السبت: 27-12-2014
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)


















المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان

عناوين المقالات في المواقع :


v تمخضت القيادة فولدت فأراً ..
الكرامة برس /مصطفى ابراهيم

v حركة حماس .. مراجعات أم انتقادات ,أم هو تمهيد لما هو أت ؟
الكرامة برس /عبد المنعم ابراهيم

v "الثورة الفلسطينية عام 2015 "(2)
الكرامة برس /عبداللطيف أبوضباع

v خمسون عام على انطلاق حركة فتح
الكرامة برس /جمال أيوب

v المؤتمر السابع لفتح ... بين الضرورة والضرر
الكرامة برس /محمد سالم القدوة

v القائد الباسل / أبا باسل ، غزة تعرفك وكل أزقتها تشهد لك
الكرامة برس /حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "





v أمين مقبولُ , غير مقبول وغير أمين .
الكرامة برس /الشبل أمجد أبو كوش

v نتنياهو يستعطف "عباس" و"حماس"..فهل!
صوت فتح/ حسن عصفور

v سماسرة الأرض .. إلى متى؟!
صوت فتح/ عبد الناصر النجار

v أخيراً: السلطة الفلسطينية في غزة! ...
صوت فتح/ رجب أبو سرية

v الضغوط والوهم في الخلاف بين «حماس» وسورية...
صوت فتح/ محمد ياغي

v غزة كلمة السر
صوت فتح/ سامي إبراهيم فودة

v من اطلق الرصاص؟.ومن وضع العبوات المتفجرة..؟؟!!
صوت فتح/ سميح خلف

v " يا سيد أمين مقبول ، لو كنت أمينا علي الوطن ومقبولا لانتخبك الناس لبلدية نابلس "
صوت فتح/ حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

v ليبرمان وأجنحة النمل الطيّار
فراس برس / برهوم جرايسي

v اين الديمقراطية في الاحزاب والقوى
فراس برس / عباس الجمعه

v حق العمال العاطلين عن العمل في التنظيم النقابي
امد / د. سلامه أبو زعيتر




v إذا ضاع الوطن أين ستجدونه ...!
امد/ د.هشام صدقي ابو يونس

v قطاع غزة في مأزق فأين الحل ؟؟؟
امد/ يحيى رباح

مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:

تمخضت القيادة فولدت فأراً ..

الكرامة برس /مصطفى ابراهيم

أصبح لدى الفلسطينيين شبه إجماع حول رفض مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن من قبل قيادة منظمة التحرير، ويعتبرونه بهذه الصيغة خطير و كارثي على مستقبل القضية الوطنية و يمس في الثوابت الفلسطينية ويعتبر تراجع وانتكاسة وتخطي لقرارات سابقة إتخذتها الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية ولم يتم متابعتها والمطالبة بإقرارها.

منذ أشهر والقيادة الفلسطينية تروج للخطة السياسية التي وضعتها و اتخاذها قرار الذهاب إلى مجلس الامن والحصول على قرار يجبر اسرائيل الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال فترة زمنية، وأوهمت القيادة نفسها والشعب الفلسطيني انها تخوض أم المعارك، وأن المجتمع الدولي ومن بينهم الولايات المتحدة الامريكية سيدعمون ذلك التوجه، ومارست دول أوروبا عن طريق فرنسا ضغطاً على الفلسطينيين الذي أوهمتهم انها تمارس ضغط على الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وهو لم يكن إلا خديعة لإفراغ مشروع القرار من مضمونه.

مسودة مشروع القرار فيه عجب العجاب والتعديلات السياسية والصياغات اللغوية والإملائية وكأننا في درس تعبير أو إمتحان لمادة اللغة العربية والنحو والصرف، و لغوص وعدل فيها كثيرون من عرب وعجم والتنازل الكبير والمخيف عن الثوابت الفلسطينية في قضية القدس والمستوطنات، وعدم وجود أي ضمانات حقيقية بإصدار القرار لصالح الفلسطينيين.

ما زالت القيادة الفلسطينية تراهن على الولايات المتحدة الامريكية ووزير خارجيتها جون كيري، كما راهنت القيادة ذاتها منذ أشهر على خطة كيري ومفاوضات التسعة أشهر وتمخضت القيادة عن فأر، وسبق ذلك الثقة بوعد الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن بإقامة الدولة الفلسطينية وعهد خلفه باراك أوباما، وما زالت أيضاً تراهن على ما يسمى اليسار الإسرائيلي، والخشية قائمة من استمرار الثقة بكيري ونصيحته وتعديلاته و تأجيل مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن من أجل عيون كيري واليسار الإسرائيلي بناء على طلب ونصيحة كيري خشية من التأثير في الانتخابات الاسرائيلية بالسلب وفوز اليمين الاسرائيلي المتطرف.

ربما يفوز اليمين الاسرائيلي العنصري المتطرف المتمثل بـنتنياهو وغيره من العنصريين، وكأن اليسار في حال فوزه في الإنتخابات سيعترف بحقوق الفلسطينيين وسيمنحهم حقوقهم كاملة من خلال المشروع المسخ المقدم لمجلس الامن.

ذاكرتنا أصبحت ضعيفة ونسينا أن إسرائيل منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وتحول مسار الخريطة السياسية الإسرائيلية لصالح اليمين وهي في صعود نحو التطرف و العنصرية و اليمين الذي يعزز قوته يوماً بعد الأخر ويعمق من جذوره في المجتمع الاسرائيلي، وهناك إجماع صهيوني يهودي من اليسار والوسط واليمين على التنكر لحقوق الفلسطينيين، سواء ذهبوا لمجلس الأمن أو قصفوا صورايخ أو زرعوا أشجار الزيتون احتجاجاً على جدار الفصل العنصري.

وعليه لا يكفي الانتظار والركون على تعديل جديد للقرار انما يجب الضغط لسحب القرار، وغير مقنع إصدار بيانات الشجب والاستنكار من الفصائل فيجب أن يكون تحرك حقيقي على الأرض لوقف هذه المهزلة وسحب هذا القرار التفريطي والتصدي لسياسة التجريب والإقصاء والاستفراد بالقرار الوطني.


خاصة وان تصريحات لبعض المسؤولين في اللجنة المركزية لحركة فتح قالوا إنهم اطلعوا على مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن عبر الانترنت ولديهم ملاحظات، وهذا يدل على الوضع الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيين والتفرد في اتحاذ القرارات، و إذا كانت حركة فتح التي تعتبر نفسها أم الصبي أخر من يعلم ليس لأن الخطة السياسية بالتوجه لمجلس الامن هي خطة حركة فتح ممثلة بالرئيس محمود عباس و انما لأنها تعتبر نفسها قائدة للمشروع الوطني وهي لا تعلم فمن الذي يعلم؟!

الفصائل ادانت واستنكرت مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن، وفتح لا تعلم، اذا من الذي وضع المشروع ومن هم الذين يقرروا في مصير شعبنا وقضيته والمشروع الوطني؟ لا يكفي الانتظار والركون على سحب القرار أو إصدار بيانات الشجب والاستنكار من الفصائل.

تمخضت القيادة في التوجه لمجلس الامن فولدت فأراً قبل ان يصدر القرار، يجب أن يكون تحرك حقيقي لوقف هذه المهزلة وسحب هذا القرار التفريطي والتصدي لسياسة التجريب والإقصاء والاستفراد بالقرار الوطني، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير والمؤسسات الفلسطينية وبناء استراتيجية وطنية كفاحية قائمة على الشراكة، وإنهاء الانقسام والنضال ضد الاحتلال والحصار والقتل اليومي والتنكر للحقوق .

حركة حماس .. مراجعات أم انتقادات ,أم هو تمهيد لما هو أت ؟

الكرامة برس /عبد المنعم ابراهيم

وانا استمع لخطبة الجمعة هذا اليوم 26- 12-2014 - استوقفتني بعض النقاط التي وردت على لسان " الخطيب " الشيخ يوسف فرحات احد قيادات حماس , حيث ركز في خطبتة على اكثر من مسألة اهمها باعتقادي ثلاث - المسألة الاولى ( التراحم واللين ) و نقيضهما التعصب والغلظة تحدث الشيخ يوسف فرحات بالقول بأن نكون رحماء فيما بيننا في كل المعاملات ,وحتى يجب على المسلم ان يكون رحيما مع الاعداء (طبعاً في مواقف معينة) وهذا بالطبع امر جيد ومحبوب وهي دعوة خير للبشرية جمعاء كما جاء في منهج سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم,كما وتحدث في مسألة ( الخروج على الحاكم بقوة السلاح ) ,مؤكداً على أن جميع تجارب الخروج على الحكام بقوة السلاح عبر التاريخ قد فشلت ,واكد على ذلك بقولة من راجع التاريخ جيدا تيقن من ذلك ووصل لهذه الحقيقة , اما المسألة الاخرى التي تحدث بها وجعلتني اتمعن بها جيدا وادقق في مدلولاتها وخلفياتها وهي مسألة الخروج على الحاكم بقوة السلاح ,حيث قال لا يجب الخروج على الحاكم بقوة السلاح حتى لو كان طاغياً او او , اللا في حالة واحدة فقط وهي ان يعلن هذا الحاكم ( كفراً بواحاً ) ,وتحدث الشيخ يوسف عن فقة الموازنات في هذه المسائل الثلاث حسب ما فهمت من خطبتة .

* لن اخوض اكثر في التفاصيل وأقول بانها قد تكون صحوة ضمير ام أنها انتقادات مؤقتة تزول بزوال المسبب ,أم انها ثورة تصحيح المسار من قيادات الحركة السياسية العليا يتلهوا علينا الشيخ يوسف - بكل الاحوال سأسجل انطباعاتي على النحو التالي : .

- الامر الاول : أن حركة حماس تعد نفسها وتحاول تهيئة أبناء حماس "القاعدة الحمساوية" والجماهير الفلسطينية عامة لمراجعات فكرية على صعيد نهج وافكار الحركة السابقة على شكل يتشابه لحد ما مع ما فعلتة جماعات " الجهاد " بمصر في ثمنينيات القرن الماضي .

- الامر الثاني : أن حركة حماس يوماً ما من قادم الأيام او الأشهر أو أكثر بقليل سوف تجري بعض التعديلات على بنود ميثاقها الحركي كي يتوائم مع المتغيرات الاقليمية والدولية وحسب المصالح ,سيما وان الرياح تسير بعكس مركب الحركة كل يوما اكثر من ذي قبل, وقد تكون الحركة التقطت اشارة المحكمة الأوروبية العليا والتي اوصت الاربعاء الماضي برفع اسم حركة حماس من لائحة الإرهاب الأوروبية، مما اعدتة الحركة واحتسبتة قراراً قد يصب في مصلحتها في نواحي عديدة أهمها الناحية السياسية،والاقتصادية " ارصدة الحركة " ومكاتبها التي من الممكن أن تشرع لها الأبواب الدولية يوماً ما,مما تراه الحركة بانه مفتاح لتدعيم وضعها وزيادرة ثقلها على الساحات الثلاث :.( الفلسطينية - العربية - الدولية ),مما يفتح لها الأبواب لتثبت وتدعم ركائز وجودها في فلسطين ,ومن هنا أرى بأنه ومن خلال ما فهمته من الخطبة ومدلولاتها من الوارد جداً ان تُقدم حركة حماس على تقديم دليل "حسن النية " لتفعيل هذا القرار الذي يصب في مصلحتها ,ولكن هنا يبقى باب التساؤلات والمخاوف مفتوح على مصراعية نحو احتمالين :. 1- هل سيساهم هذا القرار اذا دخل حيز التنفيذ وفتحت الأبواب لحماس دوليا,وعودة علاقاتها مع طهران واعادة الدعم المالي والعسكري لها في تعزيز الحالة السياسية الفلسطينية وتقوية عود الوحدة الوطنية والمسار السياسي الفلسطيني برمتة والذي يقودة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن , أم انه سيفتح شهية قادة حركة حماس تجاه التشبث اكثر بوضعية الحركة الحالي " الانفصالي " ويقوي نزعة الابتعاد لديها نحو الطلاق البائن مع مصطلح ( الوحدة الوطنية– الشراكة السياسية )الفلسطينية ؟؟؟ وقد يكون لعودة العلاقة مع طهران دور في ذلك ؟!.

الامر الثالث: أن حركة حماس تمهد جماهير حماس والجماهير الفلسطينية قاطبة بان الحركة متجهة نحو ترميم علاقتها مع النظام المصري والنظام السوري الحاليين ,سيما وأن حركة حماس قد تكون مؤخراً توصلت لنتيجة مفادها استحالة سقوط النظام السوري الحالي واستحالة عودة حكم مرسي وفشل تجربة الاخوان في تونس وخسارتهم في الانتخبات الرئاسية مؤخرا ,وسوء الاحوال في كل من ليبيا واليمن , من هنا ليس مستبعداً أن تبحث حماس عن ملاذا جديدا بديلا عن دولة قطر التي خسرت حماس ورقتها مؤخرا في اعقاب المصالحة القطرية المصرية والتي قد يكون ثمنها وقف الدعم المالي القطري عن حماس او منع وحظر انشطة مكتبها السياسي هناك ,ولربما يصل لحد طرد قيادات الحركة من قطر ( كرمال عيون مصر ) من هنا يكون ثمن عودة قيادات ومكاتب الحركة الحمساوية اما لطهران واما لدمشق وفي كلا الحالتين الثمن الذي يوجب على حماس دفعة هو الاعتراف بالمعادلة السورية القائمة - معادلة( الرئيس بشار الاسد )والتي اثبت الزمن والاحداث انها غير زائلة , والتكفير عما حدث من مواقف سابقة للحركة تجاه النظام السوري ذلك بالوقوف لصف الرئيس بشار الاسد وان كان بشكل خفي والتخلي عن ما يسمى المعارضة على القاعدة التي ذكرها الشيخ يوسف فرحات في خطبتة اليوم وهي ( لا يجوز الخروج على الحاكم بقوة السلاح ) وحديثة عن فقة الموازنات ,وقد يكون لعودة علاقة الحركة مع طهران دورا في لعب ورسم هذه المعادلة الجديدة .

وسيبقى الخبر القين قيد الأيام ورهن المتغيرات والمصالح..

"الثورة الفلسطينية عام 2015 "(2)

الكرامة برس /عبداللطيف أبوضباع

مسرحية "الدولة الفلسطينية" على حدود 67 ،تعتبر "طعنة "في ظهر كل لاجئ فلسطيني ، لأن القضية الرئيسية والمركزية هي قضية اللاجئين الفلسطينين في الشتات ، وبالتالي الالتفاف على هذه الحقوق والثوابت جريمة وطنية مع سبق الاصرار والترصد . مصطلح " مع سبق الاصرار والترصد"، في القانون الجنائي يدل على ارتكاب جرائم العمد وتبييت النية لدى الجاني ،وكذلك ينطبق اﻷمر على الجرائم الوطنية والسياسية ..

إن التزام المناضلين ، الفدائيين ، الأحرار ،الثوار الأوائل بأصول وقواعد النضال والثورة ، هو وحده الذي جعلهم يحققون ما حققوه من مجد ،فإذا كانت استعادة ذلك المجد ضرورية ، إذن فإن العودة الى مصادر الإلهام التي حركت هؤلاء المناضلين والثوار تصبح هي الأخرى ضرورية ،وإذا كان إستلهام تلك المبادئ صالحا في الماضي ، فإنه لايزال صالحا للحاضر والمستقبل

إن القوة والعظمة والمجد يمكن استعادتها في أي وقت بشرط الإلتزام بالمبادئ النضالية والثورية وتتطلب أيضا الإرادة والتضحية ..

راودتني فكرة ، "كتابة رسالة" ، كنت أريد إيصالها للسفارة الروسية ، وكنت أريد إيصال رسائل لكل الفصائل والقيادات الفلسطينية ، وكنت أريد أيضا إيصال صوتي لكل لاجئ فلسطيني في الشتات والمنافي ، ولكن نحمد الله على هذه النعمة ، نعمة الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي ، وبالتالي من هذا المنبر أخي اللاجئ في المنافي والشتات أستطيع إيصال صوتي لكل الاطراف المعنية ونستطيع جميعا أن نلتقي ونتحاور ونتشاور بعد أن فرقنا الاحتلال ، وبعد أن شتتنا النظام العربي ،وبعد أن قهرتنا الظروف ، نعم قهرتنا الظروف ولكن لم ولا ولن تهزمنا .

القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في لعبة الأمم والصراع القائم بين القوى العظمى ، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، الصراع على النفوذ والسيطرة ، وللأسف لم تستطع القيادة الفلسطينية استغلال واستثمار هذه التناقضات والفجوة والثغرات في الصراع الدائر بالشكل الصحيح ، القيادة الفلسطينية وضعت كل "البيض " في السلة الامريكية منذ النقاط العشر عام 1974 وماقبل وبعد . أنور السادات فتح الطريق للعالم العربي والإسلامي ، طريق الذل والعبودية والتبعية ، وجود الولايات المتحدة في المنطقة العربية وسيادة النفوذ الأمريكي في العمق العربي، يعني سيادة اسرائيل . إذن ،القيادة الفلسطينية والانظمة العربية وخصوصا الانظمة الرجعية ساهمت بطريقة أو بأخرى في تثبيت السيادة الاسرائيلية عن طريق الولايات المتحدة والتبعية المطلقة لها .

في أوائل القرن الماضي ، ظهرت حركات التنوير الاسلامي في مصر ممثلة بأبرز المفكرين والدعاة من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، بالأضافة للحركة السنوسية في ليبيا ، والحركة المهدية في السودان، والحركة الوهابية في السعودية ، وبعد ذلك تأسيس حركة الاخوان المسلمين وتمددها وانتشارها ، وفي المقابل ظهرت حركة القومية العربية الاشتراكية ودعاتها ،حركة التنوير القومي إذا جاز التعبير .

حركة التنوير الاسلامي كانت تحث الناس على العودة الى قيم الاسلام الأصولية ، وكانت تدعو الى تجديد العالم الاسلامي بقيم الأصول الاسلامية بكل الأشكال والأساليب والوسائل وأبرزها "العنف المشروع "، نعم ؛ كانت تعبر عن نفسها وأفكارها المستلهمة من الشيخ ابن تيمية ومن الامام احمد ابن حنبل . في العصر العباسي الذي طغى عليه مظاهر الترف والبذخ والإنحلال الاخلاقي الاجتماعي ، كان الأمام احمد ابن حنبل يحمل لواء الدعوة السلفية ،يدعو ويحث الناس على العودة الى قيم الاسلام الأصولية . وكانت القومية العربية تدعو وتحث الناس على الوحدة العربية والاستقلال للتخلص من الاستعمار والتبعية ، وكانت جماعة الأخوان المسلمين التي تأسست في مدينة الاسماعيلية على يد الشيخ حسن البنا رحمه الله عام 1928 تدعو وتحث الناس على العودة الى قيم الاسلام وطرد الاحتلال البريطاني من البلاد..

وبالطبع ظهرت حالات التناقض والتصادم بين كل الحركات "التنويرية" ،رغم إنها اتفقت في بعض الاوقات على بعض الاهداف الاستراتيجية . وللأسف أيضا استغلت القوى العظمى والولايات المتحدة خصوصا هذا التناقض والاختلاف .أستثمر الأمريكان هذه الفجوة لصالح المعركة الدائرة بين الرأسمالية والشيوعية ، واستطاعت الولايات المتحدة تحويل أنظار العرب والمسلمين عن العدو الحقيقي-اسرائيل- ، وأخترعت لنا عدو وهمي أسمه " الالحاد " الشيوعية ، وبدعم من كل الأنظمة العربية الرجعية وبالتالي ساهم البعض منهم في تثبيت النفوذ والسيادة الأمريكية أي تثبيت السيادة الاسرائيلية .

في اعتقادي أن ثورة يوليو الضباط الاحرار في مصر ،كانت ثورة لإعادة التوازن الدولي والاقليمي ، إعادة التوزان لميزان القوى ، والصراع القائم . نعم ،كانت تدعو للوحدة العربية والاستقلال للتخلص من التبعية ، ولكنها استعانت بالقطب السوفييتي واستطاعت ان تلعب على التناقضات والخلافات ، تحالفت القومية العربية مع الاتحاد السوفييتي ، وكان الاتحاد السوفييتي هو الداعم الرئيس -بالمال والسلاح- لكل حركات التحرر الوطني ، هذا الدعم كان أحد اسباب الخلاف والاختلاف بين القومية العربية وحركات التنوير الاسلامي ، ولكن السؤال المهم والأهم لماذا لاتتحالف الحركات الاسلامية مع روسيا الجديدة ، مع الشيوعية ، مع القوى الصاعدة الدولية ..؟ الولايات المتحدة خلقت لنا العدو الوهمي القديم الجديد ، الشيوعية ، "الشيعة "، الالحاد ، واستطاعت إدخال-اسرائيل -في التحالفات ، علينا إذن تحديد من هو العدو ..؟

وبالتأكيد طالما ارتبطنا وربطنا قضيتنا بالولايات المتحدة ، لا يمكن أن يكون عدونا (اسرائيل) ، هذا ماتريده الولايات المتحدة ومعها بعض الأنظمة العربية الرجعية ، لأن مصيرهم ووجودهم مرتبط ببقاء ووجود (اسرائيل )واستمرارالمشروع الأمريكي في المنطقة.

الصراع الروسي الأمريكي لم ولاولن ينتهي ، كانت البداية بعد الحرب العالمية الثانية ، والآن الصراع في الساحة العربية ،سوريا والعراق وغيرها . لم تتقبل الولايات المتحدة الهزيمة الساحقة في فيتنام ، ولن تنسى دعم الاتحاد السوفييتي لكل تلك الدول المناوئة والمناهضة للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة ، وبما أن الحرب العالمية الثالثة مستحيلة بين القطبين الروسي والأمريكي في الوقت الحالي على الأقل . فمن الطبيعي أن ينتقل الصراع الى الساحات العربية والاسيوية وفي اوروبا الشرقية و امريكا اللاتينية وافريقيا . وفي كل ساحة من ساحات المعركة تظهر عناصر القوةوالضعف.

في معارك اوكرانيا وجورجيا والعراق وسوريا واليمن ، روسيا تدافع عن أمنها القومي . بل وتدعم المحور المقاوم للمشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة ، والأنظمة العربية تدعم الولايات المتحدة في كل الساحات والباحات . في افريقيا تأسس " نادي السفاري "-نادي يضم أجهزة مخابرات معظمها عربية - للقضاء على بقايا الجيوب الشيوعية المتمركزة في العمق الإفريقي ،في كل المناطق والساحات كان الدعم العربي للولايات المتحدة بلا حدود وبلا قيود! ، الدعم العربي للنفوذ الامريكي في المنطقة ،يعني دعم سيادة (اسرائيل) . للأسف لم نتعلم ولن نتعلم !

الاتحاد السوفييتي كان ظهيرا ونصيرا ثابتا لايغير موقعه أو موقفه . والعلاقة مع روسيا لايمكن أن تكون خاضعة للاحتياجات فقط . علينا إعادة صياغة هذه العلاقة ،إعادة تقييم وإعادة فهم .

خمسون عام على انطلاق حركة فتح

الكرامة برس /جمال أيوب

نتقدم لجميع أبناء فلسطين بالتهنئة بمناسبة العام الجديد .. خمسون عام على انطلاق حركة فتح العملاقة رائدة الكفاح المسلح والتي قدمت الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين وما زالت تقدم كل يوم العشرات من أبنائها بين شهيد وجريح وأسير ومطارد على يد الاحتلال الصهيوني .. مع ألانطلاقه الخمسون استطاعت حركة التحرير الوطن (فتح)بصمودها وحيويتها أن تؤمن لنفسها صفة الديمومة , وان تكسب مايعطى لها خصوصية عن الأشكال المعروفة في تجارب الحركات الثورية التحررية المعاصرة , فقد استمدت حركة فتح حويتها مما استنبطته من الواقع الفلسطيني , لاستقطاب مختلف فئات وأجيال وطبقات الشعب الفلسطيني , ومكنتها من استيعاب كافة الفئات من مختلف الأعمار نساء ورجالا وعلى امتداد مواقع التجمعات السكنية في مختلف المناطق الفلسطينية .

انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح ـ كان البلاغ الأول إيذانا بميلاد فجر جديد ، ميلاد الثورة الفلسطينية المسلحة لتكون فتح أول من تبنّى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين ، في ظل عالم كان لا يفهم لغة غير لغة القوة لم يرق ذلك لبعض الأنظمة العربية التي كانت تخشى على نفسها من عدوان صهيوني في ظل إفلاسها وانشغالها بالمهاترات السياسية في ذلك الوقت ، فشنت حملة إعلامية واسعة على حركة فتح ، وشرعت بحملة اعتقالات طالت معظم قيادات الحركة ، وعلى رأسهم قائدها ومؤسسها الشهيد ياسر عرفات. ولم تمنع كل إجراءات المنع والملاحقة والتضييق من مواصلة مسيرها ,ولم يكن الكفاح المسلح مجرد شعار فضفاض ترفعه الثورة الفلسطينية ، بل كان جملة من المضامين والتوجهات المثمرة. فحيث تواصلت العمليات الفدائية في عمق الكيان المحتل ، كانت فتح تدير جملة من المسارات الهادفة إلى بلورة الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني عبر منظومة متكاملة من الأنشطة العسكرية والسياسية والإعلامية والنقابية والثقافية التي حولت واقع الشتات البائس إلى كينونة وطنية .

نتوقف أمام هذه التجربة النضالية للشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم من ويلات الانقسام الداخلي ، ونتساءل أين توحيد الجهود وتكثيفها لاستكمال إنجاز المهام الوطنية التحررية في ظل احتدام الصراع الدائر مع الاحتلال الصهيوني ؟؟ ، ولماذا لم نضع تناقضنا جانب والعمل على إعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وباعتبارها الممثل الشرعي والوحيد والكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني ؟؟ ، ولأنه التفاف الذي نطمح له لا بد من إعادة النظر في الأداء والسلوك ، ولأنها بدايات تحقيق الحلم لا بد من صياغات جديدة تتلاءم وحجم الحلم ، ولا بد من قلب الطاولة على الوسائل البالية التي باتت تشكل عبئا كما تشكل المعضلة الأكبر أمام تحقيق الحلم ، وقيام الدولة يجب أن ننزل عن عروشنا الوهمية ونغلب صوت الجماهير على صوت الواسطة ، ويجب تغليب صوت فلسطين على نبرة اللهو الجماعي الذي مورس على مدار سنوات تحت مسميات عدة ، ويجب تغليب صوت القيادة الجماعية في إدارة البرنامج الداخلي على صوت النبض الذي أصبح مجسا بأيدي دولا وشرائح وقبائل.

فلسطين تستحق برنامجا داخليا موحدا قادرا على إدارة الأزمات ، كما تستحق أن يرفع علمها بألوانه التي شهد عليها أطفال الآر بي جي في لبنان وأطفال انتفاضة الحجارة في فلسطين ، ولأنها فلسطين الوطن القومي لكل فلسطيني تاه عنه العدل لا بد من رص الصفوف ليعلو صوت فلسطين في وجه الظلم .... إنها ثورة تنبض بالسياسة ، ثورة تحاكي الحقوق ، ثورة تصنع المستحيل في أروقة المتناقضات العالمية ، ثورة في حلم عجوز للعودة ، ثورة المفتاح الذي يلمع في سلاسل الصدأ العالمية ، ثورة الأجيال التي لا تنسى أن البرتقال يافاوي الأصل والمنبع ، واحتضنوا الحلم الفلسطيني كما أطلقته خنادق الصبر والصمود والريادة في الوطن وفي كافة أماكن اللجوء والشتات الفلسطيني , بالأمس تجسدت فلسطين في وقفات الميادين الفلسطينية ، التي أبت إلا أن تبقى فلسطينية الروح والنبض والوجدان! إن شلال العطاء الفلسطيني من أجل الأرض والإنسان والقضية بشتى أشكاله وصوره النبيلة والمشرفة مستمر ومتواصل ، ولنا في كل لحظة شهيد بل وموسوعة الشهادة والاستشهاد التي استوجبتها النكبة الكبرى لتخليد الدم الفلسطيني الطاهر ما زالت مشرعة الأبواب ومفرودة الصفحات لاستقبال سير جديدة لكواكب من الشهداء الجدد ينضمون إلى إخوة ورفاق لهم سبقوهم إلى شرف الشهادة ، إلى أن تتم العودة ويتحقق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة .

في هذه المناسبة نرى من الواجب علينا أن نحيي المناضلين والشهداء والأسرى والمعتقلين الذين يرزحون في سجون الاحتلال الصهيوني وكل الأسرى والأسيرات والأسرى العرب ، لنؤكد لهم أن طريق النضال هو طريق الشهادة والحرية وأن فجر الحرية بات قريب ، الثورة والانطلاقة قد بدأت ، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر إن الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى وكما قال الشهيد ياسر عرفات إن الثورة وجدت لتبقى ولتنتصر , ولذلك فان غياب التسلسل التنظيمي ، والابتعاد عن الشورى والمشورة وتبادل الرأي واحترام القاعدة ، وعدم اطلاع العناصر قبل الكوادر على مجريات الحال ومستجدات ألأمور والتحدث إلى التنظيم دون خصوصية هذا الغياب المتعمد وغير المتعمد أحيانا أفقد الفتحاويين الزخم التنظيمي الذي لا يليق بحركة فتح العملاقة ولا بتاريخها ومسيرتها. لا ينكر أحد أن ما آلت إليه نتائج الأحداث في الشارع الفلسطيني بوجه عام وأبناء التنظيم المخلصين بوجه خاص حتى يومنا هذا وينذر بتداعيات كثيرة وربما طويلة أيضا وهو ما يضع الحركة أمام خيار صعب شديد التأثير والقسوة ويدعو المخلصين الحركيين الملتزمين إلى التداعي واللقاء والحوار وإعلاء الصوت بجدية واستمرار ، من أجل التجديد والتغيير وتحديث أساليب العمل ، يجب الأخذ بعين الاعتبار اعتماد مناهج الجماعية والتضامنية والتكاملية وإتاحة الفرصة للشباب وتطويرهم وإعداد الكوادر نحو قيادات شابة رديفة فيجب استخلاص العبر.

في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها قضيتنا ويتعرض فيها شعبنا لشتى أنواع البطش والتهديد الصهيونية وما تم قبل أيام من جريمة اغتيال لشهيدنا الوزير زياد أبو عين وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الأمريكية على القيادة والتهديد باستخدام الفيتو ضد المشروع الفلسطيني الهادف لإنهاء الاحتلال ومع وضوح حقيقة المؤامرة التي يتعرض لها مشروعنا الوطني برمته والتي ينفذها العدو الصهيوني , نحذر من مغبة الانجرار وراء محاولة البعض بحرف بوصلتنا الوطنية عن المعركة السياسية الأهم والتي تخوضها القيادة الفلسطينية بتوجه الى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال ، ونؤكد على الأولويات في البرنامج السياسي والوطني بحماية القدس والدفاع عنها ، وإعادة اعمار قطاع غزة وتكريس المصالحة الوطنية وتأمين حياة كريمة لأهلنا وحقها في العودة وتقرير المصير.

المطلوب العمل على عقد مؤتمر فتح السابع أن المؤتمر العام لحركة فتح ، سيشكل رافعة للعمل الوطني الفلسطيني بشكل كامل ، إذ أن عافية فتح تنعكس على الحركة الوطنية كلها ، وهذا يتطلب من الجميع الاسهام الإيجابي لإنجاح المؤتمر لتعزيز مكانة ودور حركة فتح ، على طريق تحقيق الأهداف الوطنية والمتمثلة في الحرية والاستقلال والعودة. والمطلوب من اللجنة التحضيرية للمؤتمر عدم تكرار ما جرى في مؤتمر فتح السادس ، والاستفادة من الأخطاء السابقة ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتمثيل كل الأقاليم بالمؤتمر ، وعدم زج أعضاء غير قادرين على تحمل المسؤولية ، والعمل على أن يكون المؤتمر خارج الوطن حتى يتسنى للجميع حضور ألمؤتمر المطلوب مسيرة تصحيح في البرنامج العسكري والسياسي والتنظيمي , والمطلوب من قيادة الحركة استخلاص العبر من الأخطاء السابقة حتى لا تتكرر هذه الأخطاء. إن المتتبع لحالة حركة فتح هذه الأيام ينتابه شيء من الخوف والقلق على مصير ومستقبل الحركة التي أجتاح هياكلها وأطرها ومؤسساتها ومؤيديها ومناصريها الخلافات و الإحاطات ، وهذا يتطلب تدخلا سريعا من الكل ، الفتحاوي المكلف والغير مكلف ، لإنهاء ملف الخلافات الداخلية وتوحيد صفوف الحركة ، والنصر سيكون حليف حركة فتح لأنها تمتلك جميع مقومات الانتصار في المرحلة القادمة , توحدوا أيها الفتحاويون ففي وحدتكم نصر ، ونصركم نصر لكل فلسطين ، والكثير من أبناء شعبكم يراهنون عليكم ، فكونوا أهلا للأمانة الملقاة عليكم ، فأنتم حملة إرث الشهداء ، والمؤتمنون على مصالح ألجماهير والأوفياء لوصايا الشهداء ألأبرار لنحقق مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وعلى ذلك فان الخروج من مأزق الذي هو سبب في خدش حركة فتح هو الوصول إلى العقل وأعماله ، واستخدام المنطق لتحقيق الأفضل وذلك يتطلب الحزم بعيد عن الصراعات والمصالح الخاصة ، وبعيدا عن مفردات ومصطلحات الفرقة ، ووضع معايير حركية تعتمد على النظام الداخلي وهيكل البناء الثوري ، والبرنامج السياسي القادر على التعامل مع الواقع والحق وما يحفظ الحقوق الثابتة وإعادة ترتيب التنظيم في كافة المواقع بالداخل والخارج وتشكيل لجان قوية تقوم بالمساءلة والمحاسبة.

وفي الختام أقول ليس عيبا أن نخطئ ، وإنما العيب في الإصرار على ممارسة الخطأ ، والحق أن من يعمل يخطى ، ومن لا يعمل لا يخطى ، ولذلك لا بد من العمل المتواصل والجاد وأن نقرأ بعد كل حين مسيرة العمل ونضع الدراسات للمتابعة والتقويم والاستنتاج ، وفي هذا السياق أقول كذلك .. ليست المرة الأولى التي يختل الميزان في حركة فتح وندعو الله أن تكون اليوم آخرها وهذا يتطلب أن تعد فتح لميلادها الجديد ، فالميلاد على أرض الوطن أكثر واقعية وعقلانية وأوضح رؤية ، وأكثر قدرة على الرصد وحصر الإمكانيات ومعرفة السبل ، وأكثر اقترابا من المنطق. الإخوة ، الوقت ما زال معنا والمهم أن ننطلق في ولادتنا من جديد وإن الجماهير في الانتظار ، والحاجة ماسة إلى ميلاد جديد لحركة فتح .

وإنها لثورة حتى النصر

المؤتمر السابع لفتح ... بين الضرورة والضرر

الكرامة برس /محمد سالم القدوة

تتوالى التصريحات عن النية في حركة فتح لعقد مؤتمرها السابع بما لا يتجاوز نهاية يناير القادم ، وفي ظل ظروف داخلية وخارجية بالغة التعقيد وما تحمله طبيعة المتغيرات القادمة من مصاعب وتحديات لا يمكن القفز عليها بهذه السهولة ، وخصوصا الوضع المتردي بأقاليم المحافظات الجنوبية الذي يحز في نفوسنا جميعا ، وما آلت اليه الأوضاع في الفترة الأخيرة يتطلب منا مراجعة دقيقة ومتأنية لكافة القرارات والفعاليات والممارسات التي من شأنها تكريس الفرقة وتعميق الشروخ والتصدعات التي تلحق اضرار جسيمة في هذا البناء الفتحاوي الذي كان وسيقى هو الحافظ الأمين بل القادر والمقتدر والمؤتمن والحامي لمشروعنا الوطني خصوصا في ظل مرحلة بالغة الخطورة تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية ،

فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان يبقى مستقبل هذه الحركة بل وحاضرها رهينة لتجاذبات وردود أفعال داخل البيت الواحد ، وسؤال بسيط .. من المستفيد مما يحدث على الساحة ألفتحاوية الان ؟. سؤال نعرف إجابته جميعا وبكل وضوح ودون مواربة ؟.

اتمني على اللجنة المركزية لحركة فتح بالرغم من عتبي الكبير عليها ان تتحمل مسئولياتها التنظيمية والوطنية والاخلاقية والتي ستسأل عنها امام مؤسساتنا ألفتحاوية والشعبية ... اين دورها الناظم للإيقاع الحركي في ظل أخطر مرحلة تمر بها حركة فتح العملاقة منذ البدايات الأولى ؟.

علينا ان نتجاوز الكثير من الحساسيات التي دمرت روح الألفة والمحبة داخل البيت الواحد وبين رفاق الدرب الطويل ، ونؤكد ان هذه الحركة عصية على الانكسار والتشرذم .. والتاريخ كان دائماً شاهدا على ذلك ... ولكن ان نبقى جميعا متفرجين على ما يجري وكأنه شأن لا يعنينا بالمطلق فهذا الموقف مرفوض جملا وتفصيلا ؟.علينا ان نسمي الأشياء بمسمياتها دون خجل او وجل . وإلا فالتاريخ لن يرحم احد . ودماء الشهداء الذين فقدناهم عبر هذه المسيرة المشرفة لن تغفر لنا تخاذلنا وتقاعسنا ،

صحيح ان الديموقراطية الفتحاوية فيها سكر زيادة كما كان يقولها دائماً الزعيم الخالد والقائد المؤسس ياسر عرفات وهذ ظاهرة صحية وطبيعية ولكن بشرط الانفقد الدفة من أيدينا وتتحول الديموقراطية من سكر زيادة الى فوضى تأكل الأخضر واليابس وهذا ما نخشاه ؟.

وكلمة أخيرة نقولها لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تكون قطع الرواتب هو الأسلوب الأمثل في مواجهة من يختلف معنا في الفكر والرأي ، ولنا في مدرسة الشهيد الخالد ياسر عرفات أسوة حسنة في مثل هذه المواقف حين رفض قطع رواتب حتى لبعض الأشخاص الذين جندتهم جهات معادية ضدنا ، وحتى من قصفونا بصواريخ حقدهم وكراهيتهم . فأبناء الفتح لم يكونوا في يوم من الأيام موظفون في هذه الحركة او السلطة ، ولن يكونوا كذلك ... أنهم شركاء في مشروع وطني رهنوا حياتهم وأرواحهم فداء للعهد والقسم الذي قطعوه على انفسهم منذ بداية المسيرة ، وبعضهم قضوا وأصبحوا في دائرة النسيان اسماء أوأرقام في أرشيف هذه الحركة ... فهل لنا ان نتعلم الدرس لتبقى هذه الحركة هي الحاضنة الوفية لكل أبنائها .. نعم كل أبنائها ؟. ام تصبح مقبرة لآمالهم وطموحاتهم ، سؤال يجب الإجابة عليه بشجاعة ومسئولية القائد .

القائد الباسل / أبا باسل ، غزة تعرفك وكل أزقتها تشهد لك

الكرامة برس /حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

القائد الباسل / سمير المشهراوي " أبا باسل " ، ستبقي شوكة في حلق كل المتآمرين ، فلا ذنب لك أنهم حينما يُذكر اسمك يشعروا بأنهم صغار ، لا ذنب لك أنهم يشعرون بالنقص وبصغر حجمهم أمام اسمك ،

لا تلتفت لهؤلاء ولا تعيرهم أي اهتمام ، فهم يريدون أن يكبروا بخصومتك والتهجم عليك ، فلا تجعلهم ينالوا هذا الشرف بان يكونوا خصوم ، فهم اقل بكثير من أن يضعوا أنفسهم في خانة خصوم القادة العظماء ،

فنحن خصومتنا لن تكن مع هؤلاء وحين نخاصم ونختلف ، نختلف مع قادة هؤلاء وكبراءهم الذين علموهم السحر ، نكن رجال دوما حتى في خصومتنا واختلافنا ، فنحن كما ننتقي أصدقاؤنا ورفاقنا ، أيضا حين نخاصم لا نلتفت للصغار ولا نخاصمهم ، نتركهم بلا أي قيمة ونترفع عن النزول إلي مستواهم ،

القائد الباسل / أبا باسل ، غزة تعرفك وكل أزقتها تشهد لك ، فمن حمل البندقية درعا تحمي الفتح وتقاوم المحتل في وقت كان هؤلاء يقفون علي قارعة الطريق يحمون قيادة فاسدة ويحابون اللصوص ويتاجرون بآلام شعبهم تزلفا وتقربا لرأس الفساد في قطاع غزة وقتها ،

ليقولوا ما شاءوا ، فلا ولن يستطيعوا تزييف التاريخ ، ولن يخدعوا إلا أنفسهم ، أغبياء أولائك الذين يعتقدوا بأن إرضاء السلطان وأتباعه يتم من خلال إعلان العداء لكم ، والتقرب من حلمهم الواهم بنيل منصب سيمر من خلال التهجم عليكم والإساءة لكم ، هم أغبياء لأنهم جربوا كل الطرق والأساليب والنفاق ولم ينالوا إلا مزيد من الذل والإهانة لأنفسهم ،

القائد الباسل / أبا باسل ، فخر واعتزاز لكم بان هؤلاء يعادونكم ، وهذا أكبر إثبات أن نهجكم سليم وأنكم تسيرون بالطريق الصحيح ، فامضوا في طريقكم وكلنا معكم وأمامكم نسير ولن نحيد عن الدرب ، فإنها قضية وطن وحقوق شعب ، ولا لن نتخلي عن واجبنا ولن نترك الميدان ، ولن نلتفت لكل الناعقين وأبواق الفتنة وأدوات السلطان ، فالوقت من دم ، وإنها مرحلة الأحرار والأوفياء واجتثاث أتباع مرحلة الانهزام ، إنها بداية لمرحلة جديدة عنوانها الكرامة للقضية والوطن والانتصار لغزة ولحقوقها

إنها أشد لحظات الليل حلكة وعتمة إنها اللحظات الصعبة القليلة التي تسبق بزوغ الفجر ، واثقون بأننا علي الحق وان كل أبواق الفتنة لن تنال من عزيمة الأوفياء ، هذه طريقنا اخترناها بأنفسنا وارتضيناها بقناعة تامة وعقيدة لا تتزعزع ، ولا لن نحيد عنها ، وسيأتي الوقت التي يندم هؤلاء علي سنوات الضلال التي أضاعوها سدي خلف سراب ووهم ، وسيندم كل اولائك علي انهزامهم واستسلامهم وعدم قدرتهم علي اتخاذ موقف يناصر قضايا شعبهم ، وحينها لن ينفع ندم ،

القائد الباسل أبا باسل ، لك من غزة كل الوفاء ، فهي غزة التي عشقتكم وعشقتموها ، ستبقي الوفية لكم أيها القادة الأوفياء ، فغزة التي عرفتكم بوفائكم ، لا ولن تخذلكم ، لكم من غزة كل السلام والوفاء ،

والله الموفق والمستعان

أمين مقبولُ , غير مقبول وغير أمين .

الكرامة برس /الشبل أمجد أبو كوش

لُربما يُشير العنوان الي مضمون الحديث الذي أود التطرق إليه , والذي يصعب على أي إنسان فتحاوي وحدوي بناء مٌقدمته في ظل الإستباحة المُمنهجة التي تُمارس ضد ابناء فتح من قبل قيادتها المُتنفذة الذين يعملون دوماً على تبني برامج سياسية وتنظيمية تٌفرق ولا تجمع , والذين يحُاولون تسيير الحركة التي كانت رائدة ومُمثلة للمشروع التحرري الفلسطيني وأنهاالرائده الاولي في تبنى وممارسسه الكفاح المُسلح وفى حشد كافه الطاقات والإمكانيات المُتاحة كأسلوب مُنظم ومُمنهج للوصول لتحرير فلسطين .

حديثي اليوم إلى الإبن المُطيع وصبي سعيد صيام المدعو أمين مقبول " الغير أمين والغير مقبول " : سأتحدث إليك بما يجول في عقول الألاف من أبناء وطني , والألاف المؤلفة من أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " , سأتحدث إليك بإسم كل فتحاوي أصيل تحاولون ممارسه سياسه تكميم الافواه عبر الأساليب الرخيصة والحقيرة اللإإنسانية وتهديد حياتهم المتعلقة على دفة الراتب المُهدد بالإنقطاع في حال صدور أي صوت يُعبر عن الحقيقة ويُغرد خارج سربكم الأسود .

أنت ليس الشخص المُناسب , نعم أنت ليس الشخص المُناسب حتى تعمل على الإساءة عبر الهمز واللمز ومُحاولة التقلل من شأن قيادات فتحاوية أعطت كل ما تملك للحركه ولفلسطين عبر كل المراحل التاريخيه التى مرت بها حركه فتح والقضية الفلسطينية , لُربما لم تُفاجئني تصريحاتك حُول شعبية الأخ المُناضل والنائب عن كُتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي : محمد دحلان , والتي حاولت تقزيمها عبر كلماتك الدنيئة , لأننا نعي جيداً حجم الأزمة الحقيقية التي ما زالت تُعاني منها حينما رسبت في إنتخابات البلدية الأخيرة في عٌقر دارك , والتي أوضحت لك بشكل أو بأخر حجمك الحقيقي الذي يُثبت أنك لا تُمثل سوى نفسك ورأيك , وأنك حينما تتحدث وتقٌارن نفسك بشخص إكتسب ثقة الجماهير كافة وأبناء فتح خاصة عندما حصل على أعلى الأصوات في دائرته ومنطقته برغم الحملة الإعلامية العنيفة التي أطلقتها خفافيش الظلام في كُل مكان لمُحاولة الإساءة إليه وتشويهه .ولا تنسي ان دحلان لم يطلق النار علي جيرانه كما فعلت انت بل كان الحانى علي كافه ابناء شعبه

رسالتي إليك يا سيد أمين , أنني شاب في مٌقتبل العشرون من العُمر ولكنني أتميز عنك وعن من يملون عليك ما تتحدث وما تفعل لن تستطيعوا يوما التوصل إليه وإدراكه , بأننا عندما نبني رؤيتنا وإتجاهاتنا وأفكارنا نُبنيها من الإجماع الفلسطيني المُتمثل بنبض المُخيم ونبض الشارع الذي أقطن فيه المليئ بالأصدقاء ورفاق الدرب الذين يتجرعون مرارة الإنقسام الفلسطيني والفتحاوي والإحتلال , لا أقطن في تلك المٌقاطعة العاتية الذي لن تُمكنكم سوى قراءة ما يُرسله إليكم خفافيش الظلام المُتمثلين بكتبة التقارير الذين يعطونكم من الحجم المبنى علي الوهم والخيال

رسالتي إليك أيها الغير أمين والغير مقبول , أنك لست أنت من تتحدث عن نبض الشارع الفتحاوي , فسجلك الأسود ما زال حافلاً بداية مُنذ دخولك إلى قطاع غزة تحت حماية أجهزة أمن حماس ورفضك القاطع لإستقبال أبناء حركة فتح والحديث معهم .. فتلك الحادثة تُعطي المُؤشرات الحقيقية بأنك لستُ أنت من تعمل على تقييم المُناضلين وإعطائهم شهادات الوطنية أو الخيانة , فتلك المسُؤولية تُعد أكبر بكثير من حجمكُ وممن يقفون خلفك .

رسالتي إليك , أنك ليس مُؤهلاً لأن تتحدث بإسمنا نحنُ أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " وتتحدث عن الوقفة العظيمة الشجُاعة الذي تبناها الشُرفاء والمُناضلين من أخوتي في تاريخ 18 ديسمبر والتي عبروا فيها على أنهم الصخرة التي ستتحطم عليها كافة المؤامرات وكافة الإساءات التي تصدر بحقهم وبحق المُناضلين , فهم الأبطال الهادرون الذين خرجوا رغم التهديد والوعيد والأساليب الرخيصة التي إستخدمتوها , وأننا نؤكد إليك ولغيرك أن من خرجوا هُم حشد جُهد نصف يوماً , وأن هُناك الألاف المؤلفة من أبناء حركة فتح الذين يشاركونا تلك الفكرة والذين كانوا يتمنوا أن يكونوا معنا سوياً في مواجهة الظلم والطُغيان .

إلى هُنا ينتهي حديثي إليك , الذي أعطيتك فيها أكثر مما تستحق , لأوجه رسالتي إلى كافة الطُغاة والمُتنفذين والوصولين والإنتهازيين الذين فرضوا أنفسهم علينا , ..

أيها الإنتهازيين , أيها المُتنفذين , أيها الطغاة في كُل مكان . توحدوا و إقضوا على مُحمد دحلان قبل أن يتكاثر , لا تستغربوا من حديثي لأنني أعلم بحجم الخطر الذي يراودكم جميعاً من ذلك القائد , فأنه أصبح وشُركائه أصحاب رسالة سامية مُتمردة ضد الظلم والطغيان وتنتشر رسالتهم وقيمهم كالسيل الهادر تحت شعارها المُعلن المُتمثل بالإصلاح والديمقراطية والذى يتم ترجمته دوماً عبر المُساعدات المُستمرة التي يٌقدمها لأبناء شعبه وفى كافه اماكن تواجدهم ليُثبت لهم على الدوام بالفكر والممارسه أنه بجانبهم يشعر بما يشعرون ..

كذلك تحتم التنويه أن رسالتي ليس مُتجنحة ولا علاقة لها بأي نوع من أنواع الطيور , وإنما هي رسالة من شاب فلسطيني لا يدعي تمثيله للشباب الفلسطيني ولكنه يتحدث بمنُطق المعاناة التي هو جزُء لا يتجزء منها والذي يعرف حقيقتك ومن هُم على شاكلتك جيداً.

نتنياهو يستعطف "عباس" و"حماس"..فهل!

صوت فتح/ حسن عصفور

كلما اقتربت ساعة الحسم الانتخابي داخل الكيان العنصري الاسرائيلي، تدخل فلسطين كعامل حاسم في مصير التشكيل الجديد للكنيست، وبالتالي على من يكون رئيس الحكومة وتحالفه الذي سيقرر السياسة المقبلة للكيان، بعد أن تم حل الكنيست وبدأ العد العكسي للإنتخابات المبكرة..

الرئيس محمود عباس، اعلن دون التباس، انه لن يتدخل في مسار الانتخابات الاسرائيلية، باعتبارها "شان داخلي" لهم، رغم أن المشهد السياسي ليس بتلك الطهارة التي تحدث بها الرئيس عباس، فنتائج الانتخابات لها صلة بالواقع الفلسطيني، وسيكون تأثيرها مباشرا ليس فقط على الجوانب السياسية، وما يتعلق بالتهويد والاستيطان والحصار والعدوان، بل بالمستقبل المقبل فيما يخص التعامل مع المشروع الوطني الفلسطيني، وليس المشروع المتداول راهنا بين اروقة واشنطن، نيويورك ورام الله..

ولأن رأس الطغمة الفاشية الحاكمة نتنياهو، يعلم أثر المسألة الفلسطينية في اللعبة الانتخابية الاسرائيلية، فهو يحاول أن يستخدمها وفقا لما يخدم مشروعه لحصد الفوز، ما دامت الشرعية الفلسطينية قررت الغياب والتأثير، ولذا سيعمل بكل السبل من أجل الاستخدام الأسود للموضوع الفلسطيني من خلال عناصر متعددة..

العنصر الأهم الذي يبحث عنه نتنياهو للفوز بحصة الأسد في الكنيست القادمة، هو كيفية التلاعب بالموضوع الأمني سواء في ومن الضفة والقدس المحتلة، أو من خلال قطاع غزة، وليس من باب المصادفة ما تقوم به أجهزة نتنياهو، بالكشف شبه اليومي لما تسميه "خلايا حماس العسكرية" في الضفة الغربية، وتحاول تلك الأجهزة أن تزج بالأجهزة الفلسطينية في تلك المسألة، من خلال ما تقول انه تنسيق أمني مكثف لقطع الطريق على استعادة حماس لقوتها العسكرية، كي لا تكون ضاغطا على نفوذ الرئيس عباس، ولا يفوت نتنياهو فرصة لتذكير الرئيس عباس بين حين وآخر بأنه من يحافظ عليه..

ولا ضرورة لمناقشة كمية الكذب في تلك المعلومات، وكان يجب أن يخرج مسؤول أمني فلسطيني ليكشف زيف تلك الادعاءات وكذبها، لكن الصمت ساد في الجانب الفلسطيني، دون سبب منطقي، وهو صمت يخدم رواية نتنياهو، ويؤكد أن هناك من يعمل من جانب السلطة على مساعدة بيبي لنشر أكاذيبه الأمنية لاستخدامها في لعبته الانتخابية، وكأنهم يتمنون فوزه..

فيما يحاول بيبي يوميا أن يستغل أي حدث مقاوم ضد ما تشهده الضفة والقدس من استباحة بلا حدود، ليحيلها الى "قضية أمنية كبرى"، وهو هنا يبحث التلاعب بالمسألة الأمنية التي يعتقد أنها ستكون خادما له، فيما يعمل يوميا على استفزاز حماس وفصائل العمل المسلح في قطاع غزة، وينتهك بلا توقف اتفاق التهدئة، كي يسحب البساط من تحت أقدام الصابرين على تلك الانتهاكات/ معتقدا أن اللحظة القادمة مع الضغط الليومي لكسر حلقة "الصبر" الأمني في القطاع..

ولا يترك مناسبة دون أن يشيع بأن قطاع غزة لم يعد يحترم الاتفاقات، وأن حماس تقوم باختراقها، من خلال نشر تقارير عن استمرارها في تطوير "منظومة صواريخها، وتقريبا بات الاعلان عن كشف تجرية جديدة عمل شبه يومي للإعلام العبري، فيما يعمل على استغلال أي قذيفة تطلق من القطاع ردا على الانتهاكات اللامتوقفة، أو اطلاق قذيفة من جهة لا تريد خيرا للقطاع، وربما تستكمل مسار خدمة نتنياهو، فتقوم باطلاق قذيفة بين حين وآخر، ليخرج نتنياهو زابدا مرتعدا متوعدا..

الى جانب التقارير اليومية التي تعج بها وسائل الاعلام العبرية عن اعادة تأهيل الأنفاق، وهو ما وقعت به بعض أطراف حماس بسذاجة في احسن الأحوال وبغباء أو غيره في أحوال أخرى، لتقوم بنشر تقارير في اعلام الحركة عن "قدرة القسام" على اعادة بناء تلك الانفاق وتطوير القدرات العسكرية سريعا، وكان الاستعراض العسكري الأخير نموذجا لتلك السذاجة..

وبالتوازي مع البحث عن الثغرة الأمنية التي يجيد التلاعب بها، ككل اليمين الارهابي في دولة الكيان، فإن نتنياهو يعمل بكل قواه للدفع السريع لمناقشة مشروع الرئيس عباس في مجلس الأمن، لاستخدامه الاستخدام الأمثل في المعركة الانتخابية، بكل الاتجاهات، خاصة وأن النصوص المقدمة، وما أسمتها "خلية المشروع المصغرة" بـ"الثغرات" تتقاطع مع مشروعه السياسي، ليظهر لسكان الكيان، انه السبب الرئيسي الذي أحدث تلك "التنازلات الجوهرية" في الموقف الفلسطيني، وخاصة في قضايا القدس والاستيطان و"تهويد الدولة"، والحدود، والأهم الغاء القرار الأممي الخاص بدولة فلسطين وحدودها وعاصمتها، حتى أن المشروع الفلسطيني لم يتطرف في النص الى قرار الجمعية العامة الخاص بالاعتراف بدولة فلسطين رقم 19/ 67 لعام 2012 فيما ذكروا قرارات أخرى..

وهم ما يؤشر أن الرئيس عباس وفريقه تخلوا عن القرار..ولا شك أن نتنياهو سيرى في ذلك نصرا سياسيا هائلا..ومن أجله يبحث التصويت السريع، وكأنه يستعطف الرئيس عباس أن لا يؤجل يوما واحدا مناقشة القرار..وهناك من داخل الخلية يدفع بالتوصيت ليس لخدمة نتنياهو مباشرة ولكن لقطع الطريق على الرئيس عباس بأن يستجيب للضغط الوطني العام ويسحب المشروع، ما يضيف فرصة سرقة المشروع الوطني المتفق عليه..

ولو اقدمت أمريكا على تأجيل التصويت أو استخدمت الفيتو لسبب ليس بنص المشروع، وإنما لحساب الانتخابات الاسرائيلية، فهو ايضا سيعمل على استغلاله بأن امريكا وبعض الأحزاب في الكيان تتواطئ ضده لأنه يمثل "الموقف الوطني الصلب"..

ولأن الأمن يبقى الحلم الأهم، فلا غرابة أن يستدرج نتنياهو بعض فصائل قطاع غزة، الى لعبة عسكرية عشية الانتخابات، كي تصبح عنصرا حاسما في الاستخدام الانتخابي، والى حينها سيبقى الجو العام حول القطاع مشبعا بروح التوتر، وقد يعمل البعض لحسابات المناكفة الخاصة، بتوريط قطاع غزة بحرب عسكرية لارضاء أطراف اقليمية على حساب أخرى، خاصة بعد حركة الانفتاح الجديدة على ايران، والتي تبحث وضع حماس تحت الاختبار بعد سلوك سياسي متعاكس مع الرؤية الايرانية..اولإرباك أكثر مما هو الحال القائم للرئيس عباس وفريقه السياسي، والتفكير نحو بحث سبل لاحراج مصر أكثر، خدمة للجكاعة التي تتسارع خطى انهيارها فهزيمتها، ما يدفع نحو قيام بعض من حماس التجاوب مع لعبة نتنياهو بتفجير الحالة الراهن..

لا يمكن اسقاط أن هناك من يبحث عن "معركة عسكرية" في القطاع، لخدمة محور جديد..دون أي اهتمام بمصلحة القطاع المباشرة أو لفرض إعادة نتنياهو كون البعض يراه الأنسب لتمرير مخططاتهم الخاصة..

المشهد العام يبدو وكأن نتنياهو يستعطف الرئيس عباس وفريقه لمساعدته عبر تمرير المشروع الهدية..ويستجدي حماس ومحورها الاقليمي الجديد أن تفرط ردا على الاستفزازات وكل بحسابه..

هل يتورط عباس وحماس في التعاطي مع الاستجداء النتنياهووي..أم أن هناك لازال بعضا من الحساب السياسي الوطني..الأيام المقبلة هي من سيجيب!

ملاحظة: تقارير صحفية محلية وأجنبية تتحدث عن وجود فساد في قضية إدخال مواد الاعمار وتوزيعها ..الصمت المريب من أجهزة رقابة السلطة ، وسكوت حماس عليها يثيران ريبة لا بعدها ريبة..هل "توافقا" في الفساد بدلا من توافق الحكومة!

تنويه خاص: اعلن الوزير الأول في حكومة الرئيس عباس أنه شكل لجنة لاستلام المعابر وستبدأ أعملها فورا..هل بدأت فعلا، ولو حدث شو صار معها..وكم شهر تحتاج لعملية الاستلام!

سماسرة الأرض .. إلى متى؟!

صوت فتح/ عبد الناصر النجار

في التحقيق الذي نشرته صحيفة «هآرتس» حول قضية تزوير ملكية أكثر من 1600 دونم من أراضي بلدة كفر عقب، شمال القدس.. يظهر مدى الفعل الإجرامي لمجموعات استيطانية مدعومة من قمة الهرم السياسي الإسرائيلي مع أذرع فلسطينية خائنة وعميلة، تقتات على جيف المال.

«هآرتس» تقول: إن وزير الجيش في حينه شاؤول موفاز ووزير الجيش الحالي موشيه يعالون متورطان، أيضاً، في تسريب الأراضي الفلسطينية، وفي عمليات التزوير التي وقعت. وكل ذلك لأسباب سياسية وعقائدية.

وزراء الجيش الإسرائيلي وقادته العسكريون ليسوا المتورطين في هذه الجرائم فقط، بل قضاة ومحامون إسرائيليون، ومسؤولون في مكتب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية.

ولكن، أيضاً، في كل عملية تزوير لا بد أن يكون هناك شخص خائن.. وظيفته القذرة هي المساعدة في جلب التواقيع على أوراق ومستندات البيع.. وذلك عن طريق التزوير والخداع.. فكم من مسنّ أو مسنّة فلسطينية أُجبر على التوقيع على أوراق لم يعرف مضمونها الحقيقي؟ وكم من فلسطيني أُجبر، أيضاً، على التوقيع على أوراق تحت مسمّيات التأمين الصحي أو التأمين الوطني وراتب الشيخوخة.. وكان الهدف من وراء ذلك الحصول على تواقيع باطلة بشكل إجرامي مشبوه من أجل تسريب الأراضي والممتلكات، وخاصة في القدس القديمة أو الأحياء المقدسية المجاورة.

منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي بدأت الشبكات الاستيطانية وقادة الاحتلال ينظمون العملاء والخونة ليكونوا عرّابي التزوير.. وربما لو كان هناك فحص حقيقي لكثير من عمليات التسريب لتأكد مدى التزوير والفعل الإجرامي لهؤلاء الأشخاص.
ولكن رغم الفتاوى الدينية التي أطلقتها المؤسسة الدينية في فلسطين، وخاصة في القدس، ورغم التأكيد في معظم خطب الجمعة في المسجد الأقصى على حرمة البيع أو التسريب، وأن كل من يقوم بهذا الفعل هو خارج من الملّة وعقابه القتل. ورغم كل الفتاوى القانونية الأردنية منذ العام 67 وحتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية التي كان تجرّم تسريب الأراضي وتصف المسربين بالخونة.. إلاّ أن أحكاماً حقيقية لم تصدر بحق هؤلاء، حتى الأحكام الشعبية أي بمعنى التي يقودها المواطنون لم نسمع عن تنفيذ أي منها.

أدرك هؤلاء السماسرة الخونة منذ اليوم الأول أن ما يسمعونه مجرد بالونات تفجّر في الهواء.. وغثاء ليست له نتيجة، ولذلك تمادوا في فعلهم الإجرامي، بل على العكس، فإن كل مواطن شريف حاول التصدي لهؤلاء المجرمين كانوا يدبّرون له مكيدة، إما بالإيعاز إلى مشغّليهم من قيادات الاحتلال باعتقاله أو محاربته في لقمة العيش أو فبركة الفضائح بكل أشكالها وصولاً إلى حدّ القتل.

ولكن، أيضاً، مع دخول السلطة تواصلت عمليات التزوير والتسريب، وربما في بعض الأوقات بوتيرة أعلى مما كانت عليه في السابق، وأصبحت قضايا التزوير أكثر منهجية وأكثر قبولاً عند كثير من المسؤولين الإسرائيليين.. دون أن نرى فعلاً حقيقياً على الأرض يحدّ من هذه الممارسات الإجرامية.

كثير من العقارات وخاصة في القدس سرّبت بالتزوير والتحايل من قبل عملاء أعمت عيونهم الأموال القذرة.. كثير منهم أصبح معروفاً لدى الشارع الفلسطيني ولكن حتى اليوم لا يوجد رادع حقيقي لهم. ولهذا هم مستمرون في عملهم.. مستمرون في جرائمهم التي تطال أغلى ما يملكه المواطن الفلسطيني ألا وهو الأرض.

اليوم نحن بحاجة إلى رفع الصوت جماهيراً وقيادة والتأكيد على الفعل وتغيير هذه المعادلة التي سادت عقوداً طويلة.. يجب أن تكون في السلطة وعند الشعب يد ضاربة للنيل من كل هؤلاء.. ربما ليكونوا عبرة لهؤلاء المجرمين والخونة الذين ينتسبون عاراً وزوراً للشعب الفلسطيني الذي قدم عشرات آلاف الشهداء من أجل حماية هذه الأرض.. بل سقاها بالدماء.. فهل ستنتهج سياسة جديدة للكشف عن السماسرة المجرمين ومعاقبتهم؟!.

أخيراً: السلطة الفلسطينية في غزة! ...

صوت فتح/ رجب أبو سرية

يبدو أن "حماس" التي اتبعت المثل الذي يقول "العيار اللي ما بيصيب بيدوش" قد نجحت أخيراً في دفع السلطة الفلسطينية للتقدم خطوة إلى الأمام باتجاه ملفي غزة والمصالحة، وذلك بعد أن قامت بالتلويح بورقة التحالف مع العضو القيادي المفصول من حركة فتح، عضو المجلس التشريعي العقيد الأمني السابق، ومسؤول الأمن الوقائي الأسبق محمد دحلان، فقد أعلنت الحكومة عن اجتماع في غزة يوم الأحد القادم، ربما ليس بكامل أعضائها، ولكن ليس هذا المهم، فالذي يبدو أكثر أهمية هو الإعلان عن تشكيل لجنة لإدارة المعابر برئاسة وزير الشؤون المدنية الأخ حسين الشيخ، في الوقت الذي ترافق هذان الإعلانان فيه مع فتح معبر رفح لمدة ثلاثة أيام، فيما تشاع هناك أقاويل عن فتح المعبر ابتداء من الأحد القادم، وربما بشكل طبيعي ودائم، خاصة مع الإعلان المصري عن الانتهاء تماماً من التداخل الأمني الحدودي مع غزة، بتدمير كافة الأنفاق والانتهاء من تسوية مسافة الخمسمائة متر داخل رفح المصرية.

هكذا لاحت بارقة الأمل مجدداً، بما سمح للفصائل التي تحلت بالمسؤولية العالية في قطاع غزة، بجمع حركتي فتح وحماس لطي صفحة التوتر التي حدثت خلال الأسابيع الماضية، استعداداً لفترة قد تكون حرجة للغاية تنتظر الكل الفلسطيني على وقع الانتخابات الإسرائيلية التي دخلت مرحلة الصراع الفعلي على وجهة إسرائيل فيما بعد التأسيس، ببدء إعلان الكتل والأحزاب الإسرائيلية عن برامجها، في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لتقديم المشروع الفلسطيني/ العربي لمجلس الأمن.

على غير ما كانت عليه الصورة الحزبية داخل إسرائيل قبل وقت قصير من تبكير موعد انتخابات الكنيست العشرين، تتصاعد حظوظ الوسط واليسار الإسرائيلي في إحداث المفاجأة والانقلاب داخل إسرائيل، وهذا أمر مهم جداً، ولكن دونه نحو ثلاثة أشهر للوصول إلى ذلك الموعد، حيث قد يضطر اليمين المتطرف الحاكم الآن إلى الإقدام على شن حرب ولو محدودة على غزة، أو على القدس، لتجنب خسارته الانتخابات، وقد ظهرت رغبة هذا اليمين قبل يومين في توغل قواته شرق خانيونس والاشتباك مع المقاومة الفلسطينية.

كذلك فإنه قد يترتب على نجاح القيادة الفلسطينية في التقدم لمجلس الأمن بمشروع القرار الذي يطالب المجلس بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، في حدوث مواجهة "كسر عظم" بين الجانب الفلسطيني من جهة، وإسرائيل وأميركا من جهة أخرى، وقد يصل الأمر إلى حد قطع كل أشكال العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، وحتى إلى حد إجبار إسرائيل على تحمل مسؤولياتها كاحتلال عن الضفة والقدس، أي إلى حد استقالة السلطة والكف عن تولي مهامها المحدودة في الضفة المحتلة والقدس المحتلة، وما يتبع ذلك من عقوبات سياسية ومالية إسرائيلية/ أميركية، وبذلك فإن المشروع الوطني الفلسطيني سيجد ملاذه الأخير في غزة المحررة من الاحتلال.

يمكن القول إنه بعد انتفاضة سبع سنوات وبعد عشرين عاماً على تأسيس السلطة كمشروع دولة فلسطينية تقوم على أنقاض الاحتلال وبعد إنهائه، لم يحقق الفلسطينيون كامل أهدافهم، لكنهم أيضا لم يستسلموا، ونجحوا في طرد الاحتلال بالكامل من داخل قطاع غزة، وبذلك فإن قطاع غزة بات ثمرة كفاح طويل، لا بد من الحفاظ عليه، والتشبث به، ولا يجوز أن نقول إما كل شيء أو لا شيء، فحتى لو أعلنت السلطة حل نفسها، فإن ذلك لا يشمل قطاع غزة، الذي صار وراء ظهر الاحتلال الإسرائيلي ولا يمكنه مجرد التفكير بالعودة لاحتلاله، ولهذا فإن قطاع غزة، يجب أن يحافظ عليه باعتبار انه تحرر نتيجة الكفاح الوطني طويل الأمد، هذا أولاً، وثانياً على انه، أي قطاع غزة، لكل الفلسطينيين، لفتح وحماس وجميع القوى، ثم ثالثاً يجب العمل على أن يتم إعداده وتنميته حتى يصبح "هانوي" الفلسطينيين، رافعة تحرير كامل التراب الوطني.

في لحظة قطع واشنطن الطريق على القرار الأممي، يمكن للسلطة أن تعلن خروجها من إدارة الضفة الغربية، وان تطالب المنظمة الدولية وكل الدول الأعضاء فيها بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وان هذه الدولة، تسيطر _ فقط _ على قطاع غزة، وتطالب بإنهاء الاحتلال مما تبقى من أراضي دولتها المحتلة.

وهنا بالطبع، يمكن لدولة فلسطين المحتلة معظم أراضيها أن تدير كفاحها الوطني من قطاع غزة، كما كانت تفعل م.ت.ف من بيروت مثلا، وبالقطع فإن إدارة ديمقراطية وجماعية لغزة، لا يمكنها فقط أن تحقق النمو والاستقرار للقطاع وحسب، ولكن ان تحقق إقامة جبهة وطنية _ إسلامية عريضة لإدارة الكفاح من أجل تحرير الضفة والقدس.

بقي أن نشير إلى أن تفاصيل الأسابيع الأخيرة أشارت إلى أن الأمور قد نضجت داخلياً، إلى حد بعيد لإقامة هذه الشراكة الكفاحية، فبعد الاشتباك مع الاحتلال شرق خانيونس دعت "حماس" بنفسها الفصائل للبحث في كيفية مواجهة العدوان، وهذا يفتح الباب واسعاً، لإقامة قيادة موحدة لمجموعات المقاومة، فيما يمكن لحكومة التوافق _ فوراً، أن تسيطر على أجهزة الأمن الداخلي، وبعد قرار المحكمة الأوروبية نزع صفة الإرهاب عن "حماس" بات ممكنا دمج موظفي غزة ضمن لوائح السلطة، بمن فيهم موظفو الشرطة وأجهزة الأمن الداخلي، فيما يكون حال القسام كما هو حال سرايا القدس وكتائب الأقصى، ويمكن ضبط التناغم من خلال قيادة "كفاح مسلح" مع قيادة الأمن الوطني أو حتى مع رئاسة الحكومة أو رئاسة السلطة، المهم أن يتم التوافق الداخلي والاتفاق مع الاتحاد الأوروبي ليس فقط فيما يخص مشروع قرار مجلس الأمن ولكن فيما ستقدم عليه القيادة الفلسطينية من ترتيبات داخلية لمواجهة استحقاق مرحلة جديدة، يمكن وصفها بكل وضوح وبساطة بأنها مرحلة ما بعد أوسلو!

الضغوط والوهم في الخلاف بين «حماس» وسورية...

صوت فتح/ محمد ياغي

يقول أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في رده على ما قاله الرئيس بشار الأسد أثناء لقائه بوفد من الجاليات الفلسطينية المودودة في أوروبا والتي اتهم فيها "حماس" بالتآمر على بلده بالتنسيق مع حركة الإخوان المسلمين السورية "شهادة لله وللتاريخ، فإن الأخ أبو الوليد في تقييمه لتلك المرحلة كان يلوم فيها الإخوان المسلمين السوريين في عدم تجاوبهم وخلافهم مع النظام، وليس كما ذكر الرئيس".

مشكلة الطرفين، "النظام السوري" و"حماس" في أنهما يحاولان أن يقنعا الجمهور بأن موقف "حماس" كان ثابتاً منذ بداية الأزمة السورية والى اليوم. الأول يريد إظهارها كمن تآمر على "اليد" التي حاولت مساعدته عندما طُردت قيادات "حماس" من الأردن. والثاني يريد الادعاء بأن مواقفه كانت دائماً مبنية على حسابات مبدئية لا علاقة لها بمصالحه الإستراتيجية ولا بالظروف الإقليمية المفروضة عليه.

شخصياً أصدق ما قاله الأسد إن "حماس" في بداية الأزمة السورية كانت متطرفة أكثر من النظام وإنها رأت مؤامرة على "محور المقاومة" يجب وأدها في مهدها. هذا لا يعني أن التقييم لأحداث درعا كان موضوعياً، لكنه يتسق ومصالح "حماس" في تلك الفترة. لماذا؟

الأصل أن التغير الذي حدث في تونس ومن ثم في مصر كان لصالح القضية الفلسطينية ولصالح دعم مشروع المقاومة. بعد التغير الذي حدث في مصر كانت إسرائيل في أسوأ أوضاعها التاريخية منذ العام 1948. محور للمقاومة على حدودها الشمالية والجنوبية، علاقات عدائية مع تركيا وإيران، وبداية نهاية تحالفها مع النظام المصري بما له من مؤشرات على دخول مصر كطرف داعم للمقاومة. "حماس" في هذه المرحلة كانت كمن فُتِحَ لها "أبواب السماء". لذلك لا نستبعد أن يقول خالد مشعل للأسد في بداية أحداث سورية إن ما يجري هو مؤامرة يجب إسقاطها ويتسق مع ما قاله أبو مرزوق إن "حماس" كانت تحمل إخوان سورية المسؤولية. هذا يتفق مع مصالح "حماس" في تلك اللحظة التاريخية. والحق يقال إنه يتفق أيضاً مع مصالح الشعب الفلسطيني عموماً.

ما جرى لاحقاً يختلف عن البدايات التي يحاول النظام السوري و"حماس" الإيحاء بأنها امتداد لمواقف "حماس" الأولى من الأزمة - النظام في ادعائه بأن "حماس" كانت بوجهين: تتآمر في السر وتظهر شيئاً آخر في العلن، "وحماس" بقولها إن مواقفها كانت مبنية على حسابات مبدئية لم تتغير وإنها لم تتدخل مطلقاً في الشأن السوري.

ما جرى لاحقاً هو تعرض "حماس" لضغوط من ثلاثة أطراف لم تستطع أن تدير ظهرها لهم لحسابات إستراتيجية تبين لاحقاً أنها مبنية على الوهم.

الأولى والأهم جاءت من إخوان مصر، أما الثانية والثالثة فقد جاءتا من تركيا وقطر. "حماس" كانت تعتقد أن التغير الذي جرى في مصر سيعزز محور المقاومة الذي كانت تشكل سورية فيه أحد أهم أضلاعه. لكن إخوان مصر لم يكن يهمهم محور المقاومة. كانت أعينهم على ثلاثة أطراف يجب إرضاؤها لضمان استمرار حكمهم: الجيش الذي لا يريد أي صراع مع إسرائيل والقادر (كما شاهدنا لاحقاً) على إسقاطهم بالقوة. أميركا التي كانت ترغب في أن لا يكون نجاح الإخوان في الانتخابات نهاية لعلاقات مصر بإسرائيل بما يحمله ذلك من مخاطر على الأخيرة ومن حالة لعدم الاستقرار في المنطقة. إرضاء أميركا كان يعني لإخوان مصر أنها ستقوم بوضع فرامل أمام الجيش لمنعه من تجاوز نتائج الانتخابات. وإرضاء دول الخليج التي ستوفر لحكومة الإخوان المسلمين الأموال للنهوض بالاقتصاد. هذا الموقف المنحاز من إخوان مصر (للجيش وأميركا ودول الخليج) كان يتطلب الضغط على "حماس" للخروج من سورية لإظهار قدرتهم أمام هذا "المثلث" على التأثير في الأحداث في الإقليم ولإظهار مصداقية لتوجهاتهم السياسية الخارجية.

الضغوط على "حماس" للخروج من سورية لم تكن من إخوان مصر وحدهم ولكنها أيضاً أتت من الطرفين التركي والقطري. تركيا رأت في الأزمة السورية فرصة لتغير النظام بآخر حليف لها ويعتمد عليها، لذلك فتحت حدودها لكل من يريد محاربة النظام السوري. لإظهار عزلة النظام السوري ولحرمانه من الادعاء إن ما يجري هو حرب على المقاومة، قامت تركيا بالضغط على "حماس" للخروج من سورية.

ترافق ذلك مع الضغوط القطرية (والخليجية عموماً) والتي كانت تمارس على "حماس" للخروج من سورية بهدف إظهار الصراع فيها على أنه طائفي بين "السنة والشيعة" وأن خروج "حماس" السنية منها يعزز هذا الانطباع ويعطي دفعة لدخول المزيد من "المجاهدين" للأراضي السورية لمحاربة النظام وإسقاطه. الفكرة هنا بسيطة لكنها كارثية بكل المقاييس: النظام بلا "حماس" السنية المقاومة يمكن عزله وإنهاؤه حتى لو تواجد معه حزب الله المقاوم لأن التهمة جاهزة - شيعة.

بالطبع ليس في كل ذلك مصلحة فلسطينية أو عربية لا من قريب ولا من بعيد. هل كان بإمكان "حماس" مقاومة هذه الضغوط ورفضها. قناعتي الشخصية بأن "نعم" كان يمكنها رفض الضغوط وكان عليها أكثر من ذلك أن تكشف للرأي العام هذه الضغوط لكن للوهم فعله الساحر.

"حماس" التي كانت تأمل بأن سقوط نظام مبارك يعني دفعة لمحور المقاومة وجدت نفسها أمام وضع جديد لم يكن في حساباتها. بفعل الضغوط التي مورست عليها والوهم بأن ما جرى في ليبيا من تدخل خارجي سيتم تكراره في سورية وإسقاط النظام فيه، فضلت أو بشكل أدق، فضل بعض قياداتها، الخروج من السورية والانحياز للمحور المصري (الإخواني) - التركي - القطري. لعل مصر بعد عدة سنوات وبعد ان تقوى شوكة الإخوان فيها تكون خط الإمداد الحقيقي الداعم للمقاومة. لعل الخروج من سورية يظهر حسن نية يمكن استثماره في تمتين العلاقات بالمحور الجديد الذي سينهي حصار غزة ويفتح الطريق أمام "حماس" لعلاقات أفضل مع الغرب. لعل هنا حقيقة "كثيرة" لكن الفكرة هي أن الضغوط على "حماس" ترافقت مع أوهام كثيرة لدى بعض قادتها قادتهم إلى اتخاذ قرار الخروج من سورية.

هذا لا يعني بأن النظام السوري لم يمارس الضغوط على قيادات "حماس" لإظهار تأييدهم له، لكن هذه الجزئية لم تكن سبب خروج "حماس" من سورية. هل كان بإمكان "حماس" أن تختار طريقاً آخر؟
قناعتي بأن "حماس" لم تر في كل ما يجري في سورية صراعاً طائفياً، وأن حساباتها كان يجب أن تكون أكثر مبدئية وأكثر فلسطينية وكان عليها أن ترفض الضغوط التي مورست عليها وكان عليها، وهذا هو الأهم، أن تحارب فكرة أن الصراع في سورية هو بين السنة والشيعة بالقول والعمل لأن هذه الفكرة لا تعني فقط تمزيق الدولة السورية وحدها ولكن لأن فيها إضعاف لحليفها الأهم وهو حزب الله وفيها تغير لطبيعة الصراع في الإقليم من صراع بين العرب وإسرائيل إلى صراع بين العرب أنفسهم وبينهم وبين وإيران.

الفأس كما يقال وقعت في الرأس. لكن شكر الناطق باسم كتائب القسام لإيران على دعمها للمقاومة بالمال والسلاح وتوجه وفد من "حماس" لزيارة إيران، وحتى الرد "الخجول" من أبو مرزوق على اتهامات الأسد فيه مؤشر إيجابي على عودة "حماس" لمواقعها ومواقفها القديمة. لكن لتعزيز هذا التوجه يجب ألا تخجل "حماس" من ممارسة النقد الذاتي علناً، وفي أبسط الحسابات على قادتها ومفكريها أن ينخرطوا في محاربة الصراع الطائفي الذي يهدد بلاد الشام وأن يتوقفوا عن مسك العصا من المنتصف في هذا الموضوع تحديداً. في تقديري أن انخراطاً فكرياً كهذا، هو المؤشر الحقيقي على أن "حماس" قد راجعت حساباتها وأن تغيراً جدياً قد حدث في توجهاتها.

ليس في هذا الموقف وقوف مع محور ضد آخر. لكن فيه وضوحاً للرؤية بأن استمرار الصراع المذهبي يشرذم العالم العربي ويمزق دوله، ويغير عنوان الصراع، ويضعف حلفاءها، ويمكن دولة الاحتلال من حسم الصراع لصالحها.

غزة كلمة السر

صوت فتح/ سامي إبراهيم فودة

غزة تتحدث بلسانها وبالأصالة عن نفسها,ولم تكلف أحداً بالحديث عنها,ولا تقبل لفئة ضالة عابثة مارقة أن تصادر إرادتها وتشوه صورتها الجميلة التي رسمت بدماء آلاف الشهداء والجرحى وعذبات وأهات الأسرى,غزة الأقدر من كل بقاع الأرض على الحديث عن نفسها وما يجيش في صدرها,بقوة وشجاعة وحكمة ومسؤولية والتزاماً اتجاه مرجعياتها الادبية والاخلاقية والوطنية والسياسية,والاحتفاظ بكل القامات والهامات العالية من القيادات التاريخية لشعبنا ولثورتنا الفلسطينية,فغزة لم تركع غزة ولن تحبوا على قدميها,ولن تسمح لأحد أن يتاجر بفقرها وجوعها وحصارها وألامها وظلم القريب والبعيد لها ولأبنائها شباباً وأطفالاً وشيوخاً ونساءً...

غزة التي تكابد الموت وحيده في حصارها,لم ولن تنقاد يوماً من أمعائها,غزة ستبقى الشوكة في حلق كل خائن متآمر تآمرعلى بيع دماء الشهداء وأنين الجرحى وآهات المعذبين بأرخص الأثمان,غزة هي التى توجت نفسها ورسخت وجودها في وجدان وقلوب الملايين,بل شكلت في ذاكرة شعبنا العظيم العقل الحي النابض بالحياة والإبداع والانتصار,غزة قدمت في مسيرة الثورة طوال نصف قرناً مضى خيرة رجالها وستظل كذلك ولن تفقد البوصلة ولن تظل الطريق,غزة التي احتضنت كل الأفكار النبيلة لكل الاطياف السياسية والعقائدية والفكرية والحركات والأحزاب والثورات والانتفاضات,أليست قادرة أن تدافع عن نفسها....
فهي غزة تعرف تماماً من هو قاتلها, ومن هم مصاصين دمائها, ومن هم سارقين قوت ابناءها, ومن قبض ثمن تخليه عنها وأدار الظهر لها ,كما وحدها تعرف كيف ومتى تسدد ضربتها بقوة لمن باعها وخانها, كيف لا وهي كلمة السر في عقل وقلب ووجدان الاخ الشهيد شمس شهداء فلسطين ياسر عرفات,وهي ذاتها غزة كلمة السر واللغز عند فخامة الاخ الرئيس /محمود عباس"أبو مازن"فهي لم تتحدث بعد عن نفسها,ولم تخرج حتى الآن عن صمتها,ولم تفتح صندوقها الأسود الذي فيه ما فيه من خفايا وأسرار وقضايا قادرة أن تطيح بكل الرؤوس,فغزة ماضية في طريقها التي رسمته بيديها,وتأخذ قراراتها لا رجعه فيه بالمضي قدماً خلف قيادتنا الشرعية .....

من اطلق الرصاص؟.ومن وضع العبوات المتفجرة..؟؟!!

صوت فتح/ سميح خلف

سؤال مهم من اطلق الرصاص في الضفة ومن وضع المتفجرات في غزة،سؤال يراود كل كادر ومواطن سواء في الضفة او غزة، سلوكيات فوضوية وارهابية تمارس ضد نخب فلسطينية ولا اظنها اعمال فردية بل اعمال منظمة تقوم بها جهات ذات قدرات تنفيذية وجهات قادرة على الرصد والتنفيذ، لم تكن عمليات اطلاق الرصاص على نواب في التشريعي او اعضاء في المجلس الثوري لحركة فتح او اسرى محررين بقصد القتل بل في سبيل الارهاب والتطفيش والاقصاء وتكمييم الافواه المنتقدة لسلوك السلطة، اذن من هو صاحب المصلحة الحقيقية في تنفيذ مثل تلك العمليات الارهابية ومن هو المستفيد ربما صادف ما قبل او بعد عمليات الارهاب حملات تشويهية وهجومية على بعض النواب مثل النائب ماجد ابو شمالة والنائب سفيان ابو زايدة وقبلها الاسير المحرر حسام خضر واطلاق النار على عضو المجلس الثوري شامي الشامي واغتيال محافظ جنيين رعبا باطلاق النار على منزلة زمن ثم اغتيال هشام الرخ نائب قائد جهاز الامن الوقائي في الضفة.

قبل بدء تنفيذ العمليات الارهابية بشعور قليلة قامت قوات من الوقائي باقتحام منزل عضو المركزية والنائب دحلان في رام الله وصادرت ما فيه واعتقلت حراسه على اثر الخلاف الحاد مع رئيس السلطة كما وصف الخلاف دحلان فيما بعد سياسي ووطني وسلوكي، لا اعتقد من يمارس الارهاب ضد حصانات برلمانية تحول دون اجراء أي عمل تنفيذي من قبل السلطات التنفيذية ضد الاقونات التشريعية للشعب الفلسطيني الا من خلال الاطار نفسه ضمن اليات محددة في النظام الداخلي الذي يحكم عملها، ولكن تجاوز السلطات التشريعية واستهداف عناصر نشطة فيها هذا هو قمة الارهاب وقمة تجاوز الجهات التشريعية سواء في فتح او السلطة.

في اثناء الاعداد لمهرجان ياسر عرفات قامت جهات مسؤلة بوضع عبوات ناسفة ايضا بغرض التهديد والتخريب وليس بغرض القتل نفس المشهد الذي نفذ في الضفة الخربية وان اختلفت الوسائل للتنفيذ لهذا المشهد ومن المعالم البارزة ايضا تقجير منصة المهرجان بغرض اعطاء مبرر موضوعي امني لعدم احيائه بذريعة الوضع الامني، حيث سارعت مركزية فتح بالاعتذار عن اقامة المهرجان واعتذرت حماس عن توفير الحماية له تحت وصفهم بالوضع الحركي المختلط"" بين انصار دحلان وانصار عباس" في حين ان اتفق كل ابناء فتح في غزة على الالتفاف حول كوفية عرفات موحدين.... ربما الغاء الاحتفال اتي تحت ذريعة والمثل القائل"" اجت منك يا جامع" ولان هذا المهرجان كان سيكشف كثير ويعري الكثيريين الذين يدافعون عن شرعية ونهج الرئيس ومركزيته المطوعة تماما لنهج رئيسها فاقدة كل ادوات الحوار الداخلي او النقد او الاعتراض على سياسته الداخلية او الخارجية او برنامجه لادارة الصراع مع اسرائيل.

توقفت زيارة رامي الحمدالله لغزة وتوقفت عجلة الاعمار وتوقف الحوار بين سلطة عباس وحماس تحت ذريعة الكشف عن الجهة المنفذه لعمليات التفجير في غزة مطالبين حماس بالكشف عن الاسماء والجهات المنفذه، اجد من هذا ذرائع لافشال وحدة شطري الوطن وانهاء الانقسام فاذا كان التفجير سياسي بامتياز فلا بد ان هناك مناخات تستهدف اعادة اللحمة المؤسساتية لبقايا من ارض الوطن المسلوب، في حديث له صرح السيد عباس بانه يعرف الجهة المسؤلة والمنفذة ونحن نقول لماذا السيد الرئيس لا يقوم بفضح تلك الجهة وينتظر حماس لتعلن عن الجهة،، لا ارى الا ان القصة تلبيس طرابيش..!! وماذا يمنعه،، حماس تقول انها بريئة من تلك التفجيرات ولكن ايضا من اهم ما حققته حماس من انجاز لها قدرتها الامنية العالية..... فهل هناك جهة يعرفها الرئيس وتعرفها حماس وداخل شرعية الاثنيين لا يريدون فضحها، لتبقى امور الانقسام وتبقى غزوات السيد الرئيس الفاشلة لمجلس الامن تحت احتكار فردي وسياسي له بعيدا عن غزة وتبقى غزة اسيرة القرارات والحصار التي تلعب الامارات والاخ محمد دحلان بدور هام في تخفيف معاناة اهلها.

ويبقى السؤال مطروح من الجهة التي نفذت في الضفة ونفذت في غزة تحت تشابه الهدف وهو"" الارهاب وليس القتل""؟؟ ولماذا لم تكشف السلطة الجهة المنفذة لكل الاعتداءات على النواب وتطالب حماس بالكشف عن المنفذين في غزة......مطلب غير موضوةعي وغير متوازن، واليكم حصر العمليات الارهابية في الضفة وغزة بالتواريخ:-

2/5/2012 اطلاق النار على محافظ جنيين قدورة موسى

28/7/2012 تقتحم قوات الامن الواقي منزل دحلان وتصاردر ما فيه وتعتقل حراسه

5/9/2012 مقتل العقيد في الوقائي هشام الرخ

اطلاق النار على النائب شامي الشامي بتاريخ1/7/2012 برصاصتين في فخذه

13/5/2013 اطلاق النار على النائب ماجد ابو شمالة

1/7/20013 اطلاق النار على سيارة االاسير المحرر حسام خضر

19/7/20013 اطلاق النار على سيارة االاسير المحرر حسام خضر

4/ 9/ 2014 اطلاق النار على النائب حسن خريشة

7/11/2014 تفجيرات تطال منازل كوادر في حركة فتح ومنصة مهرجان ابو عمار

اذن من قام بالعمليات الارهابية ولصالح من..؟؟؟؟؟؟؟

" يا سيد أمين مقبول ، لو كنت أمينا علي الوطن ومقبولا لانتخبك الناس لبلدية نابلس "

صوت فتح/ حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

من غير المقبول نهائيا وغير منطقي أن يتحدث المهزوم بالمزاودة علي قيادة اختارها الشعب وأعطاها ثقته لتمثله في المجلس التشريعي ، فالأخ النائب محمد دحلان حصل علي أعلي الأصوات بدائرته ، بينما فشل الكثير من أولائك الأبواق في كسب ثقة أبناء شعبهم بانتخابات بلدية ،

فليصمت هذا الصوت المزاود ، فمن سقط في انتخابات بلدية نابلس أمام غسان الشكعة ، وحمل الفشل والهزيمة انتكاسة تلاحقه وعقدة نفسية تتحكم في تصرفاته ، وعرف قدره في الشارع حينما كان رئيس قائمة فتح في انتخابات البلدية وكان سببا في فشل قائمة فتح ،
لا يحق له أن يتحدث كمنتصر ، فكفي تغنيا بانتصارات واهمة ، ولا تقلبوا الأمور وتحرفوها عن حقيقتها ، فمن فاز بانتخابات الأقاليم والمناطق بقطاع غزة هم أبناؤنا وأخوة لنا وقريبين منا أكثر مما تتخيلون ، ولكن بطشكم منعهم من الإعلان عن توجههم علانية تجنبا لعقابكم وديكتاتوريتكم وظلمكم ،

فسيف الغدر والظلم المسلط علي رقاب الناس بقطع أرزاقهم جعلهم يمتنعون عن إعلان أرائهم ومواقفهم وقناعاتهم أمام العلن ، ولو أردتم معرفة حقيقة هزيمتكم وانفضاض الناس من حولكم والنقمة الفتحاوية عليكم ، فاتركوا الناس تعبر عن آراءها دون تهديداتكم ومؤامراتكم وتقارير مندوبيكم المسمومة ، ارفعوا أياديكم عن لقمة عيش الناس ، فعدم الشعور بالأمان الوظيفي والأمان علي لقمة العيش وقوت الأطفال ، جعل من الكثيرين مقموعين وصامتين ،

ونطمئنك يا سيد أمين مقبول أن الانتخابات التنظيمية في قطاع غزة أفرزت أبناؤنا وأخوة أعزاء لنا هم اقرب مما تتصورون من فكرنا وتوجهنا ، فلا تغرنك تلك التقارير الكاذبة التي تصدر من مندوبيكم هنا ، واسألوا مناديبكم عن سبب تخريب انتخابات المكاتب الحركية ورعبهم من استمرار العملية الديمقراطية الفتحاوية ؟؟؟ ومحاولاتهم الفاشلة والمتكررة للتخريب ،

يا سيد أمين مقبول ، لو كنت أمينا علي الوطن لانتخبك الناس لبلدية نابلس ، ولو كنت مقبول لأعطوك أصواتهم ، فلا تجعل عقدة الفشل تتحكم بك وتسيطر علي أفعالك وأقوالك ، فالنائب محمد دحلان لا يحتاج إلي شهادات من احد فهو الحاصل علي اعلي نسبة أصوات في دائرته الانتخابية ،

ولا تنسي أن المؤتمر السادس الذي جعلك أمين سر للمجلس الثوري هو نفسه الذي انتخب القائد محمد دحلان عضوا باللجنة المركزية ، بينما جماهير نابلس التي أسقطتك في انتخابات البلدية في عقر دارك ، في وقت أن جماهير خانيونس أعطت أغلب أصواتها لانتخاب واختيار القائد محمد دحلان ليمثلها في المجلس التشريعي ،
فهل يجوز لمن فشل في انتخابات البلدية أن يزاود علي منتخب بأعلى الأصوات في المجلس التشريعي ؟؟؟

يا سيد أمين ، نتفهم شدة الرعب والخوف الذي تنتابكم حينما يُذكر اسم محمد دحلان ، ونتفهم ارتجافكم رعبا لمجرد رؤيتكم لصورة لابو فادي ، فانتم تعلمون جيدا أن مجرد ذكر اسمه يلغيكم ، ومجرد وجوده ينهي أي دور لكم ، لهذا السبب نتفهم مدي خوفكم وارتعابكم ونفاقكم ، لكننا مطمئنين انه مهما فعلتم ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح ، وواثقون تماما أن ظلمكم حتما إلي زوال ، وان لحظات شروق الشمس قريبة جدا وحينها تختفي كل خفافيش الظلام ولن يكون لكم مكان ، فلا تدخروا جهدا ولا عملا واستمروا وأرهقوا أنفسكم بالتطبيل للباطل وصفقوا له بشدة ونافقوه لأبعد الحدود ، ففي النهاية لن تجنوا سوي الندم ، وستندمون في لحظة شروق شمس الحقيقة ويومها سيكون قطار الأوفياء قد فاتكم ومضي وترككم كما انتم في محطة الذل والعار ، ولا ولن ينفعكم ندم ،
وإنَّ غــداً لناظرهِ قــريـبٌ ،

ليبرمان وأجنحة النمل الطيّار

فراس برس / برهوم جرايسي

يُطلق بعض أنواع النمل، في نهاية الصيف، أجنحة شفافة هشة، هي علامة على مرحلة حياته الأخيرة، إذ يموت بعد وقت قصير جدا. وما "أجنحة السلام" التي أطلقها أفيغدور ليبرمان مؤخرا، سوى تعبير عن رقصة الموت السياسي الأخيرة. وهذا سبق تكشّف فضيحة الفساد الكبرى التي تضرب حزبه "إسرائيل بيتنا"، ومسؤولين كبارا فيه، فلربما يكون قد أطلق هذه "الأجنحة" قبل الكشف عن هذه القضية. لكن الجمهور أبدى في الاستطلاعات توجها للابتعاد عنه، زاد مع تكشف الفضيحة.

فقد ظهر ليبرمان على الساحة السياسية في منتصف التسعينيات، مديرا عاما لحزب "الليكود"، حينما ترأسه بنيامين نتنياهو لأول مرّة. ثم مديرا عاما لديوان رئاسة الوزراء. وكان الرجل الأقوى في المنصبين، حتى أطلق عليه لقب "مدير عام الدولة". ثم استقال وانشق عن حزبه، لينشئ حزب "إسرائيل بيتنا"، مع تركيز خاص على جمهور المهاجرين الجدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومتمسكا بسياسة يمين متشدد. وشيئا فشيئا تصاعدت قوته، وبلغت ذروتها في انتخابات 2009، حينما حصل على 15 مقعدا، خسر 4 منها في انتخابات 2013، ضمن تحالفه الانتخابي مع "الليكود". وعلى الرغم من مرور 16 عاما على تشكيل حزبه، إلا أن هذا الحزب بقي طيلة الوقت تابعا لسلطة ليبرمان المطلقة؛ فهو المقرر في كل شيء. وهذه ظاهرة وحيدة في إسرائيل للأحزاب التي يقيمها شخص واحد.

دأب ليبرمان على تركيز قوته الانتخابية بين جمهور الناخبين من المهاجرين "الجدد"؛ الذين هاجروا منذ سنوات التسعينيات وحتى اليوم، مُلوّحا بمطالبهم المدنية، خاصة تلك التي تتعارض مع نمط حياتهم العلماني. ورغم عضويته في عدة حكومات، إلا أنه لم يحقق لهم شيئا من مطالبهم، بل كان يتواطأ مع الأحزاب الدينية في عدة قضايا. فجمهوره يطالب بالزواج المدني، وتخفيف شروط عملية التهويد، والاعتراف بيهودية مئات الآلاف منهم، وتخفيف قوانين السبت، وغيرها. وفي المقابل، فإن هذا الجمهور بدأ يخرج من دائرة "المهاجرين" سياسيا، إلى اتجاهات مختلفة، بعد أن أيقن كثير منهم أن ليبرمان لا يحقق مصالحهم، في حين أن الخانة السياسية التي يتحرك فيها ليبرمان، خانة اليمين المتشدد والأشد تطرفا، تشهد منافسة شديدة جدا بين تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"، و"الليكود". وهذا جمهور يسيطر عليه التيار "الديني الصهيوني" والمحافظون. ونلاحظ من النمط الانتخابي في الجولات الانتخابية الأخيرة، أن هذا الجمهور يتحفظ على ليبرمان بسبب علمانيته المعلنة، إضافة إلى الثقة به كليا بسبب نهجه الشخصي، ومسلسل شبهات الفساد الذي واجهه ليبرمان على مدى سنوات طوال، وإن أفلت منه بقرارات ما تزال تحوم حولها علامات سؤال كثيرة.

في الأسابيع القليلة الأخيرة، أكثر ليبرمان من الحديث عن ضرورة إطلاق إسرائيل مبادرة سياسية لإنهاء الصراع. ورأينا وسائل الإعلام تتمسك بالعنوان الأول، من دون إبراز التفاصيل. لكن ليبرمان لم يغير جلده، ولم ينقلب على برنامجه اليميني المتشدد، لأن في صلب ما يطرحه عدم إخلاء أي مستوطنة من مستوطنات الضفة الغربية، بل وضعها تحت ما يسمى "السيادة الإسرائيلية"، مقابل ضم مناطق مأهولة بفلسطينيي 48 محاذية للضفة إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، و"تحفيز" مئات الآلاف من فلسطينيي 48 في مناطق أبعد، على الانتقال إلى هذه "الدولة" المحاصرة؛ ما يعني الطرد الجماعي بصياغات تورية.

وفي الأسبوع المنتهي، بات لأحاديث ليبرمان هدفان: الأول، واضح، وهو محاولة البحث عن جمهور انتخابي جديد بين اليمين، بعد أن شاهد الليكود يتقوقع أكثر في حظيرة اليمين الأكثر تشددا. أما الثاني، كما تجلى مؤخرا، فهو التغطية على قضية الفساد الضخمة والمتشعبة جدا التي تطال حزبه ومسؤولين حكوميين تابعين له، وقد تطاله هو أيضا في مرحلة متأخرة.

لا أحد يعرف كيف ستنتهي هذه القضية؛ فليبرمان أفلت من أكبر قضية فساد تورط فيها سياسي في إسرائيل. إلا أن استطلاعات اليومين الماضيين، أظهرت أن ليبرمان فقد منذ الآن نصف مقاعده الحالية جراء هذه الفضيحة. ولكن في كل الحالات، فكما هي رقصة موت النمل الأخيرة، هكذا هي أجنحة ليبرمان "السلامية". وكما يبدو، فإن هناك من قرر إنهاء ظاهرة ليبرمان. وربما لا يكون هذا في الانتخابات المقبلة، ولكن في التي تليها، بهدف تجميع أكبر لمعسكر اليمين المتشدد في عدد أحزاب أقل.

عن الغد الاردنية

اين الديمقراطية في الاحزاب والقوى

فراس برس / عباس الجمعه

العاصفة السياسية التي تعيشها فلسطين والمنطقة هي نتيجة غياب الرؤية الواضحة ، وبات مطلب التغيير لا يشمل الآليات المعتمدة في تسيير الحياة السياسية على مستوى الاحزاب والمجتمع، بل يتعدى ذلك إلى مطلب تجذير التغيير الشامل ليشمل مفاصل أُخرى في الحياة السياسية العربية، وخاصة في بنيات وتوجهات العمل السياسي المستقبلي على مستوى القواعد المجتمعية ، والتغيير مطلوب حتى للقوى السياسية هو إعادة النظر في مفهوم العمل السياسي والحزبي، لان الارتكاز على الديمقراطية في اي حزب او فصيل ، في حياته الداخلية وفي علاقاته هو الاساس.

من هنا نرى ان انطلاقة وتأسيس الاحزاب والقوى والفصائل ارتكزت إلى العمل السياسي من خلال الفئات الوسطى والمثقفين والقليل من العمال والفلاحين، ونسب هذه الفئات إنعكست بفروق متباينة في قيادات تلك القوى والاحزاب ، منها ما ظهرت عليها بوضوح درجات عالية من التنظيم أمراض العمل الفوقي وبيروقراطيته، نتيجة تباعد عقد مؤتمراته وهي جاءت بالتعيين، وعدم السماح للاجيال المتعاقبة بتولي الهيئات القيادية ، وإعاقة تقويم مسارات هذهالاحزاب والقوى والفصائل، التي يفترض أنها ثورية ، وكل ذلك ناتج عن ترسب الماضي والمحيط الاجتماعي في ذهنية وسلوك القيادة ، ومنها العائلية والمحسوبيات والتكتلات مما يؤدي الى تعزيز طبيعة النزوع الفردانية والتسلط على قيادة الأحزاب والقوى والفصائل في اغلب الحالات.

ان النزاعة الفردية والتسلط الفردي في قيادات بعض الأحزاب والقوى إلى حد إصدار قرارات توريثها أو تحولها إلى ملكيات عائلية، لا تختلف عن مظاهر الإقطاع السياسي لتمثيل فئات أو طوائف أو نخب، قبلت المساومة لقبول هذا الزعيم أو ذاك، فبايعته وورثت حزبه، وعزلت غيره من الخصوم، ومنها من إرتضت بتسلط عائلته من بعده وصيةً بشكل مُطلق على الحزب او التنظيم وتراثه واملاكه وماليته وحتى مغانمه السياسية، بما فيها توريث النفوذ السياسي والمُحاصَصَة باسمه.

لقد أفرزت التحولات الاجتماعية في مرحلة التحرر الوطني تشكيلات ونخب سياسية خاضت غمار العمل الثوري لأجل إنجاز التحرر التام من الاستعمار والاحتلال، حيث واجهت بعض الأحزاب مهام النضالات الوطنية والنضالية والاجتماعية ، وكان اسلوب النضال هو التركيز على التنظيم والادارة باعتبارها تعني المساواة واحترام ارادة الاكثرية وصيانة حقوق الاقلية وذلك من خلال المساءلة والشفافية التي تحكم العلاقات الداخلية، ولا يمكن إلغاء تلك الحقوق بما فيها حق التعبير وحق الاعتقاد وحق المشاركة وتولي المهام العليا للحفاظ على الدور الوطني المطلوب .

صحيح إن الأحزاب والقوى وأفكارها قد صيغت حينها من قبل مجموعات غير متجانسة فكريا وأيديولوجيا وطبقيا، وحتى إجتماعيا، بسبب تفاوت إنتماءاتهم وثقافاتهم ضمن طاقم التأسيس لكن الأمر امتد طويلا لهذه النخب، قبل أن تفرز تلك الفئات ظروف التبلور والفرز الاجتماعي والصراع الطبقي الكامل نتيجة لتداخل بنيات المجتمعات العربية مجموعات من قوى ومجموعات من الافراد غالبا ما ظلت تنتسب بولاءاتها إلى خارج البُنى التنظيمية والسياسية التي انضمت اليها، فهي جاءت تعبيرا عن استجابات لقوى اجتماعية في بعض الاحيان بعيدة عن التقارب مع الهوية الفطرية التي يحملها الحزب او التنظيم، ولتلك القوى رؤى وتوجهات واجتهادات عديدة، ممكن ان تؤدي لاحقا الى صراعات في حياة الحزب او التنظيم الداخلية، حين تتصادم التوجهات والإرادات وطموحات بين صفوف القيادة او الهيئات القيادية بغياب الديمقراطية كليا ، سواء في اتخاذ القرار أو وضع البرنامج المطلوب أو تجديد القيادات عند الضرورة، لهذا ظلت كثير من الأحزاب والقوى تعيش أزماتها.

واذا عدنا الى الخلف او ما نراه اليوم حيث نرى غياب في بلورة أفكار التنظيم السياسي وتوجهاته، نتيجة تسلط قيادات على امور الحزب او التنظيم، وهذا ناتج عن غياب تفعيل الممارسة الديمقراطية ، وعقد المؤتمرات ، وعدم التشدد بالاحتكام الى ممارسة مبدأ " المركزية الديمقراطية" التي تمنع القيادات من ممارسة التفرد والسطوة والدكتاتورية في التسيير التنظيمي او الاستئثار بقيادة العمل التنظيمي مهما كانت النتائج ، لأن التفرد ينتج الى تدمير التنظيم او الحزب ذاته والعمل السياسي الوطني والقومي برمته مما يستدعي مواجهة من يحاول ان يستثمر اي حزب او تنظيم بعقلية الوصاية، لانه ليس عقارا او ملكا شخصيا وعائليا .

أن مشروع الاستنهاض يحتاج الى التجسيد العملي ، بل إنه الترجمة التفصيلية لعناوين مشروع الوطني والقومي وأهدافه، يرتكز على تراث الشعوب المعرفي وهو غني، إن هذه البلورة لا تتم إلا عبر جهد تراكمي منظم تشارك فيه مراكز البحث والدراسات ومثقفون مؤهلون للانخراط في ورش عمل حول هذا الأمر، كما ينبغي في هذا الإطار التركيز على تعزيز البحث العلمي بكل فروعه، والسعي لتشجيع دراسات ميدانية تمكننا من فهم طبيعة المشكلات والتطلعات لدى الشعوب العربية، كما ينبغي على الاحزاب والقوى التحرك في إطارها لتحصين العمل السياسي والقومي بقدر من الثقافة والوعي تحول دون محاصرته بالجهل أو التسطيح أو التضليل، في هذا الإطار ينبغي توسيع البرامج الثقافية ، وإقامة دورات تثقيفية للشباب وكوادر الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني، وإطلاق حملات مكافحة الأمية، كما ينبغي كذلك الاهتمام بالإبداع الثقافي من فنون على أنواعها، والمسرح، والسينما وغيرها باعتبارها الأقدر على إيصال الفكرة أو الموقف لأوسع الجماهير، وفي هذا الإطار يمكن وضع عدّة آليات لتحقيق هذا الأمر. إن ارتباط القوى والاحزاب العربية بالمقاومة، وانخراط قواه فيها، هو أسرع الطرق دون شك ليتحول إلى تيار جماهيري على امتداد المنطقة في مواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية وادواتها الارهابية والظلامية ، وتوجيه البوصلة بشكلها الصيحيح نحو فلسطين .

ولهذا لا بد من اعطاء المرأة العربية دورها بعد ان أثبتت جدارة نضالية عالية في أطر المقاومة العربية وفي العديد من الأحزاب والهيئات والمؤسسات العربية ، في هذا المجال ينبغي بذل جهود فكرية وعملية هائلة لتذليل العقبات المرتبطة بمشاركة المرأة، مما يستدعي من الاحزاب والقوى العربية اعطاء الاهمية لقضية المرأة العربية وتحويل دورها بالفعل إلى تيار شعبي كاسح، وان يتم اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة في المواجهة وخاصة ان حركة التحرر العربي دفعت ثمنا فادحا نتيجة ممارسة الأنظمة الاستبدادية التي تعيث بالعباد فساداً وقمعاً واستهتاراً بكل القيم السياسية والأخلاقية.

وإذا عدنا إلى نقطة البدء ، نرى أن إشكاليات الواقع ، تقتضي على ضوء المنهجية الجدلية التاريخية إعادة النظر في الكثير من القضايا وتحليلها تحليلا معمقا للوصول إلى وعي مطابق لإشكاليات الواقع يفرز على المستوى النظري برامج للخروج من هذه الأزمة المستعصية ، وعلى المستوى العملي التكتيك الملائم لإنجاز مهام تلك البرامج, وهذا يقتضي من الاحزاب والقوى العربية والفلسطينيه مراجعة كاملة لكل المناهج والبرامج والمهمات المطروحة علينا, للخروج بفهم جديد يعيدنا إلى دائرة الفعل المؤثر في حركة الواقع ، على مستوى الاستراتيجيا والتكتيك الصحيح الملائم لظروف المرحلة الراهنة ، واعادة تحليل وتركيب كافة القضايا التي تواجه واقعنا العربي ، من أجل النهوض بالاحزاب والقوى العربية والفلسطينية مجددا ، ومن جهة أخرى تقتضي الأزمة المستعصية في الواقع العربي عموماً فتح باب الحوار أيضاً بين مختلف التيارات والحركات الفاعلة على اختلاف مشاربها الفكرية والأيديولوجية اليسارية، والقومية, والإسلامية التنويرية ، إذ رغم الاختلاف على المستوى الإيديولوجي فنحن نميّز بين التيار الإسلامي المقاوم للمشروع الإمبريالي الصهيوني, وبين التيار الظلامي الاستئصالي التكفيري الذي يرفض الحوار ويعتبر نفسه البديل المطلق لكافة التيارات الأخرى الفاعلة في الواقع العربي.

لقد ألهمت تجربة الكثير من القادة المناضلين وأفكارهم وتضحياتهم وعذاباتهم من العمل على تغييرات عميقة في صفوف احزابهم وتنظيماتهم ، في ممارسة الديموقراطية ، واستندت هذه الاحزاب والتنظيمات إلى مواقفهم ومبادراتهم في اشتقاق البرنامج من صلب الواقع وحاجات التغيير، كذلك أقاموا تفاعلاً خلاقاً ما بين قضايا التحرر الاجتماعي والتحرر الوطني وما بين القضايا القومية والقضايا الوطنية والقضايا الأممية.

لكن الأمور لا تجري على هذا النحو الآن داخل الاحزاب والقوى والفصائل،حيث تتسرب النزعة الفردية والفوقية والعائلية إلى مستويات أساسية في مواقعها القيادية والغاء دور الاخر على المستوى القيادي، وكل ذلك ناتج عن عملية منهجية لالغاء التوجهات الديموقراطية والتحررية التي انطلقت من اجلها هذه القوى وكرست نجاحات في الماضي وفرت لها رصيدها الذهبي .

وعلى مستوى الأحزاب والقوى الفلسطينية ، باعتباها حركات تحرر وطني وتختبر شعبيتها ومدى تأييد الشعب لأيديولوجيتها ومبادئها وممارساتها ،فلتوقِف امام اوضاعها وخاصة لجهة اعطاء الامتيازات والمحسوبيات لاشخاص لم يمتون الى القضية بصلة الا من اجل المنافع وتسلق الهيئات القيادية لانهم من عائلة فلان او من المحسوبين على هذا القائد او ذاك، وحرمان المناضلين حقوقهم في الاعتماد والرتبة والراتب ، لذلك نقول ان الانتماء لحركة التحرر وللثورة يجب ان يبتعد عن النزعة الفردية والفوقية والعائلية حتى تتمكن هذه الفصائل والقوى من القيام بدورها وبذل المزيد من العطاء والتضحية، كما يفترض عليها كحركة تحرر وطني ان تتمسك بالمشروع الوطني وبخيار المقاومة وحماية منظمة التحرير الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعه، ليس الهدف من هذا النقد،التشهير بالقوى السياسية القائمة، لأن أدوات الصراع لا يمكن أن تتجسد في أطروحات مثالية لا سند لها ولا تعتمد على موقف يتسم بالراديكالية تجاه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، فالوسطية التي اتخذتها الاحزاب والقوى الفلسطينية منهجا لها شجعت قوى الانقسام على المضي في سياساتها من خلال الاستخدام والاستبعاد وذلك ضمن التوجه الذي يضمن مصالح وتستخدمها متى أرادت وتستبعدها متى شاءت.

ان تفاعلات الأحداث في المشهد السياسي الفلسطيني تعطينا المزيد من الإشارات أننا سنبقى ندور في حلقة الصراع المفرغة طالما بقيت الفصائل الوطنية واليسارية تتخذ موقفا سلبيا توفيقيا من الأزمة الراهنة ، ويصادر موقفها ودورها التاريخي المفترض أن تلعبه مع قوى المجتمع الديمقراطي للجم قوى الفلتان والظلامية والفساد، وقد يعتقد البعض أن هذه القوى والفصائل عاجزة عن القيام بدورها ولكنني اقول بكل صراحة أن الشارع الفلسطيني يتوق لقوى حقيقية تقف في وجه قوى الفساد والانقسام، وقد تكون الفرصة مواتية إذا عقد العزم على مواجهة تلك القوى.

امام تفاعلات هذا المشهد التي تعطينا المزيد من الإشارات حتى لا يبقى دور الاحزاب والقوى والفصائل في حلقة الصراع المفرغة طالما بقيت هذه القوى غير متحدة ويصادر موقفها ودورها التاريخي المفترض أن تلعبه من اجل تعزيز الديمقراطية الفلسطينية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها وحماية المشروع الوطني ، ولجم قوى الفلتان والظلامية والفساد والمحسوبيات ، وبلورة مشروعها المجتمعي الذي يؤسس لنظام سياسي فلسطيني ديمقراطي ينهض على أسس وقوانين عصرية ناظمة لحياة المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية لكل المناضلين وفئات الشعب الفلسطيني ، من اجل استكمال مشروع النضال بكافة اشكاله الذي يتطلع اليه الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى أشكال الاحتلال التي أفرزها عالمنا المعاصر ، وهو الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الذي يريد أن ينفي شعبا بأكمله ويحل مكانه على أرضه وثرواته وتاريخه.

ختاما : لا بد من من العمل الجاد من أجل تجديد البنية الداخلية لكافة الاحزاب والقوى الفلسطينية، وتجديد آليات عملها وأدواتها الكفاحية على كل المستويات الفكرية والتنظيمية حتى تكون على مستوى المهمات الجسيمة والاستحقاقات القادمة، و لا بد أن تحافظ على المكتسبات التي تحققت للشعب الفلسطيني عبر تضحياته الجسام ونضالاته طويلة، وأهمها،الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام البغيض، واستثمار جميع الطاقات، بوصف الشعب الفلسطيني له حقوق سياسية معترف بها دوليا، وعلى رأسها حقه في الحرية والاستقلال والعودة.








حق العمال العاطلين عن العمل في التنظيم النقابي

امد / د. سلامه أبو زعيتر

تعتبر ظاهرة العمال العاطلين عن العمل من أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والنقابية في أي المجتمع، خاصه الفلسطينى فالتنظيم النقابي لدية اشكاليات بالتعبير الفعلي عنهم، وذلك لان النقابات لا تمثلهم بشكل حقيقي، بإعتبار أن النقابات العمالية لها شروط للعضوية تبني على أساس علاقات العمل ووجود عمل حقيقي بإشراف مشغل ومقابل أجر، وهي تستثني من عضويتها العاطلين عن العمل، والخريجين الذين لم يحصولوا على فرصة عمل، مما عزلهم عن التنظيم النقابي لعدم توفر شروط عضويتها وفق القانون، وأفقدهم أي حقوق نقابية خاصة في حق التعبير عنهم أو تمثيلهم لدي الجهات المسئولة، التي تعني برسم السياسات والتشغيل وخلق فرص العمل ...الخ، وفي دراسة لتحليل الموقف نجد النسبة الاكبر من العمال، ومن هم في سن العمل، يفتقدون لفرص العمل المستقرة أو الائقة، حيث بلغت نسبة البطالة معدلات عالية تزيد عن 65% ؛ وحتى فرص العمل المحدودة التي تتوفر لبعض أيام من كل شهر لأعداد قليلة العمال بالعلاقات الاسرية وغيرها حسب ما يتوفر مع تنوعها في عدة مجالات مهنية؛ بمعنى أن يعمل العامل كل يومين في مهنة بسبب عدم انتظام سوق العمل وحسب توفر الرزق، فنجده مرة سائق ومرة يعاون بالبناء وأخري ينظف بشارع ...الخ، وهذا يفقد العامل حتى إمكانية تصنيفه نقابية لاي مهنة عمالية،.... من هنا نري ضرورة لوجود جسم نقابي استثنائي يستطيع أن يعبر عن هؤلاء العمال وينظمهم نقابيا لحين توفر استقرار وأمن وظيفي لاي عامل، ولحظتها يعود لنقابته المهنية التي تنطبق عليه شروط عضويتها، ونري أفضل تمثيل هو إنشاء اتحاد أو نقابة عامة للعاطلين عن العمل، لها من الحقوق ما للنقابات العمالية تقوم على أساس تمثيل العمال العاطلين عن العمل، وتسعي للتنظيمهم والدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم والتعبير عن همومهم، وتسقط العضويه لهذه النقابة عن كل عامل يتوفر له فرصة عمل ثابتة ومتستقرة، ولحظتها تلحق عضويته بالنقابة المهنية التي تصنف مهنته لديها، مع إحتفاظه بتاريخ الانتساب الاول للعمل النقابي، وهناك تجارب ونماذج عربية ودولية مشابهة ونجحت .... لتكن البداية من هنا بإنشاء نقابة عامة للعاطلين عن العمل ويجب على الجميع احتضان قضيتهم ودعم نضالاتهم النقابيةومشاركتهم بشكل حقيقي لايجاد حلول وعلاج لمشاكلهم ...

* عضو الامانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

إذا ضاع الوطن أين ستجدونه ...!

امد/ د.هشام صدقي ابو يونس

قرأت سابقا عن باولو فرير يقول: " أن إحدى السمات المميزة للعمل الثقافي القمعي، والتي لا يدركها المتخصصون والمخلصون والسذج وحتى المشاركون في النشاط الدائر في آن معا، هي التأكيد على النظرة التي تحصر المشكلات في بؤر بدلا من رؤيتها بوصفها أبعادا لكلٍّ واحد". فنحن دائماً ، مبدعون في التنظير غافلون عن التطبيق و غافلون عن ما بعد التنظير بشبر واحد ، مبدعون في إرسال الرسائل، تائهون في حصر الوسائل ، وباهرون في تلفيق التهم والردح الإعلامي غير المنطقي علي وسائل الأعلام والذي لا يخدم سوي تلك الفئة التى تبتعد من هنا الى القمر عن الوطنية و قضايا الوطن و ثوابته , لذا فانك تجدهم متميزون بتبادل التهاني وعقد الدبكات..,أساتذة في فرش الساحات وإطلاق الشعارات الخاوية ، وضبط الضمّ والفتح والجر في تشكيل الحروف ، مهندسون وفنيون مختصون في"برمجة الخوف"... فلا نجيد رفع الصوت أبدا... إلا بوجه الميكرفون...إنني اشعر بحزن وأسي ليس علي ما يحدث ولكن علي ما سيحدث لأنني أخاف من الغد, أخاف من أن سيأتي يكون بلا خارطة , أو يحمل خارطة مشوهة لا يرقد أسفلها مفتاح واضح ليقرأها كل العابرون عن هذا الوطن ليعرفوا أن الناس والذين هم الشعب يعرفوا من يكذب و من يصدق في هذا البلد و يعرفوا من يستخدمهم لغرض في نفس يعقوب و من يحبهم بعمق لأنهم أبناء وطن ... فالوضع يشبه تماماً ، كمن يعتلي منبر الجمعة ،ليحدّث الناس عن الاخوه والتراحم وحق الجار علي الجار، وعدم التنازع ، محذّراً المصلين ، من دخولهم النار اذا لم يرحم الأخ أخيه والجار جارة.. ثم تكتشف لاحقاً أن من يخطب أمامك متخاصم مع شقيقة منذ سنين ويحارب جارة ويتلذذ في اذاء جاره منذ ان عيّن خطيباً في هذا المسجد ...شعرت بالخيبة والحزن والأسى ، عندما شاهدت قنوات فضائية ومواقع الكترونية لازالت تنادي بمن ضحوّا لأجلنا وماتوا في سبيل العزّة والوجود بكرامة ,حزنت أكثر وأكثر عندما أجد مصروفات تنفق لا لشيء والمنفقون المنافقون مصروفاتهم كفيلة أن تضيء بلده بكاملها بدل أن يموت احدي أطفالها حرقاً بالشمع أو يسهر طالب ينتظر مستقبل زاهر ولن يصل ألي الطريق , او تعيد بناء غرفة تحمي أسرة هدم بيتها. أهكذا يكون الوفاء لأسياد الوفاء؟؟...أهكذا يكون الوفاء للمسحوقين من الشعب الذي يصرخ بصمت من شدة الحصار و الفقر و الجوع ، لمن آثروا أن يلاقوا وجه ربّهم بــ"بزتهم العسكرية" ، بشماغاتهم وقبعاتهم وخوذهم وبساطيرهم...ينزفون شرفاً ورجولة إلى يوم الدين..شعرت بخيبة وحزن... ، وكفرت بكل الاهازيج والقصائد أي كان نوعها ً, وأصبحت لا اثق بمن يسعي ليحمل الناس في عربات ليهتفوا ويطبلوا له ليبدوا انه الأقوى , أصبحت هذه قضيتنا بينما الذين قدّموا أعمارهم ويُتم أبنائهم وترمّلت نسائهم خيطاً في راية الوطن وأصبحت عيونا تتحصر على ما يجري ، يُنسون ويهملون وتطمس ذكراهم ويمسح حبر أسمائهم بمطر الأيام وريح النكران... أصبحت أخاف علي أبنائي من هؤلاء.... أخاف من بعض الأفكار التي وردت في كتاب المتلاعبون بالعقول لهربرت شيللر, وأخاف أن يشتريهم سافل بعد مماتي ليصفقوا له دون انتماء , لذا أقول لهم حبوا الوطن بكل عمق ولا تصفقوا لأحد غير الوطن , فهناك من صفق لأشخاص في تاريخ هذه الثورة وكانت قائمة أسمائهم طويلة لكن وقتهم كان قصير وانتهوا إلي غير رجعة فالوطن هو الذي يصفق لكم عندما تهتفوا عاشت فلسطين وعاش شعبها الأبي , والوطن هو من يشفق عليكم في بأسكم ويفرح لسعادتكم , والوطن هو كل ما لكم في هذه الدنيا فلن يقسوا عليكم لأنه يعرف أنكم عشاق وطن .. إذا ضاع الوطن أين ستجدونه ...!

كاتب ومحلل سياسي

عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب

قطاع غزة في مأزق فأين الحل ؟؟؟

امد/ يحيى رباح

بدون لغة للتهويل أو التهوين، فأن قطاع غزة أرض البدايات، وحامل العبء التاريخي، وقلب فلسطين التي تقترب حثيثاً من دولتها المستقلة ليس بسهولة بل بذروة الصعوبة والتعقيد وبكل مستويات الاشتباك، وقطاع غزة بقرابة مليونين من سكانه، وبحصاره الطويل الخانق، ودماره المتراكم غير المسبوق كما تصرح كل التقارير الدولية، وبنسبة البطالة التي لا مثيل لها في العالم، وبإنفلاته السياسي والأمني، حيث تحكمه حماس التي انقلبت على الشرعية، وتشارك في حياته السياسية فصائل حائرة في تبرير نفسها، وتحدث فيه انفجارات تنسب إلى المجهول، و توزع فيه بيانات تنسب إلى داعش، وتعمل فيه حكومة توافق بلا أدني صلاحيات، وتتوالي فيه رقصات الحرب بلا جدوى، هو في مأزق شديد، ويمكن االقول بكل ثقة انه مازق قاتل، فهل هناك من حل ؟؟؟

بعد قرابة سبع سنوات على الانقسام الذي تصفه المظاهرات والمسيرات الغزاوية بأنه عار، بلا منطق، ضار جداً، صناعة إسرائيلية مئة في المئة كما اعترف الإسرائيليون الذين جن جنونهم مع بوادرالمصالحة!!! بعد هذه السنوات تقدمنا خطوة فعلية ميدانية بإتجاه المصالحة، عبر إعلان أو إتفاق الشاطي في الثالث والعشرين من نيسان الماضي، وتشكلت حكومة توافق وأمامها جدول أعمال واضح يتمثل في إدارة الحياة اليومية والذهاب الى الانتخابات، ولكن إسرائيل ومعها بعض المتهمين قطعت خط السير، وشنت ضدنا حرباً بدأت في الضفة، ثم تصاعدت بشكل هستيري في قطاع غزة لمدة خمسين يوماً، ثم عادت إلى الضفة و القدس و مازالت مستمرة، و حدث تطور مستجد على جدول الأعمال، و هو إعادة الإعمار لما دمرته الحرب الإسرائيلية التدميرية، قلنا لأنفسنا أنه يجب علينا أن نتوحد حول مصالحنا، و حول دمائنا المهدورة، و حول برنامجنا السياسي الذي يشهد تصاعداً وصلاً إلى مجلس الأمن و ما بعد مجلس الأمن سواء كان قراره إيجابياً أم سلبياً، و قلنا للذين رقصوا رقصة الإنتصار، حسناً، سواء اتفقنا أم اختلفنا على توصيف ماحدث، فإننا نريد استثماره في مصلحتنا الفلسطينية، و مصلحتنا الفلسطينية المقدسة التي لا يوجد أقدس منها بأن يصبح لنا دولة و عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران كما توافقنا قبل ذلك مليون مرة، و فجأة دخل الذئاب إلى حديقتنا من جديد، فأصبح مطلب الدولة خيانة عند جماعة الخلافة!!! و أصبحت الأحزاب و الحركات على حد تعبير لاريجاني في جولته الإمبراطورية إلى المنطقة أهم من الدول، ليست دولتنا المنشودة فقط، بل الدول القائمة التي تناضل من أجل البقاء مثل لبنان و سوريا و العراق و اليمن و غيرها!!! و هكذا تعطل البرنامج الوطني الذي اتفقنا عليه، أصبحت المصالحة عرضة للهجمات بأشكال متعددة، و أصبحت العودة إلى أحضان إيران أهم من العودة إلى أحضان الشرعية الفلسطينية، و أصبح مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة مؤامرة كبرى!!! أليس هذا ما تسمعونه صراخاً كل يوم؟؟؟ فهل هناك صراخ أكثر عدمية من ذلك؟؟؟ و كيف لا يغرق قطاع غزة في البؤس و اليأس معاً؟؟؟ و ها نحن نسمع رقصة الحرب من جديد من قبل المأزوم نتنياهو و وزير حربه يعلون، و هكذا نسمع من الناطقين العسكريين الذين مع تراجع المستوى السياسي في حماس أصبح كلامهم هو القول الفصل!!! و حتى هذه اللحظة لم نتقدم سنتيمتراً واحداً في إعادة الإعمار، أو في خارطة الطريق التي اتفقنا عليها بدءاً بتشكيل حكومة التوافق، بل إن الضجيج العجيب إنتقل فجأة للتشويش على مشروعنا في مجلس الأمن.

ما هو الحل؟؟؟

ليس سوى العودة إلى ما تفقنا عليه، و عدم زج أنفسنا في لعبة الآخرين، و أرجوكم أن تتذكروا أنه عندما كانت مفاوضات إيران مع الدول الخمس زائد واحد سالكة، فإن إسم فلسطين لم يذكر، و عندما كان التنظيم الدولي يوشك أن يقطف الثمار، تم تصغير القضية الفلسطينية إلى بعض خيم و بركسات في الشيخ زويد، أو دمجهم في حي شبرا كما قال المخلوع و المدحور محمد مرسي!!!

نفذوا الاتفاقات،

نفذوها بنبضها و روحها و عمقها و عدالتها، فلا نجاة لكم إلا جبل الشرعية الفلسطينية ينقذكم من الطوفان، و لا مستقبل لشعبكم إلا بدولة تجمع الشتات، و تحرر القرار، و تكفر عن الخطيئة، و تحل طلاسم المأزق، و تعيد الأمل.

Yhya_rabahpress@yahoo.com
Yhya-rabahpress@hotmail.com