اللوبي الصهيوني
دراسة....
جون ج . ميرشمير
قسم العلوم السياسية - جامعة شيكاغو
ستيفين م . والت
كلية جون ف. كنيدي الحكومية - جامعة هارفرد
آذار مارس 2006م
إن السياسة الخارجية الأمريكية، تُشكِّل وترسم الأحداث في كل ركن من أركان الكرة الأرضية ، وهذه الحقيقة أوضح ما تكون في منطقة الشرق الأوسط دون غيرها من أي مكان آخر في العالم .
ومرجع ذلك إلى أنها منطقةٌ غير مستقرة ، وذات أهمية إستراتيجية عظيمة .
وفي وقت قريب وليس ببعيد نتج عن محاولات إدارة بوش لنقل هذه المنطقة إلى الديمقراطية، تنامي الإرهاب وعدم الاستقرار في العراق بعد الاحتلال ، وارتفاع عالمي حاد بأسعار النفط والتفجيرات الإرهابية في مدريد ولندن وعمان .
ومن جراء هذا الاندفاع الكبير لهذه السياسة وإلى هذا الحد المتسارع فإن جميع بلدان العالم تحتاج إلى أن تفهم العوامل والقوى التي تقود سياسة الولايات المتحدة بهذا الشكل المندفع في منطقة الشرق الأوسط بالذات .
من البديهي والمنطقي فإن المصلحة الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون العنصر الأساسي في توجيه بوصلة السياسة الأمريكية نحوها .
ولعقود عديدة خلت ، وعلى أية حال ، وخاصة بعد حرب الأيام الستة عام 1967م كان محور ومركز السياسة الأمريكية الخارجية وبوصلتها في منطقة الشرق الأوسط هو العلاقة الحميمة بين الحكومات الأمريكية ودولة إسرائيل .
إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ، والجهود المتعلقة بنشر الديمقراطية في المنطقة، اشعلت الثورة في العالم العربي والإسلامي ضد السياسة الأمريكية ، وعرضت أمن الولايات المتحدة للخطر لهذا الوضع لم يكن له شبيه أو مثيل في تاريخ السياسة الأمريكية . لماذا رغبت وآلت على نفسها الولايات المتحدة الأمريكية أن تخاطر بمصالحها وتعمل خارج إطار مصلحتها الأمنية الخاصة (القومية) من أجل أن تقدم مصلحة دولة أخرى على مصلحتها الخاصة والوطنية؟؟
ربما يفترض أحدنا جواباً على هذا التساؤل المشروع بأن الروابط بين البلدين (أمريكا وإسرائيل) تقوم على قاعدة المشاركة الإستراتيجية في المصالح، أو يجمعهما روابط أخلاقية ملزمة وموجبه لهذه المتانة من العلاقة والروابط.
وعلى أية حال وكما سنرى لاحقاً ، فإن كلا السببين لا يشكلان قيمة إذا قورنتا بمستوى الدعم المالي والمادي والسياسي الملحوظ الذي تقدمة الولايات المتحدة لإسرائيل .
وبدلاً من كل ذلك، فإن كل هذا الحماس والاندفاع الأمريكي في سياستها الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط يعود تماماً إلى خارطة السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص إلى نشاط اللوبي الإسرائيلي في داخلها. وهناك أيضاً مصالح جماعات خاصة خططت وعملت لانحراف السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاهات التي ترغب بها لخدمة مصالحها الخاصة .
ولكن بالمقابل لا يوجد في الولايات المتحدة لوبي يُعد ويُخطّط ويعمل لتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية إلى خدمة المصلحة الوطنية الأمريكية ولتبيان وإيضاح لتوجهاتها وذلك لإقناع المواطنين الأمريكيين بمدى وضرورة التوافق والتوحد والتلاحم بين مصلحتي الدولتين (أمريكا وإسرائيل).
في الصفحات اللاحقة سوف نصف ونوضح كيف أن اللوبي الإسرائيلي أتم المهمة بمهارة وذكاء، وكيف أن نشاطاته رسمت وشكّلت السياسة الأمريكية الخارجية في منطقة الشرق الأوسط الحساسة .
وفي ضوء معطيات الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وتأثير مخزونها الاستراتيجي للطاقة على الآخرين ، سواء الأمريكيين وغير الأمريكيين . يتطلب منا فهم عناوين وأهداف تأثير اللوبي على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية .
بعض القراء سيجدون هذا التحليل مقلقاً ، ولكن الحقائق الوارد سردها، والمرجعيات المدعمة لها ليست موضوع اختلاف حقيقي في أوساط الباحثين والمراقبين والعلماء.
في الحقيقة فإن بحثنا يعتمد اعتماداً مُعمّقاً على جهود وأقوال الباحثين والمراقبين والعلماء والصحفيين الإسرائيليين والذين يستحقون عظيم الإشادة في تسليط الأضواء على هذه الموضوعات . واعتمدنا أيضاً على الدلالات الصادرة عن هيئات إسرائيلية وعالمية محترمة .
وبالمشابه فإن تصريحنا عن تأثير اللوبي الإسرائيلي اعتمد على شهادة أعضاء هذا اللوبي أنفسهم تماماً كما أعتمد على شهادات سياسيين عملوا معهم .
بالطبع، ربما يرفض القراء استنتاجاتنا، ولكن الدلائل والمؤشرات والإحصائيات التي اعتمدنا عليها ليست محل شك أو جدل أو خلاف .
«المتبرع العظيم»
منذ حرب أكتوبر 1973م ، زودت واشنطن إسرائيل بمستوى دعم عالٍ جداً لدرجة أنه كان على حساب الغير من المستحقين . وقّلل الدعم الأمريكي لدول أخرى في العالم. وأصبحت إسرائيل منذ عام 1976م، المتلقي الأكبر للدعم السنوي المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً وعسكرياً، وأكبر مستقبل لهذا الدعم منذ الحرب العالمية الثانية .
إن مجموع المعونة المالية الأمريكية لإسرائيل كانت تساوي بل وتزيد عن 140 مليون دولار في عام 2003م.
فإسرائيل تستقبل حوالي 3 بليون دولار مساعدات مباشرة سنوياً والتي تساوي حوالي خمس المعونات الأمريكية الخارجية لجميع دول العالم .
إن الولايات المتحدة تدعم الدخل السنوي للمواطن الإسرائيلي حوالي 500 دولار سنوياً .
إن هذا الدعم السخي وبالأحرى المدهش يلمسه أي واحد منا عندما يعلم أن إسرائيل أصبحت دولة صناعية غنية ووصل مستوى دخل الفرد فيها تقريباً إلى مستوى الدخل للفرد في كوريا الجنوبية أو في أسبانيا .
كما وأن إسرائيل تتلقى صفقات دعم خاصة من واشنطن ، كما وأن الدول المدعومة من الولايات المتحدة تتلقى هذا الدعم على أقساط ربع سنوية باستثناء إسرائيل التي تتلقى هذا الدعم السنوي كاملاً ومقدماً في بداية السنة المالية كل عام، مما يزيد قيمة هذا الدعم بمقدار الفوائد المتأتية من جراء دفعة سلفاً لإسرائيل .
وإن جميع المتلقين للمعونة العسكرية الأمريكية يطلب منهم ويشترط عليهم أن ينفقوا هذه المعونة على منتجات أمريكية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بشراء منتجاتها باستثناء إسرائيل التي لها مطلق الحرية في استعمال 25% من هذه المعونة العسكرية لتطوير صناعاتها العسكرية الذاتية .
وإسرائيل كذلك المتلقى الوحيد للمعونات الأمريكية التي لا يطلب منها كشفاً يبين كيفية صرف تلك المعونات بعكس الدول الأخرى بالرغم من علم أمريكا بأن هذه المعونات تستعمل لأغراض تعارض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
على سبيل المثال لا الحصر فإن هذه المعونات استعملت ووظفت لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة عام 1967م في الضفة الغربية وقطاع غزة .
وعلاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تزود إسرائيل بما يقارب 3 بليون دولار لتطوير مشاريعها العسكرية مثل طائرات ليفي التي لا يقبلها ولا يحتاج إليها البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) مع إعطاء إسرائيل الصلاحية في الدخول إلى أسرار الصناعات العسكرية الأمريكية الخاصة مثل صناعة طائرات الهليوكبتر "BLACK HAWK" وطائرات إف 16 .
وأخيراً فإن الولايات المتحدة الأميركية تغض النظر بل وتعطي إسرائيل الصلاحية في معارضة سياسة حلف الناتو وأغمضت عينيها عن تطوير إسرائيل للأسلحة النووية .
إضافة إلى ما ذكر أعلاه ، فإن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دعماً سياسياً ودبلوماسياً ثابتاً، فمنذ عام 1982م استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو في مجلس الأمن 32 مرة لصالح السياسة الإسرائيلية المتطرفة وأحبطت 32 قرراً محرجاً ضد ممارسات إسرائيل في المنطقة .
هذا العدد من استعمال أمريكا للفيتو لصالح إسرائيل يفوق عدد المرات التي استعمل فيها من قبل الأعضاء الدائمين الآخرين الذين يمتلكون حق النقض الفيتو في مجلس الأمن مجتمعين .
وكذلك فإن أمريكا أحبطت وأجهضت وجمدت الجهود العربية لوضع الترسانة النووية الإسرائيلية على أجندة أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما وأن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها نجدة وإنقاذ إسرائيل في أوقات الحروب ووقفت بجانبها في أوقات مفاوضات السلام. إن إدارة نيكسون أعادت تزويد إسرائيل بالأسلحة خلال حرب أكتوبر 1973م وحمت إسرائيل من خطر تدخل الاتحاد السوفياتي في الحرب .
وانغمست واشنطن بعمق في مفاوضات السلام التي انتهت إليها تلك الحروب وكذلك في خطوات الحل الطويلة المدى (سياسة الخطوة خطوة) لتطيل أمد المفاوضات كما رغبت إسرائيل لتعطيها امتيازات على حساب الطرف الآخر (العربي).
"إضافة من المترجم" سياسة الخطوة خطوه التي اقترحها هنري كيسنجر اليهودي الأصل وذلك لتفكيك الجبهة العربية الواحدة إلى عدة جبهات وإعطاء إسرائيل فرصة التغيير الديمغرافي للأرض لتصبح أمراً واقعاً في مفاوضات السلام للابتزاز العربي انتهت الإضافة .
كما وعملت الولايات المتحدة على أن تصبح هي نفسها مفتاح حل عقبات السلام وخاصة في المفاوضات التي سبقت اتفاقية أوسلو عام 1993م وفي المفاوضات اللاحقة لها .
وقد كان هنالك احتكاكات عابرة وفي بعض المناسبات بين واشنطن والمسؤولين الإسرائيليين في كلا الحالتين (المفاوضات السابقة واللاحقة) ولكن وبالرغم من ذلك فقد بنت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها ليكون قريباً جداً ومتلاصقاً مع الموقف الإسرائيلي ودعمت فعلياً موقف إسرائيل المتعنت وعملت على جذب الموقف العربي إلى ناحية الموقف الإسرائيلي بتقديم التنازلات العربية على حساب حقوق العرب المشروعة وفي الحقيقة فإن أحد المسؤولين الأمريكيين في مفاوضات كامب ديفيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عهد كلنتون أقر بأن الولايات المتحدة الأمريكية ذهبت بعيداً جداً في موقفها (من خلال أعضائها المشاركين) بالانحياز لإسرائيل وكأنهم محاموا الدفاع عنها.
وكما نوقش سابقاً فإن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل مدى واسعاً في حرية العمل وفي ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربي وقطاع غزة) حتى في أعمالها التي تتعارض مع السياسة الخارجية والمصالح الأمريكية في المنطقة .
وعلاوة على ذلك فإن طموح إدارة بوش الاستراتيجي في دعم الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط بدءاً من غزو العراق، في واقع الحال كان جزءاً منه بنية تثبيت إسرائيل ودعم إستراتيجيتها في المنطقة .
بمعزل عن حروب الأحلاف، فإنه من الصعوبة بمكان أن ينمو إلى فكرك أو أن تجد في أي مرحلة أخرى مثيلاً لهذا المستوى من الدعم المالي والمادي والدبلوماسي والسياسي لهذه الفترة الممتدة والطويلة من الزمن.
وباختصار فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يوجد له مثيل. هذا الدعم الاستثنائي والسخي يمكن فهمه إذا كانت إسرائيل تمثل مصلحة إستراتيجية حيوية للولايات المتحدة الأمريكية أو أن هنالك أخلاقيات ملزمة وموجبة لهذا الدعم ولكن ذلك غير مفهوم من زاوية المنطق والإقناع .
الالتزام الاستراتيجي
استناداً إلى موقع لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية العامة (AIPAC) على الانترنت، فقد شكلت الولايات المتحدة وإسرائيل شراكة استثنائية لمقابلة تنامي الخطر المشترك في منطقة الشرق الأوسط. وهذه الجهود والشراكة التعاونية من أجل حماية المصالح الهامة المشتركة لكلاً البلدين (الولايات المتحدة وإسرائيل).
هذا التصريح يشكل بند عقد من الإخلاص والوفاء في أوساط مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية ونُفّذ من قبل أوساط السياسيين الإسرائيليين والأمريكيين والذين يتبنون وجهة النظر الإسرائيلية من الأمريكيين .
ربما شكلت إسرائيل منفعة إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة بتقديمها خدمات الوكيل عن الولايات المتحدة بعد حرب الأيام الستة في حزيران 1967م. فإسرائيل ساعدت في احتواء تمدد الاتحاد السوفياتي في المنطقة، وسددت ضربة قاسية وهزيمة مخزية لحلفاء الاتحاد السوفياتي في المنطقة مثل مصر وسوريا. كما وحافظت إسرائيل على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل أردن الملك حسين .
وأن براعة وقوة قواتها العسكرية أجبرت موسكو على نفقات زائدة للاحتفاظ بحلفائها وعدم فقدهم. وكذلك فإن إسرائيل زودت الولايات المتحدة الأمريكية على أسرار أسلحة الاتحاد السوفياتي وقدراتها وتطورها ومداها .
إن القيمة الإستراتيجية لإسرائيل في تلك الفترة يجب أن لا يغالي فيها، وعلى أية حال فإن دعم إسرائيل خلال تلك الفترة لم يكن قليل الكلفة على الولايات المتحدة كما وأنها أي إسرائيل عقّدت علاقة الولايات المتحدة مع العالم العربي .
على سبيل المثال قرار الولايات المتحدة بمنح إسرائيل 2.2بليون دولار كمساعدات طوارئ في حرب أكتوبر 1973م كما وأنها تسببت (أي إسرائيل) في تفجير حظر النفط الذي أثّر سلباً في اقتصاد العالم الغربي. وعلاوة على ذلك فإن إسرائيل لم تستطع حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، ومثال على ذلك فإن الولايات المتحدة لم تعتمد على أو تستفد من إسرائيل عند قيام الثورة الإيرانية عام 1979م وتهديد أمن الخليج الفارسي ومن ثم تأمين تدفق النفط من تلك المنطقة بأمان .
مما دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل قوات التدخل السريع الخاصة بها بدلاً من الاعتماد على إسرائيل .
حتى وإن كانت إسرائيل تمثل منفعة إستراتيجية في المنطقة خلال الحرب الباردة فإن حرب الخليج عام 1990م أثبتت أن إسرائيل أصبحت تمثل عبئاً على الولايات المتحدة الأمريكية. فلم تستطع الولايات المتحدة استخدام إسرائيل كقواعد انطلاق خلال تلك الحرب مع الاحتفاظ بعلاقاتها مع الحلف العربي المناوئ للعراق. وكان على الولايات المتحدة أن تشتت مصادرها التمويلية في تلك الحرب عن الهدف الرئيسي لها وذلك بتزويد إسرائيل ببطاريات صواريخ باتريوت لتحتفظ بتل أبيب بمعزل عن أي شيء يمكن أن يمزق التحالف ضد صدام .
وأعاد التاريخ نفسه في عام 2003م، ومع أن إسرائيل كانت توّاقة إلى أن تقوم الولايات المتحدة بضرب صدام حسين وبالرغم من ذلك فلم يستطع الرئيس بوش أن يستعين بإسرائيل خلال غزو العراق بدون إثارة المعارضة العربية للحرب، وبقيت إسرائيل بمعزل عن الولايات المتحدة في مهمتها مرة أخرى.
فمع بداية عام 1990م وبالأخص بعد أحداث 11 سبتمبر، فإن الدعم لإسرائيل بُرِّر من منطلق أن جماعات الإرهاب التي نشأت من العالمين العربي والإسلامي تمثل خطراً مشتركاً على الدولتين . وأن هذه الجماعات تُمول من دول حلف الشر.
وعلى هذا الأساس من المنطق فإنه على واشنطن أن تُطلق يد إسرائيل بحرية تامة في التعامل مع الفلسطينيين بدلاً من الضغط على إسرائيل. فقد أعطتها امتيازات وصلاحيات في التصرف حتى يتم قتل واعتقال جميع الإرهابيين الفلسطينيين. وهذه تعطي دلالة أخرى أنه على الولايات المتحدة أن تذهب بعيداً في حربها على الإرهاب إلى أقطار أخرى مثل جمهورية إيران الإسلامية، نظام صدام حسين في العراق، وبشار الأسد في سوريا.
ومن هنا نظر إلى إسرائيل على أنها حليف في الحرب على الإرهاب لان أعداءها هم أنفسهم أعداء الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الأساس من المنطق يبدو مقنعاً إلى حد ما، ولكن في الحقيقة إن إسرائيل أصبحت تشكل التزاما على الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب وعلى دول حلف الشر .
وحتى نبدأ "بالإرهاب" الذي هو تكتيك أُستخدم ووظف من قبل جماعات سياسية ضمن منظومة حلف سياسي عريض، إنه ليس عدواً مفرداً وخصماً موحداً. إن المنظمات الإرهابية التي تهدد إسرائيل (حماس وحزب الله) لا تهدد الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة ضدهم كما حدث عام 1982م.
وعلاوة على ذلك فإن الإرهابيين الفلسطينيين لا يمثلون عنفاً عشوائياً موجهاً ضد إسرائيل أو الغرب . أنهم استجابة واسعة وردُ فعل طبيعي ومُبرر لاحتلال إسرائيلي استيطاني طال أمده وحملة استيطان استعمارية للضفة الغربية وقطاع غزة .
وأهم من ذلك هو القول بأن إسرائيل والولايات المتحدة اتحدوا ضد الإرهاب بسبب اشتراكهما في خطره نتيجة للعلاقة المميزة بينهما والمشار إليها آنفاً، وأكثر من ذلك أهمية هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مشكلة إرهابية في مكان جيد لها بسبب قربها وتحالفها مع إسرائيل ، وليس كما أشير إليه أعلاه .
إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ليس هو السبب الوحيد للإرهاب الموجه ضد الأمريكيين فقط ولكنه السبب الأكثر أهمية ويجعل النصر على الإرهاب صعباً. لسنا بحاجة إلى أن نسأل على سبيل المثال عما يدفع كثيراً من أعضاء القاعدة ومن بينهم بن لادن ويجعلهم مُحرِّضون علينا (الولايات المتحدة) في توجهم وذلك بسبب الوجود الإسرائيلي في القدس ونكبة الفلسطينيين .
استناداً إلى لجنة 11سبتمبر، فقد صرح بن لادن علنا بأنه قصد معاقبة الولايات المتحدة لسياسيتها في الشرق الأوسط ومن ضمنها دعمها لإسرائيل وأنه حاول تنظيم توقيت الهجوم وذلك لتسليط الأضواء على هذا الموضوع. ومساوٍ لذلك بالأهمية، فإن الدعم غير المشروط للولايات المتحدة لإسرائيل سهل على المتطرفين مثل بن لادن أن يستقطب شعبية ويجذب إليه المجندون. إن صناديق الاقتراع العامة أثبتت أن الشعوب العربية تكن عداءً عميقاً لأمريكا وذلك للدعم الأمريكي لإسرائيل .
وأن المجموعة الاستشارية الأمريكية للسياسة العامة للعالم العربي والإسلامي وجدت أن مواطني الأقطار العربية والإسلامية حقيقة ممتعضون ومحبطون وضائقون لمعضلة الفلسطينيين وللدور الملحوظ الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المعضلة.
ومع وجود ما يسمى بدول حلف الشر في منطقة الشرق الأوسط، فهم أيضاً لا يمثلون خطراً ملحاً على المصالح الحيوية الأمريكية بمعزل عن الالتزام الأمريكي لإسرائيل نفسه .
ومع أن الولايات المتحدة لديها نقاط خلاف مع أنظمة الحكم في دول هذه المنظمة (حلف الشر) فإن واشنطن لن تكون قلقة من إيران، والبعثيين في العراق أو سوريا فيما لو كانت هذه العلاقة مع هذه الدول بمعزل عن قرب أمريكا وروابطها الوثيقة مع إسرائيل. وحتى لو طورت هذه الدول الأسلحة النووية (الغير مرغوب فيها بوضوح) فلن تشكل خطراً استراتيجياً أو كارثياً للولايات المتحدة الأمريكية.
كما أنه لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل سوف تُبتز بالأسلحة النووية لهذه الدول، لأن من يريد الابتزاز لا ينفذ تهديده بدون أن يكون قد اضمر انتقاماً ساحقاً ضد المبتز.
إن خطر وصول الأسلحة النووية إلى الإرهابيين بعيد وضئيل، لأن دول حلف الشر لن تكون متأكدة بأن نقل هذه الأسلحة إلى الإرهابيين سوف يكون غير مكشوف أو أنها تكون متأكدة بأنها لن تدان على ذلك، وتعاقب بعد ذلك. وزيادة على ذلك فإن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع دول حلف الشر أصبحت معقدة وصعبة نتيجة علاقتها مع إسرائيل .
إن الترسانة النووية الإسرائيلية هي أحد الأسباب التي تجعل جيرانها يسعون للحصول على الأسلحة النووية، وأن تهديد هذه الدول بتغيير أنظمة الحكم فيها سيزيد الرغبة في الحصول على الأسلحة النووية .
علاوة على ذلك فإن إسرائيل لن تكون مصلحة إستراتيجية هامة للولايات المتحدة الأمريكية في ظل تهديدها لهذه الدول باستعمال القوة ضد أنظمتها. لان إسرائيل لن تستطيع المشاركة في هذه الحرب حتى لا تشعل ثورة شعبية تودي باستقرار المنطقة كلها وبالمصالح الأمريكية في المنطقة.
وباختصار، فإن معاملة إسرائيل كحليف مهم جداً في الحرب ضد الإرهاب والحرب المنظمة على الديكتاتوريات كلاهما تضخيم لدور إسرائيل الفاعل فيهما لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية. وتسد الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ هاتين المهمتين وذلك بسبب سياسات إسرائيل التي تجعل الطرق مسدودة أمام الولايات المتحدة في رغبتها القضاء على الإرهاب والدكتاتوريات في المنطقة وتُصعِّب من مهمتها .
والدعم غير (المحدود والمشروط) لإسرائيل أيضاً يُضعف مكانة الولايات المتحدة خارج الشرق الأوسط. إن نخبة العالم يرون بوضوح أن الولايات المتحدة الأمريكية تذهب بعيداً وفوق المألوف في دعمها لإٍسرائيل، وتعتقد بأن تسامحها مع إسرائيل في أعمالها المحبطة في الأراضي المحتلة معيباً أخلاقياً وعائقاً للحرب على الإرهاب.
في إبريل 2004م على سبيل المثال بعث 52 منظراً ومشكلاً للدبلوماسية في المملكة المتحدة برسالة إلى توني بلير يقولون فيها "إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد سمم العلاقات بين العالم الغربي والعالمين العربي والإسلامي" وحذروا فيها من أن سياسات بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون رُتبت من جانب واحد وأنها غير قانونية .
وسبب أخير حول الشك في أهمية وقيمة إسرائيل الإستراتيجية هو أن إسرائيل لا تعمل كحليف وفيّ ومخلص لأمريكا .
فالمسؤولين الإسرائيليين وفي مرات عديدة وكثيراً ما أهملوا التوجيهات الأمريكية واخلفوا وعودهم التي قطعوها للإدارة الأمريكية ومن ضمنها (وعودهم السابقة بوقف بناء المستوطنات والامتناع عن استهداف القادة الفلسطينيين بالاغتيالات وعلاوة على ذلك فقد زودت إسرائيل الدول المنافسة للولايات المتحدة بتقنيات الأسلحة الأمريكية الحساسة والسرية كصفقتها مع الصين والتي سماها المفتش العام للإدارة الأمريكية على أنها أنظمة متطورة وغير مصرح بنقلها خارج الولايات المتحدة الأمريكية .
واستناداً إلى مكتب المحاسبة العامة الأمريكي فإن إسرائيل أيضاً قامت بأعمال تجسسية عدوانية على الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي حليف آخر. وأوصلتها إلى المنافسين لأمريكا .
بالإضافة إلى حالة جونثان بولارد، الذي أعطى إسرائيل كميات ومعلومات ضخمة هامة في بداية عام 1980م والتي قامت إسرائيل بدورها بتمريرها إلى الاتحاد السوفيتي لتحصل على مزيد من التأشيرات للمهاجرين إليها من يهود الاتحاد السوفيتي .
وهنالك جدل جديد انفجر عام 2004م أُفشىَ سره بأن مسؤولاً هاماً في البنتاغون هو (لاري فرنكلين) مرر معلومات منظمة إلى دبلوماسي إسرائيلي تحت زعمه أنه مدفوع ومرتشي من اثنين مسؤولين في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) .
فإسرائيل الدولة الوحيدة التي تجسست بقسوة على الولايات المتحدة الأمريكية ولكن رغبتها هذه في التجسس على راعيها وحاضنها تشكل شكاً آخراً في قيمتها الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .
معونة التابع الديمقراطي
إن الدعم الأمريكي لإسرائيل دائماً يُبرر على أنه دعم لتابع ديمقراطي محاط ومحاصر بدكتاتوريات معادية، هذه الأصوات مقنعة، ولكنها لا تبرر هذا المستوى العالي والمغالي والزائد عن الحد من الدعم الأمريكي لإسرائيل .
بعد كل ما تقدم، فهنالك ديمقراطيات عديدة حول العالم، ولا يوجد هنالك أي من هذه الديمقراطيات من يتلقي مثل هذا الدعم المسرف الذي تحصل عليه إسرائيل.
فقد أطاحت الولايات المتحدة الأمريكية بحكومات ديمقراطية في الماضي ودعمت حكومات ديكتاتورية رأت في وجودها إنسجاماً وتوافقاً مع مصالحها وأنها تحتفظ حالياً بعلاقات جيدة مع عدد من ديكتاتوريات قائمة اليوم .
وعليه فإن الديمقراطية لا تبرر ولا تشرح وتوضح وتقنع بمدى الدعم الأمريكي لإسرائيل .
إن مفهوم الشراكة الديمقراطية قد أضعف كذلك بمظاهر الدعم الأمريكي لإسرائيل الذي أصبح على خلاف مع لب القيم الأمريكية في الديمقراطية.
فالولايات المتحدة الأمريكية دولة ليبرالية ديمقراطية ويعيش فيها الشعب الأمريكي من أي عرق ودين أو معتقد والذين يفترض أن يتمتعوا في ظل هذه الدولة بحقوق متساوية .
بالمقابل فإن إسرائيل وجدت وأقيمت بشكل واضح على أساسي ديني (دولة يهودية) وأن حق المواطنة فيها بني على أساس النسب اليهودي .
وبموجب مفهوم هذه المواطنة العرقية والدينية ليس من المدهش أن يعامل 1.3مليون عربي من مواطني دولة إسرائيل على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية.
أو أن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة تتصرف إزاءهم بطريقة متجاهلة ومنكرة وبأسلوب مميز عن غيرهم من المواطنين اليهود .
وبالمثل فإن إسرائيل لا تسمح للمواطنين العرب الذين يتزوجون مواطنات يهوديات بالمواطنة واعتبارهم مواطنين. ولا تسمح لهؤلاء القرناء بحق العيش في إسرائيل.
إن منظمة حقوق الإنسان في إسرائيل التي تدعى (بتسليم) سمت هذا التشريع "معايير من يعيش هنا" أي النظام المتعمد الذي يحدد المعايير للعيش هنا استناداً إلى نظام التميز العنصري".
مثل هذه الشرائع والقوانين يمكن فهمها من منطلق المفاهيم الإسرائيلية لإيجاد دولة إسرائيل، ولكنها لا تتطابق وتتوافق من الشكل أو المفهوم الأمريكي للديمقراطية.
إن حالة الديمقراطية الإسرائيلية غير محدده برفضها منح الفلسطينيين دولة قابلة للحياة خاصة بهم فقط فإسرائيل أيضاً تتحكم بحياة 3.8مليون فلسطيني يعيشون في غزة والضفة الغربية بينما تستعمر الأراضي التي أقام فيها الفلسطينيون منذ وقت طويل وعليه فإن ديمقراطية إسرائيل شكلية، ولكن ملايين الفلسطينيين الذين تتحكم بهم محرومون من كل الحقوق السياسية وبالتالي فإن مفهوم الشراكة الديمقراطية قد أُضعف وأصبح قليل الأهمية .
التعويض عن الجرائم السابقة
التبرير الأخلاقي الثالث هو تاريخ معاناة اليهود من الغرب المسيحي وبالأخص المأساة العرضية المسماة الهولوكوست .
ولأن اليهود اضطهدوا لقرون وأنهم سيكونون بمأمن في وطن قومي لهم اعتقد الكثير أن إسرائيل تستحق دعماً مميزاً من الولايات المتحدة الأمريكية .
لا يوجد هنالك شك بأن اليهود تعرضوا بشكل كبير من قبل جماعات خسيسة من ورثة معاداة السامية. وإن إيجاد وخلق دولة إسرائيل كان ردة فعل واستجابة مناسبة لهذا التاريخ الطويل من الجريمة ضدهم .
هذا التاريخ يعطينا مبرراً أخلاقياً قوياً لدعم وجود إسرائيل .
ولكن خلق دولة إسرائيل انطوى على جرائم إضافية بحق أعداد كبيره من الأبرياء من طرف ثالث (الفلسطينيون).
إن تاريخ هذه الأحداث مفهوم جيداً، عندما بدأ السياسيون الصهاينة في القرن التاسع عشر بالتفكير بإيجاد دولة لليهود كان عدد اليهود الذين يسكنون فلسطين حوالي 15000 يهودي .
في سنة 1893م على سبيل المثال، شكل السكان العرب الفلسطينيين حوالي 95% من كل ساكينها. ومع أنهم كانوا تحت الحكم العثماني فإنهم تواجدوا على هذه الأرض الفلسطينية بشكل متواصل لمدة 1300سنة .
وحتى عندما وجدت دولة إسرائيل، كان اليهود يشكلون 35% من السكان الفلسطينيين ويمتلكون حوالي 7% من الأرض الفلسطينية .
إن قائد التيار الصهيوني الرئيسي لم يكن يحبذ قيام دولة مقسمة أو قبول دولة مؤقتة في قسم من فلسطين. إن القيادة الصهيونية كانت تقبل أحياناً وترغب في قيام دولة على جزء من فلسطين كخطوة أولى ولكن ذلك كان تكتيكا ومناورة ولم يكن ذلك هدفهم الحقيقي. وحيث أن ديفيد بنغوريون وضعها على أرض الواقع سنة 1930م وذلك بعد تكوين جيش كبير في بداية تأسيس الدولة قال سوف نبطل ونلغي الجزء ونتمدد في كل فلسطين .
وللوصول إلى هذا الهدف، كان على الصهاينة أن يقذفوا بأعداد كبيرة من العرب من الأرض التي ستصبح فعلياً أرضاً إسرائيلية. وببساطة لم يكن هنالك طريقة أخرى لتكوين دولتهم .
لقد رأى بنغوريون هذه المشكلة بوضوح، وكتب سنة 1941م ما نصُّه "يبدو من المستحيل أن يتم ترحيل أو إخلاء الأراضي بشكل جماعي من القاطنين العرب بدون إكراه".
أو كما وضع المؤرخ الإسرائيلي في خطة (بيني موريس) والتي سميت باسمه "إن فكرة الترانسفير" (التهجير) (التحويل) قديمة قدم الحركة الصهيونية وصاحبت تكوين الحركة الصهيونية منذ نشوئها وَوُجدت في وثائقهم خلال القرن الماضي. هذا الخيار أتى إلى حيز التنفيذ منذ عام 1947م إلى 1948م عندما أجبرت القوات اليهودية 700ألف فلسطيني إلى النـزوح والهجرة والإبعاد عن أرضهم .
لقد صرح المسؤولون الإسرائيليون منذ وقد طويل أن الهجرة العربية جاءت لهم بتوجيه من قادتهم (أي قادة العرب) ولكن الباحثين الحذرين وغالبيتهم من المؤرخين الإسرائيليين وعلى رأسهم المؤرخ الإسرائيلي موريس دحضوا هذه الأسطورة .
في الحقيقة معظم القادة العرب حثوا السكان الفلسطينيين على أن يبقوا في بيوتهم، ولكن الخوف من الموت العنيف والشنيع الذي كان بأيدي القوات الصهيونية حدا بكثير منهم إلى الرحيل .
بعد إنتهاء الحرب فإن إسرائيل منعت وحظرت على الفلسطينيين العودة على ديارهم وأراضيهم .
إن حقيقة خلق دولة إسرائيل ورَّثت جرائم ضد الشعب الفلسطيني كانت مفهومة جيداً من قبل قادة إسرائيل .
وكما أخبر بنغوريون ناحوم جولد مان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي "إذا كنت قائداً عربياً لن أقيم أبداً علاقات مع إسرائيل هذا طبيعي لقد أخذنا (بلدهم)، لقد جئنا من إسرائيل ولكن قبل 2000سنة ماضية، فكيف هذا بهم ؟
كان هنالك معاداة للسامية من النازي هتلر النمساوي وهل كانت تلك غلطتهم(أي الفلسطينيون)؟ إنهم يرون شيئا واحدا فقط لقد أتينا هنا وسرقنا بلدهم. لماذا يقبلون ذلك؟
ومنذ ذلك الوقت، كرر القادة الإسرائيليون قصدهم وعزمهم على انكار الفلسطينيين ورفضوا منحهم وطن قومي . فرئيسة وزراء إسرائيل جولد مئير المشهورة علقت قائلة "لم يعد هنالك شيء أسمة الفلسطينيون".
وحتى رئيس الوزراء اسحق رابين الذي وقع اتفاقية أوسلو عام 1993 اتفق مع ذلك وعارض أن يكون للفلسطينيين دولة متكاملة وقابلة للحياة .
إن الضغط الذي مارسه المتطرفون الفلسطينيون من المواطنين أجبر القادة المتلاحقين لإسرائيل من التخلي عن بعض الأراضي المحتلة وأن ينسحبوا من بعض الأقاليم المحتلة ولكن لا يوجد قائد إسرائيلي أو حكومة إسرائيلية لديها الرغبة أن تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم قابلة للحياة .
حتى أن ايهود باراك الذي زعم بأنه قدم عرضاً سخياً للفلسطينيين في كامب ديفيد في تموز سنة 2000م أعطى الفلسطينيين فقط أجزاء مقطعة الأوصال ومنـزوعة السلاح وهي عبارة عن كنتونات تحت المظلة الأمنية الإسرائيلية المتحكمة في حياة الفلسطينيين .
إن الجرائم الأوروبية ضد اليهود منحت اليهود حقاً أخلاقياً وتبريراً لحقهم بالوجود. ولكن الوجود الإسرائيلي لم يصبح موضع شك (فقد تحقق) حتى في ظل وجود بعض الإسلاميين المتطرفين الذين يقومون بأعمال عنف وبغطاءات غير رسمية لشطب إسرائيل من خارطة العالم .
وإن التاريخ المأسأوي للشعب اليهودي لا يجبر الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد إسرائيل بغض النظر وبالرغم من أفعالها اليوم .
إسرائيليون أقوياء مقابل عرب شريرون
إن المجادلة الأخيرة في الالتزام الخلقي تجاه إسرائيل هي تصوير إسرائيل أنه القطر الذي يبحث عن السلام والذي يرغب ويبدي ذلك في كل فترة أو دوره من الزمن والذي يحتفظ بضبط النفس كلما تعرض للإثارة والاستفزاز من المحيط العربي.
وبالمقابل فإن العرب صُوِّروا بأنهم يتعاملون بعداء وخبث. هذه القصة التي تكررت بدون نهاية من قبل القادة الإسرائيليين والمؤيدين لإسرائيل من الأمريكيين مثل ألن ديرشيتز أسطورة أخرى .
فمن منظور التصرف الفعلي والعملي فإن الممارسات الإسرائيلية الأخلاقية يصعب التعرف عليها في ظل أفعالها المناوئة لذلك المفهوم لقد أثبت المؤرخون والباحثون الإسرائيليون أن الصهيونية الحديثة كانت بعيدة جداً عن نية الخير والسلام مع الفلسطينيين العرب .
لقد قاوم المواطنون الفلسطينيون التعدي الإسرائيلي على حقوقهم تلك المقاومة التي أدهشت العالم بقسوتها في ضوء معطيات الواقع الذي كانت من خلاله الصهيونية تحاول خلق وطن قومي لليهود في الأراضي العربية الخاصة بالفلسطينيين .
لقد استجاب الصهاينة لهذه المقاومة بقوة مفرطة ولم يُبد أي طرف أي أساس أو أرضية للأخلاق العالية خلال تلك الفترة . فالمؤرخون والباحثون الإسرائيليون ضمنوا خلال مقولاتهم بوضوح وأشاروا إلى الأعمال الإسرائيلية في التطهير العرقي للعرب الفلسطينيين من خلال تنفيذ الإعدامات والمذابح واغتصاب الأراضي الفلسطينية بالقوة.
إضافة إلى ذلك فإن الممارسات الإسرائيلية الوحشية المتلاحقة تجاه العرب المهجرين وتجاه الفلسطينيين ناقضت أي تصريح يتعلق بالأخلاق العالية والممارسات الإنسانية.
وعلى سبيل المثال ما بين سنة 1949م وسنة 1956م فإن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت ما بين 2700 إلى 5000 عربي متسلل إلى الأراضي الفلسطينية وأن الأغلبية الساحقة منهم منـزوعي السلاح تسللوا من أجل العودة إلى ديارهم. وأن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي نفّذت غارات جوية واخترقت الأجواء العربية من جيرانها العرب منذ بداية عام 1950م، وأن جميع هذه الممارسات صُورت على أنها دفاع عن النفس، وكانت فعلياً تصب في النوايا الإسرائيلية العدوانية من أجل التوسع وتمديد حدود دولة إسرائيل على حساب الأراضي العربية. إن الرغبة الإسرائيلية الجامحة في التوسع دفعت إسرائيل إلى التحالف مع بريطانيا وفرنسا بضرب مصر سنة 1956م وانسحبت إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في هذا العدوان الثلاثي تحت الضغط الأمريكي في مجلس الأمن. وأن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي قتلت عمداً مئات الأسرى المصريين والعرب خلال حربي 1956م و1967م وهجّرت ما بين 100ألف إلى 260 ألف فلسطيني من أراضيهم التي احتلتها خلال حرب 1967م من الضفة الغربية. وطردت حوالي 80 ألف سوري من مرتفعات الجولان المحتلة.
وكذلك فإن إسرائيل شاركت فعلياً في مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا وقتلت حوالي 700 فلسطيني برئ وأعزل في عدوانها على لبنان عام 1982م. وأن المحققين الإسرائيليين حمّلوا وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت أريل شارون المسؤولية الشخصية في إجراء هذه المذابح والأعمال الشريرة .
وإن إسرائيل مسؤولة مسؤولية شخصية عن تعذيب أعداد كبيرة من الفلسطينيين في سجونها وكذلك مارست ضدهم أعمال الإذلال، واستعملت ضدهم الأسلحة المحرمة دولياً وغير الشرعية في أكثر من مناسبة .
فخلال الانتفاضة الأولى من عام (1987-1991) مثلاً وزّعت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي الهراوات على قواتها من أجل قمع المعترضين الفلسطينيين على ممارستها العدوانية .
وشجعتهم على كسر عظام الفلسطينيين المعترضين وإن منظمة إنقاذ الطفولة السويدية قدرت أن ما يتراوح بين 23600 إلى 29900 طفل بحاجة إلى علاج طبي من إصاباتهم وجراحهم في السنين الأولى من الانتفاضة وما يقارب الثلث منها كانت إصابات كسر العظم .
وما يقارب الثلث من الأطفال المصابين بكسور عظيمة كانت أعمارهم تحت سن العاشرة .
وإن ردود الأفعال الإٍسرائيلية في الانتفاضة الثانية من سنة 2000 إلى 2005م كانت في منتهى العنف المفرط مما أدى إلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تصرح بالتالي :
"لقد تحول جيش الدفاع الإسرائيلي إلى آلة للقتل والتي ذخيرتها وقوتها موجهة إلى إشاعة الرعب والصدمة العنيفة".
إن جيش الدفاع الإسرائيلي أطلق مليون رصاصة على العُزَّل في الأيام الأولى من اندلاع الانتفاضة والتي تتجاوز كثيراً ردة الفعل الطبيعية على هذه الانتفاضة.
ومنذ ذلك الوقت قتلت إسرائيل 3.4 إنسان أعزل لكل قتيل إسرائيل واحد أو مفقود والأغلبية العظمى من القتلى العرب هم أبرياء.
حتى أن نسبة عدد القتلى الفلسطينيين من الأطفال إلى عدد القتلى الأطفال من الإسرائيليين أعلى من ذلك حيث بلغت 5.7 طفل فلسطيني قتيل مقابل طفل واحد إسرائيلي قتيل.
وكذلك قتلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عدداً من المتضامنين الأجانب مع الفلسطينيين (نشطاء السلام) من ضمنهم فتاة أمريكية بلغت من العمر 23 عاماً حطمتها الجرافات الإسرائيلية في آذار 2003م. هذه الحقائق عن ممارسات إسرائيل وُثقِّت بإسهاب وتفصيل من قبل مؤسسات حقوق الإنسان المتعددة من ضمنها مؤسسات إسرائيلية بارزة ولم تكن موضوع شك أو جدال من المراقبين العقلانيين والمحايدين وهذا مما دفع أربعة مسؤولين من (الشين بيت) مؤسسة المخابرات المحلية الإسرائيلية) إلى إدانة الممارسات الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية في نوفمبر 2003م وأحدهم صرح قائلاً "إننا نتصرف بشكل مخزي" وآخر سمي ممارسات إسرائيل بأنها "ممارسات لا أخلاقية فاضحة".
ولكن الأسئلة المطروحة "أليس من حق إسرائيل أن تفعل ما بدا لها من أجل حماية مواطنيها؟".
أليست الأعمال الإرهابية الموجهة ضد إسرائيل سبباً مقنعاً في استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل حتى لو كانت إسرائيل ترد عليها بوحشيه وقسوة؟
في الحقيقة، هذه المناقشة ليست أساساً قوياً لسبب أخلاقي مشترك ومُبرِّر لهذا الدعم الأمريكي لإسرائيل أيضاً. الفلسطينيون استعملوا الإرهاب وسيلة لمقاومة ومقابلة المحتلين الإسرائيليين وأن رغبتهم ونيتهم في مهاجمة الأبرياء اعتقاد خاطئ.
هذا التصرف من الفلسطينيين لا يدعو للغرابة، على أية حال، فإنه نتيجة إلى قناعة الفلسطينيين بأنه لا يوجد أمامهم وسيلة أخرى لتجبر إسرائيل على الانسحاب من أراضيهم .
وكما اعترف ايهود باراك والذي كان رئيس وزراء إسرائيل حيث قال "لو كنت من مواليد فلسطين لالتحقت بالمنظمات الفلسطينية الإرهابية".
وأخيراً يجب علينا أن لا ننسى أن الصهاينة استعملوا الإرهاب نفسه وسيلة لتحقيق أهدافهم عندما كانوا في وضع ضعيف مماثل بوضع الفلسطينيين الآن وذلك إبان حملتهم الأولى من أجل إقامة وطن قومي لهم ما بين أعوام 1944م و1947م فإن منظمات صهيونية عديدة مارست الأعمال الإرهابية كالتفجيرات لحمل البريطانيين على الانسحاب من فلسطين وحصدوا أرواح العديد من الأبرياء في طريقهم هذا.
والإسرائيليون الإرهابيون قتلوا عمداً الوسيط الدولي اللورد كونت فولك برنادوت عام 1948م لأنهم عارضوا طرحة لنظرية تدويل القدس. وعليه يصعب الفصل بين مرتكبي هذه الجرائم بالقتل العمد وبين الإرهابيين المتطرفين.
إن قادة هذه المؤامرات للقتل العمد حصلوا على العفو العام من الحكومة الإسرائيلية وأن واحداً منهم انتخب ليكون عضواً في الكنيست الإسرائيلي .
وقائد آخر للإرهاب الإسرائيلي الذي أيد ووافق على القتل العمد ولم يشترك فيه أصبح في المستقبل رئيساً لوزراء إسرائيل وهو اسحق شامير .
في الحقيقة فإن شامير اعترف بوضوح وقال "لا الأخلاق اليهودية ولا التقاليد اليهودية تحرمنا من أو تجردنا من استخدام الإرهاب كإحدى وسائل الصراع، وأكثر من ذلك فإن الإرهاب له دور عظيم وكبير لنستخدمه في حربنا ضد المحتلين ويقصد (البريطانيين).
إذا استحق الفلسطينيون التوبيخ على أعمالهم الإرهابية في هذه الأيام، فإن إسرائيل أحق بهذا التوبيخ على أعمالها في الماضي. وعليه فإن أحداً لا يمكن أن يبرر الدعم الأمريكي لإسرائيل على هذا الأساس وهذه القاعدة من مفهوم الإرهاب العربي ضد إسرائيل، وعلى أرضية حقيقة إسرائيل الإرهابية وممارساتها المفرطة في الإرهاب وأخلاقها اللا إنسانية في صراعها من أجل قيام وطن اليهود. ربما لم تمارس إسرائيل الإرهاب كما مارسته بعض الأقطار الأخرى في العالم. ولكن الحقيقة الواضحة هي أنها ليست بريئة من الأعمال الإرهابية ولم تكن أعمالها وأخلاقها حميدة ومفضلة على غيرها.
وإن كان مفهوم المنفعة الإستراتيجية والمفهوم الأخلاقي قاعدتان مبررتان للدعم الأمريكي لإسرائيل غير مقنعتان وبعيدتين عن المنطق، فكيف سنشرح ذلك؟
اللوبي الإسرائيلي
إن شرح السؤال المذكور آنفاً وتفسيره يقع في إطار هذا اللوبي الإسرائيلي الذي لا مثيل لقوة تأثيره. تلك القوة التي تكمن في قدرته على التضليل والتأثير على النظام الأمريكي السياسي .
فلو لم يكن تأثير هذا اللوبي موجوداً لما كانت العلاقة الإسرائيلية الأمريكية على هذا المستوى من الحميمية والائتلاف في هذه الأيام .
الحالة الأخلاقية المتضائلة
بعيداً عن الزعم القائل بأن إسرائيل قيمة إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، فإن المناصرين لإسرائيل يرون ذلك لأن إسرائيل تستحق الدعم القاطع من الولايات المتحدة الأمريكية للأسباب التالية :
1- إنها ضعيفة ومحاطة بالأعداء .
2- إنها دولة ديمقراطية ومفضلة على غيرها في دول المنطقة .
3- معاناة الشعب اليهودي من الجرائم السابقة وبالتالي فهم يستحقون المساعدة والمعاملة الخاصة .
4- إن لياقة إسرائيل وتصرفاتها وممارساتها الديمقراطية أرقى من تصرفات وممارسات ولياقة جيرانها الأعداء .
وعلى أية حال، وفي بحث واستقصاء قريب فإن كل واحدة من هذه المبررات أعلاه غير مقنعة .
نعم هنالك حالة أخلاقية قوية للحفاظ على وجود دولة إسرائيل وفي حقيقة الأمر والواقع ليس هنالك خطر على إسرائيل من هذا المنطلق .
لوحظ وعلى نحو موضوعي أن التصرف الإسرائيلي في الماضي وفي الحاضر لا يدعو لأية حالة أخلاقية وإنسانية تستدعى تفضيلهم وتقديمهم على حساب شعب آخر وهم الفلسطينيون .
دعم القوي
دائماً صُوِّرت إسرائيل على أنها الضعيف المحاصر، فداود اليهودي محاصر ومحاط بالعملاق العربي المعادي له، إن هذا المفهوم غُذي من القادة الإسرائيليين ورُسِّخ من الكتّاب والصحفيين المؤيدين لإسرائيل .
ولكن المفهوم المقابل والمعاكس والواقعي والأقرب للحقيقة وعلى نقيض الكثافة السكانية للعرب بالمنطقة على حساب اليهود فإن الصهاينة كان وما زال لديهم التفوق المادي والتكنولوجي والعسكري من معدات وقوات عسكرية خلال الفترة من 1947م إلى 1949م (حرب الاستقلال الإسرائيلي) وأن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ربحت وانتصرت بسهولة وبسرعة على القوات المصرية سنة 1956م وكذلك كررت السيناريو نفسه في حربها على القوات المصرية والأردنية والسورية مجتمعه عام 1967م وذلك قبل أن يبدأ الدعم الأمريكي السخي لإسرائيل .
هذه الانتصارات الإسرائيلية دليل قاطع وبرهان بليغ وساطع ومؤشر واضح على التفوق الإسرائيلي على الدول العربية المجاورة مجتمعه، وكذلك القدرة على التنظيم والقوة العسكرية، وكلها توحي بأن إسرائيل كانت بعيدة عن المساعدة الأمريكية السخية في سنواتها الأولى وبالرغم من ذلك فقد حققت كل هذه الانتصارات بدون هذا الدعم السخي من الولايات المتحدة الأمريكية .
واليوم إسرائيل هي أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، إن أسلحتها التقليدية متقدمة وبخطوات بعيدة جداً عن جيرانها كما وأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك السلاح النووي. فقد وقعت كل من مصر والأردن معاهدة سلام منفردة مع إسرائيل. وكذلك أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لذلك. وسوريا فقدت الدعم من الاتحاد السوفياتي ، والعراق تحطم من جراء ثلاثة حروب مدمرة، وإيران بعيدة مئات الأميال عن إسرائيل والسلطة الفلسطينية الهزيلة أصبح لديها قوات شرطة فعالة نوعاً ما وبالتالي وبالنتيجة فإن إسرائيل أصبحت بعيدة عن أي تهديد لأمنها. واستناداً إلى استطلاع سنة 2005م في جامعة تل أبيب . (مركز جافي للدراسات الإستراتيجية) والذي يتمتع بسمعة طيبة وهيبة ومصداقية، فإن الميزان الاستراتيجي وبدون شك أو جدال يميل كثيراً لصالح إسرائيل واستمر في تفوقه وتوسعه ووسع الهوة بين مقدرته العسكرية وقدرته على الردع وبين قوة جيرانه من الدول العربية مجتمعه وإذا استمر الدعم الأمريكي على هذا المنطق والمستوى التجميعي والتراكمي لصالح إسرائيل فإن الولايات المتحدة بهذا المستوى من الدعم السخي ، تدعم العداء والتوسع الإسرائيلي لا الوجود الإسرائيلي كدولة فحسب .
ما هو اللوبي
إن استعمال "اللوبي" كأقرب عُرْف متفق عليه لتعريف هذا المصطلح قصير اليد لاندماج فضفاض لأشخاص ومؤسسات لعبت دوراً هاماً ونشيطاً لتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه المصالح الإسرائيلية حسب رغبة من يتبنوا هذه المصالح.
إن استعمالنا لهذا المصطلح لا يعني إقتراحاً منا بأن هذا اللوبي هو حركة موحده بقيادة مركزية أو أن الأشخاص العاملين فيه وفي إطاره لا يختلفون في الآراء إزاء عدة قضايا ومواضيع محددة .
إن لب هذا اللوبي هو تفاهم اليهود الأمريكيين الذين يبذلون جهداً ويلعبون أدوراً هامة في حياتهم اليومية لانعطاف السياسة الخارجية الأمريكية لاتجاه تقديم المصالح الإسرائيلية على الأهداف الأخرى وجعلها في أولويات البرامج الأمريكية .
إن نشاطاتهم تطمح إلى ابعد من التصويت للمرشحين الذين يتبنون وجهة النظر الإسرائيلية بل لتضمين هذه النشاطات برسائل مكتوبة. ومساهمات مالية ودعم المؤسسات التي تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية .
وليس جميع اليهود الأمريكيين أعضاء في هذا اللوبي لأن إسرائيل ليست الموضوع البارز والأهم في تفكيرهم . فمثلاً في استطلاع 2004م هنالك تقريباً 36% من اليهود الأمريكيين قالوا إنهم إما "ليس كثيراً" أو "ليس بالقطع" مُنجذبون أو مُرتبطون بدولة إسرائيل. اليهود الأمريكيون أيضاً مختلفون على سياسات إسرائيلية محددة.
هنالك العديد من مفاتيح هذه المنظمات الإسرائيلية في اللوبي


رد مع اقتباس