اقلام واراء محلي 412
30/5/2013
في هذا الملـــــف:
حول خطوة مساءلة التشريعي لوزير داخلية غزة
بقلم : مصطفى ابراهيم عن وكالة معا
حول خطوة مساءلة التشريعي لوزير داخلية غزة
بقلم : مصطفى ابراهيم عن وكالة معا
متطلبات كسر الجمود الحالي
الكاتب: عصام بكر عن وكالة معا
لماذا ترك الله حماس؟
الكاتب: د. جمال نزال عن وكالة معا
انا ابنة فتح الموقعة ادناه.. توقفوا عن الاساءة لحركتنا وتاريخها
الكاتب: تامي رفيدي عن وكالة معا
مشروع كيري وضم الضفة
الكاتب: محمد عبيد عن جريدة القدس
هناك تناقض صارخ بين المعلن الأمريكي
جولات كيري .. لا جديد يذكر
الكاتب: سمير عباهره عن وكالة معا
مخاطر وانعكاسات مبادرة " كسر الجمود"
بقلم : محسن ابو رمضان عن وكالة سما
واجب التضامن مع الأسرى الأردنيين
بقلم: خالد معالي عن وكالة pnn
هل ستتسبب حماس بتهجير الفلسطينيين من مصر
طلب هنية الغاء كامب ديفيد (2-2)
بقلم: موفق مطر عن جريدة الحياة
حول خطوة مساءلة التشريعي لوزير داخلية غزة
بقلم : مصطفى ابراهيم عن وكالة معا
في خطوة غير متوقعة فاجأت كثيرين في غزة عند قراءتهم ما نشرته على حسابي على الفيسبوك، خبر قيام النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح الدكتور يحيى موسى تقديمه طلب لرئاسة المجلس التشريعي عقد جلسة لتوجيه الاسئلة لوزيرين في حكومة حماس، خاصة وزير الداخلية فتحي حماد، ووزير الزراعة والسياحة علي الطرشاوي، حول عدد من الشكاوى الواردة للجنة الرقابة والحريات العامة وحقوق الانسان في المجلس التشريعي ضد الوزيرين.
المفاجأة وعدم التصديق كانت هي انهم لم يتعودوا على قيام المجلس التشريعي بمساءلة وزراء حكومة حماس والمسؤولين فيها واتخاذ اجراءات حقيقية بحقهم من حجب الثقة عن الحكومة او المطالبة مثلا باستقالة المقصرين، خاصة بعد جلسة التشريعي التي عقدت في شهر فبراير/ شباط 2012، حول ازمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي لسماع رئيس سلطة الطاقة المهندس كنعان عبيد، وكان منظر اعضاء التشريعي غير لائق وهم ينيرون قاعة المجلس بالشموع في عز الظهر.
والمفاجأة اليوم كانت حول توجيه الاسئلة لوزير الداخلية فتحي حماد وعادة ما يقوم بتصريحات جدلية، كانت اخرها الاسبوع الماضي الذي تحدث عن انخفاض مستوى الرجولة، كما توجه له الاتهامات بأنه يقوم بحملات تستهدف حقوق الناس والحريات العامة و يتخذ قرارات فردية خارج اطار القانون.
النائب موسى وجه اربعة اسئلة للوزير حماد حول قيام وزارة الداخلية باعتقال عشرات المواطنين خلال العامين الماضيين فيما يعرف بجرائم الأموال في مخالفة صريحة للقانون، حيث كان الاعتقال والاحتجاز يتم خارج إطار القـانــون. والاعتداء على الحريات العامة وتقييدها والقيام بحملة البنطال الساحل وقص الشعر واعتقال عدد من المواطنين والاعتداء عليهم بالضرب، وما هو المستند القانوني الذي أعطى الوزير لتقييد القـانــون للحريات واعتقال الناس وضربهم، وما هي المسوغات القانونية لذلك؟
والسؤالين الاخيرين كانا حول هروب سجناء جنائيين من سجن انصار غرب مدينة غزة بمساعدة بعض أفراد الامن، وما هي الاجراءات التي اتخذت لمحاسبة من قام بمساعدة السجناء على الهرب؟ و تكرار منع المواطنين من السفر عبر المعابر في مخالفة للقانون من دون الاستناد الى أي قرار قضائي.
وبعد الانتهاء من الاسئلة رد وزير الداخلية، ونفى صحة وجود انتهاكات، وقال انها ملفقة وإشاعات وكيف للمجلس التشريعي الاعتماد على وسائل الاعلام في توثيق الانتهاكات وتلقي الشكاوى، وجزم انه لم يكن هناك أي حملات وتحدى أي شخص ان يراجع محاضر اجتماعات الوزارة وفيها الحديث عن حملات، وقال لا حملة ” بنطال ساحل ولا شعر واقف”. كما وجه النائب موسى سوؤالين مهمين لوزير الزراعة و السياحة على الطرشاوي الاول حول وزارة الزراعة ومحاباته و منح تصاريح استيراد ماشية وأبقار لتاجر لا علاقة له بتجارة المواشي والأبقار، والسوؤال الثاني كان حول الاثار، وما عرف بميناء غزة القديم تعود الى العصر الروماني والبيزنطي على ارض البلاخية شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتصرف بجزء من الأرض ومنحها لبعض الجهات امنية.
وكنت قد اثرت هذه القضية عبر توجيه مناشدة لرئيس الوزراء اسماعيل هنية للتدخل و حماية هذه الاثار.
تفاوتت أراء الاصدقاء على الفيسبوك من ما جرى، عدد من الاصدقاء المؤيدين لحركة حماس عبروا عن غبطتهم بما جرى، وقال بعض منهم ان هذا ما يميز الحركة عن غيرها وانها حركة حية ونابضة، وان لا احد فوق المسائلة وتمنى بعض الاصدقاء نشر ما جرى على اليوتيوب، وهؤلاء رؤوا أن ما جرى هو جدي وهو ممارسة تقوم بها الحركة، وعدد اخر منهم وجه لي الاسئلة وطالبني بالإجابة و هل صحيح ان ما جرى ليس مسرحية؟
وآخرون من الذين لا ينتمون الى حركة حماس شككوا بما جرى وجدية المجلس التشريعي بالقيام بمحاسبة حقيقية للوزراء، وقالوا انه لن يثمر عن أي نتيجة تذكر، وثمن عدد من الاصدقاء هذه الخطوة و اجمعوا على انه يجب تفعيل المساءلة والمحاسبة وقيام المجلس بدوره الحقيقي في التشريع والرقابة، وطالما ان المجلس لا يعقد اجتماعاته بكامل هيئته وأعضائه بسبب الانقسام السياسي، و طالب بعضهم بعدم القيام بسن القوانين، لكنهم طالبوا بممارسة دورهم الرقابي على السلطة التنفيذية.
الواضح ان الناس تتعطش الى تفعيل مبدأ سيادة القانون وتعزيز قيم حقوق الانسان وقيام المؤسسات بواجباتها المنوطة بها وفقا للقانون. المهم ان تسفر هذه الرقابة والمساءلة للوزيرين عن نتائج إيجابية وعلنية من محاسبة حقيقية للمقصرين ومرتكبي انتهاكات حقوق الانسان، لتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة لتنعكس هذه الثقة على ارض الواقع في وقف الاعتداء على القانون وانتهاك الحريات العامة والمحاباة والمجاملة في ما يقوم به بعض الوزراء في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الاساسي الفلسطيني، ووضع حد للانقسام.
متطلبات كسر الجمود الحالي
الكاتب: عصام بكر عن وكالة معا
ما رشح من انباء اولية عن مبادرة رجال اعمال فلسطينين وأسرائيليين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي انعقد في منطقة البحر الميت بالاردن لا يدعو للتفاؤل ، بل ينطوي على مخاطر كبيرة تمس بشكل اساسي ليس فقط النضال الوطني الفلسطيني من اجل الخلاص من الاحتلال بل التوازنات الداخلية المتعارف عليها للخارطة السياسية الفلسطينينة باضافة او اضفاء دور اساسي فوق المعتاد لصالح القطاع الخاص على حساب القوى السياسية وعلى حساب حتى المنظمات المجتمعية .
ان يلتقي رجال اعمال ما يقارب (200) ويطرحوا ما يعرف بمبادرة كسر الجمود يمثل محاولات ليست الاولى وهي تضاف الى المساعي الالتفافية التي تمثلها جولات رئيس الدبلوماسية الامريكية جون كيري المكوكية في المنطقة لاحداث الاختراق او ما يعرف بالبحث عن "اطار" لاعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات المتعثرة من سنوات ، عبر التحايل والضغط وممارسة سياسة الترهيب والترغيب على القيادة الفلسطينية لثنيها في حقيقية الامر عن مواقفها التي تمسكت بها حتى في ذروة الضغوط قبيل التوجه للامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة غير العضو ، ملخص هذا الموقف هو عدم العودة للمفاوضات الا بوقف شامل للاستيطان ، واطلاق سراح الاسرى ، وتحديد مرجعية لعملية السلام ممثلة بقرارات الشرعية الدولية لتطبيقها .
هذا اللقاء الذي يحمل في طياته نذر تغيرات او مقدمة لتغيرات بتنا نلمس او ربما نلمسها بشكل اوضح في قادم الايام غير البعيدة ، فما عجزت عنه ادارة الرئيس اوباما طوال الفترة الماضية يجري او هناك محاولة حتى الان لتمريره عبر الاقتصاد وعبر ما يسمى خلق فرص عمل ، وضخ الملياردات او الوعود بها اي ان قناة السلام الاقتصادي لرئيس تكتل الليكود وزعيم الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ دولة الاحتلال بنيامين نتينياهو ما زالت قائمة بل ويجري سريان المياه فيها حتى لو كانت مياه ملوثة تجلب الموت لتغذية مشاريع ، وبيع اوهام للشعب الفلسطيني بامكانية احراز تقدم عبر بوابة المال السياسي ، واستمرار الدعم للابقاء على السلطة في الضفة الغربية كاقصى طموح لها اي عدم انهيارها وعدم تمكينها من العبور للدولة المستقلة ، تشجيع الاستثمار فيها بما يقوي الاقتصاد الفلسطيني وفق معايير ومقاسات تضمن تبعيته حسب الاتفاقات المبرمة لا سيما بروتوكول باريس الاقتصادي .
وحتى ينكسر الجمود الحالي ما دام اصحاب هذه المبادرة قد اطلقوا عليها هذا الوصف فلا بد من التذكير اولا بالمواقف التي عبرت عنها قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماعاتها المتتالية بالتأكيد على رفض التعاطي مع اي افكار او مبادرات الا باستجابة اسرائيل للشروط الفلسطينينة وهو ما لم يحدث بل بالعكس جرى الالتفاف هذه المرة ايضا ليس فقط من خلال لقاءات البحر الميت الذي لا حياة فيه ولن يضح الحياة في افق سياسي بات سقفه معروفا ، ولكي ينكسر الجمود فقد جاءت هذه التحركات وجرى التمهيد لهه بخطوات ومشاورات عديدة ابرزها زيارة وفد الجامعة العربية للولايات المتحدة والتنازل المجاني بتغير بنود المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت 2002 بل الشروع باقامة العلاقات مع اسرائيل بشكل علني حتى قبل استئناف المفاوضات .
هكذا يجري اعداد السيناريو للمرحلة المقبلة بهدوء وسط محاولات لاقناع الجمهور ان البدائل الاخرى امامنا محدودة بل تكاد تكون معدومة ، وان الخيارت المتوفرة جميعها تصطدم بالواقع الحالي المليء بالتعرجات والتصدعات ، ولكن في حقيقة الامر هذا المدخل بالتعاطي الايجابي مع السلام الاقتصادي غير مضمون النتائج هذه المرة ايضا مثلما لم يكن ولم تكن الخيارات الاخرى مضمونة اصلا كالحلول الجزئية ، بل على العكس تماما هذا سيمنح حكومة الاحتلال المزيد من الوقت بمباركة فلسطينية هذه المرة ودون تكبد عناء اقناع العالم بقطار السلام المتوقف اصلا بسبب التوسع الاستيطاني ، والاحتفاظ بما يسمى الكتل الكبرى ، والقدس الموحدة عاصمة اسرائيل على فرض اننا نناقش مردود ونتائج الاستجابة الفلسطنينية لهذه المباردة ( كسر الجمود ) .
فدعوة القيادة السياسية في الجانبين للاستجابة للمبادرة واتخاذ القرارات الصعبة خلال اسبوعين وعدم تضييع الفرصة وكل ما ورد في هذه الدعوات التي اطلقت في البحر الميت تتناسى عن قصد او غير قصد ان هناك احتلالا ودولة محتلة ، وان اسرائيل تتحكم في كل شيء من الاقتصاد الذي يراهنون على امكانية احداث نقلة فيه الى حرية الحركة والمعابر والحدود والمياه ، هذه الدعوة تجحف عن قصد او غير قصد بعدم تسمية المسميات باسماءها ، وبأن ما يجري ما هو نظام للفصل العنصري واحتلال كولونيالي دعت كل الاعراف الدولية لازالته وانهاءه بكل اشكاله وتجلياته ، هذه الدعوة للجانبين تصرف النظر عن المشاريع الاستيطانية ، وتنكر اسرائيل وحكومتها لكل النداءات الدولية لاعطاء فرصة لوقف الاستيطان ، وعدم اسقاط حل الدولتين او ما تبقى منه لان رغبة المجتمع الدولي ، والارادة الدولية دائما كانت تصطدم بالمواقف المتصلبة لحكومات الاحتلال المتعاقبة التي اثبتت انها لا تقيم وزنا لكل القوانين الدولية ، والتطورات الجارية تعتبر اختراق جدي وانتصار ترى فيه دوائر صنع القرار الاسرائيلي اختراق نوعي وملامحه تتضح شيئا فشيئا بقطف ثمار نتائح الوفد العربي لامريكيا والتراجع عن مبادرة السلام العربية في تبادل الاراضي ، وهي انتقلتفعلا لوضع شروطها التي من بين اهمها يهودية الدولة والامن وغيرها .
وعلى ايقاع ما يجري في العالم العربي وتحديدا دول الجوار سوريا ولبنان ، والتحولات في المشهد الاقليمي عموما ومدى امكانية نجاة المشهد الفلسطيني والخروج على الاقل باقل خسائر ممكنة كونه المرشح الاقوى للتأثر سلبا بالتطورات الجارية ، وكون الاعتقاد السائد ان الحلقة الفلسطينية هي الاضعف وربما المكشوفة بغياب الظهير العربي الجدي والقوي يبقى العامل الداخلي هو العامل الحاسم في ذلك كله هذا الوضع بتعقيداته او اختلافاته الناجمة اساسا عن المراوحة او التراجع ، بتعبير ادق عدم احراز تقدم يذكر في ملف المصالحة واللقاءات التي تتلوها لقاءات والانشغال الجاري مؤخرا في مسالة الحكومة وتشكيلها وانشغال الرأي العام بها او الانتخابات والمراسيم المنتظر اصدارها ، والتجلي الاخر الذي ظهر ايضا بقرار رفع ضريبة القمية المضافة والاثر المتوقع على والوضع الاقتصادي المترنح اصلا المعتمد على المعونات الخارجية ، واقتطاعات الضريبة وتحويلات عائدات الضرائب من اسرائيل ، الوضع الاقتصادي المرشح للمزيد من التدهور ربما ، والازمات المتتالية التي تعصف به ستثكل كاهل المواطن باعباء اضافية ، ناهيك عن معدلات الفقر والبطالة التي تشهد ارتفاعات متتالية وعلى رأي الناس العاديين هذه سياسة ( التجويع من اجل التركيع) هذا هو بيت القصيد تجويع الناس وافقارهم ، وافراغ القوى السياسية بمعظمها من ركائزها وادوات عملها وجمهورها حتى وافقادها قوة العمل والتاثير حتى نصل لنتيجة قبول الامر الواقع او التعاطي مع المشاريع المطروحة وتمريرها دون اعتراض يذكر بحيث تصبح لقمة العيش مقابل الحقوق الوطنية لشعب يرزح تحت نير الاحتلال حتى الحظة ويشن عليه هجوما متواصلا على كافة مناحي الحياه لاقتلاعه وتشريده عن ارضه ووطنه .
ما سيتبع مؤتمر دافوس الاقتصادي وما رشح عنه من انباء اولية ستظهر نتائجه تباعا وبشكل مفصل خلال الفترة القادمة ، ينبغي ان تتم معالجة تداعياته الخطيرة المحتملة حتى لو جرى التاكيد من اعلى المستويات برفض الشعب الفلسطيني للخطوات الجزئية ، او المرحلية ، والسلام الاقتصادي وحتى لو تكررت تقريبا ذات المواقف في الخطابات العلنية فنحن بصراحة قد دخلنا في عنق الزجاجة كما يقال ، فالضغوط ستتوالى تباعا فوق رؤوسنا بعد هذه الافكار الجديدة التي غلفت بما يزيد عن 4 مليار دولار وعدنا بها ـ بينما اسرائيل ماضية في تطبيق الحل احادي الجانب ، ورسم الحدود من جانب واحد ، بل تتكثف علميات البناء في معظم المستوطنات وبشكل خاص في محيط القدس وداخل اسوراها ، وعطاءات الاستيطان وتشريع البؤر وهدم البيوت اي انها لا تكترث بكل ما يقال ، وتختصر القضية بعد اكثر من عاميين من توقف المفاوضات بمبادرات حسن النوايا كاطلاق سراح بعض الاسرى ممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء او ذوي الاحكام الخفيفية ، وتحويل عائدات الضرائب وهي حق لنا لا يمكن قبول استمرار التعامل معها كورقة ابتزاز ، او بعض التسهيلات هنا وهناك المقايضة الان هي بين لقمة العيش (غير الكريمة) وبين حقوق شعب تمسك بها طوال قرن من الزمان ، حتى لو كانت الصور والبسمة التي تعلو شفاه الذين تواجدوا في منتدى دافوس الاقتصادي فأن واقع الحال المرير غير ذلك ويبدد الاوهام بامكانية الغاء الحزن والوجع والمعاناة التي تمليء المكان .
متطلبات كسر الجمود تتطلب الاعتراف بالحقوق اولا في العودة وتقرير والاستقلال الوطني في دولة كاملة السيادة عاصمتها القدس ، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي عن اراضي هذه الدولة ، العودة للامم المتحدة لتطبيق قراراتها بعد نفاذ اي امكانية للعودة للمفاوضات بالصيغة السابقة ، العودة هذه المرة لا يجب ان تكون بلا شروط ، وانما بوضوح بمتطلبات اجبار اسرائيل دوليا على انهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية ومع المعرفة اليقينية ايضا بالوضع غير السهل للقيادة الفلسطينية والضغوطات التي تتعرض لها ولكن علينا ان نعي ايضا ان العودة للمفاوضات بعد هذه المواقف ليست سهلة ايضا ، ومحفوفة بمخاطر جمة ليس اخرها فقدان الشرعيات او اهتزازها على الاقل في خارطة سياسية متقلبة وقابلة لكل الاحتمالات بما فيها الانفجار الداخلي ، حيث يبقى في هذه الحالة اهون الصعاب هو التمسك بالمواقف المعلنة وعدم التنازل عنها الفرصة سانحة اليوم لحصد المزيد من التأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين التي اعترف بها غالبة دول العالم في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي ، وتصعيد المقاومة الشعبية ، واعادة بناء النظام السياسي عبر صندوق الاقتراع وليقل الشعب كلمته الفصل .
قبل ذلك لا يمكن ادراج مبادرة كسر الجمود الا في اطار التطبيع الاقتصادي مع الاحتلال وهو من اخطر اشكال التطبيع الذي ينبغي التصدي له ووقفه بسرعه ، وللعلم هذا يرتبط بشكل وثيق بمحاولات اخرى سابقة وما خفي كان اعظم .
لماذا ترك الله حماس؟
الكاتب: د. جمال نزال عن وكالة معا
في عام أيلول 1994 حطت الطائرة بمطار كورك الإيرلندي ليلا وأنا قادم على متنها من ألمانيا عبر دبلن في إطار بعثة من الجامعة لإمضاء عام دراسي في إيرلندا الخضراء. حلم صار. كان منظر خلجان إيرلندا الرصاصي بساعات الغروب بلحظة الهبوط خلابا يبعث إحساسا أخاذا. وكان مرآه يخطف البصر من لين وداعة تضاريس تلك البلاد العذراء. تذكرت الشاعر الإيرلندي الذ فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1995 شيموس هيني. وهو من شدة ولعه بالأرض أول من جعل من غزله فيها شيئا ذا بعد جنسي! وشبه الحراثة والزراعة والإخصاب والإيناع والقطاف والحصاد بعملية ممارسة الحب أي المباشرة الجنسية بين الإنسان والأرض كما بين الذكر والأنثي! كنت على موعد مع إقامتي الأولى في بلد لا يوجد به فلسطيني سواي!! وذلك إحساس ماجلان الفاتح. هكذا أحلام المراهق يكتشف بلدا جديدا. ومن المثير أن تحلق فوق مدن لم ترها من قبل. وهو في شعر هيني لو قيل فسيشبهه بالليلة الأولى. لكني لم أكن الفلسطيني الأول. فسرعان ما تعرفت على خباز فلسطيني في منتصف عمره وإسمه يوسف قندلفت. من حيفا. تبا! خربت! لست الأول هنا. ولكنه أكد لي أن محاولة اصطيادي رقما قياسيا لم تفشل بشكل كلي. فلا ثالث لكلينا من فلسطين في مدينة كورك- بعد. تبين أن هذا أيضا غير صحيح بحمد الله. (إن كان حيا أو ثمة من يعرفه فأرجو الإتصال!)
نزلت في المطار ليلا ولم أكن أعرف في كورك أحدا وليس في جيبي سوى قليل من الجنيهات الإيرلندية هي ثمن جهاز التلفزيون الذي بعته لكي أجمع كل مع عندي في هذا الحج الأكاديمي المروم.
العاشرة صباحا كورس للأدب الإنجليزي عن آباء الكنيسة الأولين وواضعي تعاليم الديانة المسيحية بالمذهب الكاثوليكي. (الإيرلنديون يعتبرون حب الوطن جزءا من الإيمان بالله ويعتقدون بأحقيتهم في الدفاع عنه بالقوة المسلحة كحق يقين). يوهانس كالفين هو أول آباء الكنيسة الكبار وزعيم "التطهريين" أو" بيورتانستس" الذين درست. المذهب البيوريتاني يقوم على مبدأ نفي أي دور للمصادفات بوقائع الكون وتقلبات الدهور. كل شيئ مرتب وفق إرادة الله. لا صدف. لا فراغ. لا عبث في نواميس الكون. وهذا الطائر على قمة الشجرة حط للتو في تلك الحظة بالذات لكي تخرج من (قبيل التوليف الإلهي) دودة من جحرها في نفس اللحظة يترصدها بعينه فيطير صوبها وتكون غداه! إرادة الله. أذهلني ذلك التقاطع المتين مع عقيدة المسلمين الذين يقولون: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانانا وعليه فليتوكل المتوكلون. ويعتقدون باللوح المحفوظ.
خرجت من المطار ووصلت وسط المدينة إلى بيت مبني للتو وطور التشطيب في 4 عمارات طلابية صغيرة متجاورة بينها ساحة وبيوتها بلا أرقام. لم أعرف اين تقع ابارتمنت رقم 7! ومن الساحة طلبت من التاكسي الذي اوصلني من المطار بظلام الليل أن ينتظر.. رأيت ضوءا وفي شقة أرضية يطبخ فيها طلاب.. سألتهم من وراء الزجاج: هذا المنزل هو دينس هول؟ لم يسمعوا. وخرجت فتاة قادمة من إيطاليا قالت أنها وصلت كورك بالامس فقط من أجل البعثة. وسالتها كيف الطريق مشيا من هنا إلى الجامعة. أول شخص تحدثت إليه في كورك بأيلول 1994. وأشارت لي بيدها إلى حيث تقع تلك العمارة وعادت تكمل سهرتها مع زميلاتها.
منذ 1994 اجتزت من حياتي سبع بحور كما أي إنسان. ولكل بحر قعر. وجاء العام الأصعب. 2006. وقعت السماء على الأرض. فازت حماس (التي لم تكن لحقت أن تنطلق) على فتح التي كانت قطعت كل الصحاري والأودية والبحور والقارات والفصول وقمم الجبال طالعة من حرب داخلة في حرب أعتى في طريقها لتخليص الأميرة..وصلت فتح من تونس وقتلت التنين ثم دخلت المغارة لتقبل الأميرة العذراء. طرق راسها بباب المغارة ودخلت عند الأميرة فوجدتها في الفراش مع الفارس المخلص اسقطته "قناة الجزيرة" على مخدع الأميرة النائمة إسقاطا بالمظلة! فارس غير جدير لا فروسية فيه خلقا ولا خلقة. ولكنه وصل أولا رغم أنه انطلق في مسيره بعد انطلاقنا بثلاثين عام.
كانت ليلة طويلة بانتظار النتائج عام 2006.. سهرت حتى الثالثة صباحا لوحدي والفتحاويون يحسبون مئوي! وبعضهم يعرف ما سيجيئ. وكان في حدود التاسعة مساء قد أطل احد متحدثي حماس لاحقا من الضفة الغربية بالجزيرة للمرة التسعين خلال اسبوع واسمه فرحات ياسر أو شيء كهذا وكنت استلطف طلته وقال: صحيح أن النتائج الأولية لم تظهر ولكن لدينا معلومات ونرجوا ألا "يتفاجأ" أحد بحجم فوز حركة حماس. الدوائر قاتلة. ولو كانت نسبية لفازت فتح!! خطأ تقني اذا!! بل هو الترتيب الإلهي كما سيقولون.
كنت أبعد ما أكون عن الترحم على يوهانس كالفين..أي عبقرية في ترتيبات القدر هذه؟ أيكون القدر هكذا نصف حمار؟؟ يجلب تطورا يدمر البلد ويشق صفوف الناس في أرض الرباط؟ أي رباط بعد الآن. يا فرحة شارون! وكيف وقع الناس في ذلك؟ أين ذاكرتهم؟؟ أيقتل من فتح في عام 1982 أكثر من 5000 مقاتل ثلثهم أولاد عمي لتفوز حماس الصغيرة بالإنتخابات؟
لقد وجدت فتح في بحثها عن الأسباب ستمائة وخمسة وسبعين ألف سببا ذاتيا لتلك الخسارة. لكن عاملين خارجيين لعبا دورا كبيرا في "تفويز" حماس الكارثي. وهذان هما إسرائيل وتغطية قناة الجزيرة. وشيئ آخر...صحافيون من أمثال مها الرمحي.. نعم هذا ليس خطأ مطبعي. في ندوة للعربية من رام الله عاتبتها في استراحة منتصف الندوة التفزيونية عام 2006.. لماذا تمالئين حماس هكذا؟؟ ولم أعطيتها فرصة كبيرة؟؟ فقالت وحمرة شفاهها تسيل على أسنانها وشعرها "منكوش" وكحل عينيها يجعلها نصف كليوبترا علمانية عصرية متلفزة كأنها في منهاتن "ب دكولتيه" مفتوح: مزبوط بس أنا بدي حماس!!
والله كذلك يريد حماس. فقد أعلنت حماس أن فوزها هو إرادة الله. وأنها ستشكل حكومة ربانية لا تخطئ وكل من عارضها عاص. اعتاص أمر فلسطين وانقطعت الأرزاق.
قبل الإنتخابات بأسبوع شاركت في 2006 بمناظرة ببرنامج الإتجاه المعاكس للمرة الثانية. وكانت مع المحرض إبراهيم حمامي. قال لي نبيل شعث قبل سفري إلى الدوحة وكنت مستشار الحملة الإنتخابية يا تعسي وبؤس الحال: "إوعى تنتقد حماس!!". من ينتقد حماس ينتقد المقاومة. وكانت هذه بالفعل نظرة الناس لحماس..لا تخلو من تأليه صنعته الفضايات. حركة مقاومة متقشفة. لا سلطة ولا سيارات ولا مفاوضات ولا مهادنة ولا سياسة ولا مصالح. بل حركة مستهدفة ومستضعفه تتألف من لفيف من الهبلان السياسيين لا راحوا ولا جاؤوا ولا تلوثت أيديهم بالدماء بل صبروا على ظلم الغير. طوابير من الإستشهاديين وهم في طريقهم السرمدي إلى الحواري العذراوات الجاهزات لا يلوون على شيئ وهم صعودا بأشلائهم إلى سلم طويل يوصلهم أعالي السماء. لا يهبطون إلا على بساط أحمر وفي استقبالهم الصديقون والأنبياء. وقد يسمح لياسر عرفات أن يسترق النظر إليهم من وراء الأكمة وهم ضيوف الشرف على ملك السماء. هكذا كانت صورة حماس قبل الإنتخابات.
كانت تلك نظرة الناس لحماس التي لم يسمح لي بانتقادها في مناظرة تلفزيونية حاسمة ظل طعمها المرير يحوس في حلقي حتى لفظته حمما في وجه نفس الشخص في 25 كانون ثاني 2011 أي سيئ الصيت إبراهيم حمامي. لم يكن مسموحا لي في 2011 أن أنتقد حماس. بل كان واجبا علي. بل إنني أحسست أن تعريتهم تقربني إلى الله ولي المؤمنين. وفعلت. لم يكن ثأري الشخصي بأي حال. لكن الحصون المعنوية لمواقف حماس كانت مستباحة في عيني بعد أن فارقت حماس كل ثوابتها. واستبدلت الحركة التي جاءت لإعلاء كلمة الله (العزيز الجبار المؤمن المهيمن الغفار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القدوس السلام المهيمن المتكبر الرحمن العلي القدير) ثوب القديس. استبدلت ثوب الملاك الطهور الوضيئ المتجرد المصداق العابد الساجد المتوحد المعتكف المتهجد الوقور الصبور المتقشف المتصدق المغوار المتلهف الواعظ المقل من الكلام المقدام الودود اللطيف المؤمن الطهورالمستشهد ... ألخ و(غير ذلك من مرادفات أسماء الله الحسنى) بأشياء أخر.
دخلت حماس في صراع مع السلطة الوطنية تقطع عليها سبل التسلح! وتختطف ميليشياتها شرطة فلسطين وتغتال من رجال الأمن الوطني وتذبح من متدربي حرس الرئيس في معسكر قريش في طريقها إلى الإنقلاب الدموي الذي قتل فيه 700 رجل من فتح 63 منهم يحملون أحد أسماء الرسول محمد ص. سيطرت حماس بالقوة على قطاع غزة ونهبت أبواب وشبابيك ومكاتب وأسلحة ومركبات وذخائر وأزياء وأختام وأوراق وحبر وماء وشاي وقهوة وكراسي السلطة الوطنية التي هي مال الشعب. أوقفت حماس المقاومة كليا وانخرطت في هدنة مستمرة لا تخترق إلا عندما يروق لإسرائيل. تركت حماس المقاومة ودخلت في هدنة لمدة 199 عام. بدون مقابل إلا سكوت الإحتلال عن بقائها في الحكم تحمي الحدود. دخلت حماس ومن مصر وتركيا وقطر بمفاوضات سرية مع إسرائيل سقفها دويلة غير مستقلة في مساحة 42% من أرضينا المحتلة منذ عام 1967 باستثناء القدس ومع بقاء الإستيطان. تراجعت حماس في ساحل غزة بموجب اتفاق الهدنة الأخير مع إسرائيل ستة أميال بعد أن كانت السلطة وسعت هامش حركة الصيادين إلى مدى 12 ميل.
وتقف حماس المهادنة منذ 5 سنوات بلا مقاومة وبلا تنمية وبلا مطار وبلا معابر مفتوحة وبلا أفق سياسي ترتعد فرائصها من المصالحة التي تمر عبر الإنتخابات. قل كحولا سيشربون وقل دماءا سيريقون وقل كذبا سيفترون وقل تهريبا سيهربون وقل هدنة سيقعدون ولكن لا تقل انتخابات! سيرفضون. منذ الإنقلاب خسرت حماس 126 جولة انتخابية في النقابات والجامعات وحظرت الإنتخابات في غزة! لقد ترك الله حماس!
حتى اليسار فهم حماس. بعد أن كتبت قصائد جورها على قفاه البليد. لن ينس أحد أن كتاب اليسار في عام 2006 ومعهم بعض كتاب فتح قد صعدو إلى قمة الجبل وصارو "يشوبشون" ويشعوذون تهليلا لقافلة حماس القادمة من العصر الحجري بحلة الطالبان. أشعلوا الدخان ورقصوا ونادوا حماس حماس.. فنجحت وسكروا ثلاث ليال فرحين. ثم وصل موكب حماس وهم يرقصون باسطين اذرعهم لعبطة العمر مع حماس. فترجلت حماس وتوجهت إلى عرش الحكم مترفعة عن مصافحة من تسميهم الفصائل المجهرية من باب الإحتقار. وقبل اسبوعين أوسعت ميليشات حماس جماعة من الشعبية ضربا ورفسا ومنعتهم من الإحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على سوريا! لم يصدر حتى ربع شجب من اليسار بل تمتموا بعبارات خاتمتها شيئ ك "ستين ألف..". حتى اليسار بدأ يعي حماس كما هي لولا أن بعضه يود التحالف معها في الجامعات ضد منظمة التحرير. لكن يا حسرة.. فإن علو الأرقام التي تحققها فتح تحرم اليسار الفقير حتى من ثلث فرحة يتمرجح بأهدابها ويلعب لعبة الحبلين هنا وهنا.
وفي هذا العام أيضا خسرت حماس كل الإنتخابات التي تجري. في حماس يعتقدون أن برشلونا قد وشى لفتح بالمشروب السحري للفوز الدائم. الللللعنه! وآخرهزائمها في الجامعة العربية الأمريكية. صفر صوت لحماس. كل صوت لفتح! أقصد 22 مقعد لفتح. 8 مقاعد ل... ح..م..ا......س! أهل جنين لا يفهمون المزح مع "تاعين" الإنقلاب. ولا يعتقدون بالتحسيس كنهج يطعم خبزا في مواجهة الغلط. الإقتلاع الإقتلاع. إنهيار القواعد الشعبية لحماس مردود إلى أن حماس لا تملك طريقا في الحكم ولا في المقاومة ولا في خلق التعامل. حماس في زاوية الخاسر. وهنا نعود إلى الله تعالي.
إن كان المولى وفق تفسير حماس هو الذي أراد نجاحها في 2006 فلماذا أراد تحطيمها بهذا الشكل في ما بين 2006 و2013 من أعوام؟ لماذا يخسرون كل يوم ؟ أهم مصلوبون وقد هجرتهم رحمة الله والطير يتخطفهم ويأكل من رؤوسهم مقمحين؟ إلهوي إلوهي.. ليما هاغرتاني؟
لمذا هجر الله حماس؟؟ أهو القدر؟؟ أهو الترتيب الرحماني؟ باللوح المحفوظ؟ كموعد الطير مع الدودة وصاحب النصيب؟ لماذا يرى الشعب أن الطريق مع فتح؟ لماذا نفوز في كل انتخاب؟ نحن أيضا نقول: تكبير!
حماس ضلت الطريق. أبو مازن يعرف الطريق. وفتح نصف الطريق..
خسارة حماس المتتالية في رأيي ليست بمعزل عن أرادة ربانية لمعاقبتها على شيئ ما. لا أستحي بأني مسلم من عائلة سنية تعرف الله والصلاة. لا عيب في الإيمان ولا نقص في مواطنة من لا يؤمن. وهناك طريق كالفين والتطهريين. هم أيضا مثلنا في أشياء. وهم نحن كما نحن هم.
القدر يرتب كل شيئ في ميعاد. ابنتي جوليا في التاسعة والنصف من عمرها تستعد لامتحان الرياضيات يوم الإثنين. التفتت جوليا قبل قليل إلى تلك الفتاة الإيطالية التي دلتني على الطريق في عام 1994 وقالت لها: "ماما.. حصالتي شبه ممتلئة الآن.. هل تسمحان لي بشراء تلفون غالاكسي 3 للصغار"؟
انا ابنة فتح الموقعة ادناه.. توقفوا عن الاساءة لحركتنا وتاريخها
الكاتب: تامي رفيدي عن وكالة معا
حاولت جاهدة التزام الصمت وعدم الرد على مقالة الأخ جمال نزال " أنا المديون أعلاه محاولة سلخ الأحوال الشخصية عن الشريعة مشروع مشبوه" معتبرة أن الردود التي قُدمت كانت كافية. لكنني فوجئت،بل ذهلت اليوم من رد الأخ منير الجاغوب في مقالة بعنوان "منطق الصفر بتحالفات اليسار مع حماس وفتح عند جمال نزال" ومحاولته إخراج الحدث عن سياق اجتماعي وجدي يتعلق بحياة نصف المجتمع، واقصد مجتمعنا الفلسطيني لا اي مجتمع آخر. أنا امرأة من ناشطات حركة "فتح" وسأنصّب نفسي مدافعة عن ترهل اجتماعي يمر به المجتمع الفلسطيني وواجد لزاما عليّ ان أوضح بأن النضال من اجل رفع الظلم الذي يحل بالمرأة الفلسطينية والدفاع عن قضيتها ليس مقتصرا على من اسميتهم "بالمتأنثات" أو اليسار أو الان جي اوز. انا هنا لن ادافع عن اي جهة، لاننني اعتبر من حق اي طرف ان يدافع عن نفسه، وانما اود في هذه المقالة الدفاع عن وجودي الاجتماعي ودوري السياسي والنضالي وحقي في الحياة، امام من يتهم مسبقا اي دفاع عن هذه الحقوق بانه يحمل توجه "متأنث.. يساري... حاقد". لقد قررت كامرأة فتحاوية ناشطة في المجالين السياسي والاجتماعي ان ارد على جملة هذه الاتهامات وحملة "توزيع الاسماء والالقاب" من أجل الايضاح بان هناك في حركة فتح من يدافع من خلال الحركة عن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وان الاختلاف لا يفسد للود قضية ولا يلغي هويتي الفتحاوية النسوية بالرغم من اختلافي الشديد مع بعض من يمثل الحركة إعلاميا وعلى المنابر. فحركة فتح كانت دائما ولا زالت سباقة في طرح المواضيع الأكثر تعقيدا والتعامل معها بجرأة وصدق ومسؤولية.
ما يثير امتعاضي هو الهجوم غير المبرر الذي قام به الأخ جمال نزال ردا على مقال الوزير عيسى قراقع حول امرأة في ريعان الشباب قتلت غدرا. هل الحديث عن الموت وضرورة أن يعاقب أي مجرم عندما يعتدي أو يقتل يجابه بردا معاديا خارج اطار الموضوع الانساني الذي طرح؟ والأساس الذي بنى عليه حواره كان باطلا وما بني على باطل فهو باطل. لم أفهم من أين أتى الأخ جمال نزال، والمفروض أنه من الطبقة المثقفة والواعية في المجتمع وناطقا إعلاميا باسم حركة فتح ذات التاريخ السياسي العظيم، بمصطلح "المتأنثات" ولنقل انها ترجمة حرفية لكلمة "فمنست" من اين حصل الأخ نزال على التعريف بأنها "حركة معادية للرجل والاديان". لقد بحثت كثيرا في عدد كبير من الكتب الأدبية والعلمية ولم يقع تحت يدي تعريفا ممكن ان يقال بأنه قريبا من التعريف الذي قدمه. النسوية يا صديقي هي حركة تهدف للدفاع عن الحقوق الاجتماعية والسياسية والقانونية للنساء، من اجل إحلال المساواة والعدالة الاجتماعية بين الرجل والمرأة لبناء مجتمع ديمقراطي خال من كافة اشكال التمييز. ولا اعتقد بأن هذا ولا بأي حال معاداة للرجل، وانما احلال شراكة حقيقية لمواجهة مصاعب الحياة يدا بيد. ومن جهة أخرى لا يوجد اي ايحاء بأن النسوية هي حركة مناهضة للأديان وأن ما تفضلت به بأن هدف "الفمنست" أي جماعات "المتأنثات" الكارهات عموما للتقاليد ولثقافة الشرق ومعهن اللوبيات "ألإن جيهوية" تسعيان لفرض الحداثة على بلدنا كرها لأجل تمرير هرطقات "عصرية" روحها إلحاد ومقصدها الفجور.." أنا حقيقة استهجن طريقة الطرح والهجوم غير الموضوعي وغير المبرر وغير المفهوم في سياق أن امرأة قتلت على يد غادرين ولم يوجه اصبع الاتهام فقط للرجل وانما اي شخص بمعزل عن الجنس يتعرض لفتاة أو يتسبب في موتها. هل هذا كفر او يناقض الشرائع السماوية؟ هل الحديث في هذا الموضوع هو معادي للرجل؟ّ هو موضوع انساني يعالج ظاهرة مرعبة وهنا لا بد من ان نذكر بان الاسلام هو دين حنيف ينصف البشر فقد قال الله تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما". من يطالب بالحق لا يعادي الدين أو الرجل حسب مفهومي.
وما أثار حفيظتي بدرجة أعلى هو كيفية الهجوم على اليسار الفلسطيني، بالرغم من اختلافي السياسي معه، على انه مفتعل الفتنة الاجتماعية لأنه لا يساوم على البرنامج الاجتماعي المتعلق باحترام الحريات وإحلال العدالة الاجتماعية. وهنا أود التأكيد بأن هذه المطالب أولا وأخيرا هي مطالب انسانية وهناك الكثير من ابناء وبنات حركة فتح لديهم هذا التوجه ويدافعون عنه حتى من قبل ظهور اليسار الفلسطيني. وهنا اتوجه للأخ منير الجاغوب بالتأكيد بان ما تفضلت به السيدة ريما نزال كتانة "لا تكتسب مقالة السيد "جمال نزال" أي أهمية لو أنها كُتبت بقلم آخر، فالمواقف التي طرحها في مقالته إزاء الحركة النسائية واليسار معروفة ولا جديد فيها، لكن جديدها في صدورها عن الرجل الذي انتخب من المؤتمر السادس لحركة فتح لعضوية مجلسها الثوري، آخذة بالاعتبار كونه أحد الناطقين الرسميين باسمها، وهو المهم في الموضوع والمستغرب في آن واحد، نظراً لتناقضه مع الموقف التقدمي المعلن للحركة على الصعيد الاجتماعي، ونظراً للحلف التاريخي بين الحركة واليسار الفلسطيني" هو مبرر ومفهوم من حيث أن حركة فتح ومنذ تأسيسها دعت للاعتدال والعمل على دولة فلسطينية علمانية. حركة فتح دائما وابدا هي التيار الوسطي الذي يعتبر صمام الأمان للشعب الفلسطيني لأنه لديه المقدرة على احتواء الرجل والمرأة، المسلم والمسيحي، الغني والفقير، المتشدد والليبرالي، الاسلامي والعلماني والملحد ايضا. فمنذ متى اصبحت حركة فتح تستخدم السياق الديني المتشدد والأسلوب الهجومي بمعالجة القضايا الانسانية والاجتماعية؟ وبالتالي كان متوقعا من الأخ الناطق الإعلامي للحركة والأخ رئيس اللجنة الإعلامية بمفوضية التعبئة والتنظيم الحذر من هكذا سياق لأنه سيعود حتما بالضرر على حركة فتح كونها السباقة دائما وابدا بالدعوة لإحقاق الحق والدفاع عن الفئات المهمشة والمظلومة في فلسطين والشتات.
وهنا لا بد من الاشارة بأن مسألة قتل النساء هي قضية يجب أن تأخذ حيزا واسعا على أجندة حركة فتح لأن الاعوام 2012-2013 شهدتا اعدادا غير مسبوقة من حالات قتل النساء، وهذه ليست بأي حال من الأحوال جزءا من ثقافة مجتمعنا. ففي عام 2012 كان هناك 9 حالات قتل و4 حالات انتحار وفي عام 2013 ونحن ما زلنا في منتصفه هناك ما يزيد عن 10حالات قتل وحالة انتحار واحدة. ألا تستوجب هذه الأعداد وقفة جادة من أجل حماية هؤلاء النساء من خلال التوعية المجتمعية حول الظاهرة من جهة وتعديل القوانين التي ستعمل بها دولة فلسطين التي نتغنى بها لاعتبار القتل جريمة مع سبق الاصرار والترصد؟ وهنا اتساءل هل هذا المطلب معاديا للرجال أو للدين بأي حال من الأحوال؟ هل الدعوة لوقف هذه الظاهرة واطلاق صرخة واضحة حول الظلم المحيط بهذا الموضوع يجعلني من "المتأنثات، اليسار الملحدات الحاقدات"؟ أليس هذا مطلبا انسانيا مبررا لكل شخص حريص على بناء دولة يحترم فيها الانسان والقانون. هل المطالبة بذلك هو دور ان جي اوي فقط؟
اخوتي...ان حركة فتح ليست حركة حماس ولن تكون ابدا. وفي القضايا الاجتماعية لا يجب بأي حال اخراجها من السياق وتحويلها إلى صراع سياسي دائر من أجل السلطة والنفوذ. لقد حولتم من خلال مقالاتكم قضية عادلة انسانية وأخرجتموها عن سياقها وأوحيتم للمجتمع بانكم غير حريصون على التغيير المجتمعي الذي نحتاجه من أجل حماية كل انسان في هذا البلد. لقد اخفتم الناس من حركة فتح ونحن ولا بأي حال نقبل بأن تتحول فتح إلى حماس "بدون لحية". حركة فتح هي الحاضنة لكافة الفصائل ولكافة ابناء الشعب ولم تكن يوما تهديدا لوجود اي فئة مجتمعية بناء على دين أو جنس أو عرق.
مشروع كيري وضم الضفة
الكاتب: محمد عبيد عن جريدة القدس
هناك تناقض صارخ بين المعلن الأمريكي والمعلن الإسرائيلي، فتصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة التي ما لبثت فارقت شفتيه، عن مشروع لجمع أموال للاستثمار في فلسطين بمبلغ 4 مليارات دولار، للمساعدة في إحياء مسيرة التسوية، والمشروع الاسرائيلي، الذين يعتزمون طرحه خلال أيام لشرعنة ضم الضفة الفلسطينية وجعل الأمر “دستوراً” .
ليس في الأمر نكاية أكبر من أن وزير الخارجية الأمريكي أوكل الأمر لتوني بلير، وليس أنكى كذلك من تحول منتدى دافوس الاقتصادي إلى محفل تطبيعي منظّم، من مدخل الاستثمار والتجارة .
هذا هو المعلن الأمريكي، السلام لن يأتي من دون تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، ومن ثم فلا غرو أن المطلوب إقامة “حفل” جمع تبرعات دولي، خدمة لهذا الهدف، ومع الخبرة المتراكمة حول مثل هذه المشاريع، وما أكثرها، فإن الأمر يتحول إلى مجرد ملهاة أخرى، تفتح المجال أمام المعلن الإسرائيلي وأهم عناصره العمل الدائم والمخطط له جيداً لسلب ما تبقى من حياة الفلسطينيين وحقوقهم .
حزب “الليكود” المتطرف الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طرح “مشروع قانون” بصبغة دستورية، يعدل مشروع “قانون أساس” ينص على أن إسرائيل هي “دولة الشعب اليهودي” وأن طابعها اليهودي يتغلب على الديمقراطي، ومن هذا التعريف المرسل، يبرز المسعى الحقيقي الذي يتمحور حول شرعنة احتلال وسلب أراضي الضفة الفلسطينية، بسبب وجود المستوطنات، وبؤر المستوطنين المتطرفين فيها، كاعتراف بمكانتها ومكانتهم في التشريع الإسرائيلي، وبمعنى آخر كوجه من وجوه الاقتلاع للكل الفلسطيني .
أحد البنود الجديدة في المشروع يعتبر أن فلسطين، أو ما زعم أنها أرض إسرائيل، هي “الوطن التاريخي للشعب اليهودي”، وأهم ما فيه أيضاً أنه يحرم فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 من حقهم الثابت في استخدام اللغة العربية من خلال إقراره خفض مكانة اللغة العربية والتوقف عن اعتبارها لغة رسمية .
أي سياسات متطرفة تلك التي يرجى منها العودة إلى طاولة المفاوضات، وهي التي لا تتقن إلا تسطير وتثبيت الوقائع على الأرض، بكل الوسائل المتاحة، ومن دون أدنى التزام بأبسط المعايير والقيم والقوانين والمعاهدات؟ وأي حلم يقظة يحاول كيري وغيره من الزعماء الغربيين تصديره إلى الفلسطينيين؟ وأي مسيرة تسوية ستكون قابلة للحياة في ظل هذا المشهد الغارق في الانتهاكات الاسرائيلية!!
والواقع على هذه الحال، فأغلب الظن أن مشروع كيري لن يحصد إلا الهواء، ولن يكون إلا فرصة حقيقية للجانب الاسرائيلي لمواصلة انتهاكاته ومخططاته تحت ستار محاولات إحياء مسيرة التسوية، ولعل الإشارة إلى تصريحات مسؤولي الحكومة الاسرائيلية الذين جردوا رئيسهم من أي صلاحية، وأكدوا أنه ليس شأنه على الإطلاق، فهل يعتمد على رجل لا يملك من الأمر شيئاً؟
جولات كيري .. لا جديد يذكر
الكاتب: سمير عباهره عن وكالة معا
على ما يبدو ان زعيم الديبلوماسية الامريكي جون كيري لم يفقد ثقته بامكانية احراز تقدم في محادثاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تمكنهما من العودة الى طاولة المفاوضات وتحقيق تسوية للصراع العربي الاسرائيلي. هذه التسوية التي التزمت بها الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس بوش والتزم بها الرؤساء الامريكيون المتعاقبون الا ان هذا الالتزام لم يأتي بنتائج تذكر لغاية الان. الرئيس الامريكي اوباما شأنه شأن من سبقوه من الرؤساء ابدى حماسا غير اعتيادي في ولايته الثانية بامكانية تحقيق تسوية لمشكلة الشرق الاوسط .
كيري ايضا ابدى تفاؤلا كبيرا عند تعيينه على راس الدبلوماسية الامريكية بامكانية تحقيق السلام،واعلن عن تغيير الاستراتيجية الامريكية فيما يتعلق بعملية التسوية بما يساهم بدفعها للامام. وقام بجولات استكشافية سبقت جولته هذه واجتمع مع الاطراف المعنية واستمع لوجهات نظرهم، وبدا انها مرحلة تقييم تساعد في تكوين افكار جديدة لعرضها على الطرفين.
جولة كيري الاخيرة لم تأتي باية نتائج وبقيت الامور على حالها، القيادة الفلسطينية ابلغت كيري تمسكها بموقفها وشروطها للعودة الى طاولة المفاوضات وهي وقف كامل للاستيطان والافراج عن كافة الاسرى والاعتراف بحل الدولتين، وهي شروط واقعية وموضوعية اذا توفرت فان العودة للمفاوضات ممكنة مع تقديم ضمانات بتحديد سقف زمني للخروج بنتائج ايجابية. وكان الرئيس محمود عباس وفي لقاءات سابقة قد امهل كيري مدة ثلاثة شهور لاعطاء الادارة الامريكية هامشا من المساحة تتحرك فيها لتقديم تصوراتها واثبات صدق نواياها بخصوص العملية السلمية. ثم جددت القيادة الفلسطينية موقفها وطالبت الادارة الامريكية ان يقدم نتنياهو خريطة جديدة تجري على اساسها المفاوضات يعترف بها بحل الدولتين وترسيم حدودها كشرطا للعودة للمفاوضات، وفي هذا اختبار للدور الامريكي الذي يجب ان يخرج عن صمته ويمارس ضغوطه على حكومة اسرائيل فيما اذا كانت حقيقة جادة بانهاء ملف الصراع العربي الاسرائيلي.
وهذا ما سمعه كيري في زيارته الاخيرة لرام الله ولقاءه مع الرئيس محمود عباس. وعلى ما يبدو ان الدور الامريكي لم يرتقي لغاية الان الى دور يمكن ان يكون حاسما ويليق بهيبة امريكيا وثقلها وكراعية لعملية السلام. حيث تبدو الصورة غير واضحة تماما، طالما لم تفصح الولايات المتحدة عن محددات وملامح استراتيجيتها فيما يتعلق بملف التسوية، وان اجتماع كيري مع نتنياهو لم يخرج عن جانبه البروتوكولي ، فقد فشل في كسر الجمود وخاصة فيما يتعلق بموضوع الاستيطان وتقديم خريطة مفصلة، هذه المرونة في المواقف الامريكية تجاه اسرائيل لا يمكن ان تحقق الغرض المطلوب واذا ما ارادت امريكيا فعلا تحقيق سلام في المنطقة عليها الخروج عن هذا الموقف التقليدي الى موقف اكثر فاعلية يقوم بالزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، فلا يعقل ان يقوم وزير خارجية دولة عظمى بنقل شيفرات بين الجانبين دون ان يكون له تأثير واضح، رغم ان كيري وبعد لقاءه نتنياهو صرح بان تحقيق السلام ممكن من خلال تلبية الاحتياجات الامنية واذا استمرت الامور على حالها فان التسوية ستبقى تراوح مكانها، وسيتم البحث عن بدائل اخرى. وعلى ما يبدو ان الغرض من هذه الجولات التي يقوم بها كيري هو توجه امريكي فقط لاسباغ معنى ايجابي على الدور الامريكي من جهة، وقطع الطريق على اي جهد او اهتمام دولي بحيث تنفرد واشنطن دون غيرها بالتحكم بخيوط العملية السلمية.
مخاطر وانعكاسات مبادرة " كسر الجمود"
بقلم : محسن ابو رمضان عن وكالة سما
اعلن مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين والإسرائيليين وهم حوالي 500 شخص من الطرفين ، وذلك باشراف رئيس منتدى دافوس الاقتصادي عن اطلاق " مبادرة لكسر الجمود " وذلك في المؤتمر الاقتصادي الذي نظم بالبحر الميت بتاريخ 26/5 .
تهدف " المبادرة " كما يروج اصحابها لاعلاء الصوت من قبل رجال الأعمال باتجاه يرمي إلى تحقيق السلام المبني على حل " الدولتين " ، ولقد جرى هذا الاعلان بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك رئيس دولة " اسرائيل " شمعون بيرس .
يأتي هذا الاعلان بالوقت الذي تزداد اسرائيل كدولة احتلال بشراستها تجاه الشعب الفلسطيني عبر الاعتقالات ومصادرة الاراضي والاستمرار بالأنشطة الاستيطانية وحصار قطاع غزة وتهويد القدس في محاولة جادة لتقسيم المسجد الاقصى اسوة بالحرم الابراهيميالشريف ، تلك السياسة العدوانية التي تتميز بالكولونيالية والعنصرية تهدف إلى فرض الوقائع على الارض وتدمير فكرة الدولة المستقلة على طريق اقامة نظام من المعازل والكنتونات .
وامام صلف وعدوان الاحتلال استطاع نشطاء منظمات المجتمع المدني ان يصعدوا من حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال " bds "،وقد كان نتاج ذلك تبنى بعض الدول الأوروبية وبصورة رسمية لعملية مقاطعة المنتجات الاسرائيلية الصادرة من المستوطنات عبر وضع علامات تميزها لحث المستهلك الاوروبي على عدم شرائها ، كما برز عبر تراجع سمعة اسرائيل بالرأي العام الأوروبي من خلال نتائج الاستطلاع الذي جرى قبل أعوام والذي اكد به أكثر من 58% من المستطلعين أن اسرائيل الأكثر خطراً على الأمن والاسقرار العالمي ، وقبل ايام أكد مستطلعين من 25 دولة وبنسبة تصل إلى 75% بأن إسرائيل دولة اضطهاد وتمييز عنصري .
لقد استطاع نشطاء حملة المقاطعة بدعم من قوى التضامن الشعبي الدولى مساواة الصهيونية بالعنصرية و خلق ترابط قوى بين اسرائيل ودولة جنوب افريقيا في زمن الابارتهاييد .
لقد جاءت " المبادرة " لتخريب هذا النشاط المدني المتنامي والذي يحقق نتائج مذهلة بالنقابات والجامعات ومنظمات العمل الأهلي الذي يرمي إلى عزل اسرائيل وفرض المقاطعة عليها كأحد الوسائل الهامة للكفاح الوطني المستند إلى الشرعة الدولية لحقوق الانسان على طريق تحقيق أهداف شعبنا بالتحرر والانعتاق .
وبدلاً من قيام السلطة بالاستفادة من الانجاز الكبير الذي تحقق بالصمود الباسل للمقاومة فى غزة وبخطوة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب بالأمم المتحدة ، لاستثمار هذين الانجازين وتعزيزه على المستوى الدبلوماسي والسياسي نجد أن السلطة قد انغمست في هذه " المبادرة " التي ترمي إلى انقاذ الاحتلال من أزمته بما أنها تنسجم مع رؤية كيري ونتنياهو المبنية على التطبيع " السلام الاقتصادي " بدلاً من المسار السياسي الهادف الى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بقضية شعبنا على طريق الحرية والكرامة .
لا يهم ما يرده أصحاب " المبادرة " بأنهم لا يهدفون إلى التطبيع وأن الخيار السياسي هو المفضل والأول لديهم ، وهنا نتساءل ما هو التطبيع الاقتصادي إذن ؟ علماً بأنه تم الاعلان من قبل جون كيري وزير الخارجية الامريكي عن مبلغ 4 مليار دولار لتنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة تهدف إلى " انعاش " الحالة الاقتصادية وارتفاع الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 40% وتخفيض البطالة إلى نسبة 8% كما يروج القائمين على هذه " المبادرة " ، حيث سيستفيد من هذه المشاريع بالأساس أصحاب رؤوس الأموال من الجانبين وفي عملية ربحية اقتصادية تتم تحت إجراءات الاحتلال وجرافات الاستيطان .
إن التأكيد من قبل القائمين على المبادرة على رفض التطبيع يتنافي مع اعلان المبادرة الرامية إلى تحقيق انشطة ومشاريع اقتصادية مشتركة ، علماً بأن ذلك سيتم في ظل انسداد الآفاق السياسية ما دامت اسرائيل تتنكر لحقوق شعبنا وتضع شروطاً جديدة للعملية السياسية من حيث ضرورة اعتراف الفلسطينيين والعرب بفكرة " يهودية الدولة " كواحدة من الشروط التي تعمل اسرائيل على فرضها إلى جانب الشروط الأخرى ، كرفض الانسحاب من حدود الرابع من حزيران عام 67 ، ورفض تقسيم القدس، ورفض حق العودة ، ورفض تفكيك الكتل الاستيطانية الضخمة.
واضح أن إسرائيل تستفيد من التحولات العربية التي ما زالت تعيشها العديد من البلدان في أجواء من الاضطراب الذي يقود مع الاسف إلى مزيد من التفكيك والتشظى سواءً الاثني أو الطائفي أو الجهوي أو الجغرافي .
جاءت المبادرة العربية الأخيرة والتي قدمها وفد الجامعة العربية إلى جون كيري بالولايات المتحدة لتعزز من حالة التراجع وتقديم التنازلات الرسمية العربية أمام الصلف والعدوان والهمجية الاسرائيلية ، وذلك عبر مبادرة تبادل الاراضي والتي ستعمل ببساطة على تشريع الاستيطان إلى جانب تقويض حق العودة بالاضافة إلى الحاق المخاطر بالعرب الفلسطينيين المقيمين في مناطق 48 .
وإذا كان رجال الأعمال الفلسطينيين يقدمون مبادرة والعرب الرسميين يقدمون مبادرة فدعونا نسأل اين هي مبادرة اسرائيل ؟ ولماذا لا تقدم الأخيرة مبادرة أيضاً ؟؟ والجواب ببساطة لأنها مرتاحة وتشعر أن هناك مناخات فلسطينية عبر الانقسام واقليمية عربية عبر مآلات التحولات العربية تجعلها لا تفكر بتقديم مبادرة ، بل الاصرار على شروطها المستمرة ، لأنها في وضع القوى والذي لا يتهدده اية مخاطر ، ولعل واحدة من التكتيكات الأمريكية تجاه العملية " السياسية " تكمن في تقديم الإجراءات التطبيعية على التقدم بالمسار السياسي وهذا ما تريده اسرائيل أي اكتساب مزيداً من " الشرعية " السياسية والاقتصادية سواءً على المستوى الفلسطيني أو العربي دون مجرد ان تفكر بتقديم أية مطالب مشروعة للفلسطينيين لتضمن حقوقهم المشروعة بالحرية والاستقلال والعودة ، فإسرائيل تريد التطبيع لكي يتكيف الفلسطينيين والعرب مع إجراءاتها على الارض والمبنية على آليات الاستعمار الكولونيالية والتمييز العنصري .
الغريب بالأمر إعطاء الشرعية الرسمية الفلسطينية لهذه المبادرة التطبيعية بامتياز من قبل الرئيس محمود عباس الذي قدم خطاباً " استعطافياً " الذي لا ينسجم مع منهجية قيادة حركة تحرر يجب أن تظهر أن هناك أوراق قوة يمكن استخدامها في مواجهة صلافة الاحتلال .
لقد تم تجريب هذا الأسلوب الناعم لأكثر من عشرين عاماً ولم يحصد أصحابه سوى خيبة الأمل واللهاث وراء سراب الوعودات الأمريكية أو غيرها ، حيث أن أية قراءة بسيطة لتجارب الشعوب تؤكد أهمية أدوات القوة التي تجعل الاحتلال خاسراً لدفعه للتفكير الجاد بالانسحاب والاستجابة لحقوق الشعب الرازح تحت الاحتلال .
تذكرنا هذه " المبادرة " بشعار تحسين مستوى المعيشة الذي روجت له الولايات المتحدة أبان الثمانينات من القرن الماضي ، هذا الشعار الذي كان يهدف إلى ذات الأهداف الآن، والرامي إلى تقديم " إغراءات " للمواطنين عبر رفع مستوى المعيشة ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة بما يضرب على وتر احتياجات المواطنين ، كل ذلك على حساب الحقوق والكرامة الوطنية .
لقد رد الشعب الفلسطيني على هذا الشعار وغيره عبرالانتفاضة الشعبية الكبرى 87 – 93 والذي اختار بها خيار الكرامة والحرية بدلا من الاغراءات المالية والاقتصادية .
لقد آن الأوان لمقاومة مثل هكذا مبادرات تعمل على تكريس الاحتلال وتخريب نضال شعبنا وكفاحه المشروع عبر حملة المقاطعة ، الأمر الذي يتطلب موقفاً شعبياً رافضاً ومطالباً بتعرية هكذا مقترحات لا تخدم إلا اصحاب رؤوس الأموال مهما تغلفوا بشعارات سياسية .
إن العمل الجاد على انهاء الانقسام واستعادة بناء المؤسسة الوطنية الفلسطينية على قاعدة تحررية وكفاحية وعبر آليات ديمقراطية هو المدخل الأنسب لمواجهة هكذا " مبادرات " لكي نسير في مسار كفاحي ومقاوم يستند إلى حملة المقاطعة وتصعيد المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية ، لأن الاحتلال لن يفكر بالرحيل عبر هكذا " مبادرات " بل فقط عندما يشعر أنه يخسر .
واجب التضامن مع الأسرى الأردنيين
بقلم: خالد معالي عن وكالة pnn
من مكارم الأخلاق، وكقيمة إنسانية راقية؛ تجمع كل الأمم والشعوب الحية على أهمية عدم بقاء أسراها في السجون؛ وهو ما ينطبق على الشعب الفلسطيني، الذي يرفض أن يبقى أسراه يتذوقون كل يوم ألوان شتى من العذاب المرير.
ولقوة المشاعر الإنسانية النبيلة ورفض الظلم؛ يقوم أفراد لديهم فائض من الحب الكبير للقضايا الكبرى وللإنسانية؛ بمقاومة أي محتل وغاصب؛ حتى لو كانت تبعد بينهم المسافات، أو من دول أخرى؛ وهو ما حصل ويحصل مع الأسرى الأردنيين.
الأسرى الاردنييون رفضوا ظلم الاحتلال لأشقائهم الفلسطينيين؛ فراحوا يحاولون رفع الظلم عنه فكان جزاؤهم السجن، ومن هنا ليس منة ولا فضلا ولا تكرما عليهم؛ أن يتم مساندتهم ودعمهم في إضرابهم عن الطعام منذ أسابيع؛ بل هو واجب كل إنسان حر شريف.
ايجابيات التضامن مع الأسرى في إضرابهم كثيرة جدا؛ فهي ترفع معنويات ذويهم، ويشعرون أن هناك من يقف إلى جانبهم في محنتهم، وان قضيتهم حية، وترفع معنويات الأسرى وهم يخوضون معركتهم، وتظهر أن المظلوم له من يسانده لرفع الظلم عنه، وعدم تركه وحيدا أمام سجان يستفرد في عقابه كيفما شاء، وتربك السجان الذي يخشى أن يحاسب ممن هو اعلي منه على تثوير الجماهير في الخارج؛ وبالتالي يتم الضغط عليه بسرعة لتلبية مطالب الأسرى العادلة والمشروعة، وهو ما حصل في تجارب ناجحة لإضرابات سابقة في السجون، ولا يوجد مانع أن تتكرر.
التضامن مع الأسرى يسهم كذلك في رفع درجة الوعي بمعاناتهم وضرورة وقفها، وهو ما يقود لرفع قيمة التضحية من اجل الوطن في ظل موجة التراخي في المرحلة الحالية، وهذه قيم ايجابية يجب التركيز عليها وتكرارها.
أوجه التضامن مع الأسرى كثيرة جدا ولها الأولوية، وما يحصل من فعاليات تضامنية مع الأسرى الأردنيين لم ترقى للمستوى المطلوب ولا للحد الأدنى حتى ألان؛ وهو ما يطرح سؤالا مهما عن دور وأولويات القيادة والنخبة في المجتمع الفلسطيني.
من الخطأ الفادح أن يقلل أحد ما إن الفعاليات الميدانية المتضامنة مع الأسرى في سجون الاحتلال المتمثلة بالمسيرات والاعتصامات، والمطالبات والمناشدات، والتعريف بمعاناتهم عالميا، وبعدالة قضيتهم، وغيرها من طرق التضامن الكثيرة. حجة البعض في التقصير هو أن الفعاليات جميعها لا تسهم بالإفراج ولو عن أسير واحد، هي حجة غير دقيقة، فالفعاليات بمختلف أشكالها، تكمل وتقوي فكرة الإفراج عنهم لاحقا.
تعميم ثقافة رفض الظلم، ومساندة المظلوم، والوقوف لجانبه؛ هو عين الصواب، ولا يوجد أكثر ظلما من الأسرى الأردنيين الذين جاؤوا لينصروا الشعب الفلسطيني المظلوم، فوقعوا في ظلم السجان والمحتل؛ ومن هنا صارت قيمة أخلاقية عليا مضاعفة مساندتهم ومؤازرتهم، وعدم ترك أنياب السجان تفترسهم،فهل نحن فاعلون..؟
هل ستتسبب حماس بتهجير الفلسطينيين من مصر
طلب هنية الغاء كامب ديفيد (2-2)
بقلم: موفق مطر عن جريدة الحياة
ينطبق المثل الشعبي «جاء ليكحلها قام عماها» على ما فعله اسماعيل هنية بطلبه من مصر الغاء كامب ديفيد، فهو لارضاء تيارات متصارعة في حماس، او بسبب لعب دور في الأزمة القائمة بمصر الآن قد سقط في وحل مستنقع التدخل بشؤون مصر العربية، كما أسقط اللاجئين الفلسطينيين المدنيين الأبرياء في جحيم المعارك بسوريا، عندما أرضى جماعة الاخوان المسلمين وقطر واتخذ موقفا رسميا علنيا مضادا للنظام السوري، الأمر الذي استغله النظام ليشبع حقده من دماء الفلسطينيين في مخيم اليرموك ومخيمات لم يعد لها وجود بعد ان دمرتها صواريخ قوات الأسد وهجرت 80% من الفلسطينيين في سوريا من بيوتهم في مخيماتهم.. فهل سيكون اسماعيل هنية وجماعته في حماس سببا في تهجير آلاف الفلسطينيين من مصر ؟!!.
نستكمل هنا الجزء الآخر من الاسرار الدافعة لإسماعيل هنية ليطلب من مصر الغاء كامب ديفيد.
غطى طلب هنية الغاء كامب ديفيد بعجاج كثيف على تصريحات لموسى ابو مرزوق افادت بمقتل الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المصريين المختطفين منذ احداث 25 يناير، والتي قال بصددها ضياء رشوان، نقيب الصحفيين المصريين، خلال برنامج تلفزيوني، ان الضباط وأمين الشرطة توفوا في سيناء، وتم دفنهم في إحدى المقابر، وان هذه المعلومات وصلته من مصادر امنية، عززها قرار من أعلى مستوى بوزارة الداخلية المصرية للتحقيق في المعلومات التي صرح بها موسى ابو مرزوق.
وحرف خطاب هنية أنظار المتابعين والمراقبين للأحداث في مصر عن غموض عملية الافراج عن الجنود المصريين الذين كانوا مختطفين على يد جماعة جهادية افادت معلومات خاصة أن هدف العملية برمتها كان احراج الجيش والمخابرات المصريين نظرا لموقف هذين الجهازين المصريين من عملية بيع الأراضي في سيناء، والأنفاق على جانبي الحد الفاصل بين رفح المصرية والفلسطينية على حدود قطاع غزة مع مصر، اذ انشغل الرأي العام المصري، وانشغلت قواه السياسية بالمفاجاة التي فجرها كلام هنية، عن اللحظات الأخيرة الغامضة التي اتسمت بها عملية الافراج عن الجنود المختطفين، حتى ان البعض قد ذهب الى تفسير ذلك بالقول ان بعضا من الجماعة بمصر قد نسقوا مع الجماعة بغزة لإشغال الرأي العام المصري عن الخلاف الذي نشأ بين الجيش والرئاسة المصرية حول كيفية تحرير الجنود المختطفين، وبسبب تأخر القيادة السياسية باتخاذ القرار الأمر الذي سبب حرجا لقيادة الجيش والاستخبارات الحربية امام الجمهور المصري، بالوقت الذي تسربت فيه معلومات عن مشاركة مجموعة أشخاص – احدهم ينتمي لعائلة كبيرة في غزة وكان يرأس «جيشا» بغزة، بقي على علاقة مع حماس بعد حل جماعته اثر هجوم شنته على معاقله قوات حماس قبل بضع سنوات.
تعيش حماس حالة من التذبذب وصلت الى حد الخلل بمواقفها من النظام السوري وحزب الله وايران من ناحية، وقطر والرئاسة المصرية ومكتب الارشاد بمصر من ناحية اخرى، فلدى حماس الآن تيار يميل الى الابقاء على علاقة قوية مع النظام في سوريا وحليفيه حزب الله وإيران، باعتبار ان هذا الحلف قد قدم لحماس السلاح والدعم العسكري وساعدها في الظهور كشريك قوي في جبهة المقاومة والممانعة، فيما يرى ذات التيار أن قطر لم تقدم أكثر من المال السياسي المشروط، حتى بلغ بهذا التيار حد اتهام خالد مشعل بالارتماء بأحضان قطر التي تضغط على حماس وتدفع بها نحو القبول بتسوية سياسية، والقبول بما طرحه وزير الخارجية القطري من تعديلات على المبادرة العربية فيما خص تبادل الأراضي بين فلسطين واسرائيل، ويترأس هذا التيار المعارض للسيطرة القطرية على حماس الدكتور محمود الزهار وقائد القسام الذي كان في زيارة لطهران يوم اطلق هنية دعوته لالغاء كامب ديفيد.. لكن ألا يمكن ان يكون رفض المخابرات المصرية اعطاء تصريح لمشعل للإقامة كرئيس للمكتب السياسي بمصر سببا وجيها يدفع اسماعيل هنية لإطلاق طلب الالغاء هذا وكأنه يقول للقيادة المصرية، لقد خذلتمونا وها نحن اليوم نستجيب للتيار المتشدد في حماس ونفكر بالعودة الى تيار المقاومة والممانعة، بعد أن لمسنا منكم اجراءات لم نتوقعها او لم يعاملنا بها نظام حسني مبارك السابق، خاصة وان بقاء مشعل في قطر بات يرسم حول حماس علامات استفهام كبيرة حول انخراطها كأداة في يد اللاعب المؤثر في السياسات والأحداث في الاقليم ( قطر ).


رد مع اقتباس