الدولتين’، والحكومة لم تقرر ذلك أبدا.
أما من رغم ذلك يسكت الان سكوت الخراف، فسيدفع الثمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يخنقون القدس
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
عقدت يوم الاحد جلسة حكومية في جبل هرتسل، بمناسبة يوم القدس. وأنشدت جوقة ‘أنكور’ انشودة ‘قدس الذهب’ ورئيس الوزراء ألقى كلمة حازمة حول الالتزام العظيم لحكومته ‘بمواصلة الزخم الهائل’ الذي تحظى به المدينة في السنوات الاخيرة. ولكن الحقيقة هي أن الحكومة مذنبة بتقصير مستمر وخطير يتعلق بالقدس، تقصير يعرض للخطر ماضيها ومستقبلها.
لا يمكن اتهام كل وزراء الحكومة الحاليين بالمسؤولية عن التقصير، ولكن نتنياهو هو بلا ريب المذنب المركزي. وبصفته مقدسيا بالذات، يتعين عليه أن يفهم السياقات الحساسة التي تمر بها المدينة فيعلن عن مشروع وطني اسمه القدس. ولكن نتنياهو يكتفي، بهذا الموضوع ايضا، بالكلمات وبالطقوس فقط. عمليا تجده يخنق ويعرض للخطر مستقبل المدينة ومستقبلنا جميعا.
نير بركات، رئيس البلدية الحالي، نجح بالفعل في جلب روح جديدة، بلا ريب تهب وتؤثر. ولكن يحتمل أن تكون المهام كبيرة عليه. فهي تمتد الى ما هو أبعد من الميزانية البلدية ومشكوك أن يكون ممكنا تحقيقها اذا أخذنا بالحسبان المبنى الائتلافي البلدي، المقيد بوضع راهن مستحيل. القدس هي مدينة مشوقة، منوعة، جميلة ومفعمة بكل خير. فيها عدد من مواقع الجذب، المناسبات الثقافية والمواقع المشوقة. وما تحاول مدن اخرى اختراعه بالقوة، موجود فيها في كل زاوية نائية.
ولكن بعض الظواهر تهدد مستقبلها. عدد لا حصر له من الكلمات سكب منذ الان حول الادعاء بان الاصوليين يسيطرون على المدينة. التوصيفات مبالغ فيها مثلما هو ايضا الانفصام الذي ألم بعلمانيي المدينة ودفع الكثير منهم الى مغادرتها في الـ 15 سنة الاخيرة. فالهجرة السلبية الاكبر الى المدينة هي بالذات للاصوليين الذين يصل عددهم فقط الى اكثر بقليل من ثلث السكان. ولكن سلسلة من الاسباب الاخرى تهدد بجعل القدس بني براك. المشاكل تبدأ بالذات بالسكن وبالعمل. الاسعار في القدس عالية وتدفع الشباب والعائلات المنتجة بالبحث عن شقق في اماكن اخرى، من موديعين وحتى أطراف غوش دان. وتضاف الى ذلك حقيقة أن سوق العمل الخاص في القدس هزيل وضيق. فالوزارات الحكومية والمؤسسات العامة موجودة، ولكنها لا تكفي. وفي هذا المجال أيضا فشلت الحكومة وتخرق قراراتها هي نفسها. فهي لا تلزم كل وزارات الحكومة بالعمل فقط من العاصمة، الخطوة التي ستضيف أماكن عمل عديدة في القدس.
العمل والبناء هما مجالان لا يوجدان في متناول يد رئيس البلدية، وهنا مطلوبة المساهمة الوطنية. فحكومة اسرائيل ملزمة بالاعلان عن القدس كمنطقة اولوية وطنية عليا في كل ما يتعلق بالاعمال التجارية التي توفر العمل وبالنسبة للسكن القابل للتحقق لمن يعمل ويكسب الاجر. يدور الحديث عن صفقة رزمة ستؤثر، بالطبع، على المبنى الديمغرافي للمدينة أيضا. وفقط من يجد قدرة دفع الايجار ويجد عملا في القدس، سيحظى بالاولوية في السكن. وهكذا تحصل العاصمة على نبض حياة جديدة تحتاجه جدا.
غير أنه حتى لو اعطيت القدس اولوية في مجال البناء للسكن، فسيكون من الصعب ايجاد اراض واسعة للبناء. وهنا يكمن الذنب الاعلى لبنيامين نتنياهو. فخلافا لتصريحاته العلنية، فانه بنفسه يمنع التطور الطبيعي للقدس في الاتجاه الوحيد الممكن شرقا. نتنياهو يتدخل في قرارات لجان التخطيط والوزارات الحكومية بشكل مشكوك أن يكون قانونيا، بسبب خوفه من الضغط الدولي. ان نتنياهو يخنق القدس. وعليه فلا تكفي الكلمات الفارغة واطلاق الاناشيد، هناك حاجة لمطالبة الحكومة برفع القدس الى رأس فرحتنا بالافعال ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الافضل ان يبقى نظام الاسد
بقلم: آفي شيلون ،عن هآرتس
إن الصمت الاسرائيلي عن الهجمات التي نفذت في سوريا بحسب الأنباء المنشورة، سخيف في ظاهر الامر. فما الداعي الى الصمت بازاء التقارير الاخبارية التي تشمل العالم كله وتشمل التلفاز السوري ايضا. إن هذا الصمت الناجح الذي يساعد السوريين على التصرف وكأن ما حدث لم يكن يجسد في واقع الأمر خاصية واضحة للشرق الاوسط وهي حجاب الأكاذيب الذي يلفه.
ما لم يُقل على سبيل المثال هو ان اسرائيل هاجمت دولة لها معها مصلحة مشتركة وهي استمرار الحكم العلوي. واسرائيل تحتاج الى ذلك لا لأن هوية ورثته لا تبشر بالخير بالضرورة فقط بل لأن المصلحة غير المعلنة على كل حال هي ان يبقى السوريون من جميع الأطراف يُفنون بينهم مواردهم العسكرية كما حدث في حرب ايران للعراق في ثمانينيات القرن الماضي.
إن الاسد ايضا الذي يرى اسرائيل في ظاهر الامر كما قال متحدثه هذا الاسبوع، تهديدا وجوديا، يحتاج الى وجودها خاصة. فقد سوّغ بفضلها تسلحه بسلاح لم يوجه علينا قط منذ 1982 بل كان مخصصا لتقوية النظام في مواجهة أعدائه في الداخل وفي لبنان. لكن تشابه المصالح بين اسرائيل والاسد مُضلل لأنه صحيح الى نقطة ما: فاسرائيل تفضل ان يسقط الاسد في الأمد البعيد كي تُضعف الايرانيين الذين يساعدونه ليكون رأس حربة موجها على اسرائيل. بيد ان التناقض المنطقي هو أن هذه اللحظة الواعدة التي يميل فيها الاسد الى السقوط هي الأشد تهديدا ايضا لأنه قد يفقد آنذاك الخوف من اسرائيل وكأن ذلك بمنزلة ‘لتمت نفسي مع الفلسطينيين’.
ليست اسرائيل وحدها متورطة بأهداف متناقضة. فقد حددت ادارة اوباما وضعا سياسيا أخلاقيا وهو ان السلاح الكيميائي في سوريا خط أحمر. ولندع للحظة أن هذا الخط الاحمر قد اجتيز كما يبدو ولم يوجد رد ساحق.
السؤال هو ما الفرق الأخلاقي بين الموت بالسلاح الكيميائي وعشرات الآلاف الذين ماتوا بسلاح تقليدي؟ أقد يكون استعمال السلاح الكيميائي رمزا شيفريا لخط أحمر امريكي آخر؟.
توجد ايران كما تعلمون في مركز الورطة وهي المسؤولة عن شحنات السلاح المرسلة التي ترمي الى المرور من سوريا الى حزب الله وتطور التهديد الرئيس لاسرائيل. لكن في هذا السياق ايضا، وخلافا لتصريحات زعماء الطرفين، ليس الصراع حول الاحتمال غير المنطقي وهو ان تستعمل طهران السلاح الذري، بل إن الصراع على مجرد قدرتها على امتلاكه والتهديد به. فاذا تجاوزنا الأخطار الواضحة في هذا الوضع، يكفي في واقع الامر ان تسلب ايران اسرائيل احتكارها للسلاح الذري المنسوب اليها بحسب مصادر أجنبية كي تُضعف منزلتها.
اعتي دان يعتقد أنه اذا ضعفت اسرائيل فان امريكا من ورائنا. وقد يكون هذا صحيحا من جهة فكرية لكن الحقيقة هي ان القوة الاسرائيلية هي أحد اسباب ‘العلاقات المميزة’ (التي نُسجت في الأساس منذ كان الانتصار في حرب الايام الستة). فكلما فقدت اسرائيل من منزلتها قلّت المصلحة في مساعدتها. وهذا هو أحد اسباب خوف بنيامين نتنياهو ولهذا يستغل بحكمة الخوف النفسي من الابادة الذرية كي يُجري معركة على ايران برغم ان الخوف من محرقة اخرى أقل من ذلك في الحقيقة.
لا يغيب ضباب الافتراءات عن الشأن مع الفلسطينيين ايضا. فمن الواضح ان الحكومة لا تُجهد نفسها كما ينبغي في تقديم اتفاق قدما، فمن السذاجة اعتقاد ان السلام معلق بعنصر واحد من المعادلة. أيريد الاردن حبيب الغرب حقا دولة فلسطينية قد تضعضع استقراره؟ ألا يستطيع الفلسطينيون حقا الذين برهنوا على قدرة على المصالحة وقت مسيرة اوسلو، أن يفاجئوا اسرائيل بالاعتراف بأنها ‘يهودية’ من اجل ان يتقدموا الى الاستقلال، أم يوجد سبب آخر لعنادهم؟.
إن الشرق الاوسط اذا معقد وكثير التناقض والأكاذيب التي تقوى إثر عدم اليقين حول الربيع العربي. ولذلك يوجد شيء ما صبياني في اولئك الذين ما زالوا يستعملون تلك الادعاءات الجازمة في الجدل الاسرائيلي بين اليسار واليمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
من الذي يتخذ القرارات في اسرائيل؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
كم من الصواريخ يوجد عند حزب الله؟ وكم عند سوريا؟ ومن يملك سلاحا كيميائيا ومن يملك سلاحا بيولوجيا؟ ومن يهدد بالسلاح الذري ومن يهدد بمجرد سلاح تقليدي؟ ومن الذي ينوي تنفيذ عملية في القدس ومن الذي سيطلق راجمات صاروخية من غزة؟ هل نسينا تهديدا ما؟ آه، أجل، .
حدّثونا الى الآن عن ان حزب الله يملك عشرات آلاف الصواريخ الموجهة الى أهداف في اسرائيل. وصورت صور مدهشة وملونة وخفاقة دوائر مدى صواريخ المنظمة.
ولا توجد بحسبها أية مدينة أو قرية في اسرائيل ستجد ملاذا من الصاروخ الشيعي. اجل انه تهديد كما ينبغي. لكن لا أحد فكر وبحق أنه سيكون من الحكمة الهجوم على مخازن هذه الصواريخ وتدميرها في داخل لبنان. وبعد ذلك قصفنا رئيس قسم البحث في ‘أمان’ بالكشف المجلجل عن ان النظام السوري استعمل سلاحا كيميائيا وهذا سبب سائغ آخر للحرب، بل حذّر رئيس الوزراء نفسه من ان استعمال السلاح الكيميائي يعتبر تجاوزا لخط أحمر سيفضي الى رد عسكري. وترددت الولايات المتحدة لكنها استقر رأيها ايضا في هذه الاثناء على أن الخط الاحمر ايضا قد يكون مصنوعا احيانا من المطاط. هل يكون تدخل عسكري اسرائيلي؟ اجل لكن لا بسبب السلاح الكيميائي.
أُلصق بالهجوم على سوريا تفسير ثقيل الوزن وهو ان هذه الصواريخ أدق ومداها أطول وقد تصيب سفن سلاح الجو وهي في الأساس سلاح ‘يكسر التعادل’. وهذه حجة تثير العناية وتشير الى أن اسرائيل وحزب الله هما في وضع ‘تعادل’ وكأنهما جيشان ضخمان يعد كل طرف منهما عدد الدبابات والطائرات والصواريخ التي يملكها الآخر ويحرص على ميزان رعب.
يجوز لنا ان نتساءل. وأن نقول ماذا كان سيحدث لو بقيت هذه الصواريخ في سوريا؟ فهي هناك ليست خطرا على اسرائيل. فهل نحتاج خاصة الى ذريعة حزب الله؟ واذا استقر رأي سوريا على استعمال صواريخ سكاد عندها على اسرائيل فان ذلك ايضا خطر كبير قد يكبر أكثر اذا وقعت هذه الصواريخ في أيدي عصابات العصيان الاسلامية. لكننا لا نحارب سوريا ولا يجوز لنا ان نتدخل في المعركة السورية الداخلية التي قُتل فيها تسعون ألفا من المواطنين وربما أكثر. إننا لا نحارب إلا من تُعادل قوته قوتنا، أي حزب الله. وهذا مشروع لكن ماذا عن عشرات آلاف الصواريخ التي أصبح حزب الله يملكها؟ أوليست تهديدا؟ وربما لم يكن كل الهجوم على سوريا إلا لنقل رسالة الى ايران تقول إننا قادرون على الوصول إليها ايضا.
لكننا لا نستطيع العمل على مواجهة ايران وهي التهديد الوحيد لأننا وعدنا واشنطن بأن ننتظر الى الانتخابات الرئاسية في ايران على الأقل التي ستُجرى بعد ستة اسابيع. عضضنا على شفتينا وابتلعنا ريقنا وأوضحنا سريعا ان التهديد الايراني يمكنه الانتظار. ومُط خط أحمر آخر كقطعة مطاط. وقد أعلن رئيس ‘أمان’ السابق أن ايران اجتازت الخط الاحمر، أما رئيس الوزراء والد قنبلة العرض فقال إن الخط الاحمر لم يتم اجتيازه. أربما نكتفي اذا بالقضاء على البنية التحتية للارهاب في غزة؟ فهناك ايضا توجد آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ والراجمات الصاروخية التي جاءت عن طريق سيناء وليبيا. ربما يكونون ‘كسروا التعادل’ هناك ايضا؟ وهنا خيبة أمل اخرى. فالهجوم على غزة يعني وقوع صواريخ القسام وغراد على عسقلان وسدروت وبئر السبع وتل أبيب، والهجوم في سيناء يعني أزمة مع مصر.
يصعب حقا أن نكون دولة مهدَّدة حينما تقيد قيود سياسية يديها وحينما لا يكون الخط الاحمر خطا أحمر. ولا مناص في هذا الوضع سوى لزوم حمية تهديدات والاعتراف بأنه ليس كل تهديد تهديدا وجوديا يوجب الرد. إن آلاف صواريخ حزب الله لم تُطلق على اسرائيل منذ كانت حرب لبنان الثانية، ولا تُطلق حماس قذائف صاروخية منذ كان اتفاق وقف اطلاق النار، وتعرف ايران كيف تتجنب مط رخصتها الذرية الى ان تُقطع. لم يُقلل تدمير الصواريخ في سوريا وزن التهديدات بغرام واحد. يجب الآن فقط ان نأمل ألا يُحدث أكبر تهديد حقا، وهو مسار اتخاذ القرارات في حكومة اسرائيل، موجة الانفجار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


رد مع اقتباس