النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 280

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 280

    أقــلام وآراء إسرائيلي (280) الجمعة- 1/03/2013 م


    في هــــــذا الملف



    اسرائيل والربيع الكردي
    بقلم: عوفرة بنجو وعوديد عيران،عن هآرتس

    800 ألف سجين فلسطيني
    بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس

    الانتفاضة ستخرج من القدس
    بقلم: يونتان يفين،عن يديعوت

    مرض حزب الله
    بقلم: غي بخور،عن يديعوت

    كبت عنيد
    بقلم: أودي هيرش،عن معاريف







    اسرائيل والربيع الكردي
    بقلم: عوفرة بنجو وعوديد عيران،عن هآرتس

    أحدثت الهزة التي تعصف بالشرق الاوسط في أعقاب الربيع العربي تغييرات جغرافية سياسية بعيدة الاثر في منطقتنا. فمن جهة، أدت هذه الى بعض التردي في الميزان الاستراتيجي لاسرائيل، وعمقت هشاشة الاتفاقات التي وقعت مع مصر، الفلسطينيين والاردن. ومن جهة اخرى، فتحت امامها فرصا جديدة، هي تحصيل حاصل لضعف الدول القومية والانهيار المحتمل لاحدى الوحدات السياسية المصطنعة التي صممت بعد الحرب العالمية الاولى.
    احد الامثلة البارزة على الدولة القومية في سياق الانهيار هي العراق. فمنذ قيامه لم ينجح العراق في بلورة هوية قومية عراقية شاملة، تجسر الهوة بين القومية العربية والقومية الكردية التي تطلعت الى تقرير المصير. وبدأت التطلعات الكردية تتحقق مع قيام 'اقليم كردستان'، بعد حرب الخليج في 1991، الخطوة التي تسارعت في أعقاب الاجتياح الامريكي للعراق في 2003 والانسحاب منه في 2011. وخلق ضعف الحكم المركزي في بغداد وآثار الربيع العربي وضعا توجد فيه اليوم دولة كردية بحكم الامر الواقع تؤدي مهامها بشكل مستقل في ظل دفع ضريبة لفظية لوحدة العراق الاقليمية. لقد فهم الاكراد بان الاعلان عن اقامة دولة سيجعلهم فقط يصطدمون بدول مجاورة وسيمس بتطلعاتهم على المدى البعيد. ولهذا فقد امتنعوا عن مثل هذه الخطوة الرسمية.
    في باقي الدول الثلاثة التي يتواجد فيها الاكراد ايضا، والذين يبلغ عددهم معا اكثر من 30 مليون نسمة، يحدث اليوم 'ربيع كردي' موازٍ لـ 'الربيع العربي'. فالاحداث في سوريا استغلت من الاكراد الذين يسكنون في شمالي الدولة لاقامة حكم ذاتي في منطقتهم الكردية. هذا الحكم الذاتي يعزز علاقاته مع الحكم الذاتي في كردستان العراقية، ويخلق معها تواصلا اقليميا ايضا. وأدت هذه الخطوات بالتوازي الى تشديد ضغوط الاكراد الاتراك لاقامة حكم ذاتي كردي في تركيا، وكذا الاكراد في ايران لا يصمتون. ويحث الربيع الكردي سياقات التحول الديمقراطي بسرعة اكبر مما في الانظمة الجديدة في المنطقة التي تعتمد على الاسلام السياسي. وتغير هذه التطورات الخريطة الجغرافية السياسية كما عرفناها حتى الان والسؤال المركزي هو كيف ينبغي لاسرائيل أن تستعد حيالها.
    على اسرائيل ان تنظر في النقاط التالية: هل يوجد مجال 'للخروج من العلبة' ومحاولة اقامة علاقات مع القوة الصاعدة في المنطقة، اي الاكراد؟ هل الاكراد أنفسهم معنيون بمثل هذه العلاقة؟ أي تأثير كفيل بان يكون للعلاقات مع الاكراد على علاقات اسرائيل تركيا؟
    كيان كردي مستقر ومتين في العراق كفيل بان يشكل ذخرا استراتيجيا صرفا لاسرائيل، ولا سيما عندما يرتبط مثل هذا الكيان بحبله السري بالاكراد في سوريا، في تركيا وفي ايران، ويخلق حضورا عرقيا ذا مغزى يتمتع بتواصل اقليمي. فالاكراد يرون في اسرائيل نموذجا قدوة، وعلى المستوى الشعبي يوجد عطف تجاه اليهود وتجاه اسرائيل، بسبب ما يعتبر شراكة في المصير بين الشعبين اللذين ترفض الدول المحيطة بهما حقهم في دولة خاصة بهم. وأعلن زعماء الاقليم الكردي في العراق غير مرة بان لا مانع من اقامة علاقات مع اسرائيل حين يجد الحكم المركزي من السليم عمل ذلك. وخلف الكواليس يلمحون ايضا بانهم مستعدون لاقامة كل علاقات مع اسرائيل التي تعتبر حليفا طبيعيا في محيط معادٍ للاكراد. ومع ذلك، ففي الاقليم الكردي في العراق توجد مخاوف كبرى من ردود فعل العالم العربي، ولا سيما ايران على اقامة علاقات مع اسرائيل.
    الفكرة السائدة في اسرائيل هي أن العلاقات مع الاكراد ستمس بشدة بالعلاقات مع أنقرة. مثل هذا الفهم يتجاهل التغييرات التي وقعت في علاقات تركيا والاكراد وعلاقات تركيا واسرائيل. فقد تحولت تركيا نفسها الى شريان الحياة المركزي، وربما المؤسسة بالفعل لكردستان العراقية. كما أن أنقرة تعمل بكد على حل المشكلة الكردية الداخلية. وعليه فلم يعد هناك مجال للخوف من العلاقات مع الاكراد. فعلاقات تركيا اسرائيل على اي حال توجد في درك أسفل غير مسبوق ولا يبدو في الافق تغيير بعيد الاثر. فالدعم الذي تعطيه أنقره لحماس، والتي هي منظمة ارهابية بكل معنى الكلمة، والتهجمات التي لا تنتهي على اسرائيل والمس بها في كل محفل دولي يستدعي تأسيس بنية علاقات جديدة تقوم على أساس التماثل والتبادلية. واذا ما وعندما يكون تحسين في العلاقات بيننا وبين تركيا، فان على اسرائيل أن تبقي لنفسها حرية اقامة علاقات مع الاكراد مثلما تقيم تركيا علاقات وثيقة مع الفلسطينيين بل وتظهر كسيدة لحماس.
    مرغوب فيه جدا محاولة تحسين العلاقات مع تركيا ولكن يجب الفهم بان التغييرات الواسعة التي حصلت في تركيا تجعل الامر صعبا جدا. فليس الاكراد هم الذين سيشكلون العائق امام تحسين العلاقات واسرائيل يمكنها أن تنزع عنها هذا القيد الذي نبع من الرغبة في الحفاظ على شبكة علاقات سليمة مع الاتراك.
    يجدر باسرائيل أن تتبنى سياسة نشطة ترى في الكيان الكردي في شمال العراق وفرعه في سوريا حليفا. وتبني مثل هذه السياسة معناه المساعدة الانسانية، الاقتصادية والسياسية. وبالنسبة للاكراد في تركيا، لا ينبغي لاسرائيل أن تظهر كمن ينبش في الشؤون الداخلية لتركيا ومن جهة اخرى عليها أن تبلور موقفا اخلاقيا بالنسبة للموضوع الكردي. كما أنه لا مانع لان تحث اسرائيل العلاقات مع الاكراد في ايران، الذين يوجدون في مواجهة مع النظام الاسلامي. وللمساعدة الاسرائيلة في مرحلة مبكرة كهذه كفيل بان تكون أهمية في المدى البعيد، وكل ذلك بالطبع على فرض انه يوجد اهتمام كردي لمثل هذه المساعدة. في نظرنا يعد هذا جهدا اسرائيليا جديرا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    800 ألف سجين فلسطيني
    بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
    800 ألف. هذا هو المعطى المخيف الذي ذكرته صحيفة 'نيويورك تايمز' هذا الاسبوع، وهو عدد السكان الفلسطينيين الذين اعتقلوا وسجنوا في السجون الاسرائيلية منذ بدأ الاحتلال، أي نحو من مليون انسان. وقد يكون هذا المعطى مبالغا فيه، فهناك من يحصون 600 ألف 'فقط' مع عدم وجود معطى مؤكد. لكن الصورة عامة واضحة تثير القشعريرة: فحينما يقولون ان اسرائيل تسجن الشعب الفلسطيني يكون القصد ايضا الى هذا السجن المادي والحقيقي والمزدحم والمعذِّب في السجون. فليس الحديث عن الحواجز والجدار والسجون النفسية فقط بل عن الحقيقية ايضا.
    جرب مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال هذه التجربة ولو مرة واحدة في حياتهم. ويوجد بين نحو من 4 ملايين من سكان الضفة والقطاع اليوم مئات آلاف البشر ذوو ندوب جسمية ونفسية، ويحملون معهم ذكرى اعتقالهم ومعهم ملايين من أبناء عائلاتهم. ويوجد من السجناء اليوم نحو 4500 انسان. ومات 203 في سجونهم. ولا يكاد يوجد بيت في المناطق لم يُعتقل أحد منه، ولا توجد عائلة بلا سجين أو آخر أُفرج عنه.
    قد يكون ذلك سجنا لعشرات السنين ما زال يوجد 123 سجينا قبل فترة اوسلو وقد يمكن ان يكون ذلك اعتقالا لبضعة ايام. ويبدأ ذلك على نحو عام بدهم قاس للبيت تحت جنح الظلام دائما تقريبا، في حضور الزوجة والوالدين والاولاد الذين يستيقظون مذعورين من النوم يخشون على مصير عزيزهم المُذل، ويُتبَع ذلك بتحقيق جهاز الامن العام الشديد. وبعد ذلك تأتي الايام والشهور والسنون، في الظروف الصعبة، من غير مكالمات هاتفية ومن غير زيارات احيانا لسنوات. وتكون هذه دائما تجربة شعورية مزعزعة مُذلة للسجناء وأقربائهم.
    وكانت سنوات كان فيها التعذيب المخيف ايضا جزءا من وجبة الفظاعة التي كانت اسرائيل تقدمها للشعب الفلسطيني. وانتهى ذلك في أكثره بقرار المحكمة العليا في 1999 لكن الحديث اليوم ايضا عن طرق اعتقال وتحقيق وسجن أصعب من ان تُحتمل. وقد اعتقل فريق من السجناء الفلسطينيين بسبب عمليات ارهابية قاتلة لكن كثيرين آخرين مكثوا ويمكثون في السجون بسبب نشاط سياسي. وطُرح كثيرون في السجون دون محاكمة لسنين احيانا.
    إن جهاز القضاء العسكري الذي حكم على مئات آلاف البشر لا يستحق ان يسمى جهاز قضاء. وتبرهن على ذلك كل زيارة خاطفة للمحكمة العسكرية وكل محضر جلسات مثل ألف شاهد. فهناك المداولات القصيرة من غير ترجمة مناسبة احيانا؛ وأدلة ليست أدلة، وشهادات مؤثمة لمتعاونين ومستنطِقين مريبين، وقضاة ليس فريق منهم خبراء بالقانون، وتحقيقات وحشية تنتج اعترافات باطلة، ومواد سرية لا تُمكن من دفاع مناسب، وعقوبة أفعوانية. ان كل شيء موجود هناك بين الجلمة وسجن عصيون ما عدا العدل. ويبرهن عدد السجناء المخيف على ذلك. لأنه لا يوجد انسان عاقل يعتقد ان شعبا كاملا يستحق ان يُطرح في السجون. إن رُخص حياة الفلسطينيين في نظر الاسرائيليين يشتمل ايضا على رُخص حريتهم.
    لم يفهم المجتمع الاسرائيلي قط عمق المعنى الشعوري لقضية الأسرى في المجتمع الفلسطيني؛ بل انه لم يحاول ان يفعل ذلك. واذا كان ما زال يوجد في اسرائيل من يفهمون ضائقة الحواجز وشغب المستوطنين فان السجناء لم يحظوا قط بالاهتمام هنا فضلا عن العطف عليهم. وهذا مفاجىء خصوصا من مجتمع هاج كثيرا وعطف على مصير معتقل واحد هو جلعاد شليط، بل انه لم يبدأ بعد تفهم عمق الازمة الفلسطينية بسبب عشرات آلاف الأبناء الموجودين في السجون.
    إن سلب الانسانية يعمل هنا ايضا، فليس حكم الأم الاسرائيلية التي تخشى على سلامة ابنها كحكم الأم الفلسطينية التي لا تقل عنها خشية. لكن لماذا نعجب: لأنه اذا كان ولد قد قُتل عبثا على يد قناص لا يحظى هنا بالاهتمام فلماذا نهتم بسجين. حسبُ الاسرائيليين العناوين الدعائية التي تعرض بين الفينة والاخرى 'حفلة' سجناء تثير فورا فضيحة عن وجود 'هلتون' في السجن. ويكفيهم أنهم يقولون لهم انهم جميعا 'قتلة حقيرون'، أي كل مئات الآلاف هؤلاء كي لا يُضايقوا ضمائرهم. فربما يكون هذا المعطى المدهش 800 ألف، على الأقل هو الذي يدفع شخصا ما على التفكير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الانتفاضة ستخرج من القدس
    بقلم: يونتان يفين،عن يديعوت

    قبل عشر سنوات تقريبا جئت الى المستشفى الفقير 'بيكور حوليم' في مركز القدس كي استوضح كيف يواجه الفريق الطبي الانتفاضة التي وقعت على رأسه حقا. لأنه لا تكاد تفصله عن مطعم سبارو 100 متر وعن العمل التفجيري في الميدان وعن لهب سوق محنيه يهودا. وقد جيء بجرحى كثيرين الى اقسامه البائسة حيث عولجوا في صعوبة كبيرة على أيدي يهود وعرب وحريديين وعلمانيين. وحينما خرجت لأتنفس قليلا من الهواء الضروري في المفترق القذر في شارع الأنبياء وشتراوس رأيت مشهدا جميلا فقد أرادت امرأة في نحو الاربعين من عمرها قطع الشارع، ووقف سائق السيارة الذي جاء من الانعطافة في آخر لحظة. وتحول خوفها المفهوم سريعا الى غضب حقيقي حينما رأت من الذي تعامله حينما انحنت على نافذته وصرخت: 'ليتك تموت أيها العربي القذر!'. وأضافت الى هذا الرجاء تفضلا لا تستطيعه إلا سيدة حقيقية وهو بصقة كبيرة على السيارة مباشرة على وجه الراكبة الى جانب السائق.
    وتابع المارة الذين وقفوا ليشاهدوا المشهد سيرهم في عدم اكتراث بل انهم كانوا يبتسمون ووقفت ذاهلا أحمد الله لأنني انتقلت قبل سنتين فقط من 'عاصمتنا الأبدية' هذه التي يسكنها في الأساس ناس يفرحهم ان يروا اسرائيل الصهيونية تنهار في الغد صباحا. وانتقلت الى تل ابيب وهي المدينة التي يظنونها خطأ 'سليمة العقل'.
    بقيت القدس هي القدس، على نحو يفرح كل محبيها الفرحين المبتهجين. وهي مدينة تهاجم نساؤها امرأة غريبة في محطة قطار لأنها من الشعب غير الصحيح؛ وهي مدينة يضرب فيها فتى عربي حتى يوشك ان يموت تقريبا في ميدانها الرئيسي ولا يفتح أحد فمه معترضا؛ وهي مدينة يطلب فريق من مشجعي فريق كرة القدم فيها ان يبقى 'طاهرا' أي ألا يلعب فيه 'عرب' حتى لو كانوا مسلمين من اوروبا.
    صحيح انه كان في القدس وما زال توجد فيها محاولات تفجير من العرب ومن المؤكد ان ليس كل اليهود سيئين. وصحيح ايضا انه وقع في يافا هذا الاسبوع هجوم على عربي لسبب قومي، وان العنف العنصري ليس موجودا في القدس وحدها. لكن القدس لسبب ما تعاود الظهور في العناوين الصحفية في سياقات أصبحت تُذكر بصورة حقيقية محسوسة بفترات كان يهاجم فيها الأبرياء على مواد في بطاقات الهوية.
    يمكن اذا ان نستمر في البحث عن نذر الانتفاضة الثالثة في المناطق، وان نقف وأيدينا على ضابط الساعة ومع المنظار يلاصق العينين كي نُعلم في فخر فقط اللحظة التي 'بدأوا فيها'. ويمكن ان نحول الى السلطة الفلسطينية اموال ضرائب تهدىء الآلام لا توجد أية صلة بينها وبين حل حقيقي لأن دفع المال يؤكد فقط وقفه حتى الآن والسلب في وضح النهار لكل شيء، والذي له مشاركة في هياج النفوس في الضفة.
    ويمكن ان نوجه المنظار الينا ايضا، الى القدس عاصمتنا الأبدية، وان نفتح في الوقت نفسه العدسات والأعين لنعرف تدهورنا الاخلاقي، والفساد الجنائي الذي يحتفل دون ان يخشى القانون، والعنصرية الظاهرة برعاية حكومية والتي نشارك ونسكت عنها أكثرنا، ونتحمل جزءا صغيرا على الأقل من تهمة الحافلة القادمة التي ستتفجر. وقد أصبحوا متأهبين في 'بيكور حوليم'.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    كبت عنيد
    بقلم: أودي هيرش،عن معاريف

    شرارات الانتفاضة الثالثة وصلت الى اسرائيل مبكرا. فالانتفاضة الثانية لم تنته بعد. وحسب الميدان، فان حضورها في الواقع اليومي صفري: تعابيرها الثقافية طفيفة لدرجة أنها غير موجودة؛ فيلمان وثائقيان مثلا اسرائيل في جائزة الاوسكار وإن كانا نتاجا مباشرا لتلك الفترة الرهيبة، ولكن معظم الاسرائيليين فرحوا بفشلهما، بما في ذلك من تعابير محرجة لشخصيات عامة وفي الشبكات الاجتماعية. فبعد سنوات عديدة من حالة كان فيها كل صعود الى الباص او الدخول الى المقهى بمثابة مراهنة على الحياة، فان اسرائيل هي بشكل ظاهري دولة غربية، وجهتها نحو الخارج، ومعظم مواطنيها ملوا المسائل السياسية. غلاء المعيشة يعنيهم اكثر.
    ومع ذلك فان حدثا باعثا على الصدمة كهذا لا يمكنه أن يمحى بهذه السرعة. فكبت السنين اياها، والتي ترك فيها الشارع الاسرائيلي لمصيره في قصور امني لا يقل عن ذاك الذي كان في حرب يوم الغفران، ولد انكارا مرضيا للمشكلة الفلسطينية. ففك الارتباط عن قطاع غزة كان نتيجة واضحة لشطب الفلسطينيين من الوعي الاسرائيلي: أخذ الارجل والفرار من منطقة نازفة ومنكوبة، دون إدارة حوار ودون خلق أساس لاستقرار مستقبلي. لقد ولد فشل الخطة الشلل الحالي. فليس لاحد قدرة ورغبة في اتخاذ خطوة حقيقية لحل المشكلة، بشكل سياسي أو عسكري.
    والحملة الانتخابية الاخيرة، التي جرت بعد سنوات قليلة من فك الارتباط، تجاهلتها تماما تقريبا هي وآثارها. 12 مقعدا فقط من اصوات الناخبين اليهود اعطيت لميرتس وللحركة، لا تزال تصر على الانشغال في الموضوع الفلسطيني، ودخول احدى الكتلتين الى الحكومة يعتبر خطوة مثيرة للهزء وعديمة الامل. فلا يمكن اجراء مفاوضات مع اناس غير موجودين.
    التفكير الدارج بان نجاح يئير لبيد في الانتخابات هو نتيجة الاحتجاج الاجتماعي، ولكن هذه المقاعد الـ 19 ولدت أيضا في أعقاب الانتفاضة: اسرائيل تريد الان وجوها جميلة من اجل أمل كاذب، وممثلين للجمهور يلقون خطابات مثيرة للانفعال عن التلمود، دون 'ابو فلان' اياهم، كما يسمي الفلسطينيين الشريك السياسي لزعيم 'يوجد مستقبل'، نفتالي بينيت. والمراقبون من الخارج يجدون صعوبة في فهم نهج اسرائيل تجاه المسألة الفلسطينية. 'التصويت للعدم هو اختيار غريب لدولة محاطة بجلبة مستمرة'، كتب رودجر كوهين في 'نيويورك تايمز' بعد الانتخابات، قاصدا لبيد بفظاظة. في عيون اسرائيلية، يكاد لا يكون هناك مخرج آخر: هذا اختيار نفسي. ليس للاسرائيليين قدرة نفسية على معالجة وتحليل ما حصل هنا في السنوات المضرجة بالدماء والتي بدأت في تشرين الاول 2000، وبالتالي فانهم يفضلون الهرب الى شخص يعتمد عالمه الثقافي على المغنين والشعراء الامريكيين.
    هذه العملية خطيرة. الفلسطينيون، لسوء حظنا، لم يذهبوا الى اي مكان. وهكذا أيضا المصريون، السوريون، الاردنيون وباقي الشعوب المتنازعة والمتورطة التي تحيط بنا. ينبغي الامل في ألا تبدأ الانتفاضة الان. ولعلها تتأجل لشهر، لسنة او لسنتين. ولكن في غياب الحل لا بد ستأتي. اسرائيل غارقة في الكبت، لم تستخلص حقا استنتاجات من الانتفاضة الثانية، باستثناء محرري مواقع الانترنت والبرامج الجديدة في التلفزيون، ممن استوعبوا بان الانباء عن ابو مازن وابو علاء تهرب المتصفحين والمشاهدين. في فيلم 'حماة الحمى' الذي يعنى بحساب للنفس كهذا، محدود وبنزعة أمنية، لم يكلف نفسه رئيس الوزراء ومعظم وزرائه عناء مشاهدته. وحسب نموذج مراحل الحداد الخمس لكوبلر روس، فان اسرائيل توجد الان في مكان ما بين المرحلتين الاوليين الكبت والغضب. وقبيل النهاية سيأتي الاكتئاب. ينبغي الا يصطدم الامل بظهور الانتفاضة الثالثة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مرض حزب الله
    بقلم: غي بخور،عن يديعوت
    إن وضع منظمة حزب الله سواء أكان نصر الله مريضا بالسرطان ويوشك ان يموت كما تقول التقارير في لبنان، أم لا، هو الأصعب منذ أُنشئت في سنة 1982. وسبب ذلك حمام الدم في سوريا وهو صراع كالطوفان يجرف معه كل من يدخل يديه فيه.
    حينما أمرت ايران حزب الله قبل نحو من ثلاثة أشهر بالبدء بالهجوم على المتمردين السنيين في سوريا والدفاع بذلك عن نظام بشار الاسد الذي ترعاه، يُشك في ان يكون نصر الله قد تحمس للفكرة فهذا يعني ارسال آلاف المقاتلين للمشاركة في حرب لا تتصل بهم ألبتة لكن هذا ما جرى. وقد جاء حزب الله معه بتكتيكات قتال مدن لم يكن جيش سوريا يملكها وهكذا حصن الاسد سيطرته على المدن الكبيرة في الدولة.
    لكن الثمن بالنسبة لحزب الله وهو منظمة صغيرة نسبيا باهظ وهو مئات القتلى الذين يعودون في توابيت الى لبنان وبينهم قادة كبار. إن القوة البشرية عنده قد أُصيبت اصابة شديدة وهو بدخوله الى سوريا يثير غضب أهل السنة عليه في سوريا وفي لبنان ايضا. وقد أقسم هؤلاء ان ينتقموا من حزب الله ويتوقع ان يحققوا تهديدهم ايضا، فهم قد يعملون في لبنان كما يعمل هو في سوريا.
    إن عصابات مسلحة سنية سلفية جديدة تنشأ في لبنان لم تعد مستعدة لقبول الوضع الذي يكون فيه حزب الله الشيعي مسلحا بصواريخ موجهة على اسرائيل في ظاهر الامر. فالسنيون يرون ان المحاربين الشيعة هم بمنزلة 'حزب الشيطان' وسيحاسبونهم فيما بعد. ويعلم الشيعة ذلك ويفضل فريق منهم الانضمام الى الرياضة اللبنانية الوطنية والهجرة من البلاد. وهم يعلمون ان يوم محاسبتهم سيأتي حسما فالفظائع في سوريا لن تبقى بلا انتقام دام. وهكذا أخذ لبنان يتصل بسوريا بسبب الحرب الأهلية.
    وليس هذا فقط، لأنه حينما تكون ايران في انهيار اقتصادي وبشار الاسد يحارب عن حياته، كيف تأتي المساعدة والسلاح الى حزب الله. انه يبقى وحيدا بعيدا عن أمه ايران وعن أنبوب تزويده بما يحتاجه، أعني الاسد الذي هو نفسه مهدد. انقضت أيام مجد نصر الله 'بطل العرب' وأصبحت مكانته في الحضيض باعتباره مؤيدا معلنا لبشار. فالعالم العربي الذي هو سني في الأساس ينظر اليه في احتقار ظاهر.
    هل سيحاول حزب الله ان يصرف إلينا الانتباه كي ينجو، كما اعتاد ان يفعل مدة عقدين؟ يبدو ان الجواب لا. فنصر الله وكبار مسؤولي المنظمة يعلمون جيدا ان الجيش الاسرائيلي مستعد جاهز كالنابض. وحزب الله في نضاله للجيش الاسرائيلي سيزداد ضعفا فقط وآنذاك سيأتي السنيون من داخل الدولة ليصفوا الحساب معه. ويؤثر المنطق نفسه ايضا في بشار بازاء اسرائيل.
    يرى حزب الله السنيين الذين يزدادون قوة ويخاف. هكذا ينقضي المجد، والمنظمة التي اشترت مجدها على حساب اسرائيل تبيعه الآن بقروش على حساب سوريا.
    يُعلمنا التاريخ ان كل اولئك الذين عاشوا على مجابهة اسرائيل ينتهي بهم الأمر الى الانضمام الى سلسلة طويلة من الخاسرين التاريخيين: من صدام حسين الى معمر القذافي، ومن المفتي المقدسي الموالي للنازيين الحاج أمين الحسيني الى ياسر عرفات.



    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 273
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:24 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:23 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 270
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:22 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 267
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-17, 02:05 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 238
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:28 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •