النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 19/06/2014

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 19/06/2014

    المقالات في الصحف المحلية



    الخميس
    19/06/2014





    المقالات في الصحف المحلية





    موقف أبو مازن واضح ... وتقصير "التعاون الاسلامي" واضح
    حديث جريدة القدس
    «الإسلام السياسي» المتشدد والغرب.. الثابت والمتحولون
    إياد أبو شقرا
    مصر: الطريق المعقد والمركب!
    عبد المنعم سعيد
    المعتقلون الفلسطينيون والإسناد المطلوب
    أحمد مصطفى علي
    الاحتلال وحده من يتحمل المسؤولية
    راسم عبيدات
    النيل بين السد والرَّد..
    خيري منصور

    أطراف النهار- رام الله تبالي .. ولا تخاف!
    حسن البطل
    مجرد فشل أم هزيمة؟
    داود تلحمي
    ما هي مصلحة "حماس" في "اختطاف" الفتية؟
    د. عبد المجيد سويلم
    نرفض الإرهاب لنا وللآخر
    حمادة فراعنة
    طرطشات
    د. فتحي ابو مغلي


    يتداول حياتنا - دواعش وشلاليط
    حافظ البرغوثي
    مدارات - مقايضة غبراء بغبراء
    عدلي صادق
    تغريدة الصباح - يارب ولد
    سما حسن
    نبض الحياة - على المالكي الرحيل ....
    عمر حلمي الغول
    نتنياهو والجنود الثلاثة
    بكر أبو بكر
    من بيدر الحياة - شارع.. ومواطنون
    عبد السلام العابد






    مقالات جريدة القدس,,,,,
    موقف أبو مازن واضح ... وتقصير "التعاون الاسلامي" واضح
    حديث جريدة القدس
    من المعروف ان منظمة التعاون الاسلامي التي تضم كل الدول الاسلامية والعربية أقيمت أساسا بعد الحريق الإجرامي في المسجد الأقصى المبارك ومن أجل الدفاع عنه وحمايته مستقبلا من أية اعتداءات، واجتماعها في جدة الذي بدأ يوم امس، هو الاجتماع الواحد والاربعون، وهو ينعقد على مستوى وزراء الخارجية للتدليل على أهمية المواضيع على جدول الأعمال.
    للأسف الشديد فانه ينعقد هذه المرة وفي مقدمة اهتماماته الوضع المدمر في العراق وليس ما يتعرض له الحرم القدسي من انتهاكات واعتداءات ومخططات تقسيم اسرائيلية واضحة ومعلنة. ومما لا شك فيه ان الوضع العراقي خطير للغاية وهو لا يشغل منظمة المؤتمر الاسلامي فقط ولكن دول العالم كلها التي لها مصالح بالمنطقة وفي أولها الولايات المتحدة. فالعراق مهدد بالتقسيم بين أكراد وشيعة وسنة، كما انه مهدد بحرب أهلية شاملة نتيجة التدخلات الخارجية والفتن الطائفية التي بدأت تشتعل في اكثر من دولة عربية، وهو موضوع له تداعيات كبيرة اقليمية ودولية وقد بدأت بوادرها تظهر في الخلافات الحادة والعلنية بين السعودية والعراق.
    إلا ان فلسطين والحرم القدسي يواجه أخطارا لا تقل خطورة وأهمية، ولهذا كان قرار الرئيس ابو مازن المشاركة في المؤتمر والقاء كلمة جاءت شاملة وواضحة للغاية وأثارت ردود فعل واسعة فلسطينية وعربية واسرائيية ايضا. لقد قال الرئيس ان الحرم القدسي مهدد بالتقسيم مكانا وزمانا كما حدث في الحرم الابراهيمي بالخليل ، والقدس تواجه مخاطر التهويد وتهجير أبنائها ... والقضية الفلسطينية كلها تواجه مفترقا مصيريا ... وكان الرئيس أكثر صراحة ووضوحا حين تحدث عن أهمية المقاومة السلمية ورفض اي عنف او فوضى كما حدث في الانتفاضة الثانية وقال انه ضد انتفاضة ثالثة لأنه حريص على حماية الشعب والقضية، مما أثار ردود فعل مختلفة فلسطينيا ورحبت قوى اسرائيلية بهذه المواقف التي تجيء ردا على كل كذب الاتهامات الرسمية الاسرائيلية ضد السلطة والعقوبات الجماعية التي تمارسها بالضفة بعد خطف او اختفاء المستوطنين الثلاثة.
    وتبقى القضية الأهم في اجتماع جدة ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف والقضية الفلسطينية عموما، ولم تقدم منظمة التعاون الاسلامي هذه حتى اليوم رغم كل ما تعرفه من مخاطر حقيقية ضد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الإسراء والمعراج ... ولقد كررت خلال اجتماعاتها السابقة البيانات والتحذيرات نفسها ولم تشعر القدس ولا فلسطين بأية أعمال فعلية ضد الممارسات الاسرائيلية رغم القدرات والإمكانات المتوفرة بكثرة. ونتساءل هل يجيء هذا الاجتماع بأي جديد أم أننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة نفسها ؟


    «الإسلام السياسي» المتشدد والغرب.. الثابت والمتحولون
    إياد أبو شقرا
    ما كان ينقص «فسيفساء» الشرق الأوسط المُتداعية اضطرابا سوى عودة تنظيم «الدولة الإسلامية للعراق والشام» (داعش) إلى قلب المشهد السياسي، ليتفاقم الاضطراب وتتراكم الغيوم السوداء في سماء المنطقة.
    أن ينتفض العراقيون ضد سياسات نوري المالكي الطائفية والكيدية لأمرٌ أكثر من طبيعي بالنسبة لأي مراقب منصف. تماما، كانتفاض السوريين ضد ديكتاتورية عائلية – طائفية هيمنت على مقدّرات سوريا لأكثر من أربعة عقود.. شوّهت خلالها التفكير السليم ودمّرت حسّ المواطَنة وتاجرت بكل الشعارات النبيلة فأفلستها. وانتفاض الفلسطينيين ضد مصادرة الأراضي و«تهويد» الوطن والاستخفاف بأبسط حقوق الإنسان. وأخيرا، لا آخرا، ضيق اللبنانيين بحالة طائفية أوجدها واقع احتلالي محلّي مسلّح اكتسب شرعيته أساسا من هدف «تحرير» لبنان من «الاحتلال»!
    لا يوجد إنسان عاقل ينتفض مجازفا بالروح والولد شغفا بالانتحار، بل هناك ظروف تضع المرء بين خيارين أحلاهما مرّ؛ فإما الموت أو الإذلال. وما شهدته منطقة الهلال الخصيب، أو العراق والشام، منذ 2003، بالذات، عزّز الدفع باتجاه الإذلال، مقابل زرع الغطرسة والاستعلاء عند قطاع من أبناء المنطقة، ومن ثم، عند متطرفيه، شغف بالثأر ممّا يعتبرونه ظلما تاريخيا ومذهبيا يعود إلى موقعة صفين، إن لم يكن إلى ما قبلها.
    لقد عانى شيعة العراق، وغيرهم من العراقيين وأيضا جيران العراق، من ظلم حكم صدام حسين. وعانى سنّة سوريا وغيرهم من السوريين وأيضا جيران سوريا، من ظلم حكم الأسدين الأب والابن. وعبر عقود أساء النظامان اللذان ادّعيا العلمانية والعروبة والتقدمية لكل ما كانا يزعمان أنهما يمثلانه ويؤمنان به. أما المجتمع الدولي، الذي حاضر ويحاضر صباح مساء عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، فصمت طويلا عن كل التجاوزات طالما ظلت مصالحه الخاصة في أمان. ولكن بمجرّد تعرّض هذه المصالح للتهديد رأينا كيف تستيقظ ذاكرته فجأة.. فيفتح أرشيف وثائقه ويبدأ المحاسبة والانتقام.
    في الأساس أزمة منطقة الشرق الأوسط أزمة حقوق مضيّعة، وهروب إلى الدين من المشاكل والتحدّيات السياسية والاجتماعية. وهنا لا بد من التذكير أن المجتمع الدولي ما كان ضد «الهروب إلى الدين» بدليل دعمه الشديد للجهاد الأفغاني، واستغلاله تنظيمات دينية متشدّدة – إسلامية ومسيحية وغيرهما – ضد ما كان يُعرف بحركات التحرّر الوطني في معظم أنحاء العالم إبان فترة «الحرب الباردة».
    ولكن بعد تجربة أفغانستان، وخيبة أمل الجماعات المتشددة مما اعتبرته استغلالا غربيا لها لإنهاك الاتحاد السوفياتي، أثمرت خيبة الأمل مرارة حركية ناشطة ضد الغرب ومبادئه ومفاهيمه، وظهرت «القاعدة» وما يندرج تحت عنوانها الهلامي الفضفاض. وبعد التحرك الأميركي ضد «القاعدة» في أفغانستان، ومن ثم احتلال العراق تحت مسوّغات واهية تشمل «تجفيف منابع الإرهاب»، خُلقت حالة سياسية جديدة وخطيرة في المشرق العربي.
    هيمنة إيران على العراق نتيجة إسقاط نظام صدام حسين احتمال لا يمكن أن يكون قد فاجأ المخططين الأميركيين. أيضا من المستبعد أن يكون شبح تقسيم المنطقة وفق خطوط الفصل الدينية والمذهبية قد غاب تماما عن أذهان المبشّرين بـ«شرق أوسط جديد». وإذا ما تذكّرنا أن السنّة يشكلون أكثر من 75 في المائة من سكان العالم العربي، وأكثر من 75 في المائة من سكان العالم الإسلامي أيضا، فإن إمكانية نشوء توتر سنّي – شيعي على امتداد المنطقة كحصيلة طبيعية لاستقواء إيران بصرف الغرب نظره عن مشروعها النووي، بالإضافة إلى إهدائها العراق ولبنان، إمكانية لا بد أن تكون وردت في تفكير الساسة والمخططين الغربيين.
    في المقابل، الغرب يعرف جيدا البنية الفكرية للجماعات الدينية المتشددة، ولا سيما، التنظيمات المسماة بـ«الجهادية» و«التكفيرية» التي ترفع ألوية الإسلام. وهو يفهم أن لها وجهين خطيرين جدا:
    الوجه الأول أنها ذات توجه ديني تبسيطي ومتخلف وإقصائي لا يفهم كيف يفكر الآخرون، ولا يعبأ بذلك، ولا يعترف بميزان قوى قد لا يكون في مصلحة المسلمين عند جرّهم إلى مجابهات فوق طاقتهم. وبالتالي، يسهل اصطناع مثل هذه التنظيمات وتشجيعها عبر خلق الظروف المؤاتية لانتعاشها وانتشارها، كمقدمة لتوريطها في معارك سياسية وعسكرية، تنتهي بالترتيبات الاستراتيجية المطلوبة.
    والوجه الثاني، هو أن تركيبة هذه التنظيمات تقوم عموما على نظام الخلايا التي تأتمر بإمرة «أمير» تطيعه بلا تردّد أو مناقشة. وهذا يضمن سهولة اختراقها أمنيا وحرفها عن المسار الذي تريده قياداتها.. حتى عند توافر النية الحسنة أو التكتيك الفطن عند تلك القيادات.
    بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتفاضة السورية التي خذلها المجتمع الدولي بلا وازع من ضمير، وبعد ثماني سنوات من الحكم الطائفي في العراق إبان عهد نوري المالكي، تستيقظ الولايات المتحدة فجأة على خطر تنظيم «داعش» في غرب العراق. التنظيم نفسه الذي أمضى السنوات الأخيرة في سوريا وهو يقاتل ثوارها بمباركة ضمنية من نظامها، وبدعم غير مباشر من حكومة المالكي.. لعل أبهى تجلياته «هروب» سجناء أبو غريب من المتشدّدين والتحاقهم بالقتال في سوريا!
    لقد تعلّمنا في المدارس (الغربية) أن في الفيزياء قانونا بسيطا هو أنه «لكل حركة.. حركة معاكسة ومساوية في القوة»، و«أن الضغط يولّد الانفجار». لكننا نشهد اليوم بدء حملة تهيئة وتجييش للرأي العام في الدول الغربية الكبرى، تمارسه حتى أجهزة الإعلام الرصينة، ضمن خطة الترويج للتعاون الأمني والسياسي الإقليمي مع إيران.. بحجة التصدي لـ«داعش» وأشباهها!
    بالأمس استمعت بقلق لاثنين من الإعلاميين البريطانيين الذين يزعمون الخبرة في شؤون الشرق الأوسط، وهما يعدّان، بعناية، الأرضية للجمهور البريطاني لتقبّل فكرة الحاجة للتعاون مع نظام الملالي ضد «الجهاديين» و«التكفيريين».
    طبعا، هذا يعني تعزيز قبضات المالكي والأسد وحزب الله على الهلال الخصيب الذي غدا، حقا، هلالا شيعيا. ومن ثم دفع السنّة إلى مزيد من الإحباط واليأس، فمزيد من التشدّد الانتحاري.
    الظلم لا يعالج بظلم مضاد. هذا هو الدرس الذي يتوجّب على الجميع إدراكه قبل فوات الأوان.

    مصر: الطريق المعقد والمركب!
    عبد المنعم سعيد
    لمن قُدِّر له العيش في الولايات المتحدة هذه الأيام، ومن ثم صار عليه أن يتابع الصحف ومنتجات مراكز الأبحاث والدوريات المختلفة، سوف يجد حالة من الغضب المختلط بالإحباط، لأن الديمقراطية لا تسير على ما يرام في عالمنا العربي. المناسبة التي أشعلت الحديث كانت انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية، ومن ثم جاء القول إن الزمان بما فيه من فصول قد التفت دورته لكي تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وربما كان أسوأ.
    مارك لينش، الباحث في الأمور الإسلامية في جامعة جورج واشنطن، لطم الخدود لأن «الربيع العربي» لم يبق منه شيء إلا أطلال وخرائب، فالديمقراطية الموعودة لم تحدث، وما انتهت إليه السياسة لم يزد على عودة الدولة القبيحة إلى مسارها الذي كان.
    مارينا أوتاوي، الباحثة في مركز وودرو ويلسون، أعلنت انغلاق الفضاء السياسي في مصر، ليس فقط مع انتخاب السيسي، ولكن مع الانتخابات القادمة لمجلس النواب المصري الذي سيستبعد الأحزاب، ويبقي أصحاب المصالح من أهل الريف والبادية. ميشيل دن في مؤسسة كارنيغي، لم تجد شيئا في مصر يستحق الإشادة، فقد انتهت الأمور إلى أسوأ ما هو ممكن، ولذا فإن الولايات المتحدة لم يعد أمامها إلا قطع المعونة والمساعدة عن الدولة المصرية.
    ستيفن كوك كتب آسفا أن السيسي كان من الممكن أن يكون وزيرا جيدا للدفاع، أما أن يقود دولة منهارة اقتصاديا والعنف والإرهاب يسيران فيها في اتجاه متصاعد، فهو لا يناسب مقتضى الحال.
    وهكذا تتعدد الكتابات ويتغير الكتاب، ولكن النتيجة دائما واحدة، وهي أن ثمة خطأ ما يجري في بلادنا، وأن الولايات المتحدة عليها أن تقوم بمجموعة من الواجبات والاستراتيجيات، لكي تضع الأمور في مكانها الصحيح. والصورة التي تظهر أنه كانت هناك فرصة للديمقراطية، ولكنها أجهضت بفعل الثورة المضادة، ولأن الولايات المتحدة لن تقوم بواجباتها التي كان عليها القيام بها، إما بأن تقتصر علاقاتها مع مصر على مقاومة الإرهاب، أو على العلاقات مع جماعات ليبرالية وديمقراطية تشكِّل «الشعب المصري»، ولكنها لسبب ما لا تحصل على مقعد في برلمان، ولا تفوز في انتخابات عامة، ولا تجد بين عامة الشعب من ينضم إليها.
    المدهش في الموضوع أن كل ذلك يكتب، بينما تنسحب الولايات المتحدة من أفغانستان دون نجاح يذكر، اللهم إلا إذا اعتبرنا عودة طالبان هي الرجوع الحقيقي إلى الديمقراطية. الكارثة الأخرى تجري الآن في العراق، حيث تقوم «داعش» بتدمير الدولة التي جرت عملية تدميرها عدة مرات. وببساطة، فشلت عمليات الهندسة الديمقراطية، ولم يبق منها إلا الرماد وقبض الريح. لماذا فشلت التجربة مرة ومرات ولم تلفت نظر أحد لكي يضعها موضع الفحص والتمحيص؟ لأن هناك عناصر وعوامل كلها جرى تجاهلها، والأخطر تمت عملية التواء لأصولها.
    والغريب بعد ذلك أن يتم تطبيقها على مصر مرة أخرى من خلال النظر بعيدا عن كل التغييرات التي جرت في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي جعلت المصريين يدخلون السياسة من خلال قناعاتهم المرتبطة بالنجاح والفشل، والقدرة على الإنجاز والتأثير من ناحية، وترجمة السياسة إلى صفحات على «الفيسبوك» أو سطور على «تويتر» من ناحية أخرى.
    لم يلاحظ أحد نهاية الانبهار المصري بجماعات من الشباب يظن في واشنطن أنها «الشعب المصري». ميشيل دن تتصور الشعب المصري وكأنه فقط جماعة 6 أبريل، أو عدد من الجماعات الحقوقية التي تصدر بيانات منتظمة، أما ملايين الشباب المصري في الحقول والمصانع والريف والحضر والساحل والبادية، فإنه لا يساوي الكثير. مارينا أوتاوي لم تبذل جهدا لقراءة قانون الانتخابات المصري فتصورت أنه يستبعد الأحزاب، لأنه لا يشمل في غالبيته نظام الانتخاب بالقائمة، رغم أن نظام الدوائر الفردية لا يمنع حزبا من ترشيح أفراده كما يشاء، وفي التاريخ تجارب لحزب الوفد يكتسح فيها الانتخابات عن طريق ممثليه لدوائر فردية. المدهش أن النظام الأميركي قام على الدوائر الفردية، ولم يطالب أحد ممن يلومون المصريين بالمطالبة بنظام القائمة في الولايات الأميركية.
    من المؤكد أن هناك في مصر الذي يستحق النقد والقدح، ولكن ما هو غائب في واشنطن أن هناك محاولات للمصريين بدأت بالإطاحة بنظام يتستر بالدين، قبل أن يتمكن من مصر. لم يفعل المصريون ما فعله الألمان أو الإيرانيون أو الصينيون أو الروس، فلم يمر عام إلا وخرجت الجماعة النازية من الحكم، وإلا لاستمرت لعشرات الأعوام وخاضت حروبا داخلية وخارجية، وفعلت في البلاد ما حدث في السودان وإيران. ورغم كل ما حدث منذ 30 (حزيران) 2013 مع الثورة الثانية للشعب المصري حتى الآن، فإنه على عكس ما هو سائد في واشنطن، فإنه ليس صحيحا كما يقول ستيف كوك، إن العنف والإرهاب زادا في البلاد.
    الأمر لا يحتاج إلى أكثر من المتابعة والمراقبة والرصد، فإذا المنحنى في هذا وذاك يتراجع شهرا بعد آخر ويوما بعد يوم. كم من المقالات الذائعة في العاصمة الأميركية تتحدث عن الاقتصاد المصري «المنهار»، ويقال ذلك بينما انخفض العجز في الموازنة العامة، وعادت «البورصة» المصرية إلى مستوياتها في صيف عام 2008، أي قبل الأزمة المالية العالمية ونشوب عهد الثورات، وبلغ معدل النمو 2.7 في المائة، بينما كان 1.9 في المائة في عهد الرئيس مرسي، وارتفعت الاحتياطات المصرية بعد أن كانت قد وصلت إلى الحضيض.
    لم يتغير الموقف هكذا بفعل المساعدات العربية المحمودة وحدها، بل جاء بفضل السياسة التوسعية التي اتبعتها الحكومة المصرية، وأدت إلى تجاهل نصائح صندوق النقد الدولي، وبدلا منها إنفاق حزمتين بلغتا قرابة 60 مليار جنيه مصري نفخت الروح في البنية الأساسية مرة أخرى. هناك مصاعب وأزمات لا شك فيها، وبعد ثلاث سنوات من الثورات، فإن الحالة الاقتصادية من الطبيعي أن تكون على غير ما يرام، ولكن القول إن الاقتصاد منهار يعكس أقوالا لا تصلح للتعبير عن الواقع المصري.
    الفجوة بين ما هو مكتوب في واشنطن، وما هو جارٍ في مصر، واسعة للغاية، وقد تؤدي محاولة سد هذه الفجوة إلى اعتقاد أن الأحوال «وردية» في القاهرة. والحقيقة أنها ليست كذلك، ولكن هناك فرصة وبداية لطريق معقد ومركب، لكي تحدث الديمقراطية والحداثة مع المحافظة على الدولة قبل وبعد كل شيء، وهي طريقة مختلفة عن عملية الهندسة الديمقراطية التي يشيع الحديث عنها في واشنطن، والتي تكون فيها الديمقراطية أداة لانهيار الدولة.

    المعتقلون الفلسطينيون والإسناد المطلوب
    أحمد مصطفى علي
    يثبت الأسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية، الذين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم ال 56 على التوالي، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري التي تمارس بحقهم دون تهمة أو محاكمة عادلة، أنهم يخوضون حرباً قاسية من نوع آخر، ضد آخر احتلال عرفه التاريخ .
    إضراب الأسرى المفتوح طوال هذه المدة، يكشف الانتهاكات الاسرائيلية بحقهم، بتكتم اسرائيل على أوضاعهم الصحية المتدهورة، بعد أن نقل بعضهم إلى المستشفيات، وخاصة الأسير الإداري أيمن أطبيش الذي دخل إضرابه اليوم الحادي عشر بعد المئة على التوالي للمرة الثانية، ويحيط به السجّانون، الذين نكثوا باتفاقهم معه العام الماضي، حيث علق إضراباً بعد 105 أيام، عقب توصله إلى اتفاق مع السلطات الاسرائيلية بتحديد سقف اعتقاله الإداري، ولكنّ مصلحة السجون لم تلتزم بذلك الاتفاق، وجددت له مرات عدة بعدها .
    لكم أن تتخيلوا كم هي صعبة هذه المعركة، إنها معركة إرادة وصبر، فكل منا يتناول وجبتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد، هذا عدا عن الفاكهة والمشروبات المختلفة، وعندما يعود أحدنا إلى المنزل، أول ما يسأل عنه، هو الطعام والشراب، فيتناول وجبته قبل أن يخلد للنوم أو القيلولة، أو يعود إلى ممارسة حياته الاعتيادية، فماذا يكون موقفكم إن علمتم أن الأسرى قرروا خوض معركة الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وأن أياماً وأسابيع طويلة مضت من دون أن يتذوقوا فيه طعاماً أو شراباً، سوى بضع قطرات من الماء وحبيبات من الملح، كنوع من الكفاح لتسليط الضوء على جزء من معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال ..
    تكمن خطورة القضية أن الأيام تمر بسرعة مع عدم وجود ضغوط حقيقية أو تدخلات دولية فعالة على السلطات الاسرائيلية، ما يدفعها إلى استغلال عامل الوقت ووصول الأسرى المضربين إلى مرحلة اليأس لوقف إضرابهم، لذلك لا بد من فعاليات شعبية تدعم معركتهم ضد الاحتلال وتشعره بقوة الفلسطينيين وصعوبة المواجهة معهم، وبالتالي إجباره على التراجع عن تعنته والاستجابة لمطالب الأسرى وحل قضية الاعتقال التعسفي..
    إصرار السلطات الاسرائيلية على تجديد أوامر الاعتقال الإداري بحق المضربين، يكشف نياتها بالإصرار على اعتقالهم وتوجيه صفعة قوية لكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية ، من خلال تعريض حياة الأسرى لإجراءات قاسية والتسبب لهم بأمراض كثيرة والتعجيل بانهيار أوضاعهم الصحية، فضلاً عن ممارسة كل أشكال الانتهاكات الإنسانية المحرمة ضدهم .
    لا شك أن قرار الأسرى إعلانهم الإضراب عن الطعام لم يأت من فراغ، بل نتيجة طبيعية لإحساسهم بالظلم الممارس ضدهم من قبل الاحتلال، نتيجة اعتقالهم من دون مبرر، وأن انتصار إرادتهم هو انتصار لكل الفلسطينيين، لذلك لا بد أن تواكب معركتهم خطوات جماعية، على المستويين الرسمي والشعبي، لإسماع صوتهم للعالم وإغلاق ملف الاعتقال الإداري بشكل نهائي .

    الاحتلال وحده من يتحمل المسؤولية
    راسم عبيدات
    اسرائيل في اعقاب إختفاء آثار مستوطنيها الثلاثة اعلنت حرباً شاملة على الشعب الفلسطيني، حيث استدعت قوات احتياطها، وادخلت الى مدينة الخليل ومدن وبلدات اخرى الآف الجنود حيث تنكل تلك القوات بسكان محافظة الخليل من خلال عمليات المداهمة والتفتيش والتي تطال البشر والحجر والشجر والحيوانات،والحد من حرية الحركة والتنقل للسكان، ومنع الدخول الى داخل الخط الأخضر ومدينة القدس، وكذلك شهدت الضفة الغربية عمليات اعتقال غير مسبوقة طالت بضع مئات من انصار واعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل، جرت بطرق وحشية من خلال تفجير البيوت والإقتحامات في ساعات الفجر الأولى بأعداد كبيرة من الجنود والمخابرات والمستعربين المصحوبين بالكلاب البوليسية، والشيء الأخطر هو قيام حكومة الإحتلال بإعتقال الأسرى الذين تحرروا في صفقة الوفاء للأحرار في تشرين اول/2011، وهي بذلك تخرق شروط الصفقة التي رعتها الحكومة المصرية، والتي باتت مطالبة الان بالوقوف امام مسؤولياتها، حيث اسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والاتفاقيات والمواثيق الدولية، فهي تريد من عملية إختفاء مستوطنيها الثلاثة، الذين لم تتضح حقيقة امرهم حتى الان، مبرراً من اجل تنفيذ مخططاتها في الإعتقال والتدمير والطرد والترحيل والإبعاد الجماعي.
    وهذه العملية مستمرة ومتواصلة ومرشحة للتوسع،ليس على صعيد الإعتقالات فقط،بل الإغتيال والتدمير للبنى التحتية والمؤسسات تحت حجج وذرائع علاقة ذلك بقوى وفصائل المقاومة،ناهيك عن عمليات القصف المتواصلة لقطاع غزة، والإحتلال جل إهتمامه يتركز على المستوطنين المختفين(الأسرى)مجازاً، ولا يرى في إجراءاته وممارساته والتي وصلت حداً لا يطاق سبباً لما جرى وسيجري،ويحمل السلطة الفلسطينية المجردة من السلطة والصلاحيات المسؤولية عن عملية الخطف،رغم ان العملية جرت في منطقة (سي) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة،وفي الوضع الحالي اليوم لا فرق بين مناطق (الف) و(بي) و(سي)،وكذلك فالرئيس عباس طالب الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتعاون الكامل مع اجهزة الأمن الإسرائيلي لضمان سلامة المختفين(الأسرى) مجازاً وعودتهم،وحديثه عن قدسية التنسيق الأمني يندرج في هذا السياق.
    اسرائيل لا ترى بما تقوم به من اعمال عربدة وبلطجة وإذلال وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني،والتنغيص عليه في كل تفاصيل حياته اليومية سبباً لما يجري،فهي تريد من الشعب الفلسطيني ان يستقبل القرارات الإسرائيلية ببناء ألآف الوحدات الإستيطانية بالورود والرياحين،وان يستقبل سن تشريعات تمنع تقديم موعد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من اصحاب الأحكام المؤبدة بالزغاريد والأهازيج،ومحاولة السيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً بقرع الطبول وضرب الدفوف،وإغلاق اي نافذة للحل السياسي وترسيخ الإحتلال وتشريعه فيه"مصلحة" و"خير" و"منفعة" للشعب الفلسطيني.
    الإحتلال "يتغول" في كل شيء،وينكر حقوق شعبنا ويدمر إنسانيتنا وآدميتنا،ويحرمنا من ابسط مقومات الحياة البشرية،ويريدنا أن نفتخر بذلك،وان نقدم له ولمستوطنيه الشكر والطاعة،فهو مجرد موافقته على بقاءنا على قيد الحياة يستحق"الشكر والثناء،فهل هناك اوقح من هذا الإحتلال..؟؟ بالمفاوضات يرفض تقديم أي تنازل جدي من اجل إيجاد مخرج وحل لهذا الصراع،فهو يريد تلك المفاوضات من اجل خلق حقائق ووقائع جديدة على الأرض وإستكمال مشاريعه في الإستيطان والتطهير العرقي،وعندما تتجه السلطة الفلسطينية لتشكيل حكومة"توافق" وطني،يخرج عليك قادة اسرائيل،بأن عباس إختار "الإرهاب" على السلام من خلال التحالف مع حماس،وكأن اسرائيل في المفاوضات قدمت لعباس دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران؟؟،وهي طول فترة المفاوضات،تقول بان عباس ضعيف ولا يسيطر على قطاع غزة،وعندما يشكل حكومة"توافق" وطني،يتحالف مع "الإرهاب" ضد السلام،وحتى محظور عليه التوجه للمؤسسات الدولية،من اجل ان ينضم الى مؤسساتها الدولية،في إطار الحق المكفول والمشروع له كدولة مراقب في الأمم المتحدة..؟؟وبعد رفض اسرائيل الإلتزام والوفاء بتعهداتها بإطلاق سراح أسرى ما قبل اوسلو ال(104) مقابل عدم التوجه والإنضمام الى المنظمات والهيئات والمؤسسات والوكالات الدولية،توجهت السلطة وقدمت طلبات إنضمام الى (15) وكالة ومنظمة دولية،ونتيجة لذلك اقامة اسرائيل الدنيا واقعدتها وهددت السلطة بسلسلة من العقوبات إن هي إستمرت في هذا النهج او خطة خطوة اخرى،على طريق إستكمال عضويتها في المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية الأخرى،وبالذات اتفاق روما ومحكمة الجنايات الدولية.
    إن ما حدث في الخليل، يتحمل مسؤولياته بشكل مباشر،الإحتلال الذي يمعن في قهر وإذلال شعبنا،ودفعه الى خانات اليأس والإحباط وفقدان الأمل،فما دامت العقلية الإسرائيلية قائمة على القمع والتنكيل ورفض الإعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني،وسن تشريعات وإصدار قوانين من شأنها ان تعيد أسرانا في أكياس بلاستيكية سوداء،فلا اعتقد بان لا اهالي الأسرى ولا الفصائل ولا حتى السلطة تقبل بذلك،فعندما تغلق كل الطرق والسبل أمام الأسرى للتحرر من الأسر،فماذا يتوقع الإحتلال؟؟؟
    كيري الذي يحث الرئيس ابو مازن للتدخل من اجل تامين إطلاق سراح الإسرائيليين الثلاثة،لم ينبس بكلمة واحدة،وكان مصاباً بالخرس،عندما يتعلق الأمر باكثر من (5200) اسير فلسطيني في سجون الإحتلال،تمارس بحقهم شتى انواع القمع والتنكيل والتعذيب،وكذلك عندما تخرق إسرائيل القانون الدولي وتحتجز اكثر من (180) أسير فلسطيني،وفق ما يسمى الإعتقال الإداري،بدون تهم واضحة ومحددة ومحاكمات،ويخوضون إضرابا مفتوحاً عن الطعام دخل يومه السادس والخمسين،وبما يهدد حياتهم ويعرضهم للخطر والموت،لم يحتج كيري ولم يدعو اسرائيل لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى،ووقف سياسة الإعتقال الإداري المتعارضة مع كل الإتفاقيات والقوانين والمواثيق الدولية.
    السلطة الفلسطينية، بات عليها التفكير مليون مرة فيما يحصل ويجري على الأرض،فهي تتحدث عن الحل السياسي والمفاوضات والتنسيق الأمني ،والإحتلال يواصل كل إجراءاته وممارساته القمعية على الأرض، وكان تلك السلطة تعاند الواقع والوقائع،وتريد ان تستحلب الثور،فهذه الحكومة تعلن علناً وجهراً بأنها ماضية في مشاريعها الإستيطانية في كل منطقة القدس والضفة الغربية وعلى كل مساحة فلسطين التاريخية،وهي تشرع وتصدر المزيد من القوانين لجهة التهويد والأسرلة،وكذلك الحكم على الأسرى بالإعدام ولكن بطريقة الموت البطيء،فعن اي حل سياسي تتحدث السلطة؟؟فالشعب الفلسطيني لم يعد يثق بالسلطة ولا بمشروعها السياسي،وهيبتها تزداد تآكلاً في أذهان الجماهير،تلك الجماهير التي باتت على قناعة بأن السلطة حتى في ما يسمى بحكومة التوافق المصالح الخاصة والفئوية فوق مصالح الشعب الفلسطيني.
    فالخليل هي الرسالة المزدوجة للمحتلين أوقفوا قمعكم وإذلالكم لشعبنا الفلسطيني، وانهوا إحتلالكم وارحلوا عنا،وللسلطة يكفي السير واللهاث خلف السراب فمشروعكم السياسي،لن يؤدي الى إحقاق حقوقنا،فلا هو يوفر لا دولة فلسطينية مستقلة ولا قدس ولا عودة لللاجئين.

    النيل بين السد والرَّد..
    خيري منصور
    ما يُحدّد مصير الأزمات هو أسلوب إدارتها وليس انتظارها حتى تتفاقم وتتسبب بانسداد الآفاق، وقد لا يكون سدّ النهضة الإثيوبي استثناء في هذ السيّاق، إلا قدر تعلقه بالنيل الذي يشكل شريان الحياة لمصر التي يعيش تسعون مليوناً من سكانها حوله، وعلى أقل من سبعة في المئة من مساحة بلادهم .
    وما يلوح الآن من انفراج في أزمة السّدّ هو نتيجة تغيير أسلوب التعامل مع الأزمة التي نجمت عنه، فالبدءُ من آخر السطر وليس من أوّله في مثل هذه الأزمات يحرق الأوراق كلها، وأحياناً يحرق السُّفن، والتلويح بحل عسكري نموذج لهذه البداية المعكوسة، حيث تضيع فرص دبلوماسية عدة وتتصاعد اللهجة المتوترة ويتشبث كل طرف بموقفه، لأنه عندئذ يتجاوز الأزمة ذاتها ليشمل الدول وما تتصوره عن نفسها وسيادتها .
    والمعادلة التي طُرحت مؤخراً في مصر واضحة بقدر ما هي بسيطة، وهي حق إثيوبيا في التنمية، والاستفادة من النيل في مجالات عدة، مقابل حق مصر في الحياة وليس في أي بُعد من أبعادها .
    وهذه المعادلة سياسية واقتصادية بقدر ما هي إنسانية، ما دام من حق كل الأطراف في حوض النيل أن تنعم بحصصها من مائه، شرط ألا يكون نعيم البعض جحيماً للآخرين، وحين تطرح الأزمة بهذا الأسلوب وعلى هذا النحو المنطقي تصبح قابلة للانفراج، بعكس الأساليب الأخرى التي تؤدي إلى انفجار مُحَتّم، يُلحق الأذى بالجميع .
    ومصر ليست بوابة إفريقيا فقط، بل هي البلد الذي لعب دوراً مشهوداً لعقود عدة في تعزيز استقلال دول عدة من القارة التي قرر قادتها في ستينات القرن الماضي أن تكون خضراء وليست سوداء، وهذا ما قاله جوليوس نيريري بعد زيارته لمصر الناصرية، مع العلم أن أزمات من هذا الطراز تتعلق بالوجود وليس بمجالات سياسية واقتصادية إجرائية وجزئية، لا تنفرج بالسهولة التي يتوقعها المتفائلون . فلا بد أن يكون هناك مجال فسيح أمام النيّات الطيبة، ليس على صعيد القارة والنهر الخالد الذي تعيش عليه فقط، بل على صعيد المجتمع الدولي أيضاً .
    والبداية قد تكون بروتوكولية وتبادل زيارات، لكن هذا مجرد تمهيد وتعبيد للطرق الوعرة، يوفّر فرصه للإصغاء المتبادل وبالتالي لحوار عقلاني يستبعد التوتير والتصعيد الإعلامي .
    لقد عقد العرب أول قمة في تاريخهم الحديث من أجل إنقاذ نهر الأردن من التحويل الذي سعت إليه الدولة العبرية، ونتصور أن النّيل يستحق أن يكون محوراً أساسياً في القمة القادمة التي تعقد على شاطئيه .





    مقالات جريدة الأيام,,,,,
    أطراف النهار- رام الله تبالي .. ولا تخاف!
    حسن البطل
    بين مونديال اسبانيا 1982 (فازت ايطاليا بالكأس وأهدته للصمود الفلسطيني في بيروت) ومونديال البرازيل الجاري، صارت للشعب الفلسطيني مناعة مكتسبة في هذا الصراع المديد مع اسرائيل.
    كيف؟ كان هدف اجتياح لبنان 1982، في ذلك الحزيران، هو تدمير م.ت.ف، وكان هدف اجتياح الضفة هو تدمير السلطة الفلسطينية .. وصار هدف "السور الواقي 2" في هذا الحزيران المونديالي هو "القضاء على كل ما هو اخضر" كناية عن اجتثاث حركة "حماس"؟!
    ماذا نقول عن هدف تدمير م.ت.ف؟ وضع الباحث يزيد الصانع مؤلفاً سميكاً تحت عنوان "الكفاح المسلح والبحث عن الدولة" (1949 - 1993) خلص فيه الى هذا الاستنتاج: الفشل. كبير المعلقين العسكريين الإسرائيليين الراحل، زئيف شيف، خالف استنتاج الصانع، وقال: الخروج من بيروت والعودة الى الأراضي المحتلة يشكل نقلة استراتيجية كبيرة في الكفاح الفلسطيني.
    بين عام اوسلو، حيث توقف الباحث، وعامنا هذا، اخذ الكفاح الفلسطيني منحى سياسياً، ادى عالميا الى موضوعة "الحل بدولتين" وشعبياً خاضت السلطة والشعب امتحان الانتفاضة الثانية القاسي، وامتحان الانقسام الأخير .. والآن امتحان الوحدة .. والآن؟ امتحان الصمود أمام ما يقولون في إسرائيل أنه "السور الواقي 2" الذي بدأ من الجنوب الى الشمال (من الخليل الى نابلس) عكس "السور الواقي 1".
    ما الذي يميز الشعب الفلسطيني وسلطته عن الشعوب العربية وأنظمتها؟ سنختصر بالقول: نحن نقاتل ونجابه الاحتلال من المسافة صفر. خبرنا إسرائيل عدواً ومحتلاً.. وخبرونا. خبرنا الإسرائيليين جنوداً وشعباً ومستوطنين أيضاً .. وخبرونا أيضا.
    .. ومن ثم؟ نحن الممانعة والمقاومة .. ونحن القضية المركزية لإسرائيل (وأوروبا وأميركا) وإسرائيل القضية المركزية للفلسطينيين وفلسطين، وان انشغل العرب بحروبهم الأهلية وبتفكيك وحدة شعوبهم الوطنية .. وان وجدونا مذنبين في مشاكلهم، ولا ذنب لنا في هذا!
    ليست فلسطين في بيروت 1982 هي فلسطين في رام الله 2014، وكان لنا في مونديال 1982 فائض من الحرب لنتابع بفرح كيف أهدتنا إيطاليا معنويا كأس العالم، ثم جاء جنودها ليحموا انسحابنا، وليلعبوا مع صبية المخيم كرة القدم.
    لدينا، الآن، في رام الله ومدن فلسطين كثير فائض من الوقت لنتابع مباريات المونديال البرازيلي، ولنوزع انحيازنا للفرق المرشحة للكأس.. ولنحزن لأن الجزائر خسرت أمام بلجيكا.
    لدينا، الآن، في رام الله برنامج يبدأ غداً، على مدى ثلاثة ايام، للمؤتمر الـ 56 لأبناء رام الله المغتربين (1000 مغترب - زائر و350 مغتربا - مقيما) ولدى البلدية، قبل دراما الاختطاف واثناءها وبعدها، برنامج لتجميل شوارع المدينة وحدائقها، ولدى المقاهي والمطاعم ان ترفع اعلام الدول المشاركة في المونديال.
    لدينا، ايضاً، مهرجانات صيف، ومهرجانات فتية، ومعارض، وكل ما يجعل الحياة المدنية تسير في مجراها.
    رام الله، بما هي عاصمة سياسية - إدارية للسلطة والشعب، تهتم وتبالي بحملة آلاف من جنودهم المختارين على الخليل (حيث 300 اأف مواطن في حصار) وحملة آلاف على نابلس (حيث على المسافر الى جنين صرف 7 ساعات سفر بدل نصف ساعة).
    علمتنا الانتفاضة الاولى كيف نتحمل وطأة الانتفاضة الثانية، وعلمتنا الانتفاضة الثانية كيف نستخف بعملية "السور الواقي 2" وان نهتم ونبالي، لكن ليس ان نخاف لا على المنظمة ولا على السلطة ولا على حركة "حماس" ايضاً!
    نعم، لا توجد مناعة لدينا من قنابل الغاز، لكن نذهب كل يوم وفي كل مكان الى مواجهات بين الحجارة وقنابل الغاز. لا توجد لدينا مناعة من الرصاص الحي، ولكن شهداء الرصاص الحي لا يردعون الشبان عن الذهاب الى المخاطرة (هل مات جندي واحد من رمية حجر؟).
    توجد لدينا مناعة ضد الخوف من اقوى سلاح جوي، ومن دولة تملك مئات القنابل النووية، وأرتال من جراد الدبابات والمصفحات.. ولا يخاف المبتل من الماء، ولا يخاف من هو تحت الاحتلال مواجهة الاحتلال.
    ربما تحسب الجيوش العربية حساباً للجيش الإسرائيلي، وتحسب النظم العربية حساباً لدولة إسرائيل، وربما تحسب الشعوب العربية حساباً للحكام العرب المستبدين.. وربما لم تعد إسرائيل تحسب حساباً للجيوش والنظم والحكومات والزعماء العرب، او تحسب حساباً لحزب الله وحماس وداعش والنصرة .. ولكنها تخطئ الحساب للشعب الفلسطيني وسلطته، ولأشكال كفاحه من الانتفاضات العامة، الى الانتفاضات الموضعية، ومن العمليات الانتحارية، الى اختطاف جنود ومستوطنين: الشعب الفلسطيني لن يستكين تحت الاحتلال، لا في مرحلة أنظمة المقاومة والممانعة ولا في مرحلة انهيار النظم والدول القطرية العربية.
    اذا لم تعد فلسطين القضية المركزية للنظام في الكثير من الشعوب العربية، فهي صارت منذ اجتياح بيروت لتدمير المنظمة، واجتياح السور الواقي لإنهاء الانتفاضة و"الإرهاب" تشكل القضية المركزية لإسرائيل وشعبها وجيشها ومستوطنيها، كما إسرائيل هي القضية المركزية لفلسطين وشعبها.
    هذا ليس صراعاً بين الفصائل وإسرائيل، بل بين شعب ودولة محتلة، او بين شعب وشعب، او بين تقرير مصير فلسطين، ورسم مسار جديد لإسرائيل .. ومن الصراع العربي - الإسرائيلي الغابر، الى أساسه: صراع فلسطيني - إسرائيلي.
    الاختطاف، الانقسام، الانتفاضات، الاجتياحات، والعمليات الانتحارية، والمظاهرات، واللقاء مع اليساريين الإسرائيليين .. كلها جزء من مواجهة تاريخية، سواء حاولت أميركا حلها ام فشلت في ذلك.
    من زمان قال إسرائيليون: هل نتحمل كما يتحمل الفلسطينيون؟

    مجرد فشل أم هزيمة؟
    داود تلحمي
    قاسية ومحبطة حد اليأس، الأيام التي تتوالى على "اختفاء" المستوطنين أو الجنود الإسرائيليين الثلاثة، فيما يعجز نتنياهو، وآلته الأمنية والعسكرية عن العثور على الخاطفين والمخطوفين، جثثاً كانوا أم أحياء.
    هم ليسوا في قطاع غزة، حتى يحسم بنيامين نتنياهو أمره، فيحمل حركة حماس المسؤولية عن اختفائهم، فيبادر الى تصريف جزء من فائض قوته للقتل والتدمير، والتخريب، وفرض العقوبات الجماعية، كما حصل بعد اختطاف الجندي جلعاد شاليت.
    اذا كان اختطاف شاليت والاحتفاظ به لأكثر من خمس سنوات، قد أضاف فشلاً ذريعاً لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، فإن "اختفاء" المستوطنين الثلاثة، في الضفة الغربية، وفي منطقة (ج) التي تقع تحت المسؤولية الإسرائيلية الأمنية، يشكل فشلاً آخر، يقدم لفشل حين تمر ثمانية ايام، دون ان تنجح الآلة الأمنية والعسكرية في العثور عليهم.
    هو فشل في كل الحالات، سواء أكانت عملية الخطف جنائية، او سياسية او حتى لو كانت من مهربين، او مافيات، او سارقي سيارات او مضاربين. وبغض النظر عن الجهة التي قامت بعملية الاختطاف، ان كانت حماس كما تدعي إسرائيل والإدارة الأميركية، او غيرها، فإن هذه العملية تدل على قدرة عالية في التخطيط، ودقة في التنفيذ والإخراج، وتحضير متقن، الى الحد الذي ينبغي ان يثير الرعب في آلة الاحتلال بكل أنواعها، ومسمياتها، وقدراتها.
    في أوضاع طبيعية ومنطقية، فإن معاني وأبعاد عملية كهذه، وبعد مسلسل الفشل الذي تعاني منه الأجهزة الإسرائيلية الأمنية، في أوضاع كهذه المفروض ان تنتظر، تغييرات جذرية، واستقالات لعدد من المسؤولين بما في ذلك رئيس الحكومة، او تغييرات في السياسة، ان كان الأمن يقف كما تسوق اسرائيل، على رأس أولوياتها.
    في غياب المنطق، والطبيعي، بالنسبة لدولة احتلال كإسرائيل، وبإدارة سياسيين متطرفين، يتميزون بالعنصرية، والعنجهية، والغرور، يلجأ رأس الدولة، الى الإعلان عن اسرائيل في حالة حرب. "اختفاء" ثلاثة مستوطنين، يضع الدولة في حالة حرب، فأي دولة هذه وما هي طبيعتها، وسلوكها، وماذا تتوقع من المجتمع الدولي، اذا كان هذا السلوك سيؤدي الى فوضى في المنطقة، وقد ادى حتى الآن الى فوضى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد تشكل مقدمات لانتفاضة فلسطينية شاملة في حال استقرت واستمرت، وصمدت وتطورت عملية المصالحة الفلسطينية؟
    الأمر برمته ينطوي على حرج سياسي وقانوني وأخلاقي، قد تتجاوزه دولة كالولايات المتحدة، بما هو معروف عنها، من تحالف ودعم أعمى لإسرائيل، ولكن من الصعب على دول اخرى كثيرة ان تتجاوزه.
    المستوطنون في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، ومنهم المختطفون او المختفون هم واستيطانهم، غير شرعيين، ويخالفون القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وسياسات المجتمع الدولي باسره. هؤلاء معتدون على الشرعية والقرارات الدولية، وهم مدانون ابتداءً، وبالتالي فإنهم ليسوا ضحايا، ولا يتوفر أساس للتعاطف معهم، نزع عنهم سلوكهم العدواني البعد الإنساني فهم بشر ولكنهم ليسوا ابرياء.
    لا شك ان الحكومة الإسرائيلية، وجدت مبررا، لتحقيق جملة من الأهداف السياسية لكنها حتى الآن، لم تنجح في التوظيف، ونشك انها ستكون قادرة على توظيف هذه الذريعة لتحقيق أهدافها.
    أراد بنيامين نتنياهو، وتحالفه الحكومي، ان يتخذ من هذه الذريعة فرصة لإخراج إسرائيل من عزلتها، التي تسبب بها، على خلفية مواقفه وسلوكه إزاء العملية السلمية والمفاوضات والجهد الأميركي والدولي.
    مخطئ اذ يعتقد نتنياهو ان عملية "اختفاء" المستوطنين تشكل ذريعة صالحة لإعادة ترتيب مكانة إسرائيل اقليميا ودوليا، وما لا يدركه رئيس الحكومة، هو انه بإمعانه في القتل والاعتقال والتخريب، وفرض العقوبات الجماعية على السكان المدنيين، سيعمق عزلة إسرائيل، ويعمق ازمتها حتى مع حلفائها.
    واراد نتيناهو ان يوظف هذه الذريعة لضرب عملية المصالحة الفلسطينية، وان يعيد المشهد الفلسطيني الى مربع الانقسام، لكن الفلسطينيين رغم ما يبدو من تعثر المصالحة حتى الآن، لم يخضعوا ولم يتراجعوا، وحتى انهم خففوا من التصريحات والانتقادات السلبية المتبادلة التي كانت سائدة قبل عملية "الاختفاء".
    المراهنة الإسرائيلية لم تتوقف عن تحقيق هدف ضرب المصالحة، ولأجل ذلك بادرت إسرائيل الى تصعيد إعمالها العسكرية ضد قطاع غزة، حيث عاود الطيران الحربي نشاطه بالقصف املاً في ان يصدر عن احد في القطاع، رد فعل كاف يوفر لإسرائيل ذريعة، لتوسيع العدوان، واذا كان ذلك لم يتحقق حتى الآن فإن المتوقع هو ان تصعد اسرائيل نوعيا عدوانها على القطاع حتى تحصل على الذريعة المطلوبة.
    وأراد نتنياهو ان يرمم جبهته الداخلية، بعد ان تفاقمت التناقضات والخلافات حتى في الائتلاف الحكومي على خلفية السياسة التي يتبعها رئيس الحكومة، ذلك ان إسرائيل في حالة حرب تعني ان الجميع يجب ان يصمت، وان يلتف حول الحكومة والجيش، اذا كانت إسرائيل في حالة حرب كما يقول نتنياهو، فإن إسرائيل قد خسرتها حتى الآن، ومرور المزيد من الوقت على "اختفاء" المستوطنين سيؤكد هذه النتيجة. اذاً، يستطيع نتنياهو ان يؤجل الانفجار الداخلي. لكن هذا الانفجار آت لا محالة، وقد يكون كافيا للاطاحة بالائتلاف الحكومي، وبعدد من القادة والمسؤولين وهذا على المدى القصير.
    على المدى البعيد، سيكون علينا، فحص تداعيات هذه العملية على اتجاهات عمل المستوطنين، والعلاقة بين المجتمع الاستيطاني والدولة والمجتمع الإسرائيلي.
    ما هي مصلحة "حماس" في "اختطاف" الفتية؟
    د. عبد المجيد سويلم
    مع ان اسرائيل حتى هذه اللحظة لم تقدم لنا ولا لغيرنا الدليل ولا حتى القرينة او المؤشر على أن حركة حماس هي المسؤولة عن هذا الاختطاف، ومع كل الدلائل المتوفرة تلقي بالكثير من الشك على "الرواية" التي هي مجرد ادعاء ومزاعم تنقصها كل الأسانيد المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، ومع أن أحداً عاقلاً لا يمكنه ان "يهضم" التبرير الاسرائيلي حول تأخير علم الجيش لمدة كافية حتى لمجموعة من الهواة للهرب والاختفاء بكل بساطة وراحة، الا ان احداً لم يسأل نفسه (لا في اسرائيل ولا خارجها) السؤال التقليدي المعهود، ما هي مصلحة الاطراف في الاختطاف وما هي مصلحة الاطراف من هذا الاختطاف وما هي الاهداف التي تتوخاها والاهداف التي يمكن استثمارها من هذا الاختطاف.
    حركة حماس اذا كنا نتحدث عن مستواها الرسمي العام، واذا كنا نتحدث عن مصالحها الخاصة النابعة من الواقع المحيط ليس لها مصلحة حقيقية في هذا الاختطاف.
    فحركة حماس لم تكن لتتقدم خطوة واحدة جدية، باتجاه المصالحة لولا ان حساباتها قد قادتها الى انها (اي الحركة) فقدت ظهرها الاقليمي الاكبر وهو نظام الاخوان في مصر بعد ان كانت قد فقدت الساحة السورية والى حد ما الساحة اللبنانية وكذلك الدعم الايراني، كما انها فقدت "حميّة" الدعم القطري بعد مأزق قطر مع بلدان مجلس التعاون الخليجي اضافة الى الآراء الواضحة بضرورة الذهاب الى المصالحة التي سمعتها حماس من تركيا وتونس والسودان.
    باختصار لم يعد ممكنا ولا مقبولاً ان تظل حركة حماس خارج المعادلة الاقليمية بالكامل وهي اصلا خارج المعادلة الدولية، ما يعني ان المصالحة تحولت في ضوء كل ما تقدم مصلحة مباشرة لحركة حماس.
    اذا كان الامر كذلك - واغلب الظن انه كذلك فعلاً - فإن حركة حماس التي يمكنها من خلال المصالحة ان تفك "الحصار" عن نفسها وان تعود لتكون مقبولة في المحيط الاقليمي، وكذلك المحيط الدولي لا يمكنها منطقيا ان تجازف بمثل هذه العملية وهي التي تدرك ابعادها وتداعياتها والاخطار الخاصة عليها جراء عمل كهذا!!
    هذا كله طبعاً اذا ثبت ان خلفية هذه العملية هي خلفية سياسية او ذات ابعاد من هذا القبيل.
    الاحتمال الذي يتبقى (وهو مجرد افتراض) هو ان جناحا من الحركة لا يعير بالا للمصالحة او هو يقف ضد هذه المصالحة قد اراد ان "يقلب الطاولة" على رأس السلطة وعلى رأس حركة حماس لاسباب تتعلق برؤية هذا الجناح وبعلاقاته الاقليمية وارتباطاته التي تجعل منه مجرد اداة تنفيذية لموضوع اكبر من دائرة هذا الجناح ومن رؤيته الخاصة.
    ويمكن في هذه الحالة ان "نفهم" لماذا اختار هذا الجناح هذا التوقيت بالذات، فقد ثبت بالملموس لهذا الجناح - اذا كان هو من قام بهذه العملية - ان عود المصالحة ما زال طرياً كما ان قضية الاسرى ساخنة للغاية، وهو الامر الذي سيخلق جواً شعبيا مؤيداً لكل عمل من شأنه ان "ينقذ" الاسرى من معركة بات فيها الموت او الاستشهاد هو اقرب الاحتمالات واكثرها ترجيحا ما دامت اسرائيل على نفس مواقفها من الاعتقال الاداري.
    كما ان احد الاحتمالات هو ان تكون هناك خلايا نائمة لمجموعات متطرفة يتم الايعاز لها من الخارج تهدف الى كسب ارضية سياسية بالنظر الى حساسية "الاسرى".
    وقد تدخل الخطوط على بعضها وتتداخل الى ابعد التعقيدات واكثرها غرابة.
    وعلى الرغم من اهمية هذا التداخل فإن الامر الاكثر اهمية هو ردة الفعل الاسرائيلية.
    هنا يكمن جوهر الموضوع. فاسرائيل شرعت عمليا بعملية اجتياح للضفة الغربية ويبدو ان الامر اكبر بكثير من مجرد بحث عن ثلاثة مخطوفين.
    الاعتقالات (منظمة) عاماً، وهناك بنك اهداف وهناك انتقال من منطقة جغرافية الى اخرى وخلال نفس الفترة الزمنية، وهناك مداهمات لمؤسسات اجتماعية واعلامية، وهناك انتقال من "معاقل" لحماس الى معاقل لفتح، ويمكن ان تمتد الى فصائل اخرى وخصوصا الجهاد الاسلامي و"الشعبية" وقد تتطور الامور الى ابعد من كل التصورات.
    اذن لسنا امام عملية استخبارية وانما امام اجتياح حقيقي وامام خطة متكاملة لا يمكن ان تكون وليدة اللحظة الراهنة او مجرد ردة فعل كبيرة او صغيرة على عملية الاختطاف.
    فهل تكون اسرائيل قد وجدت "ضالتها" في هذه العملية لتنفيذ مخططات كانت معدة وجاهزة لكي تمهد لسياسات قادمة تستهدف "حسم" قضية الضفة مبكراً او لحسمها قبل ان يتاح لأحد وقف "المخطط" اليميني واليميني المتطرف في اسرائيل حتى من داخل اسرائيل نفسها؟؟
    وهل يمكن ان تكون اسرائيل قد حولت بسرعة البرق هذا "التحدي" الامني "المباغت" الى فرصة استثمارية لتغيير وجهة النقاش في إسرائيل وتغيير اتجاه الأحداث في المنطقة لخروج اسرائيل من دائرة الضغط؟؟
    ثم هل تكون إسرائيل بهذه الطريقة قد قطعت الطريق على كل الأصوات التي كانت تنادي بالبحث عن حل وسط لقضية اضراب الأسرى والمواقف المطلوبة على صعيد ما بات يلحقه الاعتقال الإداري من اذى وأضرار بسمعة إسرائيل؟؟
    كل هذا وارد وهو في دائرة الاحتمالات المرجحة ومن امور تنذر بأن ثمة مواجهة قادمة بين اسرائيل وبين الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وعلى مستويات مختلفة يصعب بل ويستحيل التحكم بوتائرها وأشكالها وبكل تبعاتها.
    وعلينا ان نعد انفسنا لمجابهة طويلة قادمة الرابح فيها هو من يمتلك إرادة المواجهة والقدرة على الصمود والقدرة على إدارة المعركة من موقع المصالح الوطنية الخاصة بنا وبالوسائل المناسبة لنضالنا وفي الميادين التي نختارها نحن، وليس بالوسائل التي تخطط إسرائيل لجرنا اليها او الميادين التي تستطيع فيها إسرائيل ان تحقق أهدافها.

    نرفض الإرهاب لنا وللآخر
    حمادة فراعنة
    ما نرفضه لشعبنا، نرفضه للآخرين، وكما كان شعبنا رافضاً لمذابح "الهولوكوست" الأوروبية المسيحية، ضد ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية، نرفض مذبحة الإبعاد والطرد الصهيونية الإسرائيلية، والتي عملت على تشريد نصف شعبنا العربي الفلسطيني، والبالغ عددهم اليوم حوالي ستة ملايين، من وطنهم إلى خارج فلسطين، يتطلعون نحو عودتهم إلى اللد ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع، وسائر المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948 واستعادة ممتلكاتهم فيها ومنها وعليها وفق القرار الأممي 194.
    ما نرفضه لشعبنا، نرفضه للآخرين، وأمنياتنا ودعواتنا أن لا يصاب الإسرائيليون الثلاثة من أبناء المستوطنين المستعمرين الأجانب، بأي أذى وأن يعودوا إلى أهاليهم سالمين، لأن العشرات من أولاد شعبنا مخطوفون من قبل المؤسسة العسكرية والأمنية الاحتلالية الاستعمارية، يرزحون في السجون والمعتقلات، فهل يدرك أهالي المفقودين، أن هناك العشرات إن لم يكن المئات من الأولاد الفلسطينيين المخطوفين في الأقبية والزنازين الإسرائيلية، ومن المحرومين من الحياة الطبيعية، ومن عناية أهاليهم، وتعيش أسرهم في حالة قلق يومي دائم منذ أشهر وسنين، متعلقين، بعودة أولادهم إلى بيوتهم وعائلاتهم، سالمين ؟؟.
    وهل يدرك أهالي المفقودين الثلاثة أن هناك المئات من الأولاد محرومون من آبائهم المضربين عن الطعام منذ أسابيع، لأنهم موقوفون ومعتقلون إدارياً بقرار تعسفي عسكري بلا محاكمة منذ سنوات، لا ذنب لهم سوى ممارسة الاحتجاجات السلمية ضد الاحتلال والاستعمار والاستيطان، ولو كانت عليهم إدانات أو مستمسكات مادية لارتكاب أية مخالفات أمنية، لما تردد قادة الأجهزة الاستعمارية من تقديم هؤلاء إلى المحاكم العسكرية، وحتى بتلفيقات أمنية، ولكنهم يفتقدون لهذه الادعاءات، فيحبذون حبسهم بدون تهم ولسنوات، فهل يدرك أهالي الأولاد المفقودين، مدى معاناة أولاد الفلسطينيين، الذين يقبعون في السجون بلا محاكمة، وهذا بشأن أفراد، يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي ويتطلعون لممارسة حق الحياة الطبيعية، فماذا بشأن شعب بأكمله محروم من الأمل، ويفتقد للطمأنينة وبلا مقدمات ملموسة توفر لهم فرص الوصول نحو مستقبل مستقر وآمن، وهل تدرك عائلات الصبيان المفقودين حجم معاناة الشعب الذي فرضوا أنفسهم عليه بالاستيطان، ومصادرة أراضيه وهدر كرامته، ومنعه من حق الحياة السوية مثل كل البشر، وذلك بسبب سلوك وممارسات وسياسات إسرائيل، كاستعمار أجنبي، يعتمد القوة والتفوق لتقرير مستقبل شعب لا وطن له سوى الأرض الذي يعيش عليها، وها هو وزير التعليم شاي بيرون الذي ينتمي لحزب يحمل اسم "يوجد مستقبل"، وهو حزب معتدل مقارنة مع الليكود الحاكم، ومع حزب ليبرمان البيت اليهودي، وحزب نفتالي بينت حزب المستوطنين، حيث يقول شاي بيرون أنه يرفض "تقليص أرض إسرائيل الكاملة" إذ أن "الخليل ونابلس، مثلها مثل تل أبيب وكريات شمونه، وبدونهما، إسرائيل لن تكون كاملة " فأي أمل يمكن أن تقدمه حكومة الاستيطان والمستوطنين برئاسة نتنياهو للفلسطيني العادي، حتى يقبل بالحياة والشراكة والتعايش، وإذا كان شاي بيرون وزير التعليم من حزب وسطي معتدل يطالب بنابلس والخليل مثل مطالبته بتل أبيب، فما هو الخيار الذي يتركه للفلسطيني حتى يعيش وأين ؟؟ كما عانى اليهود من الاضطهاد النازي والفاشي في أوروبا، عليهم أن يدركوا أن ثمة بشراً من العرب الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين، يعانون من الاضطهاد الصهيوني الإسرائيلي، وهذا لن يدوم، لأنه ضد العدالة وضد حقوق الإنسان.
    ولذلك حتى يستقيم الوضع، ولا يتعرض أي مدني إسرائيلي للأذى، يجب أن لا يتعرض أي فلسطيني للأذى أيضاً، فالفلسطيني يتعرض لأذى مزدوج، نصفه مطرود خارج وطنه يعيش في مخيمات الفقر والحرمان، ويتوق للعودة إلى بيته واستعادة ممتلكاته، ونصفه الآخر يعيش على أرض وطنه، ولكنه محروم من حق الحياة، ويفتقد للمساواة، ويتطلع إلى العدل، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وقوتها الأخلاقية لعلها تنصفه.

    طرطشات
    د. فتحي ابو مغلي
    يميني متطرف. انتخب قبل أيام رئيس عاشر لدولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين الذي ينتمي الى الجناح الأكثر تشددا في حزب الليكود اليميني والذي لم يخف يوماً معارضته لإقامة دولة فلسطينية، والذي أكد في اكثر من مناسبة مطالبته ضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل أصبح اليوم رئيساً لإسرائيل ويأتمر بأمر رئيس حزبه المتطرف نتنياهو، ومع ذلك لا يزال بعض من العالم يأمل بأن تستمر المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين للوصول إلى سلام عادل ودائم يقوم على أساس الدولتين دون ممارسة ضغط حقيقي على دولة الاحتلال.
    • مهرجان المشمش بدون مشمش، حقيقة لمسها كل من زار مهرجان المشمش السنوي أيام جفناوية، فقد وجدنا زوايا للهواتف الخلوية ولشركات الاتصالات وللمطرزات وللعسل ولحفاضات الأطفال وفي زاوية صغيرة وجدنا بعض حبات المشمش، تخيلوا لو تم اعتماد جفنا مكاناً لمهرجان المشمش على مستوى الوطن ليتذوق الزائر المشمش الجفناوي المستكاوي او المشمش الحموي اوالبلدي أو القيسي أو اللوزي أو العجمي. تخيلوا لو تم اعتماد قرية تل لمهرجان التين وفيه تقدم كل قرية وبلدة إنتاجها من التين التلاوي بأنواعه والزراقي والسوادي والبياضي الخ، واختيار الخليل لمهرجان العنب من كل قرية وبلدة لنتذوق العنب النبالي والشيوخي والدابوقي والشامي والزيني والبيتوني وغيرها، واختيار قلقيلية مكاناً لمهرجان الجوافة ليتذوق الزائر الجوافة القلقيلية والكرمية الغزاوية والطوباسية وبأنواعها المختلفة. مهرجانات تشجع المنافسة على تحسين نوعية الزراعة وأصناف الفواكه وأشكالها التسويقية، طازجة ومجففة ومعقودة بالسكر وغير ذلك، نتمنى أن يحدث ذلك وإلا فستبقى المهرجانات تحمل أسماء وتقدم فعاليات لا علاقة لها بتلك الأسماء وأهدافها.
    • وزراء ندرة، كتب رامي مهداوي في زاويته يقول، لو كنت مسؤولاً وبالتحديد وزيراً جديداً (صيغة المذكر تنطبق على المؤنث أيضاً)، لما اتخذت قرارات تثير الجدل حتى لا يقال من أول غزواته كسر عصاته، ولاستشرت ذوي الخبرة قبل اتخاذ أي قرار، فهم كثر ومنهم من له باع طويل في وزارتي. وان كنت أخجل من استشارة موظفي وزارتي لاستشرت جيوش الوزراء السابقين (انتهى الاقتباس)، نعم يا صديقي هذا ما كنا ولا نزال نتمنى، ولكن للاسف يبدو أن كل قادم جديد يعتبر إن الوزارة بدأت معه أو معها وانه او انها المخلص او ان الوزارة هبة جاءته او جاءتها من السماء يفعل او تفعل بها ما يشاء او تشاء، وهنا يكمن سر تخلفنا عن ركب التنمية البشرية.
    • التأمين الصحي الإلزامي، الحاضر الغائب في كل المناسبات الصحية والأزمات المالية، ففي كلمته في مؤتمر الرعاية الصحية والذي عقد الأسبوع الماضي في رام الله اكد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله على ضرورة تعديل نظام التحويلات ونظام التأمين الصحي، نظامان متكاملان وظيفياً ارهقا موازنات السلطة على مدى سنوات طويلة ولا بد من اتخاذ قرار جاد وجريء في تبني نظام تأمين صحي إلزامي يغطي كافة المواطنين بحزمة من الخدمات الواضحة والمحددة، ويساهم كافة أفراد المجتمع في تمويله وفق نظام تكافلي، عدا ذلك سيستمر هدر المال العام وستستمر مديونية وزارة الصحة في التضخم وستستمر شكوى المواطنين من نقص الدواء وشكوى الموردين للأغذية والأدوية وباقي الخدمات من عدم استلام مستحقاتهم.
    • أبناء رام الله، يعقدون اليوم مؤتمرهم السادس والخمسين في بلدهم وفي وطنهم، بادرة حضارية وطنية ودعم حقيقي للوطن واقتصاده وإعادة لحمة حقيقية بين أبناء الوطن في الاغتراب وأهلهم داخل الوطن، حبذا لو ان مغتربي كل مدينة وقرية في فلسطين يعقدون مؤتمراً لهم داخل الوطن، كم سيحقق مثل هذا العمل من تعزيز التواصل بين أبناء الوطن المغتربين وأهلهم في الديار وكم سيدعم مثل هذا العمل صمود شعبنا وازدهار اقتصاده، فتحية كبيرة لأبناء رام الله.

    مقالات جريدة الحياة,,,,,
    يتداول حياتنا - دواعش وشلاليط
    حافظ البرغوثي
    تحاول إسرائيل إنتاج غزة جديدة في الضفة بحجة البحث عن ثلاثة مستوطنين.. فالقمع الإسرائيلي هو استباحة تقترب من السبي. فالاحتلال أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بإعادة اعتقال محرري صفقة شاليط وكأنه يطالب بصفقة تبادل جديدة تشملهم مجددا كنا بشاليط فصرنا بثلاثة شلاليط.
    حتى الآن فإن الغموض يكتنف اختفاء المستوطنين الثلاثة, ولا أحد أعلن مسؤوليته مجرد إتهامات هنا وهناك تستند أساساً إلى تصريحات لقادة من حماس والجهاد في غزة والخارج عن ضرورة أسر إسرائيليين.
    العمليات الكبيرة التي قام بها الاحتلال سبقتها عمليات غامضة في كثير من الأحيان, كان شارون عندما يتوجه إلى واشنطن تتزامن زيارته مع عملية كبيرة في الضفة أو غزة لمسح جدول الأعمال وتركيزه على العملية,وعادة كان يسبق العملية مجزرة يرتكبها الاحتلال تنتظر رداً فورياً مقاوما,وهذا ما كان يحدث. في عدوان 1982 على لبنان وقعت محاولة غامضة في لندن لاغتيال السفير الإسرائيلي بعد ظهر ذلك اليوم وفي اليوم التالي كانت القوات الإسرائيلية تجتاح لبنان. وكأنها أعدت العدة مسبقاً ونسقت مع عملية لندن.
    اختطاف أو اختفاء المستوطنين له فوائد شتى لحكومة اليمين التي وصل الأمر بنوابها إلى المطالبة بترحيل وتهجير قرى واستباحة كل شيء في الضفة.
    كانت حكومة نتنياهو قبل «الخطف» مطالبة بتقديم أجوبة للإدارة الأميركية عن خططها بشأن المفاوضات وتوسيع الاستيطان.. الآن لا أحد يتحدث عن أجوبة أو الاستيطان.. هل نقول إن هناك مؤامرة خطف؟ أم توافق مصلحي بين حكومة اليمين وتيار يميني فلسطيني لا يحب المصالحة ويريد استنساخ غزة في الضفة؟ في حسابات الربح والخسارة عادة نكون نحن الخاسرون وليس غيرنا.. فالاحتلال يغامر بثلاثة ونحن نغامر بالكل.
    مضي حكومة اليمين قدماً في سياستها القمعية المستمرة لن تنقذ المستوطنين, بل ستؤجج الوضع.. وثمة على الأبواب قوى كثيرة قد «تخطئ» حساباتها فتصيب حدودنا، فالسياسة اليمينية الإسرائيلية داعشية الجوهر والممارسات من قطعان المستوطنين وهي تستمطر داعشاً فلسطينيا أو غير فلسطيني أيضاً. فهل سنشهد حرب الدواعش اليهودية والإسلامية؟ إذ سنتبادل والاحتلال اللطم حتى نبقى جميعاً بلا خدود.
    ألا لا يدعشن احد علينا
    فندعش فوق دعش الداعشينا
    اذا بلغ الفطام لنا دعيش
    تخر له الدواعش داعشينا


    مدارات - مقايضة غبراء بغبراء
    عدلي صادق
    عندما كانت المعارضة العراقية، تسعى لإطاحة صدام حسين؛ كان الفضاء العربي حاضنة آمنة لكل المعارضين العراقيين، دون أي تمييز طائفي بينهم. وقد تساوى في الحظوة العربية، من كانوا على علاقة طيبة بصدام حسين، وأولئك الذين كانوا يناصبونه العداء. وعُرفت منظمة التحرير الفلسطينية بأنها الطرف العربي الأكثر أريحية، الذي لم يتردد في استيعاب الكادر العراقي ودمجه في المؤسسات الفلسطينية، شأنه شأن الفلسطيني، له ما له، وعليه ما عليه، من الحقوق والواجبات. وخلال فترة ازدهار العلاقة بين "المنظمة" والعراق، لم يتأثر وضع العراقيين عندنا، بصرف النظر عن اضباراتهم لدى مصالح الأمن العراقية، وفي حالات التوتر بين "المنظمة" وبغداد، كان الزعيم ياسر عرفات يوصي بالحذر والحيطة، ويحمي العراقيين الذين في كنف الثورة، لأن الاغتيالات واردة، ويعلم الموالون قبل المعارضين، أن القتل من مألوف عادات الحكم البعثي، في بغداد ودمشق، وهذه مسألة لا جدال فيها!
    لم يقصر عربي، مع المعارضين الشيعة، لنظام حكم صدام حسين، ولم يُسأل عراقي عن دينه ومذهبه. وعندما اجتمع الغرب ضد نظام صدام حسين، كان الانقسام العربي، في التوصيف الطائفي، سُنياً سُنياً في الغالب الأعم، غير أن مرجعيات الطائفة الشيعية، أضمرت شيئاً آخر، وهي أن مؤيدي صدام ومعارضيه من العرب، ليسوا إلا فخّاراً أو بطيخاً يكسّر بعضه. فالمهم هو الاستحواذ على العراق، بحيث تترابط كتلتان بشريتان من الشيعة، في بلدين جارين يتكاملان، ويكون لهما مشروعهما الطائفي الواحد، الذي تقوده مرجعيات القومية الغالبة التي لم تخن تاريخها، وهي القومية الفارسية. ففي هكذا معادلة، يتقبل وجهاء الشق العربي، من الطائفة نفسها، دور التابع، وهذا دور مطروق في التاريخ، وعرفته الدولة الصفوية، كما عرفته الفترة الاستعمارية في القرن العشرين.
    وعندما تحقق لرموز ومرجعيات الشيعة العراقيين ما أرادوا؛ لم يتواضع القوم ولم يكلفوا أنفسهم حتى مشقة التحايل المهذب، الذي يوحي بأنهم يحترمون الطائفة السنية ذات التاريخ الحافل بالنضال من أجل استقلال العراق في مرحلة مبكرة. بل إن الكوادر التي عملت في منظمة التحرير الفلسطينية ولاقت كل الاحترام، ثم أصبحت رموزاً سياسية في النظام الجديد؛ لم تكلف نفسها مشقة النطق بكلمة واحدة دفاعاً عن الفلسطينيين الأبرياء الذين انقضت عليهم الميليشيات الطائفية وأمعنت فيهم قتلاً وانتهاكاً لإنسانيتهم ولأعراضهم. ومن المفارقات أن بعض هذه الرموز الموالية تماماً لطهران، لم يكونوا يعرفون إيران قبل أن تكلفهم منظمة التحرير الفلسطينية بمهام فيها بعد الثورة الخمينية. ففي ذروة الهجمة على أبناء شعبنا في العراق، لم يشفق الإيرانيون المتشدقون بأسماء جيوش وألوية القدس، على الفلسطينيين، وتنكروا لمآثر الثورة الفلسطينية معهم، تدريباً وتسليحاً ومعونات. كذلك تنكر للفلسطينيين جيش المعارضين الذين استقبلتهم منظمة التحرير بأريحية، أيام حكم صدام حسين، واستوعبتهم في مؤسساتها!
    اليوم تسببت المظالم وممارسات الاقصاء وغرور المرجعيات ذات الوهم الامبراطوري، في إخراج أقبح ما في الجوف العربي، من دواعش غبراء. ومرة أخرى، لم يكن الاصطفاف العربي الرسمي لصالح هذه الدواعش، وإنما ــ بالمحصلة ــ هو لصالح ثعالب المرجعيات ذات الطموحات الامبراطورية الساذجة. غير أن الأمر يختلف هذه المرة. فلا عون دون مقايضة غبراء سُنية بغبراء شيعية، وربما لا عون دون نحر مقابل نحر، بمنطق أن تنحروا تطرفكم لكي ننحر تطرفنا، ثم الذهاب الى مشروع تصالحي والى حكومة متوازنة، ولا نقول حكومة تنحو الى مشروع وطني ديمقراطي. فهذا الأخير أكبر واعقد بكثير، من أن تنهض به نُخب، لم تتعلم بعد معنى الوطن ومعنى المواطنة ومعنى الأمة!

    تغريدة الصباح - يارب ولد
    سما حسن
    التقيتهما على انفراد ولكن في مكان واحد ويوم واحد حين كنت في زيارة لصديقة تعمل طبيبة في عيادة "الأونروا" التي تقدم خدماتها الصحية للاجئين الفلسطينيين، ورغم أن لقائي بكل واحدة كان منفردا إلا أنني وأمام حكاية كل واحدة تأكدت من مبدئي الذي أؤمن به، الأولى التقيتها في قسم الأطفال وكانت تحمل على كتفها طفلا صغيرا تبدو عليه علامات سوء التغذية، مع ملابس متسخة، وربطت شعره برباط شعر خاص بالبنات، وفهمت أنها تفعل ذلك درءا للحسد، حيث تلجأ النساء الشعبيات إلى إهمال نظافة الطفل الذكر، وربط شعره مثل البنات ليبدو بنتا خوفا عليه من الحسد، أما هي فقد كانت تبدو كمن ارتدت ملابسها دون عناية فانتعلت " شبشبا" منزليا رخيصا ظهرت منه أظفار أصابع قدميها الطويلة المتسخة، ومن الخلف بدا كعبا قدميها متشققين بصورة مقززة، وتبقعت ملابسها ببقايا بصاق وقيء طفلها الجافة، سلمت عليها وباركت لها بمولودها العاشر، وسألتها عن أخبارها بلهجة لا تخلو من سخرية، ولكنها لم تلحظها لبساطتها حيث قالت لي: والله تعبانة مع الأولاد، كل سنة بأجيب ولد عَ شان ما يضل لجوزي حجة ويطلع لوحدة غيري، وكنت أعلم جيدا أن رائحة زوجها تفوح وتزكم الأنوف في المنطقة بسبب مغامراته النسائية، ولهاثه خلف ذيل كل امرأة، وهي تعتقد أنها قادرة على الاحتفاظ به بسبب هذا العدد من الأولاد. لقائي مع المرأة الثانية لا يختلف كثيرا عن لقائي مع الأولى، فقد التقيتها أيضا في عيادة الأونروا، ولكن في قسم الأمراض المزمنة، وظهر عليها المرض الذي منحها عمرا أكبر من عمرها، وهي في الحقيقة لم تتجاوز الخمسين، وكنت قد رأيتها قبل سنوات بعيدة حزينة، وتشعر بالأسف وكأنها ارتكبت جريمة بسبب انجابها لبنت واحدة بين أحد عشر ولدا، وكانت تتباهى بـ" فريق كرة القدم" الذي أنجبته، ودائما ما كانت تردد: ليتها أجت ولد، كان صاروا دستة، ومرت السنوات وانقطعت أخبارها عني حتى رأيتها بصحبة شابة يافعة عرفتني عليها بعد أن تعانقنا بحرارة، وعرفت أنها ابنتها الوحيدة التي أنهت دراستها الجامعية، وترفض الزواج لكي تعنى بها بعد ان تركها زوجها وتزوج بأخرى، وحين سألتها عن أولادها الذكور الأحد عشر قالت بأسف: تزوجوا جميعا ولا أراهم سوى في المناسبات والأعياد. مبدئي الذي أؤمن به أن ظاهرة تفضيل انجاب الولد والاعتقاد بأن الولد يعزز من قيمة المرأة عند زوجها أكثر من البنت، وان انجاب الذكور يربط الرجل بزوجته ويصبح لا فكاك له منها من المبادئ المتجذرة في مجتمعاتنا للأسف، والتي نتوارثها جيلا بعد جيل، رغم أن الحقائق الكثيرة تؤكد أن الولد لا ينفع إلا نفسه، وأن جيشا من الذكور لا يربط رجلا إن شاء الإفلات والطيران من عش الزوجية.

    نبض الحياة - على المالكي الرحيل ....
    عمر حلمي الغول
    نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، ساهم بشكل مباشر ومن يقف خلفه من ايرانيين واميركان في تعميق الصراعات الطائفية والمذهبية والاثنية. كما انه بدعم من القوى المذكورة مارس البلطجة الارهابية، وانفرد بالحكم، وعزل كل من عارضه او شعر انه شكل او يمكن ان يشكل خطرا على بقائه في سدة الحكم؛ ما فاقم من حجم الازمات داخل العراق، أضف الى ذلك انه خلق فجوة بين النظام السياسي العراقي والبلدان العربية الشقيقة عموما خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، التي لعبت دورا اساسيا في وصوله وامثاله للحكم.
    السياسات الطائفية والمذهبية، وسياسات الاقصاء والعزل، والاستئثار بالحكم عبر التزوير مرة، وعبر الارهاب مرة اخرى، والتبعية لايران والولايات المتحدة، جميعها عوامل ضاعفت ازمات العراق، حتى في نطاق الطائفة الشيعية حصل تمزق وابتعاد قوى مؤثرة عن الحاكم بامره المالكي بمن في ذلك المرجع الديني علي السيستاني ومقتدى الصدر وآخرون، وما ضاعف حدة الازمة والسخط الشعبي، الانتخابات الاخيرة، وإصرار رئيس الوزراء ومن يقف خلفه على تشكيل الحكومة الجديدة، ما دفع الامور نحو الانفجار، الذي أدى لاشتعال نيران انتفاضة شعبية في العديد من محافظات ومدن العراق في الشمال والوسط والشرق.
    ومحاولات نوري المالكي إلباس الانتفاضة القائمة في العراق ثوب "داعش" والارهاب، وتجنيد البعد الطائفي والمذهبي، لن يفيد في شيء، ولن يحفظ كرسي الحكم له، لان الواقع لم يعد يحتمل بالنسبة للغالبية العراقية الوطنية، وفات الوقت على رجل ايران واميركا في الحكم. ولعل البيانات السياسية الصادرة عن قوى الانتفاضة الشعبية الوطنية والقومية والديمقراطية، تدلل على ان ما يجري لا علاقة له باي قوى طائفية، والدفاع عن بعض القوى الطائفية والقومية ومصالحها، لا يعني صبغ الانتفاضة بالطابع الطائفي.
    الحل السريع الآن يتمثل في: اولا انسحاب نوري المالكي من الحكم فورا؛ ثانيا تشكيل حكومة توافق وطني حقيقية، لا تخضع للتبعية الايرانية او الاميركية؛ ثالثا ازالة كل اشكال القهر والاضطهاد القومية والدينية والطائفية؛ رابعا إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت، لانها مزورة ولا تعكس حقيقة المزاج الشعبي العراقي؛ خامسا إعادة النظر بالدستور العراقي القائم، وتشكيل لجنة وطنية عليا لصياغة دستور جديد يتناسب مع الروح الوطنية الجامعة؛ سادسا رفض اي تدخل خارجي ايراني او اميركي تحت حجج وذرائع واهية.
    وتذرع إيران بالحرص على الاماكن الدينية المقدسة للطائفة الشيعية، لا تنطلي على احد لتبرير تدخلها في العراق لدعم رجلها الفاشل، لإن إيران اختطفت مرجعية النجف، واستبدلتها بمرجعية قم، اضف الى ان الشعب العراقي بكل مكوناته الاثنية والدينية، كفيل بحماية كل اماكن العبادة بغض النظر عن مسمياتها مسيحية ام تركمانية ام اسلامية سنية او شيعية ام لأتباع الصابئة وغيرهم من الجماعات الدينية. والولايات المتحدة لم يعد لديها القدرة على التدخل حتى لو اجتمع الكونغرس ورئيس الادارة الف مرة، لان اميركا اولا لم يعد لديها القدرة على التدخل العسكري، وثانيا هي هربت من نار الموت في العراق، وثالثا لانها شاءت وصول العراق للحظة الاحتراق الداخلي من خلال الحروب الطائفية والاثنية التفتيتية، وهي تعتبر ان ما يجري الآن في العراق يصب في خدمة مخططها، مع انها تخشى عودة القوى الوطنية والقومية والديمقراطية لاستلام زمام الامور في العراق.
    العراق امام منعطف سياسي وتاريخي جديد، لعل انتفاضته الحالية تمكنه من عودة الروح للعراق العربي، واحد اهم مكونات الجبهة الشرقية، والنهوض بالعراق عبر سياسة تنموية قادرة على تلبية طموحات واحلام كل العراقيين من مختلف الوان الطيف السياسي والفكري والاجتماعي.

    نتنياهو والجنود الثلاثة
    بكر أبو بكر
    حاول جاهداً أن يجد مبررا أو سببا، وبعد أن أقنع ذاته أنه محصّن لا يخطئ، أو ان أخطأ فهو بالضرورة مغفور له، بل ومبرّر صبّ جام غضبه على الجميع. لم يسلم منه أحد، فالرئيس أبو مازن متهم والسلطة متّهمة وحركة الجهاد الاسلامي وحركة فتح متهمتان، وبالقطع فان الأجهزة الأمنية متآمرة أو مقصرة أو متهمة عدا عن حماس، وبالنتيجة فان الشعب الفلسطيني كله شعب ارهابي.
    سياسة نتنياهو على الصعيد الداخلي – الحزبي التآلفي تُمنى بالفشل الذريع مع المكونات الحزبية خارج اليمين المتشدد، ويشعر بالحصار والضيق الشديد على الصعيد الخارجي، فلقد أحرجته لعبة الذكاء الفلسطينية التي قارعته في ملعب ظن لأمد طويل أنه الفارس الوحيد في ميدانه.
    استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية بانجازاتها المتلاحقة –أكانت محدودة أم مشهودة-على الصعيد الأوروبي والعالمي السياسي والقانوني أن تُفقِد نتنياهو ما كان يظنّه حصونه وقلاعه، فانكشاف الوجه القبيح عن سياسة الاسرائيليين العنصرية الاحتلالية بالحراك الفلسطيني الهادئ والنشط والمتزن أتت ثمارها.
    حاول نتنياهو جاهدا أن يلعب لعبة الذكاء بادعاء رغبته بالمفاوضات مرار وتكرارا، وعندما يأتي أوان دفع الثمن يتنصل كما حصل بالاغراق في الاستيطان في الضفة من فلسطين من جهة، وفي رفض اطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، وغيرها من عقبات وطّد نفسه على اختلاقها، ظانا أنه بذلك يمسك كل الأوراق.
    لم تستسغ حكومة (الخزر) في تل أبيب أن ينكشف وجهها الأسود المقنّع بالبراءة، التي طالما أربكت الغرب أو أَسَرته، ولم تقبل أن يجلس أبو مازن في المواجهة بمنطق الحرّ والندّ الواثق، الذي رفض كل الضغوط ومحاولات الاملاء فأعلن الدولة في الأمم المتحدة وسارع للانضمام لمنظمات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، ولم ينجر للاستدراج الاسرائيلي.
    ولم يكن الرئيس أبومازن هازلا أبدا عندما أعلن استعداده للتفاوض على أسس الحدود الواضحة فأُسقِط في يد (نتنياهو) الذي وجد ضالته بالأسلوب القديم الجديد، حيث المزيد من التهديد والوعيد والغطرسة الاحتلالية و(العقوبات) خاصة عندما عالج الرئيس أبو مازن حُجّة التمثيل السياسي بتحقيق المصالحة، ولم يلتفت أبدا لتهديدات (نتنياهو) وحكومته العنصرية المتشددة.
    اليوم يستجدي رئيس الوزراء الاسرائيلي عملا عسكريا أو أي عمل، يغطي به على سياساته العرجاء وعلى عجزه التام عن القدرة لاعادة تبييض وجه سياسته المُخفِقة، ليجد ضالته باختفاء (أو خطف) الجنود الاسرائيليين الثلاثة في الخليل، وكأن الأمر خارج من بين يديه، وهو الذي يستدرج الشعب الفلسطيني بسياساته الارهابية الاحتلالية لانتفاضة جديدة أو ثورة متّصلة أو فعل معاكس أصبح – هذا الشعب – أكثر وعيا وقدرة على استشراف الأساليب النضالية الناجعة في ظل الموازين والمتغيرات والخبرات والتجارب، خاصة في ظل اقليم متفتت وجناح عربي مهيض.
    لم ينجح نتياهو وحكومته في استدراج الفلسطيني الواعي لردود فعل من الممكن أن يتم وسمها (بالارهابية) رغم احتفاظهم بحق الكفاح المسلح وتقرير المصير الذي كفلته الأمم المتحدة والشرائع الدولية للواقعين تحت الاحتلال. ولم ينجح أن يجر الشعب لمواجهة خاسرة في زمن الخذلان العربي والتجبّر الصهيوني والتواطؤ الاميركي، فكان (اختفاء أو خطف) الجنود فرصة ذهبية لرئيس الوزراء الخزري الاسرائيلي للتحلّل من التزاماته السياسية نحو السلام، ونحو أهمية اغتنام الفرصة، ما سيجر الويلات عليه وعلى السكان الاسرائيليين، وعلى صورة (اسرائيل) في المحافل الدولية.

    من بيدر الحياة - شارع.. ومواطنون
    عبد السلام العابد
    أين ذهب العمال والمهندسون الذين كانوا يملأون الشارع؟ أين غادرت سياراتهم وآلياتهم الكبيرة والعملاقة!. ما زلت أذكرهم. كانت جباههم تتصب عرقا، والغبار يغطي وجوههم وأهداب عيونهم. كانوا يعتمرون قبعاتٍ تقيهم حرارة الشمس اللاهبة.
    كان الرجال يعملون بجد ونشاط، يحرثون الشارع المتهالك المشقق، ويفتتونه، ويوسعونه ويردمون الحفر بالصخور العملاقة. لقد رحلوا عنا، تاركين لنا أثراً كبيراً طيبا، ومشروعا حيويا ناجزا مُهما للمواطنين جميعهم، ولسنواتٍ طويلةٍ قادمة. أنجزوا شارعا معبدا، تسير عليه الحافلات برتابة وسهولة وانسياب آمن.
    كنت أمر بهم يوميا، وعلى مدى شهور طويلة. كم كان هؤلاء الأخوة يتعبون، وهم يعملون!. كانوا يتحمّلون بصبرٍ كلام بعض المواطنين، والحاحهم وغضبهم، عندما يطلبون منهم تغيير مسار الطريق، أو الانتظار قليلا. كانوا يمتصون غضبهم، ويبتسمون في وجوههم، ويقولون لهم: قليلا من التحمل والصبر، نحن نعمل من أجلكم، ولخدمتكم.
    ومرت الأيام، وتواصل العمل، وتحمل الناس كلهم معاناة الطريق، حتى أشجار الزيتون على جانبي الشارع صَبرت على الغبار الذي تطايرت ذراته، وتراكمت على أوراقها الخضراء. وبعد هذه المعاناة، ماذا حصل؟.
    لقد أصبح الشارع واسعا ومعبدا وحديثا، بعد أن كان ضيقا ومليئا بالحفر والمطبات العشوائية.
    كم هو جميل أن نقول: شكرا جزيلا، دون أن نسمي أحدا. شكرا لكل انسان يحب وطنه، ويعبر عن هذا الحب، بالعمل ومراكمة الانجازات الحقيقية على أرض الواقع. وتحية لكل مَنْ يجعل الوطن أكثر جمالا وبهاء.
    وختاما، فاننا نأمل أن تكون هذه الشوارع نعمة نستفيد منها، لا أن تكون نقمة علينا، فلنتقيد بقوانين المرور، ولنبتعد عن السرعة الزائدة، وما ينجم عنها من حوادث مرورية مؤسفة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 05/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:33 PM
  2. المقالات في الصحف المحلية 18/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  3. المقالات في الصحف المحلية 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:16 PM
  4. المقالات في الصحف المحلية 15/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:16 PM
  5. المقالات في الصحف المحلية 14/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •