النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 397

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 397

    اقلام واراء اسرائيلي 397
    22/7/2013


    في هــــــذا الملف

    المفتاح بيد نتنياهو
    بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف

    لماذا اندلعت محادثات السلام؟
    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    مسيرة ابو مازن ونتنياهو العابثة
    بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

    كرة التفاوض تنتقل لملعب الطرفين
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    فرصة حياة نتنياهو
    بقلم:ألوف بن،عن هآرتس

    التفاوض السياسي: هذيانات صيف
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    وزراء نتنياهو الشكاكين
    بقلم:يوسي فيرتر،عن هآرتس

    يجب ألا تضيع السنة بين أخذ ورد ورحلات الى واشنطن ومنها
    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    من دون مهر مكتوب
    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت





    المفتاح بيد نتنياهو

    بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف

    بنيامين نتنياهو أراد دوما مسيرة. ليس بالضرورة مسيرة سياسية، ولكن مسيرة. نوع من المفاوضات كهذا يحرره من الضغط الامريكي، يلبي مطالب شركائه في الائتلاف، يضع في الظل المطالب الاوروبية من اسرائيل، وكذا يحظى بعطف عام في وسائل الاعلام المحلية والدولية التي وقفت أمس كرجل واحد لتمجد استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
    لقد حصل نتنياهو أمس على مسيرة من دون اي شيء سياسي على البدء: لا مفاوضات على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي، كما طلب الفلسطينيون، لا تجميد للمستوطنات، لا يوجد اي موضوع ايديولوجي ثقيل الوزن آخر. بالطبع، ليس حق العودة أو تقسيم القدس. يوجد تحرير سجناء، ولكن لا يوجد تقريبا اي رئيس وزراء لم يحرر سجناء، بمن فيهم اسحاق شامير، ممن قالوا عنه انه لا يوجد على يمينه سوى الحائط (شمير كان وزير الخارجية في الحكومة التي حررت اكثر من الف سجين في صفقة جبريل في ايار/مايو 1985. من هدد بالاستقالة بسبب الصفقة من منصب السفير في الامم المتحدة كان بنيامين نتنياهو).
    تحرير السجناء سيكون في بداية المفاوضات التي تبدأ في واشنطن. يمكن أن نرى في هذا نوعا من الصفقة بحد ذاتها. مخربون قدامى سيذهبون الى البيت والفلسطينيون لن يحرجوا اسرائيل في الامم المتحدة بخطوات احادية الجانب. مهما يكن من أمر، فانه على تحرير السجناء لا يحل احد حكومة، بل فقط يبتلع الريق.
    متى ستأتي الازمات الحقيقية؟ عندما يبدأون بالحديث عن خطوات عملية على الارض، مثل تجميد المستوطنات. نفتالي بينيت سيبقى في الحكومة عندما سيذهب السجناء الى البيت، ولكن اوري ارييل، وليس هو فقط، سيثير الجلبة عندما سيتوقف البناء في المستوطنات. هذا سيكون العائق الاول الذي يتعين على نتنياهو أن يجتازه داخل ائتلافه، وهو سيدير معارك عسيرة داخل الليكود، وليس مؤكدا اذا كان سيخرج منها بسلام. ربما كل الوضع الائتلافي سيبدأ في حينه بالتفكك.
    نتنياهو أصدر أمس بيانا وفيه قول استثنائي، فقد أعلن ان امام ناظريه يوجد هدفان مركزيان: منع دولة ثنائية القومية بين البحر والنقب تعرض للخطر مستقبل الدولة اليهودية، ومنع دولة ارهاب براية ايران. يدور الحديث عن تحول فكري غير بسيط. لقد كتب نتنياهو كتبا كاملة هزء فيها بالقصة الديمغرافية، وهو الان يتبناها بكلتي يديه ويفهم بان دولة فلسطينية حيوية لمستقبل اسرائيل، شريطة الا تكون دولة ارهاب. من كان يصدق؟
    هل نتنياهو تبنى فقط الاعتراف أم ايضا الفعل؟ هذا هو السؤال الاساس الذي على كل مواطن في دولة اسرائيل أن يسأله لنفسه. كل واحد يفهم ان دولة فلسطينية تستوجب اخلاء عشرات الاف المستوطنين، تقسيم القدس وانسحابا الى حدود 67 مع تبادل للاراضي. لا يوجد ابتكار آخر، على ما يبدو. فهل نتنياهو مستعد لمثل هذه الخطوة التاريخية؟ هل سيطرح في نهاية الطريق التسوية الدائمة على الاستفتاء الشعبي؟
    نحن لسنا هناك، نحن بعيدون عن هناك، وربما لن نصل الى هناك. في هذه الاثناء توجد مسيرة، وفيها ايضا، كما هو معروف، لا يزال لا يوجد أي شيء سياسي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لماذا اندلعت محادثات السلام؟

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    قبل بضعة أشهر من اندلاع حرب يوم الغفران قال موشيه دايان للقيادة الامنية، انه يعتزم ان يشرح الان لماذا لم تندلع حرب في السنوات الاخيرة. ‘ولكن اذا ما اندلعت الحرب مع ذلك’، أضاف، ‘سأشرح لكم بعد هذا لماذا اندلعت’.
    هذا ما ينبغي عمله الان، فبعد كل التفسيرات المنمقة لماذا لا يمكن أن تبدأ محادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، وصلنا الى المرحلة التي يتعين علينا فيها أن نشرح لماذا مع ذلك اندلعت المحادثات. الان ايضا يبدو ان ليس لابو مازن مصلحة في بدء محادثات جوهرية على تسوية دائمة مع اسرائيل. اما لرئيس الوزراء نتنياهو بالذات فقد كانت منذ اقامة الحكومة، مصلحة في بدء المحادثات. ليس موضوعا عاجلا، ولكن مع ذلك توجد لاسرائيل مصلحة دولة ومصلحة سياسية داخلية لاجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.
    لقد نجح نتنياهو، اغلب الظن، في خلق وضع لا يكون فيه مطالبا بان يعترف مسبقا باطار يلزم بالبحث على اساس انسحاب الى خطوط 67. ولكن في هذه المرحلة يلف الموضوع الغموض. وبالفعل، اذا لم يكن هناك اعلان علني، فلا يوجد تعهد. هذا جيد. كل الباقي، من ناحية اسرائيل، هامشي. اذا كانت اسرائيل ستكون مطالبة بتحرير عدد معين من السجناء الامنيين الذين يمكثون عشرات السنين في السجن، كما كتب من قبل في الماضي، فهذا أمر قابل للهضم.
    من الطرف الفلسطيني يبدو ان مصلحة ابو مازن محفوظة: في الجولة السابقة كانت احبولة اعلامية بشأن لقاء قمة يخلق صورة دراماتيكية في عمان. فلو كان وزير الخارجية كيري تطلع الى هذا حقا، لكان هذا احد الاخطاء الاولية له. الامر الاخير الذي كان ابو مازن يريده هو أن يظهر في حدث مصور بتغطية واسعة مع رئيس وزراء اسرائيل. كما أن مبدأ آخر حافظ عليه ابو مازن: في اطار الحرب السياسية التي يقودها كزعيم لـ ‘م.ت.ف’ فانه يحرص على الا يعقد لقاءات ومفاوضات مع نتنياهو. فللفلسطينيين توجد جملة معينة من الاشخاص الذين يبدون الاستعداد لان يلتقوا بهم كل الوقت من دون أي شرط. والدليل هو ان ابو مازن يلتقي على نحو دائم مع شمعون بيرس، رئيس بصفة وسيط؟ غريب.
    ولكن ليس مع نتنياهو، الا اذا انعدم البديل، عندما يعقد اللقاء مع الامم المتحدة. الاستراتيجية هي شق الرأي العام في اسرائيل. ولكن أكثر من ذلك، في الايام التي يوجد فيها الشرق الاوسط في حالة من عدم الاستقرار والحروب الاهلية التي تهدد بالانتقال الى المناطق، فان هذا هو الزمن الاسوأ لمحادثات بتغطية واسعة. هذا الامر حل بشكل سلس المحادثات ستجرى من دون طقوس، على ما يبدو في واشنطن، على مستوى الصف الثاني. ابو مازن ونتنياهو يلمسان الواحد الاخر بعصا من عشرة أمتار. في الواقع اسرائيل لا يمكنها أن تقدم في هذه المرحلة اي تنازل في حدودها الشرقية. من الصعب ان نرى وضعا فيه اي انسحاب من مناطق يهودا والسامرة لا يجلب على رأسنا حكم الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. فهل الفلسطينيون سيكونون مستعدين لان تتحكم اسرائيل أمنيا، من دون قيد زمني، غور الاردن ‘بمفهومه الاوسع′؟ اشك في ذلك.
    واضافة الى ذلك، اذا تبين بانه يمكن الوصول الى تسوية تثور حاجة عاجلة الى أن نشرح لماذا مع ذلك توصلت اسرائيل والفلسطينيون الى تسوية. الشعور هو أن شخصين يربحان اليوم: جون كيري وبنيامين نتنياهو. يوم الجمعة قبل المساء، حين وقف كيري مع ابو مازن في رام الله بمناسبة التقاط صورة، القى له بكلمات: ‘سيدي الرئيس، عليك أن تبدو سعيدا’. أبو مازن لم يعقب. تعابير وجهه بقيت متجمدة ومتكدرة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مسيرة ابو مازن ونتنياهو العابثة

    بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

    احتفالات الفرح باستئناف المسيرة مبكرة جدا لان ‘المسيرة’ ليست مهمة. ربما هذه المرة كانت مهمة لانها كان يفترض أن تستوضح المواقف، تقلص الفجوات، تحث صيغة التسوية. غير أن في هذا الفيلم سبق أن كنا. فالمواقف طرحت. الفجوات قلصت. الخطوط الهيكلية للتسوية معروفة. جون كيري صاغها على نحو لا بأس به على الاطلاق. فهي تتضمن الاقتراب من خطوط 67 وتتطلب اعترافا فلسطينيا، عمليا على الاقل، بدولة اسرائيل دولة للشعب اليهودي.
    هذه الصيغة تقودنا، الى هذا الحد أو ذاك، الى صيغة كلينتون. ليست صيغة دولتين، بل دولتين لشعبين. التفاصيل ليست مقدسة. يمكن ويجب اجراء تحسينات، ولكن هذا هو الاتجاه. هكذا بحيث أنه اذا لم يكن هناك اتفاق مسبق على الخطوط الهيكلية فان استئناف المحادثات هو اضاعة اخرى للوقت. ليست فقط لان ‘المسيرة’ لن تضيف شيئا، بل انها ستضر فقط. فهي ستزيد الاحباط. في نهاية الطريق سيشعر كل اللاعبين بانهم محقون أكثر، اليمين سيصبح اكثر يمينية واليسار اكثر يسراوية. اما الفلسطينيون، من جهتهم، فسيصبحون أكثر عنادا ورفضا. والاسوأ من هذا، حسب التجربة الماضية، حتى عندما تكون المسؤولية عن الافشال أو الفشل واضحة بما يكفي، على الطرف الفلسطيني، فان اسرائيل ستتهم بافشال المحادثات.
    فقط قبل اكثر من عقد كانت ‘مختارة الاحلام’ هي التي ادارت المفاوضات. كان هناك يوسي سريد ويوسي بيلين وشلومو بن عامي وآخرون. هذا لم يجدِ نفعا. الوثيقة الفلسطينية من محادثات طابا توضح بانه في مسألة اللاجئين عرض الفلسطينيون موقفا حتى الاغلبية المطلقة من اليسار الاسرائيلي ما كان يمكن لها ان تهضمه. الوثائق الفلسطينية المسربة من المحادثات في عهد اولمرت تثبت هي أيضا ان الموقف الفلسطيني بقي غير عملي. اليوم ايضا، يمكن الافتراض، ميرتس كانت سترفض رفضا باتا الموقف اياه. كانت ورقة موقف واحدة ووحيدة عرض فيها صائب عريقات موقفا معتدلا وسوي العقل. غير أن هذا الموقف عرض على الاوروبيين، وعليهم فقط، بعد اشهر طويلة من انتهاء المحادثات، وعريقات نفسه تحفظ تحفظا تاما من هذا الموقف.
    الموقف الفلسطيني لا يمنح لاسرائيل اعفاء من المسؤولية. فالى جانب المواقف الجريئة جدا التي عرضها ايهود باراك وايهود اولمرت، كل في حينه، فان مشروع الاستيطان اتسع فقط، وليس فقط في الكتل، بل أيضا داخل الاراضي المخصصة للفلسطينيين، محبو بلاد اسرائيل الكاملة يأملون في أن يكون الهدف تحقق وانهم نجحوا في جر اسرائيل الى وضع لا يكون فيه أمل بحل الدولتين. اذا كانوا محقين، فان هذا انتصار مردود على اصحابه تماما.
    في الايام القريبة القادمة، ستلتقي تسيبي ليفني وعريقات. ونفترض أنهما سيقفزان عن الثرثرة الزائدة وسيصلان الى المكان الذي وصلت اليه ليفني وابو العلاء قبل خمس سنوات. ولنفترض حتى انهما سيقفزان خطوة واحدة اخرى الى الامام، ويصلان الى اقتراح اولمرت. فهل يفكر احد ما بجدية بان نتنياهو سيوافق؟ هل يوجد احتمال ان يقول ابو مازن اليوم ‘نعم’ لاقتراح هو نفسه رفضه قبل خمس سنوات؟
    بقدر ما يدور الحديث عن المفاوضات السياسية، تكون دوما مفاجآت. غير أن الاحتمال، كما ينبغي الاعتراف، يقترب من الصفر، بحيث أنه لا حاجة الى المفاوضات. خسارة على الوقت. ثمة حاجة الى اقتراح سلاح. الامريكيون والاوروبيون والرباعية كان يمكنهم ويتعين عليهم ان يضعوه على الطاولة. الخطوط الهيكلية معروفة منذ الان. المفاوضات كان يجب أن تكون على التفاصيل، على المراحل، على التنفيذ. هذا ليس اقتراحا يحدث أزمة صعبة الاحتمال في الطرفين. التنازل عن معظم المناطق، من جانب اسرائيل، والتنازل عن خيال العودة، من جانب الفلسطينيين، سيصطدمان بيمين يهودي مصمم وبمعارضة فلسطينية، ليس فقط حماس، اكثر تصميما بكثير.
    نتنياهو وأبو مازن يدخلان الى هذه المسيرة فقط كي لا يتخذا صورة الرافضين. رغم الاتفاق على استئناف المسيرة، كلاهما يخشيان من المعارضة لديهما أكثر مما يخشيان الاسرة الدولية. كلاهما غير مستعدين لدفع الثمن اللازم لقاء التسوية. هذه هي صورة الخلفية. ينبغي الايمان بالمعجزات من أجل التفكير بان المسيرة المتجددة للمرة الالف وواحد، ستؤدي الى اختراق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    كرة التفاوض تنتقل لملعب الطرفين

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    بيان وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، عن استئناف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، هو بالطبع مثابة أنباء طيبة للشعبين. وكيري جدير بالثناء على مثابرته، ولكن انجازه محدود حاليا ببدء المفاوضات، والاختبارات الكبرى لا تزال امامه. الكرة تنتقل الان الى ملعب الطرفين، والمسؤولية الاساس عن التقدم ملقاة من الان فصاعدا على كاهل اسرائيل. فهي وحدها يمكنها أن تضع حدا للاحتلال، الذي انهاؤه هو المفتاح لكل تسوية.
    في طريق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقعت إذن فرصة مصيرية لاحداث تغيير، لدفع السلام الى الامام ولترك اثر تاريخي حقيقي في ولايته الثالثة. محظور أن يفوت نتنياهو هذه الفرصة. فالفلسطينيون يأتون الى طاولة المفاوضات في فترة توقف شبه تام لاعمال الارهاب، مع القيادة الاكثر اعتدالا والاكثر محبة للسلام ولن تأتي قيادة اكثر اعتدالا منها. ونتنياهو يأتي الى طاولة المفاوضات مع التزام معلن ولكن ليس مثبتا بالعمل على تطبيق حل الدولتين. هذا يفترض أن يكون، بالتالي، الاساس الايجابي لبدء المفاوضات.
    نتنياهو يقف على رأس حكومة يمين ـ وسط مع عناصر متطرفة. ولكن أمرا لن يقف امامه اذا قرر بالفعل أن يحقق تسوية. قوة رئيس الوزراء كبيرة، فليس له حاليا خصوم يمكن أن يحلوا محله، والمعارضة ستؤيده في كل تسوية. كما ان قسما مهما من الجمهور في اسرائيل سيدعم نتنياهو، اذا نجح في تحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وعليه فمحظور أن يفزع الان من تهديدات اليمين المتطرف، في حزبه وفي حكومته. اذا كانت وجهته هي لتحقيق خطاب بار ايلان، فمحظور أن يختبئ خلف معاذير عابثة عن قوته المحدودة. اذا كان نتنياهو مصمما بالفعل على تحقيق تسوية تاريخية، فان عليه أن يشكل ائتلافا جديدا يدعم خطواته.
    نتنياهو يستطيع، هو رئيس وزراء من أقوى من كان لاسرائيل ومن اقدمهم في الولاية، ومحظور أن يفزع من التهديدات العابثة الصاخبة لبعض من شركائه في اليمين. يدور الحديث عن اللحظة المناسبة الاخيرة للتسوية على اساس الدولتين. ومحظور أن تفوت. السؤال الذي يقف الان على جدول الاعمال هو هل نتنياهو يريد، وليس هل يستطيع. الجواب سيتعين عليه أن يقدمه في الفترة القريبة القادمة. اذا كان يريد، فشيء لا يمكنه أن يقف في وجهه؛ اذا كان لا يريد فخسارة أنه دخل في جولة اخرى من المفاوضات، التي فشلها معروف مسبقا ونتائج فشلها مرة اخرى محملة بالمصائب للشعبين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    فرصة حياة نتنياهو

    بقلم:ألوف بن،عن هآرتس

    يواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فرصة حياته. فقد دعا مرة بعد اخرى الى تجديد التفاوض مع الفلسطينيين وها هي ذي دعوته تحققت. ويستطيع نتنياهو الآن أن يُظهر قدراته سياسيا ودبلوماسيا، وأن يصوغ حدود الدولة وأن يؤثر في صورة الشرق الاوسط الذي سيقوم فوق أنقاض الربيع العربي. فاذا نجح فسيبرز بين رؤساء الحكومات لا بسبب القِدَم والبقاء في المنصب فقط، بل بفضل تراثه السياسي.
    يكره نتنياهو منذ عاد الى الحكم المبادرة ويفضل ان يُرى كأن القرارات فرضتها عليه قوى خارجية ضغط امريكي (خطبة بار ايلان وتجميد الاستيطان والاعتذار لتركيا) أو احتجاج عام (صفقة شليط ولجنة تريختنبرغ). إن ما نشره باراك ربيد في الاسبوع الماضي عن التوجيهات الاوروبية الجديدة المضادة للمستوطنات منحه القسط المطلوب من الضغوط لاستقرار الرأي على تجديد المسيرة السياسية. فقد وجد آخر الامر تهديدا من الخارج يُسوغ المخاطرة السياسية. ويستطيع نتنياهو ان يقول الآن انه لم يكن له مناص لأنه لو أصر على عدم منح الفلسطينيين أي تفضل لسارت اسرائيل في الطريق الى عزلة وقطيعة اسوأ كثيرا.
    إن هذه الدعوى الدفاعية لن تُليّن المعارضة المتوقعة في اليمين لخطوات رئيس الوزراء السياسية. وكلما تقدم التفاوض وصاحبته خطوات على الارض سيزيد الانقسام بين نتنياهو وقاعدته السياسية. وسيضطر الى الاعتماد على يئير لبيد وشيلي يحيموفيتش وتسيبي ليفني، وعلى ميرتس والاحزاب العربية ايضا في ساعة الضيق، كي يتابع السير قدما. وسيكون هدفه ان يعزل المستوطنين ويعرضهم على أنهم زعران ‘شارة الثمن’ الذين يكرههم أكثر الجمهور.
    يوجد ألف سبب يدعو الى فشل نتنياهو مثل كل أسلافه الذين فاوضوا الفلسطينيين. وهاكم قائمة جزئية: ان الفروق بين مواقف الطرفين هائلة، ولا توجد ثقة بين الزعيمين؛ والرئيس الفلسطيني محمود عباس ضعيف جدا، ورئيس الولايات المتحدة باراك اوباما غير مهتم، والايديولوجية والمخاوف أقوى من نتنياهو. ومن التناقض المنطقي ان التقدير الرائج الذي يرى أنه لن ينتج عن ذلك شيء يزيد في احتمال ان يتم التفاوض بجدية. فالجمهور غير مهتم ولهذا يستطيع المتفاوضون الحديث في هدوء من دون الضغط لتقديم نتائج فورية.
    وتوجد اسباب ستسهم في النجاح ايضا، فالعالم العربي منتقض وضعيف، وزعماء المحور السني المعتدل يتوقون الى انجاز سياسي يُطيل حياة نظم حكمهم. وحماس قلقة من سقوط راعيها المصري محمد مرسي ومشغولة بتثبيت أركان حكمها وبزيادة قوتها العسكرية، وسيصعب عليها ان تعوق المحادثات كما في الماضي. ويدرك نتنياهو انه بغير اجراء مهم مع الفلسطينيين لن يؤيد ‘العالم’ عملية اسرائيلية على ايران. ووزير الخارجية الامريكي جون كيري شديد الحماسة للنجاح وعنيد ويعلم كيف يُدبر الامور مع الطرفين كما بيّن بتجديد التفاوض. ونتنياهو في ذروة قوته السياسية من دون أي منافس، وعنده ائتلاف حكومي بديل وسيؤيده أكثر الجمهور.
    إن القرار الحاسم اذا في يده. يستطيع نتنياهو ان يدفع ضريبة كلام لتجديد المحادثات وأن يهرب منها حينما ينجح في إلقاء ذنب الفشل على عباس. هذه هي الطريقة السهلة التي ستُخلد صورته باعتباره رئيس وزراء جلس وسيجلس على كرسيه ولم يفعل شيئا. ويستطيع ان يتغلب على تردده وان يخاطر بغرض تحقيق مخطط بار ايلان وانشاء فلسطين المستقلة الى جانب اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    التفاوض السياسي: هذيانات صيف

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    أرى في حلمي بنيامين نتنياهو يخطب اليوم خطبة حياته التي هي خطبة حياتنا، وهو يشكر جون كيري على جهوده، ومحمود عباس على استعداده ويعلن احتراق كل أوراق اللعب الاسرائيلية؛ ويفتتح توجها جديدا، نتنياهو جديد وفوق كل ذلك، اسرائيل جديدة.
    ستبادر اسرائيل الجديدة فورا بلا أية شروط مسبقة الى سلسلة خطوات سخية تبني الثقة وتبرهن على الارادة الخيرة. وتعلن اسرائيل الجديدة مسبقا اجل مسبقا كل الخطوات التي ستكون مستعدة لاتخاذها في نهاية التفاوض. وسيفاجئ هذا التغيير المبالغ فيه الفلسطينيين والعالم غير المستعدين: أين اختفى الرفض الاسرائيلي، وما الذي حدث لتحديها؟ وسيخلق هذا التغيير فورا، كأنما بعصا سحرية، جوا اقليميا ودوليا جديدا مؤيدا لاسرائيل سيكون من الصعب جدا الوقوف في وجهه.
    ويعلن نتنياهو في خطبته للجميع الافراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين. ولا يفعل ذلك كمن يتخبطه الشيطان من المس بسبب اختطاف جندي أو بسبب ضغط امريكي بل مبادرة من اسرائيل الجديدة التي تدرك ان الطريق الى السلام يمر بأبواب السجن. ويتحرر آلاف السجناء السياسيين المحتجزين من دون محاكمة، وقاتلون ايضا قضوا عشرات السنين في السجن، مع دعاء السفر الجديد من اسرائيل. وهكذا تشير بعلامة الى الثورة التي تريد احداثها. وهكذا سلكت ايضا نظم ظلم قبلها في طريقها الى الاصلاح.
    بعد ذلك تفتح اسرائيل أبوابها لعمل عربي ولزيارات أقرباء ولتجارة وسياحة فلسطينيتين. إن المبادرة التي تمت قبل سنة أثبتت نفسها: فقد جرب عشرات آلاف الفلسطينيين الذين حصلوا على تأشيرة دخول لمرة واحدة عدة ساعات من الحرية والاستجمام والسعادة، ولم تسقط شعرة واحدة من شعر رؤوس الاسرائيليين. فكما لم تمس مضاءلة عدد الحواجز في الضفة بأمن اسرائيل، سيخدم فتح نوافذ مراقبة لأبوابها أهدافا ايجابية فقط. ويُسقط جدار الفصل أو يُنقل الى الخط الاخضر. وتعلن اسرائيل الجديدة ايضا تحرير بحر غزة، مع انشاء ميناء وفتحه للاستيراد والتصدير مع رقابة دولية. ويتم توحيد الضفة والقطاع من جديد بالممر الآمن الذي لم ينفذ قط كما ينبغي. يجب ان تكون هذه هو الحياة اليومية الجديدة للفلسطينيين بحيث يصبحون أحرارا في الضفة والقطاع، وسيكون ذلك خيرا لهم ولنا.
    ونصل الآن الى الشيء الأساسي في حلم الصيف هذا بأن تعلن اسرائيل الجديدة استعدادها للتباحث مع الفلسطينيين عن تساو مطلق، في مخطط الحل الدائم وهو دولتان في حدود 1967 مع تعديلات حدودية متفق عليها أو حقوق مواطنة متساوية للجميع في دولة ثنائية القومية واحدة أيهما يسبق يكون، أو الذي يوافق عليه زعماء الشعبين. دولتان بلا مستوطنات أو دولة واحدة معها. وتكون النهاية للمحادثات التي لا تنتهي في تفاصيل التفاصيل والاعتراف المُذّل ونزع السلاح المُهين التي يوجد الشيطان فيها جميعا، ويتباحثون في التفاصيل بعد ان يتم احراز الاتفاق المصيري على السلام لا قبله.
    ولا يقل عن ذلك مصيرية ان تعترف اسرائيل بالظلم التاريخي الذي سببته (وتسببه) لأبناء الشعب الفلسطيني وتعتذر عنه. فالاعتراف والاعتذار سيكون لهما دور حاسم كالدور الذي أدياه في جنوب افريقيا، مع لجان الحقيقة والمصالحة فيها، التي لولاها لما أصبحت دولة عدل. ويعتذر الفلسطينيون مقابل ذلك عن ضحايا ارهابهم القاتل. ويتم الاعتراف بحق العودة ويكون تحقيقه مراقبا ومتفقا عليه من اجل عدم احداث لجوء جديد، لاسرائيليين هذه المرة. فيعود اللاجئون الى الدولة الفلسطينية بلا تقييد اذا كان هذا هو الحل؛ أو الى الدولة الواحدة بصورة تناسب نسبة اليهود الذي يهاجرون اليها. وقد يتبين أن هذا أقل خطرا مما تصور اسرائيل القديمة لنفسها.
    الحديث اذا عن قلب الطاولة وعن تحويل التخويف الى وعد والخطر الى احتمال والتهديد الى أمل. ويمكن ان يحدث هذا فقط بضربة قاطعة واحدة من ساسة ذوي عظمة تاريخية. وتقع هذه الضربة على الجميع الاسرائيليين والفلسطينيين ودول العالم مثل رعد في يوم صاف. وهي تقع على الجميع الآن مثل حلم صيف. الايام حارة ونجح كيري في احراز فرصة التقاط صور اخرى وتشوش الذهن من الآن. لكن هل يعرف أحد إمكانية لبث الأمل غير هذا؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    وزراء نتنياهو الشكاكين

    بقلم:يوسي فيرتر،عن هآرتس

    أنزلت الفلسطينيين عن شجرة الشروط المسبقة، ولن أوافق على تجميد بناء آخر في المناطق، ورفضت الافراج عن 120 سجينا قبل بدء التفاوض، ولا ذكر لخطوط 1967′، بهذا تفاخر أمس بنيامين نتنياهو على مسامع وزرائه الشكاكين. والحق معه. فالتفاوض يتجدد في وقت يسجل فيه نتنياهو لنفسه سلسلة انجازات تكتيكية، لكن كل شيء ينتظره وراء الركن: سيتم الافراج عن مخربي ما قبل اوسلو على دفعات. وسيتم ضبط البناء في المستوطنات المعزولة ويُجمد، ويتم التباحث في الحدود في خطوط 1967 فقط مع تغييرات وتعديلات يقتضيها الواقع لأن هذا هو الموجود.
    حصل نتنياهو على 9 اشهر أو 12 شهرا، ماذا يهم؟ ينتظره عند أسفل الطريق قرار حاسم مؤلم محرج يخشاه كثيرا، لكنه يعلم أنه لا مفر منه وهو تقسيم البلاد الى قسمين واحد لنا وآخر لهم.
    ومن جهة سياسية فان علامات الطريق التي ذُكرت سابقا ستُثور الائتلاف الحكومي كما يجب. فأشياع بينيت وليبرمان ودنون والكين سيصرخون كالكراكي (جمع بجع) لرؤية كل سجين مبتهج في طريقه الى غزة، ورؤية كل جرافة ساكنة على قمة جبل صخري أجرد في الضفة، وعلى أثر التسريبات التي ستخرج من غرفة التفاوض بيقين، مع الكلمتين الصريحتين: ‘القدس′ و’اللاجئين’.
    إن من ظن ان الوضع في الليكود قد هدأ بعد كل الثرثرة الداخلية التي جربناها في الاسابيع الاخيرة ظهر أنه كان واهما. فلن يكون هدوء في الحزب الحاكم كلما تقدم التفاوض. ومع ذلك ينبغي ألا نخاف على مصير رئيس الوزراء السياسي. فأولا سيبدأ التفاوض والميزانية العامة لـ 2013 2014 قد أصبحت وراءنا وأمامنا، شهران بلا كنيست. وسيكون لنتنياهو مجال حيلة سياسي كبير من دون ان يستطيع اليمينيون ان يلعبوا ويحتالوا في الكنيست.
    وثانيا يوجد له في كل لحظة مفروضة كثرة متشددة في الحكومة والكنيست والجمهور، لكل اتفاق ولكل تسوية يأتي بهما، فاذا ترك نفتالي بينيت فستدخل يحيموفيتش. واذا غادر ليبرمان فستتفضل شاس ويهدوت هتوراة وتعودان. وفي السيناريو المتطرف الذي تنهار الحكومة فيه يستطيع نتنياهو ان يتجه الى انتخابات مع انفجار سياسي أو بغيره، بصفة زعيم معسكر الوسط في اسرائيل، وان يحظى بتأييد كاسح حتى من قبل ليكوديين كثيرين ضاقوا ذرعا بالاحتلال الخبيث، وهو السياسي الوحيد في اسرائيل القادر على ان يوقع اتفاقا تاريخيا ويُجيزه وينفذه، بشرط أن يريد ذلك وبشرط ان يجد بالطبع الشريك في الطرف الثاني، وليس من المؤكد ان يجده. كرر عضو الكنيست احمد الطيبي المقرب من رئيس السلطة الفلسطينية أمس قوله الشهير في ولايته الماضية ‘أقصى قدر يستطيع رئيس الوزراء نتنياهو ان يعطيه لا يبلغ الى أدنى قدر يستطيع أبو مازن ان يقبله’.
    ونقول بضع كلمات اخرى عن شركاء رئيس الوزراء: سوُغت وزيرة التفاوض والقضاء تسيبي ليفني (الحركة) دخولها العجيب الى حكومة نتنياهو الثالثة. وقد وجه كلاهما المسارات التي أفضت الى بدء التفاوض. والسؤال الكبير هو ماذا سيحدث حينما ‘تدخل ليفني الغرفة’ (وهذا هو التعبير الذي تحبه كثيرا) وتبدأ الحديث مع صائب عريقات. في أية نقطة بالضبط سيتبين لها ولرب عملها أنهما لا يتفقان على استمرار الطريق.
    وسارع وزير المالية يئير لبيد الى نشر مدونة في صفحة الفيسبوك قبل خروج السبت نسب فيها الى نفسه فضل تجديد التفاوض.
    أمس حركنا التفاوض السياسي… بعد كل الاتصالات والمكالمات الهاتفية… وبعد تحليل السيناريوهات والاحاديث مع رئيس الوزراء ورجال الأمن، أسندت رأسي الى الخلف وسألت نفسي، كيف أشعر’، اعترف لبيد.
    لكن تمهلوا أكان هو الذي فعل؟ هل يستحق يئير الأزهار؟ انه يقول لنا منذ ثلاثة اشهر إنه ليس عنده وقت فراغ ليشغل نفسه بالموضوع السياسي بسبب الميزانية العامة، لكن أمس حينما ترتبت الامور قفز الى العجلة وربط نفسه أمام الخيول. سياسة جديدة وسياسة قديمة لكن القاعدة الذهبية ستبقى الى الأبد وهي أنه حينما يحدث شيء ايجابي فانسبه الى نفسك، لكن حينما لا تنجح الامور فقل هذا هو التراث الذي أورثونا إياه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    يجب ألا تضيع السنة بين أخذ ورد ورحلات الى واشنطن ومنها

    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    إن نجاح جون كيري في تجديد التفاوض يبرهن مرة اخرى على قدرة القوة العظمى الوحيدة في العالم على العمل حينما تريد. إن النجاح مؤثر ومهم، لكنه يؤكد ايضا جر ادارة اوباما قدميها. وكالعادة يتم الاجراء الشرق أوسطي قُبيل انتهاء فترة ولاية الرئيس الثانية وحينما يقترب الأفق يكون مجال الحيلة ضيقا. أنظروا الى كلينتون في 2000 والى بوش في 2008.
    إن استقرار الرأي على بدء المحادثات في مستوى ليفني وعريقات اجراء صحيح. فالقمة التي تجمع الزعماء غير قادرة على إتمام المسيرة، لأنها تمت عدة مرات من قبل في السنوات الخمس الاخيرة ولم تفض الى أي تقدم. ويُفضل أن يتم عمل مكثف بين الأطراف وأن يتم اللقاء بين نتنياهو وعباس اعتمادا على سلسلة اتفاقات فقط من اجل مباركة ما قد اكتمل. فالزعيمان غير مُهيأين لاجراء تفاوض بينهما بل لدعمه. أنظروا الى كامب ديفيد في 2000 أو محادثات اولمرت وعباس في 2008.
    ليفني هي التي سترأس الوفد الاسرائيلي، وميزتها الكبرى هي معرفتها للموضوعات التي يتم التباحث فيها والمفاوضين من الجانب الفلسطيني وايمانها العميق بأن السلام مصلحة قومية اسرائيلية عليا. ونقيصتها أنها ليست المرأة التي يثق بها رئيس الوزراء، والفلسطينيون يعلمون ذلك ويعلمه الامريكيون وستضطر الى اجراء تفاوضين مع الفلسطينيين ومع نتنياهو ايضا. وقدرتها على توجيه المسار مع نتنياهو ستحسم نجاحها في مفاوضة عريقات. وانظروا الى العلاقات بين بيرس ورابين في المسارات السياسية بين 1992 و1995.
    إن اجراء محادثات في مكان مغلق في واشنطن من دون مناسبات معلنة ومؤتمرات صحافية يومية عقيمة، صحيح. وقد يساعد القرب من وزارة الخارجية الامريكية والبيت الابيض في اوقات الازمات. لكن حينما يكون الحديث عن واشنطن فان الحديث عن ‘جولات’، أي رحلات كل بضعة اسابيع لمدة بضعة ايام وعودة الى الوطن للتشاور، ثم سفر الى واشنطن مرة اخرى.
    وهذا مسار غير مهندم وتمر سنة سريعا. ومع أعيادهم وأعيادنا، ومن دون ايام الجمعة والسبت والاحد يكون الحديث عن مدة قصيرة ستُقصرها الرحلات أكثر. فالوقت له دور مركزي في كل تفاوض ويجب أخذ هذا في الحساب واجراء محادثات في أكثر الوقت حينما تكون الرحلات الى الوطن عند مفترقات قرارات. ويوجب هذا على ليفني ان تنشئ فورا مديرية سلام وان تجند مختصين وألا تُخلص إلا للتفاوض. ولن تستطيع ان تكون وزيرة قضاء بوظيفة كاملة وستضطر الى ان تجد سبيلا لنقل المسؤولية.
    لن يفرح أحد مثلي اذا أمكن التوصل بهذه المحادثات الى تسوية دائمة، فهذا هو الخيار الأفضل. لكن يجب على كيري أن يستعد للخيار الآخر: فالسابقة التي أحدثها بعرض الموقف الامريكي من مبادئ الاتفاق يمكن ان تُمكّن من تفاوض في انشاء دولة فلسطينية في حدود مؤقتة تمهيدا لتفاوض يتم بعد ذلك بين الدولتين في الاتفاق الدائم.
    ويجب على كيري أن يضمن أن تنتهي هذه السنة القصيرة مع اتفاق كامل أو جزئي. وستتحمل الولايات المتحدة مسؤولية عن تطورات خطيرة جدا في هذه الحال.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    من دون مهر مكتوب

    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    في هذه المرة كما هي الحال دائما سيُساق الزوجان غير الشابين كثيرا الى تحت المظلة، على أنغام مارش الأسرى. في أول اسبوع من آب/اغسطس، قبل انتهاء شهر رمضان، ستفرج اسرائيل عن أول مجموعة سجناء فلسطينيين. وحتى لو أُعلن ان ذلك تفضل اسرائيلي من اجل عيد الفطر فسيكون الخطوة العملية الاولى في اطار التفاهمات التي أحرزها العراب الفخور جون كيري.
    أوضحت اسرائيل أن لديها معارضة مهنية قوية من جهة الاستخبارات للافراج عن سجناء قبل اوسلو الـ103 كلهم. لكن كيري وجد لهذا ايضا حلا خلاقا، وهو الكمية بدل النوعية. فاسرائيل ستفرج فقط عن نصف سجناء قبل اوسلو، وكلهم سجناء مؤبدون ثقيلون أكثرهم ملطخة أيديهم بالدماء، وبدل النصف الثاني ستختار بين 200 الى 300 سجين آخر من فترات متأخرة بعد ذلك. وسيتم الافراج في دفعات على مدى بضعة اسابيع على حسب تطور التفاوض.
    إن تحديد عيد الفطر موعدا للافراج عن الدفعة الاولى من السجناء يرمي الى إرضاء اسرائيل لا الى نقض التزام نتنياهو، كي يرى الفلسطينيون منا تفضلا بعد ان يبدأ التفاوض فقط. ويضمن هذا الجدول الزمني القصير ان يحضر الفلسطينيون للتفاوض المباشر في واشنطن في الوقت قبل عيد الفطر، وإلا فانهم لن يروا ‘أبطال ارهاب’ السبعينيات والثمانينيات يحتفلون في البيت.
    إن نجاح وزير الخارجية الامريكي جون كيري في ادخال الطرفين الى تفاوض في ‘وقت الجروح’، بعد الدقيقة التسعين، معجزة. فقد تبين أن كيري ماهر دبلوماسيا. في صباح يوم الجمعة كان يواجه دعامة مكسورة بعد ان لم ينجح في اغلاق سلسلة الوثائق التي هي الأساس لموافقة الطرفين على بدء تفاوض مباشر. والحديث عن ‘رسالتين جانبيتين’ وقع عليهما الرئيس الامريكي: الاولى موجهة الى أبو مازن والاخرى الى نتنياهو. والوثيقة الثالثة في السلسلة هي وثيقة المبادئ الموجهة للتفاوض والرابعة هي رسالة دعوة.
    وانحصر الجدل في قضيتين: فاللجنة التنفيذية لـ ‘م.ت.ف’ لم تقبل الصيغة الامريكية والاسرائيلية بشأن ‘تجميد صامت’ للبناء من خارج الكتل الاستيطانية. لكنها طلبت الى ذلك التزاما واضحا من اسرائيل ان تدخل التفاوض على أساس خطوط 1967. وقد رأت أن ذكر الموضوع في رسالة سيتلقاها أبو مازن فقط هو تهرب اسرائيلي، فكان القرار في الجانب الفلسطيني: نحن مقبلون أصلا على الفشل في التفاوض فيحسن ان نحارب اسرائيل في الامم المتحدة وفي المحكمة الدولية، وان تعلن الجامعة العربية قطيعة مع اسرائيل، الى ان يدركوا هناك انه يجب استبدال نتنياهو. كانت هذه هي الاصوات التي سُمعت في الجلسة العاصفة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء يوم الخميس.
    وعندها اتجه كيري الى تكتيك آخر: فرغم ان الطرفين لا يريان حتى بارقة ضوء في الطرف، دفعهما الى داخل النفق حتى من دون اغلاق الوثائق. ولم يكن ذلك سهلا، فقد استعمل الامريكيون الضغط الشديد، وكانت النتيجة ان وافق الطرفان على ان يعلن كيري بدء تفاوض مباشر، وان يستمر التفاوض في مضمون الوثائق الى ان تبدأ المحادثات في واشنطن، وهناك فقط تُعرض الوثائق النهائية. ويؤمن كيري أنه الى ذلك الوقت سيضعف طرف من الطرفين وتوجد الصيغة المتعلقة بحدود 1967. وهو يرى ان مجرد الموافقة على التوجه الى التفاوض يضائل احتمال الانفجار.
    ونقول بعبارة اخرى انهما يدخلان مظلة الزواج بفرض أنه سيُكتب على نحو ما الى ان تُكسر الكأس، لأنه حينما تكون تحت مظلة الزواج وعيون العالم كلها متطلعة إليك يكون من الصعب ان تهرب. ألم توافق على الزواج، فلماذا اذا تجادل في التفاصيل؟ إن تحديد فترة تسعة اشهر للتفاوض أمر مُتكلف. فهكذا يقللون توقعات انجازات فورا ويُمكّنون الطرفين من اجراء تفاوض تحت الرادار الاعلامي، من دون أن يظهر في كل اسبوع عنوان صحافي عن فشل المحادثات.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 314
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:38 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 313
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:38 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 312
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:37 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 252
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-03, 10:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •