النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 471

  1. #1

    اقلام واراء عربي 471

    اقلام واراء عربي 471
    13/8/2013

    في هذا الملــــف:
    عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
    جهاد الخازن/الحياة اللندنية
    شخصية إسرائيل المنقسمة
    روجر كوهين/الشرق الأوسط
    مفاوضات تحت الاستيطان
    طاهر العدوان/الرأي الأردنية
    إسرائيل تغطي على الاستمرار في الاستيطان بإطلاق أسرى!
    سلطان الحطاب/الرأي الأردنية
    إسرائيل تفاوض نفسها
    عريب الرنتاوي/الدستور الأردنية
    مرة أخرى مفاوضات التسوية
    يوسف مكي/دار الخليج
    مهزلة المفاوضات مع اسرائيل
    رأي القدس العربي
    انقسام في انقسام
    أمجد عرار/دار الخليج
    القضية هي محمد عساف..
    ابراهيم عبدالمجيد القيسي/الدستور الأردنية
    إسرائيل تستغل حنين الفلسطينيين: تصاريح دخول لمئات الآلاف
    امجد سمحان/السفير
    المكتوب مقروء من عنوانه
    طلال عوكل/البيان الإماراتية
    معركة الإسلام السياسى الفاصلة
    نبيل شرف الدين/المصري اليوم
    غضب مصرى واستفزاز إخوانى
    محمد أبو الغار/المصري اليوم
    عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
    جهاد الخازن/الحياة اللندنية
    رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو حقق ما يريد من مفاوضات السلام ببدئها، والرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يحقق ما يريد إلا عند ختامها. وأغامر مرة أخرى وأقول إن السلام مع حكومة الاحتلال والقتل والتدمير مستحيل.
    يفترض أن تبدأ المفاوضات بعد إجازة عيد الفطر، وهي ستفشل وسيقول نتانياهو بعدها إنه حاول إلا أن الفلسطينيين لا يريدون السلام، وسيؤيده الكونغرس لأن لوبي إسرائيل اشتراه وغالبية من أعضائه تعمل لمصلحة إسرائيل ضد مصلحة الولايات المتحدة نفسها.
    أبو مازن قبل المفاوضات بعد عملية ابتزاز أميركية شملت الجزرة (أربعة بلايين دولار لإنعاش اقتصاد الضفة الغربية) والعصا (قطع المساعدات الأميركية والاتصالات إذا لم يفاوض). والرئيس الفلسطيني نظر حوله ووجد أن العرب مشغولون بذلك «الربيع» المزعوم، وأنه وحيد، ولا دولة عربية واحدة تقول له: ارفض.
    قلت في السابق إن الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن ووزير خارجيته جون كيري يريدون إنجاح عملية السلام، وقد استقبل الرئيس المفاوضَين الفلسطيني والإسرائيلية صائب عريقات وتزيبي ليفني، كما هاتف نتانياهو وأبو مازن ليظهر أنه وراء عملية السلام بقوة.
    غير أن زمن المعجزات ولّى والرئيس لا يملك عصا سحرية، وهو يواجه عصابة، لا حكومة، من المتطرفين الإرهابيين لن يبقى من فلسطين شيء إذا قبل المفاوض الفلسطيني شروطها.
    أولاً، فلسطين من البحر إلى النهر، وكل ما اسمه الآن إسرائيل هو أرض فلسطينية ليس فيها أي آثار للأنبياء اليهود عبر ثلاثة آلاف سنة.
    ثانياً، قبل الفلسطينيون دولة في 22 في المئة من أرضهم، وقبلت معهم لوقف العنف، ولم تقبل إسرائيل. يعني كما قال المَثَل «رضينا بالهم الهم ما رضي فينا». وعشية المفاوضات كانت حكومة إسرائيل تزيد قائمة المستوطنات المدعومة حكومياً في الضفة، وتحاول تهجير بدو النقب من أراضيهم.
    ثالثاً، إسرائيل تتحدث عن مقايضة الأرض، وعن بقاء ست كتل استيطانية تقطِّع أوصال الضفة وتمنع قيام دولة قادرة على الحياة، وهي تسرق بيوت الفلسطينيين كل يوم في القدس وتمنع عودة الخارجين منها. كما أنها طلعت بطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.
    أقول «في المشمش»، وأنا أعرف أبو مازن كما لا يعرفونه، وهو لن يقبل أن يودع العمل السياسي بخيانة قضيته، فالمطلوب من الفلسطينيين أن يتنازلوا عن الربع الباقي من حقهم وهذا لن يحدث. وكان من صدق نوايا نتانياهو في التفاوض أنه أعلن بناء ألف وحدة سكنية في الضفة قبل أن يجلس إلى طاولة المفاوضات.
    الموقف الإسرائيلي الحقيقي ليس ذلك السم المغلف بالسكر الذي يصدر عن بعض المسؤولين الإسرائيليين وإنما أجده في المصادر الليكودية الأميركية التي تعكس رأيهم الحقيقي. ومَثل واحد يكفي، فقد نشرت جريدة «نيويورك تايمز» قبل أيام تحقيقاً كتبته رئيسة مكتبها في القدس عن أطفال فلسطينيين يرشقون الجنود الإسرائيليين والمستوطنين بالحجارة، ويعتبرون رشق الحجارة هوايتهم، والتحقيق يبدأ بولد اعتقل مرات عدة بسبب «هوايته». مطبوعة «كومنتري» الليكودية هاجمت جريدة ليبرالية يملكها يهود، وقالت: «التحقيق فشل في أن يسأل لماذا لم يفكر الفلسطينيون أبداً في التعامل مع اليهود بجوارهم كبشر بدل أن يكونوا أهدافاً يجب أن تجرح أو تشوه أو تقتل».
    الليكوديون يريدون من ولد فلسطيني يحتل مستوطنون متطرفون بيته وأرضه أن يرحب بهم. أعتقد أن «الأم تريزا» لا تستطيع تلبية مثل هذا الطلب.
    وكانت المجلة نفسها هاجمت الوسيط الأميركي مارتن أنديك، وهو يهودي يؤيد إسرائيل، كما هاجمت أبو مازن لأنه طلب الإفراج عن «إرهابيين» قتلوا أطفالاً.
    الإرهابيون في الحكومة الإسرائيلية أو مستوطنون، وإسرائيل قتلت 1500 ولد فلسطيني منذ 28/9/2000، مقابل 135 ولداً إسرائيلياً، ولا تزال تقتل.
    حكومة إسرائيل تضم مجرمي حرب يؤيدهم مجرمو حرب من نوعهم والسلام مع هؤلاء مستحيل.



    شخصية إسرائيل المنقسمة
    روجر كوهين/الشرق الأوسط
    بدأت إسرائيل للتو مجددا محادثات سلام مع الفلسطينيين تتوسط فيها الولايات المتحدة. حدثني زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي وأحد أعضاء حزب الليكود المنتمي إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل مباشر قائلا: «نتنياهو عدل عن رأيه. كان الأمر أشبه بثورة؛ قبل عشر سنوات، كان مسؤولا عن قرار حزبنا ضد تطبيق حل الدولتين».
    ويواصل قائلا: «ثمة خلاف كبير بينه وبيننا في هذا الصدد. أحترم موقفه، وهو يحترم موقفي. وما موقف إلكين إزاء إقامة دولتين لشعبين؟ الآن، لا أثق في هذا».
    يلقى نتنياهو معارضة من حزبه. يعارضه الرجل الذي يشغل فعليا منصب وزير خارجيته، ويعارضه أعضاء بارزون في حكومته، من بينهم وزير الاقتصاد نفتالي بنيت.
    وافقت إسرائيل للتو على إطلاق سراح أكثر من 100 معتقل فلسطيني، كإشارة دالة على حسن النية. ويقول إلكين إنه ليس بمقدوره استيعاب كيف يمكن أن يكون «تحرير إرهابيين وقتلة أياديهم ملطخة بالدماء أمرا مفيد للسلام»، بينما يعد «بناء روضة أطفال في يهودا والسامرة أمرا ضارا بالسلام». ويشار إلى الضفة الغربية باسم يهودا والسامرة، من قبل قوميين دينيين وآخرين ملتزمين بفكرة امتلاك كل أرض إسرائيل.
    تأتي لفتة حسن النية مع إشارة صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أنه «في يوم 1 يوليو (تموز)، بلغ عدد السكان الإسرائيليين اليهود في يهودا والسامرة 367 ألفا. في النصف الأول من عام 2013، أضيف قرابة 7700 ساكن جديد. ويمثل هذا العدد، مثلما هو مشار، زيادة نسبتها 2.12 في المائة في السكان في فترة ستة أشهر».
    من ثم، يبدو أنه في هذا العام، كان معدل نمو السكان أسرع في مستوطنات الضفة الغربية عنه في بقية أنحاء إسرائيل.
    هل تبدو لفتات حسن النية والتوسع في بناء المستوطنات منطقية؟ عادة ما تبدو شخصية إسرائيل منقسمة. إن ازدهارها ورخاءها يتجلى بهدوء ويختفي قلقها. أستمع لأصدقاء هنا، على غرار شخصية فاوست لغوتا، يبدو أن ثمة روحين تتصارعان داخلهم.
    سيكون ياكوف مكوني الإسرائيلي الليبرالي رفيقي التخيلي، الذي يقضي قسطا كبيرا من أسبوعه في العمل بمشروع تجاري ضخم في تركيا (لا تصدق ما تقرأه في الصحف)، بينما يعكف على تطوير التطبيق القاتل الذي سيصنع ثروته في وقت فراغه. يتأرجح حواره الداخلي بشكل جامح ما بين الثقة والقلق.
    «لقد بعنا للتو (ويز)، تطبيق التصفح الخاص بالهواتف الذكية الذي يساعدك في التغلب على الازدحام المروري، مقابل أكثر من مليار دولار لشركة «غوغل»، والآن، تدفع شركة «إيه أو إل» مبلغا قيمته 405 ملايين دولار مقابل منتج آخر يجسد العبقرية الإسرائيلية، هو (Adap.tv)، ولا تسألني ما وظيفته. عليك بالتطلع إلى أفق تل أبيب. أترى طيور الكركي؟ هذا المكان هو أرض الازدهار يا رجل. الفرنسيون يصلون بسرعة. إنهم حتى يحبون نبيذنا!».
    بعدها، ينبعث صوت أكثر غموضا.. «استيقظت في حالة فزع شديد. نحن منعزلون! إنها القصة القديمة نفسها. يلقى اللوم على اليهود في كل شيء. أعلم أننا لسنا بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن ماذا عن قطع تمويل الاتحاد الأوروبي عن المؤسسات القائمة، أو التي تعمل على الخط الأخضر؟ تحدث عن استباق إحدى جلسات المفاوضات، الأمر لا يبدو وكأننا نعرف موضع الحد بعد. وستيفن هوكينغ يلغي ظهوره بالمؤتمر الرئاسي الإسرائيلي. أعني أن العرب يكرهوننا، حسنا. الأتراك يتظاهرون بكراهيتنا، والإيرانيون يبذلون قصارى جهدهم من أجل كراهيتنا. حسنا، ولكننا جزء من الغرب، من أوروبا، لا يمكنهم كراهية اليهود (مجددا)، هذا ليس بأمر جيد».
    تعتبر التقلبات المزاجية لياكوف هي الأكثر حدة على مدار النزاع. يقول صوت: «أؤيد بقوة عملية السلام، ما دامت لا تفضي إلى حل. قد يكون الحل مثيرا للمشكلات. عليك بتقديمه إلى نتنياهو، ببدء عملية السلام، صنع السلام. مع أوباما! هل أقبل فكرة الدولتين؟ نعم، أقبلها. هل أرغب في دولتين؟ ذلك سؤال مختلف...».
    عند هذا الموضع، سيرتفع صوت غاضب: «بالطبع أنت لا ترغب في دولتين. انظر ماذا حدث عندما انسحبنا من جنوب لبنان؛ أرض حزب الله! وعندما انسحبنا من غزة؛ أرض حماس! هل هذا ما تريدونه في يهودا والسامرة؟ أترغبون أن تفجر الصواريخ أطفالنا؟ عرض أولمرت كل شيء، ومع هذا، رفضوه. أترغبون في تقسيم القدس؟».
    في أعماق ياكوف، يوجد ليبرالي إسرائيلي أشكينازي، تلك السلالة المحتضرة. إنه يعلم أن اليهود لن يرحلوا، وكذلك الفلسطينيون. وهو يثق في أن اليهود لم يغادروا الغيتو الأوروبي لبناء الجدران. إن اليهود لم يبزغوا من ألفية المنفى ليفرضوا النفي على شعب آخر، ولم يفروا من الهيمنة ليفرضوا الهيمنة. لكنه يؤمن باحتمال تحقق السلام عبر تسوية أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة. يقول صوت العقل لديه: «الوضع الراهن غير دائم».
    ويوبخه صوت آخر معارض، قائلا: «أتفضل سوريا؟ أتفضل مصر؟ إن (نزاعنا) ملاذ لاستقرار الشرق الأوسط».
    يفحص ياكوف تطبيق «ويز»، الذي يعتبر نتاج العبقرية الإسرائيلية. يعرض مشكلات المرور بشكل مسبق؛ الاختناقات المرورية وإصلاحات الطرق والحوادث المروعة.
    إنه يرغب في الوسيلة الأسرع والأكثر سلمية. ولكن بالطبع يتطلب هذا أكثر الأمور إثارة للحيرة، ألا وهو الاتفاق على ماهية الوطن اليهودي.


    مفاوضات تحت الاستيطان
    طاهر العدوان/الرأي الأردنية
    عشية بداية جولة أخرى من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية اعلن في تل أبيب عن الموافقة على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، صحف اميركية واسرائيلية ذكرت ان هذه الخطوة تأتي مقابل قرار حكومة اسرائيل إطلاق سراح عدة عشرات من الأسرى الفلسطينيين وهو الثمن الذي وضعه نتنياهو. وكالعادة رد المسؤولون الفلسطينيون بالعبارات ذاتها باتهام اسرائيل بانها( تنسف )المفاوضات قبل ان تبدأ، غير ان مثل هذا ( النسف) لن يحدث وستعقد الجولة الثانية من المفاوضات التي سبق وان اعلن بان مكانها سيكون القدس حيث تسير عجلة التهويد والاستيطان بأقصى سرعة.
    وكما تقول هذه الصحف فان الإعلان عن قرار بناء الألف وحدة يتزامن مع الإفراج عن ٢٦ أسيرا فلسطينيا وفي خلفية هذا الحدث بثت وسائل الإعلام مشاهد لنساء إسرائيليات وهن يذرفن الدموع احتجاجا على إطلاق ما وصفوا بان ايديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين، انها ذات المسرحية التي تتكرر منذ وقت طويل حيث يتحول الجلاد الى ضحية وحيث ببرع اليهود في « اغتصاب لغة العذاب من ضحاياهم وزيفوها للتغطية على مزيد من القتل والتدمير بعد ان أغتصبوا الارض « كما كتب ادوارد سعيد ذات مرة. ومن المفارقات المؤلمة ان المفاوض الإسرائيلي يستخدم دموع النساء للادعاء بانه يواجه ضغوطا داخلية تمنعه من تحرير الأسرى بينما قامت السلطة بتفريق مظاهرة في رام الله تطالب بشرط تحريرهم قبل المفاوضات.
    اذا كان إطلاق سراح ٢٦ أسيرا ثمنه ألف وحدة استيطانية فماذا سيكون عليه الثمن من اجل إطلاق حوالي خمسة الاف أسير ؟. بهذه الأجواء وبهذه التساؤلات يصعب على المرء تصور نتائج مفاوضات لم تبدأ بعد، لان الإسرائيليين قدموا ما يكفي من الامثلة خلال عشرين عاما من التفاوض بانهم يفهمون المفاوضات كمكان لفرض مزيد من التنازلات على الفلسطينيين بحجة امن اسرائيل او بحجة القدس عاصمة الشعب اليهودي منذ الازل.
    لم يبرع الإسرائيليون فقط في استخدام لغة العذاب لضحاياهم الفلسطينيين بل برعوا أيضاً في تحريف قواعد التفاوض في مصطلحات السياسة والإعلام، لقد أقنعوا العالم الغربي بان الفلسطينيين هم من يعرقل استئناف عملية السلام لأنهم يشترطون وقف الاستيطان قبل المفاوضات، والواقع ان الإسرائيليين هم من قتل عملية السلام لأنهم يرفضون وقف الاستيطان من اجل عملية السلام.
    من البؤس ان تصل الاوضاع منحدرا مؤلماً تقترن فيها عملية إطلاق الأسرى بقرارات استيطان جديدة في القدس المحتلة لأن الأسرى الأبطال دخلوا المعتقلات والسجون من اجل وقف هذا الاستيطان وتحرير القدس وكل ارض فلسطين.


    إسرائيل تغطي على الاستمرار في الاستيطان بإطلاق أسرى!
    سلطان الحطاب/الرأي الأردنية
    ماذا على القيادة الفلسطينية التي جرى زجها في استئناف مفاوضات السلام مع الاسرائيليين بعد اغلاق خياراتها وتواصل الضغوط العربية والاقليمية والدولية عليها وخاصة الضغوط الاميركية للذهاب الى التفاوض وقد فعلت..ماذا عليها أن تفعل الان وهي كبالع الموس فقد وضعت بين المطرقة والسندان بالقرار الاسرائيلي الأخير الذي اتخذته حكومة نتنياهو بتحريك من وزير الاسكان الاسرائيلي ببناء أكثر من ألف وحدة سكنية في القدس الشرقية وذريعة أخرى أنه في مستوطنات كبرى لن تشملها اي تسوية وبالتالي فانها ستبقى وتتسمن ايضاً وستظل كمسمار جحا وكأنها ليست عنواناً من عناوين الاحتلال الرئيسة..
    أين الموقف الاميركي؟ ولماذا لا يتكلم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي أقام زيارات مكوكية عديدة بين عمان ورام الله والقدس وتل أبيب واستعان بأطراف عربية ودولية للضغط على الفلسطينيين ليقبلوا وظل يلوح بالمساعدات المالية للسلطة من أجل دعم مشاريع وبغير ذلك حتى اذا ذهبت السلطة للتفاوض الذي لم تستطع أن تجعله مشروطاً بوقف الاستيطان الأخير الذي لم يستفز الفلسطينيين وقيادتهم فقط بل استفز حتى اسرائيليين من داخل الحكومة الاسرائيلية ومن خارجها..أي مسخرة هذه؟ وأي توزيع ادوار هذا؟ وهل يستغل نتنياهو وحكومته اليمينية الوضع الفلسطيني والعربي ليجعل مسالة الاستيطان طبيعية وخارج المفاوضات والمحادثات؟ هل يشتري الوقت بذر الرماد في العيون والتغطية على نهج الحكومة الاسرائيلية التي ينهج المتطرفون واليمينيون في كل مرة بوضع أجندتها أو حتى القفز على اي محاولة لاستئناف عملية السلام فيجري اجهاضها او وضع الفلسطينيين أمام الأمر الواقع كما حصل الان؟..
    وهل يأتي اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين الذين كان يجب اطلاق سراحهم منذ اتفاقيات أوسلو خاصة وأن من يجري التفاوض على اطلاقهم الان معظمهم مسجون من قبل اتفاق أوسلو اي منذ أكثر من عشرين سنة..ويبدو أن اسرائيل أرادت بورقة الاسرى اغراء الفلسطينيين واقناع المجتمع الدولي بضرورة أن يعود الفلسطينيون الى تفاوض لا مضمون له وانما لاظهار اسرائيل تبحث عن السلام وتواصل ادارة الأزمة سيما وأن بعض دول الاتحاد الأوروبي اتخذت قرارات لها علاقة بمقاطعة منتجات المستوطنات وغير ذلك من قرارات أشعرت اسرائيل بالعزلة والخطر فضغطت على حلفائها وخاصة الاميركيين لجلب الفلسطينيين إلى طاولة التفاوض والذي جعلته غير مشروط حين عادت إلى اتخاذ قرارات الاستيطان واستئناف عملياته..إذن اللعبة الاسرائيلية التي كانت مكشوفة من قبل ازداد انكشافها وظهرت على حقيقتها فقد كانت النصائح تتوالى على رؤوس الفلسطينيين ان اذهبوا للتفاوض مجددا حتى لا تظهروا أمام العالم وكأنكم انتم الذين تعطلون عملية السلام الناضجة وتؤجلونها. وبالتالي يحملكم العالم المسؤولية وقد سرت هذه النصائح وروّجت لها أطراف عديدة في حين واصل كيري وغيره من المبعوثين الاميركيين الضغوط حتى أقنعوا الفلسطينيين بالذهاب الى واشنطن وبدأت جولة المفاوضات التي قادتها ليفني من جانب اسرائيل وصائب عريقات من الجانب الفلسطيني وتم الحديث عن استئنافها الاسبوع القادم فبل ان تفجرها اسرائيل بمواقفها وقراراتها الجديدة عن استئناف الاستيطان، والسؤال هل سيقوى الفلسطينيون على تحمل موقف كهذا يفاوضون في حلقة مفرغة واسرائيل تواصل استيطانها.. مقابل اطلاق اسرى من حقهم ان يكونوخارج السجن منذ عشرين سنة ونيف..
    كيف تتصرف القيادة الفلسطينية التي بدأت وكأنها تبلع الموس؟ ولماذا لا يتحرك الوسطاء وخاصة الاميركيين الذين ضغطوا وجلبوا الطرفين الى طاولة التفاوض عندهم ليكونوا شهودا رغم ان اسرائيل كانت وما زالت لا تريد الاميركيين حاضرين او متدخلين في جولات التفاوض التي بيع لها وقت دون ان يكون لها نتائج..
    اسرائيل باستيطانها ما زالت تنفخ في بالون التأزيم الفلسطيني وتبقيه برسم الانفجار فلماذا؟ وهل يستمر الصمت الفلسطيني ودفع الفاتورة أم ماذا؟

    إسرائيل تفاوض نفسها
    عريب الرنتاوي/الدستور الأردنية
    بناء 1200 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، لا يهدد عملية السلام، بل وتجد إسرائيل صعوبة في قبول “الاتهامات الجائرة” بأن أنشطة من هذا النوع، لها صفة “توسعية” و”عدوانية” ... أما أغنية “يا طير يا لطاير” للشاب محمد عساف، فهي تهديد لعملية السلام، والأهم أنها تحث على تدمير دولة إسرائيل، فالمغني الشاب يدعو في الطيور الحائمة في السماء للسلام على الأهل في الناصرة وعكا وطبريا، وهذا تصرف منافٍ لـ”يهودية الدولة” الذي بات شرطاً إسرائيليا مسبقاً للتفاوض والحل النهائي على حد سواء، انتزعت الشطر الأول منه من واشنطن، فيما الشطر الثاني تسعى في انتزاعه من الفلسطينيين و22 دولة عربية و57 دولة إسلامية.
    من أجل تسويغ وتسويق الافراج عن دفعة محدودة من أسرى ما قبل أوسلو، أقر نتنياهو وحكومته، بناء 1200 وحدة استيطانية جديدة، لكأن إسرائيل تتفاوض مع نفسها، وتصل إلى “التسويات” و”الصفقات” التي تريح مكونات ائتلافها الحاكم لا أكثر ولا أقل ... وإلى أن يتم الافراج عن المائة وأربعة معتقلين وفقاً لـ “تفاهمات كيري”، ستكون إسرائيل قد بنت أكثر من خمسة آلاف وحدة استيطانية جديدة، ومن يدري فقد تلجأ إسرائيل إلى سياسة “الباب الدوّار” فتعود لاعتقال الأسرى المحررين من جديد عند أول توتر أو تأزم في المفاوضات، وهي التي طالما فعلت ذلك مراراً وتكراراً ومن دون خجل أو تردد.
    الناطقون باسم السلطة الفلسطينية، قالوا إن البناء الاستيطاني الجديد، هو مسمار في نعش عملية السلام ... كم من مسمار دُقَّ في هذا النعش، وكم من المسامير الإضافية سيحتمل قبل أن يتحول إلى “نشارة خشب متطايرة” ... بعضهم كان أذكى من ذلك فقال: إن قرارات من هذا النوع، تؤكد أن إسرائيل معنية بالتوسع والاستيطان وليس بعملية السلام وحل الدولتين ... يا إلهي كم من مرة نعيد اكتشاف البارود والعجلة؟ ... المؤكد أن استمرار المفاوضات والاستيطان جنباً إلى جنب، سيجعلنا نصل إلى اللحظة التي تأكل فيها المستوطنات أخضر الدولة الفلسطينية ويابسها، فيما نحن لاهون في تعريف المُعرّف، واختراع البارود.
    في المقابل، يأتيك على الضفة الأخرى، ضفة القوى المناهضة للمفاوضات والعملية السلمية، في الضفة كما في القطاع المحاصر ... من يعيد عليك “لازمته” الممجوجة ... لهؤلاء أيضاً خطابهم المتكرر في مثل هذه المناسبات ... إنهم يعيدون التأكيد على خطورة نهج التفاوض، ويقترحون المقاومة نهجاً بديلاً له، بيد أن أحداً لا يقاوم، وعلى الأرض وفي الميدان، لا يختلف المفاوضون عن المقاومين، ما يختلف فقط، هو لغة الخطاب ونبرته، لا أكثر ولا أقل.
    كنا نعلم أن المفاوضات تُستأنف هذه المرة، من دون قبول بالمطلب/الشرط الفلسطيني الأساسي: وقف الاستيطان، وقد قيل لنا أن ثمة “تفاهمات” فلسطينية أمريكية على أقل تقدير، بأن يوقف نتنياهو الاستيطان من دون إعلان أو ضجيج، بهدوء وبالتدريج ... لكن ما نراه على الأرض، أن نتنياهو و حكومته، يسرّعان الأنشطة الاستيطانية، وبأعلى قدر من الدعائية والضجيج، وتحت سمع العالم وأبصاره، ومن دون أن نقوى على تحريك ساكن، اللهم سوى الشجب والإدانة وإعادة انتاج ذات الخطابات والبيانات والتصريحات.
    لقد جرت عن عمد، المبالغة في تضخيم حجم الإنجاز المتمثل في الإفراج عن قدامى السجناء، سجناء ما قبل أوسلو الذين نُجلُّ ونحترم ... وفي ظني أن للمبالغة أهدافا أخرى تتصل أساسا بصرف النظر عن “هزيمتنا” في معركة وقف الاستيطان ... ومن اليوم وحتى تسعة أشهر على الأقل، لن يكون بمقدورنا أن نلوّح بورقة وقف المفاوضات من جديد ... ذلك أن أحداً لم “يضرب المفاوض الفلسطيني على يديه” ليذهب إلى مفاوضات بلا مرجعية، ومن دون شرط وقف الاستيطان.
    نحن إذن، أمام مسرحية عابثة ... إسرائيل تتوسع على حساب أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا، مقابل تسهيلات تمنح لمليون فلسطيني للاصطياف في أراضي احتلال 48، ألم يقل نتنياهو بأنه سيسهل حركة الفلسطينيين وتنقلهم؟! ... أما من هو المستفيد من هذه “السياحة”، فتلكم مسألة نتركها لتقدير لجان مكافحة التطبيع التي حثت الفلسطينيين على حصر معاملاتهم التجارية والسياحية بعرب 48، أقله من باب درء الضرر أو تقليصه، طالما أن منعه بات متعذراً.
    بعد أيام، ستلتئم مائدة المفاوضات من جديد، وستُخيم روح اسحق شامير فوق الوفد الإسرائيلي المفاوض، وستمنحه العزيمة والمكر الكافيين، لإطالة أمد المفاوضات إلى ما شاء الله ... وسيجري العمل حثيثاً، على نصب الشباك للمفاوض الفلسطيني، فيكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بإملاءات إسرائيل المتدفقة من شهية توسعية لا حدود لها، وإما إحراجه وإخراجه، فيصبح المسؤول مرة ثانية، عن فشل مبادرة جون كيري، تماماً مثلما حُمِّل ياسر عرفات، وزر الفشل الذي أصاب مبادرة كلينتون ومفاوضات كامب ديفيد، وكان ما كان من تداعيات انتهت بـ”السور الواقي” واغتيال ياسر عرفات بالسم الزعاف.
    المفارقة المؤلمة في المشهد الفلسطيني، تكمن في قيام الجانب القوي والغاصب: إسرائيل، بالتفاوض والاستيطان جنباً إلى جنب، أما الجانب الفلسطيني الأضعف والمغتصب، فلا يفعل شيئاً غير التفاوض، لا مقاومة من أي نوع على هامش المفاوضات أو بموازاتها، هناك الكثير من السياحة عبر الخط الأخضر، وقليل من عمليات التعرض للجدار والاستيطان في طول البلاد وعرضها، هناك “تمويت” لملفات ملاحقة إسرائيل واستكمال عضوية فلسطين في المنظمات الدولية، فقد نجحت إسرائيل في انتزاع موافقاتنا على “التهدئة” و”ضبط النفس” والتوقف عن أية “إجراءات من جانب واحد”، وفشلنا نحن في دفعها للقبول بأبسط موجبات التفاوض والسلام وحل الدولتين: وقف الاستيطان، وها نحن ندفع الثمن اليوم، فيما هم يقطفون الثمار، مزيداً من الوحدات الاستيطانية، داخل القدس “الكبرى” وخارجها في الضفة الغربية، ويأتيك من يحدثك عن “فرصة” أو آخر فرصة” للسلام، عن أي سلام تتحدثون؟


    مرة أخرى مفاوضات التسوية
    يوسف مكي/دار الخليج
    بعد انقطاع استمر منذ أواخر عام ،2010 عقدت في 29 يوليو/تموز الماضي مفاوضات تسوية القضية الفلسطينية، بمدينة واشنطن، برعاية أمريكية . ترأس المفاوضات عن الجانب الفلسطيني، الدكتور صائب عريقات، وعن الوفد “الإسرائيلي” وزيرة العدل، تسيبي ليفني . وقد انتهت المحادثات التمهيدية، لتستأنف المفاوضات غداً الأربعاء حسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية .
    وفي الوقت التي وصفت فيه مفاوضات التسوية بالعبثية والتفريط المتواصل في الحقوق الفلسطينية، فإن الكيان الصهيوني استثمرها، ليس فقط لتحقيق المغانم على طاولة المفاوضات، ولكن أيضاً، لمواصلة نهجه في استكمال الاستيلاء الشامل على أرض فلسطين، عبر التهويد والاستيطان . وكانت آخر جولة من المفاوضات قد تمت بوساطة جورج ميتشل، وقدم خلالها مقترحات بقيام دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، رفضت في حينه من قبل الرئيس محمود عباس .
    في المفاوضات التي جرت بنهاية عام ،2010 شملت مقترحات ميتشل لتسوية الصراع، أن تقدم الحكومة “الإسرائيلية” مبادرة حسن نية، بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين، وإزالة بعض الحواجز العسكرية، وتسليم المسؤولية الأمنية للسلطة . وقد ضربت “إسرائيل” تلك المقترحات عرض الحائط، والآن يعاود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري طرح مبادرة حسن نية مماثلة، شملت إطلاق سراح فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو ،1993 وإقامة مناطق صناعية فلسطينية -”إسرائيلية” -أردنية بالأراضي المحتلة لتشغيل الفلسطينيين، والسماح بإدخال ذخيرة للأجهزة الأمنية الفلسطينية وإقامة بنى تحتية، مع شق طريق حول محافظة رام الله، ومنح تراخيص للبناء وعدم هدم البناء غير المرخص في قرى محددة، وبناء مطار في رام الله .
    ورغم أن هذه المبادرة لا تتعامل جذرياً مع جوهر القضايا المعلقة، فإن سوابق سلوك الكيان الغاصب، تشي بأنه لن يوافق عليها، وسيطرح جملة من الذرائع للتنصل من تنفيذها . وصيغة المقترح الأمريكي تؤكد سلامة هذا التوقع . فإطلاق سراح الفلسطينيين، وفقاً لمقترحات كيري، يتم على أربع مراحل، وهو مرهون بنجاح المفاوضات، بمعنى أنه ورقة ضغط مستمرة على الوفد الفلسطيني المفاوض .
    لقد اعتبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استئناف المفاوضات “مصلحة حيوية لدولة “إسرائيل”” . فاستئنافها يمنحه المزيد من الوقت لخلق حقائق استيطانية جديدة على الأرض، تمكنه من أن يملي على منظمة التحرير الفلسطينية “الحدود” التي يعدها “آمنة” لكيانه، وليظل كيانه من غير حدود ثابتة، ومفتوحاً دائماً على نهج التوسع والعدوان .
    ولا شك في أن هذه المقترحات تضاعف من معضلة الانقسام الوطني، وتؤجل المصالحة الفلسطينية بين الضفة والقطاع، لتسعة أشهر على الأقل، وتؤجل للفترة ذاتها أي توجه من قبل أبو مازن نحو الأمم المتحدة للبناء على اعتراف الجمعية العامة بفلسطين دولة غير عضو . والأدهى أن المفاوضات الحالية تتم من غير أي ضمانات بتجميد بناء المستوطنات بالضفة الغربية، وفي القدس تحديداً، فضلاً عن وقفه بالكامل . والمعنى المتضمن كل ذلك، هو التوجه نحو مفاوضات الحل النهائي، من غير التزام نتنياهو بأي من الوعود التي جرى الاتفاق عليها بموجب الاتفاقيات الموقعة للمرحلة الانتقالية .
    المفاوضات هذه تؤكد الشكوك بنوايا نتنياهو الذي وصفه بوسي بيلين في مقال له في الجروزالم بوست في 30 يوليو/تموز الماضي، بأنه “نكث بكل ما قاله طوال حياته السياسية” . ويعزز من هذه الشكوك ما قالته وزير الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، إن المفاوضات الحالية ليست إلا بداية البداية، لعملية طويلة لا توجد أي ضمانة لنجاحها . أما جنيفر بساكي، المتحدثة باسم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فاعتبرت اجتماعات المتفاوضين التي تمت في واشنطن فرصة لوضع خطة عمل إجرائية لمفاوضات “الوضع النهائي” .
    لقد سوغ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري استئناف المفاوضات برعاية مباشرة من بلاده بالقول، إن التجربة والفشل أفضل من عدم فعل أي شيء . لكنه تجاهل عن عمد مخاطر الاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة والقدس على الوجود الفلسطيني بأسره، وتناسى أن موضوع القدس بالذات هو أحد أسباب فشل المفاوضات السابقة، بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” .
    لقد قبلت منظمة التحرير باستئناف المفاوضات من دون نيل موافقة “إسرائيل” على وقف التوسع الاستيطاني، كما قبلت بأن تجري المفاوضات، على أساس مبدأ تبادل الأراضي، بما يعني الاعتراف بالمكاسب الإقليمية التي حققها الاحتلال بالاستيطان غير المشروع . والقضية مفهومة لكل ذي بصيرة . فالفلسطينيون دخلوا لعبة المفاوضات، في ظل خلل كبير في توازن القوى مع العدو، وكان المؤمل أن يجري التعويض عن هذا الخلل بموقف عربي تضامني لتصليب، الموقف الفلسطيني، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة .
    وقد علمتنا التجربة، أن العرب حين يكونون أقوياء، يتمكنون من فرض إرادتهم وينتزعون حقوقهم . ففي ظل الضعف تم احتلال فلسطين، وفي ظل التشرذم حدثت نكسة يونيو، ومع انشغال العرب بهمومهم الداخلية، عاود الاحتلال الصهيوني، الاستيلاء على كل المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وتخلص من الرئيس عرفات، وصنفت المقاومة الباسلة باعتبارها إرهاباً من قبل الأمريكيين والأوروبيين .
    التضامن العربي، أثبت في السابق قدرته على انتزاع النصر للعرب في مختلف قضاياهم . فكان عامل تسريع في انتصار الجزائر وتحقيق استقلالها، وكان عاملاً أساسياً في دحر العدوان الثلاثي على مصر عام ،1956 كما كان عامل تصليب للموقف العربي في نكسة يونيو/حزيران عام ،1967 وكذلك في انتصار مصر وسوريا في معركة العبور عام ،1973 وهو وحده الكفيل بوقف تصاعد الاستيطان الصهيوني وتهويد القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ووضع حد للتنكر “الإسرائيلي” للحقوق الوطنية الفلسطينية ومصادرة الأراضي في النقب وانتزاع مواطنة أهالي القدس واستبدالها بهويات إقامة لمدة عشر سنوات، وهو وحده الكفيل بهدم الجدار العازل واستمرار مصادرة الدولة الصهيونية للأراضي بالضفة الغربية . ولا شك في أن التمسك بعروبة القدس، هو البوصلة لتحرير الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .


    مهزلة المفاوضات مع اسرائيل
    رأي القدس العربي
    عندما يغادر فريق المفاوضات الفلسطيني يوم غد مدينة رام الله متوجها للقدس لاستئناف المفاوضات مع الاسرائيليين، فمن المقرر ان يترك مدينة رام الله باكرا، لمواجهة احتمالات تأخيره على الحواجز الاسرائيلية على مداخل مدينة القدس التي لا تبعد سوى مسافة قصيرة عن رام الله.
    ومن المتوقع ان يحرص الجانب الاسرائيلي على اختيار مكان محصن للمفاوضات، والمقصود ان يكون المكان محصنا ليس امنيا فقط، ولكن ضد ضجيج آلة البناء التي تعمل دون كلل لتشييد المساكن لمزيد من المستوطنين في القدس.
    وجاء قرار اسرائيل الاحد طرح عطاءات لبناء 1200 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وذلك اضافة الى قرار الاسبوع الماضي بناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات المنعزلة، كمحاولة لنسف المفاوضات قبل بدئها.
    رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل قضية المفاوضات التي يبدو انها مجرد مضيعة للوقت ليقضم المزيد من الاراضي العربية وفرض تغييرات على حدود منطقة 1967، وخاصة القدس الشرقية، فخطط البناء في القدس تهدف لتوسيع المستوطنات باتجاه المناطق الفلسطينية.
    محاولات نتنياهو تعدت العمل على افشال المحادثات الحالية، فهو ينشط اليوم لتدمير اسس المفاوضات، فاضافة الى المستوطنات والقدس، اعلنت اسرائيل صراحة رفضها التفاوض على اساس حدود حزيران 1967، مثيرة تساؤلات، على ماذا سيتم التفاوض؟
    ترافق الاعلان عن البناء في المستوطنات مع قرار اطلاق سراح 26 اسيرا، لتتضح يوم امس مهزلة جديدة، فمعظم الاسرى، ستنتهي محكوميتهم خلال فترة قصيرة، احدهم ويدعى سمير حسين مرتجى ينتهي حكمه خلال شهر، واخر (الاسير عبد الوهاب النتشة) تنتهي خلال ثلاثة اشهر، كما ان 16 من الاسرى في القائمة لم يشاركوا بعمليات ضد الاسرائيليين، وكانت تهمتهم هي الاطلاع على خطط عمليات او تسهيل تنفيذها، وخلافا للاتفاق مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، سيتم ابعاد الاسرى الى غزة.
    اشد الانتقادات للتوسع الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية عشية استئناف المفاوضات جاءت من مسؤولين ومحللين اسرائيليين، ولم تأت من مسؤولين فلسطينيين وعرب، ففيما رد كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات على التوسع الاستيطاني بالقول ان صبر الفلسطينيين له حدود، اما زميله على طاولة المفاوضات د. محمد اشتية فاعتبر الخطط الاستيطانية دليلا على عدم جدية اسرائيل، مقابل ذلك اعتبر وزير المالية الاسرائيلي الخطوة استفزازا، والنائب عمرام متسناع رأى انها خطوة مهووسة، ورئيسة حزب ميرتس وصفت القرار بانه عبوة ناسفة والكاتب باراك رافيد دعا نتنياهو لوقف ‘التكتيكات الممجوجة، وحتى كتابة هذه السطور، لم نسمع باي رد فعل عربي، رغم ان السلطة الوطنية عادت للمفاوضات بعد موافقة عربية.
    بعد كل هذا، هل يعود الفلسطينيون لطاولة المفاوضات؟ كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يقول ان قرارات نتنياهو تهدف الى منع وصول الجانب الفلسطيني الى المفاوضات، موحيا بان الذهاب الى طاولة المفاوضات يعتبر تحديا لخطط نتنياهو، وربما احد اشكال النضال.


    انقسام في انقسام
    أمجد عرار/دار الخليج
    من ينهي الانقسام الفلسطيني الذي أصبح داء مزمناً؟ الانقسام داخل حركة “حماس” أو داخل حركة “فتح” حاله أسهل من الانقسام الفلسطيني العام الذي هو تتويج لانقسام متجذّر وموروث في كل تجمّع عربي . منذ ما قبل الاقتتال المخزي والمدمر في 2007 في غزة، كانت مصر وسيطاً بين الفصائل الفلسطينية، وكان لها بعثة دائمة في غزة، ورغم أن “حماس” كانت تتهم النظام المصري السابق بالانحياز إلى “فتح”، نجحت في التوصّل إلى أكثر من اتفاق ورقي موقّع . وعندما جاءت حركة الإخوان المسلمين للسلطة، لم تستأنف مساعي المصالحة الفلسطينية، ولا يمكن أن نلومها إذ إن البيت المصري لم يستقر بعد منذ انتفاضة 25 يناير، كما أن “فتح” رأت في نظام الإخوان انحيازاً ل “حماس” .
    إذاً، في ظل غياب بقية العرب، ليس هناك سوى مصر مؤهّلة لإعادة اللحمة للفلسطينيين وإنهاء انقسامهم . لكن مصر منشغلة بهمومها، وهي نفسها بحاجة إلى جهود ومساع لإنهاء معاناتها . غالبية القوى السياسية مع الجيش والأزهر والكنيسة، استجابت لإرادة طوفان بشري غير مسبوق، وصاغت خريطة مستقبل ديمقراطي حقيقي وراسخ في مصر، مقابل أقلية شعبية تقودها جماعة الإخوان المسلمين المتمسّكة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، ويواصل أنصارها الاعتصام في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بل إن بعضهم نادى بتأسيس “جيش مصري حر” لمحاربة الجيش الذي بنى مصر الحديثة . وهناك قوى متأرجحة بين هذه وتلك، في حين تئن سيناء تحت وطأة الإرهاب وفتاوى مشبوهة من أبواق مأجورة .
    الأزهر بدأ جهداً لتحقيق هذا الهدف، لكن الإخوان يعتبرونه منحازاً لخصومهم . من ينهي المعاناة في مصر إذاً؟ المبعوثون الأجانب، من أمريكا وأوروبا ليس في ثقافتهم وتاريخهم تجاه العرب سوى “فرّق تسد”، وقد رأينا كيف جاء السيناتوران اليهوديان الأمريكيان ماكين وغراهام، ولم يحملا معهما إلى مصر سوى بنزين لسكبه على النار، في حين أن السفيرة الأمريكية آن باترسون موجودة أصلاً في مصر للتجسس والفتنة، وهي من نفس مدرسة فيلتمان وكونيللي “المتألقة” في الفتنة اللبنانية .
    بحكم التاريخ والتجارب المشتركة، ليس هناك أقرب على مصر من سوريا . فهي المؤهّلة نظرياً لبذل الجهد التصالحي في مصر، أما من الناحية الواقعية، فسوريا منقسمة، وهي تقتتل على نحو انتحاري يهدد وجودها، وما زال الحريصون عليها من داخلها وخارجها يمنون النفس بنجاح مؤتمر جنيف2 في وقف النزيف الذي يغذيه أعداء سوريا والأمة من استعماريين وإعلاميين ومثقفين وبعض من يدّعي الحرص على هذا الطرف أو ذاك، ثم يقبض ثمن الدم .
    حسب التاريخ والدور والعلاقات المعهودة، فإن أكثر دولة مؤهّلة لإنجاز مصالحة في سوريا هي مصر، لكنها تعيش المعركة ذاتها . أما العراق فكان أول ضحايا الانحدار العربي المستمر منذ ما قبل داحس والغبراء . وعندما يعجز الأخ الأكبر أو الأصغر منه عن رأب الصدع بين الأشقاء، تكون المهمّة على عاتق الأب والأم . أين هما أب العرب وأمهم؟ . الجامعة العربية هي أكبر مثال على القيمة التي يحملها الرقم “صفر”، مع الاعتذار لمن يرونها في السالب . هل ثمة دليل على ذلك أوضح مما نحن فيه، وأكثر من أن يقترح شمعون بيريز عضوية كيانه فيها، أو أن يملي عليها تشكيل قوة للقتال في سوريا؟

    القضية هي محمد عساف..
    ابراهيم عبدالمجيد القيسي/الدستور الأردنية
    نتنياهو نفسه، يغني يا طير الطاير يا رايح ع الديرة، ولن أتفاجأ لو خرج علينا يهود وإسرائيليون مؤرخون وعلماء آثار وتراث إنساني، أو حتى تجار مخدرات وسلاح، وقالوا: إن الأغنية «يهودية» قديمة، وإن صوت محمد عساف هو صوت «مدبلج» لمطرب إسرائيلي، كان يتلو صلوات على حائط مبكى «هولوكوستي» قبل التاريخ، فسرقه الفلسطينيون مع مسروقاتهم التاريخية لأرض الميعاد .. أو ربما يقولون: إن محمد عساف مطرب يهودي نام منذ أن فاق أهل الكهف، ثم أفاق وأنشد أغنيته القديمة يا طير الطاير، وإنه لم يعش يوما في أي مخيم فلسطيني، ولم يعان من ويلات احتلال ولم يكن يوما فلسطينيا ولا عربيا..
    لا أستغرب مطلقا أي أكذوبة إسرائيلية تصادر التراث التاريخي العربي الفلسطيني، فهذا عملهم الممنهج لعبرنة فلسطين بعد عروبتها الضاربة في التاريخ والجغرافيا.
    لم يكن في حسبان أي جهة اسرائيلية أو صهيونية أن يلمع شعاع الفلسطيني محمد عساف، رغما عن كل الحواجز الاسرائيلية التي كممت أفواه الفلسطينيين، وغيبت صورتهم وصوتهم عن الشاشات العالمية، وتوقعنا وما زلنا نصر على أن قضيتهم ستصبح لمعانَ وتوهج النجم عساف على الرغم من كونه مجرد مطرب، وسوف يحاولون تحويل صورته من سفير إنسانية ورقي وجمال وإبداع إلى إرهابي يحض على لغة الكراهية والعنف والإرهاب، وسيتهمونه بـ»اللاسامية» كما اتهموا غيره من المبدعين والعلماء والمفكرين والأدباء حول العالم، وكنا وما زلنا نتوقع أن يفكروا حتى بتصفيته جسديا أو «صوتيا»..سيحاولون كل المحاولات لإطفاء شعاع النجم الفلسطيني محمد عساف..
    كنت برفقة المحن والموسيقي محمد واصف، حين سمعت أغنية يا طير الطاير لأول مرة، وقلت له: إن إسرائيل ستعترض على هذه الأغنية وتوقعت هذا الموقف الإسرائيلي منها، وهذا ما حدث فعلا، فرئيس الوزراء الاسرائيلي المتطرف نتنياهو، يشكو محمد عساف لوزير الخارجية الأمريكي، ويغني له أغنية يا طير الطاير، ويقول: إنها أغنية تحض على العنف وتلغي الوجود الاسرائيلي في فلسطين، ولاتعترف بأي وجود لإسرائيل في فلسطين، لا بعد 67 ولا قبلها، ولا يريد على ما يبدو الالتزام بالاتفاق التجميلي المبدئي لاستئناف عملية السلام والسبب هذه المرة أغنية محمد عساف !.
    هل تريدون كلاما من الآخر؟
    محمد عساف أهم من عملية السلام ومن عملية السلاح أيضا، وأتمنى أن تقوم الحكومات الإسرائيلية والكنيست كذلك، بتخصيص فريق وزاري ونيابي ويعقد اجتماعات مفتوحة وبلا توقف، لتحليل أغاني محمد عساف فنيا وسياسيا وثوريا وطبوغرافيا؛ لأن المشكلة كما نرى والقضية المحورية أصبحت أغاني محمد عساف، وهي ربما تكفي للكشف عن وجود شعب اسمه شعب فلسطين، تمت سرقة أرضه وتم قتله وأسره وتعذيبه وتهجيره وإلغاء وجوده من التاريخ والجغرافيا..
    سيخرج قريبا وزير خارجية إسرائيل أو رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض أعني تسيفي ليفني نفسها، و»تسلخ» موالا قاله محمد عساف في أغنية يا طير الطاير، وسوف تقول: إن الموال حين صدح به محمد عساف توقفت قلوب البشر عن الخفقان لثوان معدودات، لأنه أشبع مقام الهيام، حين قال عن اهله الشعب الفلسطيني بأنهم «هاااااااااااااااااااامووووووو و» .. ستطالب ليفني عدم بث هذه الأغنية كشرط لاستئناف المفاوضات، أو على الأقل ستطالب بإعادة غنائها شريطة ألا يقوم محمد عساف بمدّ كلمة «هاااااااااااااااااموووووووووو وو» في الموال.. المدّ في موال كهذا بمثابة تأكيد تاريخ الوجع الفلسطيني في الشتات..
    غنوا معي : يا عيني ع الصبر، لكن على طريقة محمد عساف، مع كل الاحترام للعملاق وديع الصافي.


    إسرائيل تستغل حنين الفلسطينيين: تصاريح دخول لمئات الآلاف
    امجد سمحان/السفير
    دأبت اسرائيل منذ حوالي العامين على منح تصاريح بالجملة لمئات آلاف الفلسطينيين عشية الأعياد للدخول إلى أراضي الـ48 للتمتع بـ«سياحة داخلية» في فلسطين التاريخية. أثار الأمر وقتها جدلاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، وعكس تناقضات بين الرغبة في الترفيه وزيارة بحر لم يراه الكثير من الفلسطينيين إلا في الأفلام والمسلسلات، وبين استغلال اسرائيل الواضح لحاجات الفلسطينيين المحاصرين، والاستفادة من أموالهم.
    ووفقاً لما نقلت الصحافة الإسرائيلية فإن أكثر من مليون فلسطيني دخلوا أراضي الـ48 خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر. وقد منحت إسرائيل خلال عطلة العيد حوالي 250 ألف تصريح، مع العلم أن الأطفال من دون 15 عاماً والنساء يدخلون عادة في هذه الأوقات من دون تصاريح. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ما صرفه الفلسطينيون في أراضي الـ48 يقدر بعشرات ملايين الدولارات، شملت مصاريف التنقل والمأكل والملبس و«السياحة الداخلية».
    ولكن كيف يقبل الفلسطينيون أن يستغلوا بهذه الطريقة؟ وما هي الخيارات المتاحة أمامهم للحصول على ترفيه محلي يعود بالفائدة على السوق الفلسطيني؟ ولماذا يشترون ملابسهم من إسرائيل وليس من السوق المحلي؟
    قد تكون الإجابات على التساؤلات صادمة، بحسب ما يؤكد بهاء، وهو شاب فلسطيني، أنفق نحو 500 دولار على شراء ملابس وأطعمة من إسرائيل. ويقول لـ«السفير» إنه اشترى «حذاء وبنطالاً من إحدى الماركات بمبلغ 80 دولاراً، أما في رام الله فتشتري بضعف السعر ملابس بجودة أقل»، مضيفاً «ببساطة لا يوجد لدينا ماركات عالمية إلا القليل، وعندنا الكثير من التزوير في البضائع، وهذا عامل يجعلك للأسف تثق في السوق الاسرائيلي أكثر».
    ويضيف بهاء «دعنا نتحدث بصراحة، أولاً نحن نحاول غالباً الشراء من العرب في الداخل، وإن وجد بديل محلي جيد سنشتريه، لكن سوقنا سيئة ومترهلة وليس فيها أي شيء سوى البضائع الصينية والغالية جداً»، مشيراً إلى أنه «منذ سنين لم نرَ حملة تنزيلات مغرية مثلما يحصل في اسرائيل».
    ولكن الهدف ليس شراء الملابس فقط، فهناك أيضاً الرغبة في رؤية بحر وشواطئ فلسطين، والتلهف لزيارة سور عكا وجنائن البرتقال في يافا، وغابات الصنوبر في الكرمل. ففي الضفة الغربية ليس هناك بحيرة ولا نهر ولا بحر، سوى البحر الميت ودخوله صعب، ونهر الأردن وقد أوشك على أن يجف.
    ويروي الموظف خالد ماهر لـ«السفير» أنها «المرة الأولى التي ازور فيها البحر، صحيح أني دفعت نقوداً استفاد منها الاحتلال، ولكني في النهاية حققت حلمي برؤية حيفا، وعكا، ويافا، ووقفت على شاطئ البحر للمرة الأولى مثل طفل صغير اشترى له والده هدية في العيد، ثم أجهشت بالبكاء حين وصلت إلى شاطئ حيفا».
    هذه المشاهد تعبر فعلاً عن رأي شرائح واسعة من الفلسطينيين المحاصرين في الضفة الغربية ومتنفسهم الوحيد إما السفر إلى الخارج أو الدخول إلى أراضي الـ48. وتحظر اسرائيل دخول أي فلسطيني من حملة هوية «سلطة فلسطينية» إلى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 وإلى مدينة القدس، إلا بتصاريح خاصة يوافق عليها جهاز الشاباك والاستخبارات الاسرائيلية.
    وفي المقابل يرى الكثير من الفلسطينيين أنهم يزورون فلسطين المحتلة وليس اسرائيل. وأن صرف الأموال هناك لا يختلف كثيراً عن صرفها في الضفة الغربية أو قطاع غزة، التي تحتل اسرائيل معابرها وتحتل اقتصادها وتحولها إلى سوق كبيرة لها.
    وفي حديث إلى «السفير»، قال الموظف الفلسطيني عبود عبد الرحمن «انا أذهب إلى هناك بتصريح حتى اشم رائحة أرض بلادي، بلادي التي حرمت من رؤيتها سابقاً، واستغل فرصة الاعياد والتصاريح لكي ازور المقدسات الاسلامية والمسيحية والمسجد الاقصى».
    أما جنين عبد الجبار فاعتبرت أن زيارة الأراضي المحتلة ليست سياحة ولا وسيلة لإرباح الاحتلال، وتضيف «شعبنا مكبوت في رام الله وذهابه إلى فلسطين المحتلة هو عملياً ذهابه إلى أرضه، وليس هناك فرق بين حيفا ورام الله طالما أنهما محتلتان».
    وبالنسبة لوزير الاقتصاد الفلسطيني جواد الناجي فإن «إسرائيل ببساطة ومن خلال منح هذه التصاريح تهدف إلى استغلال الفلسطينيين وسرقة أموالهم، وفي ذات الوقت إظهار نفسها وكأنها تقدم لهم تسهيلات». ويضيف في حديث إلى «السفير» أن إسرائيل «تسعى للترويج لنفسها بأنها تمنح الفلسطينيين تسهيلات، ولكنها في المقابل تدرك أهمية الحركة الاقتصادية التي ينتجها الفلسطينيون في الداخل، كما تدرك حاجتهم إلى سوق اكثر حيوية وذلك بفعل السياسات الاقتصادية التي تفرضها وتجعل اسواقنا محتلة ومستهدفة وضعيفة».


    المكتوب مقروء من عنوانه
    طلال عوكل/البيان الإماراتية
    قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالاستجابة لجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات، يبدو أنه ينتمي إلى منطق سد الذرائع، أو مسايرة الجهد الأميركي - الأوروبي، أكثر مما ينتمي إلى منطق القناعة بجدوى العودة لمفاوضات لا تتوفر لها الحدود الدنيا من ضمانات النجاح.
    المفاوضات بدأت، وستتواصل قريباً في إسرائيل دون غطاء وطني أو شعبي فلسطيني، ودون أن تستجيب إسرائيل لأي شرط من الشروط الفلسطينية.
    لا أجازف إن قلت إن القيادات السياسية الفلسطينية بكل أطيافها، بما فيها القيادة الرسمية، لم تعد واثقة بجدوى الاستمرار في خيار التفاوض، لأن هذا الخيار قد يكون قائماً نظرياً، لكنه سقط واقعياً وموضوعياً.
    هكذا، وبغض النظر عن كل الانتقادات التي يمكن تسجيلها على قرار الرئيس عباس، فإن موضوع المفاوضات يصبح موضوعاً سياسياً اشتباكياً، وليس موضوعاً سلامياً قابلاً للتحقق.
    هذا يعني أن الفلسطينيين يراهنون على عامل الزمن، وما ينجم عن مخرجات "الربيع العربي" والتطورات الدولية من تغيرات، بينما تراهن إسرائيل على مراكمة المزيد من الوقائع على الأرض. سيواصل الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، وستواصل القيادة الفلسطينية الصراخ وإدانة الحملات الاستيطانية الإسرائيلية، لكنها ستواصل المفاوضات، وستواصل إسرائيل مخططاتها الاستيطانية.
    لا شيء في اليد، فلا ضمانات أميركية، ولا ضمانات أو سياسات إسرائيلية تبرر العودة إلى المفاوضات والمراهنة عليها.. لا شيء سوى ما يعلن عن صفقة لإطلاق نحو مئة أسير فلسطيني منذ ما قبل اتفاقية أوسلو على أربع دفعات، أولاها ستكون يوم 13 الجاري، فيما ستكون الدفعات الثلاث مرهونة بتقدم المفاوضات، أي بتنازلات يرضى عنها الطرف الإسرائيلي.
    والطامة الكبرى أن إسرائيل تتصرف إزاء الاستيطان، وكأن قرار استئناف المفاوضات يمنحها تصريحاً مفتوحاً بتكثيف مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية.
    منذ أن بدأت المفاوضات في واشنطن، لم تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن الموافقة على المزيد من العطاءات الاستيطانية، في القدس وفي الضفة الغربية على حد سواء. وفي الأسبوع الماضي وافقت الحكومة الإسرائيلية على قائمة مستوطنات جديدة، شملت تسع مستوطنات في الضفة تقع خارج الكتل الاستيطانية.
    هذه الخطوة ليست عادية ولا عبثية، ولا تأتي من باب الإمعان في تكثيف الاستيطان فحسب، بل لها أبعاد استراتيجية تقضي على رؤية الدولتين. وتقصد إسرائيل بهذه الخطوة استكمال سلسلة المستوطنات التي تشق الضفة الغربية على طولها تقريباً، ما يؤدي إلى مزيد من الوقائع التي تحيل الضفة إلى بانتوستانات منفصلة.
    في زمن سابق، وتحديداً عام 2004، كانت مستشارة الأمن القومي لإدارة جورج بوش الابن، كوندوليزا رايس، قد أوضحت لشارون رؤيتها لطبيعة الدولة الفلسطينية، فقالت إنه "حتى لو كانت مساحة الدولة الفلسطينية التي ستنشأ كمساحة ملعب كرة قدم، فمن الضروري أن تبدو مثل ملعب كرة قدم، أي كاملة ومتصلة ويستطيع الفلسطينيون أن يتنقلوا فيها دون أن يلاقوا الإسرائيليين".
    وأضافت أنها "لا توافق على دولة فلسطينية كقطعة جبن سويسري". الأميركيون لم يتخلوا عن المنطق الذي تحدثت به رايس، لكن الوقائع التي كرستها إسرائيل منذ ذلك الوقت، تؤكد أن المستوطنات والطرق قد أحالت الضفة الغربية فعلاً إلى قطعة جبن سويسري، دون أن تلاقي أي اعتراض أميركي.
    يصبح كلام رايس مجرد هراء، طالما أن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك بمنطق أن الحل بجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عبر المفاوضات، وأن المجتمع الدولي لا دخل له في طبيعة هذه المفاوضات.
    هذا المنطق هو الوصفة السحرية لفشل المفاوضات، حتى لو استمرت مئة عام أخرى. فلا الإسرائيليون مستعدون للتخلي عن سياساتهم، ولا الفلسطينيون مستعدون لقبول إملاءات إسرائيل التي تنتزع منهم كل الحقوق صغيرها وكبيرها، ولا تريدهم أكثر من مقيمين على أرضهم.
    هكذا تكون المفاوضات عبثية، فارغة المضمون، حيث سيواصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي استثمارها خارج طاولة التفاوض، ذلك أن كليهما قد اكتشف الحقيقة قبل انطلاقها.
    الفلسطينيون بما هم عليه، وفي ظل الاضطراب العربي، ليسوا قادرين على تغيير حياتهم واستراتيجياتهم، فيما يمضي الإسرائيليون في تنفيذ خطة الانطواء التي اعتمدها شارون منذ أن كان رئيساً للحكومة عام 2001، وتقضي بانسحاب من طرف واحد، عن مساحة ما بين 40 إلى 45% من الضفة، كما فعل في غزة عام 2005.
    عند ذاك، تكون إسرائيل قد تخلصت من المناطق ذات الكثافة السكانية الفلسطينية، تاركة للفلسطينيين خيار أن يعلنوا فيها إمبراطورية أو دولة، أو ما يشاؤون، أو أن يختاروا إقامة علاقة خاصة مع الأردن. المفارقة المؤلمة أن إسرائيل تستثمر كل لحظة لتنفيذ مخططاتها ورؤيتها الخاصة، فيما الفلسطينيون يخوضون أكثر فأكثر في وحل انقسامهم وخلافاتهم وتضارب برامجهم وتطلعاتهم، وفي المحصلة عجزهم وضعفهم.


    معركة الإسلام السياسى الفاصلة
    نبيل شرف الدين/المصري اليوم
    تمر مصر بمواجهة ظلت جميع الأنظمة المتعاقبة على حكمها منذ العهد الملكى حتى «العهد المرسى» تنحيها جانبًا وتلتف عليها وهى «مسألة الهوية»، فهذه ليست بعيدة عما يجرى الآن من صراع بلغ ذروته بين أنصار جماعة الإخوان ومعارضيها.
    الإخوان يحتشدون بكامل طاقتهم فى هذه المعركة، ليس فقط لأنها ستحدد مصير الجماعة، لكنها أيضًا سترسم الحد الفاصل بين السياسى والدينى، وهذه «أم المعارك» وبدون حسمها سنظل نعيد إنتاج الأزمة تلو الأخرى، ولن تستقر مصر فى المدى المنظور، مع الأخذ بالاعتبار أن الدين متجذر فى نفوس المصريين.
    لكن الأمر لا يحتاج لمعجزة بل لاستلهام تجربة أتاتورك، الذى أنقذ تركيا عقب انهيار الخلافة العثمانية، وفعلها بصرامة جعلت لتركيا مكانة إقليمية، وإن عادت للانتكاس على يد «العثمانيين الجدد»، من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان الذين يحكمون الآن.
    أمر آخر وهو الخلاف الظاهر بين حركات الإسلام السياسى، وأنصار الدولة المدنية العصرية، إذ يتخذ مساراً وعرًا ويطرح تساؤلات مثل: هل يجوز إقصاء هذا الفصيل أو ذاك فى العملية الديمقراطية؟ لكن هل يحق لفصيل اختطاف الدين فى مجتمعات تمثل فيها العقيدة عنصرًا حاسمًا؟
    ووسط مشهد إقليمى ودولى مرتبك، بعد ما اصطلح على تسميته بثورات الربيع العربى، ووسط حالة ملتبسة شاعت خلالها ممارسات التعصب والفرز الدينى والطائفى، ينبعى البحث عن جذور حركات الإسلام السياسى الذين تجمعهم «ذهنية التنظيم السرى»، ووحدة الهدف، وإن اختلفوا فى السياسات والتقديرات.
    وتجمع هؤلاء سمات أساسية، كقواسم مشتركة يمكن إجمال أبرز سماتها فى الملامح الأساسية التالية:
    ـ ذهنية المؤامرة كعنصر أصيل فى طريقة تفكيرهم، وهى أسلوب حياة يبررون به عدم الشفافية أو الفشل فى إدارة الأزمات.
    ـ آلية المزايدات بمزاعم حماية الإسلام، فهناك دائماً من يزايد، فقد كانت جماعة الإخوان الأسبق فى ظهورها على الساحة، وما لبثت أن زايدت عليها الجماعة الإسلامية، وتنظيم «الجهاد»، وزايدت جماعات التكفير على الجميع، حتى انقلب الأمر أخيرًا لظهور عشرات الكيانات المتناحرة، لكنها حينما استشعرت الخطر وبعد تجارب مريرة اصطفت خلف جماعة الإخوان، كونها تقود الصراع السياسى الذى بلغ ذروته الآن، ووصل لزاوية حادة، ومعركة وجودية للإسلام السياسى برمته.
    ـ الانتقائية فى التعامل مع المنجزات الحضارية، فلا مانع لديهم من استعمال الكمبيوتر والسيارة والطائرة التى صنعها الغرب، لكن لا يقبلون ديمقراطية وفق النسق الغربى، لأنهم يضعون شرطًا مسبقًا ينسفها هو المرجعية الدينية.
    ـ نفسية الطاعة العمياء استناداً للمبايعة، فعضو الجماعة حينما يبايع على السمع والطاعة يفقد إرادته، لأن البيعة عقد بيع، وبهذا يتحول العضو لأداة عمياء بيد الجماعة التى توحشت تنظيميًا على يد «القطبيين الجدد».
    ـ ثقافة العدوانية باعتبار الصراع السياسى جهادًا، والعنف ليس ظاهرة طارئة على الجماعات الأصولية بل يتجذر فى تركيبها، فهو جزء من تكوينهم الذهنى والنفسى، ووسيلتهم الوحيدة لتحقيق أهدافهم السياسية.
    ـ التأرجح بين الاستقواء والاستضعاف بحسب الأحوال، فأثناء حكم مرسى مارسوا الاستعلاء على الجميع، وبعد إطاحته عادوا للهجة الاستضعاف واستدرار مشاعر الناس، وتأليب البسطاء على السلطة الجديدة بمزاعم معاداتها للإسلام، وبالتالى فالإخوان لا يخوضون معركة سياسية لاستعادة مكاسبهم، بل يزعمون الجهاد لإعلاء راية الإسلام.
    ـ الخطاب المزدوج لأنصارهم وللآخر، فالإخوان كالحواة فى جرابهم عشرات الثعابين، فهناك خطاب لأنصارهم وآخر لمن يعارضونهم، وثالث للغرب، ورابع لجماعات الإسلام السياسى التى تؤيدهم أو تعارضهم، مستندين فى ذلك لمفهوم شيعى هو «التّقية»، فـ«الحرب خدعة»، وهو ما يكشف بوضوح أنهم ليسوا بصدد مشاركة سياسية، بل «مغالبة»، و«حرب مقدسة» ضد مخالفيهم.
    لا يتبقى سوى التأكيد على أنه فى المحصلة النهائية لهذه المواجهة المفصلية التى تقودها الفاشية الدينية المتجذرة فى مجتمعاتنا، فإن هذا الاستبداد يؤدى لقتل الحراك السياسى‏ وتجذر الاستقطاب،‏ فالاستبداد يأتى بالأتباع ‏FOLLOWERS‏ ويقصى الكفاءات COMPETENT‏ ويفرز موجات عنف دامية، ويعمق «شهوة الانتقام»، وهذا هو ما يجرى الآن فى مصر.


    غضب مصرى واستفزاز إخوانى
    محمد أبو الغار/المصري اليوم
    خلال الأسابيع الماضية صعّد الإخوان المسلمون من استفزازهم للشعب المصرى، واستخدام الميليشيات والخرطوش وغيرها، وأصابوا وقتلوا العشرات من المصريين. خلال هذه الفترة كان العالم الغربى يحاول بكل الوسائل إيجاد طريقة سلمية لحل الأزمة بين الإخوان ومعهم بعض أعضاء التيارات الإسلامية الأخرى وبين الشعب المصرى كله الذى اتحد لأول مرة منذ زمن طويل كجبهة واحدة تقف أمام عنف الإخوان وأمام خطتهم للسيطرة على مصر، والتى كانت فى متناول أيديهم لولا خيبتهم القوية ومستواهم الضعيف فى إدارة الدولة، والذى أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها جماعة خارج التاريخ لأن إدارتها للدولة عن طريق مكتب الإرشاد وسكرتير المكتب الذى كان يشغل رمزياً منصب رئيس الجمهورية ثبت فشلها الذريع، بعد أن أثبتا أنهما كانا غير قادرين على التفاعل بأى صورة مع المعارضة، ولم يعترفا بأن هناك غضبا شعبيا، وأن هناك إجماعا بين الطوائف والأحزاب على أن الإخوان ربما يستطيعون إدارة منظمة سرية وتدريب ميليشيات وإنشاء جمعيات ومحال للبقالة، ولكنهم غير قادرين على إدارة دولة.
    تصرفات مكتب الإرشاد خلال عام من حكم مصر، أثبتت بوضوح أن هذه المجموعة لو كانت فى جماعة شبه ديمقراطية لكانت قد قدمت استقالتها وتركت جيل الوسط والشباب يتولون المهمة، فربما كانوا قادرين على إخراج الإخوان من أكبر محنة فى تاريخها، وهى بالتأكيد أكثر خطورة على تكوين الجماعة من القبض على الآلاف من الإخوان تحت حكم عبد الناصر وإعدام بعضهم وسجن البعض الآخر لسنوات طويلة، فى هذا الوقت هرب الإخوان إلى السعودية وبقية دول الخليج وبعض دول أوروبا، واستطاعوا تكوين إمبراطورية اقتصادية وشبكة علاقات عامة، ولاقوا عطفاً وتفهماً من شعوب وحكومات الخليج وبعض الدول الأوروبية التى كانت على خلاف مع عبد الناصر، وكذلك تعاطفاً من بعض جمعيات حقوق الإنسان فى أوروبا. وأدى ذلك إلى ظهور شعور دفين بين ملايين المصريين بأن ظلماً أحاق بالإخوان. أما الآن فعموم الشعب المصرى حانق وغاضب بل كاره للإخوان.
    لماذا مستقبل الإخوان الآن فى خطر؟ لأنهم استطاعوا أن يوحدوا الشعب كله ضدهم، وما يفعلونه فى شوارع مصر وميادينها يزيد من كراهية الشعب فيهم. المفاوضات الأمريكية والأوروبية مع الدولة والإخوان والقوى السياسية لم تصل إلى أى نتيجة، وعند حديثها مع هذه القوى لم تذكر أى منها كلمة انقلاب، وكان موقفها واضحاً أن الرئيس السابق مرسى أصبح رئيساً غير شرعى منذ شهر نوفمبر الماضى حين إصدار الإعلان الدستورى الشهير، وكان كلامه واضحاً للجميع: هل لو قرر رئيس أى جمهورية فى أوروبا أن يضع نفسه فوق الدستور وفوق القانون وفوق أحكام المحاكم ماذا كنتم سوف تفعلون؟ وكان الرد أن ذلك لا يمكن أن يحدث، وإذا حدث فلا يمكن أن يستمر هذا الرئيس، وكان التصرف الأمريكى كالعادة ملتبسا فوزير الخارجية يقول إن الجيش ساعد الديمقراطية، واثنان من نواب الكونجرس المهمان أيدا الإخوان على طول الخط، وذلك بعد أسبوع من مساندة الكونجرس بأغلبية ساحقة لاستمرار المعونات العسكرية لمصر، وسحب جزء مما قالوه فى مصر بعد أن عادوا إلى أمريكا. وبمراجعة حديث ماكين الشهير مع المجلة الألمانية المهمة ديرشبيجل، منذ عامين فقط، قال السيناتور إن الإخوان جماعة إرهابية ويجب منعها من الوصول للسلطة لأنها خطيرة على المجتمع المصرى والدولى. لماذا غيّر ماكين رأيه!!
    إذاً القوى الخارجية فشلت تماماً ولا بد أن يأتى الحل من مصر. يجمع العالم كله على أن مرسى أصبح خارج اللعبة تماماً، والكل متفق على أن هناك خارطة طريق وافق عليها العالم كله وسوف يتم تنفيذها، وإذا لم يتوافق عليها الإخوان فسوف يخرجون من اللعبة السياسية لعدة أعوام قادمة تتغير فيها خريطة مصر بالكامل. الإخوان لن يستمروا فى الشوارع، صحيح أنهم مستعدون للتضحية بمئات من الغلابة من غير أعضاء الجماعة، بالإضافة إلى بضعة أطفال لأن الإنسان لا يساوى شيئاً عندهم.
    سوف يعتدى الإخوان على الشرطة ويستفزونها، كما حدث فى الماضى، ويدعون أن الشرطة هى البادئة، سوف يدمرون أجزاء من مصر وربما يدمرون تمثال نهضة مصر، ويدعون أن الشرطة هى التى دمرته.
    عودوا إلى عقلكم، وعودوا للحياة السياسية، وادخلوا الانتخابات وادرسوا ما هو سبب الخيبة القوية التى حدثت لكم. سوف يعرف الشباب وجيل الوسط أن العيب فيكم وفى تصرفاتكم وفى تفكيركم، ودون أن تعيدوا التفكير وتتحولوا إلى حزب سياسى حديث، بعيد عن الإرهاب، لن تعود «الإخوان» كما كانت، القوة الكبرى فى مصر والمنطقة والعالم.
    الشعب المصرى لن يسمح لكم بإحداث كل هذه الفوضى.
    قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 470
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 12:23 PM
  2. اقلام واراء عربي 403
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 09:21 AM
  3. اقلام واراء عربي 389
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:39 AM
  4. اقلام واراء عربي 388
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:38 AM
  5. اقلام واراء عربي 387
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •