مقابلة مع أحمدي نجاد
بتاريخ 20102011م قامت قناة الجزيرة الإنجليزية بعمل لقاء صحفي مع الرئيس الايراني أحمد نجاد
ترجمة مركز الإعلام
المذيع: ما هو ردك على الاتهامات الأمريكية لإيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي على الأراض الأمريكية؟
أحمدي نجاد: هذا لا يناسب ولا يلائم الشعب الإيراني على الإطلاق.
لماذا سيقوم شخص إيراني بالتسلل للولايات المتحدة وقتل سفير دولة صديقة لنا؟ على ماذا سنحصل من هذا؟ ما الذي سنجنيه من فعل هذا؟ أي شخص سيسمع هذا الكلام سيبدأ بالضحك.
لدينا منطق، نحن نعارض سياسات الولايات المتحدة وصرحنا بهذا على الملأ، ونحن لسنا قلقين بشأن التعبير عن معارضتنا لسياسات الولايات المتحدة. لكن يمكنني القول الآن، لماذا فعلت الإدارة الأمريكية هذا؟ لماذا وجهت لنا هذه الاتهامات؟ هناك عدة فرضيات: إذا كانت الإدارة الأمريكية لديها انطباع بأنه إذا فعلت هذا ستتمكن من خلق نزاع بيننا وبين السعودية، يمكنني القول بأن الإدارة الأمريكية للأسف مخطئة باعتقادها. الحقيقة ستنكشف في النهاية ولن يكون هنالك مشاكل بالنسبة لنا في ذلك الوقت.
ربما ترغب الإدارة الأمريكية بصرف الأنظار عما يحصل داخل الولايات المتحدة، واضح أن هذا الشىء لن يحصل. هنالك مشاكل اقتصادية صعبة للغاية تعاني منها الإدارة الأمريكية، وباتهام إيران فأنها لن تحل أية مشكلة. اعتقد أنه بمرور الوقت يمكن أن تقدم الولايات المتحدة إيران على أنها المسؤولة عن حرب فيتنام أو حرب كوريا، ويمكن أيضا أن تقدم إيران على أنها هي التي دفعت جورج دبليو بوش بشن الحرب على أفغانستان والعراق.
المذيع: ما لم أسمعه حتى الآن هو ردك القاطع على هذه الاتهامات، ودعني أذكر بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الاتهامات فكما تعلم فإن القضية أحيلت إلى مجلس الأمن الدولي، مما يعني أن هذه القضية تتقدم بشكل سريع، دعني أشاركك بأجزاء من رسالتين موجهتين إلى الأمين العام بان كي مون من قبل مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس: "لدينا معلومات مؤكدة بأن هذه المؤامرة تم تصميمها ورعايتها وإدارتها من قبل عناصر من الحكومة الإيرانية. وأيضا وفقا لمعلوماتنا فإن هناك قادة إسلاميون متشددون وعدد من كبار الضباط في الحكومة قاموا بإدارة وتمويل هذه المؤامرة"، إذا سمحت يا سيدي بأن تقوم بالرد مرة أخرى على الاتهامات الموجودة في هذه الرسائل والموجهه للأمم المتحدة.
أحمدي نجاد: لقد أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا رسميا يتضمن رفضا مطلقا لهذه الاتهامات، وأيضا قمنا بالتعبير عن معارضتنا لمثل هذه الاتهامات. هذا شيء واضح، لقد وجهت لنا الولايات المتحدة اتهامات مسبقا، فقد فشلت الولايات المتحدة في أفغانستان واتهموا إيران، وفشلوا في العراق وقاموا بنفس الشيء. علينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية المرتبطة بالأعمال الإرهابية، وإذا فعلنا ذلك يمكن أن نجدها مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالإدارة الأمريكية.
قدم شخص إلى إيران من الحدود الشرقية وقتل 140 شخص وأصاب 280 شخص، السيد ريجي، وتم إلقاء القبض عليه ومحاكمته، أثناء محاكمته عرض وثائق رسمية بأنه تلقى الدعم من القوات العسكرية الأمريكية، ولقد بعثت قرصا إلكترونيا يحتوي على هذه المعلومات إلى السيد أوباما وإلى الأمين العام بان كي مون، ولم نتلق ردا منهما على الإطلاق. فمن الواضح أنهما يدعمان مثل هذه الأعمال الإرهابية، ونحن ندين مثل هذه الأعمال. إن إحالة هذه القضية إلى الأمم المتحدة، كما قلنا من قبل بأن مجلس الأمن يخضع للسيطرة الأمريكية ولا يوجد شك بهذا.
المذيع: هذه نقطة مهمة جداً لأنك صرحت في خطابك أمام الأمم المتحدة بأنك ترغب في أن تقوم الأمم المتحدة بدور فاعل أكثر. فهل ترحب بهذه الفرصة التي تتيح تقديم هذه القضية أمام الأمم المتحدة؟ هل ترحب بهذا؟
أحمدي نجاد: لا، لأن الأمم المتحدة ليست أمم متحدة، إنها لا تقوم من أجل الأمم المتحدة. وهي لا تشكل على المستوى الرمزي أو الرسمي السلطة العليا أو الهيئة العليا في صنع القرار، حيث أن السلطة العليا من بين جميع التنظيمات العليا في صنع القرار هي الجمعية العامة، لأن الجميع موجودون فيها ولكن الأمم المتحدة كل شيء محكوم فيها من قبل أربع دول أساسية وهذا شيء غير ديمقراطي وغير عادي. وعمليا، الولايات المتحدة هي التي تدير الأمور وبالتالي ليس لها أية قيمة قانونية.
اتخذت الإدارة الأمريكية طوال الـ 30 سنة الماضية مواقف معارضة لنا، ولهذا تم فرض حرب علينا لمدة 8 أعوام وكان شعبنا ضحية للإرهاب. انظر إلى هذا المبنى، هناك مبنى آخر خلفه حيث كان رئيس الوزراء ورئيس السني لجمهورية إيران وبعض المسؤولين مجتمعين فيه، وتم تفجير هذا المبنى بواسطة مجموعة إرهابية وحرق هؤلاء الأشخاص حتى الموت. أما الأشخاص الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن هذا العمل الإرهابي يعيشون الآن في الولايات المتحدة الأمريكية بحرية، قدمنا اعتراضا لدى الإدارة الأمريكية عدة مرات بهذا الشأن. لقد كنا ضحايا للإرهاب ولذلك لا نحتاج بأن نكون إرهابيين، هذا لن يحل أية مشكلة من مشاكلنا. الإرهاب مستخدم من قبل هؤلاء الذين يسعون إلى التطرف – القتال – ونحن شعب متحضر.
المذيع: هل تأخذ الاتهامات الموجهه لحكومتكم من قبل الإدارة الأمريكية بشكل جدي؟ وأعني "بشكل جدي" بهذا السياق، هل قمتم بالبدء بتحقيق من جهتكم حول هذه الاتهامات؟ هل قمتم بهذا؟
أحمدي نجاد: لماذا علينا أن نقوم بمثل هذا التحقيق، كل يوم توجه لنا الإدارة الأمريكية مثل هذه الاتهامات، فهل علينا أن نحقق بجميع هذه الاتهامات، أعتقد أن موقف الإدارة الأمريكية موقف خاطىء، فإذا أرادوا أن يضغطوا على الشعب الإيراني فهم لا يقومون بالشيء الصحيح فقد أظهرت التجربة بأن الضغط لا يحقق شيئا، فهل حققوا شيئا من الضغط على إيران لمدة 30 عاما؟ اعتقد أنه سيكون من مصلحة الإدارة الأمريكية أن تكون دولة صديقة مع الشعب الإيراني، فهم لن يحققوا شيئا من اتهام إيران. وما يثير الاهتمام أن صدام حسين شن حربا ضدنا والإدارة الأمريكية اتهمتنا بأننا دعاة حرب على الرغم من أن مجلس الأمن الدولي أعلن أن صدام حسين هو الذي بدأ بالحرب وليست إيران، لكن الإدارة الأمريكية لم تقتنع بهذا وقدمت الدعم لصدام حسين.
المذيع: هل من المعقول ولو بنسبة قليلة جدا أن تكون هذه المؤامرة مدبرة ضد السفير السعودي من قبل فروع صغيرة جدا داخل حكومتك دون أن تكون على علم بهذا؟ ودون علم القائد الأعلى أيضا؟
أحمدي نجاد: سأعطيك ردي بأن النهج المستخدم من قبل الإدارة الأمريكية ليس نهجا صحيحا، فهم يوجهون اتهامات متكررة ضد إيران والإيرانيين. أريد أن أقول أن الإدارة الأمريكية يجب أن تكون ذات عقل متفتح فيما بتعلق بسلوكياتها، فهذا سيترك انطباعا سلبيا عن الشعب الإيراني. والإيرانيون أصبحوا مقتنعون بأن الإدارة الأمريكية هي عدوتهم. هذه الأعمال والتصرفات لن تحقق شيئا لهم بأي شكل من الأشكال، بل يسعون إلى إيجاد خلاف وصدع داخل إيران نفسها ولكن هذا غير صحيح لأن إيران لا تمزح مع أحد.
المذيع: ولكن ليست الولايات المتحدة نفسها في هذه المسألة فقد صرح وزير الخارجية السعودي بأن "إيران كانت مسؤولة عن هذه المؤامرة المزعومة". لقد قلت أن الاتهامات ستسيء للعلاقات بينكم وبين السعودية، ولكن هذا تصريح من قبل الجهة السعودية يبدو مختلفاً على الإطلاق. هل توافق على هذا؟
أحمدي نجاد: أريد أن أسالك سؤالا، هل كان وزير الخارجية السعودي هو الذي اكتشف هذه المؤامرة؟ بل إنه إدعاء مقدم من الولايات المتحدة، لقد قالوه بأنفسهم. أريد أن أقول للإخوان السعوديين بأن هانك آية في القرآن الكريم تنص على أنه إذا أبلغك أحد خبر ما فليس عليك أن تأخذه مباشرة، بل يجب أن تتفحصه وتتأكد منه. الإدارة الأمريكية ليست مهتمة لا في إيران ولا السعودية، فهم يريدون السيطرة على منطقتنا. الولايات المتحدة تريد فعل هذا وطريقتها هي إيجاد نزاع بيننا وبين السعودية، فلا معنى لما يدعونه بأن إيراني يذهب إلى دولة أخرى ليقتل أخوه المسلم. مثل الأشخاص الذين قدموا إلى إيران لاغتيال أشخاص إيرانييين فلو نحاول قتلهم بل قمنا باعتقاله قانونيا وتمت محاكمتهم ومعاقبتهم.
المذيع: إذن ما يمكننا فهمه من حديثك أن الإدارة الأمريكية تخلق هذا من لا شيء على الرغم من وجود كل هذه الادعاءات وكل التفاصيل المتعلقة بهذه الادعاءات المقدمة من الإدارة الأمريكية والأف بي آي؟
أحمدي نجاد: في الماضي ادعت الإدارة الأمريكية أنه يوجد أسلحة دمار شامل في العراق وقدمت وثائق لإثبات هذا، والجميع قالوا أنهم يصدقون هذا ومقتنعون به، وأدى هذا إلى وقوف العديد من الدول إلى جانب الإدارة الأمريكية في الحرب. هل سألتم أحدا عما إذا كانت هذه الوثائق صحيحة أم لا؟ هل وجدوا فعلا أسلحة دمار شامل في العراق؟ إن تقديم مجموعة من الأوراق المختلقة ليس أمرا صعبا، حيث أن الأف بي آي ماهرون في عمل هذا فيمكنهم تزوير التواقيع بكل سهوله.
المذيع: السؤال المهم الذي يريد العديد من الأشخاص حول العالم أن تجيب عليه هو هل إيران والولايات المتحدة هما على مسار تصادمي يمكن أن يؤدي إلى تصادم عسكري؟
أحمدي نجاد: لا اعتقد هذا، أعتقد أن هناك أفرادا من الإدارة الأمريكية يريدون حدوث هذا، ولكن أيضا أعتقد أن هناك أفرادا ذو عقول نيرة في الإدارة الأمريكية يعلمون أنه لا يجب أن يحدث هذا. دعني أسألك بعض الأسئلة ولا أريد منك إجابة عنها لأن إجابتها واضحة: هل هناك قوات جيش إيرانية على الحدود الأمريكية؟ هل دعمنا حربا استمرت لمدة 8 أعوام على الولايات المتحدة؟ هل دعمنا نظام ديكتاتوري مثل نظام الشاه لمدة 25 عاما على الأمم المتحدة؟ هل دعمنا الإرهابيين الذين اغتالوا المسؤولين الأمريكيين؟ لمذا هؤلاء المسؤولين الأمريكيين هم أعداء للإيرانين؟ دعني أؤكد أن نظام الشاه لن يعود مرة أخرى، فهم مخطئون إذا اعتقدوا ذلك، لأن إيران الآن دولة مستقلة حرة وسيكون من صالح الولايات المتحدة أن تكون جنبا إلى جنب مع إيران. فقد كانوا أعداء لإيران لما يزيد عن 30 عاما فماذا حققوا من هذا؟ أي تحرك ضد إيران يتم توجيهه من الولايات المتحدة. نحن نعبر عما نود قوله بكل حرية وصراحة.
دعني أسالك سؤال آخر لماذا كل شخص يعارض سياسات الإدارة الأمريكية يتم اغتياله داخل الولايات المتحدة أو خارجها؟ فقد تم اغتيال عالم نووي إيراني في طهران بعد أن كشف مجلس الأمن الدولي عن اسمه ومن ثم تم اغتياله من قبل الصهاينة. لماذا كل شخص يقف ضد سياسات الإدارة الأمريكية يعتبر إرهابي؟ لقد أعلنت في الجمعية العامة ما يريد الشعب الإيراني العالم يعلم أننا نعارض سياسات الإدارة الأمريكية، ولكن هناك منطق وراء هذه المعارضة ويمكنهم الرد عليها. لن ندخل أبدا في حرب أمام الولايات المتحدة أو أية دولة أخرى. فهذه سياستنا، نريد الدفاع عن أنفسنا لأننا مقتنعون بأن الحرب تدار بالمنطق وليس بالإرهاب. فلماذا يجب أن يكون هناك شيء مثل الإرهاب؟ فنحن لسنا بحاجة إلى الإرهاب، النظام الصهيوني يعلن بانه سيقوم باغتيال شخص ما وينفذ هذا، والنظام الصيهوني صديق للولايات المتحدة. لسنا بحاجة إلى الإرهاب، سلاحنا هو المنطق.
المذيع: هل تقول أن إيران لن تهاجم دولة أخرى، هل هذا ما تقوله بأنكم ستدافعون عن أنفسكم فقط؟
أحمدي نجاد: نعم، سياستنا كانت دائما الدفاع عن أنفسنا ولم نهاجم أحدا قط. لمذا يجب أن نفعل هذا؟ ولماذا يجب أن نبدأ بشن حرب ما؟ نحن أمة عظيمة ما زلنا نعيش منذ مئات السنين في تناغم مع جيراننا ونريد الاستمرار في فعل هذا في المستقبل. لقد قلنا دائما للدول المطلة على الخليج الفارسي بأن الإدارة الأمريكية ستنتهي يوما ما وسترحل عن منطقتنا ولكننا سنعيش مع بعضنا إلى الأبد، لذلك لا يجب ان نكون أعداء لبعضنا البعض وأن نهاجم بعضنا البعض بل يجب أن نتعايش مع بعضنا البعض.
المذيع: دعنا ننظر إلى جوهر الخلافات، هل يمكن أن يكون جوهر الخلاف بين إيران والولايات المتحدة مرتبطا بالبرنابج النووي الإيراني أو بسبب إسرائيل؟ هل تعتبر هاتان القضيتان أساس الخلاف الدائر بين الولايات المتحدة وإيران؟
أحمدي نجاد: أعتقد أن جوهر الخلاف يكمن في موقف ورؤية الإدارة الأمريكية ومسؤولوها الذين عليهم أن يعترفوا بحقوق دول منطقتنا، يجب أن يعملوا معنا جنبا إلى جنب ولا يحاولوا السيطرة علينا. الإدارة الأمريكية وإدارة إيران وقطر وباكستان والسعودية كلهم متساويين مع بعضهم البعض ويجب احترامهم. دعني أسألك سؤالا، ماذا تفعل قوات السلاح البحري الأمريكي في الخليج الفارسي؟ ماذا تفعل هناك؟ من أعطى الأمر لتلك القوات بأن تكون هناك؟ ما الذي تحميه؟ يمكنها ان تعود للولايات المتحدة وتساعد دولتها، فلم يقم أحد بدعوتها. يمكننا ان نجري استفتاء في المنطقة لنرى من يدعم الولايات المتحدة ويدعم تدخلها في المنطقة. أعتقد أن الطريقة التي تتدخل بها الولايات المتحدة في منطقتنا هي خاطئة، لذلك هم يفشلون دائما وعليهم أن يصححوا سياساتهم وطرقهم.
المذيع: لماذا تدعم حماس وحزب الله؟ كيف تدعم مثل هذه الأحزاب؟
أحمدي نجاد: كل دولة لها الحق في أن تقف في وجه المحتل وتقاومه، أليس هذا صحيحا؟ ألا تعتقد أنه إذا تم احتلال أمريكا فإن الأمريكان سيكون لهم الحق في مقاومة الاحتلال، وأنه يجب على جميع شعوب العالم دعمهم في تلك الحالة؟ الفلسطينيون في داخل وطنهم تتم مهاجمتهم، وحزب الله داخل لبنان تتم مهاجمته، ويجب أن يدافعوا عن أنفسهم. إذا كانت الولايات المتحدة حقا تريد الدفاع عن حقوق الإنسان فيجب عليها أن تدعم مقاومة حزب الله. أنا متفاجىء بأن الإدارة الأمريكية رغم أنها عظيمة جداً فهي ضحية للصهيونية، فهي تخضع للهيمنة الصهيونية. لماذا يحدث هذا؟ الولايات المتحدة تقف ضد 30 مليون شخص في العالم من أجل الدفاع عن مجموعة من الصهاينة الذين هم أيضا ضد اليهود، فحتى اليهود لا يدعمون الصهاينة الذي لا يتجاوز عددهم 10.000شخص. هل يجب أن تضحي الولايات المتحدة من أجل هؤلاء الصهاينة؟
المذيع: ما هو موقف الحكومة الإيرانية من إسرائيل؟
أحمدي نجاد: نحن نعتقد بأنه يجب القضاء على الاحتلال، ويجب أن يختفي القتل وارتكاب الجرائم، ويجب القضاء على الإرهاب والإرهابيين، وهل يفعل النظام الصهيوني شيئاً غير هذه الأشياء؟ وكن نهجنا هو نهج إنساني. دعنا نتحدث عن المحتجين في تل أبيب، هل كانوا محتجين إيران وإنما هم إسرائيليون داخل إسرائيل جلبهم الصهاينة بأنفسه/. لا يتحلى النظام الصهيوني بأية شرعية، قبل سبعين عاما لم بكن لهذا النظام أي وجود، فقد تم بناءه من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ولم يقبل أي أحد في المنطقة هذا الشيء.
المذيع: إذن يجب القضاء على إسرائيل، كيف ترى دور إيران في إسرائيل؟
أحمدي نجاد: لقد قلنا الحقيقة للناس بأن الاحتلال يجب أن ينتهي ويجب أن يتمتع الفلسطينيون بحقهم في تقرير مصيرهم وأن يستعيدوا حقوقهم. ونحن على نقوم بهذا من أجل الأخرين ونحن نعتقد أن الجميع يجب أن يكونوا هكذا، والولايات المتحدة أيضا يجب أن تقدم دعوى قضائية وتطرح مقرحاتها والشعب ينظر بها ويتخذ قراره في النهاية دون اجباراً من أحد. فليس لدينا الحق في فرض أرائنا على الشعوب الأخرى ولو كان باسم مجلس الأمن الدولى. أعتقد أن الولايات المتحدة تضغط على إيران وتحيل القضية إلى مجلس الأمن الذي سيكون بلا سمعة طيبة في نهاية المطاف.
المذيع: اليس من الخطير وجود وجهتا نظر متباعدتين عن بعضهما البعض: وجهة النظر الإيرانية والأمريكية في الوقت الحالي؟
أحمدي نجاد: إذا لم يكن هدفنا فرض أرائنا على الأخرين، إذن لا يوجد خطر، لن تكون هنالك أية مشكلة في إعطاء جميع شعوب العالم حقها في الاختيار بحرية. ولكن المشكلة أن الإدارة الأمريكية تستخدم طرق متعددة لفرض أرأئها على الأخرين، وقد صرحت بهذا في الأمم المتحدة، وأنا مستعد للنقاش مع الرئيس الأمريكي، ومن الممكن أن نقنع بعضنا البعض، ولكن أمريكا لا تقبل أن يكون هناك تقارب بيننا لأننا لا نستطيع أن نقبل بكل ما تقوله على أنه حقيقة مسلم بها، فهم يقولون أن أسامة بن لادن إرهابي ويجب قتله ونحن علينا تقبل هذا ويقولون أن الفلسطينيين إرهابيين ويجب على الجميع قبول هذا وتقول بأن الحكومة الإيرانية سيئة ويجب على الجميع تصديق هذا. ولكن هذه المرحلة انتهت فلا أحد يقبل مثل هذه السلوكيات الآن، وأسوأ إدارة في منطقتنا هي الأدارة الأمريكية.
المذيع: أريد أن أعلم إذا كان لديك اتجاه أو توجه عام نحو الربيع العربي قبل أن أسالك أسئلة مخصصة؟
أحمدي نجاد: نعم، تفضل بالسؤال
المذيع: لماذا لدى حكومتكم آراء متباينة بشأن ما يحصل في المنطقة خاصة من دولة إلى أخرى. فيما يتعلق في سوريا فإن حكومتكم ترى بأن الحكومة يجب عليها تسوية المشاكل، وتلومون الشعب على السماح بتدخل الخارج. وضح لنا ذلك.
أحمدي نجاد: هنالك عدة مواقف لم تتبناها الإدارة الأمريكية بشكل صحيح مثل ما حصل في البحرين. وهنالك حقوق أساسية لجميع الشعوب مثل الحرية، والاحترام والعدل وهذه حقوق الشعوب بأكملها. مبدأ مهم يجب الاهتمام به وهو لا يجب على أحد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لا يجب التدخل بين الشعب والحكومة سواء من قبل الأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية، وحلف الناتو أو حتى نحن إيران. ومبدأ آخر مهم أيضا وهو أن الشعوب وحكوماتها يجب أن يتحاوروا مع بعضهم البعض في جو من السلام، ولا يحق لأحد الاعتراض على هذا، وهذه حقوق لشعوب العالم جميعها بما فيها سوريا والبحرين.
لدينا موقف واحد وهو أننا لا ندعم الصراع والخلاف والاشتباكات وسفك الدماء، ولقد قمنا بإدانة كل هذه الأعمال سواء قام الشعب بقتل قوات الأمن أو قامت قوات الأمن بقتل الشعب.
المذيع: فيما يتعلق باليمن، أدانت حكومتكم الحكومة اليمنية في حملتها القمعية ولكن لم نسمع إدانة للحملة القمعية التي تشنها الحكومة السورية، بينما تشير الحقائق إلى أن الحكومتان لديهما السلوك ذاته اتجاه شعبيهما.
أحمدي نجاد: لقد أخبرتك عن المبادىء الأساسية لجميع شعوب العالم وهي الحرية والعدل والاحترام، نحن ندين الصراع والخلاف والاشتباكات وسفك الدماء، وأنا شخصيا أدنتها وأعلنت هذا بشكل واضح، وكما قلت أنه لا يجب على أحد ان يتدخل في الشؤون الداخلية في البلاد كما حصل في ليبيا، فقد قمنا بإدانة قتل المعارضة في ليبيا وأيضا إدانة تدخل حلف الناتو، هذا هو الموقف الرسمي الذي تتبناه الحكومة الإيرانية وتوصيتنا لبقية دول العالم هي أن تضع الخلافات والصراعات جانبا لأنه لا شيء يُحل بالقتال، فإذا قتل شخص من أحد الأطراف فهذا سيؤدي إلى تعقيد المشكلة.
المذيع: لقد سألتك سؤالا عن اليمن وتحدثت عن ليبيا، هل يمكنك توضيح ذلك؟
أحمدي نجاد: ربما قد أسئت فهم الترجمة فقد تحدثت عن المبادىء الأساسية وأعطيتك مثالا وقلت أننا ندين جميع الأعمال العنيفة سواء إذا قامت المعارضة بقتل قوات الأمن أو قامت قوات الأمن بقتل المعارضة، فنحن ندين كلاهما. عندما يحتج الناس وينطلقون بالمظاهرات ويشتبكون مع بعضهم البعض فنحن ندين هذا، لأن ذلك لا يعتبر عملا صحيحا. يجب أن تدار البلاد بعقلية متفهمة دون قتل وقتال. يجب أن يكون الأساس العدل والاحترام والحرية لجميع افراد الشعب وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة الإيرانية، وصرحنا به بشكل علني أمام الجميع، ولا يحق أيضا لأحد التدخل بالشؤون الداخلية للآخرين.
المذيع: دعنا نتحدث عن السياسات الداخلية لبلادك، كما تعلم فقد صرح القائد الأعلى "يقوم نظامنا السياسي على الرئاسة والرئاسة تتم من خلال تصويت الشعب وهذا نظام فعال وجيد ولكن إذا كان اختيار المسؤولين أفضل من قبل البرلمان فإنه يمكن تغيير نظام الرئاسة في المستقبل القريب أو البعيد ولا أعني بالضرورة الوقت الحالي". إذن هل دور الرئيس غير مهم للنظام الإيراني الديمقراطي؟
أحمدي نجاد ضاحكا: يبدو أنك لست سعيدا في رؤيتي رئيسا؟! لدينا دستور شفاف للغاية وأعتقد أن القائد الأعلى تم سؤاله سؤالا أكاديميا من قبل طالب جامعي، وكان جوابه أكاديميا فيما يتعلق بالحكم والرئاسة.
المذيع: هل ما ذكره القائد الأعلى يعتبر حلا لبعض المشاكل التي نقرأ عنها بين الجهات الحكومية؟
أحمدي نجاد: إيران دولة حرة، والبرلمان لديه مسؤوليات والرئيس أيضا لديه سلطاته ونفوذه، ويمكن أن يكون هناك خلافات في وجهات النظر فهل هذه مشكلة؟ فلا أستطيع فرض وجهة نظري على البرلمان ولا يستطيع البرلمان أن يفرض آرائه علي. فالمرجعية العليا هي من خلال الدستور والجدالات والمناقشات يتم التعبير عنها بحرية.
المذيع: لقد رأينا نسبة عالية من أبناء الشعب الإيراني يتحدون ويعارضون نتائج الانتخابات وشرعية التصويت، هل عالجت بعض مخاوف واهتمامات الشعب في ظل هذا النظام الديمقراطي؟
أحمدي نجاد: نعم، أنا دائما بين أبناء الشعب الإيراني كلما أتيحت لي الفرصة، وشعبية الحكومة تأتي من أبنائها أنفسهم. المجموعة التي عارضت نتائج الانتخابات كانت فئتان، معظمهم كانت لديهم أسئلة، وعندما أجابت الحكومة عن تساؤلاتهم حلت المشلكة. وكان هناك أقلية هاجمت الناس وحاولت تخريب الملكية العامة وهذه ليست السلوكيات الصحيحة، ولكن هؤلاء الذين احتجوا لا يتجاوزون 100 أو500 ولنقل 1000 أو حتى مليون. فقد كشفت نتائج الانتخابات أن نظيري حصل على أكثر من مليونين في طهران وأكثر من مليونين يأتون إلى مدينة تبريز، وهذا لا يعني أنه تم تغيير نتائج الانتخابات، وإذا كان هناك أي شخص لديه وثائق بانه تم تغيير نتائج الانتخابات يمكنه أن يحضرها ويعرضها، ولكن لم يكن هناك مثل هذه الوثائق. ولا يوجد مثل هذا الشيء، كما أن المعظم قال بأنه لا يوجد شيء غير طبيعي في العملية الانتخابية. فأنا كرئيس مستعد لخدمتهم جميعا، في إيران الناس غير منتمين للأحزاب، لذلك لن نأتي لأي شخص ونسأله لمن أعطيت صوتك ولمن لا، نحن نحب الجميع.
المذيع: هل إيران و الشعب الإيراني في موقع جيد بفضل سيادتك؟
أحمدي نجاد: بكل تأكيد إيران والشعب الإيراني في موقع جيد تاريخيا، فهم يصنفون حول العالم من أفضل الشعوب، ولديهم العلوم بشتى المجالات، ولذلك تحاول أمريكا قمع هذا البلد ومنعه من التطور والتقدم. لكن بالرغم من القمع والعزلة والتصعيدات والعقوبات لم تقم إيران بالإساءة بحق الولايات المتحدة، فنحن نحب الشعب الأمريكي و لطالما قدمنا رسائل صداقة لهم.
أن الإرهاب يأتي من خلال هؤلاء الذين يمنعون الثقافة والحضارة، لكن الإيرانيين لديهم حضارة عريقة وصداقات عديدة، كما أن الإرهاب يأتي من الشعوب عديمة المنطق بينما إيران تدعم وتقوم على العقلانية والمنطق، فإيران لم تقم بغزو أية دولة من دول الجوار ولم نقم بعمل أي شيء ضد القانون أو قمنا بقتل سفير دولة صديقة، لماذا نقوم بهذا الشيء؟ ومالذي سيأتينا من ذلك؟ أي أحد سيسمع ذلك سيضحك بشكل كبير. لماذا تقوم إدارة الولايات المتحدة بهذا الشيء؟ نحن ضد سياسة الولايات المتحدة وقد صرحنا بذلك ولسنا خائفين من هذه المعارضة، لكن إن كانت الولايات المتحدة تريد عمل صدع وصراع بيننا وبين المملكة العربية السعودية، ربما من أجل أن تبعد التركيز عما يجري داخل الولايات المتحدة، لكن اتهام إيران لن يأتي بأي شيء جديد.


رد مع اقتباس